السبت : 05/05/2007 10:07 م
شعرت بالإنجاز اليوم بعد أن حضرت درس القرآن ، وسمعت محاضرتين أثناء قيادتي السيارة ، وفي قرآة صفحتين من القرآن ، وفي ذهابي للجامعة .
قالت اليوم الأخت التي تشرف على تحفيظنا بأن اهتمامها بالقرآن حفظا ، وتفسيرا ، وتدبرا ، غيرالكثير الكثير من شخصيتها وطبيعتها ، إلى درجة أنها تخففت من غيرتها الشديدة على زوجها !
فكأي امرأة هي لا ترغب بمجيء زوجة ثانية ، إلا أن عيشها في معية كلام الله ، جعلها تتقبل كل أمر يأتي به الشرع .
عجبت لكلامها ، وعجبت للقرآن كيف يغير في نفوس من يتأمله ويتدبره ، فسبحان الله ، كم نحرم أنفسنا من هذا الفيض النابض بالحياة ، وسط انشغالنا بدوامة الحياة الدنيا ومتطلباتها ، ونتناسى أن شفاء كل آلامنا ، وموطن كل آمالنا إنما ينطلق من دفتي كتاب الله الكريم ، فأين نحن منه ؟!
أين نحن منه وسط جبروت المصائب ، وتكالب الهموم ؟!
أين نحن منه وقت الحاجة ، والإحساس بالعوز ؟!
أين نحن منه وسط ضعف الحيلة ، وانعدام السند ؟!
أين نحن منه وسط دموعنا التي شرقنا بها دون مواسٍ ؟!
أين نحن منه حتى وسط سعادتنا ، وطيب عيشنا ؟!
نحن ألفناه ككتاب مقدس ، عرفناه منذ خرجنا للوجود ، لكننا لم نقف عليه ككتاب يشرح لنا سبل الحياة الطيبة على مصراعيها ، ويدلنا على طريق النجاة والسلامة ، ويبحر بنا على مركب السعادة والأنس بالله ، فأين نحن منه ؟! أين ؟!
***
سمعت اليوم في إحدى المحاضرتين كيف كان يرمى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالحجارة ، حتى دميت قدماه الشريفتان ، بأبي هو وأمي حبيب الله !!
تخيلت مشهد مشيه صلى الله عليه وسلم وسط تألمه من وقع الحجارة الحادة ، وأهل الطائف قد وقفوا صفين على جانبي الطريق يستقبلونه بكل قسوة ، وهو مع ذلك كله يمضي في سبيله متألما ، لا مستسلما .
أين آلامنا من آلامه ، وما هي مصائبنا إلى مصابه العظيم ؟! بأبي وأمي أنت يا حبيب الله .
***
إن تأمل هذا الدين ، ما بين دفتي كتابه الكريم ، وسيرة نبيه العظيم ، وصحبه الكرام ، ليفتح في قلوبنا مسارات من الانشراح ، ومنابع للقوة مدفونة بركام الهموم ، والانطواء على الذات ورغباتها ، فهل لنا من عودة ؟!
:idea: :idea: :idea: