الأثنين : 09/07/2007 3:00 م
أحب الشوكلاتة !
أتناولها بحسب المزاج ، فأشتهيها أحيانا ، ولا أقربها أحيانا أخرى ، إنها حالتي العامة حيال كل شيء ، أحب الشيء ولا أرغب فيه ، أطيقه ولا أطيقه ، تذبذب ، وملل سريع ، ورغبة جامحة في التغيير ، متعبة !
حتى الآن لا يستقيم لي المزاج على طول الوقت ، ففجأة أجد إحساسا بالضجر والضيق والألم والحزن ، وفجأة تنطلق كل مكامن السعادة والمرح والإبداع .
صرت الآن أخشى من حالة التحول المفاجئ هذه ، لست آمن الانقضاض الحزين في لحظة مرح ، وأترقب لحظات سعادة في قمقم كآبتي ، وهكذا.. ما بين هذا وهذا ، حالة من المزاجية تغطي حياتي بكاملها ، منذ أن كنت طفلة ، وحتى الآن !
هناك انقلاب روحاني لا بد أن يقوم ، تتبعه انقلابات على المستويات الأخرى ، وربما ستأتي تلقائية ؛ فحينما نركز على تحسين الجانب الروحاني ، تتهذب باقي الجوانب بتوفيق الله .
أحسبني فيما مضى من حياتي ركزت على البحث ، واكتشاف ذاتي ، ونقاط قوتي وضعفي ، ومعرفة عيوبي ومميزاتي ، والتقاط خيوط تشكل شخصيتي ، ومعرفة ما أحتاجه ، وما علي القيام بتحسينه وتعديله.
باختصار .. أصبحت صفحة مفتوحة أمام نفسي ، وعرفت من أنا ؟ وماذا أريد ؟ وما علي القيام به ؟
لقد حفظت هذه النغمات ، حتى كدت أرددها ليل نهار ، غير أنني – وبكل جرأة أقولها الآن – لم أمارس ما تعلمته وفق برنامج ألتزم به مدة من الزمن ، إنني أتلهف لحظتها للتغيير ، ولكنني أفتر ولا أستمر .
لا يعني ذلك أنني لم أتغير ولم أتحسن ، ولم أحقق أهدافا سعيت إليها ، بل قد قطعت شوطا كبيرا ولله الحمد ، ولكنني أقارن ما بين ما أنجزته ، وبين ما كان بإمكاني إنجازه لو أنني التزمت بما قررت .
إنني بحاجة إلى أن أستمر في البرنامج الذي وضعته منذ سنين ، وإني لأجزم بروعة نتائجه ، ولكنه التسويف ، والانغماس في دائرة المشاغل اليومية ، وعدم النظر إلى سير حياتي من بعيد ، بحيث أرقب التحول مع كل خطوة ، وأواصل المسير بمثابرة والتزام ، حتى وإن داهمتني ظروف قاسية ، فالظروف كما يقولون هي الأكذوبة الصارخة التي نحاول أن نغطي بها على عدم همتنا واستمرارنا في تطبيق ما تعلمناه ، والاجتهاد نحو دنيا أحلامنا .
لقد اكتشفت جزيرتي ، وعلي الآن أن أبذرها ، وأحولها إلى جنة تعمر فيها أحلامي ، وسيتأتى لي ذلك بالمثابرة والالتزام ، إنه الحد الفاصل بين أرض واقعنا وأرض أحلامنا ، فمتى سأبدأ ؟!!
لقد وطأت جزيرتي ، وأنتظر صفارة البدء ، كي أحرثها وأعمرها ........