مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

مزرعة السعادة ( يوميات )

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

الأثنين : ‏12‏/03‏/2007‏ 03:07 م​


عندما أكتب إما أعبر عن ماضٍ ولى ورحل ، أو عن حاضر أعيشه ، أو عن مستقبل قادم أتخيله وأتوقعه . ترى ما الذي أريد الإبحار في لججه ؟

أتوق الآن إلى أن أعيش لحظات فيض إلهامي فأكتب ، أو أبتكر وأبدع ، أتطلع إلى ولادة خاصة تنعش همتي للتفكير بأحلامي كرؤية واضحة مرئية ، فكثيرة هي الأهداف ، لكن الغموض وعدم التحديد يسلبها سمة المحفز المثير ، وإن التأمل فيها ، وانهمار الأفكار التي تقربنا من معالمها ، هو ما يحفز ويثير.. ويمنحني الهمة كي أنطلق بها على أرض الواقع .

متى تهمي لحظات الإبداع ، فتشرق في ذهني كبرق يبشر بالخير ؟
سؤال هام...


يرتبط الإبداع لدي بحالة نفسية منتعشة ، أو مستقرة ، هذا الأساس . ويأتيني الإحساس بالانتعاش في أجواء كثيرة !

منها عندما أكون تحت شلال الماء وأنا آخذ دشا ، وعندما أمشي في البر أتأمل اتساع الفضاء ، وامتداد السماء ، وعندما أفكر بطريقة إيجابية متفائلة .


وكم تقتل الفكرة السلبية حالة الإبداع ، فلربما تمرق إلى الذهن فكرة مزعجة ، فتنتفض حالة الانتعاش ، ويتراجع فيض أفكاري المبدعة ، لأحلق وحيدة في سرب من الضيق .
ولكن.. بالإمكان العودة للميدان ، والانتعاش من جديد ، مع إعادة الحالة النفسية إلى مجراها المتدفق . ولدي أساليب لذلك قد تعلمتها من قراءاتي ، وتجاربي .


* * *​

أشعر بالضيق من الانتقاد ، لا أحب أن أسمع من ينتقد تصرفا سلكته ، أو فكرة أبدعتها ، أو رأيا أؤمن به ، أو شعورا يتملكني كثيرا . وليس على الإطلاق ، ولكنني أتضايق في أحيان كثيرة من أن يوجه إلي أحدهم كلمة أرى فيها انتقاصا لذاتي ، لربما هي مجرد وهم أتوهمه ، وليس للناقد أي هدف سلبي ، ولم يقصد الانتقاص مطلقا ، وإنما أتوهم ذلك ! وهذا ما يتعبني .​


هذه حساسية سلبية بلا شك ، فإحسان الظن بنوايا الآخرين وأقوالهم وتصرفاتهم ، يريحنا كثيرا من ثرثرة التحليل الداخلي الذي يهدم التمتع بما أنجزناه ؛ بسبب كلمة أو رأي عابر !

أنتظر الإبحار في عالم من سعة الصدر ، ورحابة البال .. في تقبل آراء الآخرين عن شخصي ، وعما يصدر عني . هي رحلة لا تخلو من صعاب ، ودوامات ، ورياح هوجاء ، إلا أنها تستحق التجربة ، والخوض فيها ، ما دامت النتيجة لصالحنا مؤكدة ، إذ أن النية الصادقة في التعلم ، هي مفتاح الحصول على أكبر قدر من الفائدة ... بإذن الله تعالى !

:bye1: :bye1: :bye1:​
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

الثلاثاء : ‏13‏/03‏/2007‏ 12:45 م


أقضي وقتا في تذكر لحظات سعيدة أتمناها مع من أحب ، أحلم بأن أكون إنسانة في قمة الإحساس بالحبور والنشوة ، أحلم بأن أكون تلك الإنسانة الرائعة التي أراها في بريق عيني الجميلتين .. كم أحبها ! وأرى فيها صورة صاحبة قلب منتعش ، محب ، متفائل ، مبدع ، منطلق بقوة ، شجاع......
رائعة هي.. إنها أنا !
لكن هذه الأنا لا تخرج للمحيط ، كثيرا ما تختبئ خلف سحب التردد ، وصورة عتيقة من الماضي تهجم عليها كي تظل حبيسة ، فلا يرى العالم نورها .

هي رائعة !
لكنها تحب أن تبذر بذورها في الظل ، لا تحت أضواء النهار الصارخة . تحب أن تناجي.. بل أن تناغي روحها بخلوة رومانسية مليئة بالثقة واليقين بوجود عالم الإبداع والنور بداخلها ، إنها تأنس بخروجه في تلك الخلوات الحميمة !


أحبها.. حتى مع اختبائها.. تلك القطة المشاكسة بصمت !!
أحبك..
.....................................​

:in_love: :in_love: :in_love:​
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

الأربعاء : ‏14‏/03‏/2007‏ 10:56 ص

لدي تاريخ انفعالي كبير ! تبرمجت عليه ، حتى احترفته في مواقف الحياة المختلفة . لا أريد لهذا التاريخ أن يستمر ، فلا أحسبه مجدا ، وإنما هو جزء من تاريخ عشته ، وآن الأوان لأستفيد ، وأستخرج رسالته التي علي أن أستوعبها اليوم بعد جلسة اليوغا .
علمتني اليوغا أن أعيش لحظات خالية من أي توتر ، لحظات من السلام والاسترخاء بعيدا بعيدا عن ضوضاء الانفعالات !


وعلى ضوء جلسة اليوم قررت الآتي :

1. أن أستمتع بالكلام الحلو ، فلا أتلفظ بكلمة غير حلوة أو غير لائقة أو جارحة ، وأجعل كلام الثناء ، والحب..على لساني دوما .


2. أن أبتعد عن نقد تصرفات الآخرين ، فإن أحببت أن يغيره ؛ استبدلت نقدي بالدعاء له !

3. أن أبتسم دوما ، حتى مع نفسي .

4. أن أمارس ردود الفعل الهادئة المطمئنة ، فأوقف موجة انفعالية تريد أن تخرج ، ما استطعت ، وبالتدرج ، حتى يتكون لدي خلق " الحلم " .

:icon31:
 

Rouna

ملكة متوجة
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
612
جميلة ومبدعه كما عهدناكى دائما يا بدار..
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

الجمعة : ‏16‏/03‏/2007‏ 08:23 م


لاح لي اليوم تركيزي على ثناء الآخرين ونيل رضاهم وإعجابهم ، في مقابل أنني انشغلت عن التركيز على الرضا الإلهي . وشتان ما بين الحالين.. شتان !!
ماذا سيقول عني عندما يعلم أنني قوية وواثقة ؟ وماذا ستقول فلانة عندما تراني في هذا البهاء العلمي ؟ إنني أسعد بردات الفعل التي أجد منها إعجاب الآخر بي ، وارتفاع قيمتي وقدري عنده . أبحث دوما عما يجعلني رائعة في نظر الناس ، ومتميزة .
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529
السبت : ‏17‏/03‏/2007‏ 09:24 ص​



غيمة ضيق تسري في شراييني ، وتنبض مع مجرى الدم ، وتتوزع هنا وهناك ، وأنا أنكمش معها وأنكمش... أنكمش...
رأسي يدور ، وتدور في ذهني أفكار من شتى المنابع ، تتراقص بجنون ، وتسقيني شرابا مرا..
رحمة لنفس ضاقت عليها الأرض بما رحبت ، وغلقت الأبواب في وجه المسؤوليات والمهام الهامة ! وكل ذلك بسبب حزن قديم انفجر مع لفحات الحاضر الساخنة حتى الغليان ، رحمة لي منها ، ورحمة لوقت يمضي قسرا دون أن أفصله .
 

كيد النساء

مشرفة سابقة
إنضم
19 فبراير 2007
المشاركات
1,446
بـدار

لفت نظري اسم الموضوع بدايةً

مزرعة السعادة .. اسم له رنة عذبة ورقيقة

لكن عندما دلفت هنا وجدت قوة وصلابة .. لكاتبة استمتعت جداً بقراءة الثلاث الأجزاء الأولى من يومياتها ..


لا أدري ماذا أقول لكن .. كلماتك لامست قلبي جداً جداً ...


سأعود الآن لألتهم اليوميات على مهل ....

استمري فالكتابة تساعدنا على فهم الحياة كما يجب ...

سأكون بالقرب دائماً
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529
:fish: :fish: :fish: :fish: :fish: :fish: :fish: :fish:

الحبيبة رونا

سعيدة بمرورك العطر :cupidarrow:

العزيزة أم محمد
أنست بكلماتك الصادقة.. :blushing: كوني معي دوما !

الغالية كيد النساء..
فرحت كثيرا بحضورك البهي.. تابعيني ، فهذا يملؤني غبطة !

أحبكم جميعا :cupidarrow:

:fish: :fish: :fish: :fish: :fish: :fish: :fish: :fish:
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529
الأحد : ‏25‏/03‏/2007‏ 12:16 م

[grade="00008B 0000FF 4169E1 00008B"]عطر رائع يفوح من جسدي ، يستحثني على أن أبوح ببعض مشاعري ، وهمساتي .. ماذا أقول ؟ وموسيقى حالمة تستحث همة الإبداع كي تصوغني مقطوعة جميلة !

أحيانا يكون الاستمتاع بصمت اللحظة هو قمة ما نصل إليه ، وهو فن ، وإبداع ، يستحثه الإنسان عندما يحب أن ينصت لأمواج روحه ، كي يستعيد توازنه العاطفي ، كي يستغني عن الكثير من الثرثرة التي عادة ما تخرج للآخرين بلا مردود إيجابي !


تتحقق هذه القمة مع أجواء هادئة ، ورغبة بالانعزال ، وبخاصة مع وجود معركة من المهام في الخارج تنتظرني ! هي هدنة ؟ لا.. قد ننجز المهام في هذه اللحظات ! وبالأحرى قد نجد أن الكثير من الأمور التي نراها ضخمة ما هي في الحقيقة سوى مهام بسيطة جدا ، وما تحتاجه هو لحظة تركيز فقط . لكن بتراكم المهام البسيطة ، يحلو لها هنا أن تتعانق معا ، كي تصبح كريح هوجاء ، أو كضباب كثيف .[/grade]
* * *​


لحظة جنون..
أحب الجنون ، وهو وصفة فعالة في زمننا ، اسألوا المجربين فقط !
همست لابنة أخي : أريد أن أجرب إحساس الكسول وهو يترك أداء الواجبات حتى آخر لحظة ، ومع خلطة من المبررات المبهرة ! رمقتني بنظرة شك ، ولسان حالها يردد : أنت لن تفعليها !

* * *​


:cupidarrow:​
 
التعديل الأخير:

.-. ذوق .-.

ملكة متوجة
إنضم
10 ديسمبر 2006
المشاركات
959
حبيبتـي ،،
أسـأل الله أن يزيـّـن لكِ حياتك:fish: ..

احبـك :cupidarrow: ..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

‏6:23:16 م

[grade="00008B 008080 4169E1 0000FF"]قرأت قصة بقلم أخت تعرفت إليها اليوم عبر النت ، كانت تتحدث فيها عن أطراف مما مرت به في حياتها . شدتني بعض عباراتها ، ولا سيما مع أسلوبها الجميل . وأكثر ما شدني حديثها عن النية ، هذه الفجوة التي شعرت بها قبل أيام ، وتعاودني بين فترة وأخرى فأسقط فيها متفكرة في حياتي : ما هي نيتي من كل ما أقوم به ، وبما أنجزه خاصة ؟!

لقد رأيت الله قريبا مني وأنا أذكره وأستغفره في خلواتي ، ووجدتني أبتعد عن جنته وأنا أدور في فلك الناس ، وجدتني شغوفة بطلب ثناء الآخرين واستحسانهم ، وجدت نيتي مخلوطة بالسواد في بعض أعمالي ! لقد غابت وجهتي ورسالتي في الحياة في بعض فصول حياتي ، وللأسف ! وهذا ما أجني منه الإحساس بالنقص ، والإحساس بأن أحلامي ضئيلة .

عندما نجعل الله هو وجهتنا ، ستتحول أبسط الأمور إلى أهداف جليلة ، وذات معنى كبير . وعندما نجعل الله هو مرادنا من كل عمل ، لن يهمنا رأي الناس فينا ، ولا بما نعمله ، المهم عندنا هو أننا على طريق رضا الله .

بل إننا عندما نضع الله أمامنا ، ستتبارك جهودنا ، وستنفتح لنا أبواب الدنيا على مصراعيها ، وتأتينا وهي راغمة ، فهي لست هدفنا ، وإنما هي دابة نسير بها إلى نيل رضا الله سبحانه ومحبته .

أمحبة الله هدف زهيد ، أو غاية بسيطة ؟!
لو أننا نستشعر روعة هذا الإحساس ، لتضاءلت رغباتنا الدنيوية من حب الشهرة وغيرها .

انهضي يا نفسي من رقادك الكهفي ، واستجمعي قواك الروحانية ، كي تطيب لك الحياة بسمو النية ، ولتهنئي بروعة التعرف إلى الله ، والسير على دربه : النية الخالصة لوجهه ![/grade]

* * *​
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529
الأثنين : ‏26‏/03‏/2007‏ 12:07 م

[grade="800080 4B0082 DC143C FF1493"]موجة من الخمول العارم ، ومع النهار المضلل بغيوم الشتاء الراحلة كآخر قطرة ، أشعر بعدم الرغبة في التحرك ، ولا سيما مع حجم النوم الذي أحتاجه ، فلقد تعبت هذه الفترة مع كثرة الذهاب والإياب ، ومع السهر وقلة النوم . إلهي ..أطمح إلى انتفاضة تنعشني ، وتطرد عني الكسل . وحتى الدراسة لا أدري عنها شيئا ، أذكر فقط أن علي مجموعة مهام مؤجلة ، والأيام تمضي ، وأنا على قارب التسويف أمضي بصمت اللامبالين ، أو لربما المشوشين .
ما الذي سيجعلني أنهض الآن بقوة كي أكتب على الأقل قائمة بما علي القيام به لدراستي ؟

* * *



ها هي موجة عنيفة مشاكسة من المطر تهمي بنغم جميل لا يدعو إلا إلى اللهو في الخارج بروح طفل لا يفكر بالمسؤوليات .
آه ! ليت لي أن أكون الآن في غابة ، وهذا المطر ينزل بقوة ، أتراكض مع مجموعة من الأحباب بين الأشجار ، نحتمي بها تارة ، ونلهو تحت الرذاذ الصاخب تارة أخرى بلا تحفظ ، كم أحب أن أمارس الحركة العفوية بدافع من الاستمتاع ، وبإطار من المرح . وكم أحب أن أقوم برحلة استكشافية بين الكهوف ، وأدغال إفريقيا ، وجبال الألب . ولربما يحلو لي أن أطل من قمة جبل إلى الأرض ، أجرب متعة الخوف من المرتفعات ، وأقاوم حاجة الأمان التي اعتدت عليها على الأرض المستوية !

* * *

المزيد من الكسل والخمول ، بينما المطر قد توقف برهة ، وها هو يعاود من جديد بنغم هادئ بعض الشيء ، يماثل نغم نفسي المستسلمة لبعض الفتور .

الشيء الوحيد الذي يتحرك الآن هو رغبتي في ان أعبر عن نفسيتي ، وأدونها هنا في يومياتي ، وإني لأجد في هذا بعض الشفاعة لموجة الكسل ، إذ أن هناك ما أنجزه ، فليس ثمة كسل ! وإنما خطبي مع عدم رغبتي في أداء مهام معينة بالإجبار أو ما يشبه الإجبار .

لست أدري متى ستكون انتفاضة نشاطي من جديد ...

[/grade]:cupidarrow:​

------------------------------------------------

سعيدة بإطلالتكك القمرية يا غالية :in_love:
كوني هنا دوما :nosweat:
 
التعديل الأخير:

كيد النساء

مشرفة سابقة
إنضم
19 فبراير 2007
المشاركات
1,446
بدار كلنا نشكوى التسويف ..

هناك قائمة طويلة تنتظر أن القي نظرة عليها فقط ..على الأقل ..

ربما علينا فقط .. أن نخطو خطوة واحدة وصغيرة في كل مرة ..

مودة ووردة لكِ..
 

Rouna

ملكة متوجة
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
612
كلماتك جميلة مثلك يا بدار...
أحبك فى الله..
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

أهلا بك رونا ممتنة لحضورك !
:icon31:​
 
التعديل الأخير:

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

كيد النساء

فعلا هي خطوة ، ومن ثم سننطلق !
سعيدة بحضورك :cupidarrow:

Rouna

كم أحبك وأحبك :cupidarrow:
مستأنسة جدا بطلتك

تحياتي
 

قلب حر

New member
إنضم
19 نوفمبر 2006
المشاركات
1,823
عزيزتي بدار..
كان دورك اليوم..
كل يوم اكتشف موضوعا من مواضيعكم الرااااااااااااائعة ..
اين كانت مزرعتك ؟(لا اترك السؤال)
المهم اني وجدتها ..ولا استطيع وصف مشاعري..
احبك يابدار..وكثيرا..
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

الثلاثاء : ‏03‏/04‏/2007‏ 01:58 م

رحمك الله حبيبي ، أخي قرة عيني ، وسلام الله عليك ما أشرقت شمس على قبرك وما غربت ، وما تنسم مخلوق ، وما نبض قلب .

أخي..
أودعك.. أودع ذكرياتي معك ، أودع نبضا كان يخفق بحب ، كان يحمل همة ملهمة . أحبك ، يا قطعة من قلبي بزغت مع بزوغي للحياة ، أنت مني ، وأنا منك ، وكلانا من أبي ، من أمي ، كلانا نحمل روح أغلى مخلوقين بالوجود .


أخي..
إن نزف قلبي كنزف دمعي ، عبرات شوق ووجد . تلوح أمامي الآن طلتك الجميلة البهية ، نظراتك الحنونة ، ابتسامتك الرائعة ، طولك الغالي ، حديثك الحلو ، فما عساني أن أفعل غير أن أبكي وأبكي ، وأن ألثم طيفا آنسني عندما كان حقا .

بعض أحلامي خفقت بك ، ألهمتني همتك في طلب العلم ، ووجدت فيك زاوية تاريخية أفخر بها ، فمن مثلك يا أخي ، من ؟!


عندما رحل أبي ، وجدت فيك روح الأب بلا مبالغة ، وفهمت من نظراتك كم أنك تحبني كثيرا ، وكم تحب أن يكون أبناؤك مثلي . وقد حملت في قلبي آنذاك همة في أن اكون لهم كما تحب وأكثر ، فهم منك انت حبيبي ، وهم امتداد لنا ، فكيف لا أعتني ببضع مني ؟!

أخي..
رحمك الله ، حفظك الله ، رعاك الله ، آنسك الله ، أسعدك الله في قبرك ، وأناره لك ، ووسعه مده بصرك ، وأسأل الله لك الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عذاب .​

ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأننا ، وكأنهم أحلام ُ​


لا ، لست حلما ، لست وهما ، كنت رجلا صالحا ، وكنت نبضا في بيتنا ، ينقل المحبة بين قلوبنا . كنت ، وستظل ، صورة ، مثالا ، نموذج تقوى ، وهمة ؛ فكم في تاريخ حياتك من نبيل المواقف والمعاني والمبادئ !


رحمك الله أبي.. أخي.. وجمعنا الله بكما في الفردوس الأعلى !

والقارئ يقول آمين .. أجمعين .. :icon26:
 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529

السبت : ‏07‏/04‏/2007‏ 07:41 ص
[grade="0000FF 00008B 4169E1 00008B"]

بكيت مع ابن أختي إذ بكى يريد والده المتوفى قبل أيام ، هو في الثامنة من عمره ، كم مزق قلبي وهو يردد : أريد بابا ! أحتضنه ، وأهدئ من روعه ، لكنه يأبى إلا أن يصاحب والدته في رؤية والده قبل دفنه . رحمت حاله ، وأشفقت على طفولة لم تهنأ بحنان الأب كثيرا ، ورغم كل ذلك فإن رحمة الله أوسع !

موجة من الحزن خيمت على منزلنا هذه الأيام بعد وفاة أخي . أنظر لملابسه التي دسستها في غرفتي كيما يراها أهله فينفلت البكاء والنواح على ذكرى حبيب رحل فجأة . أبصر ابنه الصغير ذا الأعوام الثلاث ، أتذكر كيف كان تعلقه بوالده ، فلم يكن يخرج من المنزل إلا بعد أن يستغفله ، فيسرع خارجا بعيدا عن نظراته . لم يزل حبيبي حتى الآن يصرخ حين يبكي لأي سبب : بابا.. بابا.. ، فهو بالنسبة له الأمان ، ومفتاح كل حاجاته وتحقق آماله ...

ولكنه رحل كأروع ما يرحل إنسان صالح ، بار بوالديه أيما بر ، حريص على الحلال والحرام ، محافظ على الصلوات في وقتها وفي المسجد ، مستسلم لقضاء الله في كل ما يعن في حياته من ابتلاءات ، لم أر مثل صبره في مرضه ، كان يتألم ، ولكنه يصمت في حضرتنا ، وبخاصة بوجود والدتي ؛ كيما ما تشعر بالقلق نحوه !

رحل كأبهى عروس ! فبعد أن اصفر وجهه واختفت ملامحه من الضعف والمعاناة ، رأيته قبل دفنه ممتلئا مستديرا كطلة البدر ! نور يشرق ، والورد على خديه بأزهى لون ! والريح منه علقت بي طول اليوم ، فيا لطلتك الجميلة أخي ، هنأت الأنظار برؤياك ، فلم يعد للدمع أي معنى ، والحمد لله !

يكفي أن والدتي خرجت منك ضاحكة ، متنهدة ، وكأنها تستقبل التبريكات لا التعازي ! كيف لا وقد مات أخي مبطونا ، فلعل الله أن يكتبه من الشهداء .

ينقل لنا صديقه الحميم قول المغسل عنه ، يقول : " عملت في غسل الموتى منذ عام 1980 ، فلم أر ميتا بمثل هذا النور قبله ! ".
الله أكبر ! فلتتساقط كل أوراق الحزن اليابسة ، ولتسقط مملكة الآلام برمتها ، فلم يعد بعد هذه الشهادة من سبيل للتحسر على رحيله .

رحمك الله أخي ، وغفر الله لك ، ورحم الله أبي ، وغفر له ، وأسأل الله أن نلتقي بكما في جنة الفردوس بلا حساب ولا عذاب ، وأن نهنأ معا هناك ، في معية ربي ، على سرر متقابلين ، لا نشقى بعدها ولا نحزن ، بل في دار الأفراح نطرب ، مع جميع أهلينا وأحبابنا ، اللهم آمين !​
[/grade]

:tears: :tears: :tears:​
 
أعلى