نظرت عزة ورمت الكتاب ثم أخذت تفكر فردت عليه
"ودي أجيد القصيد لأبثك عشقى وهيامي
وأبعتلك فيه قبلة وإنت تخير تريدها عالخد ولا البنان
وين ماتخيرتها يازوين كلك موضع يتوق له ثغري ويطلبه كياني"إرسال
وظل هكذا العاشقين على حالها ولن نستطيع أن نجاريهما فقد التهم الحب قلبيهما ونسيا أن هناك قراء ومشاهدين.....................
مضى شهران على خطوبة,,وعزة ونادر على حالهما وإن كانت تحدث بعض المناوشات بينهما ولكن على أشياء تافهة قد تقولوا دلع عرسان ومن ثم يتصالحان...أما قمر فخفت مضايقاتها لنادر فقد اندمجت مع أصدقاء النت..لكن ألحاج يوسف لم يعجبه ان الخطبة تطول لأنه يرى حالة نادر وعدم تركيزه في شئ..فجمع عزة ونادر عنده في البيت وقال لهما
:والله أنا يا أولادي جمعتكما لاني أريد أن أحدد زواجكما خلال الأسبوع القادم
عزة:ماذا ؟؟
أما نادر ظل صامتا وكأن الاقتراح جاي على مزاجه..حتى أنه ابتسم
الحاج يوسف :والله يا بنيتي البيت أصبح جاهزة وطقم النوم موجود ما المشكلة
عزة :ولكن دراستى ..
الحاج يوسف :صدقيني يابنيتى ستكوني أكثر استقرارا بدل ماانتما هكذا..
عزة :ما بنا..
ضحك الحاج يوسف :انا ألاحظ أن المعترض عزة ونادر موافق
عزة أدرات وجهها لنادر وقالت:هل أنت موافق
ناد بابتسامة خبيثة:أنا لا أستطيع أن أخالف عمي أبدا
عزة:حقا...
الحاج يوسف :ها يابنيتى هل أذهب لوالدك لنحدد موعد الزواج..فرصة وأنتي في إجازة مابين الفصلين...
عزة لم تجد مهرب:كما ترى...
ولكزت نادر وقالت له هامسة:سأريك..
أما الحاج يوسف اتصل على أبو سامر وطلب منه موعدا الليلة....
أغلق السماعة وقال لنادر:جهز نفسك الليلة لنذهب إلى خالك..
قام نادر وقال له:حاضر ياعمي هل من خدمة أخرى..
الحاج يوسف :بارك الله فيك يابنى ماقصرت
فخرج نادر وعزة مسرعين..وبقى الحاج يوسف لوحده وتأمل الباب الذي خرجا منه وقال:كم أود لو كنت لقمر يانادر ثم تنهد ووضع رأسه على الكرس وأغمض جفنيه وسرح في هذه الدنيا الناقصة دوما..
........................................................................مرت الأيام وقد تحدد عرس نادر وعزة وأخذت العائلة تعمل بجد واجتهاد لكي يكون الفرح من أجمل مايكون وفعلا الكل شمر عن ساعديه وبدأوا في التجهيزات من حجز صالة وحجز البدلة البيضاء والكوافير..ولقد اشترط نادر أن يكون فرحه إسلاميا..هناك من عارض وهناك من أيد لكن في النهاية مشى كلام
وقد أتى اليوم المنتظر
وفي الصالة..انتظر المعازيم زفة العروس والعريس كان الكل يراقب الباب الذي يدخل منه العروسان...
وبدأت الأغاني الإسلامية المخصصة للأفراح وبدأت الصالة فدخل العروس والعريس وقد بدأ الحفل بالأسماء الحسنى...ووانتهت الزفة فجلس العروسان على الكوشة وقد بدأت سماح بالرقص والفتيات الصغرات بالقص ومن ثم أم عزة رقصت قليلا ..وبعد ذلك نزلوا العروسة فقامت قمر لترقص ولكنها أبدا لن تستطيع أن تغلب عزة في الرقص ...وبعد ذلك أحضروا الكعكة وقطعوها....ووزعوا عل المعازيم الكيك...بعد ذلك لبس نادر عزة الذهب وقد رقص معها قليلا بعدما ألحوا عليه ثم جلسا وظل الفرح قائما حتى حضر والد عزة ثم جلس بجانبهما فقال:هذه عزة يانادر أنت أخذت مهجة قلبي والله أنا منذ أن حددت معاد الفرح وانا كل الليلة أبكي حافظ عليها ياولدي ثم قبل جبينها..وأمسك يدها وأنزلها وأعطاها لزوجها ليخرجا بزفة حتى وصلا سيارة العرسان....ثم أخذتهما لعش الزوجية....
...........................................................................................زز
وفي عش الحبيبان
أمسك نادر يدا عزة وقبلهما فقال:مبارك علينا ياحبيتى..
أمسكت..عزة وجهه ومن ثم رمت نفسها في حضنه...بعد ذلك
ابعدت نفسها عنه قليلا ثم قالت لم أصلى العشاء ..فوقفت أمام المرآة وأخذت تزيل المكياج اما نادر فقد ذهب للحمام وأغتسل وتوضأ...وبعده دخلت الحمام واغتسلت وتوضأت...
ومن ثم أم فيها صلاة العشاء ومن بعد ذلك صلى بها ركعتين...ثم قام وأمسك يديها وسحبها بحنان إليه ومن ثم وضع يده على جبينها وقال :اللهم أسألك خيرها وخير ماجبلتها عليه وأعوذ بك من شره ومن شر ماجبلتها عليه,اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا..ثم بدءا حياتهما الزوجية بكل حب وحنان وعاطفة وقد أمتزجت روحه بروحها للأبد...وقد عاشا حياة زوجية يكللها الحب ويتوجها الإيمان ولكن هذا لايمنع من حدوث بعض المناوشات والتوترات والخصام أحيانا لكن أبدا ماخرجت مشكلتهما من باب البيت..فقد عاشا معا ثلاث سنوات وقد كانت أنجبت منه أنثى سماها غيداء....وفي يوم ما بعد هذه السنوات الثلاث قد حضر نادر لعزة
وقال لها:إن الدين يناديني ووالله لولا الجهاد ما تركت فضاك يا أغلى من أحب..
قفزت عزة :وأمسكت بياقة قميصه ماذا تقصد...
نادر:احتواها بين ذراعيه..والله يازوجتى إنها عملية استشهادية نخطط لها من شهر وقد حان وقتها وأنا لي أشهر أرتب في وضع المصنع..وقد كنت لا أريد أن أخبرك وفي نفس الوقت لا أريد أن تأخذك المفاجأة....و...صمت قليلا..وقد كانت عزة متشبثة فيه وتبكي بحرقة وقالت بصوت مخنوق..هل ستتركنى وحدي أنا وابنتي..
نزلت دموعه وقال:هنا رب في السماء يحفظ من يحفظه فاتقي الله ولا تقلقى فالملتقى الجنة...وأخبري غيداء أننى كنت أحبها جدا وسوف أنتظركما في الجنة ياقمري ونور حياتي
لم تعترض عزة..لم تنبس ببنت شفة بل تشبثت به فحملها نادر ووضعها على السرير..وظل يحتويها بكل كيانه...وظل هكذا حتى غلبها النعاس فوضع لها رسالة لها ورسالة كتب عليها تسلم إلي يد قمر بعد ونبأ استشهادي وأرجو أن لا يفتحها غيرها وقبلها من جبينها ومن ثم احتضن ابنته غيداء بقوة...وخرج.......
استيقظت عزة منتفضة على صوت أذان الفجر, فلم تجد زوجها فأخدت تبكي وتبكي فوجدت الرسالتين..أما رسالة قمر فوضعتها تحت المخدة أما رسالتها ففتحتها
"وزوجتى الغالية والحبيبة......
أدمى فؤادي وأسال دمع مقلتى*لما رأيت جراح أمتى
أرافضة تذبح أهلنا بعراقنا *ويهود تقتل أحبتي بمدينتى
عذرا فقد غلبت محبتها كل محبة..تلك العقيدة مقصدي
فحبيبتى الغالية قد تكون تسارعت الأمر لنساق إلي قدرنا ولكن هذه ليست النهاية ياعزة الجنة هي الدار وهي الموعد..لن أوصيك على غيداء هى قطعة منى وذكرى لك مني فحافظي عليها وأيضا إخوتي تابعي أمورهم وكوني خير أخت لهم بعدي..أنا أعتمد عليك وأعرفك قوية ومؤمنة
أما عمي يوسف فقد رتبت كل أمور المصنع مع صديق لي أمين كوني بجانبه ياعزة أنت خليفتي في هذه الدنيا..وسأنتظرك بإذن الله بجوار ربي وماقاتلت أوقتلت إلا لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله...الذي حبه فوق كل حب.....
بحبك موووووووووووووووووووووووووووووووت ياأميرة عمري
دعواتك دوما بأن يقبلنى الله شهيدا.....نهاية الرسالة أرجو أن لا يفتح لي بيت عزاء أو أو أن تنوح نائحة..أو أن تعلق لي صورة"
احتضنت عزة الرسالة وظلت تبكي ثم قامت ووتوضأت وظلت تصلي....حتى شروق الشمس... ظلت على حالها هذاللساعة العاشرة حتى ابنتها استيقطت فحملتها وأعطتها الرضعة..وظلت في حضنها....وإذا بها تسمع صراخ في المنزل وصياح ومن بعدها طرقات على باب غرفتها
فإذا هي سماح..لقد...استشهد نادر ياعزة استشهد نادر..الأن أعلنوا عن اشتباكات على الحدود وا‘لنوا تفجير جيب ومقتل الإستشهادي وجرح آخر واعتقاله..إن الشهيد هو نادر....واحتضنتها ومن بعدها دخلت قمر وقالت لسماح:هل ماسمعت صحيح..
قامت عزة بعد أن أزاحت عنها سماح ....
ثم أمسكت الرسالة وقالت:هذه لك من نادر...
تراجعت قمر للخلف ماذا لي أنا....ثم أمسكت الرسالة وفتحتها...
"أختى العزيزة :قمر..لقد عاهدت أبيك أن أكون خير أخ لك ولكن للأسف لم يسعفني الوقت لأن أقوم بواجبي..نحوك فأردت أن أخبرك شيئا..أنت ياقمر حقا فتاة فاتنة وجميلة وصدقيني لو لم أكن أحب عزة لكنت فكرت فيكي...ولكنها حبي وثمرة فؤادي..أما انتي ياقمر..فأرجو أن تتوجي هذه الفتنة والجمال وتصونيها بالدين الأخلاق..حتى يأتي من يحبك ويصونك..فلي رجاء أن تسامحيني إن أخطأت في حقك..وأن تقرئي الكتاب الذي أعطيتك إياه و أن تلتزمي بأخلاق الفتاة المسلمة حتى لاتذهب قمر لمن لا يستحق....أخوك نادر................................
أمسكت قمر الرسالة وظلت تبكى وقالت :حاضر يا أخي حاضر... وثم ذهبت إلي عزة واحتضنتها,,,,,,وتجمع الجميع في غرفة...أما عزة فكانت الأقوى..فكانت تردد على لسانها "اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها ..وإنا لله إوإنا إليه راجعون,,,واللهم اجمعني بعمي وزوجي في جنات الخلد عندك...................................
وسارت الأيام وارتحلت...وهي تحمل لكل إنسان قصة بها الكثير من العواصف والفتن..وأيضا فيها الحب والأمل ...ولكن يبق البطل من يتق الله ولا يجعل المصائب أن تنال منه..
تمت بحمد الله
نهاية الرواية أرجوا أن تنال أعجابكم وأتقبل كل الأنتقادات...........................