بدار
ملكة متوجة
- إنضم
- 28 ديسمبر 2006
- المشاركات
- 1,529
الأثنين : 22/01/2007 09:26 م
مر! اليومُ جميلا ، أحسست بطعم الإنجاز ، فلقد نجحت بمواد الدراسة بجدارة ، وهنأت نفسي وكافأتها بجلسة مساج لقدمي ورأسي ورقبتي ..
في جلسة المساج تخيلت أن الهموم ترحل مع الضغط العميق والبطيء على بعض المناطق.. تخيلت تيارا من الماء يذهب بها ، لأتخفف من حملها ، فخرجت وأنا خفيفة أتنهد بعمق .
اشتريت بعض الأطعمة الصحية ، واشتريت السنفرة واللوشن ! واشتريت أشياء أخرى من ضمن قائمة طلباتي .. قمت بإنجاز طيب ، لقد دللت نفسي بعض الشيء ، إنني أستحق .
فرحة غامرة سرت في جسدي عندما أخبرت الأهل والأحباب بخبر نجاحي الجميل ، أحب أن أجد من يشاركني فرحي ، وحزني كذلك .
أحيانا أرغب في أن أُشرِك الآخرين بمشاعري ، يسعدني إحساس التمازج الوجداني ، والأنس بمن يتناغم معي . الاقتراب من الآخرين ، واقترابهم مني ، نعمة جليلة ، ها قد انطلقت إلى حياتي عندما قررت أن آنس بهم وأؤنسهم بي ، فالمؤمن كما يقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام "مألفة : يألف ويؤلف " . تعريف رائع ! المؤمن إنسان محبوب ، يحب الآخرين ، ويحبونه ، وكثيرا ما نتقبل شخصا منذ اللقاء الأول ، ترى عليه سيما القبول والألفة ، إنها سمة عزيزة ، قلما يتقنها الناس ، وقلما يسعون إليها ، لأن همهم عادة ما يتجه نحو المصلحة ، أو تفحص الآخر بفضول ، وما أتعبه من سلوك !!
وأما همُّ "المألفة " فهو أن ينفتح على الآخرين بحبه ، وبرغبة الخير لهم ، فيسلم ، ويبتسم ، ويبش ، ويرحب ، ويتقبل ، ويـُقـْبـِل ، وينسجم ، ويتفاعل ، ويتعاون ، ويتعاطف ، وينصت ، ويعطي ، ويمنح ، و...
ولا يعني كل ذلك أن ينسى الإنسان نفسه ، وأن يعيش للآخرين ، وإنما هي مسألة تعامل وسلوك مع الآخر ، فيكون التعامل من منطلق حب ، لا من منطلق ضعف ، وشتان شتان ما بين الحالين !
مرّ بي أناس سعدت بمساعدتم ، والتعاطف معهم ، والإنصات لهم . ومرّ بي أناس ندمت على أنني لم أقل لهم : لا ! إذ أن هناك فئة تسحقك عندما تلبي لها طلباتها ، هناك أشخاص يحترمونك تماما عندما ترفض طلبهم ، وإن لم يبد الاحترام واضحا ، وإن تظاهروا بعدم الاكتراث لك...
:icon26: :icon26: :icon26:
لم أعتد سماع الأغاني ، تعودت على ذلك منذ زمن ، والآن.. أختلس السماع إليها بعض المرات ، وأنفعل باللحن والكلمات ، حتى لأذرف بعض الدموع ، وبخاصة بعد انفصالي .
الأغاني تؤجج الانفعالات ، حزنا .. فرحا.. ألما.. بهجة.. اضغط على اللحن المطلوب ، وانفعل معه ! كنت أتحمس مع بعضها ، وأجد في داخلي همة تتراقص باندفاع ، وكنت أبكي مع بعضها الآخر وأتألم بإحباط .. ترفعني.. تخفضني.. ثم ماذا ؟!
ضحكت من نفسي .. بل لربما تألمت ! إنني أتأثر بسرعة ، كأنني لم أزل مراهقة تعشق الضحك الصاخب ، والبكاء الطاغي.. !!
نعم.. لم أعتد سماعها .. يا لها من نعمة !
ولم أكن أشعر بعد سماعها لفترة طويلة نسبيا بشعور طيب ، كان قلبي ينغلق ، أشعر لها بثقل يجثم على صدري ، لذا.. لا يمر أكثر من يوم .. يومين.. ثلاث.. حتى أهجرها مجددا .. رغبة بالعودة إلى إحساسي بالاطمئنان والسلام ، ففي الحياة الكثير مما يجعلنا ننفعل .. يكفي !!
أقارن بين حالي عندما أندمج معها ، وحالي عندما أندمج بالذكر ، سبحان الله.. هناك بون شاسع ! الأولى تثيرني ، وتجعل قلبي يرقص على لحنها بعنف ، وينقاد لذبذباتها ارتفاعا وانخفاضا .. مسكين
أنت يا قلبي .. كأنك نعجة أمامها ..لا تعي منها إلا لغة الانفعال ! وهل هي أكثر من ذلك ؟!
لست أشك من أنها تنفع أحيانا في تفريغ موجة انفعالية مكتومة في الداخل ، فهنا يأتي دورها كي تدغدغ هذا المختبئ ، فيطفو للسطح كي نتحرر منه ، وأما عندما يصبح سماعها عادة وإلفا ، فههنا ههنا تصبح حديدا سائلا يصب على مسارات القلب ، لينغلق .
عندما أندمج بالذكر.. يطمئن قلبي ، وتنفتح مساراته ، تهدأ انفعالاتي ، أنظر للحياة كتجربة مدهشة جميلة ، ومع كل حدث هناك كنوز سنصل إليها .
أحتاج الإحساس بالطمأنينة دائما ، ولا أحتاج الانفعال إلا بأوقات معينة .. هي الحياة المتوازنة هكذا..
وانتظروني على جناح :icon26: شوق.. وعالم ثري بالمعاني والمغاني ! :icon31:
بدار