مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

مذكرات لقيطه

إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
في ذلك اليوم استيقظنا على صراخ أحد الأطفال
كان يصرخ بصوت عالٍ وعندما ذهبت لاستطلع الأمر
وجدته ضيف جديد وعلمت أنه جاء من أسرة بديلة لكنه لم يكن يريد المجيء
فكان يبكي ويبكي بصوت عال ورفض الأكل ولايجعل أحديقترب منه حاولوا الأمهات
والمراقبات أن يسكتوه ويحضنوه لكنه كان يرفض جميع المحاولات ...
أحضروا له الألعاب والحلوى وبقية الأطفال في عمره لكن كل تلك المحاولات لم تنفع معه ...
بل ظل طوال اليوم يبكي ويرفض الأكل وبالمقابل كان والده يتصل على الدار ويبكي مطالبا
باسترداده وكان يدعو على من تسبب بفراق ابنه عنه بعدم التوفيق ....
طبعا لم يكن والده الحقيقي بل كان والده الذي رباه وتبناه منذ أن كان حديث الولادة حيث كان الأب
متزوج من سنوات طويلة لكنه لم يرزق بالأطفال فتوجه للدار وتبنى طفل حديث الولادة ورباه حتى اليوم
الذي سحبت فيه الحضانة منه وكان عمر الطفل آنذاك عشر سنوات ...
والسبب في سحب الحضانة أن الأم البديلة توفيت وانتقلت لرحمة الله مما جعل الدار يسحبون الحضانة
من الأب بحجة عدم استيفائه للشروط ولأنه لن يكون قادرا على تربيته وأن الطفل بحاجة لأم فأحضر للدار
رغما عن الأب والطفل مع أن الأب لم يكن مقصرا معه ولكن أيضا كان وضعه الاجتماعي أقل من متوسط
وهنا الدار تحب السيطرة ولو كان الأب ذا منصب أو وضع مالي ممتاز لاختلف الأمر لأن هناك من أبناء الدار
من يقيمون في أسر غير مستوفية للشروط ولكن نظرا لوضعها أومركزها الاجتماعي يتم التغاضي عن تلك
الشروط بينما هذا الأب المسكين الذي كان يحب الطفل ويعامله بكل طيبة لم يسمح له بحضانة الطفل
حاول كثيرا أن يسترد حضانته ولكن دون جدوى كان يكلمه بالهاتف فيبكي ويبكي الطفل معه ...
كان وضعهم مأساوي جدا ويدمي القلب قال الأب إذن سأذهب وأنتقل للسكن مع أخي المتزوج
كي تقوم زوجة أخي برعاية الطفل وتحل محل أمه لكن الدار لو يوافقوا على تلك الفكرة باعتبار أن
منزل أخيه غير ملائم ومزدحم بالأطفال ولن يحظ بالرعاية الجيدة هناك زعما منهم أن الدار رعايتها أفضل
رغم أن الجو السري هو الأهم فلن يموت من الجوع لأنه على الأقل مصروفه الشهري الذي يعطى
للأسرة البديلة كاف للغذاء وهو مبلغ 2000 أو 1500 ...
مرت الأيام وبعد مدة بدأ الابن بالتأقلم وذلك بعد أن أخضع لتهيئة نفسية وأصبحت زيارات الأب أقل من قبل
ثم انقطع فترة عن الزيارة دون أن نعرف السبب وفوجئوا الدار بفي أحد الأيام
بقدوم أخيه للدار يخبرهم أن والد الطفل في المستشفى
وأنه يريد أن يرى ابنه فعلا تمت زيارة الابن لوالده في المستشفى ومرت شهور وهو يزوره
بعدها توفاه الله وأسأل الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ...
كنت أشفق كثيرا على ذلك الأب وحتى يومنا هذا لم أستطع نسيانه مازلت أذكره كان يمثل نموذجا رائعا
للأب وحتى يومنا هذا مازلت أتعجب من موقف الدار منه كنت أرى أنه يستحق الحضانة بجدارة لأنه يملك
مشاعر الأبوة التي لن يعوضوها الدار له ...
مازلت أسألأ العديد من الأمهات عن سبب منع الدار لحضانته ظننت أن هنالك سببا أقوى يستدعي سحب
الحضانة منه لكن الجميع أكد لي أن السبب وفاة الزوجة ...
اكتشفت أن الإنسان الضعيف والفقير في هذه الحياة لايستطيع أن يدافع عن نفسه ولا حتى عن أبسط حقوقه
فهناك أسر لا تستوفي الشروط ولكن الدار تسمح لها بالحضانة إما بسبب الواسطة أوالمركز الاجتماعي
رغم أن بعضهم يريد أن يتبنى فقط من أجل أن يكبر في عيون الآخرين بل بعضهم يهملون الأبناء الذين
يكفلونهم ......
فعلا هناك أشياء تبدو غريبة والإنسان الضعيف في هذه الحياة مهضوم حقه .....
__________________
كالعادة ضيف جديد وما أكثرهم ضيوف الدار لكن الغريب أن الضيف هذه المرة
لم يكن لوحده بل كانت معه والدته ...
كان طفل صغر عمره لايتجاوز العدة أشهر ومعه والدته كان غير شرعي ووالدته
أدخلت المؤسسة لتقضي محكوميتها خرجت بعد عدة أشهر وفي اليوم الذي تم فيه
الإفراج عنها حضر والدها ليستلمها ويصطحبها معه وبينما تم إنهاء الإجراءات اللازمة
تفاجأ الجميع أنها ترفض التنازل عن ابنها غير الشرعي ...
حاول الأب إقناعها لكنه لم يستطيع ولا أحد يتسطيع إجبارها على التنازل والدار لا تستلم
الطفل إلا بعد تنازل الأم عنه وهي ترفض التنازل عنه لأنه ابنها حتى وإن كان ثمرة خطأ
ارتكبته ترفض أن تتنازل عنه وقالت ابني وسأربيه ولن يربيه أحدا غيري لن أودعه بملجأ
واستمتع بحياتي وسأتحمل نتيجة خطأي وسأتحمل نظرات المجتمع القاسية لي وإن كنتم
تخشون العار فالعار وقع والكل عرف بمصيبتي ولن أعالج الخطأ بخطأ ...
أنا تبت وسأصلح خطأي وسأربي ابني ....
رفض الأب استلامها هي وابنها خيرها بينه وبين ابنها , وضعها بين نارين إما أن تترك ابنها
لتعود معه وتبدأ حياة جديدة وإما أن تبقى بجوار ابنها وتفقد أسرتها ...
لم تفكر طويلا وقالت ابني ولن أتخلى عنه ووضعت والدها أما خياراتها هي وقالت إما نذهب
معك أنا وابني أو لن أذهب بمفردي ...
اشتد النقاش لم يستطع أحدهما أن يقنع الآخر وفي النهاية رفض الأب استلام ابنته ذهب
وتركها هي وابنها في المؤسسة ....
طبعا هنا تدخلت وزارة الشؤون الاجتماعية فتكفلت بالبنت وبابنها وأودعتهم معا في دارنا
كانت لها غرفة مستقلة مع ابنها ووفرت لها الدار عملا في نفس دارنا ...
فأصبحت تعمل وتنفق على نفسها وعلى ابنها وتعتني به كثيرا والدار توفر لها كل احتياجاتها
هي وابنها مرت الأيام وأصبحت تلك الفتاة صديقة وأخت وأم لكل من في الدار أسرت الجميع
بطيبة قلبها كانت خلوقة جدا والتزمت وتقربت إلى الله كثيرا ...
كنا نراها تصلي وتدعي وتتضرع إلى الله ليلا ونهارا يبدو أنها تابت وندمت على كل مافعلت
مرت الأيام وسمعتها كانت رائعة في الدار وبعد مدة تقدم إليها رجل يقال إنه على دين
وخلق سمع بقصتها من قريبة له تعمل في الدار وتقدم لخطبتها ووافقت على الزواج منه
بشرط أن تربي ابنها وأن يقبل بذلك وافق على شرطها تزوجت وانتقلت معه لبيتهم
ومنذ ذلك اليوم لم أرها وانقطعت أخبارها عنا ....

قوانين الدار تمنع الأمهات من معاقبة الأطفال حتى وإن أخطأوا الم ليس لها صلاحية العقاب
ودورها أن تبلغ الأخصائية والأخصائية بدورها تقوم بمعاقبة الطفل حسب لائحة الأنظمة ...
لكن مع ذلك لا أحد يتقيد بالنظام وكل أم تعاقب أطفالها وكن يتذمرن كثيرا من تلك الأنظمة ويردن
أن يكن لهن صلاحية في عقاب الأطفال ويعترن ذلك نوع من التربية والتأديب ولا أعتقد أن هناك أي أم
لم تعاقب أطفالها في الدار بعضهن كن يقولن أنهن يعاملن أبناء الدار كأبنائهن ويعاقبونهم كعقابهم لأبنائهم
وبعضهن لم يكن لديهن أبناء ومع ذلك يقولن لو كان لديهن أبناء فسيربينهن كتربيتهن لنا .....
وكل أم لها طريقة معينة في العقاب بعضهن كنا نخشى منهن كثير وعقابهم كان قاسٍ جدا
ضرب وحبس وحرمان من كل مانحب ويزداد العقاب حسب الخطأ الذي اقترفناه ...
كنا أحيانا نشعر أننا لم نخطيء ولا نستحق العقاب ومع ذلك نعاقب وفي نفس الوقت نخشى أن نبلغ
عن تلك الأمهات ونخشى أيضا عليهن من الفصل فكم أم فصلت بسبب علم الإدارة عن عقابها للأطفال ...
كانت هنالك أما تعاملنا وكأننا في مدرسة ولسنا في بيوتنا تريد منا الجلوس بانتظام والأكل بانتظام
والاستئذان عند الذهاب لأي غرفة لاتريدنا أن نلعب ولانصدر أي إزعاج لا تريدنا أن نضحك بصوت عال
ولا نتحرك كثيرا تطلب منا الجلوس بصفوف منتظمة أمام التلفاز وحين تدخل المراقبة وتسألها عن سر
انتظامنا وهدوئنا غير المعتاد عند بقية الأمهات تجيبها بأننا لعبنا حتى شبعنا وتعبنا ثم طلبنا منها
أن نتفرج على التليفزيون كانت تكذب أمامنا ونسمع كذبتها على المراقبات ونصمت ولكن حين نكذب نحن
تعاقبنا وتقول لنا : حسبي الله عليكم يا الكذابين تبغون ربي يحطكم في نار جهنم ...
ماتدرون إن الكذب حرام ؟؟؟؟ وإن الكذاب يروح النار ؟؟؟
مرات كثيرة كنت أتمنى أن أخبرها باننا تعلمنا الكذب منها ...وددت لو أسألها لم تكذب على المراقبات خافت من الإدارة ولم تخف من عقاب الله ولا النار وتطلب منا أن نخاف ...
تلك هي المشكلة الأزلية التي كنا ومازلنا نعاني منها وهي تناقض الأمهات وأيضا اختلافهن واختلاف
طريقة تربيتهن لنا فإحداهن تعطينا قدر من الحرية والأخرى تمارس الكبت علينا وأخرى قاسية وأخرى حنونة
وهكذا .....
في إحدى المرات وفي المدرسة في حصة القراءة كانت المعلمة تطلب منا أن نكتب على السبورة كلمات
إملائية ومن تخطيء منها نصحح لها خطأها وحين جاء دوري وخرجت على السبورة وكتبت الكلمات التي
طلبتها مني انتبهت المعلمة إلى علامة على أصابعي بسبب ضرب إحدى الأمهات على ظاهر كفي
بملعقة الطعام فنادتني وسألتني عن السبب وحين أخبرتها قالت قولي لتلك الأم المعلمة تقول لك
" فاما اليتيم فلا تقهر " فحفظت الآية وحين عدت للدار ذهبت لأمي وأخبرتها بماقالته لي المعلمة
لم اكن أعلم أن ذلك سيغضبها فهنا ثارت علي وجن جنونها وأخبرتني عن السبب فأخبرتها أني لا أعرف
وفعلا لم أكن أعرف لمَ طلبت مني ذلك خصوصا أنني كنت في الصف الأول ولم أربط بين حادثة يدي والآية
وبعد عدة استجوابات علمت أني أخبرت المعلمة أنها ضربتني وغضبت جدا وطبعا كعادتهم حين يخطيء
أحدنا يخاطبوننا بصيغة الجمع وربما لأن الشر يعم فقالت لي :
ياناكرين المعروف ياعيال الدار هذا إنتم بس تحبون تتشكون وتسوون أنفسكم مساكين ومظلومين
كباركم وصغاركم مثل بعض , الجميل والمعروف تنسونه هذا إحنا كل يوم نهتم فيكم ونوكل ونشرب ونلبس
ونروش ونمشط وندلع وماتروحون وتعلمون بس يوم نطقكم على طول تروحون تعملون ,,
تحبون الفتنة والمشاكل كم مرة أقول لكم الفتنة أشد من القتل .....
رايحة وفاضحتنا عند الأبلة ومعلمة علي عشان ضربتك الحين تحسبنا بس مجمعينكم بغرفة ونضرب فيكم
ليل ونهار على بالها إنكم مظلومين ومعذبين ماتدري إنه محد يقدر يسوي لكم شي .......الخ
واستمرت في تهزيئي ونص الكلام اللي قالته حافظينه من كثر مانسمعه حاولت أفهمها إني مافتنت عليها
لكن مو راضية تصدقني سكت وخليتها تكمل تهزيئها ...
الأمهات أيضا بعضهن كن مظلومات عندما كنت صغيرة كنت أعتقد
أن كل الأمهات قويات ومتسلطات ولايخافون من شيء ولا يهمهم أي شيء
كنت أرسم صورة لهن وأعتقد أنهن أقوى من كل شيء ...
كنا نحبهم ولا أعتقد أن أحدنا يكره أي أم ربتنا حتى ولو كانت قاسية بعض الشيء
فكل الأمهات التي عرفتهن رغم تعددهن واختلافهن إلا أنني أحببتهن فكل واحدة منهن
حتى وإن كانت قاسية نجد في قلبها حنان وفي بعض المواقف يتضح لنا أنهن فعلا يحببننا ....
عندما كبرت أدركت أن أغلب تلك الأمهات كن مظلومات ومسكينات بل ضعيفات وكل واحدة منهن
تحمل هما بداخلها ....
هناك منهن من تعمل لأجل أن تنفق على أبنائها الذين تخلى عنهم والدهم بعد طلاقها
وأخرى تنفق على أمها وإخوتها بعد وفاة والدهم , فكل واحدة منهن كان لها قصة مع الكفاح والأسى
وكن يجدن من وظيفتهن مايسد رمقهن , كلهن كن يحرصن على الوظيفة أكثر من كل شيء
فوظيفة حاضنة لاتتطلب واسطة ولا شهادة ولا أي شيء كبقية الوظائف وأي واحدة بإمكانها أن تكون
أما في الدار حتى وإن كانت أمية لاتجيد القراءة والكتابة ...
واكتشفت أن أغلب الأمهات خاصة اللاتي لايمكلن شهادات كن يتحملن الكثير من أجل الحاجة
فلولا حاجتهن لتلك الرواتب الزهيدة لما بقين في الدار كثيرات منهن كنت أسمعهن يندبن حظهن
ويسألن الله أن يرزقهم بوظائف تغنيهم عن رواتب الدار الزهيدة والتي يصاحبها الكثير من الإهانة ...
في صغري كنت أعتقد أن الأم شيء مبجل وأنه يجب احترامها وتقديرها لأنها تربي وتعلم وتنشيء أجيال
كنت أراهن أمهات حتى وإن قسون على الأقل تحملن الكثير منا وقمن بتربيتنا بعد أن تخلوا أمهاتنا عنا ...
كنت ومازلت أنظر لهم نظرة احترام أتغاضى عن توافه أخطائهن فهن في النهاية بشر يصيبون ويخطئون
وعندما كبرت أدركت أن تلك الأمهات لايجدن التقدير الذي كنت أنه لهن بل الإدارة وبقية الموظفات الأعلى
شأنا منهن والمعلمات والأخصائيات يعاملهن بكل ازدراء ويكلفنهن بمايستطعن ومالايستطعن ...
مرات كثيرة كنت اقف في صفهن ومازلت أقف معن كثيرا ليس تحيزا لهن ولكن لأنني فعلا أرى كم هن يتكبدن
الكثير ساعات عمل طويلة ومهمام لاتنهتي وأي تقصي رتعاقب عليه لايسمح لها بالراحة ولا النوم ولاحتى
الاسترخاء ربما يعتقدون أنهن آلة أو ربما لأنهم يعلمون مدى حاجة تلك الأمهات للرواتب فيتعدون الإثقال عليهم
لأنهم متأكدين أنهن لن يرحلن ....
أحيانا ينعكس سلبا علينا كل ذلك الإزدراء والإساءة التي تلقاها تلك الأم من الإدارة والضغوط الأسرية
التي تعاني منها وضغوط العمل التي لاتنتهي تجعل بعضهن ينفعلن عند أدنى سبب ...
أمهات كثر تم فصلهن ربما بعضهن يستحقون الفصل ولكن بعضهن الآخر كن مظلومات كم أم رأيتها وهي
تبكي ولاتعرف ماذا تفعل ومن أين وكيف ستنفق على أسرتها ...
وكم أم أخذت تذل نفسها للإدارة وتتوسل إليهم ان يعيدوها للعمل فيعيدوها بشروطهم هم وبعد أن يذلوها
وكم أم ظُلمت وعانت وبكت وتألمت ....
لقد أدركت أن المساكين والفقراء في هذه الحياة مظلومين جدا وأن هناك أناس
تجبرهم ظروفهم على تحمل الذل من أجل توفير لقمة العيش وهناك أناس يستغلون ضعف وفقر هؤلاء
ليستغلوهم ويكلفوهم بمايفوق طاقتهم ...
"يبتع "
كالعادة ضيفة جديدة نستقبلها في الدار ففي ظهيرة أحد الأيام
جاءت طفلة للدار لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات وكانت بزي المدرسة
شعرها قصير جدا لايتجاوز أذنيها ومريولها قديم وحالتها رثة جدا وكالعادة أدركت
أنها ضحية جديدة لكنها هذه المرة لم تكن ضحية
أسرة بديلة أهملت في تربيتها بل كانت ضحية عنف أسري توفيت والدتها
وهي رضيعة تولت رعايتها زوجة والدها كانت أمورها على مايرام طبعا والدتها
كانت الزوجة الثانية وزوجة أبيها هي الأولى ولديها عدد من الأبناء
المهم أن شذى كانت تعيش في كنف والدها وزوجته وقبل سنة من حضورها
إلينا توفي والدها في حادث سير هنا تبدلت معاملة زوجة الأب التي أصبحت
تصب جام غضبها على هذه الطفلة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها يتيمة
بلا أب وبلا أم فالموت انتزعهما منها لتتيتم في طفولتها
وتفقدهما وهي في عمر كانت فيه في أمس الحاجة لهما ....
لا أدري إن كان لها خالات وقريبات وأين هم عنها ؟؟؟
لم أعرف الكثير عنها لأنها لم تمكث لدينا سوى ثلاثة أيام ثم انتقلت
إلى دار أخرى أتذكر أنها كانت تحدثنا
عن قسوة زوجة أبيها كانت تحرمها من اللبس فمريولها وحقيبتها وجزمتها
كلها كانت من والدها اشتراها له حين كان على قيد الحياة
وحين كانت هي بالصف الأول في الإجازة توفي والدها وبدأ مسلسل تعذيب
زوجة أبيها لها وفي نهاية السنة الدراسية لاحظت المعلمات تغييرات على الطالبة
وحتى مستواها الدراسي تأثر وشرود ذهني وعند استفسارهم من الطفلة
ومعرفة ظروفها رأوا بعض آثار التعذيب على جسدها
قدموا بلاغ واتصلوا بالدار التي استلمت الفتاة وفتحت ملف لها ...
وكانت زوجة أبيها تحرمها من مصروف المدرسة ومن تناول الوجبات
معهم على نفس المائدة ومن الجلوس واللعب مع إخوتها ...
ولا أعتقد أن تلك الزوجة نالت عقوبتها بل تركت كما ترك الكثير غيرها
ممن يمارسون العنف على الأطفال ...
سجلت على أنها قضية عنف أسري وكالعادة سحبت الحضانة
من زوجة الأب وأودعت الفتاة في الدار وانتقلت لدار أخرى رأيتها بعد مرور
سنة في أحد احتفالات الدور كانت مختلفة عن السابق
شعرها مرتب ولبسها أيضا منسق أصبحت من المتفوقات
بدأت حياة أخرى من الدار ربما سيأتي اليوم
الذي تعود فيه لأسرتها وأشقائها ....
لم تكن شذى آخر ضحايا العنف الأسري بل بعدها بفترة قصيرة جاءتنا ضحية أخرى
ولكنها كانت مختلفة تماما عن شذى ....
" يتبع "

كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدار فقط يغمض عينيه
ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها
أقرب ماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ
صغرنا ونحن نعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت
ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقت والنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم
نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابة المدرسة والمدرسة بمثابة الدار
ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاب بينما في المدرسة
لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزن هنا
وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان
ويتمردن كثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار
وفي يوم جديد لا يختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى
كان عمرها ثمان سنوات وتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد
أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريق المدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار
تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرض لعنف أسري شديد من قبل أسرتها
كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرها مراهقة وقعت في حب شاب آخر
مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غير شرعية وتم القبض عليهما
وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كان زواجهما عن رغبة أم بعد
ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهما وطالبا بحضانة
ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعر المسؤولون
أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلا استلاماها
ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة من الدار للأسر
التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانت سلوى
في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنف أسري
وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة من العنف
على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاء جسدها
" يتبع "

 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
كمل لكم قصة سلوى حيث وجدوا فيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس
العنف عليها فكانت تجعلها تنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق
من شدة حرارة الشمس وقت الظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها
حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية
إخوتها فكانت هي الكبرى بينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى
من العقاب كغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع
البعض يتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتها مماجعلها
تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كي ترتاح منها لأنها تعتبرها
بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكن نعرف السبب الحقيقي لتصرفها
سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منها بايام جاءت مطالبة باسترداد
الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامنا قائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم
وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيه والحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا .....
حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها على يد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له
اي دور في تعذيبها ولكنه كان يقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن
يضربها ولا حتى يوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له
كي يمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضا لكن سلوى
كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار
لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لما تعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا
يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهي قصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار
وكانوا يقولون إن ابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا في أحد
الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدار ورحبوا بذلك خاصة في ظل
موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلة وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها
وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفات الدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار
إلا أنهم فوجئوا وبعد ثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها من أعلى
السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكى عليها وتساءل لم تفعل
ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنها ستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟
ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو من كان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة
بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملت والدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر
عقاب رباني لم يحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمد لأنها
أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها ....
كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريع بينما والدة سلوى حكمت على
طفلتها بالموت البطيء ......
مرت أيام عديدة وسلوى كانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات
كن يفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له
وقالوا سيتلاشى مع الوقت والعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت
تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضع لجلسات أخرى عند الأخصائيات
ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحت مكروهة من جميع
أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعط أحدا فرصة
لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبواب والأثاث
معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لها بزيارتهم
لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأيام وكبرت
سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل من حولها
تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب
وأصبح الكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما .....
زوجان انفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار
كانوا أربعة أبناء أصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره
ثلاث بنات وولد ضحى بهم أبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا
أبنائهم في الدار ليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة .
غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حين ينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول
وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوة والأمومة
بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد في الدار بكاء متواصل
وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهن يتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح
والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائد أحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه
فعلا كنا نردد يخلق من الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبه الكبير
حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائد كان في التاسعة من عمره
بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءت والدة أحمد لتزوره وفي طريقها
لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عن اسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها
فضمته إلى صدرها وقالت أنت ابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك
مايحدث حتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانت الأعجوبة
فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالد أبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت
بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لها بالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع
في الدار بينما بدأت والدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفونا للأبد
وأن لاينبشانه ....
" يتبع "

اعترفت والدة أحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوم مولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحا وقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيد بأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كما كنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرت طليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيرا وكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانت تزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزوره باستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحبا أبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهم سيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهما للتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملك الإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواه مما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغير جدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهور والديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأون إليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومع ذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عن السيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذا أبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أن يعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لم فعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرف شيئا عنه ....

حين أصبحت في السادسة عشر من عمري تقريبا استدعتني
الأخصائية الاجتماعية في مكتبها لتصارحني عن وضعي وظروف مولدي ,
طبعا لم تكن مفاجأ لي أنني بلا هويةلأنني كنت أعرف ذلك مسبقا
من أخواتي الأكبر مني سنا , فكان لي أخوات بأعمار متفاوتة
وكلهن كن يخبرننا بأننا بلا أهل وأن أهلنا لم يتوفوا بل ربما مازالوا
على قيد الحياة لكننا حين كنا صغارا لم نكن نفهم ما يقولون أو ربما لم ن
كن نستوعب جيدا وفيما بعد أدركنا أننا بلا أهل , وبرغم أنني كنت أعرف
حقيقة نفسي إلا أن مصارحة الأخصائية لي كانت جدا مؤلمة
رغم أنها حاولت أن تجعلني أتجاوز تلك اللحظة وذلك الموقف إلا أنني لن
أنسى أبدا ذلك اليوم , حين نعرف شيئا ونخفيه عن أنفسنا أو نتجاهله
أو نكذبه لنعطي أملا لأنفسنا نعيش بهدوء دون أن نعطي ذلك الشيء
أو الموضوع أي أهمية ولكن بمجرد أن يأتي من يصارحنا ويؤكد لنا الحقيقة
التي كنا نتجاهلها يكون وقع الحقيقة أمر وأشد صعوبة وألما
كانت قد مهدت لي الموضوع مسبقا ثم طلبت مني اللحاق بها
في مكتبها وحين دخلت غرفتها التي اعتدت دخولها شعرت بأنني
لأول مرة أدخلها كنت متشوقة لما تقول وخائفة ومضطربة مزيج
من المشاعر كنت أشعر بها جلست أمامها وبدأت تحدثني عن القضاء
والقدر وعن الحياة والناس وظروف البشر وأن هناك من يعيش بلا أهل
وبلا مأوى وبلا هدف بينما نحن كوننا مسلمين فإننا نعيش لهدف أسمى
من كل شيء لأننا على يقين أن هذه الحياة بالنسبة لنا دار عبور
لآخرة نعيمها لا يزول , نتقبل القضاء والقدر ونصبر لأننا نعلم أن الله
سيعوضنا عن كل ما أصابنا من شر فالمؤمن أمره كله خير , والصابرون
بشرهم الله بالثواب والأجر , أخبرتني أن هناك من فقد عائلته
وبيته وأصبح بلا مأوى وبلا أهل فكم في الزلازل والحروب من تيتم
وكم في الدنيا من مريض مبتلى بمرض لا دواء له يقضي حياته
بين أهله لكنه لا يشعر بالسعادة لأنه افتقد نعمة أخرى فنعم
الله عديدة إن فقدنا إحداها ستظل لدينا أخرى غيرها نحمد الله
عليها المهم أنها بعد تلك المقدمة الطويلة دخلت إلى الموضوع وأخبرتني
أنني بنت الدار وأنني بلا أهل وأن الدار هي بيتي وأبناءه هم أخوتي وموظفاته
هم أهلي فإن حرمني الله أسرتي الحقيقية فإنه بدلني عنها بأسرة الدار
والحكومة تولينا كل الرعاية والاهتمام وأن هناك من يتمنون أن يعيشوا معنا
ويحظوا بما نحظى به من حب ورعاية واهتمام , لقد حاولت أن تواسيني
كثيرا لكنني كنت اشعر أنني في عالم آخر فالدنيا حولي ليست هي الدنيا
,فكل شي حولي كان ضبابي , أنفاسي أصبحت تتسارع ونبضات قلبي تزداد
سرعة فالمكان ليس المكان والوقت لم أعد أشعر به كأنني في حلم بل كابوس
حتى إنني أصبحت لا أسمع ماتقوله أو ربما لم أعد أعلم ماتقول موقف حقيقة أعجز عن وصفه ......
" يتبع "

****************
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
بالنسبة لرمضان في الدار فهو من أجمل شهور السنة
ففيه كسر للروتين والنظام الذي اعتدنا عليه , هذا غير الجو الروحاني للشهر الفضيل
في طفولتي المبكرة كان رمضان يأتي في فصل الصيف وكان النهار طويلا جدا وكنا نصوم نصف النهار
ونتدرج حتى نصوم الشهر كاملا , كنا نتنافس على الصيام ونلقى تشجيعا من الأمهات عدا البعض يمنعون
من الصيام لأنهم يتناولون أدوية ولا يمكنهم الصيام , وقبل الآذان نتحلق حول السفرة منتظرين آذان المغرب
وتكون على السفرة أطباق السمبوسة والكنافة والبسبوسة والفطائر والشوربة والفيمتو مشروبنا المفضل
وعصير البرتقال , وكل يوم يتم تغيير بعض الأصناف واستبدالها بأخرى كأن تستبدل البسبوسة باللقيمات
والكنافة بالشعيرية والفطائر بالبيتزا وهكذا , هنالك طباخات يجهزن الإفطار لنا وبإمكاننا أن نطلب مسبقا
أي طبق نريده ويتم تحضيره لنا , بينما الأطباق بصفة عامة وتجهيز الإفطار يتم من قبل الطباخات وأخصائية
التغذية , بعد الإفطار كنا نجتمع حول التلفزيون نتفرج على البرامج التي تتابعها الأم وبعض الأمهات يتركون
لنا حرية اختيار البرامج , في طفولتي كانت هنالك أم قاسية جدا وفي شهر رمضان حين كنا نجتمع حول
المائدة تقوم هي بإمساك الأطباق وتوزيعها بطريقة مهينة جدا عادة يتم تخصيص أطباق صغيرة نضع فيها
مانريد من الأطباق الكبيرة ولكن تلك الأم لم تكن تعطينا الأطباق الصغيرة فكانت تمسك الطبق الكبير
مثلا للسمبوسة وتقوم برمي حبات متفرقة من السمبوسة أمام كل واحد منا وترميها لنا على السفرة
وهكذا تفعل ببقية الأطباق وتجعلنا نجمع مارمته لنا على السفرة ونأكله
وهي تدعي علينا وتقول " كلوا والله إنكم ماتستاهلون حتى إن الواحد يعطيكم ....الخ "
ثم رأتها أم أخرى ووبختها وهددتها بأنها ستخبر عليها الإدارة إن لم تغير أسلوبها معنا
وقالت لها " حتى ولو كانوا مسوين شي غلط أو مزعلينك مايجوز ترمين لهم الأكل ع السفرة كأنهم
مو من الناس حرام عليك ع الأقل احتسبي الأجر عند الله وتذكري إنهم صايمين وإذا ماتبغين توزعين لهم
الفطور خلاص أنا بوزع بدالك ....الخ " وبعدها غيرت أسلوبها ....
صلاة التراويح كنا نصليها أحيانا في المسجد وأحيانا في الدار حسب الظروف وتوفر المرافقات والسائقين
وكان هنالك جامع قريب من الدار كنا نذهب إليه أحيانا ونصلي فيه الأولاد كانوا يذهبون مع الأخصائي
ويصلون معه في المسجد صلاة العشاء والتراويح بينما بقية الفروض يصلونها في الدار جماعة
في بعض الليالي كنا نذهب للسوق ونتسوق ونشتري ملابس العيد وألعاب العيد وأحيانا إذا كانت
الأخصائية ستحصل على إجازتها في رمضان تقوم بتجهيز كل ما يتعلق بالعيد قبل شهر رمضان
في بعض ليالي رمضان نفطر خارج الدار إما في مطاعم أوفي بيوت بعض الأسر التي تقيم لنا مائدة
الإفطار أو في مزارع واستراحات أسر تدعونا للإفطار .....
لم نكن نسهر ليل رمضان كاملا بل كنا نخلد للنوم الساعة الواحدة ليلا ونستيقظ للسحور ثم نعود للنوم
وأيام المدرسة كنا ننام من الساعة 12 ليلا ....

فراق الأمهات وفراق الإخوة والأخوات كلها أمور رغم أنها صادفتنا كثيرا
إلا أننا لم نتأقلم معها ففي كل مرة ترحل فيه أم أو أخ أو أخت نشعر بأننا فقدنا
جزءا منا ويظل الشعور بالاكتئاب هو الملازم لنا لعدة أيام وربما أسابيع لقد كان قدرنا
أن نعيش ألم فراق مرات عديدة , وأن نتشتت بين الأمهات والأخوات ليس بزواجهن فحسب
بل حتى في انتقالهن لدور أخرى رغما عنا وعنهن .....

****************************************
طبعا بعد أن صارحتني الأخصائية بظروف مولدي شعرت باليأس , أشفقت على نفسي
كثيرا وللمعلومية الأخصائية لا تذكر لنا التفاصيل فهي لم تخبرني بالمكان الذي وجودني فيه
لأن تلك معلومات سرية لكننا نعرفها من بعض الحاضنات والموظفات اللاتي يذكرن اليوم الذي
قدمنا فيه وأين وجودنا فنعرفها منهن , لكن الأخصائية فقط تخبرنا أننا بلا أهل وأنهم وجودنا
في مدينة الرياض ولا تذكر بقية التفاصيل , يقال إنهم في فترات سابقة لا أذكرها كانوا يخبرونهم
بجميع التفاصيل وأن أحد الأبناء أخبروه باسم والدته لنها كانت في المؤسسة وأنه ذهب وقتلها
لا أدري عن صحة تلك القصة لكن كثيرات كن يؤكدنها لنا ويروينها , ولكن الوضع الحالي الذي أعرفه
هو أننا لا نعرف كل التفاصيل حتى إن بعض الأبناء يعرفون أسماء أمهاتهم وأباءهم ولا يخبروهم بهم
هذا بالنسبة لغير الشرعيين خاصة إذا كانت الأم قد وقعت على تنازل عن ابنها او ابنتها ففي هذه الحالة
لا يخبرون الابن أو الابنة باسم أمه وأبيه , المهم أنني من الأخصائية تاكدت لي الحقيقة التي كنت أحيانا
أكذبها بيني وبين نفسي وأتمنى أن تكون غير ذلك , وهند أيضا كانت مثلي وعرفت من أخصائية أخرى
حقيقتها في نفس الوقت الذي عرفت فيه حقيقتي لأننا كنا في أعمار متقاربة , أخبرتني إحدى الأمهات
التي تذكر يوم قدومي للدار أنهم وجدوني أمام مستشفى الشميسي بالرياض ,وأنهم لا يعلمون أي شيء
آخر فأحد الموظفين بالمستشفى هو من وجدني أثناء خروجه من مناوبته الليلية وبلغ عن وجودي , بينما
هند يذكرن الأمهات أنها جاءت للدار من المؤسسة حيث ولدتها أمها وهي تقضي عقوبتها في المؤسسة
وتخلت عنها بعد أن أنهت عقوبتها حيث وقعت تنازل عنها ويذكرن الأمهات أنهن كن يذهبن بهند لزيارة
والدتها وكانت تشبهها كثيرا , لكنها لم تزورها سوى مرات معدودة ثم صدر الحكم بالإفراج عنها ووقعت
التنازل وغادرت المؤسسة وانقطعت أخبارها , وريم يقولون الأمهات أنها جاءت للدار وهي في عمر الثلاث
سنوات حيث وجودها في المطار وكانت تعرف اسمها لذا بقي كما هو ولم يتغير , فالأمهات يذكرن قدومنا
وأنا أذكر قدوم بعض إخوتي للدار فأذكر أن طفلا وجدوه أمام الدار , وآخران توأمان أحضروهما من المؤسسة
وآخر وجدوه في منطقة صحراوية فعثروا عليه أمن الطرق وأحضروه للدار .......


مرت السنوات وكبرنا ولم تكبر معنا أحلامنا , ربما لم نكن نحلم أو أننا كنا
نشعر أنه ليس من حقنا أن نحلم لكن ريهام كانت تحلم وتعيش في عالم
آخر اختارته لنفسها فكانت تحمل فكرا نيرا وعلى قدر من الثقافة والجمال
,خلوقة ومرحة تأسر من حولها بعذوبة حديثها وأسلوبها لكنها لم تكن تجد
في الدار من يفهمها ويتوافق تفكيره مع تفكيرها , فاتجهت للنت تقضي
معظم وقتها عليه تتصفح المنتديات والصحف والمواقع تقرأ هنا وتشارك هنا
كانت تحكم عقلها لم يكن قلبها يسيرها فهي تعلم أن النت عالم مجهول
يحمل الكثير من الأقنعة المزيفة صادفت كثيرا من أولئك المتطفلين ومن المتسللين
الذين حاولوا ن يوقعوها في حبالهم إلا أنها كانت أكبر من أن تكون ضحية فهي
رأت في الدار ضحايا الحب وثمراته فكم طفل وطفلة وربما هي أحدهم كانوا ثمرات
حب شيطاني جمع بين شاب وفتاة ونتج عنه طفل أودع في الدار وظل طوال
حياته بلا أهل وبلا مأوى وبلا هوية كانت ريهام تحكم إغلاق حبها وتعجب
من أولئك الذين يحبون في زمن مات فيه الحب ويودون بأنفسهم للتهلكة
ولا يستفيدون شيئا سوى العذاب ومزيد من الألم والحسرة ولكن الإنسان
مهما اعتلى بتفكيره وظن أنه الأسمى قد يضعف في لحظة ربما نحن مسيرون
لا مخيرون فهناك أشياء قد تتعارض مع قيمنا ومبادئنا نرفضها بشدة لكننا
فجأة نجد أنفسنا نقع فيها بلا مقدمات فعلا الحياة غريبة , لم تكن ريهام
تعتقد أنها ستكون يوما ضحية للحب ذلك الأعمى الذي يقوده الجنون
الحب الذي طالما سخرت منه واستعلت عليه كانت تحكم إغلاق قلبها
ولكن فجأة تسلل لحياتها من يقتحم قلبها بلا مقدمات إنه خالد الذي التقت
به في عالم النت ذلك العالم المجهول المليء بالغث والسمين لقد كانت تشعر
بأن هنالك تقاربا بينها وبينه وتشعر بانجذاب له هنالك شيئا يجذبها له
شيئا خفيا لا تعلم ما هو يدفعها للتفكير به , أصبحت تلتقيه في النت
بكثرة وتقضي معه أوقاتا طويلة كانت تتحدث معه في كل شيء
في الأخبار العامة والسياسة والأدب والثقافة وحتى في الرياضة .
" يتبع
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
حدثته كثيرا عن نفسها وعن طموحاتها وأحلامها وحدثها هو أيضا عن نفسه
وأهله وعن حياته وعمله وكل شيء أصبحت تعرف عنه كل شيء وكان
يعرف عنها كل شيء أهذا هو تلاقي الأرواح ؟؟؟ أفعلا الأرواح تلتقي وتتآلف
نعم إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ...
مرت أشهر عديدة وريهام علاقتها مستمرة بخالد بل أصبحت أكثر توطدا
كل شيء أصبح يعرفه خالد عنها فيعرف ما تحب وما تكره وما تفضل من الطعام
ومن الألوان ومن الأماكن والكتب بل حتى إنهما أصبحا يقرآن نفس الكتب ويحملان
نفس الاهتمامات ونفس الفكر , شيء واحد لم يعرفه خالد عن ريهام ولم تخبره
هي به فهو لا يعرف أنها مجهولة الهوية بلا أهل بينما هو من قبيلة عريقة تقدس
العادات والتقاليد , لم تكن ريهام تفكر بالمستقبل فقط كانت تفكر بحاضرها وحاضرها
كان سعيدا معه فلأول مرة تشعر ريهام بأنها تمتلك سعادة الدنيا كلها وجميع
من حولها أصبح يلاحظ تبدلها فوجود خالد في حياتها غيرها كثيرا
وجعلها أكثر بشاشة وتفاؤلا ومرحا حتى إن وجهها بدأ يشع فرحا وازدادت جمالا وعذوبة
مرات عديدة حاول خالد أن يعرف من ريهام شيئا عن أسرتها وأهلها لكنها كانت تجيبه بسؤال
أيهما أهم لديك أنا أم عائلتي ؟فكان يجيبها مباشرة طبعا أنت الأهم ولا شيء
سواك مهم , لتخبره أنها أيضا هي لايهمها من يكون لأنها تحبه كما هو خالدا
باسمه وبروحه وبقلبه ولوحده دون شيء , استمرت علاقتهما لمدة تجاوزت
الثلاث سنوات وهنا بدأت الأمور تأخذ مجرى آخر حيث صارحها خالد أنه
يريد الزواج بها هنا امتزجت مشاعر ريهام ولم تعد تعرف ما تفعل هل
تفرح لأن الشخص الذي عشقته سيتقدم لخطبتها ؟؟ أم تحزن لأنها أخفت عنه
حقيقتها وجعلته يتعلق بها طيلة هذه السنوات ؟؟ أم تخاف من ردة فعله ؟؟

صمتت طويلا أمام خبره الذي نزل عليها كالصاعقة نعم الحب له نهاية
واحدة وهي الزواج وحب بلا زواج ليس حبا بل خداعا وزيفا ووهما

لكن أيعقل أن يتزوجها وهي لقيطة وإن قبل هو هل سيقبل أهله
بها أسئلة كثيرة كانت تدور في ذهنها لم تكن تجد لها أي إجابات
وفي الأخير قررت أن تصارحه , فقالت له هل ستتقدم لي وأنت لا تعلم
من أكون أم أنه لا يهمك ذلك بشيء ؟ ألا يهمك وضعي الاجتماعي
وعائلتي و....الخ فقال لا لا يهمني إلا أنتِ بقلبك وثقافتك وعقلك فأنا
أحبك كما أنتِ وأريدك كما أنتِ لكنه لم يكن يخطر بباله أنها مجهولة
الهوية فربما لم يكن يهمه مستواها الاجتماعي وغيره من الأمور
التي يعدها البعض من أقصى اهتماماته , هنا تشجعت ريهام
وقالت حسنا بإمكانك أن تتقدم لخطبتي عن طريق الدار التي
أقيم فيها وبإمكان أهلك الحضور لرؤيتي فأنا أقيم في دار الرعاية
الاجتماعية لأنني لقيطة بلا أهل وبلا هوية عشت وتربيت
وتعلمت في هذه الدار لم أعرف يوما معنى الأب ولا الأم
ولا الأسرة افتقدت للجو الأسري وللحنان وللحب وللعطف
ووجودك عوضني عن الحرمان العاطفي الذي كنت أعيشه
هل ستقبل بي بعد أن عرفت وضعي أم أنك ستغير رأيك ؟؟؟
صعق خالد لما قالته له ريهام في البداية لم يصدق وظن
أنها تمزح أو تريد اختباره ولكن بعد أن تأكد من صدقها صعق
كثيرا واندهش وتساءل هل حقا أنت لقيطة ولا تعرفين شيئا
عن أهلك ,ثم أخبرها أنه لن يتخلى عنها وأنه ازداد إعجابا
بها فالشخص هو من يصنع نفسه وأخبرها أنه لا يستطيع
العيش بدونها فهي أصبحت جزءا لا يتجزأ منه ولا طعم ولا
قيمة للحياة بلا وجودها فيها معه قررا أن يتوجا حبهما بالارتباط
فأصبحا يتحدثان عن حياتهما المستقبلية خططا لكل شيء
لبيت المستقبل ولحياتهم المستقبلية بل حتى لأسماء أبنائهم
وبناتهم ولأثاث منزلهم ولزواجهم ولكل شيء .....
و طلب منها أن تمهله بعض الوقت ليفاتح أهله في الموضوع ,
مرت الأيام وخالد يحاول إقناع أهله بها لكنهم رفضوا وبشدة
فقبيلتهم تنبذ من يتزوج بفتاة لا تنتمي لقبيلة فكيف به يتزوج
من فتاة بلا أهل ستكون فضيحة لهم وستكون سيرتهم على كل
لسان وسيتشتمت بهم الشامتون ويسخط الساخطون لم يكن
أمام خالد سوى مصارحتها برفض أهله حينها أدركت ريهام أنها
تدفع ضريبة جريمة لم يكن لها ذنب فيها , وسألها إن كانت
تملك حلا أجابته بثقة نعم الحل هو أن نفترق يكفينا أن
نبني من الأحلام قصورا ويكفينا ألما وجراحا سألها وهل تقدرين
على الفراق ؟ قالت نعم حتى وإن كنت لا أقدر سأقدر بإذن الله
يكفي ما ضاع من عمرنا من سنوات وإلى متى ستظل علاقتنا بلا
نهاية , يكفينا تلاعبا بقلوبنا وبمشاعرنا ويكفينا ما مضى من أيام
قضيناها معا فأهلك وضعوا النهاية وهم من قرروا مصيرنا وبقي
علينا التنفيذ فقط ,حاول خالد أن يثنيها عن قرارها وحينها
قالت له : هل تملك حلا ؟؟ هل تستطيع الوقوف بوجه أهلك ؟؟
هل ستدافع عن حبنا أمامهم وأمام قبيلتك والمجتمع؟؟ هل حقا
أنت مقتنع بي ولن تخجل يوما من أن تكون والدة أبنائك مجهولة
الهوية ؟؟؟ زواجنا سيترتب عليه أشياء كثيرة ويجب أن نعي
ذلك جيدا , ربما كان حبنا غلطة في زمن لا يرحم , وربما تسرعنا
حين قررنا الزواج , صمت خالد حينها أدركت ريهام أن زواجهم
سيكون أمرا مستحيلا وقررت قطع علاقتها به وفعلا بدأت بقطع
علاقتها معه أرسلت له آخر رسالة قالت فيها : انتهى كل شيء
بيننا , وحاولت أن تبتعد عن كل شيء يذكرها به ,أصبحت تعيش
في عذاب وألم نفسي , لم يكن يشعر بها أحد ما أقسى الفراق
وما أقسى أن يقرر الآخرون مصيرنا ,أمسكت بورقة وقلم وكتبت :
فأمسكت بقلم وورقة وكتبت :
لماذا تسللت إلى حياتي ؟؟
لماذا ضعفت أمامك ؟؟
أتراني حقا لا أستطيع نسيانك ؟؟؟
أأنت مثلي تعاني وتعاني ؟؟؟
أم أنك ماضٍ في حياتك ؟؟؟
كادت أن ترسلها له في لحظة ضعف لكنها تذكرت عزمها على الفراق
فقررت المضي في طريق الفراق رغم أنها تشعر بعذاب نفسي قاس
لقد كانت تراه ماثلا أمامها في كل شيء , في يقظتها وفي نومها ,
في أحلامها وفي واقعها , لم تكن تستطع التخلص من حبه و ذكراه
لقد كانت تتساءل عن سبب ذلك
" يتبع "
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
المهم أنه في تلك الفترة التي فارقت فيها ريهام خالد كانت الدار تعيش حالة
استنفار بسبب الاستعداد لزواج وعد إحدى بنات الدار من همام أحد ابناء الدار
فالكل كان مشغول إما بنفسه وتجهيزاته أو مع وعد وتجهيزاتها أو في التجهيزات للحفل
الإدارة كانت تسعى لإنجاح الحفل كي تحظى بالثناء والتقدير من مسؤولي الوزارة ومراكز الإشراف
بينما نحن كنا نسعى لإنجاح حفل زفاف وعد كي تشعر بالسعادة كوننا حاولنا تقديم شيء لها
فوعد كان لها شعبية كبيرة بالدار الكل كان يحبها ويتمنى لها السعادة فهي رائعة خلقا وتعاملا
ولم يكن همام يقل عنها فهو أيضا كان في طفولتنا يعيش معنا في نفس الدار وكان لنا معه ذكريات
كثيرة والكل كان يحبه , مرت الأيام ببطء على ريهام لأنها كانت تحاول جاهدة أن تخفي ألمها عمن حولها
وأن تشارك وعد فرحتها واستعدادتها , في يوم الزفاف كان كل شيء مثلما خطط له سابقا
الحلويات والفطائر والعصائر والشوكولاته من أفخم وأرقى المحلات , عشاء البوفيه تم تأكيد حجزه
أيضا من أرقى المطاعم , القاعة جميلة فهي خمس نجوم إضافة إلا أن الكوشة قد صصمت على
طراز حديث تغطيها الورود الطبيعية الموزعة أيضا على الطاولات , وعد كانت عند الكوافيرة تتزين
استعدادا ليلة عمرها , ونحن في الدار أيضا قد أحضرنا عددا من الكوافيرات ليقمن بتزيينا في الدار
والكل بدأ يستعد والفتيات يتنافسن فيما بينهن فكل واحدة منهن تود أن تكون مميزة وتحظى بالإعجاب
عادت وعد من الكوافيرة متجهة للقاعة وذهبنا نحن أيضا للقاعة , جاءت المطربة وهي من المطربات
المشهورات وبدأت تغني وبدأ الحفل والرقص والفرح ينتشر في أرجاء القاعة , ومن لا يعرف زواجات
أبناء وبنات الدار فهي حفلات جميلة ومنظمة ويتم تجهيز كل شيء فيها مسبقا لكنها تخلو من شيء
مهم وهو الأهل فالعريس بلا أهل والعروس كذلك بلا أهل نجتمع نحن حول العروس , بينما يجتمع
أبناء الدار حول العريس , وفي الزفة حين تنزف العروس فهي تنزف لوحدها مع عريسها وكلنا نلزم الجلوس
والحجاب لأن العريس غير محرم لنا , يجلسان على الكوشة فقط الأطفال هم من يتقدمون للسلام عليهم
بينما الموظفات ونحن البنات الكبيرات لا نستطيع السلام إلا بعد انصراف العريس , زواج رغم أنه يحمل
الفرح والغناء والبخور ورائحة القهوة وكل التجهيزات اللازمة إلا أنه يحمل جوا كئيبا , الكآبة تكمن في أننا
في تلك اللحظة بالذات نشعر بالحزن أكثر من أي لحظة أخرى , منظر العروس بلا أم وأهل وأخوات يبدو
محزنا , والعريس كذلك مثلها , لحظات وبدأ البكاء لينقلب الزواج من فرح وغناء إلى دموع فراق وبكاء
فوعد ستكون هذه الليلة آخر ليلة نراها فيها لأنها ستنتقل لمدينة أخرى تقيم فيها فزوجها يعمل
في مدينة أخرى وستنتقل معه , كنا نودعها ونحن لا نعلم إن كانت ستعود لنراها وتزورنا أم أنها
ستنسانا وتبدأ حياة جديدة , تزوجت وعد وعدنا للدار ونحن نشعر بالألم لفراقها والفرح لزواجها
مشاعر متناقضة لكننا كنا فعلا نشعر بها , ريهام كان حالها أسوأ لأنها كانت تقيم مع وعد في نفس
الغرفة فحين عادت لتنام ورأت سرير وعد فارغ شعرت بالألم والحزن رغم أنها لم تفق من صدمتها الأولى
وفراقها لخالد , كانت الغرفة موحشة بلا وعد والحياة مملة بلا خالد , كل شيء يدعو للكآبة والألم
والحزن .

وبعد زواج وعد حين كانت ريهام في قمة ألمها النفسي تقدم لها شاب من أبناء الدار لم يكن
يعيبه أي شيء يكفي أنه يشبهها في كل شيء وضعه كوضعها
تربى في نفس المكان الذي تربت فيه وعاش في نفس الظروف واليتم والألم
والحسرة لم يكمل تعليمه وتوظف بشهادته الكفاءة في قطاع حكومي ووظيفة
وفرتها له الدار لم تعط نفسها الفرصة للتفكير ووافقت مباشرة كي تنسى
حزنها وفشل حبها السابق وبعد الخطوبة أصبحت تحدثه بالهاتف محاولة
التعرف عليه أكثر ولكنها اكتشفت أنه بعيد كل البعد عنها لم يكن لديه أي
اهتمامات وحين أخبرته بأنها تعشق القراءة وتهوى الكتابة وقرأت عليه بعضا
من خواطرها أخبرها أنه يرى كل تلك الأشياء تفاهات ومضيعة للوقت
حينها تذكرت خالد وهو يشيد بكتاباتها وبقلمها الذي تنبأ له يوما أن
يكون قلما لامعا , وهاهو خطيبها معتصم يسخر من كتاباتها ويقتل مواهبها
أصبحت ريهام تقارن بين معتصم وخالد في كل شيء بل أصبحت ترى كل
عيوب معتصم لكنها لم تكن ترى عيوبا في خالد هل حقا الحب أعمى فكان
يعميها عن عيوبه أم أنه كان حقا بلا عيوب ؟؟ يوم عن يوم وهي تكتشف
عيوبا جديدة في معتصم تنفرها منه فهو بلا ثقافة وبلا عاطفة كانت تحاول
أن تخلق حوارا بينهما لكنها لم تكن تجد شيئا مشتركا يجمع بينهما
حقا غريبة هي الدنيا فمعتصم الذي عاش وتربى معها في نفس المكان
والذي من المفترض أن يكون بينهما تقارب أبعد ما يكون عنها بينما خالد
الذي التقته صدفة والذي عاش في بيئة مختلفة تماما عنها كانت تشعر
بأنه قريبا كل القرب منها إنها الأرواح حين تتآلف والقلوب حين تعشق
بعضها والعقول حين تلتقي فلا شيء يستطيع أن يقف في طريقها
أين هم أولئك الذين يدعون أن نجاح العلاقات يجب أن يكون مرهونا بالبيئة
وبالمستوى الاجتماعي والثقافي والتعليمي ؟؟؟
كانت ريهام على يقين بأن الحب والارتياح كلها أمور لا يد لنا فيها فهي لم يكن
بيدها أن تحب خالد ولم يكن بيدها أن تنفر من معتصم , حين اقترب عقد
قران ريهام بمصطفى قررت التراجع وطلبت مهلة أخرى للتفكير
لقد أدركت أنها تهرب من عذاب إلى عذاب آخر فهروبها من عشقها
لخالد سيوقعها في فشل آخر وسيكون أكثر قسوة لأنها ستؤذي
مشاعر معتصم بلا ذنب سوى حبه لها ورغبته في بناء أسرة معها لكم
حدثها عن أمنيته بأن يرزقه الله بأبناء ويربيهم تربية صالحة , لقد عاهدها أن
لا يتخلى عن أبنائه كما تخلى أهله عنه وسيفعل كل شيء لأجلهم
أصبحت تشعر بتأنيب الضمير فكيف تستمر في علاقة
تجزم بفشلها فأساس الزواج الارتياح وهي لم تشعر يوما بارتياحها
لمعتصم ربما الحب وهم اختلقناه لنبرر به فشل علاقاتنا
فالزواج يبنى على الطمأنينة والسكن لا الحب والعشق
ولكن النظرة الشرعية أبيحت كي تقرب بين الخاطبين أو تقطع الطريق
من بدايته إن لم يكن هناك ارتياح وهي لم تشعر له بالارتياح
لا من النظرة ولا من المكالمات حاولت كثيرا أن تنسى الماضي وحب خالد
وتبدأ مع معتصم حياة جديدة كانت مترددة ومحتارة كثيرا هل تكمل طريقها وتوافق على
زواجها من معتصم أم ترفضه ؟؟؟؟ ما أعجب الحياة توقعنا في خيارات صعبة لم يكن هناك
من يفكر معها أو يرشدها ففكرت واتخذت قرارها بنفسها ......
" يتبع "
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
حاولت كثيرا أن تنسى الماضي وحب خالد وتبدأ معتصم حياة جديدة لكنها
لم تستطع وهنا أخبرتهم قرارها النهائي والذي قررته قبل عقد القران بعدة
أيام تفاجأ الجميع من رفضها خاصة في ظل عدم وجود مبررات وتألم معتصم
كثيرا , حاول أن يعرف منها سبب رفضها إلا أنها لم تكن تعرف السبب
أو ربما كانت تشعر أن سبب رفضها غير منطقي فآثرت الصمت والرفض
دون ذكر السبب , وبعد عدة محاولات منه لإقناعها بالموافقة أو على الأقل
إعطائه فرصة ومصارحته بالسبب لقد كان يبدي لها رغبته في التغيير
من أجلها إذا كانت تريده أن يتغير وكان يخبرها أنه سيفعل من أجلها
كل شيء ولكنها رفضت كل محاولاته لقد كانت تشعر بتأنيب الضمير
وبأنها تخدعه وبأنه لا يستحقها وبعد أن يأس من محاولاته
ووجد منها الصدود والجفاء أرسل لها رسالة قصيرة
قال فيها : " شكرا لقد تلاعبتي بمشاعري " لم ترد على رسالته
وآثرت الصمت كي لا تفتح جروحا أخرى قالت بينها وبين نفسها
سيعلم بعد حين أنني لم أظلمه ربما سيجد غيري تعوضه عن
كل ما افتقده فأنا لم أكن أستحقه إنها مشيئة الله والله أعلم بحالنا
وبما يصلح لنا وهو الرحمن الرحيم الأرحم بنا من أنفسنا ....
مرت الأيام والشهور وتزوج معتصم بفتاة أخرى من فتيات الدار كانت مقاربة
له كثيرا فمستوى تعليمها لم يكن أعلى منه بكثير ولم يكن لديها أي
اهتمامات وكان أقصى طموحها أن تبني مملكة خاصة بها وأطفال نفس الأمنية
التي كان يتمناها معتصم والتي جمعت بينهما وتزوجا لأجلها وهاهم الآن
وبعد أن مرت أربع سنوات حققا أمنيتهما ورزقا بطفلتين ولكن الغريب
أن معتصم سمى ابنته ريهام ولا أدري لم ,أكان حقا يحبها ويريد أن يخلد
اسمها , أم أنه سمى ابنته عليها كي تعرف أنه نسي ما كان بينهما
ويعدها كأخته , وكانت حياتهما تسير على ما يرام لقد وجد من تشاركه
حياته وتحقق له أمنياته , بينما ظلت ريهام كما هي تعيش حياتها في هدوء
تام وقررت أن لا تخوض في أي علاقة عاطفية أخرى وأن لا تسلم قلبها
لشاب آخر , قررت أن تبتعد عن الحب فهي كرهت الحب والرجال
والمجتمع الظالم بأكمله , عادت لاهتماماتها مجددا تقرأ الكتب وتكتب
بعض الخواطر , تخرج في بعض الرحلات تتنقل هنا وهناك تتفقد أخواتها
في الدار وتسأل عنهم وتهتم بمن حولها كانت كما هي لم تتغير كثيرا
إلا أنها أصبحت أقل مرحا من قبل لم تعد ضحكتها تسبقها كما كانت من قبل ....

كانت هنالك إحدى الحاضنات في الدار كبيرة في السن فهي أم
لأغلب أبناء وبنات الدار , كثيرون من هم تربوا على يديها , كانت تتذكر
تفاصيل قدومنا للدار كلنا , فهي كانت من أوائل الأمهات اللاتي توظفن في الدار
كان تعيينها قبل أكثر من أربعين سنة مع بداية إنشاء إحدى الدور , كلنا كنا نناديها بماما
سواء كبار أو صغار , وكل الذين تزوجوا كانت هي أمهم وكانت هي من تسعى لتزويجهم وأغلب
أبناء الدار كانوا يجعلونها هي من تختار لهم ويستشريونها فيمن تناسبهم , كلنا كنا نحبها
وحين أصبحت في الستين من عمرها أحيلت للتقاعد الوظيفي لكنها لم تتقاعد من قلوبنا
ولا من تواصلها فكانت تزورنا باستمرار , وتتصل وتكلمنا وتسأل عنا واحدة واحدة حتى أبناء الدار
الشباب يتواصلون معها ويزورونها في بيتها , والمتزوجات كذلك بينما تأتي لزيارتنا نحن في الدار
وتشاركنا في أفراحنا وكل مناسباتنا , في أحد الأيام تفاجئنا بدخولها المستشفى على إثر جلطة
تعرضت لها , ذهبنا لزيارتها وكانت ترقد في العناية المركزة ويمنع زيارتها فكنا نراها فقط من بعيد
من خلال النافذة الزجاجية راقدة مستسلمة كأنها ميتة
والأسلاك تحيط بها من كل جانب , وحالتها يرثى لها , بكينا عليها كثيرا وتأثرنا بحالتها
فكنا ندعو لها بالشفاء ونسأل الله في كل حين أن يشفيها ويلبسها ثوب الصحة والعافية
مرت أيام وحالتها لم تتحسن بل ربما تزداد سوءا وبعد أسبوعين جاءنا خبر وفاتها
انتقلت لرحمة الله , والكل يبكيها , انتقلت لرحمة الله والكل يرثيها , والكل يذكرها بخير
ويدعي لها بالرحمة والغفران ...
ورغم مرور عدة سنوات على وفاتها إلا أننا مازلنا وندعو لها .....
رحمك الله أمي فاطمة وأسكنك فسيح جناته ....



قبل عدة سنوات جاء للدار مولود صغير جميل وجذاب وبه براءة طاغية
ورغم أننا اعتدنا على رؤية المواليد إلا أن فيصل منذ أن رأيته أول يوم
أحببته جدا , ربما لأني أول من حملته من الدار حيث كنت متجهة للخروج من الدار وصادفت
الممرضة وهي تدخل به للدار قادمة من المستشفى بعد أن أنهى الفحوصات
وكانت أمه قد تنازلت عنه في المؤسسة , أو ربما لأن فيه شيء يجذب لا أدري
إن كنت رأيت فيه طفولتي تخيلت أنني كنت أشبهه حينما كنت بعمره
المهم أنني أحببته كثيرا وشعرت تجاهه بالحب والعطف والحنان ومشاعر
كثيرة فأصبحت كل يوم أذهب إليه وأقضي أغلب يومي معه إما في أسرته
أو أحضره لأسرتي حتى إن كل من أراده لا يبحث عنه فيعرف أنه موجود
عندي ,وحين أخرج إلى أي مكان اصطحبه معي وأصبحت لا أفارقه أبدا
ومرت الأيام وكبر فيصل وأول مانطق من الكلمات كانت كلمة ماما
وأصبح يناديني ماما , وحينما أصبح عمره ثلاث سنوات جاءت
للدار أسرة بديلة كي تتولى حضانته ولم يخبروني
بذلك وتمت الإجراءات دون علمي وبعد أن انتهوا من كل شيء صارحتني
إحدى الأخصائيات بأن فيصل سيرحل ويذهب مع أسرة بديلة هنا رفضت
بشدة وعارضت قلت لها : "فيصل لا ,,, فيصل لا خليهم يدورون غيره
ماكثر الله من عيال الدار إلا فيصل لا يآخذونه , قالت لي لكنهم ارتاحوا ل
فيصل ويريدونه هو كنت أرفض بشدة كيف سيغادرنا فيصل وكيف ستصبح
الحياة بدونه والدار بدونه " إن ذهب إلى أسرة بديلة هذا
يعني أنني لن أراه مجددا ,ثلاث سنوات وفيصل يكبر فيها أمام عيني
ثلاث سنوات وأنا أرقبه وهو يتحرك ويضحك ويلعب ويحبو ويمشي ويتكلم
لم أكن أتخيل رحيله ....ربما كانت أنانية مني أن أحرمه من أن يعيش وسط
أسرة بديلة تعوضه عن فقدان أسرته , لكني كنت أحبه
وكنت أعلم أن رفضي لرحيله لن يغير شيئا فهو سيرحل رغما عني
الجميع كان يقول لي افرحي له لأنه سيعوض الكثير مما يفتقده في الدار
سيكون له أبا واحدا وأما واحدة وسيكون له حياة أجمل
من حياة الدار , لكنني لم أفرح ولم أشعر بالفرح بل كنت مكتئبة جدا لرحيله
بعضهم اتهمني بالأناينة فقالوا لو كنتي تحبينه حبا حقيقيا لتمنيتي له الخير
والحياة السعيدة , هل يضمنون أن يكون سعيدا مع أسرته الجديدة
كم أولئك الذين تم سحب حضانتهم من الأسر البديلة لإهمالهم وتقصيرهم ؟؟؟
هل حقا حياته معهم ستكون أفضل من حياته معنا ؟؟؟
رحل فيصل وبعد رحيله قررت أن لا أتعلق بأي طفل جديد خوفا من أن يرحل
ويجر معه في رحيله بعض من أشلاء قلبي , ويخلف لي المزيد من الألم ....
رحل فيصل ولم أره منذ يوم رحيله إلا مرة واحدة وهي بعد أسبوع من رحيله
حين عاد بصحبة أمه الجديدة التي جاءت لتأخذ بقايا أغراضه وملابسه وألعابه .....
رحل فيصل وكان يوم رحيله يوما من أسوأ الأيام التي مررت بها ....
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
في الدار من ينجح في المدرسة يكافأ ومن يرسب لعاقب عقابا معنويا
فيحرم من السفر ومن أغلب الرحلات ومن هدية النجاح وهي غالبا عبارة عن مبلغ
مادي لايقل عن ألف ريال وأحيانا ألفي ريال نشتري بها مانريد ....
في إحدى مراحل طفولتي كانت أمي مصرية الجنسية وهي ماما انتصار
وحين ننجح كانت تذهب معنا للسوق لنشتري مانريد وغالبا كنا نشتري ألعابا
ما أن نصل للدار حتى نبدأباللعب بها والذي ينتهي بتكسيرها , وكانت دائما توبخنا لهذا
السبب قائلة لنا : ياخرابي إيه اللي بتعملوه ده دنتوا مابتعرفوش تقدروا
قيمة النعمة اللي إنتوا فيها حرام عليكم دي بشوية وشويات
تقوموا تكسروها كدا طب دا فيه ناس ماحيلتهموش حاجة وبيتمنوا نص اللي عندكم ....الخ
المهم أنها كانت طيبة معنا و تحب تلعب معنا وكان في أسرتنا بلكونة كنا في الدور الثاني
على ارتفاع مترين تقريبا وكنا نحب نجلس ونلعب فيها معها وفي إحدى المرات
كانت ماما انتصار تقف على حافة البكلونة وتقول : عاوزيني أطيح ياولاد
ونحن نصرخ بصوت واحد لا لا , وهي تضحك وتعيد نفس الجملة : عاوزيني أطيح ياولاد
وفجأة وإذ بها تسقط من تلك البلكونة حقيقة لامزحا , وحين نظرنا وجدناها مستلقية
على الأرض هنا أخذنا نصرخ ونبكي وكنت أنا أجري في أرجاء الدار وأقول ماما انتصار
ماتت , ماما انتصار ماتت , وتجمعن الحاضنات حولها , وكانت ضخمة جدا حتى إن أحدا
لم يستطع حملها , واتصلوا على الأسعاف ونقلوها للمستشفى وأتضح أنها أصيبت
بكسور في بعض فقرات العمود الفقري , ورضوض عديدة , وكسر في اليد اليمنى
وإصابات في الرأس ,وكنا نذهب لزيارتها وهي تبكي وتدعي على نفسها
وتقول : دنا بستاهل اللي جرى لي ,ربنا يآخدني ......الخ
هنا وكعادة الدار تنازلت عن خدماتها وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر سافرت خروج نهائي لمصر
حيث رفضوا في الدار أن يعيدوها لوظيفتها وقالوا نخشى أن يقلدك الأبناء في تصرفاتك الحمقاء
واتهموها بأنها مخطئة حين مزحت تلك المزحة التي كادت تقضي عليها ,
والتي كانت كفيلة لتخلي الدار عنها وهي طريحة الفراش غادرت لبلادها
بعد أن استعادت صحتها ولم نعد نعرف عنها شيئا , لله درك ياماما انتصار
وأطال الله في عمرك ....


وعد التي حدثتكم عن زواجها لم تكن هي الوحيدة التي تزوجت
وغادرتنا كثيرات تزوجن غيرها بعضهن لم يفارقننا ومازلنا نتواصل
معهن حتى يومنا هذا فكثيرات من أخواتي المتزوجات يأتين لزيارتنا
ونذهب لزيارتهن , حتى وعد مازالت تزورنا وتتواصل معنا رغم أنها في بداية
زواجها كانت تقيم في مدينة أخرى , لكنها كانت تزورنا في الإجازات وتتواصل
معنا بالمكالمات , وقبل مدة انتقل عمل زوجها للرياضوأصبح تواصلنا أكثر
نزورها وتزورنا تشاركنا في العيد والاحتفالات وكل المناسبات
وهي ولله الحمد تعيش في صفاء ولا يكدر صفو حياتها إلا شيء
واحد وهو عدم إنجابها ورغم مرور عدة سنوات على زواجها إلا أنها لم ترزق بأطفال ....
لكن بعض من أخواتي منذ زواجهن انقطعن عن زيارتنا وانعدم التواصل
بيننا ربما يردن أن ينسين أنهن كن من الدار , خاصة اللاتي كان لهن
أسر صديقة فبعد زواجهن يكون أكثر تواصلهن مع أسرهن
البديلة فتشبه العلاقة بينهم وبيننا شبه مقطوعة ...
سحر من قبل زواجها وهي تردد بأنها إن خرجت من الدار فلن تعود إليها
طبعا هي كانت معنا في الدار وكان لها أسرة صديقة منذ طفولتها
يتواصلون معها ويكلمونها بالهاتف وحتى في أيام تجهيزاتها لزواجها
طبعا هي تزوجت بأحد أبناء الدار لكنهم كانوا يقفون معها ويساعدونها
في التجهيزات وفي إعداد الحفل
ويوم زواجها لم تدعو جميع بنات الدار بل اختارت عدد معين سواء
من البنات أو الحاضنات أو الموظفات وقالت إن أمها " في الأسرة الصديقة "
ستدعو عدد كبير من قريباتها وجاراتها وزميلاتها لذا هي لا تريد
أن يكون الحضور كبير من الدار كي يكون الحفل أكثر تنظيما , لم أذهب
لزواجها رغم أنها دعتني إليه لكني رفضت الذهاب وأنا أرى بعض إخوتي
الصغار يبكون ويريدون الحضور , لم أذهب لأنني كنت أراها
تهتم بمدعوات أمها من خارج الدار ولأني شعرت بأنها دعتنا فقط
من باب تأدية الجواب ولم يكن يهمها حضورنا بل ربما كانت تتمنى أن لا نحضر
ذهب عدد بسيط من الدار وحضروا الزواج , تزوجت سحر
وتركت الدار ولم تعد إليها , فصدقت حين قالت إن خرجت من الدار لن
أعود إليها أبدا ...خرجت سحر من الدار ولم تسأل عن أحد منذ زواجها
رغم مرور أكثر من سنتين ....
كنت على يقين أن سح لا تشعر بالارتباط للمكان الذي عاشت
وتربت فيه ولا تكن مشاعر لإخوتها الذين شاركوها طفولتها وحياتها في الدار
وفي كل شيء , كنت ومازلت أشعر أنه ليس بإمكاني تجاهل حياتي في الدار
حتى لو قدر لي الخروج منها يوما ما لا أستطيع نسيانها ولا نكرانها
ولا شطبها من حياتي لأنها جزءا مني
كيف بإمكاننا أن نعيش بلا ماض وبلا ذكريات وكيف ستكون حياتنا دونها ....
كنت ومازلت وسأظل أفخر بكوني نشأت وتربيت في الدار
ولن أتخلى يوما عنها أو أخجل منها ....
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
أحب أن أوضح نقطة مهمة
وهي أن كل مجهول هوية لقيط
ولكن ليس كل لقيط مجهول الهوية ,,,,
يعني فيه لقطاء لكن معروفين أمهاتهم
وأحيانا حتى الأب معروف وعادة يجيبونهم
من المؤسسة بحيث تكون الأم بالمؤسسة
تقضي عقوبتها , وغالبا يتنازلن عن أبنائهن
يعني هذي صورة ثانية لتخلي الأم عن طفلها بدون مبرر ....
ولحد يقول إنها ما أخطأت وإلا نالت عقابها لأن العقاب اللي نالته
أقل بكثير مما تستحق ....
الشيء الثاني إنه حتى مجهولي الهوية اللي مانقدر نحصرهم بالعدد
أغلبهم تخلوا أمهاتهم عنهم يعد أن ألقوا بهم أمام مستشفى
أو مسجد أو أرض صحراوية يعني مافيه مبرر يخلينا نلتمس لهم العذر
فلنفترض إنه فيه حالة اختطاف , اختطف فيها الابن وألقي به في أي مكان عام
انتقاما من الأهل , أين الأهل , ألم يبحثوا عن ابنهم أقل مايستطيعون فعله
تقديم بلاغ بمركز الشرطة , والأطفال لا يتم وضعهم في الدار إلا بعد التأكد
من جميع مراكز الشرطة بعدم وجود بلاغات بفقدانهم , طيب لو قلنا في حالة
من الحالات إنه الأهل كانوا جاهلين ومابلغوا ولا دوروا ورضوا بالقضاء والقدر
ستكون هذه حالة استثنائية , واحد بالألف لنقل واحد بالمية , والبقية هل كلهم
حالات اختطاف , أم أن أهلهم أجبروا على التخلي عنهم ؟ أم أنهم تخلوا برضاهم ؟؟؟



>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

من يتخلى عنه والداه بعد الزواج فهو شرعي وعندنا بالدار كثير تخلوا أهلهم
عنهم لكنهم شرعيين يحتفظون باسم الأب والعائلة ولا يعتبرون مجهولي الهوية أو لقطاء
لأنهم معلومي الهوية وفقط أيتام , كان عندنا مجموعة أخوات أبوهم طلق أم ثنتين منهم
والثالثة أمها متوفية , وولد من زوجته الثالثة , يعني عياله اللي كانوا عندنا كانوا من كذا زوجة
وحدة من زوجاته جات تطالب بحضانة بناتها ورفض أبوهم وكان يزورهم ومتزوج ثنتين أظن
وعياله وش كثرهم ومتى ما طلق جاب له مجموعة ورماهم عندنا بالدار ومدري ليش كانوا
مخلينه كذا يقال إنه عرض عليه بيت مجانا يجمع فيه عياله ويربيهم ورفض , مدري كيف كان
ومازال عايش ومبسوط وهو مايدري عن عياله ....


حينما كنت بالصف الأول الإبتدائي شاركت في الحفل الختامي للمدرسة
كنت الأولى على الفصل والثالثة على الصف طبعا أولى كانوا ستة فصول تقريبا
وكنت مشاركة في الحفلة النهائية حيث أنشدت أنشودة مازلت أحفظ كلماتها
حتى يومنا هذا وهي أنشودة عن الأم أنا ومجموعة من زميلاتي
أمي أمي أحلى نغم يجري عذاب بفمي ودمي أنا أهواه وأردده بالحب الغالي أنشده ....الخ
حين وقفنا على المسرح لننشدها كنت أنشد لنفسي , زميلاتي أمهاتهن كن حاضرات
إلا أنا حتى أمي الحاضنة لم تستطع حضور ذلك الحفل , وكانت إحدى الأخصائيات قد
حضرت عوضا عنها , كنت أنشد أمي وأرى أمهات زميلاتي وهن يلوحن بإيديهن لبناتهن
بينما لم يلوح لي أحد , في نهاية الحفل تم توزيع الشهادات على المتفوقات وحصلت
على شهادة تفوق مازلت أحتفظ بها حتى الآن وما إن انتهى الحفل حتى أسرعت كل واحدة
من زميلاتي بشهادتها لأمها وكل أم أمسكت بشهادة ابنتها وحضنتها وكانت سعيدة بتفوقها
إلا أنا لم أجد من يمسك بشهادتي ولا من يفرح لأجلي كنت أتجول بشهادتي في فناء المدرسة
وكأنني أتسول بها باحثة عمن يفرح بها معي ويبدو أن الأخصائية أشفقت علي فنادتني
لترى شهادة تفوقي وتشجعني ببعض الكلمات , وتعدني بأن تكافئني .....







>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>



أحضروا لنا في أحد الأيام مولود جديد رضيع
وكانت أمه في المؤسسة , يقال إنها صغيرة في العمر
لاتتجاوز الرابعة عشر من عمرها وكانت تذهب لبقالة مجاورة لمنزلهم تشتري منها
والبائع كان من جنسية عربية فاستغلها وأغراها بالحلويات وأقام معها علاقة بينما أهلها
لم ينتبهوا لها إلا فيما بعد , ولم يشكوا يوما فيها نظرا لصغر سنها , المهم بعد أن حملت
وأن عرفت الأسرة بالأمر قدموا بلاغ وتم حجز الفتاة في المؤسسة ولا أدري عن البائع
إن كان نال عقابه أم رحل قبل أن يعاقب وبعد ذلك تنازلت الفتاة عن ابنها وكان معنا في الدار
إلى أن أنتقل فيما بعد لدار أخرى خاصة بالبنين كان شقيا جدا وكثير الحركة والإزعاج
حتى إن اسمه أصبح دائما يرتبط بالمشاكل فأي مشكلة تحدث تتجه أصابع الاتهام نحوه مباشرة
وأي شيء نجده مكسور أو ضائع نعرف أنه هو وراء كسره أو فقدانه ....
حين ننجح كانوا يقيمون لنا حفلات نجاح إما بالدار أو باستراحة وكنا نحب تلك الحفلات بل ربما
نجتهد وننجح لأجلها , طبعا تلك الحفلات يحضرها جميع أبناء وبنات الدار حتى من رسب يحضر تلك
الحفلة , إحدى أخواتي كانت دائما ترسب بل في إحدى المراحل الدراسية رسبت وعادت السنة
ثلاث مرات وكانت هي أكثر من يفرح بتلك الحفلات حتى في رسوبها فهي أول من يستعد للحفلة
في الحفل تبقى طيلة الليل بجانب الاستريو وتختار الأغاني التي تريدها وترقص طوال الليل و لا تعطي
أحدا فرصة في اختيار مايريد من أغاني ,فكانت تتفاعل مع حفلات النجاح وتعشقها ...
كان الكل يتهمها بالكسل والبلادة لأنها كثيرة الرسوب ويزعمون أنها لن تكمل الدراسة
ويقولون لها " لو جبتي الثانوي نعمة " والآن بعد مرور سنوات نجحت والتحقت بالجامعة تخصص لغة انجليزية
بكلية اللغات والترجمة وقابلتها قبل فترة وسألتها عن أمور الدراسة وأجابتني بأنها تسير على مايرام
فهي اختارت التخصص الذي تعشقه , فمنذ طفولتها وهي تجيد اللغة الانجليزية وكأنها لغتها الأم
بل حتى كانت تجيد اللغة الفلبينية تحدثا ,أما الانجليزية فهي تجيدها تحدثا وكتابة ....
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
في طفولتي كما ذكرت لكم سابقا أننا أو ع الأقل أنني كنت أتصور أن الأم
وهي الحاضنة التي تتولى رعايتنا في الدار أنها قوية جدا ولا تخاف من شيء
وكنت أظن أنها تملك قوة لا يملكها أحدا غيرها , فهي في نظري كانت الأم والأب
تتولى رعايتنا وتعاقبنا وتكافئنا , كنا نحبها ونحترمها ونخاف منها ونكن لها مشاعر كثيرة
لكننا لا نكرهها ولا أعتقد أن أي من أخواتي وإخوتي قد كرهوا أي أم مهما كانت قاسية
ومهما كان عقابها لنا , لأنه مهما بلغت القسوة فيها تتضح لنا جوانب أخرى من شخصيتها
في مواقف أخرى فهي على ألأقل تربينا بينما تخلت أمهاتنا عن تربيتنا , تسهر لأجلنا إذا مرضنا
تحضر حفلات نجاحنا وحفلات المدرسة ونادرا ماتتغيب عنها لسبب ما , حتى في العيد فتلك
الأم تقضي العيد معنا وننعم بوجودها معنا بينما يحرم أبناؤها الحقيقيون منها في يوم من أهم
أيام السنة في يوم لا يتكرر كثيرا , فلا أعتقد أن أما أخرى ستفعل مايفعله أمهاتنا في الدار
في طفولتي كانت كل أم في الدار هي أمي , فأمهات الدار كثر وموزعات على أسر عديدة
لكننا اعتدنا أن أي أم في الدار هي أم لجميع أبناء وبنات الدار فنناديها بماما بغض النظر
عن عمرها وعن جنسيتها وعن أي شيء آخر , وحينما كبرت تغيرت مفاهيم كثيرة لدي
فأصبحت أخجل من اقول ماما لأي أم خاصة إذا كانت في عمر مقارب لعمري وأعتقد أنني منذ
سنوات عديدة لم أنادي أي حاضنة بماما إلا أمهاتي القديمات اللاتي أعرفهن من طفولتي
وأراهن في بعض المناسبات , أيضا اكتشفت أن تلك الأم التي كنت أعتقد أنها قوية ومتسلطة
ولا تخاف من أحد والكل يخاف منها ويحترمها ليست إلا إنسانة بسيطة ضعيفة جدا , تعمل
لساعات طويلة من أجل ظروفها , وأن هناك من يستغل حاجتها ليكلفها بما تقوى ومالا تقوى
ضغوط عديدة تتعرض لها تلك الأم , ظروف أسرية و ظروف عمل صعبة ومهام كثيرة يجب
أن تنجزها على أكمل وجه , وأي خطأ تقع فيه قد يعرضها للفصل , تعامل سيء يلقينه من بعض
الموظفات كم مرة رأيت أم وهي تبكي بحرقة ,,, كم مرة رأيتهن وهن يندبن حظهن
كم مرة رأيت أم وهي تتوسل للإدارة أن لا يتم فصلها من العمل لأنها تعيل أسرتها أو أبناءها
الذين تخلى عنهم والدهم , فأصبحت ومازلت أشفق كثيرا على تلك الأمهات بعد أن كنت أخافهن
في أحد الأيام فوجئنا برحيل أم لم تعد تستطبع تتحمل الضغوط كان رحيلها مفاجئا
بكينا لأجلها كثيرا , توسلنا لها أن تعود ليس لأجل الدار بل لأجلنا , رفضت ورحلت كما رحل
الكثير غيرها , أم كانت تبكي لأنها زوجها سيأخذ أبناءها منها إن طلبت منه أن يصرف عليهم
فخيرها بين أن تربيهم وتتحمل تربيتهم والإنفاق عليهم أو تتركهم له ليتولى هو تربيتهم
رفضت بشدة فهم كل ماتبقى لها في هذه الحياة البائسة التي تحياها , جاءت لتعمل في الدار
من أجلهم فتحملت الكثير لأجلهم كم هو محظوظين أبناءها لأن لهم أما تكافح وتحارب لأجلهم ....
تحملت ضغوط العمل وساعاته الطويلة وأوامر لا تنتهي كانت تربي أبناء الدار وتربي أبناءها
تعلم أبناء الدار وتعلم أبناءها , بل ربما أعطتنا أكثر مما أعطت أبناءها ومع هذا لم تحظى بشيء
ضاع عمرها وهي تعمل وتعمل مقابل مبلغ زهيد قد لا يفي بمتطلبات أبنائها لكنه بالطبع
أفضل من لا شيء ,,, كانوا بعض الموظفات يترصدن أخطاء الأمهات ويفتشن عن عيوبهن
ويتتبعن زلاتهن لا أدري لم أليست الأم بشر قد تخطيء وتصيب ؟؟؟
أليست بشر لها طاقة لا تستطيع أن تتحمل فوقها والله جل جلاله لا يكلف نفسا فوق وسعها
فكيف بنا نكلف بعضنا بما يفوق طاقتنا ولانضع اعتبارا لهم ؟؟؟
لله در كل أم عملت ومازالت تعمل في الدار وهي غير مرسمة في العمل لأنهن فعلا مكافحات
وتحملن الكثير ....

كان هناك أمهات لا يستحقون أن يكونوا أمهات وسبق وقلت لكم عن الأم
اللي برمضان تمسك صينية السمبوسة وترمي على كل واحد حبتين ع السفرة وتمسك صينية
اللقيمات وتسوي نفس الشي بكل الفطور وترمي الأكل علينا بطريقة مهينة
ما كأننا أدوام مثلها وصايمين بعد وأم تحبسنا طول اليوم وأحيانا تنسى إنه حبستنا
وأم لما تبغى تعاقبنا تحرمنا من الوجبة سواء أساسية أو وجبة العصر
وأناما أتكلم عن هؤلاء الأمهات لأنهم أساسا مايعتبرون أمهات والحمدلله وجودهم في الدار مايطول
شهور بالكثير ويفصلونهم , وبرضه كان فيه أمهات فلبينيات سيئات في تعاملهم معنا
لدرجة إنه وحدة منهم خنقت واحد وبغى يموت بين يدينها على سبب تافه وثاني يوم سفروها لبلدها
ومنعوا دخلوها , وكان فيه أم من جنسية عربية أيضا تسيء تعاملنا وأحيانا تآخذ من أغراضنا وترسل
لعيالها , يعني أمهات كثر مروا علينا منهم السئية ومنهم الطيبة السيئات بقاؤهم في الدار مايطول
مع إنه أحيانا مايدرون عنهم إلا بعد مايرتكبون مصيبة كآثار ضرب يلقونها بالابن أو يدخلون عليها
فجأة ويشوفونها وهي تعامل الأبناء بقسوة وضرب وإهانات بدون سبب ...
لكن أنا كنت أقصد الأمهات الأخريات اللي بصفة عامة تكون طيبة وتهتم فينا ونحبها ولما تغلط
غلط بسيط ماله علاقة فين كأن تأخذ لها غفوة مثلا ويدخلون ويلقونها غافية على طول محضر
وتهزيء ليش تنامين ممنوع طيب هي 12 ساعة متواصلة وهي تشتغل حرام لو غفت
شوي ومو من زينها من غفوة قاعدة بنصنا وغافية يعني ماراح يجيها نوم عميق وسط الإزعاج ...
يعني أحيانا يكتبون الأم محضر وتعهد على سبب ماله علاقة فينا أو إهمالها بالعكس تكون
الأم من أفضل الأمهات وبس عشان مخالفة بسيطة يقومون الدنيا عليها ...

اسئله طرحت علىيها منقبل الاعضاء

إقتباس:


عقليتك وفهمك وثقافتك وادراكك ووعيك ,, هل هي نادره بين ابناء وبنات الدار ؟؟


اغلب من عاشوا معك كما ذكرتي في النهايه يا يكون متأزم نفسيا او مهو متقبل المجتمع او انطوائي او عديم الثقه بنفسه ..


ولا اقصد الإهانه ,, لكن هل هذا الواقع ؟؟


بعيدا عن القلوب ,, ادرك تماما ان قلوبهم بيضاء وفيهم خير كثيرا ,, لكن قسوة الزمن تجبر الشخص ان يتأخذ موقف دفاعيا لكل من يحاول أن يتقرب له ..


واعلم تماما ان طباعهم واخلاقهم نتيجة مجتمع ظالم ,, ولكن يضل الصالح صالحا والطالح سيء ,,


انا لا الومهم لكي لا أفهم خطأ ,, لكن أود أن تتكلمي بصراحه وبوجه عام عن أخلاقهم الظاهره
هل أكون حذرا بكلماتي عندما أقابل احد ابناء الدار ,,
كيف أتعامل معه إن كان هو غير متقبلني لقناعه في نفسه أني غير متقبله هو


وليش الواقع لا بالعكس أنا تكلمت عن واقع عن الدار
لكن هل تعتقد إن واقع المجتمع يختلف عن واقع الدار كثيرا
يعني مافيه معقدين ؟؟ ولا فيه منطوين ؟؟ ولافيه قاسين ؟؟ ولا فيه مجرمين ؟؟؟
واقع الدار لا يختلف عن واقع الحياة صح رائد عاش معقد لأن أبوه وأمه طلعوا فجأة واختفوا فجأة
وصح إن وحدة من البنات نسيت وش كنت مسميتها المهم طلعت معقدة وناقمة على المجتمع
لأنها كانت تتعرض لعنف أسري من أمها كونها غير شرعية بينما بقية إخوتها الشرعيين لم يتعرضوا
للعنف اللي تعرضت , وصح ليلى كانت عايشة بعالم وهمي وتكذب وتقول إنه لها أهل رغم
إنها مجهولة الهوية وأحس إنها كانت تتقمص شخصية عايشة بهاحتى في الجامعة , وصح كان
فيه عدوانيين ومنطوين ولكن كان فيه بالمقابل ناس واعين وغير معقدين ومتعلمين وبعضهم تزوجوا
وكونوا أسر واندمجوا في المجتمع ,,,,
لكن حتى المجتمع اللي إنتم عايشين فيه أكيد فيه ناس معقدين وناس مضطربين نفسيا رغم إنهم
عاشوا بين أهلهم ووسط أسرة ...
حتى في تعالمنا مع الناس يختلف من شخص لآخر ونفس الشي في الدار مو كلنا زي بعض
حتى الأمهات والموظفات كانوا مختلفات وكل أم لها طريقة معينة في التعامل وكنا نعاملها
حسب شخصيتها وطريقتها , يعني كون إن الواحد عشانه من ابناء الدار بيكون له طريقة معينة
في التعامل فلا بالعكس مافيه فرق بين أبناء الدار والأبناء العاديين ....


 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
في طفولتي كنا نحب لعبة مازالت مجودة ومازلت أحبها حتى يومنا هذا وهي لعبة
إنسان وجماد ونبات و.....الخ , لكننا كنا نفضل أن نلعبها مع الأم وليس على الورق
فنجتمع حول الأم وتمسك الأم بورقة وقلم تسجل فيها أسماءنا وتبدأ بالأسئلة فتطلب
منا مثلا اسم جماد بحرف الميم وأول من يُجيب تضع له درجة في الورقة حتى ننتهي
من اللعبة ثم تبدأ بجمع الدرجات , وغالبا ماننهي اللعبة بخلافات لأن عبدالله دايما كان يعترض
على من أجاب ويدعي أنه هو أول من أجاب وحين يتقدم عليه أحدا يغضب كان أنانيا جدا
ولا يهمه سوى نفسه , المنافسة غالبا كانت بيني وبينه بينما البقية اثنان منهم تربية فكرية
وواحد لا يجيد اللغة العربية , وكنا دائما نضحك على إجابتهم فأحمد وسعد تربية فكرية
ويشاركوننا اللعبة طبعا ولكن حينما تقول الأم اسم إنسان يبدأ بحرف الكاف يأتون بالكلمة
دون تفكير مسبق فيقول أحمد كلب بينما كلب حيوان لا إنسان وهكذا سعد مثله بل أسوأ
حالا منه لأنه أحيانا يأتي بكلمات بعيدة عن الحرف فحين تطلب الأم اسم مدينة تبدأ بحرف
الكاف يقول مكة لأن فيها كاف رغم أنها لا تبدأ به , أما معاذ فهو لا يجيد العربية لأنه
كان قادما من أسرة بديلة ولا يعرف الحروف العربية وكلامه كان مكسرا , فمرة من المرات
قالت الأم اسم إنسان بحرف الهاء فأجاب بسرعة قائلا هنان = حنان , ومرة قالت اسم
حيوان بحرف الهاء فقال هصان = حصان , وكان هنالك خالد لكنه صغيرا ولا يعرف اللعبة
فالمنافسة غالبا بيني وبين عبدالله وننهي اللعبة بخلاف على من يستحق الفوز أو من سبق
الآخر في الإجابة , عبدالله كان بطبعه أناني جدا وكان يغضب حين يتفوق عليه أحد لم يكن
يملك روح المنافسة وتكون ردة فعله حين يخسر قوية فيبكي وأحيانا يمزق ورقة الدرجات
ويعترض كثيرا , وكان يحب المحافظة على أدواته وألعابه فتتكدس عنده الأقلام والألوان والألعاب
بينما كنا نحن نكسرها في أول يوم نستلمها فيه والأقلام نذهب بها المدرسة ونعود من دونها
وكان هو الوحيد المحافظ حتى إنه أصبح المثالي في محافظته على كل مايخصه من أقلام وكتب
وألعاب وملابس وأدوات أخرى , بل كان يحرم نفسه من اللعب بألعابه وأول مايستلمها يذهب
ويخبئها في دولابه ولا يلعب بها ويشاركنا اللعب بألعابنا وإن رفضنا يكتفي بمشاهدتنا ونحن نلعب
ونادرا مايخرج لعبة من ألعابه ويلعب بها وإن حصل يرجعها مباشرة بعد ماينتهي منها ويخبئها
حتى الحلويات كان يخبئها لأيام عديدة حتى توشك على انتهاء صلاحيتها وتأمره الأم إما
بأكلها أو مقاسمتنا إياها أو رميها لانتهاء صلاحيتها , كان لا يحب أن يشاركه أحدا في حلوياته
ولا ألعابه ولا أقلامه بينما هو يحب أن يشاركنا في كل شيء , في إحدى المرات حين طلبت
منه قلما رفض وحين طلبت منه الأم أن يعطيني القلم على أن أعيده وافق وقال بشرط إذا أضاعته
تدفع لي خمسة ريالات بينما كانت قيمة القلم لا تتجاوز النصف ريال ....
قبل ذهابه لدار البنين وبينما كان يستعد للذهاب ويجهز أغراضه كان هو الوحيد من الذين خرجوا
خرج بالكراتين والأكياس والشنط العديدة وكانت أغراضه أكثر من أغراض كل الذين خرجوا معه
بل رأيته خرج بألعاب لها سنوات عنده رحل لدار البنين وكبر ولا أدري إن كان كما هو محافظا
وأناينا ومنافسا أم أنه تغير .....
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
لا تقارن دار الأحداث بدور الأيتام سواء البنين أو البنات
لأنه ناك فرق بينهم , فدور الملاحظة للأولاد = مؤسسة رعاية الفتيات
وفعلا هم يختلفون عن دور الأيتام ولا أعتقد إنه من العدل مساواتهم بالأيتام حتى من ناحية التعامل
الأيتام ضحية لكن اللي بدور الملاحظة جناة .....
دور الملاحظة ومؤسسة رعاية الفتيات عقاب لمن ارتكب أي جريمة وهي عقوبة كالسجن لكن
لفئات عمرية صغيرة , فأنا أسمع بهاو لم يسبق لي رؤية مؤسسة الفتيات ولكن كانوا يزرون
بعض الأبناء أمهاتهم في المؤسسة وكنت أسمع إنهم لا يوفر لهم مايوفر لنا ,ولا يوفر لهم كماليات
ولا يوجد من يخدمهم ولا عاملات نظافة ولا طباخات والفتيات هم اللي يتولون التنظيف والطبخ وطبعا
ترفر لهم الأساسيات لكن يحرمون من الكماليات ويسمح لهم بالدراسة , وفي فترة العصر حلقات
تحفيظ قرآن أو دروس دينية , لكن تخيل لو وفروا لهم الكماليات والدلع هل تتوقع بيحسون بغلطتهم
أكيد بيطلعون وبعدها بكم بيرجعون لأنهم أساسا ماتعاقبوا ولاحسا بغلطتهم , لكن لما يعاقبون أكيد
بيصير عندهم إحساس بالخطأ ويمكن يتوبون إلا عاد اللي ماعنده إحساس وسمعت إنه كثير منهم
يطلعون وبعد كم شهر يرجعون دليل إنهم ماتابوا , فرضا وحدة عوقبت في المؤسسة لأنها على
علاقة غير شرعية نتج عنها مولود طبعا المولود ضحية وبيكون مصيره الدار , والم تعاقب بوضعها
في المؤسسة لأنها أصغر من ثلاثين سنة هل من المنطق أنهم يدلعونها ويخدمونها ويخلونها
تستانس على كيفها وكأنها في بيتها وإلا لازم يكون فيه صرامة عشن تحس إنها أذنبت
بالعكس العقاب اللي تتعرض له في المؤسسة أقل بكثير مما تستحق لأنها كم شهر وهي طالعة
وعادي عايشة حياتها وناسية اللي صار لكن الابن هو الضحية لأنه بيعيش طول حياته كأنه معاقب ....
طبعا العقاب يتفاوت من جريمة لأخرى فعقاب السرقة غير عقاب الخلوة غير الشرعية غير عقاب
المضاربات غير عقاب الاعتداء ....الخ
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
في الدار هناك مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة سواء بنات أو أولاد
طبعا اللي إعاقتهم قوية كالشلل أو التخلف العقلي الشديد
يتم وضعهم في دور التأهيل , وأما التخلف البسيط فعادة يكونون معنا مدموجين
في الدور العادية , فيكونون شكليا عاديين وأشكالهم جدا عادية لا يختلفون عن الطبيعيين
من ناحية الشكل , ويميزون كل شيء ويعرفون أسماءنا وأسماء الأمهات وأسماء الأشياء
ويعرفون الأؤقام والحروف , يعني تخلفهم يكون بنسبة طفيفة والبعض منهم غير ملحوظة نسبة تخلفه
وقد يعتقد الآخرون أنه سليم عقليا لأنه يتحدث بطلاقة ويفهم كل مايقال له , ولكن يلحقونهم بمدارس
التربية الفكرية لأنهم أحيانا لا يتم قبولهم في المدارس العادية نظرا لأن لأن نسبة ذكائهم أقل من العاديين
وبعضهم يكون ملحوظ عليه التخلف البسيط من حيث الكلام وبطء الاستيعاب وحين يسئل عن شيء
يجيب عن شيء آخر , أحد أبناء التربية الفكرية كان مرحا جدا وذكي نوعا ما فأي شيء يتم فقدانه في الدار
يحضره كان لديه حاسة سادسة يعرف بها أماكن المفقودات حتى إن البعض اتهمه أنه هو من يخفي الأشياء
لذا يستطيع العثور عليها بسرعة فائقة , وتم اختباره ووضع كمين له بحيث خبأت إحدى البنات الكبيرات
حقيبتها في مكان ما ثم طلبت منه أن يبحث عنها معها وفعلا ماهي إلا دقائق وقد عثر عليها
وتمت تبرئته من تهمة سرقة الأشياء وإخفائها , وكان ذكيا جدا يحفظ جميع أرقام الأسر ربما أكثر
من خمس عشرة تحويلة وكل تحويلة مكونة من ثلاثة أرقام فأي أسرة نود معرفة رقمها نسأله عنها ليعطينا
الرقم مباشرة ,ويحفظ جميع الأناشيد وموهبته الأساسية في الحياة الرقص وأعتقد أن تلك الموهبة
موهبة الرقص هي موهبة مشتركة لجميع أبناء وبنات الدار ....
وكان يحفظ جميع الأرقام والحروف , ومع ذلك كان يعاني من تخلف بسيط أو ربما كان فئة بينية
بين العاديين والمتخلفين , لذا كان دائما من أوائل المتفوقين في مدرسته , وأحد أبناء التربية الفكرية
كان يحب ملابس البنات والشباصات وألوان الشفاه والماكياج والأحذية البناتية فكان دائما يتسلل
لدواليب الغرف الخاصة بالبنات ويسرق من ملابسهن ويلبسها , منذ أن كان عمره أربع سنوات وهو لديه
ميول أنثوي يحب كل شيء خاص بالبنات , وخاصة الكعب العالي وأصبح لا يمشي في الدار إلا بكعب
وحين يمنع من تلك الأشياء يبدأ بالبكاء والصراخ وأحيانا تكسير الأثاث واستمر على ميوله الأنثوية حتى كبر
وانتقل لدار البنين , وكان يكذب بدرجة غير طبيعية حتى إنه في الفترة الأخيرة أصبح لا أحد يصدقه
ففي إحدى المرات في المدرسة أصر على أن الكرسي في المدرسة هو ملك له وقد أحضره معه
من الدار , وحاولت المعلمات ثنيه عن أخذه معه وحاولت الأم التي جاءت لاصطحابه إلا أنه رفض
وأخذ يبكي ويقسم أن الكرسي له ولم يخرج من المدرسة إلا والكرسي معه , وهكذا دائما كل شيء
يريده يحلف أنه له ويصر على أنه ملكه , ومرات كثيرة حين يغضب من أي أم أو ابن يذهب ويشتكي
للمديرة ويدعي أنها ضربته في البداية كان يتم تصديقه وبعد ذلك أصبحوا يكذبونه حتى أنني في إحدى
المرات رأيت أحد الأولاد يضربه بشدة ومع ذلك لم يصدقه أحد حين اشتكى ....
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
تخصصي لغة عربية من جامعة الملك سعود
منذ صغري وأنا كنت أعشق اللغة العربية والقراءة والكتابة
ولي محاولات نثرية عديدة .....
امممممممممم وعلى فكرة ترى الإملاء عندي تمام والنحو أيضا تمام
بس أحيانا لما أراجع ردودي ألقى عندي أخطاء وأعتقد أنها طباعية
وللأسف ما أقدر أعدلها لأن أيقونة التعديل تكون غير موجودة من عندي
فاعذروني على أي خطأ لغوي أو نحوي أو إملائي وتأكدوا أنه ليس مقصودا
بل سهوا أو طباعة خاصة أني أكتب مباشرة في المنتدى وبسرعة وأرسل
مشاركاتي دون مراجعة أو قراءة .....



التربية ليست كل شيء فهناك ربما عوامل وراثية وعوامل أخرى نفسية لها أثر بالغ
في تكوين الشخصياتوالسلوك العام , ففي الدار كنا نعيش في نفس المكان وأحيانا
في نفس الأسرة تحت رعاية أم واحدة ونتناول نفس الطعام ونلبس نفس الملابس
ونخرج لنفس الأماكن وندرس في نفس المدارس ومع هذا يختلف سلوكنا وتختلف شخصياتنا
فهناك من يتصف بالأنانية وهناك من يتصف بالإيثار , هناك من يتصف بالكذب وهناك من يتصف بالصدق
هناك من يحافظ على الصلاة بل يبادر بها دون أن يجبره أحد وهناك من لا يصلي إلا بعد أن يؤمر بها
هناك من يسرق وهناك من يتصف بالأمانة وأي شيء يجده لا يفكر بأخذه ويعطيه المسؤولين....
كان هنالك عدد من الطلاب في مدرسة واحدة أحدهم معروف بالسرقة والآخر معروف بالأمانة
في يوم من الأيام الطالب الأمين وجد قلما على الأرض فأسرع به إلى مدير المدرسة وكرمه وأعطاه وسام
الأمانة وعلق ذلك الوسام في الدار والطالب المعروف بالسرقة كان شديد الغيرة وحين رأى كل ذلك
الاحتفاء بالطالب الأمين قرر أن يكون مثله , وفي اليوم التالي ذهب للمدرسة وأعطى المدير ريالين
وقال وجدتها في فناء المدرسة لا أذكر إن كان قد حصل على وسام الأمانة أم لا لكن أذكر أن الأم اكتشفت
أن الريالين التي أعطاها للمدير هي من مصروفه الخاص وأنه كذب وادعى أنه وجدها ساقطة في الفناء فقط كي يحظى على الوسام ....
المهم أن طباع وصفات وسلوك أبناء وبنات الدور تختلف من شخص لآخر مما يدل بل يؤكد أنه ليست التربية
هي وحدها من تحدد شخصياتنا وسلوكنا ....
وزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز الإشراف الاجتماعي تسعى لأن تحقق لنا الأفضل فهي تخصص ميزانية كبيرة
جدا للدور وتوفر العلاج والغذاء الصحي تحت إشراف أخصائيات تغذية وتوفر الملابس من جميع الماركات وكل شيء
وأعتقد أنها تبذل كل مابوسعها لكن برغم كل ماتبذله يبقى هنالك فراغا لا يمكن ملؤه وهو الفراغ العاطفي
والأسري والاحتياج النفسي الذي لا تستطيع توفيره , رغم أن الأمهات يظلون معنا لساعات طويل تصل لـ 12
ساعة في اليوم وبالتناوب ورغم أنها تقسمنا لأسر لكن مهما كان يبقى هناك شيئا لا يمكن تعويضه
وفراغا لا يمكن سده , فأحيانا ما إن نتعلق بالأم ونشعر لها بالارتياح إلا ونفاجأ بقرار نقلها أو تغيير أسرتها
أو حتى فصلها , وأحيانا لا نجد بيننا وبين الأم التي تتولى رعايتنا أي شعور أو محبة ....

 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
إحدى الأمهات كانت تعاملنا بقسوة وجفاء وتضربنا حين نخطيء رغم أن الضرب
ممنوع وأيضا يمنع أن تعاقب الأم الأبناء من تلقاء نفسها دون الرجوع للأخصائية
التي بدورها تحدد حجم المشكلة ونوع العقاب , والضرب لا يدخل من ضمن العقاب
ومع هذا لا أحد يتقيد بالأنظمة , المهم أن تلك الم اشتهرت بالقسوة والقوة حتى إن الإدارة
أصبحوا يشكون فيها لكنهم لم يجدوا ضدها أي دليل وحاولوا استدراجنا ليعرفوا إن كانت تضربنا
أو لا ولكننا لم نخبرهم بذلك خوفا منها وخوفا عليها أيضا فهي حين تعلم بأننا أخبرناهم عن ضربها لنا
ربما تضاعف الضرب وتسوء أكثر وأيضا ربما يتم فصلها ونحن لا نود فصلها وكانت في مرات كثيرة تسألنا
قائلة " تبغون تعلمون علي إني أضربكم ؟؟تبغونهم يفصلوني ؟؟ ويصير ماعندكم أم ؟؟؟ ونجيبها نحن لا لا
لذا لم نخبر الإدارة عن ضربها لنا , وحاولوا بشتى الطرق أن يمسكوا ضدها أي دليل ولم يستطيعوا
فكانوا يباغتونها في الدخول فجأة لعلهم يجدونها تضرب أحدنا وللأسف في كل مرة يدخلون فيها
فجأة يجدونها إما تلعب معنا أو تأكل معنا أو تشاهد التلفزيون معنا , وفي أحد الأيام غضب أحد إخوتي
منها لأنها ضربته حين كسر الأبجورة وجعلته ينام مبكرا عقابا له وفي اليوم التالي وحين عدنا من المدرسة
انطلق مسرعا للإدارة وقال لهم ماما ضربتني بقوة بالعقال واشتكى عليها, وسألوه الإدارة
من رآها وهي تضربك فقال كل إخوتي وطبعا للتأكد من الأمر قاموا باستدعائنا جميعا وسألونا إن كانت ضربته
أم لا وعن سبب الضرب وكلنا أنكرنا أنها ضربته وقلنا لم تضربه ولم نراها وهي تضربه , وهنا إحدى الأخصائيات
طفح كيلها من تلك الأم التي لم تستطع أن تجد دليلا يدينها , كانت الأم ذكية جدا تعرف كيف تكسبنا
وتعرف كيف تحمي نفسها ولا تعطي أحدا الفرصة للنيل منها مرت سنوات والأم في الدار
والأخصائيات والمراقبات والإدارة يسعون للبحث عن دليل يدينها , بعد عدة سنوات استقالت تلك الأم
برغبتها وفرح الكل باستقالتها وبعد استقالتها أفشى كثير من أبنائها الأسرار التي احتفظوا بها طويلا
اعترفوا للإدارة والأخصائيات أن تلك الأم كانت تعاملهم بقسوة وتضربهم دون رحمة وذكروا أنواع العقوبات
التي تعرضوا لها , لكن متى بعد فوات الآوان ...
نشروا كل تلك الأسرار بعد أن رحلت الأم لا أدري إن كانت خيانة منهم أم لا ؟؟؟
لكن كل تلك الاعترافات لم تفدهم لأنها جاءت متأخرة جدا , زاد حنق الأخصائيات فهم لا يملكون
صلاحية مطاردتها خارج الدار وعقابها ولا يستطيعون فعل شيء سوى توبيخنا لأننا التزمنا الصمت
حين كان باستطاعتهم اتخاذ الإجراء المناسب , واشتكينا حين لم يكن باستطاعتهم فعل شيء ....

بالنسبة للشباب فعندهم سيارات لكن ماعندي خلفية لا عن أسعارها ولا موديلاتها
وأتوقع هم اللي يختارونها بس يكون مخصص لهم سعر محدد مايتجاوزونه هذا توقع مني
لكن لا أعلم الكثير عنهم خاصة أنهم بعيدين عنا ,,,,
وبالنسبة للي نجحوا كثير ين وأغلبهم محد يعرف إنهم كانوا من أبناء الدور وبعضهم كانوا متربين
في أسر بديلة والناس يعتقدون أنهم ينتمون للأسر التي تربوا معها ...
فيه شخصيات معروفة لكن ما اقدر أذكر أسماؤهم وطالما هم ماصرحوا فمو من حقي أصرح بأسمائهم
لأنه هذا شيء يعد من خصوصياتهم ومو من حقي أقوله ,,,,
المهن اللي وصلوا لها شباب الدار : طيار و معلم و مهندس وطبيب وفيه طبعا من لم يكملوا تعليمهم
ويقال وهذا لا اذكره لكني أسمع به فقط إنه كان هناك وزير سابق من ابناء الدور
لكني لست متأكدة ولا أعرفه ,,,,,
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
كان هنالك موقفا تعرضت له كثيرا في مراحل عديدة من حياتي
ومازال إخوتي يتعرضون لنفس هذا الموقف حتى وقتنا الحالي
كنت أظن أن الفرق بيني وبين إخوتي الصغار حاليا كان كفيلا بتغيير
المفاهيم لدى الناس خاصة أن العالم تقدم ومازال يتقدم بينما نحن مازلنا
نفكر بنفس تفكيرنا قبل عشرين سنة ,,,
أول مرة تعرضت لذلك الموقف حين كنت بالصف الخامس إبتدائي حيث كانت
إحدى زميلاتي تجلس بجانبي في الفصل وكنا نجلس مع بعضنا في وقت الفسحة
ونهاية الدوام ونلعب مع بعضنا وفجأة في أحد الأيام قالت لي : ماما ماتبغاني أمشي معاك
قلت ليش ؟؟؟ قالت مدري بس هي تقول مايصلح أمشي معك ....
كنت أجهل السبب وفي الدار أخبرت أمي بماقالته لي صديقتي لم يكن يخطر ببالي
أن السبب هو كوني من أبناء الدار , ويبدو أن أمي أدركت السبب لكنها لم تود إخباري
فقالت لا يهم سيكون عندك صديقات غيرها , وهناء معك في المدرسة بل في نفس المرحلة
وهي أختك وصديقتك , وسمعتها وهي تخبر إحدى الأمهات عن صديقتي وكانتا تتناقشان
عن أولئك الناس الذين يعتقدون أننا نملك فكرا آخرا مختلفا أو أن الانحراف هو طبيعتنا التي جبلنا
عليها ربما لأن العرق دساس وربما لأن البعض فعلا انحرف وأكد تلك النظرية ....
كانت تقول الأم بالعكس عيالنا أحسن من عيالهم حتى شوفيهم مايعرفون الألفاظ الوقحة
إلا إذا درسوا وسمعوها من المدارس , فعلا في الدار كنا لا نسمع أي لفظ خادش للحياء
أو كما نقول قلة أدب ,بينما في المدرسة كنا نسمع تلك الألفاظ حتى من أولئك البنات اللاتي
أمهاتهن يحذرنهن من أن يرافقننا ويجلسن معنا ....
فبعض الأمهات ما أن تعلم أن زميلة ابنتها في الفصل من بنات الدار إلا وتهرع للمدرسة طالبة منهم
أن يبعدوا ابنتها عن ابنة الدار لأنها لا تود أن تكون صديقة ابنتها من بنات الدار
أذكر أن إحدى الأمهات طالبت بنقل بنتها من الكرسي الذي بجانب إحدى بنات الدار خوفا على
ابنتها من ذلك الكائن الحي الذي لا يُعرف من أين أتى ولا أي فكر يحمل , بعدها بمدة حمدت
الله أن الأم أبعدت ابنتها عن أختي لأن ابنتها كانت منحرفة سلوكيا وأخلاقيا فتعجبت كثيرا
فإن كانت تلك الأم حريصة على ابنتها أين هي عنها ؟؟؟
أدركت فيما بعد أن الأغلب يتحاشانا دون سبب مقنع , تكرر الموقف مرات كثيرة وفي مراحل أخرى
ومازال يتكرر فتأكدت أن العقول المتحجرة مازالت موجودة ولم تنتهِ ولن تنقرض ....
في الجامعة قلة فقط من كن يعرفن أنني من بنات الدار فقررت أن لا أخبر أحدا بحقيقتي
ليس من حق أحد أن يعرف من أكون ويعاملني بناء على ذلك , فليلى حين كانت تدعي أنها
من عائلة غنية ومرفهة كانوا البنات يلتفون حولها ويعاملونها بكل احترام ,,, لم أرغب أن أكون كليلى
وأعيش في عالم وهمي, ولكني أيضا لم أرغب أن أخبرهم بحقيقتي
التي كنت أجزم أنها ستغير من معاملتهم ونظرتهملي سواء سلبا أو إيجابا وذلك لأنني كنت أريدهم
أن يعاملوني كإنسانة بناء على تصرفاتي وعلى مايرونه فيني وليس بناء على أي شيء آخر ...
مشكلتنا أننا نعامل الآخرين بناء على عاطفتنا ومشاعرنا التي تسيرنا ففي الدار أرى
بعضهن يفرقن في التعامل مع الفلبينيات ليس بناء على المخلصة وغير المخلصة في العمل
بل بناء على المسلمة وغير المسلمة فنجدهم يبالغون في طيبة تعاملهم مع المسلمة
ويتساهلون معها كثيرا حتى وإن أخطأت بينما يعاملون المسيحية بقسوة ولا يتساهلون
معها حتى وإن كانت مريضة , كنت ومازلت أردد أن الدين المعاملة فإن هم رأوا معاملتنا
لهم بهذه القسوة سيكرهون ذلك الدين الذي شوهه البعض منا بسوء فهمه له ....
كان هنالك فلبينية عاملة نظافة مسيحية أصيبت بكدمة في إحدى قدميها وتورمت وطبعا لم تعطَ
إجازة ولا راحة ولا حتى خفف عنها العمل وحين حاول البعض أن يساعدها قالوا هي مسيحية
وتبغونا نرحمها ؟؟؟؟ أليس ديننا دين الرحمة فأين الرحمة إذن ؟؟؟
بينما حين تكون المريضة مسلمة نجدهم يتغاضون عنها قائلين حرام هذي مسلمة ع الأقل ....
حتى إنه فيما بعد بعض الفلبينيات ادعين دخولهن في الإسلام فقط من أجل أن يحظين بتلك
المعاملة , وأذكر فلبينية قالت سوف أسلم وأسلمت وطبعا الكل غير تعامله معها وبعد مدة
سافرت لتخبرنا صديقتها أنها لم تسلم بل كانت تكذب وأنها عادت للفلبين لتتزوج من حبيبها
المسيحي وأنها لاترغب في الإسلام ......
 
إنضم
13 أبريل 2007
المشاركات
133
إقتباس:
أحيانا تكتبي عن نفسك وبنات الدار كأنكم من كوكب آخر و المجتمع يرفضكم !!! ( وماألومك )

مع أنه يالغاليه ..
ماتوافقيني , أن منكم من قد لايشعر بك ولا يعييي حجم ألمك وإن شاركك المسمى ..

ألا توافقيني أنك لم تنسجمي مع الكل وليس الكل قد ينسجم معك منهم ..

وأن منهم فئات في ( المشاعر والأحاسيس أو انعدامها ) كما في الكفه الأخرى من المجتمع ..

إن كان منا , الأناني ومن لايشعر أو يستشعر بألآم من حوله ... فمنا أيضا الذي يستشعر ويشعر بألآمك ويتألم لألمك وأمثالك زادوا أم نقصوا بلاء عنك ...

إذا أنت قد صدقتي في قول : أن طرفنا غريب عنكم ويريد أن يتغرب منكم
ألم تكوني أنت قد بادلتيه المثل وصنعتي ذلك وخشيتي من مجتمعك الآخر
واستوحشتي منه وقد لاتثقي به أنه قد يحبك ويحب أخواتك لذاتكم ووجودكم !!
فتريه إما أنه يجامل أو يشفق عليكم !!

أليس منا .. من يرتبط احساسه بكم , ولايحمل أبدا مشاعر مجتمعه الجوفاء .. ؟

غاليتي ..

كلمة,,,, لقيط ,,,,
عندي ..
لاتعني شفقه ورحمة وإن كانت من ديننا ..
لكن تعني قلب ينبض واحساس يتحرك ..

أحيانا أشعر أنهم عالمي وتغربت عنه ..

كيف ؟
لم ؟
لاأدري ..



فعلا رائع جدا ماذكرتيه
صحيح أننا لسنا من كوكب آخر لكننا بالنسبة للعالم الخارجي أقصد العالم
الذي خارج أسوار الدار نعتبر شيء مجهول وأعتقد سنوات عديدة كنا نعيش ونموت
دون أن يعلم أحد بنا بل ربما مازلنا كذلك , في سنوات سابقة كنا جزء مغيب تماما
عن العالم الخارجي فكانت حتى مدارسنا داخل الدار , فنعيش وننام وندرس ونأكل في نفس
المكان الذي وجدنا فيه أنفسنا منذ أن ولدنا إلى أن نموت ...
وأعتقد كان أغلب الناس لا يعرفون شيئا عنا , وبعد أن تم دمجنا في المجتمع أصبح البعض
لاحظي البعض وليس الكل لأن الدمج كان محصورا بعدد قليل من المدارس المهم أنه أصبح
البعض يعرفنا أو يسمع بنا , ولكن ماذا يعرفون عنا ؟؟؟
يعرفون أننا مجموعة من الابناء نعيش مع بعضنا في مكان معين هذا كل مايعرفونه
بل كان البعض يعامل اللقيط معاملة مختلفة وبعضهم كان يظن أن الكفالة فقط لليتيم وليس
اللقيط والصدقة فقط على اليتيم وليس اللقيطوالأجر فقط في اليتيم وليس اللقيط حتى صدرت
فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله أفتى فيها أن اللقيط يعد يتيما ...
أرأيتي كيف كان الناس ينظرون إلينا ؟؟؟ بل حتى بعد الفتوى لم تتغير نظرة الناس لنا ....
ربما مشكلتنا أننا تسيرنا العاطفة أكثر من العقل ....
أنا أدرك أن البشر يختلفون , فكما نحن في الدار نختلف لا بد
أن من خارج الدار أيضا يختلفون ....
بل ربما الأسرة الواحدة يختلف أبناؤها عن بعضهم ...
__________________



 
أعلى