الفصل الثالث :الاكتئاب و الحزن
-تقول إحدى النساء التي عانت من مرض الاكتئاب :
*فقدت طعم السعادة في حياتي فالاشياء التي كانت تفرحني في السابق لم تعد كذلك كما أنني فقدت الثقة بكل من حولي و لم أعد أراهم صادقين و حياتي أصبحت روتينا مملا قاتلا و كأنها فيلم مكرر من النوعية الرديئة .
*ما الهدف من الاجتهاد و السعي اذا لم يكن لدي هدف أو محفز يحركني و يأخذ بيدي للنضال. ....مللت و لم أعد اعرف وجهتي في الحياة بينما أسير بخطوات بطيئة بدون وعي احس أنني حية و انا في حقيقة الأمر ميتة و لدي رغبة كبيرة في الانعزال عن العالم لم أعد اشعر باللذة في وجود الآخر بغض النظر عمن يكون.
*سئمت كل شيء هذه الحياة لا تستحق أن أكون فيها فانا عالة عليها. ..........و تتملكني رغبة قوية في الانتحار.
'
'
'
'
'
-هذه كانت رسالة إحدى ضحايا الكلب الأسود الذي يطارد أغلبية النساء على حد سواء إلا و هو "الاكتئاب".
يصنف الاكتئاب ضمن اضطرابات المزاج التي يصفها (DSM-IV) بأنها اضطرابات تتصف باختلال انفعالي حاد ، مثل : الكآبة الكبرى (الحادة) (Major Depression) والاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorder) . ويرد الاكتئاب في (ICD-10) ضمن اضطرابات المزاج (الوجدانية) أيضاً .
ويصنفها إلى : اكتئاب خفيف ، اكتئاب معتدل ، واكتئاب حاد ، فضلاً عن أصناف أخرى بضمنها الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar) .
وهذا يعني أن كلا التصنيفين العالميين في الطب النفسي : الأمريكي ومنظمة الصحة العالمية (DSM-IV و ICD-10) يتفقان على أن الاكتئاب اضطراب في المزاج (Mood Disorder) الذي يعني اضطراب نفسي يتصف بمدة طويلة من الاكتئاب المفرط ، أو القنوط ، ليست له علاقة في الغالب بالموقف الذي يعيشه الفرد .
وهنالك ما يزيد عن خمسين تعريفاً للاكتئاب يتداولها الأطباء النفسيون وعلماء النفس . ونقترح له التعريف الآتي :
” هو الحالة التي يشعر فيها الفرد بالحزن والقنوط والغم والعجز واليأس والذنب ، مصحوبة بانخفاض في النشاط النفسي والذهني والحركي ، وضعف الاهتمام بالأمور الشخصية والاجتماعية ، وكره الحياة ، وتمني الموت تتباين درجة حدتها من حالة إلى أخرى .
وما يزال تصنيف الاكتئاب يمثل إشكالية لدى المعنيين بالاضطرابات النفسية ، ويمكن تصنيفه على النحو الآتي :
التصنيف الأول :
يقوم على شدة درجة الاكتئاب ، ويكون بثلاث حالات :
1. الاكتئاب الخفيف (Mild) . ويتصف بمزاج منقبض ، وتعب متزايد ، وفقدان الاهتمام والمتعة ، مصحوبة غالباً باضطرابات (سيكوسوماتية) . ومع أن المصاب به يواجه صعوبة في استمراره بعمله أو التزاماته الاجتماعية ، إلا أنه لا يتوقف عن الإيفاء بها .
2. الاكتئاب المعتدل (Moderate) . تظهر فيه أعراض الاكتئاب الخفيف زائداً أعراض أخرى تتمثل باضطرابات النوم والشهية .
3. الاكتئاب الحاد (Severe) . وتظهر فيه أعراض الاكتئاب المعتدل زائداً الشعور بعدم القيمة وفقدان احترام الذات ، والتهيج والشعور بالذنب ، ويكون الكرب شديداً مصحوباً بأفكار انتحارية .
التصنيف الثاني :
ويقوم على أساس منشأ الاكتئاب ، ويكون في حالتين :
1. الاكتئاب النفسي، وتكون أسبابه نفسية خارجية معظمها ناجم عن فقدان: موت شخص عزيز، هجران، خسارة. ويسمى أيضاً بالاكتئاب الانفعالي أو العصابي .
2. الاكتئاب الذهاني ، يكون ناجماً عن استعداد وراثي (تكويني) ينتقل بواسطة جينات معينة ، أو خلل حياتي (بيولوجي) أو زيادة أو نقصان في مستوى نشاط المرسلات العصبية، أو عدم توازن في الهرمونات .
التصنيف الثالث :
يقوم على أساس مصاحبة الاكتئاب لاضطراب آخر أو عدمه ، ويكون في ثلاث حالات :
1. اكتئاب (خالص)، لا يكون مصحوباً باضطراب آخر، وأبرز أعراضه : مزاج مكتئب، الشعور بالعجز، فقدان أو ضعف الاهتمام بالأمور الشخصية والاجتماعية، فقدان أو ضعف الشهية ، ضعف الطاقة النفسية والجنسية، والعزوف عن النشاطات الخاصة بالمتعة والترويح عن النفس .
2. اكتئاب مصحوب بقلق، وأبرز أعراضه: سرعة الانفعال، الشعور بالعجز، التركيز الضعيف، الذاكرة الضعيفة ، الشعور بالتعب ، الشعور باليأس ، الأرق المبكر ، الرغبة في البكاء ، وتوقع الأسوأ . ولأن أبرز أعراض القلق تتمثل في (توقع الشر ، التوتر ، النرفزة ، الكوابيس، التركيز الضعيف) فأنه لا يوجد حد فاصل بين أعراض الاكتئاب وأعراض القلق .
3. الاكتئاب ثنائي القطب : يكون مصحوباً بالهوس ، الذي يعني : حالة من ارتفاع المزاج ومرح غير مسيطر عليه مصحوباً بالذهول والطاقة الزائدة، ينجم عنها نشاط زائد وتدفق في الكلام، وحاجة متناقصة للنوم .
التصنيف الرابع :
يعتمد علية عدد من الأخصائيين في الصحة العقلية ، وفيه يميزون بين نوعين من الاكتئاب هما :
أ- الاكتئاب الأكبر ويتضمن خمسة أو أكثر من أعراض الاكتئاب بضمنها الحزن وفقدان الاهتمام بالنشاطات الممتعة التي تستمر لأسبوعين في الأقل.
ب- اكتئاب عسر المزاج ، ويتضمن ثلاثة أو اكثر من أعراض الاكتئاب بضمنها الإحساس الدائم بالقنوط واليأس ومزاج اكتئابي مستمر لا تقل مدته عن سنتين .
علاج الاكتئاب :
في النوع الشائع من الاكتئاب ، على المعالج أن يضع في مقدمة أهدافه تصحيح الإدراكات غير الصحيحة أو المشوهة التي تسيطر على تفكير المكتئب . وتصنف الى ثلاثة :
1. أفكار سلبية بخصوص الذات والآخرين .
2. توقعات سلبية بخصوص ما سوف يحدث .
3. تشوهات معرفية من قبيل : استنتاجات اعتباطية ، التركيز على تفاصيل غير مهمة .
إن الاكتئاب يعني ” شلل الإرادة ” وبإمكان الإستشاري النفسي أن يساعد المكتئب على تحرير نفسه بالعلاج المناسب والإرشاد النفسي الساند ، وليس بالدواء وحده .
كان هذا المقال للدكتور قاسم حسين صالح
حيث قدم شرحا تفصيليا لمرض الاكتئاب .
بالنسبة للعلاج الذي أنصح به هو كالتالي :
-ذكر الله :إذ يقول الله عز و جل في كتابه العزيز بعد بسم الله الرحمن الرحيم :"الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" كما تلاحظين هناك علاقة عكسية بين الاكتئاب و ذكر الله فكلما زاد إيمان المرء و تقربه من ربه كلما زالت عنه الهموم و الاضطرابات النفسية و المشاكل.
-الرياضة :فهي تعملي على إعادة التوازن للنواقل الكيميائية في الدماغ ليستقر بذلك وضع الإنسان نفسيا كما أن الرياضة تعتبر مضاد قوي للكآبة و تعمل على رفع الحالة المعنوية للإنسان إذن المشي ثلاثة مرات أسبوعيا لمدة لا تقل عن 45دقيقة مفيد.
-العمل و تكوين صداقات اجتماعية مثمرة للعلاقات ترفع من تقدير الإنسان لنفسه و تساعده على تحقيق إنجازات و تشعره بأهمية حياته.
-ممارسة أنشطة خاصة بشغفك و الابداع فيها كالرسم الكتابة القراءة الطرز......يساعدك على الاستمتاع بوقتك و التكيف مع فكرك.
-الأكل الصحي (بالإضافة إلى المشروبات الطبيعية المهدئة كالبابونج و الكروية و الشمر )تخفف حدة الاظطرابات و تهديء الأعصاب.
-الاهتمام بنفسك (أخذ شاور بعطر اللافندر الذي يعتبر أقوى مهديء لكي ) و الاعتناء بجمالك و لبسك يخلق فيكي جو من المرح و الايجابية.
-الحفاظ على طاقة إيجابية عالية و نسف الأفكار السلبية.
-تنظيم الساعة البيولوجية للنوم.
*أخيرا كالمعتاد وصيتي لكي حافظي على نفسك و كوني أعز صديقة لها.