الصفحة التاسعه:
عاد زوجي من السفر وكنت انتظره رجلا آخر (هكذا فهمت وفسرت كلامه ) وكان هو ايضا يتوقع ان المرأة التي تركها قبل اربعة اشهر ستنقلب الى امرأة كما يريد هو .
وهاهي الصدمات تتوالى مرة أخرى وها أنذا اعود الى الجحيم وهاهو يعود وكأنه لم يرحل اساسا
متجهما , غاضبا , كريه النفس والطباع لا يعجبه شيء ولا ينطق بشيء ولا يعرف المجامله ,ولا يناقشك
ولا يطلب منك ولا يتحدث معك يعيش يومه وكانه يتحرك( بريمونت كنترول ) لاكني لا أعلم من يحركه .
كنت بعد عودته من سفره قد دخلت السنة الأخيره من الجامعه وانتظر تخرجي على أحر من الجمر , لأني عانيت كثيرا من التركيز في الدراسه وهم الزواج والمسئولية التي ابتليت بها .
كنت عندما نتشاجر بكل برود يخرج من البيت دون ان يرد علي بكلمه واحده ويتركني غارقة في البكاء والصراخ دون ان يلتفت الي . . فكنت أصل لدرجة من الغضب والقهر فأمسك بسماعة الهاتف وأكمل الشجار معه واسمعه الكلمات التي تعود عليها ( انت لست ببشر ؟) ( انت لا تملك قلبا من الأساس ) ( انت ظالم )
أنت وانت وانت ....ويعود ثائرا ويبادلني بكل كلمات التجريح والقسوة .
ياربي رحمتك .......ماأقساها من أيام وما أصعبها من مشاعر ,مشاعر الإحساس بالظلم والقهر .
ولأني قررت الا أشرك أهلي بمشاكلي لأنهم لن يطلقوني ولن أكسب سوى نظرات السخريه والإتهام .
خاصة وان زوجي يظل صامتا عندي وإذا واجه والدي بدأ بالتشكي علي وتعديد مساوئي وإهمالي .
كنت عندما اتشاجر معه اترك كل امور البيت ولا أقوم بواجباتي وأظل في غرفتي ابكي وابكي فكان يشعر بالنكد بعينه فيخرج ويتركني .
((إذا تشاجرتي مع زوجك لا تتأخري بواجباتك وخدمتك له , لأن هذا التصرف يبين رجاحة عقلك ولا يجعله يستغل أي نقطة ضدك, وتزيدك قوة ))
كنت أظل ابكي حتى يهدني البكاء وكنت لا أخرج من المنزل ولا أمارس أي شيء غير الهم والغم والكآبه .
(( لم أشعر لمرة واحدة بأن الشمالي يتأثر لدموعي بل كان يرتدي ثيابه امامي ويخرج وكأنه لا يراني .
لأني في نظره تافهة مزعجة .
كان يتركني الى ان أمل من هذا الجحيم فأعود الى وضع لا يقل سوءا عن سابقه .
أعود امرأة مكتئبه حزينه ....ويعود هو رجل صامت لا يعرف من الكلام الا الملاحظات والإنتقاد والسخريه
بدأت الأمور نوعا ما تكون هادئه بيني وبين زوجي وبدأت تقل المشكلات والخلافات الحاده .
وشاء الله ان أحمل بطفلي الثاني وكانت الظروف أفضل من سابقتها نوعا ما , وكنت اتمنى ان يرزقني الله ببنت
حتى تكون لي الأخت والصديقه والحبيبه .
وانجبت طفلي وانا في السنه الأخيرة من الجامعة .....وبعدها تخرجت من الجامعه وسط فرحة أهلي وصديقاتي
وفاجأني زوجي بهدية ((طقم من الذهب )
لكم ان تتخيلو فرحتي بهذه الهديه وأثرها النفسي والعاطفي علي .
بعد تخرجي بقيت في المنزل سنتين دون ان احصل على وظيفه فكانت علي كعشر سنين ......ملل ووحدة وكسل وخمول ( جنوبيه ) وكنت اتضايق من كثرة خروج زوجي وبقائي في المنزل لوحدي ( ولكنه الشمالي الذي لا يحب المرأه التي تنتقده على أي أمر , أضيفي الى انه ايضا لا يحتمل ان تشتكي اليه المراة أمرا هو من مهامها .
(( اقصد ان الشمالي يتقبل منك ان تطلبي منه ان يذهب بك لأي مكان إذا كان الوقت ملائما له , ويتقبل ايضا ان تخبريه بأنك تشعرين برغبة للذهاب الى اهلك ,حتى لو لم يكن هو اليوم المحدد لذلك ,,,,,,,,,لكنه لا يتقبل ابدا ان تشعريه بأنك مسجونه او محبوسه او انه لا يجعلك تخرجين أو انك مللت من البيت ,,,,,,,,لانه ومن منظوره مكانك بيتك ..........فانتبهن لهذه النقطه .
ثم ان من الامور التي كانت تنغص علي واكتشفت انه طبع في كثير من الرجال ان لم يكن في معظمهم الا وهو
ان الرجل لا يبادر أبدا ’ فالبنسبة لزوجي لا يبادر بمال او بعرض الخروج عليك او بالتنزه او بالكلام .
((لذا اطلبي انت ما تريدين )) لانك إذا انتظرتي لن تأخذي واذا لم تأخذي ستنفجري ولن يستوعب الرجل ماتريدين وستدخلين في معارك انت في غنى عنها .
ماهي الظروف التي عشتها بعد العامين الذين قضيتهما في المنزل .؟؟؟؟
انتظروني