* المقســط :
اللغة تقول أقسط الأنسان إذا عدل، وقسط إذا جار وظلم ،
و المقسط فى حق الله تعالى هو العادل فى الأحكام ،
الذى ينتصف للمظلوم من الظالم، وكاله فى أن يضيف
الى إرضاء المظلوم إرضاء الظالم، وذلك غاية العدل و
الإنصاف، ولا يقدر عليه إلا الله تعالى، وقد روى عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فى الحديث بينما
رسول الله جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه ، فقال عمر :
بأبى أنت و أمى يا رسول الله ما الذى أضحكك؟ قال:
رجلان من أمتى جثيا بين يدى رب العزة فقال أحدهما
( ياربى خذ مظلمتى من هذا ) فقال الله عز وجل:
رد على أخيك مظلمته، فقال ( ياربى لم يبق من
حسناتى شىء ) فقال عز و جل للطالب : ( كيف تصنع
بأخيك و لم يبق من حسناته شىء ؟ ) فقال ( يا ربى
فليحمل عنى أوزارى ) ثم فاضت عينا رسول الله بالبكاء،
و قال: ( إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس أن يحمل
عنهم أوزارهم ) قال فيقول الله عز جل _ أى للمتظلم _
( أرفع بصرك فانظر فى الجنان )، فقال ( ياربى أرى مدائن
من فضة و قصورا من ذهب مكللة بالؤلؤ ، لأى نبى هذا ؟
أو لأى صديق هذا؟ أو لأى شهيد هذا ؟ ) قال الله تعالى
عز وجل ( لمن أعطى الثمن ) فقال ياربى ومن يملك ذلك؟
قال : أنت تملكه، فقال: بماذا ياربى؟ فقال بعفوك عن أخيك،
فقال: ياربى قد عفوت عنه،قال عز وجل: خذ بيد أخيك
فأدخله الجنة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، فإن الله يعدل بين المؤمنين
* الجامـــع :
تقول اللغة إن الجمع هو ضم الشىؤ بتقريب بعضه من
بعض، و يوم الجمع هو يوم القيامة ، لأن الله يجمع فيه
بين الأولين والأخرين ، من الأنس و الجن ، و جميع أهل
السماء و الأرض ، و بين كل عبد و عمله ، و بين الظالم
و المظلوم ، و بين كل نبى و أمته ، و بين ثواب أهل الطاعة
و عقاب أهل المعصية .
الله الجامع لأنه جمع الكمالات كلها ذاتا وصفا و فعلا ، والله
الجامع والمؤلف بين المتماثلات والمتباينات والمتضادات ،
و المتماثلات مثل جمعه الخلق الكثير من الأنس على ظهر
الأرض و حشره إياهم فى صعيد القيامة ، و أما المتباينات
فمثل جمعه بين السموات و الأرض والكواكب ، و الأرض
و الهواء و البحار ، و كل ذلك متباين الأشكال و الألوان و
الطعوم و الأوصاف ، و أما المتضادات فمثل جمعه بين
الحرارة و البرودة ، و الرطوبة و اليبوسة ، و الله الجامع
قلوب أوليائه الى شهود تقديره ليتخلصوا من أسباب
التفرقة ، و لينظروا الى الحادثات بعين التقدير، إن كانت
نعمة علموا أن الله تعالى معطيها ، و إن كانت بلية علموا
أنه كاشفها .
الجامع من العباد هو من كملت معرفته و حسنت سيرته ،
هو من لا يطفىء نور معرفته نور ورعه ، و من جمع بين