الجزء الثالث: (عرين الزعيم)
الاحجام عن الحديث صفة متأصلة بالرجل،
التحدث بالنسبة اليه يعني ايصال معلومة او اعطاء أمر،
الهاتف بالنسبة اليه اداة للنقل المعلومات و الحقائق،
أما المرأة فتعتبره وسيلة للتواصل و توثيق العلاقات،
و تحب المرأة أن تتحدث كثيراً و بالذات اذا كانت تتعرض لضغوط خارجية أو حتى داخلية،
خارجية أعني مشاكل في العمل أو مع الأصدقاء و داخلية أعني الزوج و الأهل و العائلة،
تلجأ أيضاً الى تناول الأطعمة بكل أصنافها و الضارة منها على وجه الخصوص ان كانت تحت الضغوط،
أيضاً تحب المرأة أن تذهب للتسوق،
سواءً كانت مضغوطة أو مسترخية و سعيدة،
أمر تتفق عليه كل السيدات،
لن تتمكن المرأة من التركيز في عملها ان كانت تتعرض لمشكلة ما،
أو ان كانت حزينة و تعيسة،
لأنها تحتاج أن تتكلم مع أحدهم،
و هذا يفسر مدة أقصر مكالمة هاتفية للمرأة هي 20 دقيقة تقريباً،
هنا تنسى همها و تخفف مما تتعرض له و ترفه عن نفسها،
لذلك تزور المرأة الأطباء النفسيون،
لأنها تريد أن تتكلم و تتحدث لشخص يود حقاً أن يسمعها،
تعتبر أنه بمثابة مكافأة لها على ما تعانيه،
أمر لا يمكن أن تنكره كل السيدات،
أما الرجل فلا يمكن أن يتكلم اذا كان مضغوطاً،
لأنه لا يستطيع ذلك،
لا يمكن أن يصنع جملاً يصف فيها مشكلته ببساطة،
كما أنه لن يستمع اليكِ ان كنتِ تعانين،
فهو في حالة لا يمكنه أن يستوعب ماذا ستقولين،
فيعمد الى الابتعاد عن كل شخص مهما كان قريباً،
يريد أن يوجه كل طاقته في التفكير لحل هذه المشكلة،
هو يريد أن ينعزل بنفسه ليركز،
و هذا الأمر لا يمكن أن يتحكم به الرجل،
بل هي طبيعته،
و لا تفعل المرأة ذلك الا اذا تعرضت لصدمة عاطفية جرحتها في الصميم،
و أنه يجب أن تجري حوار عميق و جاد مع أحدهم،
و تفترض أنه تعرض لذلك فتحاول التدخل لتخفف عنه،
هو لن يفهمها بهذا الشكل،
فلا تفرضي نفسك عليه في عزلته،
فانكِ بذلك تشعرينه بعدم كفاءته على حل المشاكل لوحده،
دعيه، لا بأس، اتركيه لعزلته،
حتى لا يراكِ امرأة مزعجة متحذلقة.
اتركي الزعيم ينعم بالهدوء في عرينه،
حتى اذا شحن طاقته و وجد حلاً لمشكلته،
يعود اليكِ و قلبه مفتوح محب متفهم.
(يتبع)