السلام عليكم اعتذر اخواتي من إعادة جزء سبق كتابته هنا وعدت بجزء جديد يبين مشاعر سارة التي تسبق قرارها الذي اتخذته ولي عودة لردودكم الرائعة قريبا
تعلقت سارة في تلك الفترة بما تراه في نومها من رؤى وأحلام.....
و حرصت على تفسيرها بالاتصال على مفسرين لتفسيرها و التي كثرت عليها تلك الفترة
أوبالتسجيل في المنتديات الخاصة بتفسير الأحلام وكتابة ما تراه في نومها ..هناك عسى أن تجد ما يدخل الفرحة على قلبها ويبشرها عن تغير حاضرها أو مستقبلها الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى
وعسى أن تجد من يفسر لها رؤاها ...بعودة حمد لها وانتهاء زواجه من بدور حتى ولو لم تصرح بكلامها عن ذلك بل كانت تبطنه داخل نفسها كانت عندما تفيق من نومها تسرع لالتقاط كتب التعابيروأصبح هاتفها ممتلئ بأسماء وأرقام الكثير من المفسرين..... ومكتبتها مكتظة بكتب تفاسيرالرؤى والأحلام وأنكبت تقرأ في تلك الكتب حتى حفظتها .....
وصار لا يجذبها من الأحاديث في المجالس إلا حديث الرؤىوتفاسيرها كانت حالة سارة النفسية تزداد سوء مع مرور الأيام .....
فهي لم تستطع أن تسلم بأمر زواجه ..... فعقلها الباطن يرفض الاقتناع تماما بما هو واقع .....
كانت توهم نفسها بأمل انه لن يطول هذا الزواج أكثر من أشهر قليلة ..... فتعلقت بأمل عدم إيجاد حمد لبيت لبدور كما اخبرها وصدقته في أول أيام زواجه
ولكنه تبدد ذلك الأمل بعدما علمت بالصدفة عن استقرارهم في شقتهم الجديدة والأنيقة ..
كانت تفرح عندما يواسيها بعض المقربين حينما يقولون عن توقعاتهم بعدم استمرارية هذا الزواج...وتتعلق بأمل حدوثه عاجلاًعاشت مرارة انتظار المستحيل..
وعاش قلبها مضطربا طوال الوقت
تعد الدقائق والساعات قبل الأيام انتظار الفرج والذي كان يعني لها في تلك الفترة طلاق بدور من حمد وعودته إليها...
استقر وضع سكن حمد مع بدور بعد مرورشهر وزيادة على زواجه ، فقد جعل شقتها فوق مكتبه مباشرة لا يفصلهما إلا ذلك المصعد
والذي زاد من حزن سارة وإحباطها فبدور أصبحت بجوار حمد في نفس عمارة مكتبه والذي يقضي فيه اغلب وقته أو يدعي ذلك..
وهذا يعني لها الكثير.....
فحمد يستطيع أن يقضي جل وقته مع بدور وبنفس المبنى بعذر انه في مكتبه وعمله.....
كانت كلما اتصلت به في المكتب اخبرها موظفوه بخروجه أو عدم حضوره في ذلك اليوم وعندما تتصل به في المحمول إما أن يكون مغلقا أو لا يرد وهذا ما يجعلها تشك حتى بوقت ذهابه إلى عمله وتتخيله يتردد على بدور طوال الوقت في كل الأيام وفي كل الأوقات
جعلها ذلك تفكر كثيرا بالانفصال
وخاصة أنه يأتيها بأوقات محددة ..
وشيء مستحيل أن يأتي في غير يومها أبدا أو حتى يمر ليطمئن على أولاده ..لم ترضى أوتسلم باستمرار تلك الزيجة طوال الوقت ولم تتكيف على تغير حياتها جذريا بسهولة ويسر.....
كانت تحاول أن توهم نفسها بأنه ذاهب إلى عمله وليس إلى بدور في يومها لكي تعيش يومها التالي مع حمد بسلام. ..... دون بكاء... وحزن والذي كان يرتسم على وجهها طيلة الوقت وتستقبل به حمد في يومها وليلتها..صارت تنتظر حمد من لحظة خروجه من عندها حتى عودته في اليوم التالي..... تعد الساعات والدقائق بل .....وحتى الثوانيكانت تراقبعقارب الساعة وتحسب في ذهنها كم بقي من ساعة على مجيئه وعودته إليها وتستلقي علىسريرها في كل ليلة يغيب بها حمد وهي تنظر إلى مخدته وتبكي خلوها منه ..وتتخيله معها فلم تعتد غيابه عنها وبهذه الطريقة لم تستطع أن تتخيل كيف له أن يجعل له بيتآخر وسرير آخر ومخدة أخرى مع امرأة أخرى سواها وينام قرير العين ....!!
يترك من كانت تعاشره سنين عمره؟؟
...!! واعتادت على وجوده قربها ...!!
واعتادت على تنشق رائحته ...!!
وعلى حنانه...!!
اعتادت أن تنام في أحضانه ...!!
حتى أنها في أيام غضبها معه قبل زواجه من بدور لاتحتمل أن يطول الخصام حتى لا تفقد تلك الاحضان وذلك الحنان وتلك العاطفة والتي يغرقها بها حمد
*************
ألا يتوقف صبرها علي غيابه على تلك الأيام الفائتة التي غابها مع بدور.....
فكيف ستنام ليلتها بل لياليها بدونه وكيف له أن ينام هو دون حضنها الذي كان يدعو الله أن لا يحرمه منه جهرا طوال عمره معها في كل ليلة وكانت تشعر بصدقه ...!!
فهل تكذب إحساسها ...!!
وكيف له أن يبذل تلك العواطف لغيرها ...!!
بل كيف ستعيش هي يومها التالي وهي لم تنال من تلك العواطف ...!!
ولم يكن يصبرها على حياتها الصعبة معه إلا وجود الصفة الرائعة فيه ...!!
فهل فقدت كل شيء وهل سلبتها بدور كل شيء ..
ولتعلق سارة بأمل عودة حمد القريبة حاولت أن تصبر نفسها على الوضع الحالي فعاشت حياتها بروحين...
روح الكآبة والحزن... لا تهتم بشكلها ولا بفوضى بيتها توكل أمر الطبخ والاهتمام بكل شيء من أمور المنزل والأطفال على الخادمة فأصبحت لاتتناول الطعام مع أطفالها ..... و تعيش يومها باكية وذلك في اليوم الذي يغيب فيه حمد عنهاوروح السعادة... والفرح ...والإقبال على الدنيا في يومها الذي -تنتظر به حمد فتطهو له ألذ الأطباق التي يحبها وتجمل بيتها وتعطره بأجمل روائح البخور..وتضاعف اهتمامها بنفسها حتى اهتمت بكل التفاصيل وأدقها ...
كانت تتزين له بأجمل ما لديها من ملابس ... وتتكلف في إظهار زينتها... وكأنها مدعوة إلى حفل
... كانت تعيش لحظات الانتظار ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة بل كانت تحاسبه في البداية على تأخر الدقائق...
لم تكن تعلم ما يخفيه لها القدر
أرادت أن تصنع السعادة في يومها مع حمد .....
تصنعها ..من أعصابها ..وأحاسيسها ..
وتدفع ثمنها من جراح كرامتها .....
لكنها كانت سعادة وهمية ...
لا يشعر بها كلا الطرفين .......
فحمد يأتي متوجسا من سارة بوجهها الحزين ..ومحاسبتها.. وبكاءها.. ويتعب جداً في مداراتها .....
وسارة لم تستطع أن تتقبل تغير حمد ... بطباعه الجديدة ... وأسلوب حديثه المتصنع..!!التي تذكرها بوجود بدور بحياتها في كل لحظة فلم تكن تتحدث معه بعفوية بل كانت تقابل تصنعه بتصنع هي الأخرى.... ولكنه تصنع من نوع آخركانت تتصنع الضحك على نكاته... والتي لم تكن موجودة في قاموس حياته السابقة ...
مع أنها عانت أول زواجها منه وطبعه الجاد ... وعدم فهمه وتقبله لنكاتها معه و مزاحها.. لجديته في أسلوب حياته واختلاف طبعيهما ...
كانت تتصنع قبول كلامه ... وقبول رأيه... رغم مخالفتها له أحيانا لكن هناك شيئا واحدا لا يمكن لها أن تخفيه وتتصنع عكسه... و يظهر على قسمات وجهها ..... هو غيظها وتوترها بل اضطرابها كل ما دق جرس هاتفه... باتصال أو رسالة لم يكن الأمر في البداية هين على سارة كما توقع حمد ... ليرفع هاتفه ويرد على بدورأمام سارة... حتى رأى اثر ذلك عليها وعلى نفسيتها في كل مرة يرد بها على بدور وهو معها...... ولم يحاول أن يخفي ذلك إلا بعد أن انهارت سارة متألمة وانفجرت به باكية أن يقدر شعورها ويحترم وجودها......
كانت تظهر على وجهه تعابير كانت كافية لإيلامها عندما يرن هاتفه رغم انه أصبح لا يرد إن كانت سارة بجواره
لذا لم تكن لتدع له فرصة ينفرد بالجلوس لوحده في يومها..!!
لأنها تعلم انه كان ينتهز فرص انفراده ليتصل أويقوم بكتابة رسالة لبدور ...عاشت متوترة مضطربة
كرهت هاتفه ... ونغمة رنينه ... كما لم تكره شئ من قبل
كانت كالكابوس... ..
فكانت لا تتوقف تلك الرسائل حتى في آخر الليل والتي لا توقظها فهي لا تذوق طعم للنوم... ولا للراحة... ليلا ونهارابل كانت تلك الرسائل المتأخرة
توقظ غيرتها... وتلهبها فتبكي قهرا ...
يتبع**