مذكرات زوجة أولى ........... الجزء الثاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحمد الله سبحانه ان جمعنا مرة اخرى ببعضنا وحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يتسلى بتخريب جهود الاخرين
اخواتي أعود لسرد مذكراتي واكمالها واعذروني فمع كثرة انشغالاتي نسيت اي جزء وصلت 0
ولكنني اعتقد انني وصلت الى عودة حمد من سفره مع بدور وتحوله الغريب .وان كنت مخطئة فأرجو من الاخوات اخباري
التحول المر
عاد حمد بعد يومين من اتصاله ..ولكنه لم يعد حمد الذي عهدته..
لم تصدق عيناها ماترى!!!
ولم تصدق أذنيها ما تسمع !!!
أيعقل أن يكون هذا هو حمد زوجها!!!
شعرت بغربة وهي معه!
لم يتغير عليها شكله فقط..!!
... بل حتى أسلوبه... وحديثة... ونبرة صوته ومشيته ...؟
لا ...هي لا تتوهم ...
لم يصل بها الحال من الحزن والكآبة لدرجة عدم شعورها بذلك التغير من لحظة دخوله أو توهم ذلك !!!!!!
ماذا حدث له؟؟
ما الذي غيره إلى هذه الدرجة ... ؟؟
طريقة لبسه كلها حتى غترته غير طريقة لبسه لها ...!!
وما هذه الاحذية الباهظة الثمن..؟؟
وماتلك الروائح الزكية ؟؟؟وما هذه الشعيرات التي بالكاد تظهر أطرافها على ذقنه هل هذه لحيته التي عرفتها سابقا قد تقلصت .؟؟
ما هذه القصة لشعره!!!
وبشرته ..؟؟ ماذا عمل بها.. ..؟؟أصبحت أكثر جمالا ونعومة..ولمعانا
وما هذا الأسلوب في الحديث ..؟؟
كان يتحدث بأسلوب غريب و بفوقية لم تعهدها منه ..!!!
كان يستخدم كلمات جديدة ... وبلهجة تختلف عن لهجته التي اعتادت عليها..شعرت به يتصنع نطق بعض الكلمات ويتحدث بأسلوب مختلف عما اعتادت عليه
حتى أنها شعرت ومع مرور الأيام الأولى من عودته انه غير بعضا من مبادئه والتي كان مؤمنا بها طوال حياته معها..!!
كرهت شكله وأسلوبه ورائحته ... والتي تشم فيها رائحة تلك الأنثى ..
*********
مرت أيام من عودةحمد ولم يكن هناك حديث عن زواجه أو عن وجود امرأة أخرىكانت سارة تخشى أن تسال أو تتحدث معه عن زواجه ....وكان هو شديد التحفظ كعادته......
يخرج صباحا لعمله ويعود في المساء منهك لينام
احتارت سارة وزاد قلقها رغم فرحها بعدم ذكره بدور.... فحمد يتهرب من الجلوس في المنزل والحديث معها لم تكن تعلم بما يحدث من وراءها ولا ما تخبئه لها الأيام من مفاجآت...
كانت تأمل أن تكون تجربة ونزوة مرت بحمد وانتهت...
فمنذ عودته لم يتحدث عن شيء لكنه وفي نهاية الأسبوع الأول وهما في غرفة النوم قذف حمد بجملته والتي كانت كالخنجر المسنون في صدرها
حمد : اسمعي يا سارة أنا بروح في نهاية الأسبوع هناك لأنني كنت أوله هنا
سارة مرتعبة مما تسمعه: هناك ..؟؟ هناك وين..؟؟
حمد : أنا قسمت الأسبوع خلاص
سارة بعصبية قسمته ..؟؟
لقد حدث ما كانت تخشاه منذ عودته ما زال يريد بدور ويريد أن يذهب إليها...!!
وقد يكون يزورها كل يوم وفي الأوقات التي تتوقع أن يكون في عمله !!
سارة وهي تنتفض :أي قسمة بالله عليك ....؟؟
يعني ساكت كل ها الأيام .... والآن تأتي لتفاجآني بقرارك وقسمتك؟؟؟
حمد : أنا كل الأسبوع كنت عندك يا سارة ما رحت لها ابد .. وهي بعد لها حق مثلك !!
سارة : كنت عندي ..؟؟
كنت عندي يا حمد ..؟؟
اتق الله يا حمد أي جلسه .... وأي أيام .... وأي حق...!!
الحين قسمتك.... أيام الأسبوع اللي تطلع فيها من الصبح وما ترجع إلا آخر الليل منهك تعبان ومالك خلق تتكلم بأي شي ولا تعطي احد فرصة يناقشك بأي موضوع ولانتجرأ أصلا....حتى وان كان يخص الأولاد.... .... تقديرا لتعبك.... وبعدها تتعشى وترمي بنفسك وتنام مثل الميت وباليوم الثاني مثل....
هذا اللي لي ..؟؟
هذي قسمتي من وقتك ؟؟
وبنهايةالأسبوع بوقت فراغك ثلاثة أيام.. وراحتك وسعة صدرك ووقت طلعاتك ونزهاتك .... لها ..؟؟
أي قسمة اتق الله يا حمد..!!
حمد وبعصبية :أوف وأنتي ودك تتمشكلين بلا سبب..!!
دائم تبحثين عن المشاكل وبس ..!!
سارة تحاول أن لا يرتفع صوتها :حمد حرام عليك أي تمشكل..؟؟أنا أتكلم عن تقسيمك الأيام .... ؟؟
هل هذا عدل .... ؟؟
ارتبك حمد واخفض صوته لتأثره بحجة سارة الواضحة على وجهه لقوة الوازع الديني لديه
وحاول إقناعها بالقوة : على الأقل كم أسبوع الين ما نضبط أمورنا
سارة: تضبط أموركم؟؟
من أي ناحية تبي تضبط أموركم ..؟؟
حمد: ما بعد لقيت بيت وصرنا نتنقل بين الشقق المفروشة.... الين ما نلقى بيت مناسب..
تذكرت سارة تلك اللحظة .. شخبطاته في دفترها ورسمه لمكان شقة الزوجية ومكانه قرب مكتبه ولم تستطع أن تجمع تلك اللحظة بين كلامه وبين شخبطاته
لم تكن مشكلة سارة نوع المكان الذي يعيشون به ولا تخصيصه نهاية الأسبوع لغيرها
بل كان مشكلتها عدم تصديقها أنها ستفقد حمد الذي كان يعدها دائما ويمنيها بمستقبل أفضل..!!
سارة وهي تبكي: صدقني يا حمد ما اقدر اصبر على الوضع أبدا أنا اعرف نفسي ماأتحمل أبدا.. ما أتحمل كل الألم ..!!
حاول حمد أن يتهرب من الدخول في نقاش مع سارة في تلك اللحظة فهوماضي فيما يرغب ..
وهي متألمة حزينة ...
وهو لا يريد أن يفسد عليه ليلته..فلم يعيركلامها أي اهتمام وسحب غطاء السرير واستدار على الجانب الأخر من السرير وغط في نوم عميق
**********
في يوم من أيام غياب حمد عن المنزل وذهابه إلى بدورفي نهاية الأسبوع .... كانت سارة تحاول أن تشغل تفكيرها عن التفكير بحمد وزوجته.... وتغرق نفسها بأعمال المنزل مع وجود الخادمة .... كانت في غرفة ابنتها.... وسمعت صوته في الأسفل تعجبت هل هي ما تزال تتوهم سماع صوته في كل لحظة منذ صدمتها ... أم هي فعلا تسمع صوته.... وقفت برهة .... لتسمع جيدا .... نعم انه حمد فاجأها بقدومه طار قلبها فرحا وغبطة .... وسرورا برؤيته.... كانت تتوقع أن يعود حمد نادما عودة نهائية في كل لحظة ..
كانت تتمنى أن ينتهى هذا الكابوس
لكنه اقبل عليها بهيئة العريس الذي يرتدي الجديد من الملابس
.... سلم عليها ودخل الغرفة .... ما زالت ترقب دخوله وجلوسه وتركز نظراتها على عيونه
.... وتنتظر أن تحدث مفاجأة ...أوانه يحمل خبرا يزيح همها وحزنها....
جلس على طرف السرير وهو يسألها عن حالها..كانت ترفع يديها في كل لحظة لترتب شعرها وهي خجلة من عدم استعدادها له بلبس وزينة كما اعتادت عندما يكون عندها وبعد حديث قصير جدا استغرق ثوان .. استأذن حمد بالخروج سألته عن سبب استعجاله!!! ....
وكأنها تريد أن تسأله عن سبب زيارته؟؟
و لماذا تكبد عناء الطريق ليجلس تلك الثواني فقط !!!
وفي لحظة توديعه وهي متعجبة ومندهشة من زيارته القصيرة تلك!.... لمحت بجيبه الأعلى الخالي إلا من تلك البطاقة ....... والتي تستخدم عوضا عن المفتاح لأحد اكبر وأفخم الفنادق في مدينتها .... انقبض قلبهاانقلبت فرحتها بتلك الزيارة إلى ألم وأي ألم..خرج من الغرفة مسرعا
.... وهي واقفة واجمة وسط غرفتها تفكر بتلك البطاقة وبكذبته .... عندما قال لها أنهم يتنقلون بين الشقق المفروشة .... بينما هو يسكن مع بدور في أرقى الفنادق وأفخمها ..هل هذا هو حمد المتحفظ ???
الذي يحسب لنظرة المجتمع ألف حساب؟؟؟
أصبح الآن يعرف طريق الفنادق والسهر على ضوء الشموع؟؟؟
هل هذه التصرفات تليق بعمره ???
الم أكن استحق أناهذا أيضا؟؟
هل هذا هو حمد الذي كان يكره الخروج ويستصعبه؟؟؟
يسكن الآن وفي مدينته بأفخم الفنادق؟؟؟
استفاقت من وجومها عند سماعها باب منزلها الخارجي يغلق .... و صوت محرك سيارته وهو ينطلق بها بعيدا ....
استشاطت غضبا وحنقا بعدما أفاقت من صدمتها على حمد وعلى زيارته تلك وصرخت وهي تغلق باب غرفتها باكية
ماذا فعلت يا حمد ..........؟؟؟؟
كنت سالية في يومي ....
وكنت أشغل نفسي وتفكيري عنكم زرتني دقائق .......!!
وجئت تحمل معك الآلام لتحملني إياها..!!
ألا تخاف الله بي وبمشاعري ..!!
لم تحملني آلام هذه اللحظة فقط ..!!
بل حملتني آلام سنيني الماضية..وكأنك تريد أن تذكرني نتاج صبري وتوفيري ووفائي لك..
جئت لتذكرني بجروحي و بأوجاعي وكأنني نسيتها أصلا
ليتك تشعر بوجعي ......
ما اقساك يا حمد ..............
هل ارتاح ضميرك بهذه الزيارة..؟؟
هل تعتقد انك بزيارتك هذه عملت الواجب اتجاهي واتجاه أولادي..؟؟
هل شعور الإحساس بالذنب اتجاهنا تلاشى بهذه الزيارة الخاطفة المؤلمة؟؟
ليتك لم تأتي.....
خرجت مدبرا عني ومقبلا على من تحب..
فهل تعتقد انك أدخلت السعادة على قلبي بزيارتك.؟؟
آه .. آه ويبدأ نزيف الدموع الحارة
تخرج آهااااات وبمرارة من صدرها
يا لهذا الألم..... ليس له مسكنات..!!
يتبع قريب ان شاء الله