مـلاك الصغيرة
New member
- إنضم
- 20 مايو 2011
- المشاركات
- 2,501
أدرك ما تُعانين في حياتك الزوجية ، لكنني أدرك أيضاً أنَّك امرأة مؤمنة بربك ، واثقة من نفسك ، قوية إرادتك ، تستطيعين بعون الله تجاوز ما أنتِ فيه ، ومن هنا أعرض عليك التالي :
أولاً : ضعي الكأس وارتاحي قليلاً
في محاضرة عن ضغوط الحياة ، رفع الأستاذ كاساً من الماء وقال لطلبته :
ما وزن ما أحمله في يدي ؟ فبدأ الطلبة في التخمين هنا وهناك . فعاد المحاضر ليقول : ليس المهم وزن هذا الكأس !
المهم هنا هو المدة التي أظل ممسكا فيها هذا الكأس ، فلو رفعته لمدة دقيقة لن يحدث شيء ، ولو حملته لمدة ساعة فسأشعر بألم في يدي ، ولكن لو حملته لمدة يوم فستستدعون لي سيارة إسعاف . الكأس له نفس الوزن تماما، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه .
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات ، فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة ، فالأعباء سيتزايد ثقلها ، فما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى للتعامل معه ، إننا لن نستطيع أن نمنع طيور الهم أن تحلق فوق رؤوسنا ، و لكننا نستطيع أن نمنعها أن تعشش في رؤوسنا .
وهنا أقول أنه حان الوقت لتزيحي عن كاهلك هذه المشكلات التي أشغلتك ، واغتالت البسمة في حياتك ، دعي المشكلة عند صاحب المشكلة ( زوجك ) ، وأما أنتِ فالزمي خلال ( 45 ) يوماً القادمة اللاآت السبعة التالية :
1-لا تحاولي التصنت ، أو الكشف عن محتويات هاتف زوجك ، أو حاسوبه ، أو بريده الإلكتروني .
2-لا تجعلي المُعاكِسة وإياكِ سواء ، فتطلبي من شريك حياتك اختيار إحداكن .
3-لا تَتَّصِلي بهن بأي صورة كانت .
4-لا تُغادِري المنزل ولا غرفة النوم .
5-لا تُدخِلي أحداً في مشكلتكم ، دعيها داخل أسوار مملكتكما الحصينة فقط .
6-لا تهددي شريك الحياة بإقامة علاقة مماثلة مع شخص آخر ، فهذا ليس ثوبك ، ولا ترتضيه عفتك وطهارتك وأخلاقك وخوفك من الله تعالى.
7-لا تفكري في " الطلاق " ، لا ترد هذه المفردة على لسانك إطلاقاً ، ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا و كذا فيقول : ما صنعت شيئا و يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه و بين أهله فيدنيه منه و يقول : نعم أنت ) .
ثانياً : التفتي للجوانب المشرقة في حياتك
زوجك – وحالته هذه – ليس كل شيء في حياتك ، هناك روافد أساس لحياتك واستقرارك وسعادتك وأنسك ، ينبغي أن يكون لها التفاتة منك ، ازدادي تقرباً منه جل جلاله ، إني أثق في حبك وطاعتك له ، فهو ملجأك في ضيقك هذا ، الزمي ذكره صباح مساء ، سليه أن يسعدك في الدنيا والآخرة ، وأن يُحصِّن فرج زوجك ، ويُطهِّر قلبه ، ويرزقه إيماناً ويقيناً ، حافظي على أوامره سبحانه ، واجتنبي منهياته ، فإن ( في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه ) .
انظري إلى نفسك مرة أخرى ، تأمَّلي ما يمكن أن تقدِّميه لأسرتك ومجتمعك ووطنك وأمتك ، ليكن لك دور إيجابي فيمن حولك ، تواصلي مع أهلك وجيرانك ، أسهمي مع الجهات والمراكز الخيرية النسائية التي حولك ، التحقي ببعض الدورات المهارية ، جِدي لك ما يشغلك عن التفكير في الجوانب السلبية في حياتك الزوجية .
ثالثاً : كوني الطبيبة الماهرة .
الصخور تسد الطريق أمام الضعفاء ، أما الأقوياء فيستندون عليها للوصول إلى القمة ، اجعلي من العقبات زاداً للعلاج ، كوني الطبيبة الماهرة التي تُعالج مرض زوجها دون أن تنقل العدوى إليها ، وتُطفئ النيران دون أن يصيبها الحريق ؛ أنت الطبيبة المعالجة لأغلى شخص في حياتك ، وهو أشد ما يكون حاجة لمساعدتك لتنقذيه من الشَّرَكْ الذي وَقع فيه .
كرِّري مفردات : إنني أستطيع بإذن الله ، سوف أحقق بعون الله ، إنني قادرة بفضل الله ، هذه مفردات المنتجين الناجحين السعداء ، بينما الضعفاء الفاشلين يكرِّرون دائماً : أنا لا أستطيع ، فقدت الأمل ، يا ليت الأمر كان كذا .
اجعلي صلاح زوجك مشروع حياتك ، والقربي التي تتقرَّبين بها إلى الله ، وخصوصاً أنه يحبك ، ويحرص على رضاك ، ولم يقلب لك ظهر المجن ، أعطه فرصة وأخرى وثالثة وعاشرة ، عودي إلى سابق عهدك ، أشبعيه حباً وحناناً ودلالاً واشتياقاً ، تعاملي معه على أنه مليك قلبك ، وحياة روحك ، دون النظر إلى أي سلوكيات أخرى ، كلَّما تذكرت بعض أعماله ، تذكَّري أنك في فترة علاج مدتها ( 45 ) يوماً ، أحيلي بيتك إلى واحة غناء من الحب والهيام ، استمتعي أنتِ أولاً بها ، وسيكون لها أثر بإذن الله في حياة زوجك ، واعملي على قراءة مقالتنا ( مهارات الزواج الناجح ) و ( الاهتمامات المشتركة ) ففيهما خير بإذن الله .
وفقك الله ، وأسعدك في الدنيا والآخرة ، وأقر عينك بصلاح زوجك ،