قصتي مع مديرتي هذه لربما تبدو قديمه لمن قرأ مذكراتي سابقا،، متأكده أنني كتبت شيء ما عنها لكن لاأذكر ماهو بالتحديد.....
لابأس بإعاده ذكر قصتها...
قبل خمس او أربع سنوات..
كنت أتدرب على الماكياج وكل مايخص التجميل...
كنت أطمح ان أفتتح مشروع خاص بي...
كنت أخطط لأن أصبح كوافيره لكن على حسابي الشخصي....
في يوم أراني زوجي إعلان وظيفه لصالون نسائي أفتتح للتو ... يحتاج لموظفات يعملن في هذا الصالون.... كان قد أقترح علي أن أعمل فيه لمده سنه ثم أستقيل والهدف هَو إكتساب الخبره الطويله وتعلم الكثير كون خبرتي قليله جدااا جدااا... كان اقتراحه يبدو مغريا... والمغري أكثر هو تجربه شعور الوظيفه التي أجربها لأول مره.... أي تجربه شيء جديد...
فكرت لمده دقيقتين ( كثر الله خيري إني فكرت) ثم وافقت بسرعه كبيره.....
وأتصلت على الرقم الموجود بالاعلان....
لترد علي امرأه بلطف شديد... وتخبرني انها تود مقابلتي أولا.... ثم ترى عملي لتقرر ان كنت مناسبه لهذه الوظيفه أم لا....
ذهبت اليها من فووري.... لأقابل تلك الشماليه الغربيه..... أستقبلتني بابتسامه كبيره.. واسعه... بوجه بشوش جداااا... مشرررق ولطيف....
رحبت بي ترحيب حار.....
تحدثت اليها... امرأه مفعمه بالطاقه والحيويه.. نبره صوتها العالي مليئه بالانفعال والتحدي... .
مليئه بالحياه..
.. نظرت اليها باعجاب.... اجتماعيه بشده... ثرثااااااره بقوه....
كنت صريحه معها لأبعد حد في الحديث عن نفسي..... أخبرتها أن خبرتي قليله ولاأعرف الا شيئا واحدا فقط في مجال التجميل ولكني أتقنه وفعلا كنت أتقنه ولامانع عندي من تعلم المزيد وان أعمل اكثر من عمل وأكثر من مجال ان علمتني بنفسها.....
أخبرتها انني أدرس في الجامعه في الصباح وفي المساء أكون عندها في الصالون...
لذلك عندما يكون هناك ضغط بالعمل لن أكون قادره على الحضور باكرا او العمل لساعات اضافيه....
لأنني أساسا لست موجوده بالبيت...
كنت واضحه معها من البدايه لكي لانقع في المشاكل مستقبلا........ ان رأت مني شيئا غير الذي توقعته..
لم أكن أمتلك الكثير من المميزات....
كانت هناك نساء متقدمات للوظيفه أكثر خبره مني بكثير ويعملون لأكثر من مجال....
لكنها اختارتني من بينهم....
تمسكت بي بشكل عجيب وبإصرار كبير. ...
لسبب لاأعلمه إلى اليوم......
لكن ذلك لم يكن اختيار حكيم.. من المفترض ان أي شخص عاقل يختار شخصا ما لوظيفه...
يبحث عن الأكثر معرفه وخبره....
وليس شخص جديد يحتاج لتعليم...
للمعلوميه هذه الوظيفه ( العمل في صالون ) لاتحتاج إلى أي شهاده... ويكفي الخبره ليعمل بها اي شخص..... ليست من الوظائف الرسميه القويه.... راتبها ضئيل جدااا جدااااااا وقليل.....
لايسمن ولايغني من جوع..
لايساوي شيئا مقارنه بالجهد والتعب المبذول...
لكن الخطه ( خطه زوجي) ليست الحصول على المال بقدر الاهتمام بالحصول على الخبره...
الذي يعمل بهذه الوظيفه لوحده على حسابه الشخصي يحصل على كثير من المال...
طبعا على حسب الزبائن ونسبه نجاح العمل...
في اليوم التالي التقيت بزميلاتي الموظفات....
الأولى عازبه وطفشانه من الجلوس بالبيت... تهتم بالجمال لأبعد حد... مهتمه بشكلها ومظهرها جدا جدا...... ليست بحاجه للمال وانما اختارت العمل بالصالون لأنها تحب هذا المجال كثيرا... أي انها هوايه بالنسبه لها...
الثانيه عروس متزوجه حديثا... هي أيضا تحب مجال التجميل وليست بحاجه للمال وانما توظفت تقضيه وقت لاأكثر....
أما الثالثه... أم لثلاثه أطفال... هذه قصتها قصه... الدنيا سوداء بالنسبه لها والظروف دائما ضدها... عاشت في بيت اهلها بين إخوه نرجسسيين... بعد وفاه والدها... أخذو إخوتها الذكور الورث وباعو المنزل الذي هم فيه هي وأمها....
ليجعلوها هي وأمها العجوز يعيشان في منزل مستأجر تحت الديون...
تزوجت من رجل نرجسي وأناني لأبعد حد... ليس لديه أدنى إحساس بالمسؤوليه...
عانت الأمرين معه.... وحينما طفح بها الكيل ووصلت لأقصى درجات الصبر والإحتمال....
وحينما حصل بينه وبينها آخر موقف صدمها وعلمت فيه ان زوجها مستعد للتضحيه بها في أي لحظه...
طلبت منه الطلاق......
طبعا طلقها ورمى أطفالها ومسؤوليتهم عليها..
بلا أي مال... ولاأي مصروف....
رغم انه موظف ومقتدر.....
لكنه لم يفكر أبدا ابدا بعد الطلاق ان يسأل عن أطفاله... ويرى ان كانو أحياء او أموات... أو يرسل إليهم بعض المال....
نسي أطفاله تماما وأتجه ليرى حياته وملذاته....
طبعا هي عانت من الفقر بعد الطلاق... لاأخوه يقفون في صفها ولاأي أحد.. طبعا اخوتها أيضا موظفون لكن لم يهتم أحد بها..
أختارت ان تبقى فقيره وتعاني أفضل لها من الجحيم الذي تعيشه مع زوجها...
بحثت كثيرا عن وظيفه لتطعم أطفالها...
وتصرف عليهم...
لم تجد وظيفه تقبلها....
لأنها للأسف الشديد لاتملك حتى شهاده الإعداديه.. فضلا عن شهاده الثانويه...
أبسط الشهادات لاتملكها....
لايمكن لأي وظيفه ان تقبلها الا وظيفه من هذا النوع....
قبل ان تأتي للصالون الذي أعمل به...
كانت تعمل في صالون سابق وعندما سمع طليقها انها وجدت وظيفه.... ذهب للصالون السابق لمقر عملها وعمل لها دوشه ليس لها أول ولاآخر....
( مقهور لأنها طلبت الطلاق منه)....
مما اضطرها ان تخرج من وظيفتها منعا للمشاكل وتحيط حياتها وتحركاتها بسريه لكي لايعلم عنها طليقها اي شيء ويحاول افساده عليها....
بصراحه كنت مدهوشه... عندما كانت تحكي لي قصتها ونحن نعمل بالصالون.. بلعت الغصه وكادت ان تبكي وهي تتحدث.... بدى عليها التأثر.... مما جعلني أشعر أنها لم تتجاوز صدمتها بعد....
تساءلت باستغراب شديد..... كيف لهذا الرجل المجنون ان يفعل ذلك ويفسد على أطفاله لقمه عيشهم....
ألم يفكر بهم!!!!!
المهم هذه المرأه أم الثلاثه اطفال...
امرأه ذكيه للغايه.... سريعه التعلم وفطنه ولديها خبره كبيره في هذا المجال....
لو كانت تمتلك الشهاده لحصلت على مناصب عاليه لفرط ذكائها....
لاحظت أثناء عملي أنها متوتره جداااا...
مضطربه دائما..
لاتشعر بالأمان والراحه مثلما نشعر نحن بقيه زميلاتها....
تحاول ان تكسب المديره ( مديرتنا الشماليه الغربيه).... بأي ثمن.....
تحاول التقرب والتودد اليها بأي شكل من الاشكال...
خائفه على وظيفتها رغم ان الراتب قليل لكنه سيغطي الكثير من احتياجاتها...
دائما في خدمه المديره... دائما ماتعمل طويلا... نشيطه جدا... تعطي المديره الكثير من الأفكار العبقريه التي ستفيد الصالون كونه جديد ويحتاج لزبائن... هي ذكيه جدا... ماشاء الله
كل أفكارها ناجحه....
ساعدت المديره مساعدات قويه وكانت أفكارها العبقريه هي من طورت من الصالون....
لكن المديره كانت دائما ماتقول بفخر واعتزاز وبكل صدق ( وكأنها مقتنعه من أعماق قلبها) ان تلك أفكارها وان نجاح الصالون لم يكن الا بسببها...
( يعني أكذب عيني وأصدق أذني!!!!)
وأنا ارى أمامي من هو الشخص الفعلي الذي ساهم في نجاح هذا المشروع.....!!!!
كنت أنظر لهذه المديره باستغراب....
فيها صفه غريبه جدا جدا جدااا.... لديها ثقه لامتناهيه في نفسها..... نظراتها قويه مليئه بالثقه...
كنت أراها قَويه جدا وأحسب لها ألف حساب...
أو هكذا كنت أظن.....
لكن ثقتها غريبه.... ليس لها حدود... دائما ماتسمعينها تمدح نفسها وتذكر لك انجازاتها الطويله العريضه الماضيه......
مره مثلا تقول بانها لديها قريبه تبحث عن عمل... قريبتها تلك امرأه خجوله طلبت منها ان ترافقها في مقابله العمل... وانها ذهبت معها مجرد رفقه... وبعد أن انهت قريبتها المقابله طلبت هي من الملل من المدير ان يجري مقابله معها....
تقول بمنتهى الثقه بأن المدير أعجب بها وبمميزاتها أشد الإعجاب.... ورفض قريبتها ووافق بأن يوظفها هي بدلا منها....أخبرها المدير بأن شخصيتها جريئه جدا ورائعه وتمتلك مهارات كبيره في الحوار واقناع الطرف الآخر... وانها مرحه ووو جذابه ( وهي فعلا تمتلك تلك الصفات التي تحدثت عنها) لكنها اخبرت المدير بانها لاترغب بالوظيفه وانما كانت تجرب اجراء المقابله لابعاد الملل فقط! كانت تجرب لاأكثر...
طبعا صدقتها ولااظنها تكذب... كانت تتحدث بصدق كبير....
كانت نظرات عينها ونبره صوتها فعلا تنطق بالصدق....
ثم بدأت تقول... أتصدقين ان قريبتي أصبحت تكرهني بعد هذا الموقف!!
وأن علاقتي بها اضطربت منذ ذلك اليوم....
مره تقول بانها كانت تعمل في وظيفه ما ( وظيفه مدخولها ضئيل جداااا يعمل بها من لايملك شهاده او لديه شهاده متدنيه) ....
وأن المسؤول عن هذه الوظيفه أعجب بشده بنشاطها الكبير..... وتميزها ومهارتها في الحوار مع الزبائن واقناعهم بشراء المنتج ( وهي فعلا فعلا تمتلك تلك الصفات) وانه قال لها منذ اتت اليهم والعمل من نجاح لنجاح.... وأنه أصبح يفضلها على زميلتها التي معها بالعمل لتميزها الكبير....
حتى انه اقترح عليها ان يعطيها منصب أكبر في نفس المجال...
لكن زميلتها الحسود التي تشعر بالغيره منها...
بدأت تفتعل لها المشاكل وتحاول تحريض الجميع ضدها.... الى ان شعرت بالملل واستقالت من تلقاء نفسها....
َوفي مره تقول بأنها تمتلك صوت رائع في قراءه القران وان الجميع معجب بقراءتها وصوتها...
مره تقول لي بأن زوجها يرفض السفر بدونها لانه يقول عنها دائما بانها مرحه وممتعه بالطريق ( وهي فعلا كذلك) وأن اصدقاءه يعرضون عليه السفر باستمرار ويعرضون عليه ان يسافر معهم على حسابهم الخاص لكن المهم ان يوافق على رفقتهم...
لكن زوجها يقول بدون أم فلان ( مديرتنا الشماليه الغربيه) لن أسافر إلى اي مكان.....
تقول بأن أمها تفضلها على جميع اخواتها وان اخواتها يشعرون بالغيره منها..
وتذكر الكثير من المواقف..
كان كل كلامها منطقيا... عاديا..... صدقتها بالطبع في كل ماتقوله لان كل ماتصفه عن نفسها هو موجود فيها... حاولت تحليلها كثيرا لم أرى أي ذره كذب في كلامها وأفعالها كل ماتقوله صادق بل شديد الصدق...
لكن هناك شيء غريب حيرني فيها.....
نظرتها لنفسها ملائكيه بقوه..... دائما نظرتها عن نفسها بأنها ملاك خالي من الأخطاء...
الشيء الآخر بأنها لاترى سلبياتها إطلاقاااااااااااا...
كأن عينها عميت عن رؤيه الجانب الأسود في شخصيتها... رغم انها تمتلك الكثير من المميزات... الا أن لديها أيضا سلبيات قويه قويه وعيوب كثيرره بالمقااااابل...
فمثلا الشخص الطبيعي يمدح نفسه في مواقف... ولكنه أيضا في مواقف أخرى يذكر بعض من سلبياته...ويشتكي من بعض عيوبه التي يعاني منها في شخصيته...
مثلا يقول أشعر بالكسل اليوووم...
او انني شخص دائما ماأؤجل اعمالي...
أو انا مشكلتي انني متسرعه أو انا اخطأت في ذلك اليوم عندما عملت ذلك الشيء... أو انا عصبيه..
هذه المديره ثقتها في نفسها غير طبيعيه...... لاتنطق اي من هذه العبارات اطلاقا...
لاتعترف بعيوبها ابداا بل لاتراها...
دائما هي مميزه ورائعه على الدواااام.... معقول هناك انسان هكذا؟!! لكن الإنسان يبقى انسان والانسان فطرته مبنيه على النقائص والعيوب والكمال لله وحده...!!!
بدأت تظهر لي عيوبها بسرعه فهي عصبيه ومتسرعه في اتخاذ القرارات وقراراتها طائشه ولاتهتم بالتفاصيل ولاتمتلك الجوده بالعمل.....
معليش لم اعلق هنا ولكن غالبا تم اختيارك لان من يقع عليهم الاختيار تقىيبا لابد وان يقبلوا بمرتب قليل
انت لا تملكين الخبرة ولت تريدين المال وكونك لا تملكين خبرة إذن لن تطلبي مرتبا كبيرا .
هناك اماكن هكذا يتختارون حديثي العهد بالعمل لقلة المرتب
الثانية تشتغل لدفع الملل لا للمال
والثالثة ستقبل باي شيء
أما عن الشخصيات الأخرى فصراحة لا زال عندي منطقة رمادية اقف فيها لا استطيع الحكم على الأشخاص هل هم نرجسيون ام هم ظالمون فقط لان صفة الانانية مشتر