اليوم سنكمل الجزء الخامس من قصتنا....
ريما......امرأة لا تعرف اليأس....ولا تحب التشاؤم...انها تؤمن بأن في الحياة جانبا مضيئا....
انها تنظر للكأس..من النصف الممتلىء دائما....
لم تيأس ريما من حالة خالد....
زارت جميع أطباء( المخ والأعصاب)..المعروفين في المنطقه....ولكنها كانت تقابل بجفاء واااضح....دائما كان الرد..
(ربنا يلطف من عندهـ.......مافيش تطور متوقع للحاله...)
طبيا كما فهمت ريما...
الشيء الوحيد الذي لم يتمكن الطب من علاجه....هو مايتعلق بالدمااغ.....فخلايا الدماغ متقنة الخلق..ودقيقه جدا فسبحان الخالق....
لكنها لم تيأس أيضا....أرسلت تقاريره...للخارج...تحدثت مع أطباء عالميين...ودائما...كانت تجد نفس الرد....وتعوود لتبحث..
ريما لم تكن جاهلة بالطب...والعلم...كانت مقتنعة بالحالة....ومتفهمة للوضع....
ولكنها لم تكن تبحث عن طبيب جديد..بقدر ماكانت تبحث عن اجابة تنتظرها......
تلوح لها بالأمل....وترمي لها بطووق نجاة....
ولكن قدر الله وماشاااء فعل....والحمد لله دااائما...
اليوم....مر على مرض خالد...3 أشهر.....
ولكن هناك العديد من الأمور...يجب أن ألم بها.....
شقتنا التي كنا نسكن فيهاا.....(انها بالايجاار)...السيارة التي كانت معه....(ايضا بالايجاار)..
وهناك أقساط لقرض قديـــم...
خالد كان مازال مبتدئا......ولم يخطط بعد لحياته كما يجب....
الان علي أن أرتب جميع تلك الأموور...
يجب أن يقووم خالد....
ليجدني قمت بدوري...وبدورهـ....
مازال راتبه الشهري يصرف لنا...علي أن أستغل ذلك..
انه مديره المباشر....كم كان أخا كبيرا...وقلبا حانيا على خالد..لقد أحب خالد كثيرا..وهاهو يفعل ما بوسعه ليبقى الراتب وقتا حتى اسدد ما علينا من التزامات...
وايضا يجب أن أعمل.....لأوفر لأبنائي حياة جيدة.....انهم بحاجة لي ...كأم وأب...
بدأت ريما تأخذ مكانها في سفينة الحياة....
سددت جميع التزاماتهم....الماليه...
الشقة....لم تعد تحتاجها...فلن تسكن لوحدها....فضت عقد الايجار..وعادت لأهلها....مع أبناءها....
واكملت ماتبقى من أقساط السيارة.....
وأدت جميع الالتزامات....التي عليهما......
نسيت أن أقوول لكم أن ريما لم تستطع البقاء عند أمها...سوى شهرين...ولم تحتمل زوج والدتها...لقد كان قاسيا عليها في تلك الفترة.....
لماذا يفعل ذلك معي...لقد رباني طيلة حياتي..وحتى كبرت..وكان مثالا للأب الصالح....لماذا الان يتغير...لا أفهم,,,؟؟؟
اني أحتاجه اليوم ليقف بجانبي.....
لقد قالها مرارا حتى ضاقت ريما به..
ان أردت أن تعيشي في بيتي....عليك أن تلتزمي بما أقوول..لا داعي لكل ما تقومين به....لن تذهبي للمستشفى يوميا....يكفي يوما بالأسبووع....
أخوك ليس ملزما بأن يقووم بدور السائق لك...ولأبناءك....
وابناءك...عليك أن تربيهم .....لسنا مسؤلين عنهم......
يجب أن تفهمي أن ماتقومين به ليس صحيحا..وإلا فلا مكان لك عندي....
ولكن لماذا؟؟؟؟؟
أين أذهب؟؟؟؟؟ أنا وأبنائي.....
لا.........لن أتخلى عن خالد.....يجب أن أجد مكاانا لي ولهم....وأترك هذا المنزل...أمي عليك أن تتفهمي وضعي..لن أستطيع..
وتبدأ ريما رحلة البحث عن مكاان يؤيهم....
بقيت لوقت عند خالتهااا...ثم لم تكمل الشهر....حتى خرجت....
وفي تلك الفترة كان زوج والدتها...يرفض أن تزورهم....لأنها خرجت عن طوعه.....
لقد كانت تحتااج لصدر والدتهاا كثيرا....ولكنه كان أقسى عليهاا من الصخر...ولم يكتفي بذلك....
بل منع والدتهااا...من الخروج لرؤية ريما....وهددها بالطلاق ان فعلت....
آآآآآآهـ...كم كانت تعاني من ذلك....حتى أمي......لا أجدهااا..
ارحمني يارب...أنت خالقي....ومولاي......ولا أرحم علي منك أنت.....انت ارحم من أمي بي......
لقد عصفت الحياة بريما......وغيرت ملا محها تلك....لم تعد تلك الأنثى الرقيقه...بل أصبحت امرأة أخرى....
تعاني...لتعيش....هي وأبناءها..
كم تألمت لحالها...ولحاال والدتهاا....ريما كانت تدرك ماتمر به والدتهاا من ضغووط.....وتدرك كم تحترق أمهاا من أجلهاا...ولكنها كانت تعلم أنها أم لغيرهاا أيضاا...
وزوجة لرجل ليس أباها ليعطف عليهاااا...
كانت تحاول أن تظهر لوالدتها أنها سعيدة.....عندما تراها ....ولكنها كانت تحمل قلبا محطما بداخلهااا....
استمر الوضع هكذا لمدة.....
وتدخل الأهل لحل المشكلة.....كي يرضى الزوج...أن تعوود ريما لديه...وتجتمع بوالدتهااا...
ريما ...
لقد كانت في تلك الفترة.....لا تعرف سوى الدعااء...ولا تلجأ الا لله.....
لقد كنت أراها في تلك الفترة......كانت تشعر بغربة لا يعلمها الا الله.....
وكلما ضااقت بهاا الحياة......
كانت تنتظر الليل...حتى ينام أبنائها لتبكي....
فلا تريدهم أن يروهاا ضعيفة...هي رمز قوتهم....
وبقيت عند أعمامهااا..خمسة أشهر.....وبالرغم من هذا كله...كانت تزور خالد صباحا ومساء...لم تتركه أبدا...
ومازالت أيضاا...تجلب له الأطباء....ليقومو بفحص دوري له....كان الطبيب بمجرد ما يقرأ التقرير ويرى الأشعه يرفض الحضوور....ويكتفي بقوول...الحاله كما هي..
لكن ريما...كانت تصر على حضورهم....للمركز....
وأخيـــرا...وافق زوج والدتها أن تعوود للمنزل من جديد...
آآآآآهـ...لا أريد أن أعوود...ولكن ليس لي سوى هذا البيت...
والدة ريما...
حبيبتي...ارحمي قلبي المنفطر...وعودي.....انه البيت الذي طالما احتوواك...وانه الأب الذي طالما ربااااك...
صحيح...ولكنه محى كل شيء جميل له بداخلي.....
لا تنسي أنه رباااك....وعلمك....وصنع منك...ريما التي تقف أمامي الان...انه أبووك...ولكنه يرى الأمور من جانب اخر...
فهو رجل...لا تحكمه المشاعر.....وانتي شابه....
يخااف عليك....صدقيني....ألست أنا زوجته؟؟؟؟
انه يفكر هكذا...
فكر انه.....ان قسى عليك....ستتركين زوجك.....ولن تحتملي...كل ما احتملتيه يا حبيبتي...
لهذا كان يفعل ما يفعل....عوودي ....فأنا يعلم الله بحالتي بعد خروجك...
ريما.....
لقد تعبت حقاا....ولم تعد تفكر في أي شيء سوى أن تعيش مع أبناءهاا...وتزور زوجها المريض...
عادت ريما.......وعادت المشااكل من جديد...
اليوم ....مرت سنة على مرض خالد...
آآآآهـ...ياخالد..لو تعرف كم أعااني؟؟؟؟؟ من دونك..........
الهاتف يرن....
انه مدير خالد..
الوو...أهلا..الحمد لله..
ماذا...؟؟
هل سيقطعون الراتب حقاا؟؟؟
نعم ...اقدر ما فعلته من أجلناا....
ومالذي سيحصل؟؟؟
آآآآهـ.....اذن سيصرف النصف فقط من الراتب....
حسنا...جزيت خيرا....
لقد كانت ريما وطيلة السنة الأولى......تنام في المستشفى عند خالد...يومين بالأسبووع وتترك أبناءها ....
وبقية الأياام تزوره مرتين....
كانت تستمتع بزيارته....
نعم...كانت تبدو سعيدة,,,,وهي تقووم بالعناية به...
لقد كانت تنظف له جسده وتقوم بالاستحمام له.....يوميا.....كانت تحتسب أجرهاا عند الله....
..تقرأ عليه باستمرار...تحصنه....تغسله بماء مقروء عليه ايات من القران...
تدهن جسده بزيت أيضا مقروء عليه..
وجلبت له العسل.....ليخلطوه بما يأكل يوميا....كانت ريما تشعر بالرضا وهي تقووم بهذا.....
ومع الوقت بدأ زوج أمها...يسأل عنها؟؟؟ ربما تذكر تلك التي ربت بين يديه...لقد بدأ يحن على ريما....وبدأت العلاقة في التحسن...ولكن ليس كثيرا....
يجب أن أعمل...يارب سهل لي وظيفة أسترزق منهاا..
ويكتب الله لريما وظيفة تدر دخلا جيدا عليهاا....لقد ارتاحت كثيرا....بعد هذه الوظيفه.....بالرغم من الارهااق الذي كان يصاحبهاا...الا انها كانت سعيدة بذلك....
عاد الاشرااق لريما من جديد....
في مقر عملهاا...كانت مدرسة....جميع المعلمات يحسبن ريما مازالت بنتا......يوما ما تفاجأت بخطيب يطلبها...
ضحكت كثيرا.....ربما فرحت لأنها أحست أنها مازالت أنثى.....يعجب بها الاخروون...
ولكنها على الجانب الاخر كانت ترى خالد......
الرجل الذي لن تجد له بديلا....(انه الحب الذي باتت أسيرة له)
انه رقم مدير خالد....
الوو..
ماذا؟؟؟
الحمدلله
هل انت متأكد؟؟؟
يارب كم أنت رحيم...
تقفل ريما الخط....
وتسجد شكرا لله...وتطير لوالدتها...وهي في المطبخ...
أمي...
لقد قرر البنك الذي كان خالد به...صرف مبلغ من المال لنا....
لقد ابلغني المدير بذلك...جزاه الله خيرا....
لقد سعى بهذا الموضوع كثيرا...
غالبا...لا تعطي البنووك مبلغا كهذا لموظف جديد لديهم.....
ولكنه الله أستجااب لدعواتي...
الحمد لله....
سأشتري منزلا....وأستقر مع أبنائي به..
آآهـ...أخيرا...
سيرتاح أبنائي في منزل لهم...
كم كنت أقسو عليهم....؟؟؟؟؟ وأطلب منهم أن لا يرفعو أصواتهم....وأكبت رغباتهم....
الحمد لله....
عزيزاتي الجزء القادم......ستواجه ريما مشكلة في استلام المبلغ....انه مبلغ كبير......وأم خالد..لا تثق بريما...
فكيف ستسير الأمووور؟؟؟؟تابعوني