وصلنا با لأمس......لليوم الخامس......من مرض خالد....
واليوم هو اليوم الخامس....
غرفة الانتظاااار.....التي بجانب العنايه المركزهـ...مشحونة بالناس......
الأهل..الأقاارب...الأصدقـــاء....القريب..والبعيد...جاء ليسأل عن خالد.....ومالذي حل به....
ريما...بداخل غرفة العنايه المركزهـ...تمسك بيدي خالد....وهو كالملاك النائم....
الغرفة مزدحمة بالنساء.....
ريما..لوالدة خالد..
من هؤلاء النسوة؟؟
انهم من قرابتنا......وجاءو يسلمون على خالد....
ولكن لم أرهم من قبل...وهو...وضعه لايسمح بهذا العدد معه...فهو يحتاج الى الأكسجين....
ثم هناك نساء لا يجوز لهن رؤيته..ليسو من محارمه...
وهو لا يرضى بهذا الوضع..
وهل نطرد الناااس..جاءو لزيارته ...جزاهم الله خير.....
استوقفت ريما هذه العادات الغريبه..وهؤلاء الناس...الذين لا يراعون وضع المرضى..ولا يلتزمون بشيء..
واستغربت تلك النسوة...اللاتي يجلسون بالقرب من خالد....ويمسحون على رأسه....(سلامتك..والله ماتستاهل)...
استغفر الله..انه امر الله...
ولكنها كانت تحاول..أن تصبر...وتتمالك أعصابهاا..
(خالد لن يرضى بهذا الوضع...ولكن لأنه مريض..ولا يعي شيئا كل ذلك يحصل..)
لم يرق لريما الوضع......
وهي تسمع والدة خالد....تقص قصص لم تحصل...؟؟؟...
وكيف سقط خالد أرضاا؟؟؟؟ وكيف مرض؟؟؟؟..........وكل هذا لم يحصل.....وكل هذا كذب...
فهي لم تشهد شيئا من الذي حصل؟؟؟!!!!!!
ريما تدرك...كم تحب الأم ولدها...فريما أم أيضا....
ولكنها صدمت من شيء آآخر....
احدى الزائرات...قالت لها...
هداك الله يابنتي....ماعرفت تتصرفي....تأخرك في اسعاف خالد...هو السبب في تدهور حالته.....
هنا
لم تحتمل ريما......قاطعتها بقولهااا...ومن قال لك هذا؟؟؟
قالت أمه التي قالت....لم آتي بشء من عندي......تنظر ريما الى أم خالد هنا....
فترخي رأسها الأخرى وتقوول...(هي امرأة ضعيفه....لا أحد يلومهااا)
خرجت ريما تاركة كل شيء....لاتريد أن تنفعل...خالد وضعه لا يسمح....بأي مشاكل....
ولكنها....
عندما خرجت حملت معها قلبا مكسورا.....
هل أنا السبب؟؟؟
ولكن الله ألهمني أن أفعل ما كاان بوسع أي شخص فعله.....رجل كاان أو امرأة....
وانا احمد الله على ذلك....نعم صدمت..ولكن الله كان معي....واسرعت لإسعااافه...وعندما وصلت...
قال الطبيب بأنه توفي.....وأنا كنت وحدي....تحملت كل هذا الضغط وحدي.....وبعدها ..أنا السبب....
حسبي الله ونعم الوكيل.....
كانت والدة ريما في الخارج...فهي لا تحب الاختلاط بأهل خالد....
أمي...هل رأيتي ؟؟؟ يقولون انا السبب.....؟؟؟ واني لم أتصرف سريعاا ولا لما كان وضع خالد هكذا...
الأم....حسبنا الله ونعم الوكيل.....لا تلتفتي لأحد منهم..انهم جهلة...وانت تعرفين ذلك...
هنا...
تنادي أحدى أخوات خالد..ريما...
ريما أسرعي....خالد استيقظ....
الحمد لله....
ركظت ريما دون وعي عائدة لغرفة العنايه المركزهـ...
أخيرا...فتح خالد عينااه.....
آآآآهـ...حبيبي...كيف حالك؟؟؟
خالد.....هل تسمعني؟؟؟؟؟ هل أنت بخير حبيبي...
خالد يجول بعينيه هنا وهناك......
هنا ريما....تخرج الجميع من الغرفه....
فقط بقيت هي وأمه..وأخواته...
حبيبي هل تسمعني؟؟؟
خالد.........ينظر للأشياء بتعجب!!!!!!!!!!!!!!!!!
ولكنه لا ينظر لريما..ولا حتى لأمه.....
قد يكووون متعبا...
الحمد لله...هاهو خالد قد أفاااق....وكانو يقولون لن يفيق.....الحمد لله...
ريما تخاطب والدته.....
تعالي حدثيه.....دعيه يستمع لصوتك...أنت أمه....
(دائما كانت ريما تقدر مشاعرها.....ليس لأنها صديقتي أمتدحها...ولكن هي فعلا كذلك...
تقوول أنا أم مثلها..وأحب أبنائي جدا...)..
خالد بدا هادئا جدا....
ولكن ريما ..
كم سجدت لربها شكرا تلك الليله......وكم بكت تقوول...يارب لك الحمد ولك الشكر....
آآآآهـ...لوتعلمووون مدى سعادتهاا...كادت تطير فرحاا....وشووقا...
تمنت لو امتلكت جناحان....لتحلق بعيدا...وتشدو........بأنغام الحب......
ريما لوالدتهاا..
أمي....غدا سيأتي الطبيب صباحا...سأنتظره عند باب المستشفى....لآخذه لخالد....
ليرى كيف انه استيقظ.....وفتح عينااهـ....
لن أنام الليله...لن أستطيع أصلا....
سأطلب من التمريض...السماح لي بالمبات معه..في الغرفه....
الام ....تكتفي بالنظر لعينا ابنتها..وهي تبرق من الفرح...وتدعو الله بالخير لها..
أصرت ريما على رغبتها...ووافق التمريض....بليلة واحدهـ...فقط...
سهرت ريما......بجانب خالد.......وهو قد بدا عليه التعب.....وجسمه...بدا نحيلا...
يالهي..متى يأتي الصبح.......
ومع بزوغ الفجر.....كانت أشعة الأمل..تملىء عينا ريما...
آه اخيرا....الساعة التاسعه..الان سيأتي الطبيب...سأنتظره بالخارج....
هاهو...قد اتى...
دكتوور...صباح الخير...كيف حالك...؟؟؟
عرف الطبيب صوت ريما...ولكن لم يعرف تلك النظرة في عيناها منذ تعب خالد.....لقد كانت عيناها تشع نورا...وحياة..
أنا زوجة خالد...
نعم نعم...كيف حالكم؟؟
دكتوور..خالد...لقد استيقظ...بالأمس فتح عيناه..
وهل تكلم؟؟ هل عرفك..
لا...لا أعرف....أعتقد أنه متعب جدا..
سآتي فورا...
وبداخل الغرفه...لم يكن هناك سوى ريما..والطبيب...
ارجوك..(يامدام...ممكن نستني بره شويه)
حسنا..كما تريد..
مرت ثواني...ودقائق..
خرج الطبيب..
هاا....دكتوور..كيف حاله؟؟؟
(كويس..كويس)
كييييف؟؟ هل تحدث اليك؟؟؟
لا...الوضع ليس سهلا...أليس هناك أحد من أهله لأتحدث اليه..
أنا زوجته...
حسنا....زوجك أفااق..ولكن قد تستقر الحالة كما ترينها اليووم لوقت طويل...وربما للأبد...
لا أفهم...؟؟؟؟؟؟!!!!!!
ان خلايا الدماغ تضررت كثيرا..وأثرت على أعصاب المخ الأساسيه...
لن يستطيع أن يتحدث.....أو يتحرك.....أو يأكل..أو يشرب..أو حتى يتحكم في اخراجه ....
والمعنى.؟؟؟؟؟
أنا أعتقد أنه أصبح انسااانا معاقا....عقليا.....
لااااااااااااااااااااااااااااا
ماذا تقوووووووووووووووووووووووووووول؟؟؟؟؟؟
انه خالد.....
تترك ريما الطبيب...وتدخل للغرفه مجددا..
خالد....انت تسمعني اليس كذلك؟؟؟؟
هيا اجب علي...أدرك أنك مريض....ولكن فقط أشر بيديك...
خالد..أصبح داائما كالملاك النائم....وعندما يستيقظ هو ذلك الشارد....وعندما يثور هو ذلك المقيد...وعندما يبتسم هو
ذلك الذي يستحق أحر القبلات...
وريما..جن جنونها...مالذي حصل....لم يكن يشتكي شيئا خطيرا؟؟؟
تارة تبكي حد الموت...وتارة تهدأ حد النوم...وتارة تضحك حد المرض,,,,,
انهارت السعاده أمام عيناها مرة واحدة....نعم السعادة التي لم تلبث ان تعيش فيها....
لم تعد قادرة حتى على الحياة كما كانت.....فقدت كل شيء.....ولم تعد تملك أي شيء....
حتى قلبها الذي دفن فيه....لم تستطع انقاذه....
فهو مربوط بأطرافه المريضه....
ريما كانت دااائما بقربه....تزوره يوميا....تحدثه عن كل شيء.....وهو تشعر بأنها يسمعها....أحيانا يسرح وهي تحدثه...للبعيد...تقوول ريما ربما يتذكر صوتي...
ويقوول الطبيب.....ربما يحتااج للراحه...
هكذا أمسى خالد.....
لا يستطيع أحد تفسير نظراته...أو حركاات يدهـ...كلها تلقائيه...وكأنه طفل الثلاثة أشهر.....
حتى المستشفى....رفضت استمراره فيها.....لأنه لا يحتاج لعلاج....
فقط تلزمه الرعايه....
سألت ريما وبحثت...ووجدت أن جميع المستشفيات...خاصة...أو حكوميه...ترفض استقبال هذه الحالات...
يجب أن يتم نقله....لمركز رعاية تمريضية ممتدة.....
ريما كانت وحيدة....الكل عندما علم بوضع خالد...هدأ..وعم الصمت كل الأماكن...
خالد له أخ واحد...والبقيه أخواات...الأسرة متفككة لأبعد الحدود......أخووه لا يزوره بالشهوور....
أهل ريما.....زوج والدتها الذي رباها...أعمامها...أخوالها....كلهم ضد ريما في ماتفعل....
ريما مازالت صغيره..انها في..25...متى تزوجته...لنقوول يجب أن تضحي...؟؟!!
الأم...ريما .....حبيبتي......
لن يساعدك أحد .....كل له بيته ومسؤلياته....وانت ايضا.....دعي عنك امر خالد..انظري لأبناءك هم بحاجتك...
لا....هو أيضا بحاجتي.....
ريما وحدها...قامت باتصالاتها....واجتهدت...وقامت بنقل خالد...لأرقى مركز رعاية في الشرق الأوسط....
حبيباتي.....الأحداث كثيرة...ومتشعبه...ولكن سأحاول الاختصااار.....
الجزء القادم.....تمر ريما بظرووف مادية صعبه....هناك ديون...والتزامات...وابنااء....
وخالد طريح الفراش....ولكن الله داائما مع ريما.....لنرى كيف تقلب ريما الأمور لصفها...وتبدأ صفحة جديدة من حياتها....وتصنع من الألم...قصة نجاح؟؟؟؟
تابعوني..