الحلقة الثاني عشر :
صالح عليه السلام وثمود :
قوم ثمود من نفس أصل عاد ، من إرم ، وهم عرب أيضا" ، تركوا اليمن وسكنوا شمال غرب المدينة المنورة (الحجر)..
أعطاهم تعالى ما أعطى عاد ، جابوا الصخر بالواد ، قطعوا الصخور في الجبال ، وبنوا فيها قصورا" عظيمة آية في الروعة والجمال . نفس طريقة عاد وسكنهم ، نفس المنهجية في الحضارة لعاد وثمود ..
أعطاهم تعالى جنات وعيون ومزارع وقوة وقصور وحضارة ..
أعطاهم تعالى فرصة للإيمان ، فأرسل إليهم صالحا" ..
كانوا يملكون كل أسباب الترف والرفاهية ، وكان صالح واحد من أشرافهم ، وكان عاقلا" حكيما" . كانوا على وشك أن ينصبوه ملكا" عليهم ، وكانوا يحتكمون إليه في خصوماتهم ..
بدأ صالح يدعوهم إلى عبادة الله تعالى ، وتوحيده ،، وأخذ ينصحهم بكل الوسائل ، آمن معه القليل ، والغالبية في غاية الإنكار والتكذيب ..
ذكرهم بما حدث لقوم عاد ، وكانوا قريبين عليهم في الزمان والمكان ، رفضوا ، وقالوا :" أنت بشر مثلنا ، وكل الذي حدث بعاد من أمر الطبيعة وغضب من الآلهة ، وقد سحرتك الآلهة ، إن أنت إلا كذاب أشر ..
ثم قالوا للمؤمنين : نحن نكفر بكل ماتؤمنون به ، ثم أطلقوا إشاعة أن صالح ومن معه من المؤمنين قوم مشؤومون ،،
قال تعالى عن قوم ثمود :" وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ" .. مع أنهم كذبوا رسولا" واحدا" فقط ، لكن تكذيب رسول واحد ، هو تكذيب لكل الرسل ، إذا رفضت رسولا" واحدا" يعني رفضك منهج التوحيد الذي جاء به كل الرسل ..
ذات يوم ، كانوا في نادٍ لهم ،، وجاءهم صالح : قال أحدهم : ياصالح ائتنا بمعجزة نراها بأعيننا ، وبدأوا يستهزئون ، قال أحدهم : نريد أن تنشق هذه الصخرة الكبيرة ، وتخرج منها ناقة ، صاروا يضحكون ، قال آخر : نريد الناقة ضخمة جدا" جدا" جدا" . ضحكوا . قال آخر : نريدها ضخمة ، لدرجة أنها تشرب كمية الماء التي يشربها أهل القرية جميعا" . نريدها حمراء . نريدها عشراء " أي حامل على شهرها ، فالناقة تحمل عشرة شهور " ..
? ... يتبـــــــ؏ .....???