- أرى أن هذا الداء إنما يتفشى إذا وجد بيئة مناسبة من ضعف شخصية تربت عليها الفتاة , منشأها من إحباطات متتالية , ربما كانت بسبب عدم حصولها على التعليم الكافي , أو لنقل بمعنى أدق التعليم الواعي من قبل الأسرة , ربما الصورة المشوهة والتي توجد في بعض مجتمعاتنا من نظرة دونية للمرأة وأنها أقل قيمة من الرجل بكل الأحوال حتى وإن فاقته علما ودينا وعقلا , قد يساهم الأبوين بقصد وأحيانا دون قصد في زرع الشعور بالدونية عند الفتاة منذ صغرها بأنها غير مرغوبة , أبسط مثال أن البعض من الوالدين يسيئ لبناته دون أن يشعر , حين يهدد والدتهن بأن يطلقها لو أنجبت مولودة أنثى , أو يتزوج عليها , أو يرمي بعض الألفاظ أمام أبنائه كـ .. أنت لا تنجبين سوى البنات وما شابه ذلك يقولها بازدراء وتحقير مما ينشيء في نفوس بناته الشعور بالنقص و يولد لدى بعض أبنائه الذكور التعالي وأنا ( ذكر ) بكل ما فيني من عيوب أفضل حال من ( أحسن وأعقل أنثى ) فقط كوني ولدت ذكرا ...!!! وأحيانا تجدين بعض الأمهات ممن رزقهن الله بنات متتاليات أحيانا دون شعور منها تتحدث أمام الصغيرات بمتى أنجب ذكر ؟؟ سيتزوج زوجي علي أو سيطلقني , على النقيض فيما لو أنجبت الذكور , فلا يستعجل عليها لتنجب أنثى !! – سبحان الله - المصيبة أن هذا الأمر يغرس في البنات منذ نعومة أظفارهن أنهن غير مقبولات , فتتجذر هذه الفكرة الدونية عن أنفسهن والسبب الأب والأم اللاواعيين , تنمو بهذه الفكرة عن نفسها وعندما تكبر تصبح مذبذبة في قراراتها فهي تتذكر فرحة والديها بأخيها الذكر , وامتعاضهما منها ومن أختى الأنثى , وعندما تتزوج للأسف تبدأ في إسقاط حقوقها أحيانا حتى دون شعور منها أنها تقدم تنازلات ففكرتها عن نفسها خاطئة , فتصبح ذات شخصية هشة , أدنى ما يحدث يزلزلها ويضعف إرادتها , والأمر الجلل أن مثل هذه الأم قد تربي بناتها على ذات الشخصية الهشة الضعيفة , التي لا تعيي مكانتها وقيمتها , ربما من الأسباب أيضا في ظهور هذه الظاهرة غياب أنموذج القدوة الأنثى ذات الشخصية المميزة في محيط بعض الأسر مما يزيد من ظهور بعض فتيات تلك الأسر بذات الشخصية الهشة ... أمور كثيرة قد تكون السبب في ظهور هذه الشخصية لكن كيف العــــــــــــــــــــلاج :-
* بداية تصحح لها صورتها المحطمة حول نفسها, وذلك بأن تسعى بتنمية ذاتها من الداخل ..:- وكيف يتم ذلك ؟؟ عن طريق أولا المناقشة الواعية معها حول مكانة المرأة في الإسلام , وأنهن شقائق الرجال وذكر النصوص الدالة على حث النبي rعلى حسن تربية البنات والأجر العظيم المترتب على الإحسان إليهن ووصية الرسول بالنساء إلى قبل وفاته , وتحريج الرسول حق المرأة أن ينال ويمس بدون وجه حق , وما ميزها به الإسلام وكيف أن الله رفع قدرها ووضع لها في كتابه الكريم سورة باسمها وهكذا من بحر شريعتنا الزاخر والذي للأسف ما أن ابتعد عنه حتى مسنا الذل والهوان , ثم تبين لها حقوقها الشرعية والتي يجب على الرجل أن يعطيها إياها كاملة , كما يجب عليها أن تتمسك بها دون مماطلة لها أو تعد عليها , وبالمقابل تفهم وتعي مسؤلياتها نحو زوجها وحقوق زوجها عليها لتسير على بينة فيما تطالب به باصرار , ولا تقبل فيه المساومة , وما هو بإمكانها أن تغض الطرف عنه حتى يصبح لديها تصور حول كيف تمسك العصا من المنتصف !! والكتب الدينية مليئة بذلك ...
** من المهم جدا .. أن تفتش المرأة فيما كانت تحبه من هوايات أو أنشطة فتمارسه حتى لو انقطعت عنه سنين في محاولة للكشف عن هويتها المفقودة وسط التنازلات الغير مقبولة , وبالتدريج شيئا فشيئا , ستكسب الثقة التي كانت يوما تحلم بها .
** القراءة بتدبر لشيئ من سير الشخصيات النسائية المؤثرة في تاريخنا الإسلامي الزاهر , وفي واقعنا المعاصر , وقراءة قصص لنساء محبطات كيف استطعن أن يخرجن من هذه الدوامة , قد يساهم في رفع معنوياتها لاستعادة ذاتها .
** ( حيث تضع نفسك تجدها ) تأمل ذلك .. لترفع من معنوياتك .
** قد يكون من المهم جدا أن تتعلم المرأة كيف تبرز جمالها الخارجي , والداخلي , إن فوز المرأة بالرشاقة والمظهر الحسن له انعكاس إيجابي على جاذبيتها , لكن ذلك كله لن يكون ذا قيمة , لو لم تشعر هي بقيمة ما تمتلكه من نعم حباها الله بها , فتؤدي شكر الله عليها بحمده , وسترها عن من حرم الله عليهم رؤيتها , وبقناعة داخلية بأنها في نعمة عظيمة لا تقدر !! فتكف عن الانهزامية بملاحقة وتقليد غيرها من النساء , والغيرة من فلانة وعلانة ,وإشعار زوجها بانهزاميتها حين تلح عليه باللبس الفلاني كزوجة فلان , وما إلى ذلك .
**إن جمال الظاهر لا يساوي شيئ إذا قابله شخصية غير ناضجة وغير مثقفة , أظن أنناجميعنا وصلنا إلى القناعة بأن حسن المنطق , والذكاء في الخطاب , واللباقة في التعامل بما في ذلك طريقة الابتسامة , والجلوس , و ديناميكية الصمت والحديث , وحسن استخدام تعبيرات الوجه , وفنون الأنوثة الساحر , والذكاء في توقيت استخدامه , ووعيها بكيفية تطبيق قاعدة (لكل مقام مقال ) كل ذلك يوازي بل , في ظني يفوق جمال الصورة , [ إن من البيان لسحرا ] .
** أولا وأخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـيرا ... وهي أهم نقطة , التعلق بالله وحده , لا زوج حبيب , ولا ابن غالي نفيس , ولا أهل , فقط بالحي الذي لا يموت فالكل حتما سيرحل والإله حي لا يموت , ينبغي أن يكون تعلقنا به ..استمداد طاقتنا منه وحده , توكلنا عليه تعالى فقط , مناجاته ..بث الهموم والألام إليه تعالى , كل ذلك يسهم في القضاء على المشاعر السلبية ويخفف منها .
** إن إدراك الغاية التي خلقنا من أجلها وهي (عبادة الله وحده ) حق الإدراك يعطينا صورة واضحة عن معالم في الطريق !! فمن حقق الغاية على الوجه الذي يرضي الله سيسعد سواء تزوج أم لم يتزوج ... حينها فقط ستقوى إرادته لأن أهدافه باتت واضحة , وخطة سير حياته باتت مرسومة , ومعالم الطريق جدا واضحة , حينها لن تتردد - بمشيئة الله - في أي قرار , بل ستمضي في الطريق وأنت تعلم جيدا ماذا تريد ؟ وعندما تشعر بضرورة التوقف تدرك السر في ذلك ...
** جميل أن تضع لك مبادئ وقيم سامية في الحياة تحترمها وترفض بحكمة أن يمسها الآخرون دون وجه حق , وتثبت عليها ... فقط حينها سيحترمك الكل .
هذا ما وفقني الله إليه .............. الموضوع شيق لا أدري .. هل سيكون لحديثي بقية !! بارك الله فيكم