التزمت الصمت بعد نقاااشي الاخير معه بالنسبة لنور وقلت في نفسي " كلما تكلمت معه في هذا الامر زاد عندا فاتركيه للزمن فالله قادر على ان يغير ما في القلوب " ...
كان الجو مشحونا بالتوتر كأن هناااك شحنااات كهرباااائية احس فيها قادرة على تفجير قنبلة موقوتة ....
مرت الايااام على خير وسااافر كعااادته الى اليمن واراد ان يجلس هناااك قرابة الشهر ، تنفس الجميع الصعداااء وعم الهدوء في المنزل واصبحت تأتي نور الى بيتنا دون خوف وتجلس فترة طويلة ...
الغريب في الامر عندما لايكون في البيت يذهب التوتر ويعم الهدوء وكل واحد فينا يمااارس حياااته ،،،
كنت اتصل فيه كل يوم تقريبا واطمئن عليه او في الاسبوع مرتين عندما يكون مشغولا ، تعودت غربته ولم اعد احس بالفراغ الكبير عندما يسافر ولم اعد اخاف عليه مثل الاول ،، فكان احيانا مسج يريح بالي وان لم يرسل اعلم انه بخير لانه ان كان مريضا كان ارسل لي وقال " ادعي لي انا تعبان " كالمعتاد....
في أثناء سفره تقدم اناس لخطبة ابنتي الوسطى " مرح " وكانوا من اقربائه ،، اتصلت به واخبرته
قال لي : " سئلي عن الولد ازا كان زين توكلوا على الله ،، اهلهم طيبين والنعم فيهم " ...
سئلت الاقرباااء وفي عمله وووو وانهيت كل الاجراءات ثم اتصلت به فقال لي : " خليه يشوفها الرؤية الشرعية " ...
قلت له : " هيك من غير ما تكون انتي حاضر " ...
قال : " اسألي الجماعة " ...
طبعا انا نسيت انه عندما تقدم نااادر لخطبة نور كان ابوها مسافر وجاء ليراها الرؤية الشرعيه بحضور اهل نور كلهم واخواته ...
ولكن مع مرح لاادري لماذا قلت له ذلك ،،،
اكملت اجراااءات ابنتي مرح وكانت نور عونا لي هي ونادر وحمد ولم يتروكوني ابدا وخاصة عندما حضرن النساء لخطبتها رسمي ...
كنت اي خطوة اخطوها اتصل بأبيها واخذ رأيه وافعل مايطلبه مني وكان اتفاقنا ان نترك الرؤية الشرعية عند عودته ...
عاااد من السفر كان تعبا جدا ومرهقا جدا ،، من عادتي انني اتحضر لمجيئه والبس اجمل ماعندي هذه عادة عندي واجهز الاولاد كذلك كما اخبرتكن سابقا ...
في اليوم الثاااني اتفقت انا وهو ان نخرج سويا فقد كان اجمل شئ عندنا ان نتمشا بالسيارة ونطرح امور شتى ونتكلم قرابة 5 ساعات ولا نحس بوقتنا...
في هذا اليوم عدت من العمل متعبة جدا صليت العصر ونمت ولم استيقظ الا على اذان المغرب ،، بعد الصلاة اتصلت به واخذت الومه واعاتبه بطريقة فيه مزاااح لكنه اخذها جديا وافتعل مشكلة كبيرة على هذا الامر وطبعا الغي المشوار...
وعندما عاااد اعتذرت منه ولم اكن اريد ان تبدأ المشاكل بيننا ويدخل الشيطان بيننا مرة اخرى فقلت لنفسي : " تنازلي شوي واعتذري وبيني له شو كان أصدك " ...
فقبل اعتذاري وقال : " ازا كان قصدك هيك خلاص مو مشكلة " ...
نمت وانا اغلي من الداخل ولكن لم اظهر له كتمت غيظي في نفسي وفوضت امري الى الله واحتسبت الاجر عند الله ...
جااء اليوم الثاااني ، هذا اليوم الذي لن انساه طوال حياااتي ،،
عدت من العمل واخذت انادي على ابني راااشد حتى يذهب الى صلاة العصر ، دخلت غرفته وجدته يبكي بحرقة ، استغربت وقلت له : " شبك ماما ،، ليش عم تبكي " ...
قال : " مافيني شي "
قلت : " طيب ليش عم تبكي ،، يلا احكي ،، "
قال : " مافيني شي "
قلت : " مين جابك من المدرسة "
قال : " بابا ،، وهنا انفجر واخذ يصرخ ضربني لاني ما حبيت على راسه ويده "
قلت : " ليش ماسلمت عليه لما دخلت السيارة "
قال : " اي سلمت ،، قلت السلام عليكم ،، بس هو صار يصرخ ووقف السيارة وصار يضربني لاني ما حبيته ،، وصار يقول ترباية السورية " ..
قلت : " هيك ئلك ،، خير ان شاااء ،، معليش ياماما ،، ئوم غسل واتوضا وروح صلي " ...
طبعا الولد اخذ يقول كلام كبير على ابيه وحاولت ان اهدأه ،،، صعدت الى غرفتي ونمت وانا القهر يذبحني من كلمته " ترباية سورية " ،، انتظرت عودته بفارغ الصبر ،، المشكلة انه يظهر على وجهي اذا كنت غضبانة من اي شئ
وعندما عاااد ليلا سلمت عليه وانا طبيعية وحاولت الا اظهر شئ ولكن الالم والغضب كان يتآكلني ،، طلب عصير فيمتو واراد ان يشرب ،، كنت ان وهو وحدنا في الصالة سألته :
" خير ليش ضربت راشد "
اخذ يصرخ : " ابنك ما يفهم ،، يدش الشيارة مايسلم ولا شي "
قلت له : " هو سلم عليك ولا لأ "
قال : " سلم وجلس مثل ال _____ "
قلت له : " طيب هو مو من عادته يبوس راسك وايدك بالسيارة ،، هو بيبوسك بالبيت بس وانتا ماعلمتو على هل الشي "
اخذ يصرخ مثل المجنون وقال : " تبي تعلمين ولدي علي " ..
قلت : " انا عم احكي معك بالهداوة ليش عم تصرخ ،، مافي حدا الا انا وانت " ..
قلت : " وليش تئول للولد ترباية سورية ،، كيف بدو يحترمني الولد ازا قلت هيك "
وهنا انفجر وقامت الدنيا ولم تقعد وانقلب كل شئ راسا على عقب ،، مهما صورت لكم الامر لن تتخيلوه ،، انفجرت فيه بكل معنى الكلمة ولا احب ان اكتب التفااصيل وهو انفجر ايضا ...
دخلت غرفتي واخذت اصرخ من خلف الباب واخرج كل مافي نفسي وكل يصرخ افتحي الباب ولا اكسره ،، فتحته وواجهته ولم يعد يهمني شي في هذه الدنيا ،،
حاولت فرح ومرح ان يبعدونا عن بعضنا ولكن لا فائدة ،، اتصلت بأخي وقلت له :
" تعا هلأ طلعني من هل البيت "
كنت اصرخ بجنون وبهستيريا وطبعا هو يعرفني عندما اكون بهذه الحالة يخاف علي ،،، جاء بسرعة وانتظر في الدور الاسفل ولم يحب ان يتدخل بيني وبينه ،،
اخذ يقول : " كل قهرك لاني تزوجت عليكي ، انا تزوجت وحدة مريضة " ..
وعندما تكلم عنها صرخت فيه اذهب عندها وبدأ نفسي يذهب ،، واختفى صوتي ولم يبق هناك الا محاولات يائسة مني حتى اتنفس ... جن جنون فرح واخذت تصرخ ، رأيتها تهرب الى غرفتها وتصرخ " ماما ،، ماما "
وسمعت زوجي ينادي عليها : " تعالي امتج مافيها شي تعالي "
ولكنها ذهبت واتصلت بنور واخبرتها كل شئ ...
ارتميت على الارض وحاولوا معي بالعطر والبصل وهو جن جنونه ولم اسمع منه الا : " ايمي انا اسف ، انتي صح وانا غلط ،، سامحيني , والله انتي صح بس قومي " ...
اخذ يضربني على وجهي ويصرخ وانا لااستطيع ان اتحرك حملني ووضعني على السرير وطلب اخي الاسعاف ،،
في هذه الاثناء ارسلت نور الى ابيها مسج " بحسب الله ونعم الوكيل لابترحم ولا بتخلي رحمة الله تنزل "
ثم ارسلت مسج اخر واخر
ولم اسمعه الا يقول ماشاء الله ماشاء الله شوفي بنتك شنو كاتبه ..
واخذ يقرأ المسج ويقول : " انا لما تعبت كنتو تتضحكون ،، والحين شوفو انتو مع امكم "
لم يرد عليه احد جلس على السرير ينتظر سيارة الاسعاف في هذه الاثناء جاء اخي الثاني ،، وعندما وصلوا وضعوا لي الاوكسجين وكنت متشنجة ولا استطيع التكلم ولكنني اسمع كل مايدور من حولي ...
ركب حمد معي في سيارة الاسعاف وركبت مرح وفرح مع خالهم الثاني اما زوجي فلم ادري عنه شئ وعندما وصلت الى المستشفى كانت نور هناك تنتظرني مع زوجها ...
اجروا لي الاسعافات الاولية ولكنني كنت احس بأنفاسي تتلاشى وهنا تذكرت وقلت يجب ان اقول الشهادتين واخذت ارددها ...
سمعت الكل من حولي يصرخ ويبكي ويصرخون على النيرس والاطباااء حتى يسعفوني ,, اعطوني ابر والحمد لله استقرت حالتي نوعا ما ...
جاءت نور عندي وقالت :
" مارح خليكي تروحي معو خلاص ،، ازا هو مستغني عنك نحنا بدناكي "
قلت لها : " وصيتي الك يانور تاخدي رضا ابوكي وما بئا تبعتي اي مسج برضاي عليكي خلاص "
وعندما رأتني اتشنج مرة اخرى قالت : " خلاص ياماما مابئا ابعت اي شي منشانك"
وهنا جاء زوجي ولم يسلم على احد ،، لم يسلم على نادر ولا نور وانما جلس بقربي واخذ يقرأ علي قرآن ...
اخذت انادي عليه همسا وقلت له :
" وصيتي الاخيرة انك ترضى على نور ئبل ماموت ،، انا حاسة حالي اني بدي موت فارضى عنا ازا بتعزني "
امسك بيدي بقوة وقال : " انا الحين ببوس راسا وبعتذر منا بس انتي قومي بخير "
قلت له : " لا نور هي بتبوس راسك بس انتا ارضا عنا " ..
كنت احاول بشتى الطرق ان يرضى عنها ،، وكانت كلما تتأزم الامور تشتد علي الحالة ويذهب نفسي اكثر الى ان وصلت مرحلة احسست فيها بالنهاية وهنا صرخ اخي :
" طلعوا كلكم برا خلاص خلوها ترتاح وما حدا يحكي معا " ..
وجاءت نور لتراني وهنا اقتربت من ابيها وقالت له :
" سامحني يابابا ،، ارضى عني "
قال لها : " انا مسامحك باللسان اما القلب وسكت "
وهنا ايقنت انه ليس هناك املا لا من نور ولا من ابيها واخذت اردد الشهادة وتركتهم جميعا بعدما اعطوني الابره هدأت قليلا وارتاحت اعصابي ...
كان زوجي مازال يمسك بيدي ويقول لي :
" ماعليكي منهم هم مايعرفوا الي بيني وبينك ،، واديش الحب الي بينا " ...
ثم جاءت مرح وهمست باذني :
" رح يحجزوا لك بالفندق " ...
اخذ كل واحد فيهم يخطط لي ويقول شيئا ..
تركتهم واغمضت عيني ،، حتى استقرت حالتي وخرجت من المستشفى وقلت لهم :
" اعيدوني الى البيت وكان كلامي فيه اصرار "
واعادني الى البيت اخي الكبير وحملني الى غرفتي كانت نور معي وكانت مصره هذه المرة الا اتنازل عن حقي وكان الجميع مصرون ايضا ...
اما انا لم يكن احد يعلم ما بي فقلت لهم :
" اطمنوا مارح ارجعلوا "....
هذا السبب في تأخيري والبقية قادمة لتعلموا ماحصل لنور مع ابيها..