تغيرت للأبد
شكراً للمرور والمتابعة ..
*************
سأرجع لذاكرتي للوراء وأتذكر موقف وأنا طالبة في الكلية
ولا أعرف لماذا تذكرته ...ربما لأني أصبحت بعد هذا الموقف لاأثق في أحد من السواقين
وأخاف منهم ...وبناتي ما اخليهم يركبوا مع السواق لوحدهم
على الرغم من ان السائق رجل محترم ويخاف الله ...
ربما هي ردة فعل للموقف الذي صار معي ...
والدي كان مشغول في عمله ولايستطيع ان يقوم بتوصيلنا إلى مدارسنا ...
فكان يبحث عن سائق يستطيع ان يقوم بتوصيلنا لقاء أجر مادي...
فسأل أبي أحد موظفينه اللي معاه في العمل ...
فسمع أحد الموظفين الذين قد تم إنهاء عقدهم بحاجة والدي لسائق فإتصل عليه وقال له أنه
مستعد لتوصيلنا مقابل راتب شهري ...
فوافق والدي على الرغم من ان هذا الرجل يخالف الشروط التي كان يريدها والدي في السائق
فقد كان شاباً في منتصف الثلاثينات ووالدي يريده كبيراً في السن
كما أنه كان مطلق ولديه أبناء ويعيش بجوار والدته وأخواته
وهو لم يكن من أهل البلد..فهو من دولة عربية مجاورة وهو مقيم في بلدنا طلباً للرزق ...
المهم ...برر أبي موافقته على الرغم من مخالفته للشروط بان هذا الرجل يعرفه ويعرف بيته
ومستحيل يتعرض لنا وهو يعرف الوالد ...كما انه كان يوصينا بالحفاظ على انفسنا ...
...جاء إلينا وانا في آخر المرحلة المتوسطة...
وكنت أتضايق منه أحياناً عندما يقو بتشغيل الأغاني في السيارة
وكلها أغاني تحمل معاني غرامية ...فكنا نامره انا وأخواتي بإطفاء المسجل
علماً بانه لايفعل هذا في أي مشوار مع الوالدة ...معنا نحن فقط البنات ...
وكنا ناخذها بجسن نية ...ومانفكر في شئ مو طيب ...
كنا رسميين جداً ولانتحدث معه أبداً وكان احيانا ً يتأخر علينا ...
تروح عليه نومة او يكون يشاهد مباراة على التلفزيون ..
كنا نغضب لكن في النهاية كنا نصبر و نمشي أمورنا معاه ...
ودخلت الكلية ...وكانت أختي تسبقني بسنتين ...
فكان ياتي إلينا ونذهب معاً إلى البيت ...
وفي مرة خرجت أختي مبكراً....
وجاءني أنا لوحدي ...
ركبت معه وأذكر انه أتى وانا كنت مشترية من الكافتيريا سفن ...
ولم أستطيع ان أشربه ...فأخذته معي إلى السيارة ...
وفي السيارة فتحت العلبة لأشربها من تحت الخمار ...فقال لي : ممكن شوية
أنا إتفاجأت ...قلت له: نعم؟؟ ...قال بصوت شعرت فيه ان نيته غير طيبة ...
كرر كلامه وقال : انا عطشان حلقي ناشف وأبغى شوية ...ووضع يده على حلقه والسيارة كانت تسير
بس إستغربت منه شعرت انه يريد ان يقيم معي علاقة ...ويجس نبضي ..
وقتها حسيت إنه كل جسمي ينتفض...وماعرفت إيش أسوي ...
فتحت الشنطة وأخرجت ريال واعطيته وقلت له بلهجة حازمة: خذ هذا ريال أشتري لك فيه ريال .
فسكت فجأة وأسرع بالسيارة ..وكأنه إنصدم ...وعندما كنت قريبة من مدرسة أختي اللي أصغر مني
عدى على بقالة وإشترى له موية وكأنه يريد ان يوصل لي معلومة انه صادق في عطشه ...
ولما وصلت لأختي حكيت لها اللي صار وهو يسمع ولما وصلت البيت وجدت أبي موجود لأنه كان من حسن
الحظ في إجازة ...فلما شفته بكيت وحكيت له اللي صار وقلت له لن أركب معه أبداً...وغضب أبي من السائق
وقال انا حاليا في إجازة أوديكم إلى ان نشوف حل للموضوع ..
وكلمه والدي فيما بعد على البيت ولم يقل له أي شئ عن اللي صار بس قال له
بناتي انا اللي حاوديهم وأجيبهم ...وشكراً لخدماتك...قال له الرجل : ليش ..وأنا اعتبرهم أخواتي وأنا وأنا
يريد من أبي ان يفتح معه الموضوع ليدافع عن نفسه ...ولكن أبي لم يترك له مجال ...
وكان هذا الموقف سبب في أن نتخلص منه لأنه كان لايلتزم كثيرا في مواعيده وكنا تعبانين معاه
وكان سبب لأن يستقدم أبي سائق أندونيسي مع زوجته إرتحنا معه كثيراً...
تساءلت وقتها عن السبب الذي يجعله يتعرض لي دونا عن أخواتي
فوجدت أنني كنت فتاة بريئة وبسيطة
فأختي اللي أكبر مني كانت جادة جدا ً وحجابها كان ساترا جدا ..فكانت تلبس الشراريب والقفازات
ولايظهر منها شئ ..
أما أنا فكنت أتصرف بعفوية ...وكان حجابي عاديا ً ..
إستغربت من تصرفه كيف يخون الرجل اللي إستأمنه على بناته ...
وكان مستمر معانا سنين ...
تساءلت لو كنت فتاة جاهلة ولا أعرف مصلحة نفسي وتجاوبت معه ..
كيف سيكون مصيري ...
أتخيل لو أني أقمت معه علاقة بسيطة في البداية ...كالكلام او الضحك او الحوار ...
وتحولت هذه العلاقة إلى حب ثم إلى ............
يا إلهي ...الحمدلله أن انجاني الله منه ...
يارب لك الحمد...كنت ومازلت ترعاني
حفظتني وانا صغيرة وقمت بحمايتي وانا شابة كبيرة ...