اتبــــاع الهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى
وكما هو معلوم لدينا أن الهوى هو ما تهواه النفس وتريده ، ومحبة الإنسان الشيء ، وغلبته على قلبه.لذا أثنى الله – جل وعلا – على من حارب الهواه بقهر نفسه ،
قال تعالى: (( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى))[النازعات : 40]
وسمي أهل البدع بأهل الأهواء لأنهم اتبعوا أهواءهم فلم يأخذوا الأدلة الشرعية مأخذ الافتقار إليها ولم يقبلوها كما هي بل قدموا أهواءهم واعتمدوا على آرائهم .
واتباع الهوى يتجلى في مظاهر من أعظمها خطراً أنه يؤدي إلى :
اتباع المتشابه وترك المحكم.
لأن أصحاب الهوى يأتون إلى النصوص التي ظاهرها التشابه والتعارض ولا يفهمونها ثم يحتجون بها ويوردونها من غير فهم لمعناها
قال تعالى : ((فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )[عمران : 7]
-الإنحراف عن الصراط المستقيم
فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتبع الشريعة ، ولا يتبع الهوى ، ولا يركن إلى أهواء الناس فإنه إذا مال إلى أهوائهم إنحرف عن الصراط المستقيم.
قال تعالى : ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ )) [الجاثية : 18]
]وقال تعالى : ((وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ)) [الشورى : 15]
وقال تعالى : ((وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ )) [الأنعام : 150]
-التقيد بالشهوات والعمل لها
والسير وراء مظاهر الحياة الزائفة وترك ما أمرهم الله سبحانه وتعالى به ،
قال تعالى : (( ....يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ))[النجم : 23]
- صاحب الهوى أعمى أصم أبكم
لا يرى خيرا ولا يسمع نصحا ولا ينطق خيرا ، قال تعالى : ((َفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )) [الجاثية : 23]
ويدخل في الهوى من حرّف في النصوص رجاء مصلحة شخصية وذلك كما يفعله مشائخ الطرق وخلفاء الأضرحة وسدنة القبور وخدامها من بثٍّ للكرامات المختلفة فإنهم يقومون بتعظيم هذا الولي الذي يرقد في القبر حتى يجذبوا إليه الناس فيأتي الناس لهذا الضريح والعياذ بالله ويرمون النقود له ويبدأون الدعاء والتوسل له والسجود أعوذ بالله من الجهل حتى يفعل لهم ما يريدون وأما السدنة أصحاب الهوى فقد أعمى على بصره ولم يعد يرى سوى النقود فيأخذها له أو تقسم على جميع الحراس!!!!!!
وأحيانا قد تكون هذه مؤامرة من الجميع فتذهب هذه الأموال للصرف العام في هذه الدولة ويأخذ السادن منها الشيء البسيط والبسيط هذا يقدر بالملايين !!!!!!!
فتخيلوا معي عزيزاتي لو أن دولة بها أكثر من مئتين ضريح يعبد!!
ويبلغ عدد سكانها أكثر من 10 مليون لنقول أن نصف الشعب يعبد هذه الأضرحة ويرمي لها النقود فتخيلوا معي المبالغ الضخمة التي تجمعها الدولة من وراء هذه الأضرحة!!!
إذن فلابد بأن تستفيد منها وتأخذ هذا المال وتوزع منه للسدنة الفجار وتعطيهم الملاين حتى يقوموا ببث الكرامات المختلفة والتي لا تصدق أحيانا مثل الطيران وله القدرة على إحياء الموتى!
وغيرها من الكرامات الكاذبة التي يسلبون بها عقول البسطاء من الناس الذين لا يعرفون عن الدين سوى أن هناك رب يعبد أما التوحيد وغيره فإنهم غافلون عنه!!!
فيقولون هذا الكلام حتى يروجوا هذه البضاعة والعياذ بالله !ويصدق البسطاء وتبدأ الأموال تهل عليهم منهم !!
من الذي يريد أن تحمل زوجته!! أو الذي يريد أن ينجح في الإمتحان !!أو التي تريد أن تتزوج!! وغيرها من الأمنيات .........!!
وللحديث بقية
هذا ملخص من اعترافات لسدنة قبور قرأتها في الكتاب