*** { تلخيص مجموعة النســــــــــــــــيم } ***
** بداية هذا الجزء تطرقنا إلى عددا من وسائل المحبة التي ذكرها لنا ابن القيم رحمه الله تعالى كان من بينها :
11- بذل المجهود وعدم الاعتراض على المحبوب رضى وسرعة في الانقياد التام وامتثال لأوامر الله تعالى ..
12- أن لا يؤثر على المحبوب غيره , وان لا يتولى أموركغيره كما فعل إبراهيم عليه السلام حين ترك هاجر وإسماعيل ولم يلتفت إليهما !! فقد علم أن الله سيتولى امرهما ..
قال تعالى : ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَاوَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍفِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
** ثم تطرقنا في هذا الجزء من الدورة ( لعبادة من أجل العبادات ) التي تصل المرء بربه ألا وهي التوكل : الذي هو اعتماد القلب على الله عز وجل و تفويض الأمر إليه سبحانه
** لكن ترى هل وعينا التوكل ؟؟
وكان واقعا ملموسا في حياتنا تتغير به مجريات أحداث عظام , يشرخ مجراها في قواميس المعايير البشرية الضعيفة , لتؤكد لنا مدى الدهر أن على المرء التعلق بالقوة العظيمة التي لاتوازيها قوة { إنه الله تعالى } ولا شيء سواه , والتخلص من حولنا البشري وقوتنا الضعيفة , إلى حول الله وقوته
وهنا لابد أن تكون درجات اليقين بالله عز وجل عالية جدا .
حتى تلمس ثمراته العظيمات , تماما كما فعل موسى حين لحقه أصحاب فرعون فكان البحر أمامه وفرعون وجنوده من خلفه فإذا بقوم موسى يسقط في أيديهم ويصرخون (( إنا لمدركون )) ككل أقوال البشر حين يحيون بانهزامية الضعف البشري .. غير أن موسى عليه السلام ينطق بمنتهى اليقين العظيم والتوكل المتين بعبارة وسع مداه أصداء كل الكون وسطرها القرآن لنا لنعيي معنى التوكل وماذا يصنع التوكل عند الأزمات وفي كل حين (( كلا إن معي ربي سيهدين )) .. فيأمر ربه القوي المتين أن يضرب موسى بعصا , فقط ( عصا ) هذا البحر المتلاطم فتتبدل جغرافية المكان وفي ذات زمن الضرب لينشق يابسا يكون معبرا لموسى الكليم عظيم التوكل وقومه فينجو من كيد فرعون وملأه !!!
نعم تلك الجملة كانت المفتاح الحقيقي للنصر الحاسم في معركة غير متكافئة ماديا
** وقد ثبت في الكتاب والسنة درجات التوكل
هما نوعان بينهما من فارق الفضل ما لا يحصيه إلا الله ..
- أحدهما توكل عليه في حظوظه دنيا أو دفع مصائبها .
- والثاني : التوكل عليه في حصول مايحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين والجهاد والدعوة إليه .
فمتى أحسن العبد في توكله النوع الثاني كفاه الله النوع الأول تمام الكفاية .
ومتى توكل عليه في النوع الأول دون الثاني ؛ كفاه أيضا , لكن لا ينعم بمثل عاقبة المتوكل فيما يحبه ويرضاه .
فقد قال تعالى : { و من يتوكل على الله فهو حسبه }
من اشتغل بالله عن نفسه ؛ كفاه الله مؤونة نفسه , ومن اشتغل بالله عن الناس ؛ كفاه الله مؤونة الناس ؛ ومن اشتغل بنفسه عن الله ؛ وكله الله إلى نفسه , ومن اشتغل بالناس عن الله ؛ وكله الله اليهم
( من عشق الدنيانظرت إلى قدرها عنده فصيرته من خدمها وعبيدها وأذلته، ومن أعرض عنهانظرت إلى كبر قدره فخدمته وذلت له).
غير أن أعظم التوكل عليه التوكل في الهداية , وتجريد التوحيد , ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
** التوكل دلالة حسن الظن بالله تعالى , كما لا يستقيم توكل من نطق بلسان مرددا توكلت على الله وقلب فارغ من معنى التوكل وحقيقته .. بل ربما لا يحصل منه هذا القول إلا حينما تضيق عليه الحيل فيكون مضطرا .. فمثل هذا لا يفرج عنه توكله كربة أو يزيح عنه هما
** وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد. وكل شر فأصله خذلانه لعبده. وأجمعوا أن التوفيق ألا يكلك الله إلى نفسك وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك.
· أن ما يعيننا على التوكل استشعار دوام لذة الآخرة وعدم مساواة لذائذ الدنيا بها بأي حال , والمعول في ذلك كله على الإيمان واليقين ..
· كان خيرالمتوكلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من اوائل المتخذين بالأسباب
ففي كل معركة يجمع الصحابة ويستشيرهم ليضعوا خطة الحرب ..
· وعى هذا الدرس منه الصحابة فكانوا خير من طبق معنى التوكل وكانوا ابعد ما يكونون عن التواكل : الذي هو ترك بذل الأسباب , والذي كثيرا ما يؤدي بالمؤمن إلى التكاسل وتعطيل حركته فتدب إليه الأمراض النفسية والجسمية حتى يضعف وينتهي به الحال إلى التقاعس والتراجع
وهذاكله منهي عنه..
ثم عرج في نهاية هذا الجزء للثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر
من وسائل المحبة التي ذكرها لنا ابن القيم رحمه الله تعالى :
· 13- الدخول تحت رق المحبوب وعبوديته , والحرية من استرقاق ماسواه
· 14- المحبة أن يكون كلك بالمحبوب مشغولا , وذلك له مبذولاً ..
· وهاهم أنبياء الله ورسله خير من وعوا معنى المحبة الخالصة العميقة لله وخير من طبقها فهذا النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول : { اللهم إلى أسألك حبك , وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلي حبك } وهذا موسى كليم الله تعالى يقول : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى )
· 15- ميلك للشيءبكليتك , ثم إيثارك له على نفسك , وروحك ومالك , ثم موافقتك له سرا وجهرا , ثم علمك بتقصيرك في حبه
· 16- يفسر ذلك
وعى السلف رحمهم الله مضمون التعلق بالله وحده وهي :
{ أن تكون بالله , ولله , ومع الله } !!! فأين قلوبنا ؟؟؟!!
********
وأخيرا .. ثمة أمور ذكرها العلماء تعين على تليين القلوب لله منها :
· 1- أن تعتاد ألا ترق لشيء كما ترق لكلام الله تعالى ..
· 2- أن نتيقن بأنه لايوجد كلام اجمل وأعظم من كلام الله
و أنه لاأحد أعظم من الله فلا كلام أعظم من كلام الله
وبما أنه لاأحد أعظم من الله فلا أحد أعلم بالله من الله !!!
· 3- فإذا تيقنا ذلك فكم يطيب لنا أن نردد آيات نثني فيها على الرب تعالى مستشعرين عظمته .. حتى تدمع العيون وتخشع القلوب .
- ليكن لنا من قيام الليل زادا علنا نرقى لأن نكون ممن يحبهم الله ويحبونه
............ انتهى هذا الجزء بحمد الله تعالى ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين