قالت : " هني داخل القبة "
واخبروني فيما بعد ان منى وشيخة قد امسكتا بستائر القبة وعملت منها حااااجز من اجل ان تدخل اليها نور من غير ان يراااها احد ....
فتحت القبة على نور وجدتها واااقفة متوترة فقلت لها :
" ماشاء الله تبارك الرحمن ،، قرأتي على حالك يانور " ..
قالت : " اي ماما "
قالت منى : " يلا خالتو خليهم يطفوا الليتات وشيلو الكراسي من طريق العروس " ...
وطبعا ذهبنا انا وزيزي بسرعة نطلب من المدعوين ان يبتعدوا من طريق العروس وابعدنا الكراسي بسرعة واعطيت الاشارة لسوسو حتى يطفئوا الانواااار ،، ويضعوا شريط الزفة ...
وقبل ان تخرج نور من القبة قالت لها منى :
" ياويلج يانور ان صحتي اليوم بذبحك "...
قالت لها : " خلاص مابصيح بس يلا اختنئت هون" ...
عم الظلام في القااااعة ولم يبق هناااك الا اضاااءة الطاااولات ،،، وقفت من بعيد حتى ارى ابنتي عروستي فهاهي اللحظة التي انتظرتها طويلا قد حاااانت ...
اخذت نور نفسا عميقا ووضعا الماسك على وجهها وخرجت من القبة وقفت قليلا عند باب القبة ثم بدأت تخطو وكأن هناااك شعاااع من نور يحيطهاااا ،، كانت تخفي خوفها وارتباكها خلف قناااعها وتحاااول ان تمشي واثقة من نفسها ومع انغاااام الزفة بدأت نور تمشي بكل ثقة الى ان وصلت الى درج الاستيج وهناك كانت اثنتين من البنات تلبسان فستان لونه اسود وعليه شريط احمر وكل واحدة منهن تحمل بيدها وسادة وضعت عليها الورود التي ستحملها نور والثانية من اجل ان تضع عليها الماسك...
يالله ماأجملها من لحظة الى الان هي في مخيلتي لا أنسى اي تفصيل منها كيف رفعت نور الماسك عن وجها ووضعته على الوساااادة ثم اقتربت منها الاخرى واخذت الورود منها واكملت نور طريقها ،،
بدا وجهها كالنور بجمالها الآخاذ ،،، وبتسريحة شعرها ،، لم تذهب ملامح نور بالمكيااااج بل بدت كما هي فالتي وضعت لها المكياااج لم تخفي جمااالها وتجعل من هذه العروس واحدة اخرى بل كانت طبيعية
جدا وأظهرت جمالها الطبيعي ...
بدأت نور تمشي على الاستيج والبنتان بجانبها تعدل لها فستانها كلما مشت ،، كانت نور حافظة جدا الزفة وتعرف في هذا المقطع اين ستكون ومتى ستنتهي ولكنها لم تستطع ان تنفذ هذه الخطوااات فوصلت بسرعة عند نهاية الاستيج ومازالت الزفة فعادت مرة اخرى مااجملها ،، كنت امسك بيد اختي ميرنا بكل قوة وارتجف بطريقة عجيبة لرؤية نور وطوال الوقت اقرأ قرآن في قلبي ،، كانت رااائعة في مشيتها وبفستاااانها الاكثر من رااائع .....
صراااحة لاادري كيف اصفها كنت اراااها اجمل عروس في العاااالم كله ،،،
انتهت الزفة ووقفت نور في منتصف الاستيج واضيئت الانواااار مرة اخرى ،، وقفت نور تنتظر واول واحدة صعدت عندها كاااانت فرح قبلت اختها وباركت لها واخذت ترمي النقوط فوق رأسها ،،، ثم صعدت انا وحضنتها وباركت لها وجاااء من بعدي جميع الاهل وبعد ذلك الاصدقااااء وأخذت بنات عمتها وخالتها يدورن حولها
انتهت من هذا كله واكملت طريقها الى الكوشة ثم بدأت تلتقط لها الصور واخذ الجميع يتصور معها ...
كانت جدتها سعيدة جدا بنور فهي نور عينيها وتحبها كثيرا كثيرا وكان هذا اجمل يوم لها فهي تنتظره مثلي تماما منذ زمن ...
بدأنا بتقديم الطعااام فقد تأخر الوقت كثيرا ،، وظل المطرب يغني الى ان حااان وقت مجئ العريس ،،، وقد كانت هناااك مفاااجأة اخرى كنا قد أعددناها وهي فرقة استعرااااض وكان جميع الاهل يسألوننا عند توزيع البطاقات ماهي فرقة الاستعراض هذه فنقول لهن هذه " مفاجأة " *_^
سمعت اختي ميرنا تقول : " الفرقة موجودة برا وعم يعملوا زفة للعريس ،، طالعة كتير حلوة " ...
فقلت : " طيب ليش ما نئلوا الزفة على الشاشات حتى نشوفا "
فقد كان اتفاقنا معهم ان ينقلوا كل تفاصيل الزفة عبر الشاشات حتى نراااها ....
ولكن كان هناااك عطل معين فلم يتسنا لهم فعل ذلك فرآها من رآها ،، وصل العريس الى باب الصالة وكان جميع المدعوين قد وضعوا عبائاتهم عليهن ،، ثم احضرنا لنور ردائها المغربي وكان ينزل منه غطاااء للوجه من القماش الدانتيل يغطي نصف وجهها ...
كانت نور تحلم طوال حياااتها ان تعمل زفة سورية للعريس ويدخل بهذه الطريقة واحب نااادر ان يحقق لها هذه الامنية ...
فتح باب الصاااالة ودخلوا الدبيكة وكان عددهم فوق 15 شخصا اصطفوا على كلا الجانبين وبدأوا بأغااانيهم المعهودة واخذ نااادر وعمه وعم نور واولاد عمها وخالها حمد وعمر يمشون الى ان وصلوا الى طرف الستيج وقفوا هناك وبدأ استعرااااض الدبيكة وكم كااان جميلا وكم كان رااائعا دبكهم فقد اهتز الاستيج من كثرة الحمااااس وكل الحضور كااانوا سعدااااء بهذه اللحظة ،، كانت نور تقف عند كرسيها وناااادر يقف عند بداية الاستيج وما اجمله من تقااابل ولم يكن يفصلهم الا الدبيكة ،، كانت نور سعيدة جدا وكانت تمسك نفسها عن الدبك معهم ،، كان اخ نااادر يحاول ان يقوم ببعض الحركااات اما اولاد عم نور فكانت الضحكة تملأ وجوههم من هذا المنظر ...
جاااء رئيس الفرقة وطلب من ناااادر ان يدبك معه ولكن ناااادر رفض بقوة ،، ثم امسك بحمد وطلب منه ذلك ولكن حمد لا يعرف فأمسك بالسيف وحاول بحركات سيئة جدا ثم احضر عمر وقفوا مع الدبيكة وحاولوا قليلا ثم عادوا الى مكانهم استمرت الفرقة نصف ساعة تقريبا قلبت العرس وجعلت الجو لهيبا بحركاتهم وحماااسهم ،، وبعد ذلك اخذوا ينسحبون بنظاااام رااائع وخرجوا جميعا ،،،
اكمل نااادر طريقة ووصل الى الكوشة وتصور مع عمه وعم نور واخوانه وعندما انتهوا خرج الجميع الا حمد وعمر اخذوا يتصورن مع نور وباركوا لها ثم انصرفوا ...
ذهبت لكي اسلم على نااادر واخذت ارمي عليه المال وأخذ نادر يمزح معي فأخذت اضحك من قلبي
التقط لنا بعض الصور مع العرسااان ورقصنا ثم حااان وقت الرحيل ،، ياالهي هذه الساااعة التي كنت اخااافها ،، هذه الساااعة التي كنت اتمنى ان يتوقف الزمن عندها ،، الان ستذهب نور مني ،، احسست شيئا يعصر قلبي عصرا ،، احسست ان يدا تضغط على قلبي وتضغط عليه بكل قوة ،، بدأ قلبي يؤلمني ،، وبدأ جسدي يرتجف ،، اخذت انظر لنور ولضحكتها ولسعاااادتها ،، آآآآآآآآآآه مااصعب لحظة الفراااق ،، ابنتي حبيبتي لااستطيع تركك تذهبين مني ،، لاأستطيع ان اتركك تذهبين ،، اصعب قرار في حياتي يجب ان آخذه في ثواني واقول لك اذهبي ،، لم يطاوعني لساني وعجزت عن نطقها ،،
قال نادر : " عمتي نور تعبت كثير لازم نمشي الحين ،، حرام الكرسي موب مريح وظهر نور يعورها " ....
قلت : "هلأ !! لسا بكير " ...:tears:
قال : " عمتي والله نور تعبانة " ..
قلت : " شوي كمان " ...
ثم نظرت الى ابنتي باشفاااق وقلت لهم :
" اوكي متل مابدكن " ..:tears:
امسك نادر بيد نور وبدأت اول خطوات الفراااق ،، وكل خطوة تخطوها قلبي ينتزع مني ياالهي مااصعب هذا الالم ،،، ابتعدت بعيدا حتى لا انهاااار واخذت ارقبها من بعيد ،، وصلت نور الى بداية الاستيج وكانت هناااك جدتها سلمت عليها وقالت لنادر :
" يما نور امانة عندك حطها بعيونك ،، خذ بالك عليها " ....
قال نادر : " لاتخافين يما نور غالية عندي وفي عيوني " ...
جاءت ميرنا عندي وقالت : " اختي مين رح يروح مع نور ويطلعا للغرفة " ...
قلت لها : " اختي روحي انتي بدالي الله يخليكي مارح ائئدر اتحمل " ....
ركضت عند نور وسلمت عليها وابتعدت بعيدا بعيدا للوراء انظر اليها وهي تبتعد ،، عااادت ميرنا الي وقالت :
" ايمي لاتروحي هاي اللحظة من ايدك ،، لازم انتي تكوني معا وهاي احلى لحظة ،، الله يرضى عليكي روحي معا " ...
نظرت اليها وخفت ان اندم ان لم اذهب معها ركضت اليها وقلت لها : " انا جاي معك ياماما " ...
مشت نور ونااادر وكانت اخته الكبرى والصغيرة معه اما انا كنت مع فرح وميرنا وزيزي ونانا وسوسو ،، فقد احبت نانا وسوسو ان يعملوا لهم زفة ثانية سورية مثل
" آه وي ها ونورك يانور نور حياااة ناادر
آه وي ها ونور رح تطبخلك صحن مجدرة "
رد ناااادر : " شنو مجدرة بعد "
قالت سوسو : " هاي عدس ورز مطبوخين مع بعض "
وطبعا بدأوا يمزحون ويزفوه بكلماااات كلها مزح ...
خرجنا من القاااعة ومشينا في الممر لم يكن هناك احد غيرنا واخذن يزغردوا لهم الى ان صعدنا الى المصعد وكنا طوال الوقت نمزح معهم وكان ناااادر يمزح معنا بطريقة جميلة جدا ....
وصلنا الى الغرفة ،، كانت نور تشعر بصدااااع كبير وطلبت حبة بندول فقلت لها : " طيب ماما انا هلأ بجبلك ارتاحي شوي "
قلت لنادر : " مبروك عليك يانادر وهاي نور صارت امانة عندك الله يخليك دير بالك عليا "
قال نادر : " لاتخافي ياعمتي نور بعيوني خليكي مطمنة " ...
نزلت الى الغرفة واحضرت لنور بندول وصعدت اليها مرة اخرى ،، كانت المصورة عندها وكانت تلتقط بعض الصور لهم ،، اعطيت نور البندول وقلت لها :
" خلي بالك من حالك ياماما ،، الله يوفئك ويهنيك ويجعل ايامك كلها سعااادة يارب " ...
ثم خرجت وانا اظهر القوة ولكنني من الداخل كنت منهااارة ،،، عدت مرة اخرى الى الصاااالة ومازالت الحفلة مستمرة ومازالوا البنات يرقصون على الانغاااام فلم يتعبوا بعد ....
وبعد ان انتهينا كانت هناك طاولة مجهزة بالطعااام لنا اجبروني ان آكل شيئا حاولت قليلا بعد محاااولات الجميع ...
احضرنا المصورة الخاااصة بنا وبدأنا نتصور جميعا فهذه الجمعة لاتتكرر دااائما ،، كان حمد وعمر في الخارج واخذنا نلتقط الصور مع بعض وكان عمر يحمل سوسو وميرنا وزيزي وتلتقط صور ضاااحكة واخيرا اجتمعنا كلنا مع بعض واخذت لنا صورة ،،،
وفي الساعة 2والنصف توقف المطرب عن الغنااااء وأعلن انتهاااء الحفلة لم يكن هنااااك الا نحن والاهل ،، خرج الجميع وبقينا نحن نحاااول ان نلملم الاغراااض ...
وهنا بدأت انهااار واخذت ابكي وابكي جااااءت اخت ناااادر وقالت لي : " ام راشد نور في عيونا لا تخافي رح تكون اختنا " ....
ولكن لم استطع ان اتمالك نفسي كنت اريد ان انزوي لوحدي وافرغ كل مابداخل وكل ماكتمت من مشاااعر وابكي وابكي ولكن لااستطيع فما زااال امامنا الكثيرالعمل
كان حمد مايزال ينتظر في الخارج حتى يساعدنا في نقل الاغراض فاستأذن من والدة نااادر ودخل وقال لها : " مبروك خالتي "
قالت : " الله يبارك فيك عقبالك ياحمد "
كان حمد حزينا جدا لانه لم يحضر عرس الرجااال الا آخره ،، ولأن نور صعدت الى فوق من غير ان نقول له ،، ولأنه لم يتصور ...
احس انه تعب كثيرا في عرس نور واخذ مقلب آخر كما حصل له في يوم الخطبة ،،
قلت له : " والله يااخي ماني عارفة انو لازم تطلع معنا على الغرفة وما كان عندي موبايل "
ولكنه كان مقهور جدا وطلب مني انه سوف يجلس في الغرفة التي استأجرناها في الفندق فقلت له :
" ازا هاد بيريحك مو مشكلة "
اخذ يساعد في نقل الاشياااء ولم ننتهي الا عند السااااعة الراااابعة ،، وصلنا الى البيت وكم كرهت دخوله من غير نور ،، دخلت الى الصااالة وعندما وصلت الى غرفة نور نظرة اليها وكانت مغلقة وبدأت انهااار ،، تمسكت بالحااائط وعندما رآني حمد هكذا امسك بيدي وحاول ان يساعدنا في صعود الدرج ،، اخذت ابكي وانا متمسكة به وامسكت بي اختي واخذت تقول لي :
" هاي سنة الحياة يااختي ،، ادعيلا الله يوفئا ويهنيا ،، لازم تكوني فرحانة "
ومن هذا الكلام ولكنني لم استطع ...
كانت ليلة صعبة جدا ،، كنت اتمنى ان يكون والد نور موجود بقربي يواسيني ويمسح على رأسي ويعوضني ،، ولكنه كان غاااائبا احسست بألم فوق ألمي ،، لكن قلت في نفسي :
" حمد الله يرضا عليه هون ماتركني ،، وهاي ميرنا "
صليت الفجر وحمدت الله تعالى ان كل شئ كان على مايراااام واخيرا ذهبت نور الى بيت زوجهااا وارتاااحت من عنااااءها هنا في هذا البيت ،، ارجو لك السعااادة ياابنتي فاهنئي واسعدي ...
دعوت لها والغصة تملأ قلبي على فراقها ثم ارتميت على فرااااشي اشعر بخواء غريب اشعر بفراااغ قاتل رغم من حولي ،، كم اشتااااق اليك وانتي لم تتركيني الا منذ ساعة فقط ،، كم اشتاق الى ضحكاااتك والى تعقيباتك ،، اغمضت عيني وتخيلتها بفستانها الرااائع ورحت بنوم عميق ......
القااااكم في الجزء القاااادم
تحيااااتي لكن
ايمي