لم تصب فرح في يوم من الايااام بمثل هذه الحالة من قبل
لذلك اصبنا بالخوف ،، وخاااصة كنا على طريق سفر خارج العاااصمة ...
اوقفنا الباااص على جانب الطريق ،، وفتحنا الباب ،،
احضرنا لها الماء ورششت على وجهها المااااء واخذت اسمي عليها واقرأ عليها قرآن ،،
انزلها خالها وقال لها تعالي اركبي بجااانبي ،، جعلها بجانب الباب وفتح نافذة الباب ليدخل الهواااء ..
كانت فرح تعاني من الاماكن الضيقة ،، وكان يصيبها الاختناااق ،،
واكتشفت هذا الامر لانها هذه المرة الاولى التي تكون فيها في مثل هذا الموقف ...
وطبعا زادتها قليلا فرح لحبها للدلع وخاصة عندما وجدت نفسها تركب بجانب خالها ويحضنها بحناان مع نسمات الهواااء العليل التي تلعب على وجهها الجميل ،، ومع انغااام الاغاااني التي تحبهااا رضيت بهذا الوضع وهدأت والحمد لله .....
وصلنا عند استرااحة بعد ساعتين قطعناها بالضحك والاعترااض والتعليق على امور كانت تعجبهم وامور بين البينين...
عندما توقف البااااص كان افراج بالنسبة لمحمد وحسن فهذه اول مرة يكونون فيها بمثااابة المحبوسين ،،،
انطلقوا الى الاسترااحة واخذوا يركضون هنا وهناك ...
وذهبوا الى خاااالهم حمد وقالوا له : " خالوا حمد بدنا شوكولا ،، بدنا شيبس ،، بدنا اتاري ،، بدنا لعبة وووو "
والطلبااات لم تنتهي من بدنا ،،،
رد عليهم خالهم حمد : " اول شي ياخالوا بدنا ناكل وبعدين بشتريلكن الي بدكن يااااه "
اقتنعوابكلامه لانهم ايضااا جياااع ،،،
طلبنا فطااائر الجبن والزعتر واللحمة ،، فايضا نحن كنا نتطلب ونقول " بدنا وبدنا " فقد كنا في شوق للطعااام السوري ولتذوق كل ماتراه اعيننا ....
عند انتهااائنا من الطعااام طلبنا الشاااي لنا والقهوة لحمد واخذنا نرتشفها ونحن نتأمل الطبيعة والهواااء العليل يلعب حولنا ..
اخذت اغمض عيني واتنشق هذا الهواااء ،، هواااء بلدي ،،، الهواااء النقي الذي يختلف تماما الاختلاف عن هواء المكيفااات وامراااضه ....
عند انتهااائنا اشترى حمد لمحمد وحسن كل طلباااتهم ثم عدنا الى الباص مرة اخرى وانطلقنا نقطع باقي المسااافة ونحن نمني انفسنا بالوصول بسرعة حتى نرتااااح من عناااء السفر ...
اخذت اقول في نفسي : " فعلا السفر قطعة من العذاااب "
اخيرا وصلنا الى مشارف طرطوس وكانت الساعة الثامنة مساءا ....
اخذت اقول لهم : " هاي طرطوس ،، بلد الساحل ،، شوفو ياماما مااحلاها ،، "
اخذوا ينظرون هنا وهناك الى ان وصلنا الى بيت عمي ...
نزلنا من الباص والتعب انهكهم ،،
اخذوا يسلمون على الجميع والكل سعيد بحضورهم ،،
صعدوا الى فوق الى الشقة التي جلست فيها مع زوجي وضعنا حقاائبنا وكل واحدة حددت مكانها ثم نزلنا حيث جهزوا لنا العشاااء.....
عندما نزلنا من فوق جلسنا على البلكونة وكان اولاد عمي وزوجاتهم واولادهم مجتمعين ،،،
،،، جلسنا حول المااائدة ،،،
اخذت خاااالتي تنظر الى مرح وتقول لها : " آخر مرة اجيت لعنا كنت كتير صغيرة وكنت تركبي فوئنا ،، كنت عفريتة كتير والكل كان يحب يلعبك "...
اخذوا يذكرونهم بآخر سفرة جئنا بها الى سوريا ،، وكيف فوجئوا بهن الان وكيف تغيروا تغير كبير...
بعد العشاء استأذنت مرح وصعدت فوق لكي تناااام وترتااااح قليلا من عناااء سفر طويل
وعندما ذهبت الى السرير استوعبت ما حصل لها ،،، استوعبت انها في المكان الغير متعودة عليه ،،،
بعيدة عن بلدها وعن اهلها وعن صديقاااته ،،، واهم من كل شئ بعيدة عن غرفتها ،،، غرفتها التي لم تكن تفااارقها ،،، غرفتها التي كانت تشعر بالامان فيها ،،، غرفتها التي كانت تحب ان تخلو بها مع نفسها بعيدة عن الناس جميعا...
وجدت نفسها بعيدة عن سريرها التي تعودت النوم عليه ،، ولاترتاااح الا فيه ،،،
وجدت نفسها بين اناس لاتعرفهم ،، يتكلمون غير لهجتها ،،،
عندما خلت الى نفسها في غرفة غريبة عنها وسرير لايمت لها بصلة اخذت تبكي كالاطفاااال ،،، تبكي بصوت عال يكاد يكون نحيبا اكثر من البكاااء...
أتت الخااادمة وقالت لي : " مدام مرح عم تبكي " ...
صعدت الى فوق لأرى مالذي حصل : " شبك ماما ليش عم تبكي ،، صاير شي معك " ...
ردت علي وقالت : " ماأبي اقعد هني ،، ابي أرد بيتنا ،، ابي سريري ،، " ويعلو صوتها بالبكاااء...
قلت لها : " ماما نامي هلأ الله يرضا عليكي " ..
الا انها كانت تزداد بكاااء ونحيب وهنا بدأت اعصااابي تفلت مني وقلت لها : " نامي ياماما خلي هل الليلة تعدي على خير ،، لاتفضحينا إدام الناس "..
وكان اقل صوت ممكن ان يصل الى الشقة الثااانية وهكذا جلست اهدأ بها حتى اقتنعت ونامت اخيرا واستقرت في هذا السرير الذي اعتبرته سريرها طوال فترة سفرنا ...
تركتها وعدت الى اهلي وكانت نور وفرح موجودتان مع العااائلة ،،
كانت فرح من النوع المرح جدا جدا جدا ومستحيل ان تجلس هااادئة يجب ان تعمل لها جو
كان من بينهم ابن عمي وهو اخي بالرضاااعة ،، اخذ يمزح معها ويقول لها : " تعي لعندي خالو ،، انتي بنت اختي الوحيدة ،، ماإلي غيرك ،، "
وكان هذه الكلمة يقولها لكل واحدة منهن
وطبعا كان محمود عائدا من عمله وهو يعمل بتصليح السيارات ،، ولايحتااج ان اصف لكن كيف كان
وهنا بدأت فرح مغااامراتها مع اخي بالرضااعة ولاسميه محمود...
فاخذت تقول له : " ليش لحيتك هيك كأنك طالع من السجن !! ليش منظرك هيك !! بكرا روح احلئا ونظف حالك مابدي شوفك هيك بكرا " ...
وهو يضحك ويقول لها : " تأمري بنت اختي حاضر ،، تعي سلم عليكي "
لكنها كانت ترفض الا ان يغير من شكله فبعد ان وعدها بأن ينظف نفسه سلمت عليها بيدها ،،،
وفعلا كان عند وعده في اليوم الثاني حلق لحيته ونظف نفسه وهنا رضيت ان تسلم عليه ...
كان هناك من بين الجالسين ابن خااالتي جاء من الكويت ويكون هو زوج ابنة عمي ...
ابن خالتي كان صديق امي الروح بالروح ،،، وكان له زمن طويل جدا جدا لم يراااني
اخذ يتأملني ويقول: " سبحااان الله شو صايرة عم تشبهي امك ،، حتى بحت صوتك صايرة نفس الشي " ...
اخذ ينظر الي وكأنه يستعيد ذكريااااات سنوات وسنوات وسنوات مرت وطوتها السنين ...
لكنها ظلت مخزنة في النفس ولم تنسى مهما مرت عليها ايام وسنين ...
استغربت صمته مع انه من النوع الضحوك الذي يتكلم داائما..
لكنه في هذه الفترة ظل على صمته واخذ زاوية خاصة به على البلكونة وظل مع سيجارته وافكاااره..
وبعد ان انهكني التعب صعدت الى فوق انا ونور وفرح وهنا كانت الطااامة الكبرى
عندما ارادوا ان يناااموا كان الجو خانقا وهم لم يتعودا على الحر ،، وطرطوس لانها ساحلية كان فيها نسبة من الرطوبة ...
حاولنا ان نفتح النوافذ ونضع المراوح الا انهم وجدوا صعوبة كبيرة في التعود على هذا الوضع ونااااموا بعد عنااء كبير...
استيقظنا ظهرا ونزلنا الى بيت عمي كان هناااك الفطور السوري الذي افتقد اليه داااائما
المسبحة والبيض المقلي بالسمن العربي والحليب الطااازج وفطاائر الزعتر وغيره...
اخذت نور تأكل وهي مع كل لقمة تقول: " امممممممممم يالله ماأطيبو امممممممممممم "..
كان الجميع يريد سعااادة اولادي ،، اخذوا يسألوهم : " شو بتحبوا تاكلو ،، بتشربو من هل المي ولا نشتريلكن مي صحة ،، ارتحتو بالنومة ولا لأ" ..
وهم يردوا : " اي ارتحنا بس حر كتير ،، ماعرفنا ننام " ...
بعد ذلك طلبت مني كل وااحدة منهن كرت موبااايل ،، وطبعا وافقت ،، فقد كانت نيتي ان لاأرفض لهن اي طلب...
كان واحد من ابناااء عمي هو المسئول ان يصرف لي الدولارات الى ليرة ،، وطبعا احضر لكل واحدة كرت مع استغرابه لهذا الاسراف ولماااذا كل هذا
الا انه سكت على مضض وقال لي: " انتي حرة يااختي بس من واجبي انصحك "،،،
قلت له : " كل وحدة حابة تحكي مع رفيئتا ،، وكل وحدة بتحب يكون عندا خصوصيتا وخلين مبسوطين ومايحسوا انن انحرموا من شي "...
وبعد ذلك كان كل شئ ينقلب الى ضحك ،،، ولكن استغربوا كثيرا من انعزالية مرح وهي الضحوكة التي كانت لاتجلس في مكان واحد في طفولتها..
اخذ اخي محمود يحاااول ان يتكلم معها فكانت ترد عليه باللهجة الخليجية ،، وكان يسأل : " شو عم تحكي خالو،، حكينا شي نفهمو الله يخليكي "
لكن مرح تزداد اصرار بأن تتكلم خليجي مع انها تعرف كيف تتكلم سوري ولكنها كانت تقول لااحب ان اشتت نفسي بعدة لهجات ،، احب ان اتكلم لهجة واااحدة...
تركوها على راااحتها واحااول ان اكون المترجم لبعض الكلمات الغير مفهومة ...
وطبعا بسبب كلامها خسرت مالا كثيرا عندما اذهب الى السوق ،، فكانوا البائعين اول مايعلموا اننا من الخليج يرفعوا السعر علينا
واحاااول مع مرح واقول لها : " الله يخليكي خليك ساكتة وماتحكي شي ،، هلأ بيصير السعر دبل ،، هني عارفين اني انا سورية "..
لكن مرح كانت تخطئ وتتكلم وتكون المصيبة من جيبي انا....
كانت مرح منعزلة جدا ،، طوال الوقت تجلس فوق مع اوراقها وقصصها التي احضرتهم معها حتى تتسلى بهم ..
جلست مع حمد ونور وفرح ومرح واخذنا نضع برنااامج خاص لرحلتنا ...
اول شئ اشترطوا علي عدم جلوسهم في طرطوس كثيرا ،، اردوا ان يجلسوا يومين او ثلاثة بالكثير ثم نجوب انحاااء سوريا..
طلبت منهم ان نجلس اسبوع لان اهلي هم السبب في مجيئهم الى سوريا وهم في شوق كبير لهم جميعا ،، وعلى مضض وافقوا...
وقد كنا متفقين ان ننتظر بنات اختي ان يأتوا من الامارات حتى نبدأ في رحلتنا ...
ولكن عندما وجدتهم قد ملوا من الجلوس قررنا استجااار شاليه في طرطوس لمدة ثلاثة ايااام
بحثنا عن شاااليه واسع والحمد لله حصلنا عليه قريب جدا من البحر اي استطيع ان ارى الاولاد ن البلكونة ...
عزيزاتي
احب ان اقول لكن
التخطيط والمشاورة في الرحلات من امتع مايكون والسبب الرئيسي في انجاااح الرحلة...
تحياااتي لكن
ايمي