انتهى العد التناااازلي ،،، وجاااء اليوم الموعود ...
يوم الانطلاق الى عاااالم جديد ،، نكسر فيه كل القيود ...
ننطلق بحرية ونرسم البسمة التي كنا نعتقد انها لن تعود...
غفوت اعيننا والفرحة تدغدغ افئدتنا ،، وكيف لا وقد غير قرارنا لهذه السفرة امور كثيرة...
ويكفي الهدنة بين بنااااتي ،، ويكفي البعد عن كل الهموم والمشاااكل ...
غفوت اعيننا وحالنا يقول اهلا بك ايتها السعااادة التي فارقتنا سنين وسنين وسنين ....
كنت سعيدة جدا لسببين :
ان بناااتي الان في هدنة والصلح تم والحمد لله :clap: وهذه اول مرة اراااهم جميعا متحدين متحااابين منذ زمن بعيد..
والسبب الثاااني انني سوف اخرج اولادي من جو خااانق ،، واعوضهم ولو كان شئ بسيط ...
ولكن القلق كان يسيطر علي وتساؤلات في رأسي تدور وتدور قبل ان تغفو عيني ...
اسأل نفسي هل ياترى سأستطيع ان احمل هذه المسئولية الكبيرة ؟!!!
هل سأنجح في سفرتي هذه وأحقق ماخططت له ؟!!!
هل سأستطيع ان احمي اولادي في الغربة ؟!!!
ولكن اخي حمد معنا ولن يتركنا وهو على قدر كبير من المسئولية رغم صغر سنة فهو لم يتجاااوز 21 سنة ...
حاولت ان انام وانا مطمئنة وقلت في نفسي لقد صليت استخااارة ولا خاااب من استخااار ،، وتركت كل شئ على الله ،، فلماااذا اوتر نفسي من الان ،، ان الله معنا ولن يتخلى عنا ان شاء الله ...
وهكذا نمت قريرة العين ،، على ان نقوم جميعا مبكرين فالرحلة تبدأ عند الساعة 12 ظهرا....
استيقظت عند صلاة الفجر وايقظت اولادي للصلاة ،، قررت ان نرتااح قليلا بعد الصلاة لانه امامنا مشواار طويل ..
ولكن هيهااات للصغار ان يغمض لهم جفن ،، اخذوا يلعبون مع الخاااادمة الى ان جاءت الساااعة الثااامنة ...
كل شئ جااهز ،، الحقااائب مقفلة ،، ملابس اولادي جاااهزة ...
اخذ اولادي يرتدون ملابسهم ارتدى محمد وحسن نفس الملابس كأنهم توأم واول شئ حملوه في يدهم النظااارة ...
اما ابني راشد فقد كان يرتدي بنطاالا ابيض مع تي شيرت وفوقه سترة ...
اما بناااتي كل واحدة فيها لبست بنطااالا تحت العباااية وجهزت في حقيبتها شيلة ملونة ...
اخي حبيبي ارتدى طقم ابيض رأيته كالملاك فيه ياااااااااااه كم شعرت بالفرحة عندما رأيته قد كبر واصبح رجلا ،،
لاادري لماااذا اقول لكن هذه التفاااصيل الدقيقة ،،
يمكن لانها كانت اسعد لحظاااتي ولحظااات بناااتي ....
خرجنا من البيت بعد ان اخذت دورة في البيت ،،، اقفلت انبوبة الغااز ،، اغلقت النوااافذ وجميع الابوااب ،،
وضعت طعااام الاسماااك فوق الحوض حتى لاينسى زوجي اطعااامهم....
اعطيت كل واحدة منهم مهمتها وقلت لهن : "يا نور انتي مسئولة عن محمد ،،وانتي يا مرح مسئولة عن حسن ولاتشيلي عينك عنو فهو عفريت وممكن يفلت من ايدك من غير ماتحسي فخليكي ماسكتيه على طول وخلي الشغالة تساعدك ،، اللاب توب من مسئولية نور كمان ،، والكاميرا بتكون معك يافرح ..."
وهكذا ركبنا السياااارة وانطلقنا الى المطاااار ...
وفي الطريق كان هناااك كم كبير من التوصيااات من زوجي : " انتبهي على الاولاد ،، خلي عينك عليهم ،، البنات لايحطون مكياااج ،، ولايجلسوا مع الرجااال وووو..."
وانا اقول له : " اطمن لاتوصي حريص ،، اولادك بإيدين امينة ،، وان شاء الله مابيصير الا متل مابدك " ..
وهكذا وصلنا الى المطااار وانهى زوجي الاجراءات واختاار لنا اماكن مريحة على ان نكون جميعا بقرب بعض...
عاااد زوجي ادرااجه وبقينا في المطاااااااااار ... وهنا بدأت تحصل المخالفات ،، والمراقب شغال :smoke1:
وانا اقول في نفسي : " يالله شو اعمل الكل عنيد ،، يااما أئلب علين هاي السفرة نكد ،، ياإما اتنازل شوي .. "
طبعا اخترت التنااازل قليلا
دخلوا الى الحمااام اعزكم الله وكل واحدة تحمل في حقيبتها شيلة ملونة اخرجتها ووضعتها على رأسها بدل السوداااء ،،
اصلا انا لم امااانع من لبس الشيلة الملونة فأنا التي اشتريتها معهن ،، ولكنهن لم يلبسوا امام ابيهم لانهم غطوا على وجوههم ،،
بدأت نور بوضع الفونديشن وبدأت المعاااناة : " لاتحطي شي على وجهك يانور ،، شو اتفئنا ،، لاتخلوني ازعل منكن " ..
ردت نور : " مارح حطي شي ياماما بس تحت عيوني موشايفة كيف اسود من التعب " ...
وهكذا القليل ينتشر الى الكثير تدريجيا...
ثم انتقل الى مرح وارى ماذا وضعت وهكذا خرجوا من الحمااام بعد معاااناة مني ،، وعلامات الانتصااار على وجوههم ،، ارضينا بابا وارضينا انفسنا ,,,
ارضوا ابيهم عندما رآهم يلبسون كما يحب ،، واطمأن انهم حتى الكحل لايضعوه ،، وهكذا جعلوه يظن..
خرجوا من الحمااام بوجه آخر وجه مشرق ،، بعد ان غيروا الشيلات ووضعوا الكحل ..
قبل دخول نور الى الحمام كانت تحمل بيدها اللاب توب فقالت لفرح امسكيه وفي انشغالهم نسوه وهم لايدرون انهم نسوه...
دخلنا الى القاااعة الداخلية ننتظر ركوب الباااص ،، وفي البااااص اخذنا نعد بعضنا حتى لايضيع احد ،، واكتشفت نور انها اضااعت اللاب توب الخاص بها...
اوقفنا سائق الباااص ونزل اخي ونور الى الاماكن التي كانوا متواجدين فيها واول مكان ذهبوا اليه هو الحمام اعزكم الله ،، كان اللاب توب على الارض مثلما تركته فرح موضوع عند باب الحمام من الخارج ...
اخذته نور مسرعة وعادت الى الباااص ،، فأخذت اقول لهن: " سبحااان الله مال الحلال مابيضيع ،، بس مرة تانية ياماما انتبهوا مو من اول السفرة بلشنا " ...
اخذوا يضحكون ،، ومحمد وحسن في غاية السعاادة والجماال وخاااصة مع لبس النظااارة كانوا من اجمل مايكون بوقفتهم هذه وهم يمسكون عامود الباص ،،، كانت هذه تجربتهم الاولى بركوب الطيااارة ،،
كان عمر محمد ست سنوات ومحمد خمس سنوات ولم يسافروا الى اي مكان الا محمد الى الامارات وكان عمره اربعة اشهر وطبعا لايذكر شئ ....
صعدنا الطيااارة والكل اخذ مكانه ،، وخاالهم كان يعاااملهم بمنتهى الحنان ....
كانت سفرتنا مدتها 3 ساعات لكن لم نحس بها فكلها ضحك ونكت وطبعا محمد كان يذهب الى الكرسي الذي بجانبنا ويقول للرجل هذه اختي نور وهذه مرح ..
وهنا صرخت على محمد ان يأتي قبل ان يفضح اسرار الأسرة كلها ،،، وهكذا هم الصغااار
وصلنا الى مطار سوريا اخيرا ،، ونزلنا من الطيااارة الى داخل المطااار ..
كانت مرح و الخاادمة يمسكون بحسن فكان كثير الحركة يركض هنا وهنا واصبح صعب السيطرة عليه ،، اجلست الاطفال جانبا على ان ننهي الاجراءات ،، وخلال ذلك نزع حسن نظااارته من عينيه ووضعهم جانبا الا انها وقعت منه وضاااعت ،، وبدأت الحفلة :crazy:
اخذ حسن يبكي على نظااارته :icon1366:يالله ماذا افعل من الان بدأت المشاكل ،،
اخذت اهدئه واقول له : " خلاص ياماما والله رح اشتريلك وحده تانية بس خلينا نخلص هلأ "
وهو ابدا يريد هذه النظاارة ،، فهو الذي اختااارها ،، كانت صفرااء اللون وقد احبها كثيرا ،، وتعلمون عندما يتعلق الطفل بشئ من الصعب التخلي عنه حتى لو كان بسيط ..
ومن اجل ارضاائه ذهبت مرح والخادمة الى المكان الذي كانوا فيه واخذوا يبحثون عنها ولكنها ذهبت ولم تعد :dunno:
خرجوا وعلامات اليأس على وجوههم وبعد محاولات مني ومن اخي اقتنع على ان اشتري له نفسها ونفس اللون ..
كانت في انتظارنا ابنة عمي وابنها وكان اكبر من ابني بسنتين .... حمدت الله انه سيجد صديق في هذه السفرة لانه كثير الانطوااء على نفسه ...
طبعا ركبنا بااص صغير كي يكفينا ويكفي ما نحمله من حقااائب ،، كانت امامنا رحلة طويلة اخرى حتى نصل الى بلدي طرطوس..
اعترضوا على البااص في البداية وكانت مقاعده غير مريحة ،، ولكنني اخذت اقول لهم " معليش ياماما هاد مؤقت لانو عددنا كتير ،، بعدين بنشوف كيف رح نتصرف "..
فقد كان عددنا 9 اشخاص ماشاء الله ،، ومن ناحية اخرى لم اكن احب ان اشعر ابنة عمي بالتقصير ،، شكرتها على تعبها فيكفي مجيئها من طرطوس لدمشق من اجل استقبالنا ....
وكانت الرحلة مدتها 4 ساعات من دمشق الى طرطوس ،، في البدااية كانوا سعداء جدا جدا ،، لم يكن يهمهم التعب ،، لان هذا التعب هم الذي اختاااروه وسيأتي بعده الفرح والسعااادة ،،
لكنهم لم يكونوا يتوقعون ركوب مثل هذا الباص ،، وخاصة هم متعودين على شئ آخر في بلدهم على تكييف في السيااارة ،، فكان شئ صعب عليهم التعود بسرعة ..
تحركنا من المطااار واخذوا ينظرون هنا وهناك
وطوال الطريق بين سمااع الاغاني والنكت والضحك ،، وانا احااول ان لايضحكوا بصوت مرتفع لوجود السااائق ..
وحمدت الله ان محمد وحسن ناموا قليلا بعد هذا العنااء
ولكن حصل شئ لم يكن في الحسباااان
بدأت فرح بالاختناااق وعدم استطاعتها للتنفس ....
واخذت انادي برعب : " فرح فرح فرح "
والخوف ارتسم على وحه الجميع ...
اتوقف الان على ان التقي بكن قريبااا
عزيزاتي
- التغيير في حياااتنا شئ مهم جدا جدا ،، ليس عن طريق السفر ولكن بأي طريقة اخرى ،، المهم ان نكسر الروتين الذي نحن فيه ...
- توزيع المهااام بين الاولاد يزيد الثقة في نفوسهم ،، والمشاركة جميلة وخاصة اثناء السفر...
- عدم التنازل عن المبااادئ ولو كان شئ بسيط ،، لانه سيؤدي الى فقدان السيطرة وعدم العودة الى ماكنت عليه ..
ولكن ممكن ان نتنازل عن امور لاتضر بالأسس ،، وكما يقول المثل " كثر الضغط يولد الانفجااار "
- استمتعي بحياااتك وعيشي لحظتك واتركي غدا لغد ...
- اتركي القلق عنك فانه سيزيد الامور سوءا على سوءا ولن يؤثر عليك فقط بل سيؤثر على الاخرين ...
تابعوني ففي رحلتي هذه الكثير والكثير
واعذروني على الاسترسال ولكنني احببت ان تعيشوا لحظااات سعادتنا كما عشتم لحظااات تعاستنا
مع خالص حبي
ايمي