جواب الدرس الثامن:الجنوبي تحت الضغط
مدخل مقتبس من كتاب بوصلة الشخصية:
النقطة العمياء:
"قف في مكان واحد وأبق رأسك ساكناً تماماً . ناظراً للأمام, قم بتدوير " عينيك " شمالاً ويميناً إلى أقصى مدى ممكن , ولاحظ بالضبط مايقع في محيط بصرك...
كل مايقع مباشرة وراء ما تستطيع مشاهدته في إبصارك الطرفي يُعرف بإسم " النقطة العمياء "
إنها هناك ولكن لا تستطيع رؤيتها"
لكل شخص نقطة عمياء , فأنت تستطيعين أن تري في الآخرين أشياء لا يرونها في أنفسهم,
والآخرون كذلك يستطيعون أن يروا فيك أشياء لا ترينها.
والنقطة العمياء عند الجنوبي والتي لا يدركها عن نفسه هي " تمركزه حول الناس وإحتياجه لهم"
فثقته وتقديره لنفسه بل إحساسه بها وإثبات الذات يستمده من الناس بما أنجزه وحققه لهم
ولن ينجز الجنوبي أو يحقق شيئاً إلا إذا أرتبط ذلك بالمشاعر التي تعتبر أساس تمركزه حول الناس.
وفي موضوعنا هذا الضغوط ... فإن ضغوطاً عرفية
كعقاب الجنوبي في عمله والخصم من مرتبه
أو تعطل سيارته وتأخير أعماله
أو صراخك عليه لتلبية مطالبك
وتسييفه في تغيير أو تصليح التالف في المنزل
كلها لا تعتبر ضغوطاً للجنوبي بالمفهوم العام المتعارف عليه
لأنه قادر على التكيف معها أو تدبيرها أو التصرف بأي طريقة لحلها أو تجاهلها وإنشغاله عنها والسير في حياته...
متى يفهمها ويستوعبها كضغوط ؟؟؟؟
إن إتصلت بمشاعره فهذه طريقة تحليل الجنوبي للأمور شئنا أم أبينا.
سأضرب أمثلة للتوضيح وتوصيل المعنى...
تقول إحدى الزوجات
لقد طفح بي الكيل من هذا الجنوبي , لقد تعبت من كثرة مطالبتي له بتغيير أثاث مجلس النساء القديم المهترئ, لا يدرك حجم الإحراج الذي أتعرض له أمام الضيوف من هذا الأثاث....)
يازوجة الجنوبي: الصراخ والمطالبة الدائمة للجنوبي بهذه الطريقة لاتنفع , وإن كانت هناك حالات شاذه فحتماً لها أسبابها الخاصة وتبعاتٌ لذلك أيضا.
إن كنت تريدين أن يستجيب لمطالبك فأربطي ذلك بالمشاعر وتمارسي الضغط الجميل عليه
إجعليه يعيش نفس شعور الإحراج الذي تعانينه, صوري له ذلك بالإستعانة بخيالك , صوري له المشهد وضيوفك على هذا الأثاث المهترئ وما أحسستيه منهم , وصوري له أيضاً المشهد كما لو أنه غيرالأثاث بالفعل, فيدرك حجم معاناتك والضغط الذي تعيشينه فيتحرك على أساس المشاعر التي تكونت لديه..
وزوجة أخرى تقول
الجنوبي لا يقول "لا" إلا لي فقط , أما الآخرين فلا يوجد في قاموسه لهذه الكلمة.
إن طلبه أحدٌ مال فلا يرفض أبداً حتى لو كان جيبه فاضي ...يضغط على نفسه مادياً ويحرمني وأطفالي وبيتي من أجل أن يوفر للآخرين , بل قد يصل فيه الأمر لأن يأتيني ويطلب المال مني ليعطيه للآخرين!!.
أيضاً لا مشكلة لديه إن أعطى سيارته للآخرين لعدة أيام حتى لو كانت حاجتهم غير ملحة ولا تتطلب كل هذه المدة
فتتعطل أموره وأمورنا معه,
أو يذهب ليستأجر سيارة ويتحمل مصاريفها من أجل أنه لم يستطع أن يقول "لا" لأهله الذين أرادوا منه أن يمشيهم ويفسحهم بالرغم من أن ظروفه لا تسمح له إطلاقا...ثم يأتيني بعد ذلك شاكياً من وضعه ويلومني إن طلبت منه شيئا ويتهمني بعدم التقدير له والرفق بحاله لأنه مضغوط "كما يرى"....)
نقطة الضعف الأساسية عند الجنوبي هي عدم التوكيدية , لأنه لا يحكم عقله بنفس القدر الذي يحكم فيه عواطفه , وهذا يضره في كثيرٍ من المواقف
وضع نفسه تحت الضغط... لأن مشاعره صورت الأمر كضغوط
لا يقول "لا" لأنه يخشى إحراج نفسه أمامهم ويخشى إحراجهم برفضه حتى وإن لم يكونوا كذلك في الواقع لكن لكونه حساس يراهم مثله
وأيضاً يخشى على صورته أمامهم ويتعاطف مع حالتهم ولو على حساب نفسه وعائلته..
لكن أنت يازوجة الجنوبي لا تجعلي نفسك ضحية تحركي
لكن ليس بالإنفعال والصراخ عليه ونصحة وإرشادة أو حتى تقطيب حاجبيك ومخاصمته
الجنوبي واقع تحت ضغوط لا يد له فيها
قدري أسبابه وتفهميها حتى وإن لم تقتنعي بها , وأظهري أهتماماً لمشاعره ولا تستصغريها وتهمشيها
ذكريه بنفسه كم هو طيب القلب محب للخير والمساعدة
إن تعطلت لكما أمور بفعل مساعدته للغير وكان عذر زوجك الصريح أنه مضغوط, فأذكري الأمر كمعلومة خبرية مجردة من اللوم والعتاب والمقارنة المباشرة
مثلاً...كأن تقولي:"عزمتني صديقتي على حفلة تخرجها والتي أعدت لها منذ فترة ومتحمسه لأن أذهب لكني إعتذرت لها برغم إلحاحها علي... كم أنا متلهفه للذهاب لكن لم يشأ الله لي"
حتماً شعورك وصل لزوجك وعقد مقارنه في نفسه, وتعلم فالجنوبي يتعلم بالتجربة التي يمر بها فيكون أكثر حرصاً في المستقبل أن لا يخضع نفسه لضغوط تؤثر على عائلته
لا تأتيه بإسلوب" لو أنك لم تفعل كذا لكان كذا" فكما قلت هو واقع تحت ضغط لا يد له فيه
لا تعطيه من مالك أبداً إن كان سيعطيه للآخرين , لا بأس بالشيء اليسير جداً لكن ليس دائما
أخبريه بأن لا يحمل نفسه فوق طاقتها لأنك بالفعل لا تملك, أنت طيب وأعطاك الله العافية على نيتك الحسنة, لكن لن يكون تعاطفك على حسابي
فمالي لي أمتع به نفسي ولراحتي وراحة عائلتي ..كوني شديدة في هذا الجانب.
ضغوطات الحياة كثيرة وحال الجنوبي فيها كما هو حال الآخرين من الأنماط الأخرى لكن الجنوبي يتأثر بشدة بما إرتبط منها بالمشاعر...ومن علامات الجنوبي تحت الضغط..
-العصبية وحدة الطبع فهو ودود ونادراً ما يكون فظاً مع الناس
-الحزن, الصمت وإن تحدث يكون إنتقادي .
-الإنصات السيء
-الإنسحاب بعيداً عن الناس , فهذا إشارة قوية على الضغط
-الباب المغلق
-الإنشغال بالذات والبحث عن الترفيه
-الأرق في بعض الأحيان.
-إلغاء بعض الأحداث الإجتماعية
-في بعض الأحيان صفات الجنوبيين المتطرفين(جنوبي بشدّة)
مصادر الضغط وأسبابها:
-عدم نيله للتقدير اللازم وتجاهله وتهميشه
-إضطراره لعملٍ ما يدرك بأنه إن لم يقم به فإنه يعبر عن فظاظته وعدم إحساسه أو أن يحرج ويجرح الآخرين فيضطر لقيام بهذا العمل...(ككلمة لا في المثال السابق).
-المشاكل والصراعات بين من هم في دائرته
-وضعه تحت مسؤوليات ثقيلة ذات ضغط عالي وإستعجاله كالقرارات الكبيرة والمصيرية
كيف تستثمرين الضغوط في صالحك
الجنوبي يُحفز بنوعية معينه من الضغوط تتناسب مع صفاته
لايسميها لفظاً بالضغوط بقدر مايشعر بها
إشعاره بحبك له وبأهميته عندك وإشعاره بالثقة التي تولينها إياه وبتحمله المسؤولية, وتقديرك لكل مايقوم به , وإشعاره بحاجتك له
كلها أمور لها طرق صحيحة في إظهارها بما يتناسب مع نمط الجنوبي تعلمناها في الدروس السابقة
إن شعر بها الجنوبي قدم لك في مقابلها الكثير
هذه الأمور يستغلها أيضاً الأشخاص المحيطين بالجنوبي فيستجيب لهم فوراً " لا ننسى دور الميانة التي تكون غائبة هنا"
فيتحمل الضغط ويتصرف وفقاً لما يتناسب وحبه في الظهرو بمظهر المنقذ المتباهي بنفسه
لكن هذه الضغوط إن إستمرت بالشكل المكثف والمتواصل تحولت لضغوط قوية تشعره في النهاية بأنه لم يحصل على التقدير اللازم أو أنه لم يقم بما هو مطلوب تماماً فيستميت في إرضاء الآخرين ويقدم على خطوات قد لاتكون في صالحك وصالحه
وقد يفقد الثقة بنفسه ويكثر من الشكوى والتذمر ولوم الذات
كيف تساعدينه على خفض ضغطه:
-كوني معه ولا تكوني عليه, تفهمي نوعية الضغط الواقع به وإستوعبيه وعبري عن تفهمك وإحساسك به.
-كوني منصته جيده وشجعيه على التعبير عن غضبه.
-إمنعيه من لوم نفسه كثيراً وذلك بدعم سماته الإيجابية وتذكيره بطيبته وكرمه وحبه للمساعدة....إلخ
-إن أراد إبتعادك عنه فإفعلي لكن لا تهمليه وتنشغلي عنه
-كونه واقع تحت الضغط لا يعني أنه لا يريد العلاقة الحميمية, بل إنها شيء مناسب في هذه الظروف فهي تخفف الضغط والتوتر النفسي
كوني مستعدة دائما وبمبادرات خفية منك ترينها مناسبة للوضع .
وأخيرا ... تذكري أن حبك ودعمك للجنوبي خلال فترة الضغط سوف يعودان عليك بمردود مضاعف عدة مرات على أن لا تكوني مضحية بل أكثر مرونة وذكاء في التعامل
.
عندما يزول الضغط سيستمر الجنوبي في منحك المقابل لحبك ودعمك وتزيد أرصدتك في قلبه
إنتهى الدرس.....أي إستفسار أو نقاش بخصوص الدرس أرحب به
وفقكن الله