مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

و قـطـفــهـــا كـافــر...نسخه كامله للقراءه ..

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
لا أدري لماذا شعرت بالراحة و انا اتذكر هذه الخاطرة


و كأن الكاتبة عنتني انا عندما كتبتها ... رغم انني لست من محبي الشعر كثير الا ان هذه الخاطرة بالذات علقت في عقلي منذ قرأتها و كانها كانت تنتظر المناسبة حتى أخرجها من خلجاتي .



هكذا طويت صفحة محمود .. هكذا ودعت حياتي كلها .. غضب ابي مني .. توقفت أمي عن محادثتي الا للضرورة و بكلمات مقتضبة .. اخي الوحيد الذي فهمني فهم معاناتي و فهم كيف يكون عندما تعيش مع شخص لا تحبه .


قررت ان ارحل عن الوطن .. اخبرت اهلي اني سأغادر إلى المهجر .. أريد أن اعيش حياة جديدة بعيدة عن رامي و محمود و جميع من يذكرني بهم .


أبي لم يعلق على الموضوع فقط انسحب من المكان .. أمي حاولت ان تثنيني لكنني كنت قد قررت ان اغادر ، أخي تمنى لي السعادة اينما اتجهت .


رحلت تاركة خلفي عالمي المليء بالحب متجه الى عالم مختلف ، غريب ، و مخيف . كنت قد كونت صداقات اثناء تواجدي مع محمود في الغربة ساعدتني هذه الصدقات في ايجاد عمل مناسب لي .. بدأت اعمل في شركة كمساعدة محاسب و سكنت في منزل مشترك مع زميلة لي كنت قد تعرفت عليها سابقا في احدى المناسابات. ساعدني السكن المشترك في نسيان اهلي و استطعت تدبر اموري المالية جيدا . هكذا بدات اعيش عالمي في الغربة فتاة وسط الزحام كنت قد تركت وطني و ميار لديها 3 اشهر أما عمر فله شهرين و الان ميار قد أكملت شهر السابع و عمر في السادس .


كنت عائدة من عملي مرهقة متعبة أردت الوصول للمنزل و الاسترخاء في حمام ساخن ، ما أن فتحت الباب حتى سمعت صوت هاتفي يرن أسرعت الى غرفتي لارد لكن ما ان وصلت انقطع الخط ، وقفت انظر الى الهاتف و قلبي ينبئني بمصيبة قد حدثت و بعد خمس دقائق رن مرة أخرى .


"ألو "


"مي حبيبتي انها انا امك " كان صوتها مفزع


" أمي ما بك ؟...."


" اه يا حبيبتي ... أخوك سيف .. صابه حادث .. مفزع ...م... " لم أسمع ما تبقى من الكلام لانه اختلط ببكائها


حاولت تهدئتها .. أمي الحبيبة كم هي حساسة .. لكنني استطعت ان افهم منها ان أخي سيف تعرض لحادث سير ماتت زوجته في الحال و ابنه في العناية المركزة ...


يالها من مصيبة .. يا ترى كيف هو حالك الان يا أخي .


وتمنيت لو استطعت السفر لكنني كنت قد أمضيت شهرين منذ تعييني في عملي ، اتصلت في أخي كان حزينا على فقدانه زوجته تمنيت لو كنت هناك لأواسيه .. ياله من طفل تعيس يفقد أمه في شهوره الأولى كان الله في عونه .


كثرت الأحزان في قلبي فأثرت المشي ..دائما عندما يضيق صدري أخرج للمشي في منطقة مر صفة بأحجار و على جانبي الطريق أشجار عالية تعانق السماء ..أشعر ان أفكاري تخرج و تصعد مع ارتفاع الأشجار ثم تتبعثر لتترك ذهني صافي خالي من أي أفكار .


و ما أن بدأت رحلتي لتفريغ ما بي من شحنات حتى بدأت الأمطار في الهطول فكانت المكمل لعملية التفريغ .


 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
كم كنت فرحة اليوم ارتديت فستاني السكري المطرز بخيوط ذهبية ... رائعة هي لينا .. لقد برعت في اظهار تقاسيم وجهي .. ابتسمت و انا انظر الى نفسي في المراة ... كم انت جميلة يا فتاة .. كنت اردد هذه الجملة في داخلي .. درت حول نفسي اتفقد الفستان ثم خرجت مني تنهيدة عميقة ... "أهههههه و اخيرا ... و اخيرا سيجمعنا سقف واحد " .... اخذت اودع غرفتي... ملابسي .. سريري ... تسريحتي ... ما هذا ؟... وقع نظري على ورقة بيضاء تحت زجاجة عطري ، ازحت الزجاجة و اخذت الورقة، بيضاء لا شيء عليها قلبتها و اذا بها نقوش ذهبية مرسومة على حواف الورقة و مكتوب عليها بقلم ذهبي ...
لم التفت الى كل الكلام المكتوب و انما اكتفيت ب "هاجد و ميادة"
و ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي ... و تنهيدة اخرى ... ثم بصوت خافت رددت " احبك ايها المجنون ".
اليوم هو يوم زفافي الاسطوري .. هكذا اسميته .. كم اتعبني التجهيز لهذا الحفل لكنه كان تجهيزا ممتعا كنت استمتع بكل شيء
استعنت باحسن مصممي ديكور ، اخبرتهم عن رؤيتي فرسموا لي شكل الكوشة كيف من الممكن ان تكون ... مع بعض التعديلات كانت كما اشتهي و اريد .
فستاني من تصميم ايلي صعب و مكياجي من الرائعة لينا ... كم اشبه عرايس الاساطير .. كنت اتوق ان ارى هاجد .. يا ترى هل سيعجب بفستاني و مكياجي ؟ ...
فتحت امي الباب و نظرت الي مطولا ... كنت ابنتها الوحيدة و المدللة ... رأيت دموعها و هي تشق طريقها على خدها .. لا يا امي لا تبكي ...
" بنيتي كبرت و اصبحت عروس جميلة .. اسال الله ان يحميك من كل مكروه "
حضنت والداتي كم احب هذه الانسانة ...
" ميادة هذه لك " مدت الي امي يدها كانت تحمل مصحفا جميلا بحجم اليد ، غطاءه من المخمل الاحمر
" اوصيك ان تضعيه في حقيبتك اينما ذهبت ... فليس لك حامي الا الله "
اخذته من يديها و انا اسال نفسي منذ متى لم اقراء القران ؟ يا الله ان لي مدة ليست باليسيرة لم امسك فيها مصحفا،أخذت عهدا على نفسي وقتها ان لا انقطع عن كتاب الله بعد ذلك ابدا .
لا اعلم لماذا ذكرني المصحف بمي ... كم كنت حزينة عندما علمت انها طلبت الطلاق .. انها مجنونة .. اه شهقت عند هذه الذكرى فمي ذكرتني بالوقت الطويل الذي مر علينا انا و هاجد انها تقريبا سنه منذ ان تقدم لي و حتى بدءت استحسنه ثم وافقت عليه ... كان من المفترض ان نتزوج منذ ما لا يقل عن 6 اشهر لكن توفي عمي حينها .. ابو هاجد ... هو ما اخر الزواج .. كان عليه نظرا انه اكبر اخوانه ان ينتظر خروج امه من العدة و انتهاء اخيه من الجامعة حتى يستطيع اخوه تدبر امر البيت عوضا عنه .. و الحمدلله لم يكن قد بقي على اخوه سوى شهر واحد و ينتهي. لذلك انتظرنا امه ان تنهي عدتها و يخف حزنها حتى نتزوج . لم تكن فترة الانتظار مزعجة فلقد استفدت منها في تجهيز نفسي على مهل و الاعداد لحفل الزفاف .
" ميادة هل انت مستعدة ؟"
"اجل امي مستعدة "
"اذا هيا بنا "
طوقت ذراع امي و خرجت معها من غرفتي الى سيارة كانت تقف امام باب البيت و منها الى "صالة الافراح" حيث كانت حفلتي .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
http://www.inshad.net/~free/Zaffa2.mp3
اول بداية حفلنا ذكر و سلام على النبي المختار صلوا يا حضور
الله يا محلى سنا بنت الكرام يوم اقبلت تمشي على غصن الزهور
على انغام هذه الكلمات دخلت الصالة يداي ترعشان و اكاد اجزم ان الحضور سمع دقات قلبي ... اخذت نفسا عميقا و بدات اتمايل في مشيء بهدوء و دلع ... كنت كلما تقدمت خطوة ازددت ثقة بنفسي ... و مع كل خطوة اوسع ابتسامتي ... انت جميلة و رائعة يا ميادة فإهدئي و ابتسمي .. هذا ما كنت اردده لنفسي .. ها هي ابنت خالتي تلوح لي بيدها فارد عليها بابتسامة ناعمة ... و تلك صديقة امي تنظر الي بانبهار ... اوه هذه عائشة صديقتي و معها لميا يبدو عليها الارهاق ... لابد انها في الشهر التاسع الان .. اسال الله ان يسهل لها ولادتها .. و تلك امل لم تتغير ما زالت كما هي .. ابتسمت لهن بخجل و اكملت طريقي الي كوشتي الملكية .. كم هي جميلة لقد اتقنوا عملها ... وقفت قليلا حتى تستطيع المصورة التقاط بعض الصور لي ثم جلست في كرسي الفخم .. كنت اشعر اني اميرة و هذا حفل تتويجي .. كم اتوق ان ارى هاجد اليوم .
تقدمن مجموعة من الفتيات وسط قاعة الرقص و بدئن يتمايلن على انغام الاناشيد ... لابد و انها اسرة هاجد ... لقد اصروا ان يكون عرسنا اسلامي ... بينما تمنيت انا الاستعانة بفرقة موسيقية ... لم يكن يهمني كثيرا من سيحيي حفلنا بمقدار ما كان يهمني ان ابدو فيه رائعة لذلك كرست كل ما في وسعي لتحقيق ذلك ... كنت كلما اخترت شيئا للحفلة اتذكر حفلة مي كانت بسيطة ولكن جميلة جدا ذوق زوجها كلاسيكي .. او فلنقل ذوق طليقها ... بينما انا احب الاساطير و الحكايات العالمية لذلك استوحيت حفلتي من تلك الحكايات .... اخذت ارمق الحضور .. منهم من تاكل ... و اخرى ترقص ... وتلك تتحدث مع جارتها ، لابد اني محور الحديث .. اوه وهاتان الفتاتان انهن فنانات رقص ... لم يتوقفن منذ دخلت القاعة ... هاهي امي تحدث خالتي ...ولكن.. من هي هذه الفتاة؟
لفتت انتباهي منذ دخلت القاعة ... يبدو عليها الحزن ... مع انها ...ن ..ن.. ناعمة ...و...و جميلة ... بل فاتنة .. اجل فاتنة .
"ميادة ... مــــــــــــيــــــــــادة "
"اه ..ماذا بك ؟"
" ما بك لما انت شاردة الذهن ؟"
"طفلة من تلك الفتاة ؟!"
"اي فتاة " قالتها و هي تجلس بجانبي
"تلك الجالسة بجانب عمتي ام هاجد "
"لا ادري ... لما تسالين "
"انها حزينة .. اقصد يبدوا عليها الحزن "
رفعت لي كفيها بلامبالاة ثم سالتني " أوَلا ترغبين ببعض الماء ؟"
"بلى اني عطشاء " ورشفت بضع رشفات من الكاس التي كانت بيدها ثم حدثتني قليلا و غادرت عندما رأت امي قادمة الي
كانت توجه تعليماتها للمصورة بالتقاط بعض الصور لي مع العائلة
التقطت صور لي مع امي ثم مع ام هاجد ثم معهما معا ثم بدئت العائلة بالتوافد كلهم مهنئين لي ... عندما انتهينا غادرت القاعة مع امي الى غرفة جانبية داخل القاعة كانت معدة مسبقا للتصوير و ما ان دخلت حتى دخل هاجد مع امه و اخته ..
*******************************************
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
عدت اقراء المقطع مرة اخرى ... ما هذا لم افهم شيئا ... حسنا ساعيد القراءة للمرة الاخيرة علني اتوفق ... لا لازلت لا افهم .
كنت اقراء قصة عبدالرحمن منيف .. لا ادري ماذا افعل فميادة نائمة بهدؤ و اكره ان اوقظها خصوصا انها لم تحظى بوافر النوم منذ عرسنا .. اي منذ يومين .. وضعت القصة جانبا .. كانت قصة ميادة يبدوا انها تحب القراءة كثيرا .. ابتسمت و انا اتذكر شكلها يوم العرس .. كانت جميلة بل خلابة .. جذبني جمالها كثيرا .. كانت ترتدي ما يرتدونه عادة في الاعراس ماذا يسمى ..؟ اه فستان زفاف ... الحقيقة اني لم اكن مهتما لكل ذلك اردت فقط ان ننهي التصوير سريعا حتى اخذ زوجتي و اهرب بها من الناس جميعا ..
كم هي ناعمة و ناضجة .. اخذت اتاملها ..بل قولوا غرقت و انا اتامل جمالها الهادئ ..
"معذرة سيدي... ماذا تحب ان تاكل دجاج او سمك؟"
اعادني صوت المظيفة من عالم احلامي و افكاري .. الحقيقة اني شعرت بالخجل منها فلقد كنت غارقا حتى النخاع في التفكير بحبيبة قلبي ..
" ساخذ السمك لو سمحتي "
"و المدام " قالتها و هي تشير الى ميادة النائمة في هدوء
نظرت اليها لم ارغب في ايقاضها فانا اعلم انها متعبة جدا
"هل من الممكن احظار اكلها عندما تستيقظ ؟"
"اجل لا يوجد مشكلة "
اعطتني صينيتي و العصير الذي طلبته و رحلت
كنت اءكل و انا اراجع مخطط رحلتنا .. ساخذ ميادة الى ماليزيا سنبقى فيها لمدة اسبوعين لقد جهزت جدول خاص للاماكن السياحية التي سنذهب اليها .. لكنني ارغب اولا ان نزور منطقة جبلية اسمها كاميرون ايلاند يقال انها هادئة و رومنسية ارغب ببعض الهدوء مع ميادة ثم منها سنعود للعاصمة و من هناك سننتقل الي باقي الاماكن ...
اخذت انظر الى ميادة و هي تتمدد و تحرك راسها كانها تنفض النوم منه
"هل نمت جيدا ؟"
ابتسمت ابتسامة رائعة "اجل . اشعر اني لم انم منذ زمن ... ماذا تاكل ؟"
انتظري ساطلب من المظيفة ان تاتي باكلك . ضغت على زر استدعاء ... و بعد قليل اتت تسال ماذا نريد ، طلبت منها اكل لحبيبتي الجائعة و سرعان ما كان الطعام عندنا .. كانت رحلتنا جميلة متعبة قليلا لكنها رائعة .
اخيرا وصلنا ماليزيا .. غادرنا المطار عن طريق سيارة الفندق .. عملت بنصيحة صديقي ان اطلب من الفندق ارسال من يستقبلنا لان عربات الاجرة غالية من المطار الى العاصمة كولالمبور .
طوال الوقت و انا اشعر اني احرس اميرة .. هكذا هي ميادة تشعرك انها اميرة حقيقة .. تمتلك اسلوب راقي في التعامل و الكلام .. حتى لبسها هادي و راقي ... لا استطيع القول الا انها راقية في كل شيء .. بالامس كنت اراقب طريقة اكلها عنده اهلي .. جعلتني احسد الملعقة التي كانت في يديها ... عبير اختي تقول انها من النوع الكلاسيكي .. لا ادري ماذا تقصد لكنني اراها رائعة بكل ما في الكلمة من معني رائعة و راقية تجعلني اتعامل معها برقي .. حتى اني احيانا استغرب من نفسي من طريقة معاملتي اشعر احيانا كانني اتعامل مع زجاج اخاف ان ينكسر .. احمد الله انها اصبحت لي .. و حان الوقت لاذيقها الماء البارد الذي اذاقتني اياه .. هههه كم هي مجنونة .. لكنها لذيذة .
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
اشعر بالغضب .. اشعر بالضياع ... اشعر بالحزن يعتصر قلبي ... اشعر بالالم .. الالم ... رحلت نتالي ... رحلت و تركتني وحيدا في عالم المجهول ... ماذا سافعل من دونها . حبيبتي نتالي لما تركتيني هكذا ... كم اشعر بالذنب .. لو لم اكن طائشا لما ماتت حبيبتي .. قتلتها .. اجل انا قتلتها .. ما زال صوتها يرنوا في اذني و هي تطلب مني التعقل و الانتباه للطريق ..و كيف كنت اشاغبها .. كم انا مجنون ... ماذا ساقول لطفلي عندما يسالني عن امه .. كيف ساخبره اني قتلتها ... نتالي ليتك معي الان .. اه ..اه .
اموت كل دقيقة الف مرة .. اموت عندما ارى اغراضها .. مازالت غرفتي تفوح بعطرها .. عمر ماذا افعل به .. اشعر بضياع حقيقي .. اشعر بالرغبة في تكسير كل ما حولي .. لا احب هذه الغرفة .. كم اكرهها انها تذكرني بمصيبتي .. اسمع صوت عمر يبكي لابد انه يريد ان يرضع .. لقد تعود ان يرضع في ال3 فجرا .. كنت انزعج عندما تقوم حبيبتي اليه لترضعه تاركت حبيبها في الفراش البارد وحيدا .. لا لا استطيع النوم في هذا السرير انه يذكرني بها .. لقد توقف عمر عن البكاء لابد انها امي من ترضعه ... سقطت مني دمعة وحيدة ..تمنيت لو سقطت اخرى معاها .. لقد اشعرتني بالراحة البسيطة و كانها نفست عن عشر الحزن الذي اشعر به ..
انزويت في زاوية الغرفة و انا اتذكر حبيبتي و مغامراتنا .. اتذكر كيف كنت انتظرها ان تنهي عملها و تعود الى غرفتها حتى اسارع كاللص في اقتحام جدار منزل جارنا و اهرع اليها .. اعلم انها لم تكن تحبني فانا مجرد تسلية في نهاية اليوم .. لكنها مع الايام تعلقت بي .. اذكر بكائها يوم اخبرتها بسفري مع الاصدقاء .. كم اغدقت علي يومها بحبها حتى لا انساها .. كنت كلما فكرت في تركها اتذكر حبها و تعلقها فاعود .. لم تكن ترغب بمالي .. فقط حبي و رجولتي .. واليوم تركتني .. تركتني وحيدا .. اخذت اشم ملابسها .. ما زالت رائحة عطرها فيها ... عصرت ملابسها في يدي .. اتذكر كيف كنت اعصرها في يدي و هي تضحك بنعومة و تقاومني .. كانت تدفعني الى عصرها اكثر كلما تمنعت .. " الله اكبر الله اكبر .... الله اكبر الله اكبر "
ما هذا ... منذ زمن لم اسمع صوت اذان الفجر .. لا اعلم ماذا حدث لي لكنني كنت ارغب بشدة ان افتح نافذة غرفتي و اسمع الاذان بوضوح ... و ما ان فتحت نافذتي حتى تدفقت نسمات الفجر الباردة .. كنت اشم رائحة الارض الرطبة ... لابد انها قطرات الندى .. الرائحة و صوت الاذان و الهواء البارد الذي كان يلفحني .. كلها ذكرني بعمي ماجد .. اعادتني الذكريات له .. لمنزله الملاصق للمسجد .. تذكرت سالم ابنه البكر .. كنت احب ان ازورهم و ابيت الليالي عندهم .. تذكرت عمي و هو ياخذنا للصلاة .. شعرت بغصة في قلبي .. شعرت بالالم العميق يزيد .. تذكرت ربي ... ربي يااااه .. كم ابتعد عنه في السنوات الاخيرة .. سألت نفسي كم صلاة صليتها يا سيف منذ 7 سنوات ... 10 ..11.. لا اذكر .. حتى اني نسيت كيف اصلي ... كيف اصلي؟! .. بدات دموعي تنهمر .. شعرت بالضعف .. لم استطيع الوقوف ،لم تعد قدماي تحملاني ... منذ متى و ان تعصي ربك يا سيف ؟ منذ متى ؟ مالذي فعلته بحياتك يا سيف .. شربت الخمر .. عاشرت النساء ... دخنت ما دخنت .. لم تترك كبيرة ولا صغيرة الا وفعلتها .. اين انت من ربك يا سيف ... اين دينك .. اين ايمانك .. شعرت كمن يجري و يجري دون توقف ..تعبت .. جريت كثيرا و تعبت .. بكيت يومها .. بكيت كما لم ابكي من قبل ... بكيت حتى ايقضت امي .. اتت تحضنني تظن اني ابكي نتالي .. لم اكن ابكي بعدها بل ابكي لانها ابعدتني عن ربي .. نظرت الى امي كانت حزينة باكية .. وقفت دخلت الحمام توضيت أعدت وضوئي 3 مرات في كل مرة اتذكر ما نسيته فاعيد .. خرجت من المنزل و ذهبت للمسجد . صليت يومها صلاة العائد التائب المشتاق ... صليت بكل قلبي .. بكيت مع كل اية ... اشعر ان الامام يعرفني ... والا فلما اختار ايات العذاب ليتلوها اليوم . الهي الهي الهي يا قابل التوبة اقبل توبتي يا الله .. اللهي يا غافر الذنب اغفر لي خطاياي يا الله .. اللهي يا رافع السماء و مثبتها ثبت قلبي على دينك يا الله .. اللهي يا حبيبي تقبلني و تقبل توبتي و ثبتني و اغفر لي يا رحمان يا رحيم الطف بي يا الله الطف بي يا الله الطف بي يا الله .
هكذا عاد سيف الغائب .. سيف العاصي .. سيف الذي فقدته امه منذ سنوات .. عاد .. عاد الى ربه فهل تكون لعودته تاثير على اسرته ..........
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
لا اعلم ما بي اليوم لا اشعر بنشاط بل الخمول و الكسل قمت من سريري بتثاقل كبير لم ارغب في الذهاب الى العمل فانا اشعر بغثيان وارهاق .
لا ... لا استطيع التغيب فلم يمضي على التحاقي بالعمل سوى 3 اشهر ..... لبست ملابسي و ربطت شعري .. لم يكن لي الطاقة حتى ان اتعطر .... غادرت شقتي و استقليت سيارة اجرة متوجه الى عملي .
توم " هاي مايا كيف حالك اليوم عزيزتي "
مي " فاين عزيزي "
توم " تبدين متعبة ووجهك مصفر ، هل انت على ما يرام ؟ "
مي " لا اعلم حقيقة .. اشعر بخمول و ارهاق "
توم " اوه سلامتك عزيزي .. هل حرارتك مرتفعة ؟ ... قد تكون نوبة برد "
مي " اه لا .. لا اعتقد "
توم " خذي اجازة اليوم ... قاطعنا صوت المدير
جاك " صباح الخير "
مي و توم " صباح النور "
جاك " ما اخبار الملف الذي طلبت منك مراجعته ؟" كان يوجه حديثه الى توم
توم" فعلت بقى مراجعة الميزانية الاحتياطية سينتهي اليوم "
جاك " متى سترسله الي ؟"
لم اسمع رد توم عليه لاني شعرت بحاجة شديدة للتقيؤ ولم يكن ليسعفني الوقت للذهاب الى الحمام فسحبت سله مهملاتي لاتقياء فيها .
اه اشعر بالراحة الان ... لكم ازعجني الاحساس بالغثيان منذ الصباح ... لكنني كنت ضعيفة و ارجف لم اقوى على النهوض و الجلوس في كرسي بل اسندت راسي على حافة مكتبي و اغلقت عيني .
جاك و توم " مابك هل انت على ما يرام مايا هل انت بخير " كانت اصواتهم ممتزجة يتحدثون معا
فتحت عيني و أمئت رسي بنعم
جاك و هو يضع يده على جبهتي بغية تحسس حرارتي " لست محمومة !"
مي" لا ولكني اشعر بارهاق " كانت كلماتي ضعيفة و حزينة فلقد ذكرني بمحمود الذي كنت الجا الى حضنه كلما شعرت بالتعب او مرضت.... سرحت مع ذكرياتي محمود و لم اسمعهم يتحدثون .. طوقني توم ورفعني من الارض ثم اجلسني على كرسيي ، هل هناك من استطيع الاتصال به لياخذك ؟... قطع علي سؤاله سيل الذكريات فنظرت اليه باستغراب كان لساني يرغب و بشدة ان يقول محمود لكن عقلي يرسل تنبيهات الا يفعل و يذكرني اني طليقته الان ... نزلت مني دمعة ساخنه جدا فعندها تذكرت كم انا وحيدة ... لا اهل لي ولا زوج و حتى رامي الذي تتطلقت من زوجي بسببه ليس هنا .
تكفل توم توصيلي الي البيت
" مايا الى متى ستخفين امر حملك ؟ جميع من في المكتب يتهامسون عن بطنك "
"اعلم يا توم .. سالني جاك بالامس عن الامر لم استطع الانكار فاخبرته الحقيقة "
"جيد على الاقل يعلم مديرك بالامر "
اخذت اتامل البنايات و المحلات من نافذتي و انا افكر .. او بالاحرى استرجع ذكرياتي وصولي الى امريكا .
كنت قد اخذت معي كل ما املك .. اعلم انه مبلغ بسيط لن يكفيني الا ل4 اشهر لكنني كنت انوي ان اعمل في اي مجال حتى اجد عمل مناسب لي .. كنت مفعمة بالتفاؤل .. لكن و بسبب طول الرحلة بدات اشعر بارهاق شديد و رغبة ملحة للتقيء .. لم يحدث لي ذلك من قبل في اي من سفراتي المسبقة ... و بدء شريط الذكريات يعيدني الى سفراتي الاخيرة مع محمود .. ما زلت اذكر وجهه عندما طلبت الطلاق لم اكن اطيق البقاء معه اكثر .... كان ذلك بعد ولادة امي بايام قليلة ... اشعر الان اني كنت كمن مسه الجان ... لكن لا ... لابد انه الجحود .. لم يخطء في حقي يوما لكنني لم استطع تكبد عناء حبه ... كم انا جاحدة .. اهههه ها قد مضى اليوم 7 اشهر منذ طلاقي .. غادرت وطني بعد ما يقارب الشهر من طلاقي .. حينها فقط اكتشفت اني حامل ... كانت رحلة مشئومة .. مازلت اذكر صوت المظيفة و هي تسالني ان كنت حامل ام لا ... هي من زرعت الشك في قلبي .... تجاهلت كلامها لاسبوعين كنت حينها كلما شعرت بالارهاق او الرغبة في التقيء اعزي ذلك لقرب ايام حيضي ... لكنها تاخرت لاكثر من اسبوع ... و مع ذلك لم اكن مقتنعه كنت اعزي كل الاعراض التي اشعر بها لتاخر حيضي ... حتى نزلت ذات يوم لابتاع ما أكله فمررت بجانب الصيدلية ... ولا اعلم كيف او ماذا حدث كل ما اذكره اني كنت خارج الصيدلية و في يدي كيس ورقي به مقياس حمل .
اجل علمت يومها بحملي ..كم بكيت يومها ..فكرت كثيرا ان اتخلص من الجنين لكنني كنت دائما خائفة و ضعيفة الارادة ... كم من مرة مسكت هاتفي بغية الاتصال بمحمود لكنني اتراجع في اخر لحظة ...
"مايا ... مايا ...مايا"
"اه .. نعم توم "
"لم تسمعي كلمة من ما قلت اليس كذالك ؟"
" اعذرني توم كنت .. اه كنت افكر في اب طفلي "
"ألن تخبريه ؟!"
"اخبره بماذا؟!"
"بأمر حملك "

"لا .. لن اخبره"
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915


"مايا من حقه ان يعرف بامر حملك "
"لا اظن محمود يريد ان يعرف عني اي شيء .. ثم الا تظن انه قد يسلبني الطفل لو علم "
" دعينا نكن واقعين يا مايا .. انت نفسك لا تريدين الطفل ... كيف ستعتنين به ؟ كيف ستوفرين له الطعام و الملبس و المسكن و انت لا تشعرين اتجاهه باي حب "
كان توم صادقا .. لطالما فكرت في التخلص من جنيني ولولا الخوف كنت فعلتها .. لم اراجع الطبيبة منذ حملي سوى مرتين الاولة للتاكد ان جهاز اختبار الحمل صادق و الثانية لاني كنت اتالم كثير و كنت اتمنى و انا ازورها ان تخبرني ان الامي بسبب الاجهاض لكنها كانت لاسباب اخرى ... اذا لماذا لا اخبر محمود بطفله القادم ...


انقطعت افكاري هنا مع توقف السيارة امام البناية التي اسكن فيها ... ودعني توم و طلب مني الاستراحة و عاهدني ان يزورني في المساء.
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
صعدت سلالم البناية بكسل و تعب ، ثم فتحت الباب و ضغطت على زر نداء المصعد .. انتظرت دقائق حتى فتح لي المصعد .. ضغطت على الرقم 4 حيث شقتي و ما ان فتحت باب الشقة حتى ارتميت باقرب كرسي و غرقت في نوم عميق .
" مي مي .. مي "
ما هذا الصوت
"مي ... مي "
كان الصوت يزداد قربا حتى بت اسمعه بوضح فتحت عيني لارى بياترشيا امامي .
"بياتريشيا" أمريكية من أصل يوغسلافي ، شقراء جملية بعينيها الرماديتان الواسعتان و بشرتها البيضاء المحمرة الخدود وفمها الكرزي الصغير و قوامها الرشيقة، هذه هي صديقتي الاولى التي تعرفت عليها عندما كنت لازلت زوجة زوجي الاول ، ولي معها قصة محرجة . كنت يوما امشي في طرقات المدينة بعد ان نال مني محمود ما يناله الزوج من زوجته و بعد ان افرغت كل ما في بطني خفية عنه أخبرته انني أحتاج لهواء منعش .. ساخرج قليلا. كان محمود قد اعتاد على ذلك. بعد كل جماع أهرع الى الحمام تاركة اياه في السرير أفرغ ما في بطني أغتسل و انتظر دقائق قبل ان اعلن انني خارجة لتنشق النسيم العليل ، كنت و انا أمشي أجدها دائما تمارس رياضة المشي و في أذنيها سماعات . حتى أعتدنا على رؤية بعض في نفس الاوقات و الفضل لمحمود في اتباع روتين جماع يومي في نفس الوقت . مرت الاسبوعين و انا يوميا اراها ، طبعا في وطني عندما أرغب في التعرف الى فتاة كنت أبتسم لها فترد على الابتسام ثم أسلم عليها فأتعرف على اسمها و هكذا . مع بياتريشيا أبتسمت لها فردت الابتسام و بالخطاء غمزت لها بعيني دون ان اشعر ربما لان جمالها جذبني المهم ردت على غمزتي بإبتسامة . لم احادثها لانها لم تترك لي المجال بل اسرعت الخطى .المهم بعد يومين صحوت على صوت أمرأة تصرخ بكلمات غير مفهومة .. نظرت من الشباك رأيت شقراء تصفع شاب و تدخل مندفعة للبناية التي امامنا مباشرة و للصدفة عندما و قفت أمام باب البناية لتفتحه أطل احدهم من النافذة متسأئلا لما الازعاج في جنح الظلام ، استدارت الشقراء الى صاحب الصوت معتذرة فرأيتها أنها هي الفتاة التي أراها كل يوم تمارس المشي كرياضة . وما ان أقفلت باب العمارة التي تسكن فيه حتى عدت الى سريري متثائبة و غرقت في نوم جميل .
لا أذكر تفاصيل تعرفي ببياتريشيا لكنها رأتني يوما في الصباح أخرج لاستجمع أفكاري فحدثتني و سالتني ان كنت أرغب في تناول القهوة معها في منزلها فلم أرفض و تبعتها الى منزلها قدمت لي القهوة و بدانا نتحدث عن امور مختلفة و عن بلداننا ثم سالتني هل " هل يتقبل الناس في بلادك الشواذ"
قلت " في الحقيقة لا بل يستنكرون الموضوع كثيرا " " لما تسالين؟"
"لا لشيء ... ءأنت وحيدة هنا ؟"
"لا بل مع زوجي "
"انت متزوجة؟!"
"أجل"
"اه اعذريني .." و رايتها تبتسم
" ما بك "
"لا شيء .. فقط في الاسبوع الفائت عندما رايتك غمزتي لي فظننت انك .." توقفت عن الكلام و هي ترسم ابتسامة خجل على شفتيها
خجلت جدا عندما انهت جملتها " لم اعني ... اعذريني "
لا بل انت اعذريني
و هكذا اصبحنا نتقابل دائما نتحدث احيانا نخرج للتنزه حتى اصبحت من اعز صديقاتي عندما عدت الى المهجر مرة اخرى، كما كان لها الفضل في تامين فرصة عمل لي في الشركة التي اصبحت اعمل فيها فيما بعد ثم انني سكنت عندها حتى استطعت تحمل تكاليف شقة أخر.
"ما بك حلوتي هل انت متعبة ؟"
"اجل قليلا .. اعادني توم اليوم من العمل كنت مرهقة جدا "
"لابد انه الحمل " نظرت الي .. كانت عينيها تحمل الكلام الكثير
"لا تبدئي بيتي لا اريد سماع المحاضرة مرة اخرى "
" هل شاهدتي نفسك في المرأة .. انك كالشبح مايا .. ما بالك اتريدين الموت ؟"
كانت تؤنبني بخوف اعلم ان كلامها صحيح لكنني لا اشعر بالرغبة في الاكل
" بيتي تعلمين اني لا ارغب .. لا اشتهي الطعام ماذا افعل ؟ "
"عليك ان تاكلي حتى و ان كنت لا تشتهين الطعام ، ان لم يكن من اجلك فمن اجل الطفل "
"ساحاول .. اتركيني انام فانا متعبة "
"حسنا ساعد لك الطبق الذي تحبينه"
"شكرا لك بيتي لا اعلم من دونك ما كنت فاعلة "
تركتني و ذهبت تعد لي البطاطا المهروسة مع سمك السالمون المشوي ، اما انا فعدت اغمض عيني علني احظى ببعض النوم .. لكن هيهات .. بدأت الافكار تراودني و بدأت استرجع كلام توم .. يا ترى هل اخبر محمود ام لا .
ما الذي ساخسره انه اخبرته .. لا شيء .. بل ساكون المستفيدة .. ساسترجع حياتي ، لكن كيف اخبره و انا لا اعرف رقم هاتفه او بريده .. بدأت افكر كيف استطيع الحصول على رقم هاتفه .. كيف كيف يا مي تستطيعين الحصول على رقم هاتفه ؟
"..........................ايميل.........."
ماذا ايميل ؟ التفت الي بيتي كانت تتحدث الي "ماذا قلتي لم اسمعك "
"اه كنت اخبرك نكت استلمتها في بريدي الاكتروني اليوم "
هل تعلمون كيف يكون الاحساس عندما تفكر في مشكلة معينة ثم فجاة يقفز الحل الى عقلك .. الا تشعروا كان مصباحا اضيأ فوق راسكم .. هكذا شعرت ، اجل بريد الكتروني .. ما زلت املك بريد محمود الالكتروني .. اذا ساراسله عن طريق البريد الالكتروني .
........................
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
أعطني حريتي أطلق يدي إنني أعطيت ما استبقيت شي
آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقيه و ما أبقى علي؟
ما آحتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسر و الدنيا لدي
ها أنا جفت دموعي فاعف عنها إنها قبلك لم تبذل لحي
ابراهيم ناجي
كم حزنت على نفسي و حبي الضائع .. طلقت حبيبتي التي احببتها بصمت فترة ليست بالقليل .. لكنها لم تشعر بي يوما .. تظن اني رايتها اول مرة في بيتهم ... لابد اني البس "طاقية الاخفى" حتى لا تراني .. كنت دائما اراقبها بصمت و هي تحضر فصولها في الكلية .. لم تعرفني الا يوم قدمها والدها لي ... هل تظن حبي لها خلق يوم رأيتها في منزلهم ؟.. لم يكن ذلك اليوم سوى تتويج لمشاعري اتجاهها ... مشاعري التي قتلتها بيديها .. لماذا لم تستطع ان تحبني ؟.. ما الذي ينقصني .. الم احتويها ... الم احبها ... الم افعل كل شيء من اجلها ... لما لم اشعر بحقدها و كرهها لي ؟ لما لم افهم بعدها عني ؟ لماذا امنيت نفسي عاما كاملا انها ستحبني ... يوما ما ستحبني ... ما بي ؟ ما هذا الضعف يا محمود ؟.. اتهزك فتاة ؟.. واي فتاه ؟... اه ما اقساها من مشاعر ... اكره النساء ... اكرههم جميعا ... من هن حتى تظن واحدة منهن انها تستطيع قتلي هكذا ... لا ليس محمود الذي تهزه مشاعر سخيفة ... لا و الف لا ... لن اقبل الانكسار ..لن استسلم لمشاعري .. لا لعواطفي .. من تخدع يا محمود ... ما زلت تحبها حتى النخاع ... تاملت الورقة التي كنت ابثها اشواقي و احزاني .. ورقة وسط الاف الاوراق التي تحدثت عن حبي لها ... شوقي لها
... انخداعي بيها ... خادعة هي ... لن اضيع يومي بعد هذا في التفكير بها ... لا تستحق ...

راوية " حبيبي العشاء جاهز هل تحب ان اقدمه الان او ننتظر الى ما بعد الصلاة ؟"
محمود" لا اشعر بالجوع الان ساتناوله بعد الصلاة .. بامكانك تناوله الان ان شئت "
"لا سانتظرك "
انسحبت بهدوء ... راوية .. اه يا راوية ... زوجتني عمتي بعد طلاقي من مي بابنت خالتي راوية .. لم ترضى عمتي يوما باختياري ... لكنها لم تشاء ان اشفق على نفسي .. ما ان مضى شهرين على طلاقي حتى خطبت لي راوية .. كنت احتاج الى من يقف معي .. جرحي غائر لكنني وحيد .. منذ تزوجت راوية و انا ضائع ... تعرف لاي درجة كنت احب مي ... لم تستاء من انزوائي الدائم في مكتبي ... تعلم يقينا اني ارثي حبي الضائع .. دائما مبتسمة .. تحاول الترفيه عني .. اجد الراحة عندما ادفن راسي في صدرها ... حقوقي كلها محفوظة عندها ... لكنني اشعر بالنقصان ... لست مكتمل الرجولة معها .. كم اتمنى لو استطيع مبادلتها الحب .. كم اتمنى لو اتوج مشاعرها الفياضة لي بليلة انقلها فيها من عالم الفتيات الى عالم النساء ... كم اشعر بخيبة امل عندما اعجز على اداء دوري ... قيدتني مي ... قيدتني بكلامها القاسي ... قيدتني عندما افصحت عن ما يصيبها بعد الجماع ... اهكذا تكافئني لانني احببتها .. هل هذا ما امثله ... رجل مقزز لا يستطيع تقديم الحب لزوجته دون ان يدفعها للتقيء .. حركت راسي بقوة كاني انفض افكاري منه ..كفاني تفكيرا ... كفاني ضياعا .. ليتني اعيش حياتي ... ليتني استردها ... ليتني لم اكن الشاه التي ذبحت و تركت لينهش لحمها الذباب ... اعوذ بالله ما هذه الافكار يا محمود .
خرجت بعدها للصلاة تاركا راوية في سجداتها .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

انهيتي وجبتي التي اكلتها بكل شهية خصوصا ان بيتي اضافت الليمون الى السمك فاعطاه طعم حامض و ساعدتها في ترتيب المطبخ و غسل الاواني .. ثم استاذن و دخلت الى غرفتي و انا افكر في قراري هل من السليم ان اخبر محمود بحملي ... كيف اتصرف الان ؟... اخذت ورقة و كتبت فيها اخبر محمود و لا اخبره ثم دونت الايجابيات لاخباره و لعدمه و السلبيات .. لو اخبرته فمن الاكيد انه سيرغب في تربية طفله و ذلك سيتطلب احد الامرين اما ان اعود الى الوطن لنتشارك الحضانة او اسلمه الطفل ليربيه هو ... الايجابي في تسليمه الطفل او عودتي للديار ان الطفل لن يعاني من الغربة و سيكون له اهل يحمونه و يعتنون به .. لن ينقصه شيء ... سيحظى باعمامه و خاله بكل تاكيد .... سلبيات هذه النقطة انها تتطلب مني العودة الى الوطن

اما اذا لم اخبره عن طفله فالايجابيات انه لن يهدد باخذ الطفل مني السلبيات انه سيكون مسؤليتي انا ... وانا لا اريد هذا النوع من المسؤليات الان ، ماذا افعل ؟.. ماذا افعل ؟... اشعر اني ساختنق ... ثم فجأة قفز تسأول في عقلي ... ما هو جنس الجنين ؟... هل هي فتاة ام فتى ؟ شعرت بعدها بالرغبة الملحة لمعرفة جنس المولود .. كلما حاولت ابعاد الفكرة تعود الي اقوى من قبل ... حتى استسلمت اخيرا و قررت زيارة طبيبتي لتحدد لي موعد للاشعة فوق الصوتية ، كما اني اقتنعت اخيرا ان لا اخبر احدا بحملي لا احد حتى اهلي لا اريد ان يعرف محمود ساحتفظ بالطفل و عندما يبلغ سن الرشد ساخبره عن والده اجل هكذا افضل .
مرت الايام و حملي يزداد ثقلا يوما بعد يوم .. زرت طبيبتي و علمت اني احمل فتاة في احشائي ... كم ارتحت لفكرة انها فتاة بدأت افكر جديا ماذا ساسميها و كيف ساربيها .. من الجيد اني هاجرت حتى لا تسلب حريتها في بلدي و تجبر على ما لا تريد .. سادعها حرة تفعل ما تشاء لن اقيدها لا بعادات ولا بتقاليد بالية .. ابتعت لها مهدا جميلا و ملابس عديدة .. في شهوري الاخيرة احسست بقوة الرابط الذي يربطني بجنيني .. الان اكثر من قبل لا اود اخبار احد عنها ... لم يتبقى لي سوى ايام قليلة و ابدء شهري التاسع .. مع ذلك كنت خائفة مترقبة حزينة ... خائفة من الولادة ... مترقبة ليومها .. حزينة اني وحيدة .
بيتي " اتمنى ان لا تلدي في الكرسمس سيكون من الصعب اخذك الى المستشفى "
مي" اتمنى ذلك ايضا "
بيتي " يجب ان نحطاط ، ما رايك لو تاتين معي الى حفلة عيد الميلاد حتى و ان حدث شيء سنكون معا و سنجد من بامكانه توصيلنا الى المستشفى "
مي " سافكر في ذلك بيتي .. لست مرتاحة ان اذهب الى اي حفل و انا بهذا الشكل "
بيتي " يجب ان تتوفر لك وسيلة نقل مي فانت تعلمين انه من الصعب الحصول على واحدة في ذلك اليوم "
مي" اجل اعلم ساحاول الاتصال بشركات سيارات الاجرة لارى اي منهم يعمل في تلك الليلة احتياطا و لو اني استبعد ان الد في ذلك اليوم "

ابتسمت بياتريشيا و تركتني

 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
اليوم هو الرابع و العشرون من ديسمبر ودعني توم بالامس فلقد ذهب مع زوجته الى اهله في ولاية اخرى ليقضي عيد الميلاد هناك كان قلقا علي جدا ... اظنني محظوظة ان احضى باصدقاء رائعين مثله و بياتريشيا .


اشعر ببتقلصات منذ دخلت التاسع اخبرتني الطبيبة انه من الطبيعي ان اشعر بها ولكن ما ان تتحول الى تقلصات قوية علي الذهاب للمستشفى .... اخذت حماما ساخنا و ارتديت ملابس نوم ثقيلة ثم خرجت لافطر .. كانت الصالة مزينة بشجرة صغيرة و تحتها هديتين .. ابتسمت فبلامس كنت قد وضعت لبياتريشيا هديتها لابد انها وضعت لي هدية ايضا .. اقتربت اكثر .. و قرات اسمي مدون على بطاقة ملصقة في الهدية ..مسكينة هي بياتريشيا تحاول الترفيه عني بكل الطرق ... اه أه انها التقلصات مرة اخرى ... تاتيني كل اربع ساعات و اكثر ... حسنا انتهت ... فجأة استوعبت وضعي ... اني حامل في اخر شهر لي ... وحيدة في بلاد غريبة عني ... لا أمي معي ولا حتى زوجي ... زوجي ... من زوجي ... محمود؟! .. كم اشعر بالشوق له في مثل هذه الضروف ...


بدأت اشعر بالالم يعتصر قلبي ... فانا بدون محمود ولا حتى رامي ... كم كنت غبيه عندما بعت زوجي بارخص الاثمان .. هل اعتقدت يومها ان رامي سيهرع ليتزوج بي ؟ ما هذا الجنون .. لماذا اشعر اني عقلي اصبح متعقلا الان لما لم اكن متعقلة قبل ان اطلب الطلاق ... اهو الحنين ام الوحدة .... ام هي هرمونات الحمل ... اه من الزمن ... كم اشتاق لامي حبيبة قلبي ... و ميار تلك الصغيرة الناعمة ... ابي المتسلط اشتاق له اكثر من اي شخص اخر ... سيف كيف حالك يا سيف ... ثم عمر الصغير عمر الباسم الباكي .. تقودني ذكرياتي .. اشعر كاني اشاهد فيلم سينمائي ... ملامح من حياتي البائسة ... زوجي ابي امي اخي اختي .. ورامي .. تعود الذكريات للخلف اكثر فاسترجع ذكريات عملي ... مكتبي .. اوراقي .. رامي من بين كل الذكريات كان له النصيب الاكبر ... و القلادة اللعينة التي غيرت مجرى حياتي


"وتعود الذكريات مشتتة خلف رماد الذكريات


تسترجع ذكرى قد كانت هي البلسم الذي يقف في وجه الصعوبات


كم كان حبا جميلا رائعا مغلفا بملامح البراءة الطفولية ... و شيء كبير من الاخلاص


انتشلني وسط كل هذا .... احاول لم اشلائي المتناثرة هنا و هناك


شتاتي لا جمع له! .. متفرق


أستصرخ الرحمة بجزع


الرحمة يا زمن العصيان ...


أعود ثانية و أنكس رأسي بخيبة بين اضلعي .



أهي خيبة الحب ؟


أم الفشل الذريع حتى في الوقوف أمام الفشل ؟


تلتوي أذرعي وحدها ...


لا شيء هناك يريدالاستواء في حياتي ..


أعجب من تداخل الاحداث


و كثرة الابطال فيها


لا أدري إن كان ابتلاء أم حظا


تكثر التساؤلات في ذهني


أحاول إيجاد إجابة ..


و النتيجة واحدة :


لا جواب ...





" ألم الاحتضار المبكر "




هكذا مرت احداث حياتي سريعة حزينة فاشلة مؤلمة ... خسرت الكثير بسبب حب غبي ... خسرت الكثير بسبب رجل غبي ... خسرت الكثير لانني وسط كل هذا غبية لم اقدر النعمة ... و الان احمل في احشائي طفلة تعلن للوجود برغبتها في القدوم ... ماذا فعلت بحياتي ... مالذي صنعت بنفسي ... كيف توقعت ان اصمد هكذا ... في الغربة ... كم انا جاحدة ... كيف لم اشعر بمشاعر محمود و انا التي عرفت الحب مطولا ... لا استطيع التصديق ... اشعر اني اقرأة قصة امرأة اخرى ... لست انا البطلة ... لا اريد انا اكون بطلة ... اريد بيتا و حضنا دافئا و زوجا محبا كمحمود ... الان يا مي تقدرين محمود .. الم تحقدي عليه ... الم تشعري بالغثيان منه ... محمود الذي احبني بكل جوارحه كما احببت انا رامي ... الان فقط اشعر بحبه ... الان اقدر مشاعره ... هل لاني سانجب ابنته ؟... لا ادري مالذي دهاني ... تذكرت رامي .. حبي المجنون له ... تذكرت كيف زرعت حبه في قلبي .. كيف احببت رجلا و خربت بيتي من اجل حبه ... احسست اني وردة ... زرعت فقطفها كافر .. اجل كافر .. رامي المسيحي الذي ابعدني عن كل ما يمت لي بصلة ... ارض المهجر التي سلخت جلدي العربي المسلم و البستني جلدا ليس لي .. شعرت بغصة اكبر و الم يعتصر قلبي .. تركت كوب القهوة التي كنت ارتشفها قبل لحظات و عدت لغرفتي .. مملكتي الصغيرة .. غيرت ملابسي ... و سحبت حقيبة صغيرة من رف الكتب احتفظ داخلها بنقود معدنية حتى اتصل بها بامي ... و خرجت لاتصل باغلى الحبايب ... امي .

 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
امي امي يا الغالية اين انت ...


رأيت عمر يلعب مع ميار .. كم كبروا ... ولكن اين الحبيبة امي ... امي اين انت يا الغالية


كنت اتجه الى غرفتها .. وقفت عند الباب .. رفعت يدي اريد ان استئذن لادخل ... ولكنني توقفت ... كنت اسمع امي تتحدث في الهاتف .. في البداية استدرت لاعود ... لكن ما ان سمعت امي تصرخ باسم اختي الغالية حتى وقفت مكاني .. سمعتها تقول


" مي امجنونة انت ... كيف خبأتي عني حملك طوال هذه الفترة ... يا الهي ... مابك ... ما الذي اصابك ..."


انصدمت ... هل تتحدث امي مع مي اختي ... و كيف هي حامل و هي مطلقة ... لم استطيع التحمل طرقت الباب .. انتظرت لثواني ثم فتحت و دخلت ... نظرت امي الي بذهول ...


"سيف ...تعال لتسمع المجنونة اختك "


شعرت بدقات قلبي تزداد ... لم اتمنى ابدا ان اسمع ما لا اريد سماعه ... لا ادري لماذا كانت جملة كما تدين تدان ترن في اذني ... لا ارجوك يا امي لا تقولي لي انها حامل .. كيف و هي مطلقة ... لما يا رب ....قطع صوت افكاري حديث امي الموجه الي بعد ان اغلقت السماعة ...


" سيف احجز لي تذكرة سريعا .. اختك المجنونة على مشارف الوالدة و هي وحيدة هنا "


لم اكن قد تحركت من مكاني كنت بائس و قلبي يخفق بقوة ... كان عقلي يعيد علي شريطا سمعته عن عواقب الزنا و انه كالدين


" سيف ما بك الم تسمعني ... " وقفت تنظر الي بعصبية


رفعت عيني اليها لم اكن أراها فالدموع غطت عيني أشعر بالندم الشديد ...


"بسم الله عليك .. ما بك يا بني ... سيف ذبحتني اخبرني ما بك "


"ام... ام...امي ... مي حامل ... قطعت علي بعصبية


"أجل المجنونة عندما وصلت لامريكا اكتشفت انها حامل لكنها لم تخبرنا حتى لا يأخذ محمود منها الطفل "


لا تعلمون كم فرحت عندما سمعت اخر كلمات امي ... اختي حامل من طليقها الحمدلله و الشكر اذا لم يكن دينا الحمدلله


ثم تذكرت محمود " امي هل يعلم محمود ؟"


"لا اختك لم تبلغه .. خائفة ان ياخذ مني الطفل .. قالتها و هي تقلد مي " كانت تتحدث الي و هي ترتب حقيبة سفرها ..انتبهت لها الان


"حسنا سأذهب لاحجز لك و سأتي معك "


"لا ... ولمن سأترك الاطفال ؟"


تذكرت عمر و ميار .. لكنني لم اشا ان تذهب لوحدها ... قلت لها سأخذهم الى عمي ماجد .. كنت قد عاودت زيارتهم كما تحدثت مع ابي عن علاقته بأخاه.. كم حدثته يومها عن صلة الرحم و الاجر الذي يناله لذلك ...كانت علاقتنا بهم في تحسن ... فكرت امي قليلا .. ثم اقترحت ان نتركهم عند خالتي؛ أختها ... و فعلا خرجت للبحث عن تذاكر في اقرب فرصة ... بينما تحدثت امي الى ابي ثم الى خالتي لتترك لها ميار و عمر .


 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
أحبك ... همست في اذني ... و سأحبك الى الابد ... صوتها الناعم و همسها ايقضا الرجولة فيني ... فتحت عيني ..كانت كالنجمة .. تنظر الي و هي تداعب خصلات شعري ... ابتسمت لها .. هذا الصباح مختلف .. اشعر به مختلف ... سألتني ان كنت أرغب في الفطور .. ابتسمت ... كم ظلمتها معي ... ما ذنبها .. مسكينة راوية ... قلت لها ان ترتاح فانا من سيقدم لها الفطور ... احمرت وجنتها ..
" لا ... ماذا سيقول عني الناس ... يخدمني زوجي عوضا ان اخدمه "
قبلت جبينها " و من سيقول للناس اني قدمت لك الفطور ؟"
ابتسمت بخجل " سأجهز لك .. انت اغسل وجهك و تعال استمتع به "
شدتني كلمة استمتع ... اجل يا محمود استمتع ... لما تقتل نفسك ... استمتع ... ما زالت الدنيا بخير ... ابتسمت لها ..قبلت يدها ... وذهبت اغتسل .
كانت الطاولة مرتبة كالعادة ... بها جبن و زيتون ,,, بيض و خبز ,,, عصير و شاي ... ابتسمت ... شعرت بالراحة تنبع من داخلي ... يومي سعيد قلت لكم ... منذ ان صحوت و انا ابتسم ... جلست معها و تشاركنا الفطور اللذيذ .. تحدثنا كثير ... لم نغادر الطاولة الا بعد ساعة و نصف ... كلما اخذت راوية صحنا لتعيده للمطبخ اجلسها ... ارغب بالحديث معها ... اشعر اني راغب في اكتشافها ... هي كالمغارة ... احب ان اغامر لاكتشف خفاياها ... ضحكنا ... ضحكنا كثيرا و نحن نتشارك مواضيعنا ...
" هل تحبينني فعلا راوية ؟"
انزلت رأسها خجلة " اجل ... "
"لماذا "
"لا سبب ... اشعر بدغدغات في بطني كلما نظرت لك .. انت مثال للرجل الذي احلم به "
ابتسمت للمرة العاشرة اليوم ... وحمدت الله كثيرا ... و تذكرت عبدالعزيز و هو يوصيني بصلاة الاستخارة ... الحمدلله الذي انار قلبي و هداني .
بقينا يومها في المنزل ساعدتها على اعداد الطعام كنا نتحدث و نضحك كثيرا .. اعدت لي راوية نوع من الكعك اللذيذ ... التهمتها بعد الغداء في الشرفة .. لأول مرة انتبه الى الزهور المزروعة في الشرفة ... جميل شكل الشرفة منسق بشكل جميل ... يشعر الشخص بالراحة ... رغم اننا في الغربة الا انني اليوم شعرت كاني في وطني وسط اهلي و احبابي .
سعدت بهذا اليوم كثيرا و توجته اخيرا ان اثبت لزوجتي اني رجلا حقا ولا اخفيكم فراوية ازدادت جمالا و تألقا بعد ذلك اليوم .
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
وصلنا بعد ثلاثة ايام من مكالمة مي، كانت امي قد اخذت عنوان منزلها و رقم الهاتف ... اوقفنا سيارة الاجرة امام البناية .. نزلت امي و انا معها اخذت حقائبنا و تاكدت من رقم البناية ... صعدت السلالم و ضغت على زر كان مكتوب بجانبه رقم شقة مي ... بعد دقيقة
"نعم "
"مرحبا انا سيف اخ مي و معي امي نود رؤيتها "
ثواني من الصمت
"سافتح لك الباب تعالى الى الطابق الرابع "
"شكرا " و سمعت صوت انفتاح القفل فتحت الباب و امسكته لامي لتدخل ثم ادخلت حقائبنا و استدعيت المصعد
كانت في انتظارنا شقراء جميلة لم اطيل النظر اليها .. مرحبا بكم ...تفضلوا
دخلنا الشقة ... كانت هادئة و تتوسطها شجرة عيد الميلاد .. ابتسمت تذكرت نتالي .. سألت امي عن مي
لكن الشقراء ظلت صامته لثواني و هي تنظر الينا ثم طلبت من امي الجلوس و احضرت لها ماء و لي .
بياتريشيا " الحقيقة مي في المستشفى منذ ليلة الميلاد ولدت هناك ... لم اكن اعلم لانني كنت احتفل مع اصدقائي و هي كانت لوحدها في البيت .. اخبرتها كثيرا ان تاتي معي لكنها رفضت ... كانت حزينة جدا يومها ...." قاطعتها امي
"هل من الممكن ان تاخذينا اليها ؟"
عاودت النظر الي امي ... كنت اشعر بمصيبة على وشك ان تقال ... دقات قلبي بدت تزيد ...
"في الحقيقة .. مي .. ت توفت وهي تضع مولودها " لم تكن تنظر الينا الشقراء لكنني كنت ارى دموعها و هي تتحدث
لم نستوعب ما قالت .. او لنقل لم نشا ان نستوعب ... لا يعقل ان نقطع مسافة 20 ساعة لرؤية شخص ثم يقال لك انها ماتت ...
" عذرا لم افهم ما قلتي ما بها ابنتي ؟..." عاودت امي سؤالها
نظرت الينا و الدموع تملئ عينيها
" مي ماتت ... ماتت و هي تضع مولودها ..." انسحبت الى زاوية و بقيت هناك لا نسمع الا شهقاتها
نظرت الى امي علني اجدا عندها كلاما واضحا ... لكنها كانت تنظر الى لا شيء و الدموع تنهمر منها ... لا اريد ان افهم ارجوك فليفهمني احد اين مي ؟!...........
 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
ذهبنا الى المستشفى بصحبة صديقة ابنتي القينا عليها نظرة كانت في براد الموتى ... كان الالم يزداد في قلبي ... الحمدلله الحمدلله ... سأل سيف الطبيب عن الاجراءات لاخذ الجثة ... و اعطاه التفاصيل .. لم اكن استمع اليهم بل كنت افكر في ابنتي الحبيبة ... تلك النرجس التي رحلت عنا .... لك الحمد الهي ... اشعر اني لم اكن اما صالحة ... لماذا لم امنعها من السفر ... لماذا ؟!
تذكرت حبيبي .. ابا سيف ... اتصلت به ... دقائق كالدهر مرت قبل ان يجيب ... بصوته الواهن "السلام عليكم "
"وعليكم السلام .. خنقتني عبرتي لم اعرف كيف انقل له خبر وفات ابنته ... ابو سيف "
"اهلا بالغالي ... كيف حالك و كيف كانت رحلتكم ... هل رأيت ابنتك ؟"
دموعي تحبس صوتي لا استطيع الكلام "م ... مي... مممات"لم استطيع اكمال حديثي ...اخذ سيف الهاتف من يدي و تحدث الى اباه و اخبره عن مي .
خرجنا بعد ذلك لرؤية طفلها ... كانت فتاة جميلة .. ملفوفة بفوطة بيضاء ... نائمة كالملاك ... تحدث سيف الى الممرضة فاحضرت لنا الطفلة ...
بعد يوم شاق من الاجراءات .. اتصلنا بالسفارة و الحمدلله ان زوجي له اسم معروف استطعنا انهاء كل شيء في يومين .. حجزنا للعودة مع صغيرتي .. ابنت الغالية مي ... كنا قد اسميناها شيماء حتى نستطيع استخراج شهادة ميلادها و جواز سفر لها .
اخذنا كل اغراض مي و شحناها ... و عدنا الى الوطن .. بعد رحلة قاسية جدا .. عدنا و معنا امل جديد ... بسمة جديدة و طفلة جديدة ... شيماء الجميلة .

 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
اليوم اتمتت الثامنة عشر ... كم احب النظر الى نفسي في المرأة ... انا انثة جميلة جدا ..
ميار " شيماء يا القبيحة كفاك نظرا في المرأة "
شيماء " انت القبيحة ... اما انا ... انثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى "
نظرت ميار الي بشيء من الاستخفاف ... تعرف اني جميلة ... كامي .. كنت ارتدي قلادة لزهرة من الماس كانت لامي .. اشعر انها كالزهرة ... لم يخبروني الكثير عنها ... لكن يكفيني ما سمعت منهم ... ثم صورها تثبت انها جميلة جدا و ناعمة ... كما ان ابي اعطاني في يوم ميلادي السابق دفتر خواطره التي كان يكتبها لامي ... فعلمت منها انه كان يعشقها بجنون ...
ميار " من تتوقعين سياتي الى الحفلة .."
شيماء" اههه صديقتي سناء .. و جميلة ابنة خالي سالم ... و اكيد بنات اخاك مي و لميس... ثم اخواتي جيهان و جمانة و اخيرا انا و انت "
ميار " وعمر " قالتها و هي تغمز
شعرت بالخجل منها " لا لن يحضر نريد ان نبسط انفسنا .. ثم لماذا يأتي الى حفلة كلها بنات ؟"
ضحكت ميار علي كثيرا " الغيرة أه من الغيرة "
ابتسمت لها و تذكرت عمر .. ابن خالي سيف ... كان دائما يعتني بي ... يرعاني ... يلبي لي كل ما اريد ... منذ كنا اطفال ... لكنني اخجل منه الان .. كما ان ابي يوبخني كثيرا عندما اطيل التحدث معه ...
كانت حفلة رائعة ... اقمتها في بيت جدي .. ضحكنا كثيرا و لعبنا ... كان احتفالا رائعا .
بعد نهاية السنة الدراسية تخرجت بتفوق و التحقت بالجامعة حيث كان عمر يدرس .. لم اراه كثيرا .. لكن كان يكفيني ان اعلم انه معي في نفس المكان ..
في احدى الايام كنت ابحث لجدتي عن صندوق به كتب في المخزن كانت قد طلبت مني البحث عنه حتى اختار منها ما احب ... اهوى القرأة .. و بينما انا انتقل من صندوق لاخر ... وجدت صندوق خشبي كبير مغلق بقفل و عليه ورقة تغيرت لونها مكتوب عليها مي ...كم خفق قلبي لرؤيتها ... خرجت لجدتي و استدعيتها للمخزن .. اريتها الصندوق .. اغمضت عينيها قليلا كانها تفكر ... ثم فتحتهم بدهشة
" يا الهي انها اغراض امك .. كنت قد وضعتهم في هذا الصندوق حتى اعطيك اياه عندما تكبرين لكنني نسيت ... اذهبي استدعي عمر و طلال انهم بالخارج" .. دخلت الصالة و كانوا هناك يتحدثون سلمت عليهم و طلبت منهم اللحاق بي للمخزن حيث جدتي تريدهم ... طلبت منهم جدتي نقل الصندوق الى غرفتي ... غرفت امي في الحقيقة التي اصبحت غرفتي بعدها .. كنت استخدمها كلما جئت لزيارة جدتي ... فانا اقيم مع والدي و خالتي راوية و اخواتي .
تركتني جدتي و بعد نصف ساعة اتت لي بالمفتاح و هي تبتسم .... "نسيت ان كنت وضعته لقد كبرت و كبرت ذاكرتي معي "
حضنتها بقوة ... كنت اشعر اني على وشك التعرف على امي ... " في هذا الصندوق كل حاجات امك من ملابس و اوراق خاصة ... بعد موتها جمعت كل اغراضها و قسمتها .. ما وجدت فيه ذكرى جميلة أدخلته في الصندوق ... اما غيرها تصدقت لها بهم ... عسى ان يغفر الله لها " كانت جدتي تنظر الى الصندوق و دمعة وحيدة تخترق وجنتها التي بدأت تذبل من التجاعيد ... اخذت المفتاح منها و شكرتها ... تركتني و رحلت .
لم اخرج يومها من غرفتي كما استأذنت من والدي ان ابات يوما اخر عند جدتي .. اخبرته جدتي عن الصندوق فوافق ... تصفحت كل شيء ... اوراقها صورها .. جربت ملابسها ... مجوهراتها ... كانت جدتي قد احتفظت بهم جيدا .. ما زالو في حالة جيدة جدا... قرأت مفكراتها ... و عرفت عن رامي ... و ابي ... عرفت ايضا عن ام عمر ... كانت هناك رسالة يبدوا انها من صديقتها ... اسمها ميادة ... كانت الرسالة تتحدث عن حياتها و بداية شرارة الحب بينها و بين من اظن ان اسمه هاجد ... لم يكن اسم ميادة غريب علي ... بعد فترة تذكرت امرأة الاعمال ميادة ال... انها اشهر من النار على العلم ....
بعد يوم و نصف من الذكريات و الحقائق ... عرفت يومها اي نوع من النساء كانت امي ... وجدت من ظمن اوراقها رسالة استقالتها و اسم الشركة التي كانت تعمل فيها ... و التوقيع كان من رامي ال.. علمت انه هو من احبته امي ... دفعني الفضول للبحث عن هذه الشركة ... كانت ما زالت موجودة مع تغيير بسيط في اسمها ... سألت جدتي عن ميادة صديقة امي ... فكرت خالتي كثيرا ثم كانها تذكرت شيء .. اه بنت ال.... اجل كانت صديقتها المقربة ...
" هل استطيع ان اتحدث معها ؟"
"لماذا ؟"
"انها صديقة امي و ارغب لو استطيع رؤيتها "
"دعيني افكر ... الم تجدي رقم هاتفها في اوراق امك ؟"
"لآ لم اجد شيا "
هنا دخل خالي سيف مع زوجته هند بنت عمه ماجد .. ماجد جدي اخو جدي محمود سلم علينا و سألته امي إن كانت يتذكر ميادة صديقة مي .. فكر قليلا ... ثم قال اظن انهم ما زالوا في بيتهم القديم كنت متحمسة و طلبت منه ان ياخذني الى هناك ... استغرب طلبي لكنه لم يكن يرفض لي طلبا ابدا .. لبست عبائتي و خرجت معه ... ضعنا قليلا لكننا في النهاية وجدنا البيت بعد ان سالنا شاب في الحارة فدلنا عليه ...
كان قلبي ينبض بقوة .. كنت قد اخذت رسالة ميادة معي ... ضغطت على الجرس ... فتحت لي خادمة الباب ... سالتها عن ميادة ... قالت انها موجودة تفضلي ... و بعد قليل خرجت الي فتاة في العشرين من عمرها جميلة جدا .. نظرت الي باستغراب ...
" السلام عليكم ..."
" و ... وعليكم السلام .. قلتها بشك "
" تفضلي ..." كانت تقولها و هي تاشر الى مدخل البيت
" شكرا لك .. انت ميادة ؟"
" نعم انا ميادة "
" انت ميادة ال... ؟"
ردت بخوف " اجل انا ميادة ال.."
"لا يعقل فميادة التي اريدها لابد انها الان في الاربعين من العمر لا في العشرين !"
" السلام عليكم " اتانا لحظتها صوت من الباب
التفتنا لمصدر الصوت ... كانت امرأة في الاربعين من عمرها .. جميلة ...انيقة ... وواثقة
"لابد انك تقصدين عمتي ميادة " قالتها و هي تاشر الي القادمة
وقفت القادمة مع الجملة التي قالتها ميادة العشرينية .. و ابتسمت و هي تتامل ملامحي ... "هل يسأل عني احد"
" انت ميادة ال.. صديقة مي ال.. "
فجأة عبست الواقفة و فتحت عينيها بقوة ثم اغلقتهم و تنهدت ... " الان فهمت لما شعرت اني اعرفك .. فتحت عينيها .. انت ميار صح ؟"
"لا انا شيماء ابنت مي "
اندهشت كثيرا .."شيماء ؟!... هل كان لمي طفلة و انا لا اعلم .... تفضلي عزيزتي تفضلي "
" شكرا لك و لكن خالي في انتظاري ولا اريد التاخر عليه .. كنت فقط .. كنت قد قرأت رسالتك لامي ، و اعطيتها الرسالة و انا استكمل .. فشعرت برغبة شديدة لرؤيتك ... فطلبت من خالي ان يحضرني اليكم .."
" كانت تقراء الرسالة بهدؤ.. ثم ما لبثت ان ادمعت عينياها .. اجل ... اجل ... اتذكر هذه الرسالة .. "
نظرت الي و ابتسمت خلف دموعها " اعذريني عزيزتي لكنها اعادت لي ذكريات قديمة .."
ابتسمت و هززت رأسي .... مسحت دموعها " هل تسكنين مع جدتك ؟"
"لا مع ابي محمود "
"اه ...و كيف تعاملك زوجته؟"
"خالتي راوية ؟! انها اطيب ام رأيتها في حياتي تفضلني على ابنائها حتى .."
" الحمدلله "
" هل لي ان احتفظ بالرسالة ..."
نظرت الى الرسالة التي في يدها ... ثم مدت يدها الي اجل .
شكرتها و استأذنت منها ...طلبت مني رقم هاتفي و اخذت رقم هاتفها
ميادة الصغيرة " الان عرفتك ... انت طالبة في كلية الفنون اليس كذالك ؟"
ابتسمت "اجل "
" دائما اراك مع سناء "
" هل تعرفين سناء ؟"
"اجل انها ابنت جارنا "
"اه مصادفة جميلة "
"اجل " ابتسمت
استأذنت و رحلت
التقيت بميادة بعدها في الجامعة و اصبحنا اصدقاء علمت منها ان هاجد زوج عمتها توفي في حادث سيارة في طريق العودة من العمرة ... و انها لم تتزوج بعده و انما كرست حياتها لتساعد النساء للنهوض و النجاح حتى اصبحت اشهر من النار على العلم في المجتمع .
تخرجت من الجامعة و اقمت لي اول معرض لرسماتي ... كانت اغلبها عن امي ... مي
و اكيد فلقد تزوجت من عمر و انا اعيش حياتي معه بكل حلوها و مرها ... و احمد الله اني لم اعطي حبي لمن لا يستحق .
تمت بحمدلله .

 
إنضم
13 أكتوبر 2008
المشاركات
4,915
وقفات من القصة
* مي الفتاة الحالمة الجميلة الناعمة صاحبة القرارات السريعة الخاطئة احيانا و الصائبة احيانا .. احبت رامي بسرعة و لم يوقفها ديانته ... فسرت هديته بمعنى مختلف رغم انه وضح لها انها مجرد صديقة .. وافقت الزواج من محمود الذي لا تحب بسرعة و دون تفكير جدي ظنا منها ان ذلك سيعيد رامي اليها ... استقالت من عملها عندما لم يأثر قرار زواجها على رامي و رغم كل ذلك لم تقف مرة واحدة و تسال نفسها اين سياخذني هذا الحب ... و بالسرعة التي تزوجت فيها محمود بالسرعة التي قررت الانفصال عنه و لم تختر الا ابشع الطرق لتوصيل الفكرة ... حتى بعد ان تطلقت لم تعيد حساباتها و لم تراجع مواقفها و هي المحاسبة بل قررت الهجرة للابتعاد عن كل شيء ... و ياتي قرارها الاخير الذي هدم ما تبقى لها من امل عندما اخفت امر حملها و اكملت حياتها في الخارج بعيدا عن اهلها ... حتى عندما افاقت من غفلتها و اكتشفت مدى سخف حبها قررت بسرعة الاتصال بامها و اخبارها بامر حملها ... ما اسرعها ... لا اظن انها تفكر قبل ان تقرر .
*ميادة تلك الفتاة المعتدلة احبت بصدق بعد ان كانت لا تطيق زوجها ... خدعتها مشاعر الاعجاب التي شعرت بها في مرحلة المراهقة لكنها لم تمنعها من رؤية الحقيقة فور دخول هاجد لقلبها ... ضحت كثيرا في نظري و رغم وجود امثالها في مجتمعاتنا الا انني دائما اسال نفسي لماذا كل هذه التضحية ... امن اجل زوج ميت ... مهما بلغ بي حجم الحزن سياتي يوم وسيخف عني الحزن .. اذا لماذا لا استكمل حياتي و اعيش . و مع ذلك حققت النجاح لنفسها و من يدري لربما تتزوج الان و هي في الاربعين !
*سيف قضية شبابنا و للاسف انهم ليسوا بشخص او اثنين و انما مجموعة منهم ... يتزوج زواج غير متكافي ... سواء كانت تعمل خادمة ... او لا ... لم يفكر قبل الزواج ما مصير ابنائي منها ... لم يفكر هل سيقبل احد ان يتزوج ابني من ابنتهم او هل ساجد لابنتي عريسا مناسبا .. و تراهم يفخرون ان زوجاتهم من تلك الجنسية .. حتى انه في فترة كانت موضة الزواج من الفلبينية ... لكن .. لابد للروحانية ان تنتصر .. سيف تربى على روحانية عالية ... تابى ان يعيش بعيدا عنها ... هكذا حالنا مع الاسلام .. يتغلغل فينا حتى يتملكنا .. فلا نستطيع بعدها العيش بعيدا عنه طويلا ... لابد وان ياتي يوم نعود فيه اليه ... لاننا ببساطة لا نقوى العيش بدونه ... و كاذب من يقول انه لا دين له ... لانه يقينا تاتيه لحظات يشعر بالضعف و يبحث عن مسير الامور ...
* محمود النبيل ... ليس منقرضا في مجتماعتنا بل موجود لكنه للاسف لا يسلط الضوء عليه و ان سلط قيل انه ضعيف .. لكن الحقيقة هو نبيل .. محب .. و خلوق ..مثال لفارس احلامنا اجمعين ... رغم الانكسار الذي تلقاه من مي الا انه كرجل لن يدفن عمره يرثي نفسه بل لابد له من الانطلاق يوما ما و نسيان الماضي .. و اجمل انطلاق هو الذي تجد معه انسانة مرهفة في الجانب الاخر تساعدك على الوصول هكذا كانت راوية لمحمود.
*شيماء لم تشاء ان تكون صورة من امها ... بل نرا الفرق بينهما عندما لبست العباءة بينما امها كانت ترتدي التنانير القصيرة .. شيماء هي المرأة المسلحة بالحب و الحنان ... تحب من حولها و يحبونها ... حتى ميولها لم تكن كامها .. فبينما امها كانت محاسبة .. شيماء كانت فنانة ... رغم انها علمت بعد ذلك بحقيقة امها من اوراقها الشخصية التي وجدتها في الصندوق الا انها ابت ان تسيء لها و لكننا وجدناها تبحث عن اعز صديقات امها ... لربما ظنت انها تستطيع بذلك ان تكون مع الاشخاص الذين احبوا امها و احترموها ... في النهاية من بامكانه التكهن بافكار الفنانين .. كل ما اعرفه عنهم انهم مجانين J.


 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى