مضت الاشهر وانا كل يوم ازداد قربا و الفة به حتى اصبحت امازحه و اشاكسه ، طلب مني مرة الخروج للغداء معه لكنني رفضت بحكم العادات و سبحان الله لم افكر يومها في خالقي بل دفعني الخوف من الناس و ثرثرتهم التي قد تصل لوالدي ان ارفض عرضه . كنت اتعمد التاخر في العمل لابقى معه فترة اطول خصوصا في هذه الفترة فنحن نراجع الحسابات و نعد الميزانية للسنة المالية القادمة خصوصا انها سنة مميزة و مليئة لمكتبنا اذ تلقينا عروض من 3 شركات كبيرة لانتاج برامج لهم و صيانة حواسيبهم ، عموما في احدى الايام و انا اراجع ملف مهم اجهزه لاقدمه له لم اشعر بمرور الوقت و انتهاء فترة الدوام و انا على هذه الحالة إذ بطرق خفيف على بابي رفعت راسي لارى من الطارق ، كان رامي واقفا ينظر الي ابتسمت له و عدت اكمل عملي و انا اقول "انتظر قليل سانهي الان ما في يدي " لكنني فوجئت بعلبة توضع امامي أخذت ابحلق في العلبة كانها شيطان رجيم ثم رفعت بصري اليه متسائلة؟ قال: " أردت ان تكون هديتي الاولى التي تصلك .. عيد ميلاد سعيد " شعرت حينها كانه صب علي ماء بارد .. شجعني على فتحها فاذا هي قلادة تحمل زهرة صغيرة من الالماس و قرطين لنفس الزهرة .. وقفت اتامل القلادة ..كم هي جميلة .. رفعت عيني لاشكره لكنها وحدها الدموع عرفت طريقها للخروج. إقترب مني .. أمسك بيدي و قال بصوت حنون ضعيف مليء بالحب :" أنت زهرة حياتي ..أتمنى ان تقبلي هذه الهدية مني. " أردت وقتها أن أرتمي في حضنه .. ,أصرخ "أحبك" ..لكنني بقيت أنظر الى القلادة و الى ظله الذي اعلن مغادرته للغرفة.. قنبلة كبيرة فجرتها يا رامي .. قنبلتك هذه هي من اعلنت حالة الطوارىء في مدني .. لا اعرف يومها متى عدت الى البيت ولا كيف لكنني لن انسى ذلك اليوم ابدا فمعها بدأت حكايتي و معها قتلت الكثير الكثير لاصل اليك .
لم أذهب للعمل في اليوم التالي .. في الحقيقة أصابتني حمى أقعدتني .. لم أنم ولم أكل منذ يومها ، و بعد 3 ايام من الصراع مع المرض و مع افكاري شعرت بتحسن و قررت العودة للعمل .
اتاحت لي هذه الايام الثلاثة الوقت لافكر في ما عناه رامي في ذلك اليوم . كما انني فكرت الى ابعد من ذلك فكرت لو انه عنى ذلك فعلا فهل ساقبل به وربما كان مجرد التفكير في هذا الموضوع ما زادني مرضا الا انني قررت في النهاية ان استعلم منه ماذ عنى بجملته و لما رحل قبل ان يبدد الظلام الذي خلفته الجملة ، ثم كان لي عتب عليه، لما لم يسال عني طوال الايام الثلاثة المنصرمة؟ هكذا عدت الى عملي و في جعبتي الكثير من الاسئلة له .سالت عنه و علمت انه في رحلة عمل تستغرق 3 ايام و من المفترض ان يعود اليوم .."أذا هو ليس في المكتب .. لابد انه لا يعلم عن تغيبي! " تنفست الصعداء عندما وصل تفكيري الى هنا "لا يهم ساعرف الحقيقة اليوم".
و الحقيقة انه لم يحضر للعمل اليوم مما زاد من أفكاري جنونا . يومها غادرت المكتب و انا ضائعة اكثر حتى انني بقيت في سيارتي اسرح في افكاري فترة لم اتنبه فيها الا على صوت هاتفي
" مرحبا "
" مساء الخير مي كيف حالك ؟
"الحمدلله كيف حالك انت ؟
انا بخير ... اين انت
هنا انتبهت انني ما زلت في مواقف السيارات
"انا ما زلت في طريقي للمنزل لماذا؟"
"هل تستطيعين المرور بي ؟"
"كم الساعة الان قلتها و انا ابحث عن ساعتي فجاءني الرد من الطرف الاخر
" انها الثامنة .."
انصعقت لمعرفة الوقت لابد ان أبي ينتظرني على أحر من جمر الان
" اعذريني ميادة لا استطيع المرور بك الان فلقد تأخرت في العودة و انت تعلمين انه لن يفوت الفرصة لاذلالي "
"لا عليك ليس في الامر طارئ "
شعرت بنبرتها الحزينة .. ميادة بها شيء لكن لن استطيع المرور بها قبل الذهاب للبيت
"ميادة حبيبتي دعيني اعود للبيت و ان سنحت الفرصة اتيتك "
"لا عليك ... الى اللقاء "
"الى اللقاء"
يا ترى من هي ميادة ؟ هذا ما سنعرفه غدا ان شاء الله