مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

نظرة حب ..للكاتبة حمران النواظر

آه ياقلبي

ملكة متوجة
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666

في السوق مريم وفاتن ونورة يتجولون بحرية وضحك وشوشرة.. السايق اللي وصااه فيصل انه يتبعهم بكل خطوة كان اهو الحرية... كانو ساعة يشترون وعشر ساعات يسولفون ويضحكون ويتسامرون مع بعض.. ومريم اهي سيدة المجال..وفاتن اللي ما بخلت لان حياتها باميركا علمتها قليل من اسلوب الانفتاح.. ما عادت مثل قبل لا مشت عيونها معانقة الارض.. علمتها جولاتتها ويا مساعد انها تطالع وتشهد وتحلل وتفكر بالاشياء..

وبآخر الجولة قعدوا في مطعم على جانب من المجمع وطلبو شي يشربونه عشان يروون عطشهم

نورة وهي مثارة وويهها محمر:.. والله اني ماقد فرحت بشوبينغ كثر هذا..
ابتسمت فاتن ومريم ردت بشراسه: قوليها بعد لان فاتن معانا
نورة: وليش ماقول.. الا اقول ونص.. (بابتسامة رضا) انا مادري ليش حسيت بان فاتن خيار لا يعلى عليه كزوجة لاحد اخواني.. وخصوصا مساعد
انحرجت فاتن وحمر ويهها.. اما مريم ردت بصرامة: والله انا كلش ما شفتها حرمة لاحد اخواني..
فاتن تضربها على جتفها: وليش؟؟ مو قد المقام
مريم تاشر على ويه فاتن من غير ما تناظرها: طالع هذي؟؟ الحين انتي مو قد المقام؟؟ ليش بالله واحنا عيال منوو يعني؟؟ لا بس.. انا ماشفتج حرمة لمساعد لانه بمثابة ابونا وما حسيت ارفيجتي الصغيرونة امي.. (ابتسامة غبيه )
فاتن: هههههههههههههههههههههه والله انج مو صاحية..
مريم بفخر ترفع حاجبينها:.. واعــتـز..

بوسط السوالف والعصير اللي ياهم قرروا انهم مرة وحدة ياكلون شي ويردون البيت.. وبالزاوية الثانية من المطعم .. بعيد عن عيون مريم كان عايض.. قاعد ويا جماعة من الشباب وهم يتسامروون ومو هامهم شي.. لمن لفت نظره التنديل لانه كان يبي يطلب شي.. وشافه واقف عند طاولة مريم ومرة وحدة شافها وياهم.. وردت دقات قلبه تنبض لها البنت.. صج انها غريبة من نوعها واثرها اغرب عليه.. شلون تأثر بها وهو اللي ما قط نطق لسانه بلسانها.. يمكن لانها غير عن البنات..

وحاول انه يتجاهل وجودها لانها اخر ما يمكن انه يغزر نفسه معاها.. وكأنه حاس ان البنت مو من طينته المايعة .. لكن بعد.. حس التحدي فيه ما خلااه على راحته.. ويوم ياااه التنديل .. مسك منديل واخذ القلم وكتب بيت شعر علية وعطاه التنديل واشر له انه يوصله لمريم.. والتنديل الغبي بكل حسن نية راح ووصل العصير مرة وحدة والمنديل لجهة مريم .. وحط المنديل المطوي يم عصيرها.. واهي بعد ما شربت العصير – وعيون عايض ترقبها من تحت لتحت- سحبت المنديل عشان تمسح ثمها.. وبالصدفة لقت المكتوب..

ليتك تعرف ان الهوى سهم ذباح.. وقلوب عشاق المحبة رقيقة

استغربت مريم من المنديل.. بس ما عطته انتباه اكثر.. يمكن احد كاتبه بالغلط.. بس شلون اييب لها منديل وسخ.. صج انه حمار.. وما تكلمت ويا احد زيادة عن الموضوع لانها بمجرد ما جعمزت المنديل نست لموضوع.. وبدت في سواليفها ويا مريم وفاتن..

التنديل رد مرة ثانية عند طاولة غير عن الطاولتين واشر له عايض انه اييه.. وسحب منديل ثاني من بعد مااا شاف ردة فعل مريم عشان يأكد لها عن الموضوع.. وكتب على المنديل شي .. وعطاه التنديل اللي بكل غباء ورحب صدر وصله لمريم.. وهالمرة عطاها ايااه في اليد واهي استلمته باستغراب وتوتر.. وجدام عيون كل من نورة وفاتن..

فتحت المنديل ولقت مكتوب بداخله..

وليتك تعرف اني ليا شفتك ارتاح.. والقلب يسعد يوم يلقى رفيقه

تظايقت.. يعني اول مرة غلطت.. ثاني مرة معناته تعمد.. والتنديل الحمار راح ولا تقدر تسأله .. بس مردها بتسأله اول ما يوصل..

فاتن وهي تراقب ملامح مريم المعصبة وهي تكور المنديل وترميه بالزبالة الجريبة: مريم علامج؟؟؟
مريم وهي عاقدة حواجبها بظيج: مافيني شي بس العصير مو حلوو..
نورة: طلبي لج عصير ثاني..
مريم وهي حاسة بحرارة في صدرها من الظيج والتوتر:.. لا مابي خلاص.. هونت.. من يوم ورايح بشرب ماي..

تبادلو كل من فاتن ونورة نظرة غريبة وعيون مريم اللي كانت تحس بظيييج بصدرها منكسة على الطاولة ولاحظ عايض توترها.. اكيد ومن اللي مثلها ما تتوتر.. بنت بمثل عفتها واخلاقها اكيد بتتوتر يوم انها تلاقي هالنوع من " المظايقات" .. بس شسوي.؟؟ الشي اكبر منه!! تسبب له نوع من الجنون وهو الصاحي.. ويوم يا عنده التنديل مرة ثانية.. سحب منديل وكتب اعتذار..

..:: آســــــــف ::..

ووصله التنديل لمريم مثل الشعور وهو حاس بالفخر ما يدري انه راح ينكفخ بالنعال.. ووم وصل المنديل لمريم اخذته بهدوئة وطلبت من الهندي انه يوقف.. وبوقفه الهندي اضطرب عايض مكانه وهو حاس انه راح ينسطر اليوم.. وتم مكانه وهو يحس بالرعشة تسري في صدره.. فتحت مريم المنديل.. وقرت كلمة

..:: آســــــــف ::..

واشرت للهندي بالمنديل : من اللي مطرش هذا؟؟

اشر الهندي بكل بساطة الى عايض اللي كان فاج عيونه بطريقة تبين انه انجك.. اما مريم يوم شافته دق قلبها بعنف وفاتن ونورة يراقبون الوضع باستغراب.. من هذا الصبي وشفيها مريم وياه؟؟؟

نظرة مريم لعايض كانت قاتلة.. بحدة وبسواد خلاها ما تحس الا بالقساوة بملامحها.. وهو اللي من الحيا ومن نظرتها اللي خلته يحس بجيمته اللي تبخرت نكس عيونه للطاولة.. وتم محتاس مكانه لمن قام وراح... وربعه تمو يصوتون عليه وهو ابدا مو ماعطي احد ويه... كانت الرجات في صدره عنيفة ومووو مصدق ان هالتصرف بدر منه ولمن؟؟ لبنت مثل مريم....

اما مريم بعد نظرتها الخاطفة والقاتلة لعايض كورت المنديل وقطته

فاتن مطالبة: مريم شالسالفة تكلمي؟؟
مريم وهي منزله عيونها وهي عاقدة حواجبها.: لا بس.. واحد واطي كل شوي يطرش لي منديل كاتب عليه بيت شعر.. الظاهر انه مشبه علي بأحد مثله..
نورة ابتسمت ومسكت يد مريم:.. ما عليج حبيبتي مثل هالمواقف صايرة وعيال الحرام كثار.. لا تعورين قلبج

وين ما تعور قلبها.. مريم قلبها من زمان انفطر على هالحركة اللي صابتها.. لكن تمت ساكتة وهي عاصية الدمع بعينها.. الا ان فاتن اللي تفهم شعور مريم تجاه هالحركات عرفت انها كاتمة قهر في نفسها.. وعشان تهدي من قهر ارفيجتها..

فاتن لنورة: نورة خلينا نروح من هني..
نورة بصدمة: طلبنا الاكل؟
فاتن تتكلم ومريم تناظرها:. لا بس خلينا نروح.. بعزمكم على بيتنا شرايكم؟؟ تاكلون من طباخي وطباخ امي.. وتحلى القعدة اكثر..
نورة وهي تراقب مريم الي كانت تناظر فاتن وحست انها مستعدة لهالاقتراح: خلاص عيل.. سرينا...

اشرت نورة على التنديل ويا لحدها وقالت له وعطته فلوس العصير وراحو.. مريم طول الرحلة لبيت فاتن ظلت ساكتة وهي حاسة بنغصة في قلبها.. تتمنى لو انها ما كانت في المجمع وجدام الناس عشان تلوي رقبه هالخسيس بالعقال اللي كان على راسه..

سخيف .. رددت في قلبها.. مو كفاية شعره التافه باول ايام الجامعة والحين باديها وياي في المجمعات.. صج انه جليل اصل.. وحيا بعد.. اااخ لو فيني اقول لجراح جان لوى له هاليد وكسرها.. خلاها يحملها سنة كاملة على بطنه..

يوم وصلت السيارة بيت بو جراح كان جراح طالع من فترة خمس دقايق ويا امها وسماء .. رايحين محل بورسلين يختارون جم اصيص وجرة عشان يحطونها بالزاويات

-------------------------------

غزلان من طرف ثاني ظلت تجيل ببصرها على اوليات التنجيد اللي في القعدة.. وبعيد عن مشاعر الانتقام والاضطراب العاطفي اللي عندها استحسنت الشغل.. واستحسنت ذوق لؤي انه يخلي المكان باللون الاخضر المخملي.. مع ان الشمس بتذبحه الا انهم بيجددونه كل ما سنحت الفرصة..

تحسست الخلق وهي تبتسم بخفة.. وكان الابتسامة خفية عن عيون الناس.. تبادل نفسها الطيبة اللي غلفتها بالتصنع والغرور اللي ما منه فايدة.. باجر اخر ايام شغلهم عندها.. هذا اللي مر في بالها بتنهيدة.. ولازم اكمل شغلي ويا لؤي.. عشان اقدر اسيطر على جراح من أول ويديد.. ما يصير اخليه يلعب فيني مثل ما يبي.. انا بعد ابي دور في اللعبة..

اجهدتها هالفكرة.. من زمان كانت جاهدتها لكنها الحين حست انها على وشك الاستسلام.. ومن زود الاحساس بالخذلان قعدت على الكرسي الغير مكتمل وهي تضم رجلينها لعند صدرها.. كانت الجلسة مغطاااة بالطربال من الجوانب كلها عشان ان السماء تهدد بالامطار.. وما يبون الشغل يخترب قبل لااا يكمل.. وطبعا هذي كانت بادرة لؤي..

لؤي... تردد اسمه في بالها من غير اي حسبان.. اي شعور توقظ فيها اليوم من نظرات غصون العديمة الحيا.. شعور غريب ما حسته بحياتها.. وكان احد يتعدى على شي من خاصياتها.. ولكن هذي هي غصوون.. عمرها ما كانت شي غير هالشخص.. مع انها كانت انعم من جذي....

بدلة ارماني وجنطة دبلوماسية.. هذا اللي وصفت زوجها من بعد قصة الحب الغرامية اللي جمعتهم... يارب.. جذي الزواج بعد الحب؟؟ الزوج يصير شيء والزوجة تصير شي .. وتختلف المعايير والصفات وتتحول الى اشياء لا حياة لها..

على هالفكرة الحزينة.. تلونت السماء بحزنها.. وتلبدت الغيوم.. وانطلقت بالاندماج مع بعضها.. سالبها بموجبها... تكابدت اكثر.. واطلقت الدمع.. عادت الغيوم باللون الاسود.. ومع هالجو ازدادت غصاات غزلان الغير مفهومة فيها.. وناولت نفسها دمع.. يمكن من بعده تترفه نفسيتها..

تبجي اهي صح.. لكن على شنو؟؟؟؟ على جراح اللي من أول ما عرفته للحين ما بادلها بادنى شعور من مشاعرها الجياشة ناحيته..

تبجي على لؤي اللي بغبائه بيحطم مخططاتها تجاه جراح..؟؟

تبجي على فراق امها وفقدانها لصوتها الحنووون اللي حرمتها منه بسبب شي اهي ما تظن انها ارتكبت اي غلط في قيامه؟؟

تبجي على اختها غصون.. اللي بطبيعتها القاسية ما سمحت لها انها تحزن وياها على حياتها اللي تمر فيها.. والظلم اللي انحطت فيه.. يمكن غصوون حبت زوجها لكن.. مو لدرجة انها ترتبط معاه.. او انها حلمت بالارتباط.. لكن اهو خذل احلامها..

تبجي على نظرات اختها لواحد اصغر منها يمكن باربع سنوات.. وكانها بنت السادسة عشر..

وبانعدام الافكار في راسها لحزنها العميق.. شهقت بطاقة عظيمة داعية للحزن ونكست راسها على ركبتها.. وكان شعرها البني ملموووم في عصبه رقيقة خلت الخصلات متدلية منها بهدوء وطواعيه..

مرت عليها الدقايق.. ومسحت دمعها بركبتها الي كانت مثبتتها بيدينها.. وحطت خدها اليسار المواجه لجدام على ركبتها.. وبهالمواجهة شافته واقف جدامها تحت المطر..

كان لابس كاب ازرق مبلل من المطر وهو يناظرها بهدوء.. رفعت راسها وعيونها المظيجة بالدمع العميق تناظره باستغراب.. تطالبه بايضاح عن تواجده بهالمكان..؟

وكأنه سمعها وفهمها.. وتجدم بخطوة الى داخل الجلسة وسحب جنطة العدة اللي كانت تحت الطاولة.. وبحركته هذي انكمشت غزلان على نفسها اكثر بظنها انه راح يتجدم صوبها..

لؤي بصوته الناعم وابتسامة طفولية مهدئة:.. نسيتها.. خفت لا تبوقينها.. ورديت لهم..

تظايقت لسبب او لثاني من سخريته.. وكأنها كانت موجهة لها شخصيا.. ووقفت على ريلها وهي تواجه ابتسامته اللي استفحلت لرماد من نظرات الجرح اللي كان في نفسها.. واهي انطلقت على عقبها وهي تمشي بالمطر بعيد عنه..

ما وعت الا للؤي يناديها من وراها.. وهووو مبللل بحدة من المطر..: غزلان..
التفتت له وهي تشهق من البجي: شتبي؟؟ ياي تتطنز اكثر؟؟ولا ظل فيني شي ما تلاعبتو فيه انتو الاثنين...

ظل لؤي يناظرها بعذاب.. لؤي اللي عمره ما بدى عليه الألم والضنا.. كان وجهه يتضرج بالحزن على شكلها ودموعها القوية..

غزلان وهي تشهق:... خلاص.. ما عدت ابي اشوفك.. ولا اشوف رقعة ويهك.. واذا بصفي حسابي ويا احد... بصفيه بطريقتي الخاصة..

وقبل لا تلتف على عقبها ياها صوت لؤي وهو واقف بحزم واتساع بسيط بين ريليه:.. تكونين غلطانة لو فكرتي ان الناس ضدج.. انتي اللي بنيتي الاسياج حول نفسج.. لازم انتي – بروحج- تتحركين وتنزعينها.. ترى انتي متساوية وياي..

سكت شوي وهو يفكر...

رد تكلم:.. في لحظتج هذي.. بعذابج وبؤسج... محنا متساويين.. انا صرت احسن منج...

ارتد على عقبه وهو بعده مواجهها.. رشح المطر زاد وكانه دم يتدفق من جرح عميــق.. ظلت غزلان واقفة وهي تناظر اختفاء لؤي عنها بطريقة هادئة... لمن وصل لعند الباب وركض واختفى.. صوت السيارة اللي كان فيها ماكان مسمووووع الا عند التشغيل..

تعاسة غزلان زادت.. وألمها كبر.. وجرحها عمق... دخلت البيت وهي تقطر من الماي وتركض من غير اي وعي لداخل البيت.. ما انتبهت حتى لامها اللي كانت تناظرها اهي ولؤي يوم كانو واقفين..

-------------------------------------------

في مطبخ بيت الياسي

من وصلووا على طول تحركو للمطبخ لانهم كانو يواعة.. ومريم اللي كانت بائسة في السيارة اول ما حطت بريلها على بيت حبيبها جالت الفرحة في خاطرها.. وتبدل مزاجها تدريجيا الى الخبال بعينه.. ظلو الثلاث في المطبخ يتعاونون في الطبخ.. فاتن تقطع السلطة ومريم تسخن الزيت عشان المقليات اللي بسوونها ونورة تقطع الفواكه للعصاير.. ووسط التسامر والضحك والنكت والذكريات.. رن تلفون البيت اللي المطبخ كان فيه تلفون موصل بخط البيت..

رفعته فاتن وهي تضحك والسجين بيدها.:.. ألووو..
سمع لنبرة صوتها المشوبة بالضحك وابتسم:... دوم يارب..
عرفت صوته وعلى طوول توازنت بنفسها:... معاكم.. لكن على شنو؟
مساعد وهو يحرك القلم بيده والسماعة باليد الثانية: الضحكة اللي كنتي تضحكينها..
فاتن وهي تبتسم وبصوت هامس:. الفضل ما يعود لي كله لخواتك؟..
مساعد باندهاش: معاج ريا وسكينة
فاتن: هههههههههههههههههههه اي معاي..
مساعد يتنهد وهو يحل القميص عن رقبته: الله يعينـــج.. بس شالمناسبةظ
فاتن: ولا شي بس.. طلعنا وعزمتهم باخر اللح..
قطعها بصوته الحازم: طلعتي؟؟؟؟ متى طلعتي
فاتن وهي تتدارك جملتها المقطووعة:.. امم اليوم بالظهر.. اتصلت فيني نورة وما جال بخاطري اني ارفض لها.. ووافقت..
مساعد ببرود قاسي: وما جال بخاطرج اني يمكن بطلب منج تخبريني على الأقل..
فاتن بعفوية: وليش اخبرك؟؟؟

سكت مساعد... مصدوم من جوابها.. ليش تخبرني؟؟؟

مساعد وهو ما يبي يطول بالموضوع اكثر:.. اذا عرفتي ليش لازم تخبريني.. Give me a call, all right gorgeous يالله مع السلامة...

ومن غير ما ينتظر ردها عليه سكره مساعد.. من شده عصبيته كانت يده ضاغطة على القلـــم .. رمااه وهو يمرر يدينه بشعره بتفكير.. رجعت حليمة لعادتها القديمة.. وانت يا مساعد لازم ترجع الياهل اللي كنت عليه معاها في التعامل.. تعقل نفسها من نفسها لا.. ما يصير.. اوكي يا فاتن.. عيل ليش تخبريني؟؟؟ أبتسم في نفسه.. شاف ان الوقت شارف على الانتهاء.. وحزم اغراضه ورتب المكتب بهدوء..ترك الربطة مهملة مثل قبل.. حمل الجاكيت والجنطه وطلع من المكتب..

شافته نجاة اللي كانت توها طالعة من مكتب بوزياد واستغربت:: رايح مساعد
مساعد وهالات التعب محايطة عينيه الجميلتين:.. اي نجاة ليش في شي؟؟
نجاة: لا بس كنت بقول لك ان..
انقطعت جمله نجاة بجملة ثانية:.. ان غصون الكندي هني.. ودامنك قاطع وما تسأل عن اصحابك.. اصحابك ما يقطعوونك..

ابتسم مساعد لغصون.. وتذكر.. غصون.؟؟ وما ادراك ما غصون.. هذي البنت اللي كانت في حياته مثل السحــر.. جميلة وبارعة في الحنكة.. لكن اللي افتقرته اهو.. ذوق مساعد بالبنات.. كانت بعيدة كل البعد عن ذوقه..

مساعد بصوته الرجولي وابتسامة أسرة:.. اهلين غصون.. توه ما نور المكتب
غصون بوقفتها المحنكة:.. بوجودكم.. عاد لا تقول جذي جدام ابوي.. توه منصدم وما بعده صحى من الصدمة.. ههههههههههههه
مساعد وهو يتكأ على المكتب:.. حتى انا انصدمت.. متى أخر مرة من ييتي هني؟؟ ثلاث سنوات؟؟؟
غصون بابتسامة:.. المدة بالضبط.. من تزوجت .. ما عدت ايي مكتب ابوي..
مساعد: بس طيفج ماااا غادر المكان.. غزلان متواجدة هني على اهب الاستعداد
غصون بضحكة انثوية راقية: اي غزلان... اممممم شي من نوعها هالبنت..
مساعد وهو يوقف على ريله مرة ثانية ويتنهد:.. اكيـــد.. كلكم عيال الكندي.. كل واحد يحمل طابعه الخاص في نفسه... على فكره شفت زياد في اميركا..
غصون وهي عاقدة حواجبها بابتسامة: وانت متى كنت في اميركا؟؟
مساعد وهو يبتسم وحاجبه المغرور مرفووع : مع خطيبتي.. كانت تسجل بالجامعة وشفته هناك.. زمـــالة بالجامعة..
غصون:.. اااه.. خطيبتك.. قالولي عنها...

سكت مساعد وما تكلم.. وهجمت على باله ذكرى غصوون معاه...

غصون وهي تحرك من يدها المزدانه بالمجوهرات.. تراقب الساعة:.. الوقت تأخر.. وصار لازم ارجع لبيت الزوجية.. اشوفك على خير..
مساعد : وانتي من اهل الخير والعافية.. سلميلي على الجنتلمان..
غصون: وانت سلم لي على الليدي..
مساعد وهو يحني راسه باحترام..: يبلغ...

راحت غصون من جدام مساعد وهو يناظرها.. صارت مثل لعبة البورسلين.. لامعة بالمجوهرات والملابس الانيقة.. لكن ما زالت مثل ما اهي.. فارغة المشاعر.. واكبر دليل.. لمعة عيونها اللي ما تغيــرت..

ومن بعد تحركها بفترة.. ياته نجاة وهي تسلمه بعض الاوراق.. وبعد التسليم

نجاة:.. انا شي واحد يحيرني في عيال الكندي
مساعد باستغراب: شنو اهو؟؟
نجاة: ان البنات طالعين بطخة.. والولد اهو الوحيد اللي يحمل جينات امه وابوه.. (ضحك مساعد ونجاة تحاول انها تفهمه اكثر) يعني صج.. الصفات اللي لازم تنوجد بالولد. من الغرور والتفاهة والسطحية.. متواجدة بالبنات.. لا شغلة ولا مشغلة.. رفاهية وفخفخة وعقل فاضي..
مساعد وهو يحمل الجنطة:.. لا تحطين في ذمتج نجاة.. ترى كما تدين تدان
مسكت نجاة بطنها المنتفخ وهي تعقد حواجبها:.. قل اعوذ برب الفلق

ضحك مساعد عليها بعمق وطلع من المكتب بعد وداعها.. واول ما ركب السيارة التفت الى تلفونه الي كان ناسيه من الصبح للحين هناك.. شاف ان فيه مسد كولين من فاتن.. واحد الساعة عشر الصبح.. والثاني الساعة 1 .. ورسالة من بعدها بتوقيت الساعة 9 الصبح..

<< صبـــــاح مكلل برياحين عطرة.. تحملها مراسيل النسم الباردة.. علها تبين لك وتحتفظ بحرارة الاشواق... صبــــاح الخيــر>>

نسمة الهوا الباردة.. رسولة فاتن اثلجت صدره اللي كان متظايق منها.. وحس انه – وهو يبتسم ويحرك السيارة- انه ضايع في متاهاتها.. في الوقت اللي تحسسه انه ماله قيمة او تواجد بحياته يلقى منها معاملة مثيلة.. تكلمت معاي بالطريقة الجافة من غير ما تبين سبب ظيقها.. وكان الجفااااف من عوايدها.. ولا اراديا ولا حسيا.. توجه الى بيتها.. يكحل عيونه بشوفتها..
----------------------------------

يوم فتحت مناير الليتات بالغرفة تمت واقفة تناظر الهدوء اللي يعم الديكور.. صور فاتن طبعا كلها راحت وكل اثر من ذيج الاثار تغطى بصور لوحات كلاسيكية وبورتريهات.. ورسمات يدويه لملامح غير واضحة.. ظلت مناير واقفة بتشكك وهي تسكر الباب وراها.. تمت تتنشق عطر الرجالي المتسكر بالغرفة زائدا البخوور الطيب.. تمشت في الغرفة بهدوء وهي تفتح المجارات.. شافت ورقة ودفتر نوتات على طرف السرير وسحبت صفحة وتمت تكتب ملاحظاتها عن الغرفة..

اول منطقة بدت فيها اهو الدريسرز. فتحت كل المجارات شافت ممتلكات مشعل فيها.. ما لقت شي مهم .. تمت تحاوس بالعطور وشمتها.. كتبت ارائها عن كل عطر..

اول عطر كتبت عنه "" رائحة الاجرام المطلقة""
والعطر الثاني "" احسااس الخوف من مناير""
اما العطر الثالث اللي اكثر شي عجبها وشمته اكثر من مرة بتواجدها ويا مشعل.."" ريحته وهوو يتصنع البراءة ويحاول يقنعني انه مااا سوى شي بحياتة غير ذبح زهيوي.""

تحركت من هالمنطقة الى الكومودينو القريب من السرير الكلاسيكي.. كانت غرفه مشعل رائعة بمعنى الكلمة.. التنجيد الاميركي الفاخر بالخشب الاسمر والاثاث بين اللونين الماروني والبيجي.. السرير كان رفيع وفيه عموودين عند المقدمة بس.. مخدتين.. وحدة حريرية والثانية قطنية.. غرفته تصرخ بالبذخ اللي يعانونه في هالبيت.. ويوم فتحت الاجرار لقت بالدرج الاول رزمة من الاوراق المدعوسة في ملف شفاف... وعلى طول طلعته... لقته خرابيط وخرابيش.. واشعار متناااثره .. غير موزونة ولكن تعبر عن عاطفة..

منها هالشعر..

<< يا حلو الايام لو ترجع على كيفي.. ما كان قلبي شكا فرقى مواليفه>>
<<كان قريب ولا يحتاج تكليفي.. واليوم راح ودمعي صعب توقيفه>>
<<من عقب الاحباب مكسورة مجاديفي.. غرقان واالموج يلعبي على كيفه>>

مناير بتفكير مسموع:... ايام؟؟ ترجع.. فرقى.. قريب راح.. دمع.. احباب.. الموج؟؟ شيقصد فيه؟؟ فراق صح لكن مع من؟؟؟؟

واول ما طرى على بالها من غير اي تفكير معين اهووو سفر اختها فاتن.. دق قلبها بعنف لدرجة انها مسدته بيدها.. ويات على بالها ذكراها هذاك اليوم الصبح وهي تشوف فاتن واقفة مع مشعل.. وازدادت مجاري الخوف في دمها.. وتمت تدور وتنبش اكثر...

لقت بعد قصاصة مكتوب عليها شي.. وبين هالاشياء خط مرسوم بدقة باللون الاحمر على سطر معين من الكلام..

<< ... نحن قوم.. ان احببنا .. متنا.. >>

سيطر الخوف عليها بطريقة غيـر معقولة في بالها.. وتمت تدور ولكن بتوتر عنيف بين الاشياء وتفتح الدرووج.. ويوم ما لقت شي راحت لعند الدرج الثاني وهي تدور فيه وما لقت الا صندووق فيه كبكات اقمصة ودشاديش.. ووسط هالدبابيس شافت سلسلة ذهبية فيها قلب ما عرفت شكله الا يوم سحبته.. كان على شكل ورقة قديمة فيها آية الكرسي.. وبدت ماكينة الذكريات تشتغل عندها.. اهي تذكر هالسلسلة بس وين ما تدري...

قطع فكرها صوووت رجولي متحدث من التفكير اكثر.. تجمدت فرائصها وخفتت حركتها من الاضطراب.. ولكن بديهيتها الكبيرة خلتها تجمع الاوراق و وتسحب بعضهم وتطويهم في جيب بانطلونها.. وتوها بتلتفت للباب الا ان شي شد عيونها للنظر.. شي كان مدسوس تحت مخدة السرير الوثيــر.. بهدوء راحت لعنده وسحبته.. واهتز جسمها يوم شافته.. وما طولت اكثر لان الصوت قرب منها اكثر واكثر.. خلاها سريعة الحركة لكن من غير انكار احتضار الروح من الخوف على المستقبل البعيد.. فتحت باب الشرفة اللي كان فيه درج يوصل للباب الرئيسي وطلعت منه ناسية فتحة بسيطة من الباب ... شردت بكل استطاعتها واهي تحس بالنار تتأجج فيها من الخوف والرعب.. دخلت البيت ومن غير اي كلمة توجهت لغرفتها.. سكرت الباب وقفلته وحطت يدها على صدرها وهي تحس انها ميتة لا محالة.. بعد اللي عرفته اهي ميتة..

دخل مشعل داره وهو مسرع صوووب السرير .. ما يصدق انه نسى صورة فاتن تحت المخدة من بعد ما كان يتأكد انه لازم يصطحبها وياه بكل مشوار من مشاويره.. قريبة من قلبه وبالضبط مع كل دقة من دقاته.. صاحبة مصاحبة.. مد يده لتحت المخدة... فما لقى شي.. مداها اكثر.. وتوتر قلبه .. وتم يدور اكثر واكثر واكثر.. لمن طاحت عيونه وهو رافعها على التيار الهوائي اللي كان يضرب الستارة ويلوحها في الهوا.. مثل العاشقة الهائمة.. تدور على مسكن وملجا لكن هيهات الهوا يتلاعب فيها مثل ما يتلاعب القرصان بالاسيرة.. مأرجحة بالهوا مطالبا اياها انها ترمي نفسها من غير الاأمل بالنجااة..

سحب يده من تحت المخدة ببطأ.. ابيض ويهه وقست نظرته.. راح عند الستارة بهدوء وهو يسحب الباب ويسكره.. ورفع عيونه مباشرة لبيت بو جراح.. نظراته اخترقت الجدران بعنف.. جالت وجالت بين الردهات والصالات لمن وصلت الى هذاك القلب اللي اهتز من الدق العنيف.. وكأن مناير بنفس الوقت حست لنظراته وسحبت روحها من الغرفة هربا منه.. وما شافت نفسها الا بغرفة خالد فجت الباب وراحت عند الستارة وكشفتها بجرأة وعدم خوف.. لبؤة تحمي عرينها من المخاطر.. وشافها بهذيج اللحظة مشعل ووسع فتحة الستارة.. وصار على مرأى منها..

رمت عليه من النظرات اللي تقدر ترميه.. سهام تخترق كبد السماء ولكن تظيع بغربة الفضاء وتضل دربها لقلب مشعل مميتة ايااه.. وظل هو بنظرته الباردة.. نظرة القرش وهو ينقض على فريسسته.. الا انها بعيدة المنال.. وبحركة تقدمية.. سكر الستاارة واختفى عن عيون مناير..

بهذيــــح اللحظة. بنفس الوقت تلاقت سيارة جراح ويا امه وسماء بسيارة مساعد... وانطلقووو الجماعة الى داخل البيت...
الجماعة انقسمت الى نصفين.. نورة ومريم اللي ظنو انها بتكون قعدة بسيطة فرحوا يوم عرفوا ان سيدة المطبخ ام جراح نفسها راح تطبخ لهم شي ياكلونه على السريع.. لان الدخيليه معظمهم كانو في البيت.. وفوق كل هذا شيخهم مساعد الدخيلي.. اللي فاتن من شافته تطاير الشرر من عيونها لكنها حافظت على هدوئها.. والجماعة الثانية كانت في الصالة ( الا وهما الرياييل) ومساعد كان ماخذ راحته على عكس ما هي فاتن اللي تتقلب مكانها مثل الهايمة على ويهها.. لاهو شوق ولا هو من هالسوالف.. الا عصبية وقهر.. انها تتصل فيه طول اليوم وترسل له مسج وهو ابد لا معبر.. لكن اييها بالظهر ويقول لها ويخرط الي يبيه ويسكر التلفون.. هذي هي الحرب.. لكن.. ما راح تعصب ولا شي.. بتخليها حرب باردة.. وهو اللي بيندم عليها..

جراح.. اول ما شاف مريم ونورة قاعدين في البيت حس بالانشراح بصدره.. لكن ما عاق انقلب هالانشراح الى حاجة ملحة انه يكون مالك هالعايلة بينه وبين نفسه. ورغبته هذي اللي ما زال يؤجلها بدت مستحيلة الـتأجيل.. وقرر.. لا بل صمم انه ما ينهي هالليلة الا بحديث خاص مع أمه وفاتن..

كيف كان لي قلب – افصح لنفسه- اني اشوفها قاعدة في البيت.. وانا عارف ان رغبتها هذي ألح في نفسي.. كيف اني ماني عارف كيف اخليها فرحانة ومكمل الدنيا بعيونها وانا ادري.. وكل واحد يدري انه بيده فرحة البنت اللي حاطها بقلبه.. الصبر والابتعاد هو اللي يكدر الخواطر ويبعد المشاعر عن الطريج الصحيح.. لكن.. هذا الشي ما عاد مستمر.. مريم ما بتطلع هالشهر وما بترد الجامعة.. الا واسمي يلتف حوالي اصبعها.. وويهها يشعشع بجمال امتلاكي لها.. تحت إشراف أعز قدرة وأقواها.. ياربي.. يا حبيبي يا ربي.. وفقني بكل خطوة.. محـتاج للتوفيج ومن غيرك نطلب منه هالتوفيج..

زهب عشى الريــاييل وما رضت فاتن انها توديه بصمت وتجاهل لكلام امها..

ام جراح: يمة فاتن سحبي عشى ريلج وروحي له..
فاتن وهي مغتاضة من كلمه ريلج.. هذا ريل.. هذا لوح: يمة قولي لجراح والله مالي خلق شوفي ملابسي..
ام جراح تبتسم لبنتها وتضربها بدلال على جتفها: وييي انتي ويا كشختج.. شحليلج.. ولا عاد هالفار اللي حاطته على التي شرت (ميكي ماوس) يالله يمة روحي لريلج من زمان ماقعدتي وياه يالله عفية على الشاطرين..

ناظرت فاتن امها بطريقة تكسر الخاطر.. يعني انا ليش اروح له. حرمته وخلاص يعني لازم اطيعه ولازم اسوي له اللي يبيه.. مادري من الراقد عني صبح وليل.. ولمن اقول راقد ما اعني بالنوم اعني بالتجاهل.. خله على كيفه.. متى ما بغى يصحه من هالتجاهل.. يمكن راح يلقاني جدامه ولهانة عليه.. لكن اني الحق وراه من مكان لمكان.. مستــحيل..

مقدمة طويلة وعريضة .. هذا كان كلام فاتن.. يمكن ما كانت تسمع النداء الصارخ في نفسها انها تروح ووتجابله وتقعد وياه.. تدقق في زوجها .. وتناظره.. وتشوفه.. وترسمه في صفحات أيام مستقبلها الجميــل.. صج انه يسوي فيها كل هذا.. لكن بعد.. يظل جميل مستـقبلها وياه.. زوج مثل مساعد.. ما راح تلاقي..

دخل جراح من باب الديوانية اللي مطل على المطبخ وهو يسرع فيهم..

جراح: يمة وينه أكلكم الريال من متى قاعد؟
ام جراح: وانا كاني اقول لاختك مادري شفيها شتتحرطم عليه؟
جراح وهو يتحرك بسرعة لفاتن: فتون حملي الاكل ويلا روحي له انا بروح اغير هدومي كله تراب ووسخ..
فاتن وهي تقضم قطعة يزر.: .. انزين غير هدومك وانزل اخذ العشا
وقف في ويهها وهو يرميها بنظرة .. واخر شي همس لها:.. روحي له لا تنضربين اليوم..
فاتن بنظرة تحدي: انتظرك .. يالله يالله... سو اللي قلت عليه..
جراح يطالعها برجا: فتوون خلينا نعشيهم ويروحون ابيكم في موضوع هام اليوم..
عقدت حواجبها وعرفت اهو شيبي يقول.. بس ماكو مانع في التجنن:.. اممم يا ترى ماهو هذا الموضوع المهم جدا..
جراح وهو شوي يقطع هدومه: فتووووون.. مو وقتج والله.. يلا روحي الحين انتي..
فاتن وهي تنزل عيونها.. فرحانة ولكن بتمثيل انها متظايقة:.. انزيــــن.. حشى.. الملك عندنا ولا أدري.. مساعد قال مساعد.. يالله بنروح له... (تأفأف.. ) يمة.. وينه الاكل..
ام جراح تناظر ولدها: عقلتها؟؟ قول الله يرزقك ببنت الحلال اللي تطيب خاطرك وخاطري..
بعد هالدعوة. رفع جراح يده للسماء وكأنه يطلب المطر: أميـــــــن.. يمة مرة ثانية ادعي..
ام جراح تبتسم:.. قول الله يرزقك ببنت الحلال اللي تطيب خاطرك وخاطري..
جراح بصوت رفيع شوي: آميـــــــــــــن.. ربي الدعوة من بيتنا مو بيت ام بدر...

ضحكت فاتن على أخوها.. وحملت الاكل.. اللي كان بسيط على كثـرته.. وطلعت من المطبخ وهي عارفة انها بأبهى حلاتها.. وابهى حلاتها معناته حلة أميــركا.. ملابس عادية وكلش مافيها من ببهرجة العرووس لمعرسها.. وهذا اللي اهي تفضله.. لانه لو تزوجها ما بيتزوجها عشان كشختها.. بيتزوجها عشان الجمال الروحي الي فيها.. وما كانت تدري ان جمالها الظاهري كان مسيــطر على الاجواء..

دخلت الديوانية..

ولقت أخوها عبد العزيــز قاعد ويا مســاعد.. يسولف له عن الكــورة وداش فيها حمــاس الأخ ومسـاعد, اللي كان مجابل الباب وكأنه ينتظر دخولها, يشاركه الحماس بحنان أبوي.. مسكت فاتن على قلبها أول ما شافته.. وحســت للحظات ان أبوها موجود معاهم في شخص مســاعد.. يالله.. للحين ما عادت تفهــم.. شلون ان هالأمان اللي تحسه سببـه مساعد وكأنه أبوها المرحوم.. كل هذا لانه أرفيج ابوي على صغر ســنه؟

أول ما دخلت عرفت مسـاعد مع انه ما شافها.. بس دقات قلبه اللي كانت اكبر جلجلة وفرحة بشوفتها خبرته عنها.. كانت بعيد وهي ترتب الأكل على الطــاولة.. وعزيــز اللي سوالفه ما خلصت كان الشخص الوحيد اللي تمنى وجوده مساعد لانه بسوالفه راح يخليه مشغول العين لا الفكر عن فاتن..

عبد العزيز بحماس:... وبعدين... يابها لك حسين علي بيليه.. وقولين ورى بعض لو تصدق.. (وقف وهو يمثل حركة القول) ما يابها من جدام مثل طلال يوسف.. لااااا.. . يابها لك على طرففففف.. يا سلام عليه .. (يشد على عيونه) كسر الشبك..
مساعد يبتسم له:... شقاااه ما كســره..
عبد العزيز وهو متجاهل الي قاله مساعد: اقول لك.. المباراة فظيعة..

ابتسمت فاتن لعبد العـزيز وهو يتكلم وتوها بتطلع. الا يطلع عبد العزيز من طرفها ويدفعها لعند الباب.. ضحكت عليه شوي.. وتوها بتطلع..

مساعد واقف وراها..: حيــاج.. تعشــي وياي..

وقفت شوي واهي تسترد نفســها.. من صجه الحين يتكلم.. يبيها تصفعه بالأكل..

التفتت له وهي مبتسمة:.... عافيــة عليك.. انا من زمان أكلت وشبعت... تفضل انت.. وسد يوعك... وجراح بييلك بعد شوي..
مساعد يمشي جم خطوة صوبها.. : انــزين قعدي وياي شوي.. (يعرف انها زعلانة) مو كفاية حاقرتني طول اليوم... قعدي شوي.. خليني على الاقل ارضى عليج..

نظرتها كانت نارية.. ومن شدة ناريتها ازدادت اضاءة المكان باللون الأصفر بعيون مساعد.. وحـس انها راح تنفجر عليــه اليوم.. مثلها مثل أيام اميركا ولكن بحلا ثاني.. يا ربي.. ليش ويهها يتلألأ مثل ليلة عيد كل ما اشوفها بهالأيام.. مستغرب حالها ولا ني عارف..

فاتن وهي تتكتف وبغرور تضيف شي..: والله الرضا.. ماهو محسوب علي انا بس.. الرضا محسوب على الجميــع.. بس من اللي يؤدي ويشجع الناس انها تؤدي وياها..
توها بتطلع الا بصوته يوقفه: شقصدج؟؟؟

التفتت له وشافت ان ويهه متسائل.. لكن بلمعة ماكرة وشقية.. مثل اليـهال.. ماكر وخبيث تعرف لهالمزاج... فبادلته المزاج بالمزاج..

فاتن وهي تمسك باب الديوانية: ولا شي.. انا بخليك الحين بييب لك عصيـر.. انت سم بسم الله وتهنى بلقمتك..
مساعد يبتسم: لا تحاتين.. جذي ولا جذاك.. بوجودج ولا عدمه بتهنى تدرين ليش؟؟؟
فاتن اللي ظاقت روحها من كلامها وتجهم شكلها:.. ليـش؟

مساعد وهو يروح لعندها وعيونه ظيقة وكأنه يبي يستأصل شي منها.. وكان بالفعل.. ورقة خس صغيرة متعلقة بشعرها.. سحبها بكل هدوء من الخصلة وهووو يحاسب على أنه ما يألمها..

وبعد ما خلص تم يناظر الخسة بيده ويناظرها بأهتمام.. وكأنه دكتور.. وهي عيونها تحولت من التجهم الى التسائل:.. لانه يكــفيني. اني اسمع .. دقات قلبج... تناديني بكل دقيقة بعد بيني وبينج!!

وينها فاتن بعد هالجملـة.. واقفة جدامها صح. لكنها هايمة.. ومن زود الأحساس العميــق الي حسته.. تمت رموشها ترف بغيـر تصديق... وما حست انها قادرة على الابتعاد قيد انملة من المكان.. الا ان مساعد هو من بادر بهالحركة.. وراح لعند الأكل.. وشمر ساعدييييه.. وارتعش من البرد شوي..

وبنظرة غرور لفاتن: لو سمحتي اذا بتدخلين دخلي اذا ما بتدخلين سكري الباب.. متنا برد...

وهاهي اللحظة الجميلة تطيـر من فاتن.. ومساعد اللي عارف وقف هالكلمة عليها تم مخفض عيونه مشغول عاد انه بالأكل.. ولكن في نفسه ضحكة كبيرة مجلجلة.. ما ردها بتعااانق المكان بعد روحتها.. وبالفعل.. سكرت فاتن الباب.. وظلت واقفة عند الباب وهي تفكر.. هذا ليش جذي؟؟؟ يبيني اضربه يعني؟؟ ولا متحمس للهواش.. تراني جاهزة والله.. ومسكت مكنسة تراب الزراعة اللي كان يم باب الديوانية الداخل.. مادري ادخل له الحين واعطيه جم ضربه...؟؟ لكن لاااء.. ليش.. انا ما بسوي فيه كل هذا..
مدت يدها بخفة للباب.. وفجته .. وشرت على طول.. سامحة للهوا البارد اللي ميت منه مساعد انه يتخلل له.. وهو اللي كان يضحك ويهتز بخفة عليها... ضحك من أعماقه يوم شاف هالحركة منها.. وفوق كل هذا كانت تمشي بخفة وهي تضرب الكف بالكف وكأنها مستمتعة بهالشي.. التفتت له قبل لا تروح عنه وابتسمت له.. وهو كل اللي سواه انه حنى راسه بحركة بسيـــطة مثل جنتلمانية الانجليز قبل.. وهذا اللي قهرها وخلاها تدخل..

مريم الي كانت متحقرصة مكانها ونورة اللي من صارت صلاة المغرب وهي مو فاجة التلفون عن اذنها.. قاعدة في زاوية وتضحك بخفة ونعومة على كلام ريلها اللي يسمعها أياه.. وكل ما تروح لها مريم تستعجلها تسكتها الثانية بزم اصابعها وهمسة: بعد شوي ...

ما تقدر تقعد في نفس المكان اللي فيه جراح.. ما تدري ليش.؟؟ ظيقة في نفسها صابتها.. لانها ما تبي تروح لعنده وتسولف له.. مشتاقة لسواليفه لكن لا.. بتخليه يحس على دمه وايي لعندها.. مو ايي ويسولف.. ما سوينا شي... ايي لعندها وينهي هالعذاب اللي اهي تمر فيه.. يارب.. يارب (وهي تناظر السما).. خلي هالليلة تعدي على خير وارد بيتنا بسلامة وصحة.. لاني ان ظليت هني اكثر ما بطلع..

نزل جراح من غرفته وهو واقف بالصالة.. طبعا صالة الحريم ما كانت قريبه منها وما يبين اللي قاعد فيها ليش ان الستارة كانت مسكرة.. الستارة اللي كانت من أفكار خالد للمكان.. عبارة عن ستارة مخملية عاجية مزينة بالورد البنفسجي على الأطراف.. تتدلها منها خيوووط صوفيه مخلية طابع ملكي على المكان.. وقف جراح وهو يحس بوجود مريم.. ابتسم لوجودها وتم واقف يـتأمل هالبيت بها على طــول..

وكأن القلب ينادي جزئه.. حست مريم لوجود جراح العزيز على قلبها وهدأ توترها.. وتمت قاعدة مكانها ويدينها بحجرها وهي تلوم في قلبها.. لوم وعتاب جميل من قلب حبيب الى حبيبه.. ولكن في نفس الوقت تصبر نفسه باالصبر الجميل..

تم جراح في نفسه.. يلقي احلى الكلام ينجرف معاه احساسه.. لكن ابعد نفسه من هالدائرة وطلع من الصالة لباب البيت.. متوجه للديوانية..

رجعت فاتن المطبخ وهي تطالب امها بالعصــير اللي كان جاهز.. فحملته وهي تعد نفسها لحرب ثانية مع مساعد.. لكن بلا خس بشعرها.. راقبته في المنظرة الي كانت على الباب لقته خالي من الشوائب.. وراحت الديوانية.. وملامحها اللي كانت مكتسة بالبرود اللي تبي تواجه مساعد فيه سرعان ما انقلب الى صدمة وجود جراح بالمكان.. وما آثرت الابتعاد وتقدمت.. حطت العصير وهي تراقب عيون مساعد اللي كانت مثل شكلها المصدوم لكن على شوي من الفكاهة.. بعد ما حطت صينية العصير مباشرة حطت عيونها بعيونه.. لقته شوي وينفجر من الضحك عليها..

فاتن بقهر:.. اذا بغيتوو شي تعال انت جراح خذه..

وطلعت من المكان مقهورة ومساعد يضبط نفسه من الضحك وجراح مستغرب منها..

جراح: شفيها ذي؟
مساعد وهو يربت على جتف جراح: سوالف حريم.. بعدك صغيــر عليها..

ومن قال مساعد هالجملة لجراح.. حس الثاني انها الفتيلة اللي بتفجر القنبلة اللي فيه.. لكن مو الحيــن.. بيقعد ياخذ ويعطي وياه بالكلام لمن يكمــل.. وهني بيعرف أحساس مساعد تجاه واحد مثله اذا راح وتقدم بمثل هالعمر ومثل هالشغلانة..

---------------------------

كانت الساعة سبع وخالد توه راجع البيت.. متهالك من التعب.. وعيونه مايشوف منها زين والحمد لله انه وصل البيت على خير وسلامة.. وقف السيارة على الباب وظل فيها شوي.. سند راسه للكرسي وهوو يتنهد بعمق.. يحس باليوع لكنه اتعب من انه يروح وياكل له شي.. بيظل في السيارة شوي وبعدين بيدخل...

بالصدفة سماء كانت طالعة من البيت حاملة طبعا حلاااوه تسويه الخدامة ويعجبها وايد.. وفكرت ان راح يكون بادرة طيبة منها انها اتييب شي وياها لبيت خالتها .. ومثل ليلة الحتفالات المزدانة بالالعاب النارية كان ويهها يوم شافت خالد.. مع انه ما يبين من داخل السيارة.. وراحت لعندها يمكن تشوفه بصورة اوضح.. واول ما تقربت ما شافته من داخل السيارة لانه طلع..

وقف جدامها وهو مبتسم بتعب ويناظرها براحة.. واهي بالمثل..

سماء: عاش من شافك..
خالد: عاشت ايامج ..
سماء وهي تتدلل عليه:.. مع اني لازم اكون معصبة.. والعجرة بيدي واضرب راسك بها على قلة الشوفات منك.. لكن بعد..(ابتسمت) اقول عاش من شافك...
خالد: هههههه.. العجرة مرة وحدة.. شعندها مرت الكهف.. وشحامله بيدج؟؟ (بمكر) عشاي؟
سماء وهي محرجة ولكن متداركة نفسها: وييي لا تطري نفسك.. هذا حلاووو لخالتي.. ليش مطبخ الابراج اللي اسوي لك عشااك واييبه لك.. الللي ييت من عندهم اكيد وكلوووك.. والظاهر ان اكلهم اطيب منا من جذي لازق فيهم
خالد: بل بل بل علييييييج... لسان وحدة هذا اللي عندج ولا عشر..
سماء وهي تحس بالظيييج فجأة.. وكانه تووها واعية على فراق خالد الطويل:.. هذا مو لساني اللي يتكلم.. هذا العقل وشكثر ما تحمل من الفراق.. والقلب.. لا تسأل عنه تراه في العن احواله
خالد: هههههههههههههههههه والله وتعرفين تتكلمين.. هاتي هاتي اللي في يدج خلينا نذوووقه..

وبطواعية راحت لعنده وهي تحمل الصحن بحفاوة... تكفل اهو بمهمة فج الغطا عن الصحن وتم يناظر الأكل بشهية..

خالد: من مسويه؟
سماء بجذب سريع: آنا..
يناظرها بعين وحدة: عيني بعينج..
سماء : هههههههههههههه انا اللي سويته.. حطته بالصحن وغلفته..
خالد: آهاااا.. وجذي صار؟؟؟
سماء بمرح طفولي:.. اهمممم..
خالد: هههههههههههههه ويا هالويه.. تدرين ان راسج جنه راس بصل؟؟
ضحكت: وانت راسك جنه مسمااار..
خالد: يحصل لج هالراس انتي اول؟؟
سماء بكدر: انزين انت تطنزت علي خلني اتطنز عليك
خالد وهو مشغول بالأكل:انتي ويه التطنز اول؟؟؟
تصاعدت انفاس سماء بكدر وغيــض.. :.. يعني انت اللي ويهه..
عرف انها بدت تعصــب ومن زمان ما خلاها تعاني وياه.:.. ياله جب جب .. ما فيج خير الا هاللسان جاهز للتصدير.. يلا.. بنات آخر زمن..

تركت الصحن بيده.. وهي مغتــاضة عليه.. هذي هي سماء في بال خالد.. ما تتغيــر. ويا حلوها لو تظل مثل ما اهي ما تتغيــر..

ورجعت للبيت وهو ما حاول يوقفها لانه يعرف بعد ظرف خمس دقايق بترد البيت..

اول ما دخلت سماء البيت كانت رايحة لدارها ككل مرة من غير اي تكليف بنفسها.. الا بزمجرة صوت ابوها في البيت منادية ..

التفتت لقتهم الثلاثة قاعدين مكانهم.. مشعل وهو منزل عيونه وعاقد يدينه على ركبتيه.. سلوى وهي حاطة ريل على يل ونظرات الانتصار تبرق بعيونها.. وابوها اللي كان متوكل على الكرسي وشوي شوي يرجع لظهر الكرسي ويريح نفسه..

سماء وهي تتجدم لهم: نعم يبا.. بغيت شي؟
ابو مشعل: انتي وينج يبا من زمــــــان عهدي عنج تقعدين ويانا؟؟ خلاص ما تبينا؟؟
سماء وهي تمشي صوب ابوها طواعيا مع انها متظايقة من خالد .. ولكن هالظيق احلى ما عندها..: حاشا والله.. شوفتك ياويه الخيـر احسن شي بحياتي..

رفع عيونه مشعل بعذاب واضح.. وسماء من شافته حست ان ورى هدوء حرمة ابوها ونداء ابوها شي.. وشي جايد بعد..

سماء: شفيكم متجمعين اليوم؟؟ شي صاير وانا مادري..
سلوى:.. شي صاير.. لكن لمصلحتج
سماء وهي تناظر سلوى من فوق لتحت.. اذا الشي طالع منها فمعناته انه مو لصالحي: شهالشي يباا..
بو مشعل وهو يتقرب من بنته شوي.:.. يا بنتي.. هالموضوع.. انا شخصيا فكرت فيه وايد.. وما ييت بعلمج عنه الا بعد ما تأكدت مليون بالامية بصحته..
سماء وهي منكمشة على نفسها ويدينها لازقات بحجرها..عانقت عيون مشعل لدقيقة وما عجبها اللي شافته فيها.. وردت لابوها..:.. شصاير؟
بو مشعل:.. يبا سماء.. انا قررت.. اني ادزج مدرسة خاصة داخلية في اميــركا.. تردين منها حرمــة سنعة فاهمة للدنيا مقوية دراستج... السالفة ما بتاخذ منج..

قطعته سماء وهي واقفة بويهه مغبــر:.. انت اكيد ينيت...
ناظرها بغير تصديق:... سماء حشمي....
سماء وهي ترتعش من الشي:.. مستحيل انت اللي _ هذي اهي ما غيرها.... حرمتك اللي فكرت بهالموضوع..
تم يطالعها بعيون معصبة ولكن بهدوء ينطق: هذي أمج..
سماء وهي ترفع صوتها عند نقاط بالكلام: حشى عليــــها هذي أمي.. لا تشبهها ولا للحظة بأمي..
مشعل: سماء عيب..
سماء وهي تصرخ وتأشر على مشعل: انت اسكت... (بغير تصديق تناظره وهي عاقدة حواجبها) انت اللي ظنيتك اخوي... وحسبتك بتحميني.. اخرتها رحت لامك.. وخليتني بروحي
مشعل: شهالحجي سماء انا بعدني أخوج ولا انتي ناسية..
ولا كانها تسمع لكلامهم: لا تظنون ان ما وراي أهل... وانتووو مو السلطة علي... انا وراي ناس يحامون عني وما يرضون علي...
سلوى باحتقار: ومن هالأهل..؟؟؟ ام جراح ومعاوينها..
سماء وهي تمسك صدرها من الألم المتصاعد.. غربة.. وحشة.. عذاب.. وحدة ابدية تعاني منها.. ما تدري.. لكنه شي يمر في حلقها امررر من اي عذاب عاشته..: غسلي حلجج لا يبتي طاريها مرة ثانية.. ام جراح هذي عطتني بظرف قصير اللي انتي ولا ابوي عطيتوني اياه بطول عمركم
بو مشعل اللي خلاص عصب: شلي ما عطيناج اياه بالضبط؟؟ احنا اللي ما عطيناج والا انتي اللي ما قبلتي شي منا ولا فرصة حتى انج تقبلينا ..؟؟
سماء وهي تذرف اول دمعة من سيل دمعات متلاحقة:.. انت لو تحبني... ما قلت لي اللي قلته
بو مشعل وهو يهدي في قلبها المروع: يا يبا المكان يصلح لج.. وانتي دومج تتشكين من الملل.. هالمكان ما بيمللج
سماء وهي تتقرب من ابوها وتمسك ذراعينها: يبا خلاص انا مو ملانة من شي صدقني.. مابي اروح هناك.. تكفى يبا... (تحظن ابوها وهي تنشد الامان) تكفى يبا.. ابوس يدك لا تبعدني عنكم..
سلوى وهي تحس ان موقفها بخطر..:.. احنا ما نبعدج يا يمة احنا نبي مصلحتج
انتفضت سماء من حظن ابوها وكان هالحية السامة على وشك انها تأذيها..: بعدي عني.. انتي وافكارج بمصلحتي.. انا عرفتلها قبل لا تيين انتي تقولينها لي..
سلوى اللي خلاص حست انها وصلت للي تبيه:.. ووين مصلحتج هذي يا سماء؟؟ طلعات نص الليل لبيت ام جراح اللي الله يعلـــــم اسبابها؟؟ ولا هذاك الصبي اللي من شوي كنتي واقفة وياه..

نظرات بو مشعل ومشعل كانت تجري بين عيون سماء المتعذبة وانفاسها اللي من شدة صعوبتها بدت تصدر انين مريــر.. وبين عيون سلوى اللي تحقق انتصار تلو الانتصار في سماء.. يوم رد الاعتبار ياااا يا سماء.. ايامج الي تصرخين فيها علي انتهت..

مشعل بحميته: من هذا الصبي اللي توقفين وياه؟؟؟

سماء وهي عاجزة عن الكلام.. مو لانها انجكت ولكن.. ان كل شي طلع في ويهها مرة وحدة..

صرخ مشعل: من أهوو؟؟
بو مشعل: هدي روحك.. (يكلم سماء) هذي مصلحتج اللي تتكلمين عنها؟؟؟ (عيون مليانة تحقير لها ولذاتها المرتعشة) هذي المصلحة اللي ياية اليوم تفكرين بها بالنيابة عنا؟؟؟ ومن هذا الولد...

سماء المجروحة من عمق ... ما قدرت تتكلم لانها باكبر محنة مرت فيها من محنات عمرها الصغير..

مشعل يمسكها من يدينها: تكلمي سماء لا والله انسفج من الدنيا
نفضت نفسها من يدينها: انت اخر من يتكلم وياي... سامع.. لا والله ورب العرش اوديك بألف داهية اليوم.. ياي تسوي روحك ريال علي.؟؟؟ انت شوف نفسك قبل بعدين كلمني..

صفعة مدوية للكيان المتزتزع.. رمت بسماء على الأرض من شدتها.. ما كانت من مشعل.. كانت من بو مشعل اللي ما فكر بيوم انه يمد يده على بنته..

صفعة.. تردد صداها في قلب خالد.. مثل الضربات العنيفة وخلته يرج مثل الطبل باذن المضطرب..

صفعة.. قلبت موازين ليلة هادية على الناس... وخصوصا بيت بو جراح.. اللي من غير حسية او معنى.. تقلبت الاحوال النفسية فيهم.. واولهم ام جراح القلب الحنون..

صفعة.. ادت دور عظيم في انها تذبح آخر عزة نفس حملتها في نفسـها بنت صغيـرة بالعمر ولكن كبيرة في العقل.. تعاني ظروف مريرة ففي امور حياتها واحوالها..

قامت سماء من على الارض وهي ماسكة خدها بيد مرتعشة.. دمعتها اللي انذلت بالجفن.. وعيونها اللي كانت مبتسمة بمرارة ويأس.. متأكدة انها خلاص فقدت كل سند لها بهالدنيا.. اذا نفسه ابوها – سبب تعاستها الحقيقي- اهو اللي تعدى عليها بهالضربة..

سماء وهي تهتز ولكن بصوت ثابت:... اضربني....قد ما تبي اضربني... لو تبي بعد.. اذبحني.. لكن تدري.... انا روحة من هالبيت ماني رايحة..
بو مشعل بتحدي: من قال... انتي باجر بتطلعين من المدرسة وبتزهين حالج يا جليلة الحيا ورايحة على هالمدرسة..
سماء بتحدي وصوت هادئ:... ما بروح..... بتضربني؟؟؟ اضربني... مابروح.... لاتظن اني وحيدة بهالدنيا.. (على صوتها) انا عندي اريل الاخوااااان.. وعندي زوووج اقوى منك واحسن منك.. وعندي ام... (تناظر سلوى) لو تلوت هالحية بنار جهنم عشان تصير مثلها ما قدرت... وخوات واصدقاء... ما احتااااجكم انا..
مشعل وهو ثائر مكانه: سماااء.. سكتي.. لا والله انتي ميتة الليلة..
سماء وهي تبجي بعمق وصوت رفيع يزلزل زوايا البيت: اي موت اللي بتموتوني أياه اليوم اعظم من الموت اللي سقيتووني اياه من يوم انا صغيــرة للحين؟؟؟ ما تقول لي؟؟؟ اي موت اعظم يا مشعل من الموت اللي خليتني الاقيه بدارك (بومشعل وام مشعل يناظرون بعض بغرابة عن اللي تقصده سماء).. اي موت اعظم من هالأم اللي اجبرتوها علي واجبرتوني عليها وانتو تدرون .. وبالاخص انت .. يا يبا تعرف انها ما تبيني ولا بترحمني من شخصها السيئ..
بو مشعل بصرخة: ذلفي دارج وبلا هذرة زايدة ياللة..
تراجعت سماء لعقبها وهي ناوية الطلعة من الباب:.. ما ظنيت بيي هاليوم.. يا يبا اللي بشوف نفسي فيه كارهتك.. لكن اعرف.. انا ماكرهك.. لكن مستحيل.. اقبل فيك كأبو لي مرة ثانية
مشعل: وين رايحة؟؟

ما قدر يسمع منها جواب لانها كانت اسرع منها وطلعت من الباب.. وبروووح هابطة راحت بيت بو جراح اللي كانو الدخيلية يستعدون للروحة منه.. وبجريها السريع الخائف واخوها وابوها اللي لاحقينها استرعى انتباههم.. واولهم مساعد اللي طلع من السيارة ووقف عند الباب.

طارت سماء بدمع ساخن واثار صفعة ابوها على خدها لحظن ام جراح.. لكن مشعل كان اسرع منها ومسكها بنص الدرب الي هي تبي تمشيه.. وانقطعت سبل الحياااة منها.. وسحبها مشعل لداخل البيت وهي تتلوى مثل الحية بيده.. لمن طلع جراح اخيرا من البيت وام جراح ورااه وراحوو لعند اللي قاعد يصير... وجراح اللي نفسه ابت يشوف اخته تمر بهالحالة راح لعند مشعل..

جراح: خلها يا مشعل شقاعد تسوي فيها..
مشعل اللي كانت جملة امه عن سماء متعلق قلبها في واحد من بيت الياسي محمية قلبه ترك سماء برمية على الأرض ومسك جراح من رقبته: ولك ويه تتكلم انت واهلك.. انتووو اللي ما يا خير منكم لاحد من الناس.. كفاااااية بسكم ذبحتوو الناس..
جراح انصدم من كلام مشعل وهو مو عارف شأسبابه.. ولكنه مسك يد مشعل اللي على قميصه:.. وسع الصدر واذكر الله يا مشعل...

مشعل اللي غضبه بدى يفكر.. وعلى طول ضرب جراح على ويهه مباغتة ما خلت جراح حتى انه يستعد لشي.. وبهالموقف طلعوو كل اللي في بيت بو جراح للشارع وهم يراقبون اللي يصير.. وام جراح مسكت على قلبها ومساعد تحرك صوبهم ومشعل الجبان يضرب جراح اللي كان على الارض يتلووى من الضرب ولا هو قادر يرفع نفسه.. تقدم صوبهم بطوله المهيب وبعد بين مشعل وجراح وهو يقي جراح من ضرب مشعل..

اما الثاني يوم شاف مساعد واقف بينهم ين ينووونه وسيطرت عليه شيااطين الغضب وبدى يهجم على الثاني.. لكن مساعد اللي قام له على طوله ومسكه من رقبته بشراسة حمية الريال.. ما ضربه ولا شي لكن ثبته بيده..

مساعد بهمس وبصوت طالع من بيت اسنانه: اذا تبي عمرك انقلع من هني لا والله ما راح اكون مسئول عن نفسي..

دفع مشعل بيده وهو مشمئز منه.. وراح لعند جراح عشان يوقفه على ريله وياته ضربه من وراه من مشعل.. وما ألمته بكثر ما أاججت فيه اللي بغى يكتمه.. وبالصدفة كانت طلعة فاتن من البيت وشافته.. هوى مشعل على الارض بضربه قاتلة من مساعد له في بطنه.. وتقدم بو مشعل وهوو مستشيط من الغضب...

بو مشعل: خل يدك عن ولدي..
مساعد: خل ولدك بعيد عن الناس...
بو مشعل: ما يا الخراب الا من ورى راسكم..
مساعد: الخراب ما يي الا من قلة الاهتمااام...

والتفت عنه منتهي من الكلام.. والتفت عن مشعل اللي قام مرة ثانية على ريله بنية الهجوم مرة ثانية على مساعد وصوت فاتن اللي يراقب الوضع لا اراديا بدر منها..

بخوف: مسااااعد..

حس مساعد بنداها شي.. وتلقف مشعل بدل لا ينضرب منه.. كبل يدينه ورى ظهره ورماه على الأرض..

تجدم له بو مشعل: كف يدينك..
مساعد: كف ولدك عن الناس.. ترى والله بعدني ما حطيت بالي عليه.. ان حطيته ما تلقاه الا مكسر في بيتك..

التف مساعد وهو يرفع جراح عن الأرض.. ولكن ما أرتفع جراح .. نايم وهو مبسد يدينه على الارض وويهه مزرق.. جثى مساعد صوبه وهو مرتعب من المنظر.. تحسس لنفس جراح لقاه غايب عن الحياة .. ولكن نبضه خافت وبسيط.. تم يهزه وهو مو عارف شلون يصحيه..

تحرك بسرعة وسرعته كانت الشي اللي لفت انتباه الحريم للي قاعد يصير.. وتحركت ام جراح بغير هدوء مكانها..

ام جراح: شفيه ولدي.. ليش بعده طايح..

فاتن وهي ماسكة قلبها وتروح عند مساعد اللي حمل التلفون ويتصل..ما تكلمت لكن سمعته يطلب اسعاف عندهم.. ويطلب طريقة اسعاف عشان يبلغ الحياة لجراح قبل لا يفوت الاوان..

فاتن وهي تمسك يده: مساعد شفيه اخوي..

ما تكلم وياها وسرع صوب جراح.. ورفع راسه بعد ما قعد يمه.. وسد خشمه وتم يعطيه من التنفس الاصطناعي اللي قالوله عنه.. حسب الانشات اللي عطوه اياه في طريقة الاسعاف وتم يهوس على صدر جراح عشان يخليه يتنفس.. والكل في حالة من التأهب والاحساس بالخطر.. الا مشعل اللي كان يداري نزف خشمه..

مريم ظلت واقفة وهي ماسكة احد عوامد الباب وروحها طلعت من جسدها وهي تشوف جراح نايم على الارض واخوها يعاين فيه...

وتم للمرة الثالثة يكرر مساعد نفس اللي سواه وهو يمسك على قلب جراح اللي ما صدرت منه حركه للحين.. وهالمرة تم يهف فيه ثمه لمن أخيــرا.. رجع جراح للدنيا.. من بعد اختناق بسيط في القصبة الهواية من ضرب الغبي مشعــل..
خالد اللي كان توه طالع من الحمام لبس هدومه ونشف شعره عن الماي.. وهو يحس بألاف المتاعب في جسمه.. ما وعى الا على طرق عنيف للباب .. فجاه ولقاها مناير اللي ترتجف من الخوف..

خالد بخوف:.. منور شفيج؟
مناير: الحق خالد مشعل في الشارع يطق في جراح وسماء بداري خايفة وتبجي وحلجها يطلع منه دم..
خالد وقلبه طفر منه: ليش شصاير؟؟

ما انتظر جواب من مناير وراح لعند غرفتها ولقى سماء متكورة على نفسها .. دخل ومناير كانت وراه.. راح لعندها وقلبه مفجوع عليها.. لقاها تهز جسمها وهي تأن مثل القطاو.. يلس عند ريلها من غير ما يلمسها..

خالد: سماء علامج؟؟ فيج شي؟؟؟

ماردت عليه سماء وظلت بحالتها النفسية العصبية..

خالد:.. سماء تكفين واللي يرحم والدينج..
سماء تقطعه بصوت خافت:.... انا ما عندي والديـــــن.. اليوم انا ما عندي أحد... ما عندي احد....
سكت عنها وهو ينزل عيونه ووقف لمناير..: شصار تحت؟؟؟
مناير وهي تمسح دمع:.. مادري..انا ما لحقت الا يوم مساعد ضرب مشعل.. وجراح كان نايم على الأرض.. (قطع عليهم صوت الاسعاف اللي وصل لهم.. )

خالد: شهاصوت؟؟؟
مناير: مادري كأنه اسعاف؟.

طار خالد من مكانه وهوو يتوجه للخارج يشوف شقاعد يصير هناك..لكن صوت سماء وقفه

سماء: لا تروح عني خالد..

تقرب منها مرة ثانية ولكن توقف... ونظرة الصدمة كاسحة ويهه.. اصابع عريضة مرسومة على خد سماء اللي دومه متسم بالحيوية.. محمر مثل قطعة الجمر المضوية..

خالد برعب: من ضربج؟؟
سماء وهي تتجاهل سؤاله: لا تروح عني.... تكفى.. تم وياي..

نزلت لها مناير وضمتها لعندها وهي تأشر لخالد انه يروح ويستعلم عن اللي صاير..
لقى الحريم متيمعين على الباب ومر من صوبهم رايح لعند جراح اللي كان المسعف يالس يمه وهو يراقب كل مؤشراته الطبيعية.. طبعا كان يعاني من ارتجاج خفيف بالرأس.. بسبب رفسات مشعل له.. بس خالي من الرضوض والكسور وتنفسه كان طبيعي ولكن الاجهاد واحتباس الدم فيه خلاه يحس بالدوخة والتعب.. وظل نايم على الأرض يم ام جراح اللي من شافت ولدها راحت لعنده وقلبها يصب خوف.. حملوه للمستشفى للمعاينة الزائدة باشراف مساعد.وبعد ما راح الاسعاف...

خالد يكلم فاتن الي واقفة يم مساعد : شصار فاتن؟؟
فاتن وهي مسندة جسمها لذراع زوجها: مشعل ضرب..جراح..

ثارت في خالد العواصف.. مشعلوه ما غيره يضرب اخوه؟؟ وحامت فيه نفسه من القهر .. خد سماء لاح في عيونه مثل الرؤيا اللي تعاااند الشخص وتأبى الرحيل..

دخل داخل بيتهم ولقى مشعل واقف عند باب الصالة وابووه يعاينه.. راح لعند رقبه مشعل وسحبه سحب..

خالد: ما بقى الا انت تضرب جراح يالنذل..

وهوى عليه في حرم بيت النهيدي ضرب فيه وهو متصور ان اللي ضرب سماء اهو ما غيره.. ومساعد اللي لحق خالد لداخل البيت حاول يوقفه لكنه كان اسرع منه ولخفة حجمه كان يضرب مشعل بقوة تخلي الثاني يهوى من غير اي حسية..

نزلت سلوى وهي تمسك على قلبها..: ولدي...

وابو مشعل يمسك في مساعد ومساعد يحاول انه يفج خالد عن مشعل.. لمن قدر اخيـــرا انه يخلصه.. ويسحبه بعيد..


خالد وهو يحس بالألم يعتصره : ما بقى الا انتووو تمدون يدكم على سماء.. احمدوا ربكم انها عايشة بينكم يا المجرميــن
سلوى بصراخها عمت المكان:.. ولدي.. حرام عليكم شسويتو فيه ولدي..
بو مشعل: والله لاوديك بستين الف داهية
خالد: ستين الف داهية ترمي ويهك فيها
مساعد: بس يا خالد خلاص..
سلوى قامت مثل الحية الرقطة وهي تستعدللهجوم: قول الله لا يبارج فيك.. ياي تحامي عن منو؟؟ عن هالخايسة
خالد يصرخ عليها: خاست عظامج ببدنج وغسلي ثمج لا تكلمتي عنها مرة ثانية.
سلوى: مافيك خير لا انت ولا هلك..
خالد: الخير يطوفج ويطوف طوايفج كلها لا تكلمتي عن بيت الياسي.. ابي اعرف شي واحد من اللي ضربها.. من العديم الرجولة فيكم اللي ضربها..
مساعد: بس يا خالد..
بو مشعل اللي مشتعل مثل الجمرة من الحمق: ولك عين بعد تتكلم...؟؟
خالد: ولي عين ولي شرف اني ماخليكم يا الحيوانات تلمسوونها؟؟؟
مشعل وهو يلهث من الضرب اللي كله من شوي:.. يعني انت اللي لاعب براسها؟
خالد وهو يبي يهجم على مشعل: لاعب برااااسها ؟؟؟ انا لاعب براسها؟؟ انا شايله بوسط عيوني ... ياللي ما عندكم قلب ولا رحمة
سلوى:.. ان ما خليناك تروح بستين الف داهية.. انت القاها

مشعل اللي بعده على فكره وهجم على خالد يبي يضربه وقامت الهوشة مرة ثانية وفججهم مساعد وبو مشعل عن بعض..

مساعد يزمجر ببيت النهيدي: والله ان مديت يدك يالساطي لا خليك تندم على يوم اللي يابوك فيه..
مشعل: بذبحك خالد... ومو بس بذبحك.. بذبحها اهي فوقك؟؟
خالد وهو ميود من مساعد: ابيك بس تجرب منها.. ان ما وديتك بستين الف داهية..
سلوى: انتي اللي بتذوق الدواهي ..

سحب مساعد خالد لبرى البيت.. ولحقهم مشعل وهو يحس بالقهر يعمه.. واكثر شي آلمه ان فاتن كانت تشوفه وهو يتصارع ويا ريلها..

قدر مساعد ان يهدي الاطراف ومشعل راح لعند بيت بو جراح بهدف انه ياخذ سماء من هناك..

وقفت له ام جراح: وين رايح؟؟
مشعل: بعدي عني .. بروح اخذها وخلاص..
ام جراح: والله ما تدخل بيتي ولا تاخذها

من طرف ثاني مسك مساعد خالد اللي يبي يرووح لمشعل جليل الاصل والحيااا.. والجدال بين ام جراح ومشعل بده في خفة وام جراح اللي عمرها ما حصلت موقف مثل هذا. لقت ان الناس متيمعة حوالي بيتها يطالعون اللي قاعد يصير..

مشعل: كل اللي نبيه يا ناس اهي بنتنا.. طلعوها من بيتكم خلااص..
ام جراح: والله ما تدخل بيتي وتطلعها عنوة وغصب عنها.. دامنها لاقية الأمان لا انت ولا غيرك كفوو يطلعها وراسي يشم الهوا..
راح مساعد وخالد يتبعه لعند باب البيت.. وفاتن ظلت واقفة مكانها بنص الشارع..

ام جراح: ما تطلع البنت
مشعل وهو يتصرف بحقارة تجاه الكل: طلعوها قلنالكم..
ام جراح: ما تطلع البنت.. مو كفاية مهيمنيها على ويهها طول عمرها .. خلوها عندي.. انا ابيها مستعدة اخذها بحظني والمها وارعااها..
مشعل: ليش انتي عبالج اهي ما عندها ام؟؟ طلعوها قلنالكم.. وما نبي شي ثاني..
مساعد يمسك ام جراح من طرف: عمتي.. واللي يسلم قلبج... طلعو البنت.. مالكم حق عليها ولا شكوكم بالمخافر انتوو اللي بتتضررون..
ام جراح تمسك يدين ولدها اليديد: ما بي اطلعها. بيذبحونها..
خالد: والله ماقدرووو يذبحونها جليلين الحيا والأصل..

وثار عليه مشعل مرة ثانية ولكن هالمرة للي وقفت بينهم كانت فاتن... وبنظرة من عيونها قدرت انها تلجمه.. وبأي نظرة. نظرة بعيدة عن كل الحب اللي يمكن في يوم عطته اياه.. ما حست انها توقف انسان.. كان اشبه بالحيوان بنظرها..

فاتن بصوت هامس:.. خلوها.. انا بطلعها..

وقبل لا تمشي .. ردت على عقبها في ويه مشعل..

فاتن: هذي آخرى الرجولة اللي فيكم؟؟؟

نظراتها جالت بين الثلاثة اللي كانو واقفين.. ودخلت البيت وتبعوها الحريم كلهم.. الا مريم اللي تمت واقفة على الباب وهي خايفة مرتعبة.. منظر جراح بعده في عيونه.. ويوم راحت فاتن تقربت من اخوها وهي تهمس..

مريم: مساعد.. جراح ماله احد.. روحوو له.. ما يصير تخلونه بروحه.. روحو له..
مساعد يلتفت لخالد بعد ما نبهته اخته:.. خالد.. تعوذ من بليس وروح لجراح ولا تظل هني اكثر.. لا يسوونه ويشكووونك في المخفر..
خالد: انا ما همني شي (تهدج صوته) لو يبون..ياخذوني المخفر.. ما يهمني شي..
مساعد يلتفت له وهو يلمح بريق العذاب بعيونه: اسمعها مني وانا اخوك.. اذا انت تبيها بتنالها .. واذا هي من نصيبك هي لك..
خالد وهو يضبط شفتين مرتعشتين..: مابيها تروح ان خذوها والله بيأذونها..
مساعد: وين يأذونها ما يقدرون الدنيا مو سايبة..

ظل الشك بعيون خالد وهو واقف.. لكنه ماقدر.. وحمل روحه ودخل البيت.. يشوف شلي بتقدر عليه فاتن..

فاتن اللي دخلت دار مناير اللي كانت لامة سماء وهي تبجي.. والثانية مو في حالها الطبيعي.. تهتز مثل ورقة بمهب الريح.. راحت لعندها واهي تمسح على راس اختها اللي حالها اصعب من اي حال..

مسكت سماء عن مناير وحطتها على صدرها وسماء من حست لفاتن بدت تبجي بصوت رفيع وعالي يقطع القلب... صوت ما يصدر عن بنت في مقتبل العمر.. انات مكبوتة في نفس جبل تعب من الصموود..

سماء: ..فتووون... لا تخلينهم ياخذوني.. تكفــــــين..
بجت فاتن وهي تمسح على راس سماء لكن مسحت دمعها عشان ما تبين ضعيفة جدامها..: ما بخليهم.. انتي بس سكتي.. وهدي روحج..
ترتعش بين يدينها:... فــاتن.. لا تخلينهم ياخذوني.. مابي اخليكم... ابيكم انا.. انتو تبوني؟؟

ام جراح اللي دخلت على هالجملة راحت وقعدت عندهم وهي تضم سماء عن فاتن وتبجي الكل وياها.. حتى فاتن نفسها...

سماء: يمة لا تخليني ارووح عنج..يمة تكفين.. بموت بليااااج انا ماقدر اعيش بدونج..
ام جراح وهي تبجي: يمة شبيدي عليج؟؟ انا لو بيدي شي جان ما خليتهم ياخذونج مني.. لكن انا مابيدي شي..
سماء ترفع راسها المتعب والمعذب: يمة.. انتي امي... شلون تقولين جذي.. حامي عني... (ماكانت بصوابها) شلون بتهديني .. هديتيني مرة بتهديني مرة ثانية؟؟

ام جراح وهي تناظر فاتن عاجزة عن فهمها.. لكن فاتن عرفت ان سماء بسبب الصياح والهستيريا ما قامت تستوعب اللي تقوله..

مسكت مناير: .. روحي ييبي لها ماي..

راحت مناير وظلت سماء بحظن ام جراح وهي تبجي.. ووصل لعندهم خالد.. وقف على الباب وهو يناظرهم. ويتمنى من احد انه ينتبه له عشان يخليه يدخل.. شافته فاتن وعذب قلبها الحال اللي وصل عليه خالد.. اهي روحها تروح ولا عزيزها خالد يصيبه شي.. واشرت له براسه عشان يدخل.. وما اسرع تجدمه بالغرفة لعند ام جراح..

خالد بصوت حاني ينادي لى سماء:..سمــاء.. سمــأء بسج عاد اشقيتي الروح ببجااج.. هدي روحج خلاص..
سماء وهي تناظره.. وبدت الشكوى من قلبها لقلبه:... يبون يبعدوني عنك... يبون يقطوني بمدرسة.. طول عمري.. ما يبوني وياك خالد.. وانا ما طيق الدنيا بدونكم يمة.. مابي الدنيا بلياااكم..
خالد وهو يناظر خالته اللي صعب حالها يوم شافته مكسور الخاطر... : يمة انا شبيدي عليكم.. انا ما قلت لك يا خالد.. ما قلت لك هذول ناس كبااار ليش تحط راسك براسهم... البنت مالها ذنب.. انا ما خفت عليك انت ريال وما ينخاف عليك.. انا قلبي انشعب على هالمسيجينة اللي تعاني من كل صوب..
خالد وهو يكلم سماء:.. سماء.. طالعيني.. سماء سمعيني.. طالعيني..

رفعت عيونها له.. وابتسم في ويهها..

خالد بصوت هادئ:.. سمعيني... انتي تبينا صح؟؟؟ تبينا؟؟

هزت راسها بهدوء..

خالد: بس عيل.. اذا تبينا... ماكو احد بيفرقج عنا.. لا اهلج.. ولا المدرسة اللي يقولون عنها.. بتمين ويانا.... في قلبنا وروحنا... وما بتغيبين ولا لحظة.. اذا مو عن الناس.. عني انا.. ما بتروحين..

غابت وسط انين في حظن ام جراح اللي اهي بعد تبجي وتأن..

خالد وهو يذرف اول دمعة من الوقت كله:.. سماء.. عليج الله الا تسمعيني...
رفعت عيونها له وهي متعذبة: لا تطلب مني هالشي.. تدري شنو يعني علي هالشي.. انا بروح ولا برد..
خالد: اللي يابج مرة هني.. بييبج مرة ثانية لنا.. وكل ما ابتعدي.. ومهما ابتعدي.. تظلين بيناتنا .. عزيزة وقريبة.. انتي وحدة منا وفينا يا سماء.. منتي غريبة حاشاج..
سماء: لا تبيعني خالد..
وآآآه من هالكلمة: اشتريـــج بالغالــي.. اللي عمري ارخص منه.. اشتريج بهلي كلهم.. يالغالية واصفج بين المنى.. لا تقولين جذي.. انا ما بيعج.. انا ابيج تفهمين.. هذول هلج .. والزم ما عليهم اهي مصلحتج.. وان ما كنتي تدرين..
سماء: مابيهم.. ابيكم مابيهم... مابيهم..
تقرب منها خالد اكثر:.. سماء.. انتي تامنين بالله؟؟
سماء : الله ما يرضى يا خالد..
خالد يكرر سؤاله بقلب مذبوح كالطير:.. انتي تامنين بالله يا سماء..

هزت راسها..

خالد: بس عيل.. ربج هذا احسن من اي حد فينا.. وهو اللي بيطمنج ويهديج وينور دربج وقلبج.. ربج يا سماء هو وصلج بيننا وبينج.. ربج هذا هو اللي بيرحمج وبياخذ حقج.. لا انا.. ولا خالتي.. ولا واحد فينا قد المسئولية .. قد ربج..

كفاية.. دخول كلمة الله عز وجل كانت كافية في قلب سمــاء انها تنهي النحيــب.. اعظم وسيلة وواسطة بينها وبين احبابها.. راح تكون الله عز وجل وهذا اللي لازم يكوون.. رب العالمين اللي الانسان لازم ما يذكره بالمصائب.. وانما بالخير والافراح..

ذكر رب العالمين.. واستسلمت سماء اخيــرا.. لكن دمع الفراق امر على روحها من المر.. وخالد ما استحمل.. وما قدر يظل اكثر.. فشال روحه وطلع.. على الوجهة اللي دلها عليه مساعد.. يم جراح.. يبتعد قد ما يقدر.. يواصل ولد خالته اللي ما قصر عليه بيوم.. لكن شعن قلبه ياناس؟؟ .. حاله اللي مشيب راسه..

اول ما ابتعد عن البيت صرخ : .لأااا... حرام.. ليش سماء.. استغفرك ياربي... ليش سماء ليش؟؟؟ انا ما صدقت اني لقيتها.. خلاص ضاعت من يدي.. ضاعت سماء؟؟ راحت خلاص؟؟؟


 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666

الفراق.. أشد معاني الحيـاة ايلاما على قلب الإنسان.. تجربة أشبه بنزع الروح خصوصا لو كان هالفراق لشخص عزيز.. وهو بالفعل شخص عزيز.. بنت تسكن الروح قبل القلب.. طيبة قلبها لو تنوجد بقلبين بالدنيا جان الناس بخير.. عمرها ما آذت احد.. بالعكس.. استجدت الحب قد ما تقدر.. والرب عطاها عائلة من بعد بحث طويل وعناء اطول في الرحلـة.. وفوق كل هذا لقت قلب محب طاهر صادق الود..

ولكن..

الزين ما يكمل..

كاهي سماء. تستعد.. وتذبح نفسها في الدقيقة الف مرة بتجهيز نفسها للرحيل والبعد الأخير.. اللي راح يكون طويل للقاء من يديد.. ماتت الأحاسيس فيها وانعدمت الرؤيا الحالمية في نفس هالبنت الصغيـرة.. زهبت اغراضها.. مع مناير بحزن شديد .. فظت الغرفة وكأنها ما راح ترجع لهالبيت مرة ثانية.. لان الميت لا رتبو داره خلوووها من كل شي.. حتى الاثاث.. تعرى غرفته تماما وتدفن مثل ما اهو يندفن.. وسماء تحس نفسها ميتة.. من جذي ما تبي تخلي ولا أثر من أغراضها.. مع انها عارفة ان محد راح يسهر ليل الفراق عليها غير بيت بو جراح.. ما تستغرب هالحال في بنت خسرت الأم قبل ما تفتح عيونها على الدنيا.. وخسرت أخوو تفتحت عيونه على جانب مظلم.. وأبو... لحد هذا الوقت معصوبة عينه بزوجة مستبدة..

تعترف .. وبحق.. ان سلوى حطمتها.. حطمتها وقطعتها لأشلاء صغيـرة.. ما تقدر الا انها تزم هالاشلاء بين نفسها وتغادر هالدنيا السعيدة.. اللي تبتعد عنها قبل بمسافة شارع.. الحين راح تكون آلاف الكيلومترات.. والعديـد من الشوارع والطرقات.. وبعد من كبره يقتل كل شمعة أمل في قلب الإنسان..

مناير وهي ترفع احد الاطارات من الغرفة وكان فيها صورة مشعل ويا سماء وهم يضحكون.. وشكثر كان يبين عليهم الفرح.. او يمكن الراحة.. وخصوصا مشعل.. راحت عند سماء اللي كانت على السرير وهي تطوي مناديلها الحريرية وتحطها بالجنطه.. وقعدت يمها على السرير..

مناير بصوت خالي من الحيوية:.. هذا أخر شي على الرف..

مدت سماء يدها للفريم من يد مناير اللي مادتها.. طالعت الصورة بنظرة خالية من التعبير.. ولكن.. لاحت ابتسامة على شفتها.. من برودتها كر شعر جنب مناير..

مناير:.. شفيج تضحكيـن؟
سماء وهي تهز راسها بالنفي: ولا شي.. بس يقولون جليل الحظ جليل حظ من مولده الى موته.. وانا واخوي جليلين حظ...
مناير باستغراب: شلون؟
سماء وهي تحط الفريم بالجنطه الثانية:.. مشعل.. جليل حظ لانه بمثل هالقلب الطيب.. والذوق الرفيع.. لكن ما كان عنده الصدر الحاني اللي يهتم له عشانه اهو.. وانا.. اللي تمنيت رويحة ام طيبة.. بعد ما لقيتها في أمج طارت مني بلحظة كنت فيها عاصبه عيني عن سلوى..
مناير وهي تتنهد بقووة: يعــلها الموت..
سماء وهي تبتسم بمرارة ساحقة لبنت بمثل عمرها:.. الموت؟؟ اهي ملاك موت.. فشلون تتمنين لها الموت... تدرين منور (بصوت حزين) انا ما آلمني شي بهذيج الليلة شي كثـر معرفتني اني ما كنت حاسبة لها اي حساب.. واهي اللي كانت ترسم علي وتخطط لمن نفذت اللي فبالها.. صراحة.. اهنيها على اللي سوته..
مناير وهي تمسح دمعه بخفاء عن سماء.. ما تبي تحسسها بقلبها الذايب على فراق اخت ولا اروع: يالله.. هذا نصيبج بالدنيا.. هذا حظج من رب العالمـين.. واللي أييج من ربع العالمين
كملت عليها سماء: نقول وراه الحمد لله رب العالمين.. (ابتسمت) الحمد لله رب العالميــن..

مرت لحظات ومناير تدقق في سماء.. تلاقي خطوط الجمال والحسن الرفيع فيها.. عذبة وجميلة وكانها من سالف الزمان.. كانت تمتلك ويه نحيل ولكن وجناته رفيعة.. ثم مكتنز وجبين عريض مخطوط عند الخدود بالشعر البني اللامع.. عيونها كانت تحمل لمعة الحزن والدمعة اللي جاهزة للذرف.. يمكن نظراتها المحتدة تبينها بأوقات قاسية بلا قلب.. لكن انكسار حاجبيها يفتت اي فكرة سيئة.. يدينها اللي توضب بهم كانو دقيقتين .. اصابع طويلة بأظافر صغيرة وعروق ظاهرة..

اللي يشوفها.. يقول انها مرسومة لخالد.. لان فيها من ملامح خالد الطفولية والحزن اللي يجمعهم ببعض بصورة مثيرة للحزن.. وكانت هذي الفكرة اللي تركت مناير في ويه معصوف متكدر.. متجهم من الدمع الجارف اللي بيهطل منها.. ويوم فرغت سماء من الجنطة وسكرتها رفعت ويهها الى مناير وشافتها بهالحالة..

سماء وهي تفتح عيونها بوسعها وتقبض النفس بصعوبة: مناير.. لا تبجين.. تراني والله ملتاعة وما فيني افارجج ..
طاحت مناير على سماء وهي تلمها بقوة:.. سموي مادري شلون بشوف الدنيا بدونج؟؟؟ انتي والله بمعزة فاتن ويمكن اكثر من قربج لي..
سماء وهي تدفن ويهها بشال مناير الأبيض.. : منور تكفين لا تتكلمين.. قلبي ذايب رحميني شوي..
رفعت ويهها مناير وناظرت سماء وهي تمسح على شعرها:.. احبج وانتي اختي وربي يدري.. انا متأكدة انج في زمن كنتي منا وفينا.. انا عمري ما شفت احد يشابهنا كثرج.. انتي ملاك يا سماء.. مثلج مثل امي..
سماء وهي تبتسم وتمسح دمعها:.. زين والله ذكرتيني.. بروح لخالتي.. قبل لا امشي..
مناير: متى رحلتج؟
سماء وهي تناظر الساعة:.. بعد.. شي ساعة وربع..
مناير: عيل ماكو وقت.. خلينا نروح..

لبست سماء شالها الأسود.. ولفته بسرعة على راسها وهي منتحبة .. وويهها حمر من اكتناز الدمع بعيونها.. وجرت نوووح في نفسها وقلبها المجروح لهالفراق الصعب.. وطول دربها وهي طالعة من دارها والدري وطلعتها من البيت.. الى الشارع اللي وقفت فيه يوم ويا خالد واعترفت له.. وطلبت منه عهد على انه ما يتركها.. بثقة انها اهي اللي بتظل وهو اللي يمكن يروح.. لكن مسرع ما انقلب حكم رب العالمين.. كاهي اهي اللي بتروح عنهم.. وبتظل غريبة النفس حتى مماتها.. من دونهم.. لانها تدري ان ما بعد الفراق اهو البرود.. والبرود هذا اللي بيقتلها.. شوي شوي. ان ماكان مرة وحدة..

دخلت البيت اهي ومناير.. بس ما لقو احد هناك.. واستغربو شوي.. وصوتت مناير..

مناير: يمة؟؟؟ يمة؟؟؟؟ جراح وينكم؟؟
طلع صوت جراح من الحديقة الخلفية:.. احنا ورى تعالي هني..

راحت مناير وتبعتها سماء .. وفجوا الباب بهدوء.. وانصدمو يوم لقو اللي لقووه..

كانت الحديقة جاهزة ومصممة.. والنافورة اللي اختارتها سماء ويا جراح مصفوفة بوسط الارض بصورة شاعرية حزينة.. كانت عبارة عن دلوو مكسوور ولكنه يحافظ على الماء فيه مع ان القطرات تنقط منه لكنه بعد يحتفظ به بالقعر.. وابتسمت في ويه جراح اللي كان واقف.. شكله كان مريض بسبب اللي صابه هذيج الليلة لكن باستثاء الضربة اللي على ويهه فهو بأفضل حالاته..

سماء وهي عاجزة عن الكلام: متى؟؟؟
ابتسم جراح : كله اليوم الصبح... يا البارحة وانتي ما كنت موجودة .. وجهزته انا و... خالد وكملناااه كله.. هدية لج... (غصة بلعها جراح) قبل لا تروحين..

ابتسمت سماء والدمع مختنق بعيونها.. تناظر المكان برضا عميق وقلب صادق الاحساس.. ابتسمت وضحكت يوم شافت كل اللي كان موجود.. تصويرها الخيالي صار حقيقي.. والله شي جميل على قلبها.. وطالعت جراح مرة ثانية..

سماء: والله ما تصورت انه بصير جذي.. احلى من تخيلي..
جراح: كله بفضلج.. وان شاء الله بعد ما تردين بتلقين الزرع كله نبت.. وهدية منا لنا..

شافته رايح عن زاوية عند اصصيص عاجي فيه تراب وزرعة صغيـرة جديدة العهد.. ولحقته عشان تشوف..

جراح: هذي الزرعة بأسمج.. امي حطتها عشان تسقيها اهي لج بنفسها.. وكل ما كبرت ونضرت.. راح تكون دليل انج مثلها يا سماء.. ما نبيج اول ما تختفين عن نظرنا تهملين نفسج... عرفي انج انتي هالنبتة.. واحنا نعتني فيج حتى لو ما كنتي جريبة منا..

ذاقت نفس سماء بسبب الحب اللي عمرها بهذيج اللحظة لهالأخو العظيم.. وتمت عيونها تدور صاحبة السعادة والفرحة الدائمة في قلب اي انسان يعرفها بمعرفتها.. والتفتت مثل الحايرة مكانها وردت بعيونها لجراح..

سماء: وينها خالتي؟
جراح وهو يبتسم بحزن: في دارها..

ما انتظرت سماء.. ومسحت دمعها اللي حمر ويهها.. ودخلت داخل البيت..

بدرب حفظته عن ظهر قلب راحت لعند باب الدار ولقت ام جراح قاعدة وفاتن معهاا تمسح على جتفها.. واول ما التفتت فاتن لوجود سماء لقتها الثانية بويهه متألم.. حزيـن.. متألم.. ابتسمت فاتن بعجز في ويه سماء ونظرتها كانت كافية انها تجر الونة في نفس سماء.. فاتن الوجه المبتسم الدائم .. اشبه بالملائكة.. حزين اليوم على شانها..

سرعات ما زاد حزن سماء وهي تشوف ويه ام جراح اللي التفتت للزائر الثالث .. وراحت لها بسرعة وحطت راسها على حظنها وهي تلم حوضها بقووة..

ام جراح: ملوعني فراقج... والله وكان قلبي يجلعوونه من منبته.. سامحيني يا بنتي..
سماء وهي ترفع ويهها برجا: يمة.. اسامحج على شنو؟ على حبج؟؟ ولا حزنج لفراقي.. حزني يا يمة ماكو غيركم حزين علي .. حزنووو علي تكفووون.. اذا انتو ما حزنتو من اللي يحزن ..

ظلوو في هذيج اللحظة بصمت جميل.. مجتمعين كلهم في مكان واحد.. الا من نقص.. نقصه.. نقص هذاك الصبي النحيل اللي شافته بظهر حار من صيف ماضي.. صيف الماضي الجميل.. اللي من عرفتهم فيه امتلأت حياتها بالمعنى والأحساس.. حس العائلة الثمين اللي ما يقدر بثمن.. دورت سماء بحظن ام جراح على احساسها بهذيج اللحظة.. وحست انها عاجزة لان بكل لقاء مع خالد كان لها أحساس ثاني.. احساس متعاظم وشديد.. أشبه بالورد وهو يتفتح.. بالجليد وهو يذوب وينصهر.. بروود الصم والحمم.. وينه؟؟ لا يحرمني منه بآخر دقايقي.. ماقدر اتم اكثر وانتظر.. مع اني بنتظره طول عمري.. طول عمري يا خالد بنتظرك.. ولا ابد بتغيب عن بالي.. وانا بذكراك منغرسة ياا من ملكت احساسي بطفولته وبراءته.. بطهارة قلبك الطيب..

جرس البيت قرع وقطع عليهم .. وفاتن اللي تحركت لانها عارفة من اللي ياي.. مسحت ويهها ولمت الشيلة وكان جراح هاب انه يروح..

وقفته فاتن: خلك.. انا اللي بروح

كانت من التصميم والثبات انها وقفت جراح وطلعت اهي..

فتحت الباب وكانها مستعدة لهالمجابهة طول عمرها.. وبالفعل.. ما خاب ظنها .. كان اهو.. بجبنه وتفاهته.. تحركت صوبه بنظرة مشوبة بالنكران لاي شي يتعلق به في حياتها مرة..

فاتن بنص الدرب:.. نعم؟؟
مشعل وهو يرفع نظرة مرتجفة آسفة لفاتن.. : بس.. سماء... لو تنادينها..
فاتن وهي تقطع كلامه: دقايق..

راحت وردت على عقبها مرة ثانية .. من فوق كتفها.. طيرت كلماتها من غير اي اهتمام..

فاتن: .. انت من الجبن يا مشعل انك حسفتني على اني قط عرفتك بيوم.. (التفتت له وهي تشوفه) الله يعينك على ما بقى من حياتك... لانك صدقني بتعيش في تعاسة وذنب هالبنت اللي برقبتكم كلكم... قالو ان كل شي يتعوض الا الاخو... ولكن اخو مثلك.. ماظن ان في أخت بتتحسف عليه... واحمد ربك لو ان سماء يوم من الايام سامحتك.. وهذا الشي مو نابع منك انت ولا بتصرفك غلطان لو فكرت جذي.. راح يكون نابع (احتد صوت فاتن الغاضب) من قلبها الطيب البريئ اللي ما بغى منك ولا من امك ولا حتى ابووك اللي اهو سبب اللي اهي فيه الا الحب بالحب.. لكن اثبتو كلكم ثلاثتكم انكم مو اهل بالحب.. (قست جملتها) والحمدلله اني فهمت هالشي قبل فوات الأوان.. مع اني قاسيت منك اللي قاسته اهي منك.. جبنك .. وقلت حبك لاي انسان.. غير نفسك...

وقفت لدقايق وهي تضبط اهتزاز الغضب في نفسها.. وهي تراقب ملامحه الهايمة بأرض مهجورة.. ارض حبه اللي اهي تركتها في يوم من الأيام.. ولاول مرة – للاسف الشديد- فرحت فاتن لانها آلمت قلب احد.. لان الي سواه مشعل محد سواه .. اللي سواه في سماء قبل ثلاث ليالي كان من العظمة والكبر لدرجه انه آسى قلب امها بدرجة فظيعة..

دارت على عقبها وهي رايحة عنه.. مو عارفة اي وقع خلفته في نفسه.. ارتجت اصداء صوت فاتن في عمق مشعل.. وعرف ان هالشي ما راح يوقف لعند هني.. ما حس ان فاتن يمكن بيوم من الأيام تواجهه بهالكلام.. لكن .. هذا مو شي..ملامة المحب لحبيبه احلى من العسل.. اللي قهره اهوو منطق الحقير مساعد اللي ظهر من بين شفايفها..

استنكار واضح من مشعل لفاتن الجديدة.. وتوعد وعهد انه لازم يردها لصوابها.. خطوة يديدة من مشعل للينون.. اكيد لا محالة.. لانه قرر شي بهذيج اللحظة .. الا وهو انه يرد فاتن فاتن الاولية.. وهذا قبل مااا يفوت الوقت.. شلون؟؟ الايام بتكشف هالشي..

------------------------

وانتهت الجلسة اللي كانت تصممها ورشة الياسي ببيت غزلان واخر التنجيدات كانت على يد لؤي اللي كان منهمك بهالشغل مع ان طيف غزلان حارمه التركيز.. لكن الهم الي في نفسه كان اكبر من انه يبينه لذا خفاه بين طيات مشاعره..

وصوت أنثوي .. ماكر طغى على حسه للتو.. خلاه يلتفت بنظرة باردة..

لؤي: نعم؟؟
غصون: اقول عساك عالقوة.. ياولد الدخيلي..
لؤي وهو يراقب ملامحها الناضجة.. مشابهه لغزلان لكن مختلفة بنفس الوقت:.. الله يقويج..
غصون: انت اخو مساعد صح؟
لؤي: صح.. ليش السؤال؟
غصون وهي مندهشة: انا مادري ان ليش محد يذكرني ؟؟ الظاهر ان مساعد الوحيد اللي يذكرني..
لؤي وهو عاقد حاجبينه يحاول يفهم اللي قالته:.. ليش انتي تعرفينا؟
غصون وهي تقعد في الجلسة وتستريح: شغل سنع.. ما تقصرون صراحة اثبتوو انكم على جدارة
لؤي: تسلمين..
غصون وهي ترفع عين مرهقة من الشمس الباردة : انا ما عرفكم كلكم.. بس اعرف اخوك.. كنا على مقربة في يوم من الأيام.. – مهنيا اقصد.. كنت اتدرب في شركة ابوي على المحاماة وهو كان المشرف علي..
لؤي وهو يتنهد بتفهم: أهااا.. (ابتسم بطفولة) الحين عرفتج..
غصون: ههههههههههههههههه.. شخبار الاهل..
لؤي اللي حس بالمتعة من طريقة كلامها .. غير عن غزلان.. فيها شي من النضج: والله الوالدة موصلة لج سلام..
غصون بدهشة: لي انا؟
لؤي: اي.. اهي قالت لي كل ما تشوف..- - -- شسمج؟؟
غصون بذكاء: توصل السلام وما تعرف لمن
لؤي: توه الاسم في بالي.. بس نسيـت..
غصون: هههههههههههههههه.. غصون..
لؤي وهو يطرق بصعبه وكانه لقى اللي كان في باله: صح... غصـون.. تسلم عليج وتقول لج تبي الصحن اللي خذتيه منها..
غصون: هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ..

وشرفت سيارة الآنسة غزلان اللي من دخلت الكاراج عيونها تدور على سيارة احد من الورشة.. من اللي كانت تدوره بالضبط هذا اللي ما عرفت له.. ولكن هذا شي.. والشي ثاني كان اقوى عليها يوم لقت لؤي يشتغل وغصون معاه .. وكاهو ريل غصون يطلع من البيت ويلاقيهم.. يارب يجك هالجليلة الحيا ويصفعها تصفع..

طلعت من السيارة وهي ودها لو تحرق لؤي بعيونها بس للاسف كانت تحت نظارات شمسيية غامجة.. ومشت بأتجاههم وهي تحاول تتجاهله لكن لا.. مظهره الطفولي اللي بدى في عيونها انقى حتى من اليهال ما ساعفها..

غزلان بهدوء: السلام
الكل : وعليكم السلام..
بو فلاح (زوج غصون): هلا والله بغزلان.. اسف ما هنأتج على هالتصميم الحلو..
لؤي يبتعد لكن عيونه كانت مراقبة للوضع من تحت لتحت وغزلان تكلم زوج اختها:.. تسلم.. التصميم كان جاهز.. التقدير كله لطاقم العمل.. يعطيهم العافية (وهي تناظر لؤي اللي ابتسم بحدة وذكاء)
غصون وهي تقي عيونها من الشمس: انا بدخل الحين
زوجها:.. ليش حبيبتي خلج.. الجو حلوو والهوا منعش
غصون وهي تبتسم بتصنع: ادري بس.. ما ابي.. بدخل داخل...(تلتفت الى لؤي من غير اي احساس لزوجها) تشرفنا لؤي..
لؤي وهو يحني راسه: الشرف لي..

وراحت غصون من غير اي اكتراث لزوجها او طلبه انها تظل. .بكل بساطة اهي مو في المزاج العاطفي انها تصغي لكتله التحجر والاشغال زوجها.. دخلت البيت وغابت عن الساحة..

بو فلاح بابتسامة غبية: انا بعد بلحق حرمتي.. ومرة وحدة اتسامر ويا حرمة عمي.. اشوفكم على خير..

راح زوج غصون وظلت غزلان واقفة وهي تناظره لمن غاب.. وبهدوء وجهت راسها او نظراتها الى لؤي اللي كان منهمك باللمسات الاخيرة.. مو مهتم يعني؟؟ ما يحس لنفسه غلطان؟؟ يمكن اهو من غرور جراح بعد.. وفيه من الل في ارفيجه المعتد..

غزلان وهي تتلمس الخشب المنحوت بعناية:.. اليوم أخر يوم؟؟
لؤي وهو يطرق على احد القطع:..أيه ان شاء الله لاننا مشغولين وورانا اكثر من التزام..
غزلان:أهااا..

تم يطرق بهدوء ظاهري لكنه كان مرتبك من داخل.. لانها واقفة تناظره بطريقة غريبة.. ومن زود ما كان متوتر بهالشي توقف عن الطرق وطالعها بهدوء..

لؤي: في شي؟؟
غزلان تتصنع البراءة:.. شي؟؟ شي مثل شنو؟؟
لؤي وهو مستغرب: مادري يعني انتي واقفة جذي.. عندج شي تقولينه؟؟
غزلان: هههه.. البيت بيتي الحين.. وانت اللي تسألني شسوي واقفة هني ولا هناك..

حس لؤي انه واضح بعيونها.. لذا.. سكت عنها وتابع اللي يسويه بكل هدوء.. وظلت اهي على حالتها تراقبه وهي عاقدة ذراعاتها وتراقب بتنهيدة حزينة.. حملت روحها وراحت وقعدت بعيد عن المكان.. انتهى شغلهم.. يعني كل اللي بديته باء بالفشل.. لاقدرت اتحرك صوب جراح ولا انش.. وكل ما اييلي وانا (تناظر لؤي) اروح باتجاه ثاني غلط.. الظاهر اني ما حكمت مخي مثل ما كنت اظن... الظاهر اني كنت متوقعة زيادة عن اللزوم اني راح انجح.. ما دريت ان الهوا لعبة ما يلعبها الا الهوى نفسه..

سحبت نفسها بتخاذل للبيت والهم واضح والتنهيدة شاهد عيان على حالتها.. اول ما اختفت عن عيونه رفع راسه لؤي وهو يتابع خطواتها اللي مسرع ما رجعت وهي تمشي بسرعة صوب السيارة.. مرت من صوبها بسرعة خطيرة بعض الشي.. خلت من شعرها يتطاير وراها مثل اللي يبي يهرب او يرجع من محل ما يا..

اختفت بالكاراج وقلب لؤي مرتبك عليها.. ومسرع ما سمع محرك السيارة يتشغل بحماس.. وصوت دواسة البانزين تفحط على الاسفلت.. وبسرعة رجعت السيارة ورى.. وظهرت لمحة منها وغابت .. ركض لؤي وهو يرمي الاغراض اللي بيده وسرع صوب الباب الرئيسي عشان يشوف شلي صاير.. واول ما طلع ما لقى الا غبرة المرسيدس اللي كانت فيه غزلان.. وعلى طول ما عطل نفسه وركبت البليزر وطوالي وراها.. يشوفها وين يمكن ترووح..

سباق طويل بيناتهم لحق فيه لؤي غزلان حتى اخر اللدنيا.. ظن انه فر البحرين كلها في ثواني وهو يلحق وراها.. واهي ابدا ما اا فكرت انها تخفف سرعة ولا تخفف تجاوزات.. حتى انها طافت اشارة حمرا وشخطت الشارع بعنف اهتز من تحتها الاسفلت..

لؤي وهو يكلم نفسه بالسيارة: .. لا هذي أكيد ناوية تذبح روحها اليوم.. وين بتروح بس ويا هالمزاج..

وهو يلحق وراها لقاها متوجهة عند البحر .. وكانت شاخطة السيارة بقوووة لدرجة انها قفزت قفزة كبيرة من على الرصيف اللي اخترقته وتأذت السيارة شوي.. ووقفتها ببريك قوي عند الشاطي مباشرة وسيارة لؤي وراها.. ويوم توقفت سيارتها بهذيج القوة ضاع امان لؤي عليها ووقف السيارة وراح عندها..

طلع من السيارة وهو ميت من الخوف يمكن صابها شي ولا من القفزة تأذت.. لقاها مسندة راسها على الكرسي وتتنفس بقوة بسبب الادرينالين اللي تدافع فيها من شدة الحماس.. وطرق على الباب..

غزلان تفتح الباب بقوة في ويهه وشوي تفجره بغضبها: شتبي لاحقني لهني؟؟؟
لؤي وهو مندهش من اسلوبها ويكلمها بصوت ناضج مشوب بالخوف: انتي شفيج تسوقين جذي؟؟ حاسبي على روحج شوي الا ذبحتي روحج وانتي تتجاوزين وتسرعين
هجمت في ويهه بعنف: ومن انت عشان تقول لي لا اسرع والا لا اتجاوز.. انا بكفي اسوي اللي ابيه.. مو انت اللي تتحكم فيني..
لؤي وهو يناظرها بأشمئزاز:.. الظاهر انج من قلب مينونة..
غزلان وهي تصرخ: مينونة؟ اي مينونة؟؟ الوحدة عندكم يا مجتمع الرياييل لمن تتكلم بحرية وطلاقة وتعبر عن اللي في نفسها مثلكم تطلع مينونة.. لكن لو فكرتو بالشي بالطريقة الصحيحة بتلاقون انكم انتو الميانين .. واكبر ميانين بعد..
لؤي وهو يتجاوزها رايح عند السيارة: ما احتاج اسمع منج هالحجي..

وراح عند السيارة.. والحمد لله ان الباب كان مفتووح.. سحب مجموعة المفاتيح الموصلة بالسيارة وسكر الباب..
غزلان بويهه: شتسوي؟؟ رد المفاتيح..
لؤي وهو يتجاوزها: لا..
توقف بويهه مرة ثانية: شفيك انت؟؟ مينون.. اقول لك رد المفاتيح بسرعة..
لؤي يصرخ في ويهها:. لااااا.. (خفف من صوته) انتي وحدة دليعة.. مدللة.. وتافهة.. وغبية.. وعقلج اصغر من الحب الشمسي.. انا ما بخليج تسوقين وانتي بهالتصرفات الغبية.. عقلي.. بنات كبرج يأسسون بيت.. شتبين تسوين انتي بعمرج؟؟ تكبرين وتصيرين مثل اختج؟؟؟؟ بلا مشاعر وبلا احاسيس؟؟
غزلان بصدمة:.. وانت شعرفك باختي؟؟ ومن سمح لك تتكلم عنها جذي..
لؤي وهو يسكتها: انا بتكلم عنها مثل ما ابي.. ما سبيها ولا لعنتها.. انا اشفقت على حالها.ولا تظنين اني ماعرف اختج.. انا اعرفها وخوش معرفة بعد.. بس انا من عاداتي اني مابين للناس اني اعرفهم لاني ابي اعطيهم فرصة انهم يبينون لي بصورة يديدة وبتصرفات يديدة..لكن انتي للاسف الشديد.....

راح عنها وهو يحس بانه لاول مرة بحياته يحس ان اعصابه محترقة.. لاول مرة بحياته يحس بالنار تشب فيه.. لاول مرة يعصب ويقول الشي اللي يمر في خاطره في اللحظة نفسها..

التفتت لها:.. علبالج انا واحد غبي مافهم وانتي تافه ومخي قد البلوطة.. انتي الغبية.. انتي التافهة .. انتي اللي مخج قد البلوطة يوم انج تفكرين ان اكو ريال بهالمواصفات.. انتو الضعاف.. انتو الغبيات.. انتووو اللي ما عندكم حس – بغض النظر عن كل الاحاسيس والمشاعر اللي رب العالمين وهبكم- باللي حواليكم.. تلاحقين ورى جراح وكأنه الزهرة وانتي النحلة والمفروض ان الوضع يكون مغاير.. او حتى انه ما يصير.. لان البنت ما تلاحق احد.. البنت معززة مكرمة بشرفها ببيتها.. لا احد يمسها لا بكلمة ولا بلمسة ولا نظرة.. لكن.. انتو بنات هالزمن.. ينيتو.. قصوو عليكم بكلمة التحرر فطلعتوو فطينات بشعركم ولا طريقة مكياجكم ولا لبسكم.. غلطانات لو فكرتوو ان في ريال بهالدنيا يبي وحدة مثلكم.. وان كان في فهذا ريال تافه مثله مثلكم..

سكت لؤي وهو يلهث من الغضب.. وغزلان المصدومة صابها خرس عن الكلام.. ماهي قادرة تصف كلمة على كلمة.. ليش؟؟ بسبب غضبه؟؟ ولا ذكائه.. ولا معرفته عنها وياجراح.. وشلون وصفها وسمح لنفسه يعيد ويزيد بهالوصف... شلي قاعد يصير..

لؤي وهو يضبط اعصابه: خليني اردج بيتكم.. مالي خلق المشاكل ولا لي بارض..

راح عنها وهو يدخل السيارة ويصفق الباب وراه.. وظلت اهي واقفة عند السيارة بعجز.. ماتدري اتروح ولا لاء.. ولكن يوم تحركت سيارة لؤي عشان توصل لعندها.. رفعت عيونها له ولقت نفسها اخر شي يمكن يطالعها بهذيج اللحظة.. وباحراج وسخف واحباط وقله احترام للنفس.. جرت روحها للكرسي الخلفي من الطرف الثاني وقعدت.. واول ما سكرت الباب تحركت سيارة لؤي بعيد عن هالمكان بهدوء.. على عكس قيادتها المتهورة .. كان حاملها في السيارة وكأنها أمانة او جوهرة ثمينة ملقاه على عاتقه ولازم يوصلها بسلامة..

ظلت طول الوقت وهي تناظر الوطي من عيونها.. وهي مو مصدقة اللي بدر من لؤي تجاهها.. كتلة الغباء مثل ما اعتقدت اخر شي ما طلع كتلة غباء.. انسان له احساس وله شعور وله معنى بهالدنيا.. يحس ويكتم أحساسه بغية اعطاء الفرص للناس.. مستحيل هالولد يكون حقيقي.. مافي مثله من الريـاييل.. حتى جراح نفسه اللي اعتقد اني صنف معين من البنات وما فكر حتى انه يستكشفني عشان يلقى فيني اللي ما يبي يلقاه.. لكن هالشخص..

حاولت ترفع عيونها وتناظره لكن هالشي كان متعذر عليها.. ما تقدر تحط ويهها بويهه لانه محمرة وعيونها على وشك الانفجار بالدمع.. لكن استحملت.. عصت الدمع والاحساس بالغباء عشان بس انها تظل ثابتة مكانها.. وكم راح تتحمل عشان بس توصل البيت..

وبالفعل.. مع اخر امنية بانت ملامح الشارع اللي تألفه عيونها .. شارع البيت .. وعلى طول هبت روحها انها تتحرك اول ما توقف السيارة.. ما تستحمل اي دقيقة صمت ويا لؤي. طلعت من السيارة وهي تمشي بسرعة ودخلت البيت.. ولؤي اللي حرك السيارة عشان يروح ولا يرد مرة ثانية تذكر ان اغراضه بعدها في البيت.. دخل بسرعة وهو يتحاشى اي احد وسحب الاغراض ورتبهم في علبة العـدة وتوه بيطلع من البيت..

غصون: لؤي وين رايح؟؟
التفتت لها لقاها اهي وامها طالعين من البيت.: لا بس خلصت الشغل ونودعكم
ام زياد: لا والله ما تروح جذي.. اليوم انت بتتغدى معانا ان شاء الله
لؤي وهو يفكر بغزلان مباشرة: لا لا خالتي تسلمين وما تقصرين.. برد الورشة وراي شغل
غصون: لا عاد انت مو غريب انت ولد الدخيلي وواحد منا وفينا.. يلا عاد لا تكسر بخواطرنا..
لؤي وهو متردد: ودي بس ماقدر
ام زياد: ولا عشان خالتك.. يالله عاد نور بيتنا اليوم..

ماقدر يرفض طلب هالأم الطيبة.. اللي شاف في ملامحها شي من غزلان وتمنى لو ان شي من اخلاقها واطباعها في بنتها بعد.. لكن للأسف الشديد غزلان لازم تطلع من باله لانها ما تستاهل العنا..

قعد وياهم وتغدى وشرب جاي وطلع على العصر القريب وغزلان ما فارجت دارها ولا طلعت منها.. وظلت حبيستها لحد مااااااا تقدر تطلع روحها من الكلام اللي قاله لها لؤي.. صج انها اليوم خلاص عادت بلا احترام لنفسها.. شلون قدرت انها تصيـر جذي ما تدري.. هالكثر تعدت حدودها وهالكثر انفج لجامها وهامت على ويهها مثل الفرس البري.. مستحيل.. فكرت في بالها.. مستحيل اشوف لؤي مرة ثانية.. وجراح لازم انهيه من حياتي نهائيا.. ومستحيل اقبل بحياتي مرة ثانية.. مستحيل ارجع غزلان اللي كانت من بعد هاليوم.. انا خلاص.. بتم مكاني وين ما انا من غير اي تعديل في نفسي.. بظل في داري ولا بطلع.. ولا اظن ان لو روحي فارقتني احد بيهتم.. اذا انا ما اهتميت.. محد راح يهتم..

-------------------

سكن الجوو بالحزن اللي دار في أطراف بيت بو جراح.. الكل ساكت وهو يسحب نفس عميـق.. دمعه تسري وتنمسح بسرعة عشان لا تلفت نظر احد.. ام جراح بعدها في دارها وهي ذايب حشاها على سماء اللي انتزعوها .. ما تكلمت ويا احد.. وحتى مريم اللي ياتهم من بعد روحة سماء عن البيت بربع ساعة.. تلقفت فاتن اللي كانت شبه الهايمة على ويهها.. تنتفض بعمق وروحها مهتزة وتحتاج لشوفته.. شوفة مساعد اللي تطمنها من كل الاخطار.. دايما كان موجود وقت لا هي حست بهالاحاسيس الجياشة.. وشوفة مريم نسبيا تريحها..

مريم ويا فاتن بصالة الحريم:.. متى راحت؟
فاتن: قبل لا اتيين بربع ساعة..
مريم بحزن: ليتني لحقت عليها.. والله قلبي منشعب عليها.. فديت عمرها الله يردها بالسلامة
فاتن وهي تهز ريلها بتوتر: الله يردها بالسلامة..

لاحظت مريم توتر فاتن وما قدرت الا انها تسألها..

مريم بتوجس: من اللي يا وخذها؟
فاتن اللي حست ان مريم تقرى افكارها:.. من تظنين يعني؟
مريم وكانها تسترجع قهر في نفسها:.. صراحة.. انا ما قد كرهت احد كثر ما كرهته.. يعله ماا يترقع بدنياه.. مجرم.. جبان وتافه..

سكتت فاتن..لان ما كان في جعبتها اكثر من الاهانات لمشعل.. لان اللي دار بينها وبينه الصبح كفاية..

مريم:.. شخباره جراح؟؟
فاتن تبتسم: الحمد لله.. اول يوم تعب علينا لكنه بطل وقام بخير وسلامة
مريم بصوت واطي:.. الله يسلم روحه...
فاتن تبتسم لها:... تراه قام وهو يهلوس..
مريم باستغراب: اسم الله شيهلوس؟؟
فاتن وهي تتصنع الجهل: مادري.. شي عنج.. وانه لازم يخطبج.. بس تدرين هذي كلها هلوسات..
مريم وهي تنقز من مكانها:.. شنو؟؟ هذي هلوسات.. صلي على النبي تذكري زين يمكن ما هي هلوسات..
فاتن وهي تكتم ضحكة: اللهم صلي وسلم عليه بس انا حاسة انه ما كان في وعيه.. بس تدرين.. امي كانت وياه.. اذا اهو كان يهلوس فامي ما بتهلوس.. (بنظرة آسفة لمريم) ااخ عليج يا مريم الظاهر ان بينملج عليج عاجلا وليس آجلا..
بتفاعل ما استدركت نفسها مريم به:.. الله يسمع منــــج ومثل ماقلتي عاجلا وليس آجلا..
فاتن بنظرة متوسعة لاختها: مريوم؟؟؟؟ ركدي عيب عليج..
مريم وهي ترتب من نفسها المتحمسة: شسوي يا فاتن.. والله تقرح فوادي وانا انطر هاليوم.. أبيه ايي الحين قبل بعدين والله ان القلب منشعب..
فاتن: هههه.. الله يعينج على بلواج....

دخل خالد البيت وهو مسرع صوب فاتن...من غير اي اكتراث لمريم..

خالد: راحت سماء؟
فاتن وهي منصدمة ووقفت على ريلها:.. اي راحت.. من نص ساعة

خالد وهو يرد على عقبه طالع من البيت..

وقفته فاتن وهي تمسك يده: وين رايح..
خالد: خليني بروح لها..
فاتن الملتاعة: وين بتروح يا خالد صل على النبي..
خالد والبؤس يجول على ويهه: لازم اوصل لها شي فاتن.. اوصل لها شي مني عشان لا تنساني..
فاتن: اصبـر انزين خلني اروح وياك..
خالد: فاتن ما عندي وقت..
مريم: دقايق يا خالد اصبر وانتزهب وانروح وياك..

سكت دلالة على الرضا.. وراحت فاتن وسحبت عباتها من دارها وطلعت منها.. ولحقت خالد وركبت معاه السيارة ومريم معاهم بعد.. متوجهين للمطار..

وفي الدرب اتصل مساعد على مريم وردت على طول..

مريم: هلا مساعد
مساعد: مريم وينها فاتن؟
مريم: لحظة بس..

سلمت مريم التلفون لفاتن وهي تأشر براسها لها..

فاتن: هلا مسـاعد..
مساعد بتوتر: وينج فاتن؟؟ دقيت عليج لمن تعبت يدي..
فاتن تذكرت انها من العيلة ما سحبت تلفونها: مساعد انا رايحة المطار الحين ويا خالد.. بنلحق على سماء قبل لا تروح..
مساعد اللي اضطرب: وين تروحون لها؟؟ لأيش شعندكم وياها..
فاتن: لا بس نبي نسلم عليها قبل لا تروح..
مساعد: انزين دقايق وانا عندكم..
فاتن الي استغربت ليش مساعد بيي ولكن ما اعترضت..: على خير..

سكرت التلفون عنه من غير اي اعتراض ومساعد حمل جاكيته وطلع من المكتب من غير اعتبار لاحد .. شغل السيارة وحركها على طول بوجه السرعة الى المطار.. فكرة ان مشعل يمكن يكون هناك اهي اللي خلته يتحرك بهالسرعة. وما راح يخليه يختلي بفاتن... هذا شخص خطير ومخيف من نوعه.. وفاتن بالليلة اللي صار فيها كل شي تبادلت وياه نظرات تركت في نفسي الخوف عليها.. اهي تتحداه لكنها ما تعرف اهي شنو خلفت فيه بسفرها.. حس في مشعل حقد وكره يمكن لو ينتشر الدنيا ما تكون بأمان..

ووصلوو للمطار.. ومشى خالد بسرعة وهو يتلفت يمين ويسار ولكن من غير ما يناظر احد.. كان مستعين بعيون قلبه عشان يلقى اللي يدورها.. وما قدر لان الناس كثيرة والزحمة كبيرة.. وفاتن معاه بالمثل.. واخيــرا يوم لاح مساعد لهم اتجهت له فاتن .. كان يمشي صوبها بهدوء وثبات خلاها تحس انه السفينة اللي بتنجيهم من الهيمان اللي اهم فيه.

مسـاعد: ها؟؟ لقيتوها
فاتن بهدوء: ما لقيناها و (تاشر براسها على خالد اللي يمشي ) وهو مو راضي يتنازل..
مساعد: ما ينلام.. واحد غيره يسوي اكثر من جذي فقد الحبايب مو هين..
استغربت فاتن.. لا بل انصفعت من كلامه.. فقد الحبايب؟؟ اهو شعرفه بفقد الحبايب.. وبطريقة مالها اي علاقة بالموضوع:.. شقصدك بالكلام..

نزل عيونه له يراقب التساؤل اللي فيها .. ومر على باله طيف عالية بطريقة غريبة.. شي في عيون فاتن بين له انه في خطر.. لكن تدارك نفسه بطريقته المعتادة.. لكن ما كان هذا معنااه انه طلع من دوامة الصراع..

مساعد: ما عليج انتي الحين...

تركها وياليته ما تركها لانه رمى في نفسها افظع الشكوك.. وكيف ان الاشياء تلابست على دماغها.. تذكرت القصائد اللي قظت فيها ليالي واهي تقراها .. تتحرى فيها عن السهر والعذاب والفراق ولوعة الاحباب.. وان الليل والبحر والنجوم تشهد على عذاب محبين.. وم. الدخيلي.. م. الدخيلي..

مساعد اهو اقرب انسان لعايلتنا .. او لابوي.. اهو اللي تواصل ويا ابوي من صغره مثل ما سمعت من امي.. وصغره كان في سن المراهقة... وسن المراهقة.. عمتي عالية لو حية.. مساعد راحي كبرها بسنة او سنتين بس.. وعمتي كانت عاشقة.. كانت تحب.. وسمعت من مريم مرة ان مساعد ماله حظ في الحب...

جالت عيونها بحسرة واهي تركب الصور.. قطعة على قطعة .. ترسم لها صورة حزينة وأليمة بنفسها.. النبؤة على وشك التحقق.. مسـاعد بالفعل يمكن ارتبط بحياتها .. اهي كانت تحس او تشك انه يمكن كان له دور بحياتها في جيل ثاني..

لكن ما ظنت انه يكون له هالدور بهالحيـاة.. ولمن.. عمتها؟؟

ظل مساعد يدور على خالد لمن لقاه.. ومسكه من يده..

خالد منصدم من وجود مساعد: مساعد؟؟ انت هني؟
مساعد يبتسم له بحنان اخوي: عيل انت هني وانا ما ايي؟؟ لازم اييلك..
خالد بيأس وصوته باح من الحزن: مساعد دخيل والديك.. دورها وياي.. ماني ملاقيها..
مساعد: ولا يهمك.. انت تعال وراي وانا اللي ادلك عليها..

خذه مساعد وفاتن اللي لمحتهم لحقتهم اهي ومريم .. وشافته يتوجه للمغادرين.. وسرعت صوبهم قبل لا يروحون.. ولقوها هناك واقفة.. كانت ملحفة راسها بشال اسود شلشي.. لابسة بنطلون اسود وسيع وقميـص هندي الستايل باللونين الاسود والابيض.. ويوم تاكد انها اهي توجه خالد لها بسرعة... ومن غير انتباه احد وخصوصا مشعل راح لها وسحبها من عنده من ذراعها من غير اي اهتمام من احد.. ويوم هي فزعت من احد يسحبها التفتت واطمئن قلبه وعيونه المتعذبة تهللت بشوفته..

سماء: خالد.
خالد يبتسم بعذاب : ما هان علي اخليج واروح (مد يده لجيبه وهو يسحب جيس مصنوع يدوي عليه صورة وردة وقطرات عسل.. اخذ يدها وبسط كفها وحطاه فيها) هاج
سماء باستغراب: شنو هذا؟
خالد يهمس لها وهو يتحاشى عيون مشعل: هذا دلالة انج لي انا وبس.. ان لو نسيتيني صوابعج ما بتنساني.. بتظلين وياي.. بحلقة حياتي ودايرتها.. ما راح تنسيني مثل ما انا راح انساج
سماء: خالد بلحقة ولا بدون انا ما بنساك.. حد ينسى روحه
خالد: علمتني الدنيا اني ماثق بالظروف.. واني اتمسك باشياءواقعية مادية حقيقية.. خليه بصوابعج.. وكل ما مال قلبج لنسياني ذكريني به..
سماء بدمعة وابتسامة عذاب: ما راح انساك.. عمري كله ما راح انسـاك..

تركها خالد.. عشان تروح في حال سبيلها.. صح ان مشعل انتبه لهم .. لكن ما تحرك ولا سوى اي شي لان اللي لفت انتباهه كانت فاتن ويا زوجها اللي واقفين يم بعض.. وشلون حس ان اللي كان له في يوم صار لهالحقيـر.. ويوم التفتت فاتن له تناظره بالعيون. ابتسم لها بمكر وخبث. وكانه يطلب منها الاستعداد للي بصير فيها..

اختفت سماء من عيون الكل.. اهي ومشعل.. واختفت عن عيون خالد.. مرة .. ولمدة طويـلة.. حس بالوحشة.. حس بالكره .. والعذاب يتجرع من نفسه الف مرة ومرة.. هامت روحه في المكان .. وما قدر يستحمل الا انه يطلع.. يطلع ويفك عمره من هالجو الكابت.. تحرك من بينهم وتوها فاتن بتمسكه الا يد مساعد تمنع يدها..

فاتن بخوف: خلني اروح له
مساعد وهو يناظر خالد وكانه يشوف حاله قبل جم سنه فيه: خليه يا فاتن.. خليه.. احسن ماله انه يكون بروحه.. (يناظرها بابتسامة حنونة) خليه يا اطيب ام بهالدنيا.. تخاف على عيالها وترعاهم..

من الحزن العميق حطت فاتن راسها على جتف مساعد وهي تراقب خطوات خالد اللي ضاعت في الزحام...

وانتهى فصل حزين مرير على قلب خالد.. اللي ما اكتفى من فقد الاحباب.. عشان اييي له اليوم اللي يفقد فيه أمل الحب والحيـاة من جديد..

يا تـرى. هل بتدور الأيام وتخلي سماء تنسى خالد.. ولا خالد ينسى ويبعد سماء.. وتظل الوهم والخيال.. الاحساس اللي بثته فيه مجرد اسطورة يعتنق بها الحياة.. ولا.. امل الرجوع واللقاء .. يجمع بينهم..

(من هذا الجزء.. راح تتوقف سيـرة حيـاة كل من سماء وخالـد.. واحداثهم راح تكون مقتصرة فقط في الحوارات اللي يشتركون بها.. ابي اخليهم معنيين بالهدوء والابتعادعن الصورة لان لو كانو في الواقع بطلب منهم انهم يبتعدون عن الواقع.. ويحملون انفسهم في موكب الحب والفراق.. بأحلى تعابيره وتجسيداته

....
مسـكينة منايـر.. من بعد خروج سماء من البيت على طول راحت فوق بدار خالد واهي تراقبهم .. او تراقب الكريه وهو يحط اغراضها بالسيارة واغراضه .. وشافت سماء تدخل السيارة وتتحرك من جدام عيونها الى مصير الفراق..

تمت طول اليوم وهي تتذكر احداث الايام اللي فاتت.. قبل ثلاث ليالي .. وقبل وقت الفوضى.. كل شي كان هادئ ومقبول الا الافكار اللي تجول في بالها عن الرسايل اللي لقتها في دار فاتن وعن السلسلة اللي لقتها في علبه مشـعل.. تذكرت جراح اللي ظل يوم ونص بالمستشفى يشكي من التعب.. واخرتها ردوه البيت في اليوم الثاني العصر وحالته الصحيـة متوعكة شوي الا انه كان قادر على الابتسام والمنازع.. مخفف لجو الحزن الثقيل بالبيت..

ام جراح ظلت طول هالفترة مابين غرفتهاوانشغالها بالحديقة ويا جراح.. حزنها الكبيـر الغريب من نوعه ما ترك الفرصة لاحد انه يكلمها. صح انها ترد بس ببال وفكر مشغول.. ومن تختلي بنفسها تلقاها مناير بدمع منهمر.. ولوعة قلب ..

الله العالم وين خالد اختفى طول هالأيام.. اللي محديعرفه انه كان يشتغل صبح وليل عشان ينسي نفسه الألم اللي اهو فيه.. دوامات إضافية.. وتعب وجد وانكسار قلب .. الله يعينه.. فراق سمـاء ما هو هيـن.. مع ان السبب غريب والمسبب اغرب.. سماء على قصر معرفتهم بها الا انها قدرت تدخل في قلوبهم من غير اي استئذان..

وهي تفكر راحت عند " علبة الأدلة " اللي تحتفظ بداخلها أدلتها كمحققة على القضايا اللي تفتش فيها.. وسحبت منها الصور اللي خذتها لعمتها عاليـة وهي شبـاب والسلسلة اللي خذتها من صندوق مشعل.. ما تدري ليش ان هالسلسلة مألوفة بعينها.. فراحت وهي حاملة الاغراض الى دار امها.. صج ان امها مالها قلب على أي شي.. لكن بتحاول انها تبعدها عن هالجو بكشف بعض غموض وحقائق عن الماضي.. وخصوصا.. ماضي العـمة عالية.. سمعت عنها وايد لكن معرفة شخصية ما تمت بيناتهم..

نزلت تحت وراحت على طول لدار أمها.. لقت الباب مفتوح.. طرقات خفيفة سرت على ذاك الباب وياها الصوت الحنون...

ام جراح: ادخلو الباب مفتوح!!

دخلت مناير وهي ترسم ابتسامة لامها اللي توها فارغة من الصلاة.. انتظرتها دقايق وهي تسبح وتقرى الدعاء السريع وهي فاتحة يدينها .. ووسط دعائها سرت دمعة من زاوية عيونها.. مسحت ويهها كامل بها.. وسحبت الاحرام وجابلت مناير..

مناير: تقبل الله...
ام جراح بابتسامة حزينة: منا ومنكم يمـة؟؟ انتي صليتي؟؟
مناير: يمة عاد لا تحرجيني.. انا عودة الحين واكيد صليت..
ام جراح تناظرها بتشكك:.. انتي شوي مو مواظبة على الصلاة..
مناير تبتسم: هذاك قبل.. انا الحين حرمة مرمووقة وعلامات الحرمة المرموقة نور الصلاة
ام جراح: ماقدر عليج يالمرموووقة..
مناير: هههههه... يمــة.. شوفي هذي السلسلة!!
سحبت ام جراح السلسلة من يد مناير وهي تناظرها بتشكك.. ويوم تعرفت عليها تهلل ويهها..: فديت ريحة الغوالي.. وين لاقيتها هالسلسلة..
لاحظت مناير شكل امها المتغير امية درجة وتسائلت.. ليش فرحت وايد: لقيتها بالكاراج قبل جم يوم.. يمة انا والفة هالسلسلة مو غريبة علي..
ام جراح: يمة هذي سلسلة عمتج عالية.. ابوج الله يرحمه كان يستخدمها كفواصل للقرآن .. يحط سلسله عمتج الله يرحمها من توفت.. ولمن هو توفى.. الله يرحمهم اجمعين

مناير وهي تذكر ابوها.. وتذكرت وين شافت السلسلة.. حتى انها مرة حاولت تسحبها من القرآن بس ماقدرت لان ابوها سكره عنها ومشى وهو يبتسم... الله على ابتسامتك يا يبا.. شلون انها كانت تنور المكان في ظرف ثواني.. الله لا يحرمنا منك..

مناير وهي تمسح عينها: الله يرحمهم... انزين يمــة.. عمتي عالية كانت مخطوبة؟؟
ام جراح تناظر بنتها بغرابة: ليش تسألين؟؟
مناير وهي تتحاشى انتباه امها: لا بس.. انا مادري ليش احس انها كانت مخطوبة..
ام جراح وهي تبعد عيونها وتشغلها باشياء بالغرفة: عمتج كانت شبه المخطوبة.. بس .. ربج ما كمل وتوفت اهي الله يرحمها..
مناير وهي تحاول انها تطول القصة: اهي ماتت من سرطان الرئة صح..
ام جراح تصحح لها: لا يمة.. اهي خذاها ربج من السل.. التهابات بالرئة.. كانت ضعيفة من وهي صغيـرة.. الله يرحمها..
منايـر: أهــا.. الله يرحمها ..(تمت تناظر امها من طرف عيـونها) أنزيـن يمة.. ما قلتيلي.. من اللي خطبها..

ناظرت ام جراح مناير باستغراب.. ودارت في بالها الشكوك.. هذي شلي تبي توصل له.. ببربستها في الاغراض شلي عرفته..

مناير اللي حست ان نظرات امها تعمقت فيها وتوترت شوي: .. يمة.. علامج.. سؤال بريء هذا
قعدت ام جراح يم بنتها بنظرات هادئة ولكن مستفسرة: يمة منوور.. انا اعرفج.. بنتي مو غريبة علي.. شلي تعرفينه ومنتي قادرة توصلين لحكـه؟؟؟
منـاير وهي تحاول تخفي اللي تعرفه:.. يمة شفيج انا بس استفسر..
قطعتها ام جراح: مناير لا تلفين وتدورين.. قولي يمـة؟؟؟ شعندج؟؟
مناير اللي تمت تناظر امها.. مو من مهام المحقق الخفي انه يخبر اللي حواليه بقضاياه.. لكن.. الضروريات تحكم:.. يـمة.. انا شفت عند فاتن قبل جم يوم اوراق.. (مدت يدها اللي كانت في جيبها وطلعت منها اوراق) وفيها هالسوالف.. حجي حب.. وفراق وشوق... وصورة عمتي عاليـة.. اللي تشبه فاتن وايد.. او فاتن تشبها مادري بالضبط...

خذت ام جراح رزمة الاوراق والصورة... وابتسمت اول ما شافت عالية..بنتها اللي ما ولدتها.. مع انها كبيـرة يوم خذتها بحظنها لكن بعد..

ام جراح: فديت هالويه.. الله يرحمج يا عاليـة.. صج.. فاتن خذت منها وايد..
ابتسمت مناير:.. صح... (وردت تفكر..) يمـة.. قوليلي.. تقدرين ترى تستأمنيني على هالشي..
ام جراح وهي تناظر بنتها بعجز..: انا ما بقول لج اسامي لو هذا اللي تطلبينه!!
منـاير تتحرك بعيل مكانها: يمـــة علامج؟؟ حاولي انج تثقين فيني شوي..
ام جراح: انتي لسانج طويل شوية الا تقولين لاختج...
منـاير لقفت الكلمة على طول:.. اختي؟؟ فاتن..؟؟ ليش فاتن بالضبط...

تعقدت الافكار.. وتشابكت الشكوك في مناير.. وتصاعدت فيها الصراعات .. وام جراح طاحت في حفرة كلامها..

ام جراح وهي تغير الموضوع:.. لا بس.. لان...
مناير: لان شنو يمة؟؟؟ لان اللي كانت عمتي عالية مخطوبة له.. من الدخيـلي..
ام جراح وهي تناظر مناير بعتب: منووور... انا اللي ابي اعرفه انتي شدراج بكل هالسوالف..
مناير وهي تسحب الورقة من يد امها وتوريها: لان اللي مكتوب في الورقة اهو م. الدخيلي.. من هو "م" يمة... ؟؟؟

ام جراح وهي حايرة ما بين البوح والسكوت.. بس شتسكت عنه.. مناير وصلت للي ما ينوصل له.. وهم اللي كانو يحاولون يخبون هالحقيقة قد ما يقدرون..

مناير بعجز تناظر امها: يمــة.. قوليلي... (بخوف قالتها واخيـرا) هو مسـاعد خطيب فتـون صح؟؟
ام جراح تمسك مناير بيدينها: وطي حســج.. قول الله لا يبارج بعدوينج..
مناير وهي تناظر امها باستغراب: يمـة علامج محد بالبيت..
ام جراح: ادري ان محد بالبيت.. بس الجدران لها اذان.. شوفي منوور.. اياني واياج اختج تعرف بهالسالفة..
مناير ما زالت على استغرابها: وليش يمـة؟؟ ما فيها شي ترى عادي..
ام جراح: شدراج انتي بعدج ياهل.. الحرمة لا عرفت ان ريلها له ماضي وله من هالسوالف.. واختج بعد ما كانت غريبة .. ماضي ريلها عمتها الوحيدة مو احد ثاني.. بتستخف.. وخصوصا لا شافت صورها وصور عاليـة.. بتلاحظ شكثر التشابه بينهم..
مناير وهي مو فاهمة عدل: انزين مافيها شي يخلق من الشبه ارب...

سكتت مناير وهي تتعمق بكلام أمها... وتمت تروح بذاكرتها لبعيد.. وتستنتج اللي تبيه.. لو فاتن تشابه عاليـة.. فمسـاعد بيلقى ماضيه مرة ثانية عن طريق فاتـن.. شبه عالية.. ومن نفس العايلة.. فهذا يعني... السبب اللي خلاه يرتبط فيها أول شي... وفاتن لا عرفت هالشي.. بتحس ان كل قدراتها وشخصيتها وأهميـتها وثقتها بنفسها مالها اي اساس من الصحة يوم ان واحد تقدم لها وتزوجها على أساس انها شبه حبيبـته الماضيـة..

ناظرت امها برعب.. وما كانت تسمع نص اللي تقوله لانها ضايعة في استنتاجاتها وتحليلاتها الخاصة..

ام جراح بخوف: فهمتي علي منور.. الله يرضى عليج.. خلينا بلا مشاكل.. كفاية القلب مشتعل بعده على سماء.. مابي بنتي الثانية تعتفس حياتها
منـاير وهي تهز راسها بنفي:. .لا تحاتين يمة.. بكون قد المسئولية.. وفاتن ان شاء الله ما بييها الا كل الخيـر..
ام جراح تبتسم لبنتها ولكن تعرف ان مناير الواحد ما يثق فيها:.. يالله يمـة.. روحي .. ذاكري لج جم كلمة.. وخلي اخوج وياج بعد خانت حيلي من زمان محد انتبه له
مناير وهي ويا امها بتغيير الموضوع: يمة عزيز بدراسة ولا بدون تنك لا تعورين قلبج
ام جراح تضربها بخفة على ذراعها: اقول مالت عليج من اخت..

---------------------

راح خالـد واختـفى عن صفحـات الأيـام وهو محتفظ بلوعته الخاصة.. بعيـد عن الكل يحـاول انه يستـعيد حيـاته اللي طارت قبل دقايـق برحلة الله العـالم مـتى راح تنتهي.. اقلـعت اليـوم لكن متـى بتحط برحـلها مرة ثانيـة بأرض حيـاته؟؟ هذا هو الأنتظـار..

فاتن راحت ومساعد ومريم اللي حست الثالثة انها موجودة في غير مكانها.. ومن جذي طلبت منهم انهم يقطونها البيت.. وظل مسـاعد ويا فاتن اللي ضايعة في زحمة افكارها ومشاعرها الحزينة على خالد.. آخر توقعاتها.. خالد وسمـاء.. مع ان شي بيناتهم كان يجلب الابتسامة في نفس الواحد لو فكر انهم لبعض.. لكن الحيـن.. المعاناة والرضوخ لقسـوة التفاوت الاجتماعي.. مثل اللي صـار لها ويا مشـعل.. لكن كان لصالحها.. اهي راحت في سبيـل احسن.. سبيـل اصلاح نفسـها.. ولو تفكـر في الشي زيـن.. كان من الأفضل لها انها روح.. لانها ما تظن ان مشـعل بيتحرك لها بيــوم.. على عكـس سماء.. الي تحدت اهلها في يـوم شديد.. واضطرت وعانت وقاست.. على صغر سنـها.

وقف بها مساعد وهو يناظرها.. ينتظر منها انها تصحى من سرحانها.. لكن تمنى لو انها تظل اكثر.. تذكر يوم بالمطار سألته اهو شقصده بكلامه.. خاف انها تفهمه على النحو الغلط.. لكن اهي مافتحت وياه الموضوع مرة ثانية.. وظلت ساكتة مفكرة بوضع خالد وسماء يمكـن..

انتبهت فاتن ان المشاهد اللي جدام عيونها ما عادت تتحرك. معناته السيارة متوقفة.. والتفتت على مساعد اللي كان مستند على زاوية من الكرسي..

فاتن وهي ترمش بعيونها:.. ويــن أحنا؟؟
مساعد يبتسم لها بخـفة:. جدام البـحر. ما تشوفينه..

طالعت فاتن جدامها واهي تحاول انها تتعرف على المكان.. كان البحر بزرقته جدامها.. الهوا المنعش والسما الفاقدة بعض ألوانها الحيوية تغطي الأفق.. وعلى طول ترجلت من السيـارة عشان تتنفس من هالهـوا المنعـش.. ومن وراها مسـاعد..

راحت فاتن عند الحافة وهي تفتح ذراعينها تستقبل هالهوا البارد على القلب برحب صدر.. ابتسمت لحلاوة الجوو على نفسها والتفتت الى مساعد وهي تدخل خصلاتها اللي طارت بفاعل الجو وترتب الشيلة بحيث انها تكبح جماحها..

مساعد الثاني تم واقف وهو حاط يدينه في مخبى البنطلون.. وربطة العنق السودا تتطاير بالهوا يمين وشمال.. مجنونة برية ولكن بقيود.. ترتد عن حكم سيدها ولكن ترجع وتخضع..

وهو يرتب شعره :.. شرايج في هالجو؟؟؟
فاتن وهي تبتسم وتحتظن نفسها عن البرودة القويـة: .. عجيب.. بس بررررد..ههههه
مسـاعد: حلاته المكان ببرودته.. (يتراجع ويستند على السيارة) تدرين اني قظيت فترات من حيـاتي بليالي طويلة موحشة على النفس.. بهالمكان...(يناظر المكان بابتسامة فخورة) كانت لنا لحظاتنا.. انا وهالصخر.. وهالرمل وهالبحر.. (يناظرها ) كانت ممتعة أقول لج..

فاتن وهي تبتسم له بدلال.. وتتراجع لعنده .. وقفت وهي مولية ظهرها للبحر وهو مجابله.. ما تدري ليش حست ان كلامه عن لحظـات من حياته ريحت بالـها.. ظل واقف مكانه يراقب البعد بين السما والارض.. وهي تراقب الانعكاس على ويهه.. فضلت المشهد اللي ملامحه ترسمه على مشهد البحر اللي كان في منتهى الروعة.. والسما اللي كانت تنذر بمطر بسبب سواد غيومها ما هتمها.. السواد اللي يحايط عيـونه واهدابه اهم.. خطوط الكبر تحايط جوانب عيونه.. حصن منيـع.. ما يتدخل ولا يستوطي عليه شي.. ما احلاه من رجل.. يناقض شكلها.. وتكوينها وتصويـرها..

ناظرها مساعد وهو يبتسم ويتنهد: بسج مطالع. تحفظين شكلي؟؟ ترى اقدم لج امتحان وان رسبتي ياويلج
فاتن اللي انحرجت شوي: هههههههههههه.. امتحان مرة وحدة.. اسكت عني بروحي خايفة من هالامتحانات..
مساعد يناظرها باهتمام: ليش؟؟؟ مو قدها؟؟
فاتن: لا عادي بس.. تعرف.. مستويات عن مستويات تفرق
مساعد وهو يمسك يدها: ما عليج.. انتي هذي امتحانات تحدد مستواج عشان تدخلج الى الدراسة الحقيقية.. ترى كل اللي تدرسينه الحين تقوية لج وللغتج.. ما عليج اهم شي لازم تعتبرين له انج تجتازينها بتوفق عشان تقوين نفسج.. وفوق كل هذا.. لازم تحبينها عشان تبرعين فيها.. لان الحب اهو سيد كل المعاني بهالوجود.. وسيد كل ابداع.. (يشبك اصابعها باصابعه) وتفنن..

تمت ضايعة بعيـونه.. تفكـر فيه بطريقة يديدة على نفسـها.. تفكر.. انها مستحيل تبتعد عنه بيوم.. ما راح تحتمل كونه غير موجود بحياتها.. لان الشي راح يخلف عليها مرارة في نفسها مستحيل تفتك منها.. ولكن.. شكوكها كانت كبيـرة.. وفضولها اكبر .. لازم تعرف عنه قد ما يعرف هو عنها.. واكيد اهو يعرف اكثر..لانها ان عرفت عن مساعد شي فهي بتعرفه من طرف ثاني.. لكن لو هي عرفته منه معناته حصريا ولاول مرة..

فاتن وهي تستند على السـيارة وتجابل البحر:.. شلون كانت حيـاتك؟؟ قبلي يعني.. قبل فترة طويلة.. ايام الدراسة؟؟
مساعد يبتسم : ليش هالسؤال؟؟
فاتن تفتح ثمها بوسع وهي حابسه النفس تحاول تبرر سبب سؤالها: تقدر تقول فضول.. بعدين.. انا مو احد غريب.. انا اللي يسمونها زوجتك.. يعني من المفروض اشياء مثل هذي تكون روتينية وكلاسيكية
مسـاعد وهو يتكتف وبنظرة عميقة: is that so
فاتن: هههههههههههه.. يس.. اتز سوو.. (تولي ظهرها للبحر وتواجهه) لذا.. خبري.. Spit it out
مساعد وهو يرفع اكتافه وبابتسامة عاجزة: مافي شي مهم عشان تعرفينه
فاتن بفضول: اكيد في شي.. يعني.. عادات.. هوايات.. اي شي...
مسـاعد وهو ينزل راسه ويبتسم.. يرجع لشريط ذكرياته.. وفاتن تراقبه من تحت لتحت بعيون ظيجة منتظرة اي شي بسيط وتافه يمكن منه.. لما أخيــرا رفع راسه بعجز

مساعد: ماكو شي..
فاتن بصوت هامس: أوووووووووووف
مساعد يقطعها بضحكة: في اشياء بسيطة يعني.. بس.. انا مو متعود اني اتكلم عنها لاحد..
فاتن: انا اي احد؟؟
مساعد يناظرها بثقة:.. شوفي.. انتي يمكن تكونين اي شي.. الا احد... سامعة؟
تجاهلت الاطراء اللي اضطرب له قلبها وتمت على اصرارها: بس بعد.. قول لي... تكلم وياي.. قول اي شي..
فكر لدقايق وهو يناظرها بمكر.. وهي تبتسم له مثل اليهال.. واخيرا:.. انزين.. بقول لج.. شرط انج تقعدين وياي.. وما تملين.. ولا تلوع جبدج.. الزم ما علي راحة جمهوري العزيز..
فاتن: ههههههههههههههههه.. ولا يهمك.. اوعدك اني راح اكون من اكثر الجماهيـر حماسا..
مساعد: هههههههههه.. خلاص.. اعـتمد..
فاتن: يالله.. عند الثلاثة.. واحد.. اثنين.. ثلاثة.

ضحك عليها مساعد شوي.. وتحرك من مكانه.. للسيارة.. سحب الدوسات اللي عند مقعد السايق واللي يمه.. وطلعهم .. فرشهم على الارض بكل طواعية ومد يدينه برومانسية..

مساعد: My lady
فاتن: هههههههههههههههه Such a gentleman
مساعد: عشان تعرفين.. (قعد وقعدت اهي يمـه.. متربعين ) آآآآآآآآه.. بسم الله الرحمن الرحيم..المواطن مساعد خلف الدخيلي.. العمر 27 سنة.. مواليد 19..
قطعته فاتن: هههههههههههههههههههههههههههههه
مسـاعد وهو يتفكه عليها: شفيـج.. خليني ابدى بالبطاقة الشخصيـة.. احسن شي..
فاتن: هههههههههههههه.. كمل كمل .. هههههههههههههه
مساعد وهو يكتم ضحكه بخفة دم:.. مواليد.. 1976 برج الحمـل..
فاتن : مثـلي..
مساعد وهو يبتسم: حلـو.. يعني نتشارك بالصفات.. انزين.. خريج جامعة اوكسفورد قانون التجاري.. ولكني تخصصت في شي ثاني الا وهو الـتأمين.. بس على نكهة القانون..
فاتن: هههههه..
مساعد يكمل:.. عشت حوالي سبع سنوات وانا مادري شصير بالدنيا.. آلة شغل وكسب مال عشان اعيش بيتنا واعيد ترتيبه من اول ويديد.. عشان خاطر عيون ستنا الحاقة.. منعزل.. ماحب الكلام وايد.. مع ان التأمين يطلب الكلام والاقناع.. لكن تميزت بقلة كلامي ودلالته..
فاتن بغرور: أحم احم...
مساعد يناظرها بضحكة: شفيـج. تقدرين تنكرين هالشي..
فاتن وهي تفكر بماضيها ويا مساعد قبل الزواج.. وتذكرت شكثر كان مقنع:.. لا... كمل..
مساعد يناظرها بخبث بعيونه ويكمل:.. عازب.. لم يسبق لي الزواج مسبقا.. عمري ما شربت.. يات لي فترة ادخن فيها.. تركت التدخين حبا في الخيول.. تركت الخيول لاني وايد طويل وما انفع..
قطعته فاتن: تحب الخيول..
مسـاعد وهو يرسم حاجبين معقودين: ومن ما يحبهم.. انـزين.. هواياتي.. كرة القدم.. وساعات السلة.. لكن عشقي اهو السباحة.. (يأشر بيده) وهالبحر ياما سبحت فيه.. حاولت اني اغدره لكن .. تعرفين..

ابتسمت له بنعومة..

كمل مسـاعد:... تعرفت قبل ال6 شهور لبنت طيبة حلوة.. اسمها فاتن.. بنت اعز ربعي.. وتمنيت من ربي اني اتزوجها لمن قدرت.. وكاني.. متزوج منها.. (نزلت فاتن عيونها).. بس بعد.. أحس ان دربي وياها طويـــل.. ويلزمنا الوقت عشـان تتعود اهي على فكرة اني لها واهي لي..
فاتن ترفع عيونها بسرعة:.. بس..

سكتت..

مسـاعد: بس شنـو؟؟؟ (يبتسم) علامج.. انا ما قلت لج شي.. بس.. اخبرج يعني انج شي كبير في حياتي.. واملي بالله.. ما يهزه ريح.. مثل الجبل صامد..
فاتن بغرور وابتسام خفيف:. احسن... لانه راح يكون طويل..
مساعد: ههههههههههه.. (يغطي ثمه شوي).. هههههههههههههه.. انتي... آآآه.. مادري شقول عنج... (يتنفس بعمق) وانتي قولي لي اي شي عنج
فاتن: لا لا لا لا تغير الموضوع.. السالفة عنك انت.. مو عني آنا..
مساعد باستغراب: ليش؟؟ هذا ما يكفيج..
فاتن وهي تضحك في ويهه بخفة..:.. يعني هذي كل حياتك؟
مساعد وهو يفكر بحاجب معقود: تقريبا... اممم.. ايه.. هذي كل حياتي.. ليش؟؟ ما تكفيج؟؟ خالية من الحماس.. ادري.. طول عمري ماحب لعبة الشرطة والحرامية..
فاتن: لا اقصد.. .تبي تقول لي.. ورى هالمظهر.. مساعد الجامد.. اللي ما يهتز ولا يرتجف.. ماكو انسان ثاني.. متخلف تماما.. النقيض لشخصك؟
مساعد يطالعها بنكران: سيكلوجيا.. ؟؟
فاتن: اهتمـــام.. المعروف ان في كل انسان شخصين.. الشخص الجيد.. والشخص الشين.. وانت اكيد.. فيك من الاثنين..
مساعد: حلو السجع.
فاتن: ههههههه.. بس قول لي... اشياء مدفونة فيـك.. عميـقة.. من الأصل في نفسك.. أكيد فيها شي مختلف عن اللي اشوفه.. اكثر تعقيد وبعده بسيط على نفسك..
مسـاعد يهز راسه وهو ضام يدينه على صدره: انتي وايد صعبة ومتطلبة..
فاتن وهي تقعد على ساقينها.:.. مستفسرة بالاحرى..
مسـاعد يتنهد: شتبيني اقول لج يعني... اشياء دفينـة فيني.. أممممم...

ظل مسـاعد ساكت وهو يحاول انه يحصل شي من اللي تبيه فاتن منه.. وهي تراقب ملامحه بجدية واكثر صرامة.. لازم فيه شي.. لازم.. مستحيل انه خالي من هالسوالف.. لازم يتداخل فيه الابيض والاسود...

فاتن من عمق صمتها تكلمت:.. قط حبيت مسـاعد
رفع عيونه بسرعة على ويهها بنظرة خالية من المشـاعر.. وكأنها فرصته بهالسؤال.. :.... ليش تسألين؟..
فاتن وهي تريح نفسها على الارض وتنفض التراب من يدينها:... بس.. سؤال بسيط وبريئ.. (بنظرة معاكسة للبراءة) او يمكن كلاسيكي.. من بهالزمن ما حب.. ؟؟
مساعد وهو يتدراك نفسه ولكن بصعوبه:... صح.. من ما حب.. بس..
سكت.. وردت عليه:.. بس شنو؟؟

ظل مساعد يناظرها بتشتت.. عمره ما جذب.. وعمره ما تهرب من الصـراحة.. بس ما يدري ليش عيون فاتن تكبله.. لأول مرة يشوف نفسها ما يلقى شي من عاليـة في ويهها.. غير عن أول مرة يوم لقاها.. وعن الأيام اللي ظل يسجل فيها نقاط الشبه بيناتهم.. لكن الحيـن. كانت مختلفة تماما... شي غريب على عيـونه.. وكأنه يشوفها للمرة الأولى.. ومثل ما طاح بحبها اول مرة لانها تشابه عاليـة.. طاح بحبها مرة ثانية.. لكونها فاتن.. المستقبلة بشخصيتها..

مسـاعد وهو فاتح ثمه يحاول يتكلم.. وما قدر ينطق الا بهالكلمة:.. لو كان الجواب... أي... شبيكون رايج؟؟

فتحت فاتن عيونها على مسـاعد.. بهدوء وراحة. وكان الهواء ما يضايقها.. وتعمقت في عيـونه وين ما لقت بالعمـق شك.. او خوف.. او حـتى جواب غيـر مريح لسـؤالها.. وانتباها الجبن.. ما تبي تسمع هالوقائع والحقـائق.. حتى لو صـار.. ليش تعرفها.. عشان تعيش في حالة دائمة من الشك والصـراع النفـسي.. فكرة ان مسـاعد يمكن حب وحدة غيـرها خلتها غيـر قادرة على الاحتمـال.. الانانية المتصاعـدة في نفسـها بدت شغلها.. وآثرت السـكوت على أي شي ثـاني..

مسـاعد لاحظت سـكوتها وعمـق الكلام المخفـي في نفسها.. وما حـب انه يسـتمر في هالشي أكثر.. فقام عنها وتمشى لعند الحـافة المطلـة على جرف البـحر.. وقف وهو يتنهد من الهـوا الي في صدره ويبدله بالانتعاش الطبيـعي .. ما أحلى البحر.. حتى في هيـجانه.. يبين انه من اروع اللي يصير في هالدنيا.. رغم سكـوته الا انه له صراعاته الخاصـة.. صراعات ما يحب يشركها بأحد .. ولكن .. هو يقبل بصراعات الناس وحالاتهم ومشاكلهم وهمومهم.. ويحاول قد ما يقدر انه يـحل اللي يستطيع عليه..

ما وعى الا على يد على ظهره.. التفتت لها لقاها فاتن.. بويـه مبـتسم ولكن مشـوب بالحزن.. مسك يدها بيده وعطى البحر ظهره وجابل منظر اروع من كل المناظر .. فاتن..

مسـاعد: لو كان في يوم .. الدنيا كتبت لي اني بالماضي احب.. فصدقيني.. كل المحبة وكل العشـق بيكون عتيج الصـوف وقديم الطراز.. (وهو يحط يده على طرف ويهها) أنتي يا فاتن من أروع الأشياء اللي تعرضت لها بحيـاتي.. انتي دخلتي حياتي في فترة غيبوبة. ما كنت واعي فيها على الدنيـا.. انتي يا فاتن.. نبراس.. من مصابيح الفجر البـعيد.. اللي تنور سما ليله حالكة.. لا تظنين اني شاعر ولا مؤلف.. لان اكبر الشعراء هم المسـاكين.. وانا مسـكين.. بدونج.. كنت مسكيـن ومن امتلكتج.. صرت ملك زماني.. على عدم مبادلتج الشعور بالشـعور..
فاتن وهي تنطلق مثل الريح اللي تعدو في الغلاف الجوي:.. ومن قال لك..؟؟
مسـاعد وهو يبتسم بهدوء: لا تظنين اني قلت اللي قلته اطالبج بشي..
فاتن وهي تمسك يدينه لاول مرة بحياتها.. تبادره بمثل هالحركة: مسـاعد.. انت كنت في غيـبوبة وانا كانت عصـابة على عينـي.. (تحرك عيونها يمين ويسـار تبي مسـاند لها بهاللحظة) كل انسان يمـر بمرحلة بحياته.. يتمنى ويتمنى ويتمنى ويتعمق بالامنية.. لم اييه شي ويجهض هالأمال.. ويعيش في سكـون الروح من بعد الفقد.. ويتم ساكت وراكد مو عابيئ بشي.. لكن.. اتيـه الصحـوة من مكان اللي ما يعرفه.. انت.. لقيتني في بيـتكم.. وانا.. لقيتك في أميركا.. بشقتنا.. وين ما فقدت الأمل انك على الدنيا وبعدك تتنفس.. حي وسالم مثلي ومثل كل الناس.. لكن.. شفت.. لقيتـك عندي وقريب مني.. علمني هالشـي.. اني ما افرط فيك.. لاني جربت شعور اني خسـرتك.. (لمعت العين بدمع) والشعور كان اشبه بالموت.. صدقني.؟.
مسـاعد وهو مبتهج وبنفس الوقت.. هالكلام مو كافيه:.. لاني كنت الحامي عنج.. وشي يديد بحياتج
قطعته فاتن:.. لانك بديت كل ما اشوفك.. اكتشف فيك شي يديد.. وكل ما اكتشف.. القى شي يديد في نفسي.. منها.. دقات قلبـي..

تم يناظر عيونها بعذاب البحث الطويـل.. وليالي من السـهر وارهاق العقل بالتفكيـر.. وهي الثانـية.. تبي تكمل اللي بدته بس الكلمات تزاحمت في فكرها ونفستها.. فماعرفت شتقول او ما تقول.. وكل اللي قدرت عليه اهو.. انها تحط راسها على صدره الحنون.. وتكمش نفسها عنده..

زوجـها.. الرجل الوحيـد بحيـاتها.. ولها الحق في انها تكون منه اللي يكون عشان راحة نفسها.. ولكن بالحسنى.. وهو بعد.. زوجته.. وملكة عرشه.. اللي مصنوع من تعب وضنى الايام والحرمان..

سيد الحرمان.. يلتقى بملكة الأحلام.. انسانة نسجت عالم متكامل بأحلام وامنيات مشتعلة بلهب المراهقة.. ورجل ما ملك من هالدنيا قيد انملة.. الا المعنويات.. لمن طفرت روحه منها وبشوفتها تمنى الشي الملمووس.. الا وهي فاتن.. تكون معاه وله على مر الزمـان.. بحق شرعي.. مرسوم .. ومختوم بنور الوجود..

ولكـن.. لا تجري الريـاح بما تشتهيه السفـن..

معظم الافراح والمشاعر الصادقة تلاقي لها الشياطين.. اللي ولابد من مواجهتها.. كل انسان فيوم لازم يقعد مع نفسه ويتكلم ويصرح عن ما يختلج فيه.. بعض الاشياء لازم تكون مصرحة ومذكورة.. الصراحة درب مخطوط من شقى الماضيين.. خندق يحمي الجيش من العدو المباغت.. لا للاختباء.. وانما الاستعداد للظهور من يديد والهجوم على االشياطين وكف ايديها عن المشاعر المرهفة... وهذا اللي لازم يصيـر لمساعد وفاتن

لكن رفضهم للبوح والسماع.. ما راح لصالح الحب العظيم اللي يمكن يصيـر بيناتهم.. فوهة كبيـرة ما يرسمها ولا يسدها بينهم الا الصدق.. اللي الرسول عليه الصلاة والسلام قال عنه

..:: اصدق.. فإن الصدق ينجيك ::..

وصل مسـاعد بفاتن لعند باب البيت.. ظلوا لعدة من اللحظات داخل وهم يستمعون لطنين الصمـت الحلو.. لانه يجمع بينهم.. التفتت فاتن لمسـاعد وهي تبتسم..

مسـاعد: بتنزلين؟
فاتن بصوت ناعم اول مرة تسمعه من نفسها:.. انت اللي يبتني.. ليش ما انزل؟
مسـاعد يمسك بيدها:. يمـكن.. قلت انج تفضلين انج تكونين معاي..
فاتن: هههههه.. انانية..
مساعد : والله عاد سميها اللي تبين تسمينه... (احتدت عيونه بويهها) كل واحد وله الحق بالمطالبة بحقوقه..
فاتن اللي انحرجت شوي وسحبت يدها بهدوء:.. حقك محفوظ.. والا انت تظن ان ام جراح ما تستاهل..
مساعد يناظرها بعذاب: حرام عليج.. مو في العوق.. تراها غالية وعزيـزة..
فاتن: هههههههههههه.. بس عيل.. خلني اروح لها.. لاني مثل ما مستمتعة بوجودي معاك.. الا اني اشتقت لها..
مسـاعد وهو يرمش بعيونه: يالله.. انتي لها لهالفتـرة.. لكن قريب ان شاء الله.. راح تطلبين مني اني اخذج لها.. وانا افكـر بهذيج اللحظة
فاتن: يا سـلام.. (وهي تفتح الباب..ونزلت من عند الكرسي.. وعيون مساعد تلاحقها.. لمن وصلت لعند دريشته اللي فتحها من اول ما لاحظها متجهة صوبه.. ) اذا انت تظن جذي.. فانت غلطان.. انا من غيـر مااطلب منك شي.. انت راح تنفذ لي اياه..
مساعد وهو يعقد ذراعاته على صدره: وليش بالله؟؟ بقرى افكارج؟؟ ترى مو عراف ولا دجال..
فاتن وهي تتقرب منه: مو اللي يحب.. يفهم طلبات حبيبه من غير الكلام..

سكت مسـاعد.. وما عرف شيرد عليها.. تاهت نظراته في ويهها..وهو يحاول يوصل لشي منها.. لكنها ابتعدت عنه بدهاء الحريم.. وكيدهن العظيم.. وتركت الساحة للسرحان .. لمن لاحظ اختفائها. وتحرك من مكانه..
اختلفت الادوار.. بدل لا يكون زياد اهو الملاحق.. صارت هيـام اهي الطريدة.. وزياد يتعقبها من مكان لثاني.. وبمسـاعدة من.. ما راح تتصـورون.. رؤيا محد غيـرها.. نظرا لمظهرها "الفريد" من نوعه قدر يميزها وين ما يلاقيها.. وشافها مرة بأحد الحفلات اللي الاصدقاء المشتركين لهم يحييونها بمثل هالمناسبات.. وقدر انه يقول لها كل اللي فيه عشان يوصل لهيام عن طريقها.. وهي اللي كانت اكثر من صدر رحب انها تنفذ له اللي يبيه.. وعدته وعاهدته انها تخبره اول بأول بتحركاتها ويا هيـام.. اللي عطته رؤيا معلومات عنها.. انها هادئة اكثر من اللزوم.. وبعد الحزن مرسوم عليها وتنتظر واحد يدخل لها بالانترنت.

زياد اللي اخيـرا وضحت افكاره على هالشي.. صار اكثر من سعيد.. لكن ظلت في نفسه صراعات الاعتراف.. وحتى لو اعترف.. علبالكم بتفكه هيـام.. المشكلة بتبدى لا اعترف لها.. صج انها تحبه وانها تموت فيه بس ما راح تحتمل منه الكذب. وخصوصا انها تظن انها تحب هالحمد.. لكن اهي غلطانة.. اهو لو حبت حمد بعد ترجع وتحبني لان حمد اهو انا الحقيقي اللي اهي خلتني غصبن عني اكون شخصية ثانية وياها عشان اتحدى غرورها وتكبرها..

وصل على الموعد اللي حددته له رؤيا.. ولقاهم بالفعل بنفس المكان ونفس الموقع.. ما شاء الله عليها رؤيا دقيقة على هبالتها.. ولقى هيـام معاها.. وشكثـر كانت مختلـفة.. هادئة.. متوازنة.. وفوق كل هذا متجابرة ومتجاسرة على عمـرها.. وتبين حزينة على رغـم التوهج اللي بويهها..

شافته رؤيا وعلى طـول تحركت من مكانها..

رؤيا وهي تتقرب من هيـام: هيوم انا وعلي بنروح نشتري ايسكريم
هيـام: انزين بيي وياكم
رؤيا: اتيين ويانا؟؟ ليش؟؟ خلج هني تمتعي بالفيوو.. احنا بنروح وبنرد.. خلج مكانج اوكيك.. يالله علووووي

وراحت رؤيا ويا علي تاركة اعتراضات هيام تنفصع بالهوا.. حست هيام ان الوضع غلط شوي.. وتلفتت مكانها ولقت زياد واقف وراها وهو حاط يدينه في مخابيه ومبتسم بشقاوة ..

زياد: hello there
هيام وهي تعض على شفتها: راحت عليج رؤيووو يالسبالة؟
زياد وهو يمتعض: شفيج؟ ما عجبتج المفاجاة؟؟
هيـام وهي تتذكر خطتها وتبتسم في ويه زياد مفاجاة:..لا والله بالعكس.. حيا الله من يانا.. زياد.. My dear old friend شخبارك؟ عساك طيب..
زياد اللي انقهر من كلمة اولد فريند لكن تم على ابتسامه.. لانه بصدد شي اكبر من هالسوالف كلها:.. والله الحمد لله ابخير.. أسلم عليج.. (ابتسامة كريست)
ضحكت هيـام:.. الحمد لله.. اهم شي راحة الاصدقاء..
زياد وهو يهف يدينه .. ويطلع علبة الزقاير.. ويدري شكثر تتضايق هيام من ريحة الزقاير..: الجو حلوو صح؟؟
هيــام اللي ترتعش بداخلها من البرد:.. اي حلو؟؟ والله حلاته صيف البحرين الحين.. عشان العرق يزخ زخ
زياد: ههههههههههههههههه.. من زمـــان ما جربت صيف البحرين.. يمكن لان البيت حتى بالصيف ما يظلون ..
هيـام اللي تستمع وهي تجول بعيونها يمين ويسار بعيد عن زياد:.. شلون؟
زياد الل يقعد على طرف من الشجرة اللي في البارك: لا بس.. اختي الله يسلمها. ما قط قلت لج عنها.. اسمها غزلان تحب شي اسمه التخطيط والترتيب والتعديل وهالشي من السوالف.. وما تخلينا نقعد في الصيف او حتى نتنفس الا عندها برنامج معد كااااامل لرحلة العائلة.. حتى اختي المتزوجة تاخذها وياها..
هيام وهي تبتسم:عندك خوات؟؟؟
زياد يبتسم: وحدة متزوجة واسمها غصون وزوجها اسمه فهد والثانية غزلان عازبة اصغر مني بسنة جذي..
هيــام تناظره بعيون مستمتعة ولكن مشككة: عمري ما حسيت ان لك خوات..
زياد: ليش؟؟ مقطوط سبيل؟؟
هيـام وهي تضحك: لا مو جذي قصدي.. بس .. ما يبين عليك راعي خوات ولا شي.. يعني حسيتك lonely child جذي يعني
زيـاد يبتسم بخبث:.. حتى انتي تصدقين حسيت لج نف الشعور.. لانج دليعة شوي ووايد مدللة
تنهدت هيام وهي ترفع حاجب في ويهه اللي خلاه يضحك: لعلمك انا عندي بدل الاخت اختين .. وتؤام بعد.. واخوو اسمه علي.. توه من شوي رااح لو كان هني جان خليتك تشوفه.. (تلتفت له وكأنها متذكرة شي هام) انت شتسوي هني صج؟
زياد يناظرها بعبط وزعل شوي وهو رافع زاوية ثمه بغرور:.. ليش؟؟ قاعد على قلبج..
في خاطرها قالت : الا قاعد في قلبي : لكن جارته: شوي.. تقدر تقول يعني..
زياد وهو يحط يدينه في مخبــاة الجاكيت.. ويناظرها بطريقة معادية: الحين هاذي طريقة تكلمين فيها صاحبج؟؟
هيام: هههههههههههههههههههههههههه.. Good girls don't have a male
Mate
زياد وهو يبتسم: really? A good girl –Arabian girl should not fall in love b'4 marriage
طالعته هيام بشزر: والله الحب مو بيدنا.. اذا حبينا حبينا.. واذا كرهنا .. كرهنا..

للحظة سرى الصمـت بينهم.. وحاست في زياد الشكوك.. ان هيـام يمكن عرفت بهالشي..عرفت انه اهو حمد..لكن مافي جانس انها تعرف.. من اللي يمكن يقول لها..

زيــاد وهو يقعد مجابل هيـام.. او تحت ريلها على المدرج اللي كان تبع للملعب اللي هم فيه وتوقفت فيه الالعاب بسبب الثلوج.. وتم يناظر ويهها بهدوء..

زيـاد:.. هيـام.. انا ابي اقول لج شي اليـوم
دق قلب هيـام.. وحست ان زياد على وشك انه يقول لها الصج كامل.. وما توانت عن هاللحظة:.. شنو؟؟
زياد وهو يوطي عيونه: انا ابي اقوله واعلمج.. اني خسران في حالة وفايز في حالة ثانية .. بس ابي منج سعة الصدر.. لو سمحتي.. ولا تعصبين.. تركي هيام اللي بالجامعة على جهة وواجهيني كهيام اللي عمـري ما عرفتهـا..

كلامه منطقي صح؟ جذي حست هيـام.. وهزت راسها موافقة انها تسمع منه..

وقف زياد بعيد عنها شوي وهو يتكلم وبعده مجابلها..:.. هيـام.. السالفة هذي كلها ترجع قبل شهرين.. يوم اني .. وللعلم وصلت لحالة يأس شديدة معاج.. ما كنتي تعطيني ادنى مجال اني اتقرب منج ولو بالحسنى.. من الضعف او يمكن العجز او قولي قلة الحيـلة.. مشيت بدرب انا يمكن لو استمريت فيه ما كنت بطلع منه بطريقة اسلم من هذي.. الصراحة درب محفور من العاج يا هيـام..

سكت شوي وهو يناظر عيونها وشكلها اللي كان اهدى من البحر الساكن.. وعيونها اللوزية تتجه على كل حركاته وتصويباته بالكلام.. وما مقاطعته.. وهالشي معزز الشك عنده انها يمكن تعرف..

وكمل.. وبسيل جارف من الكلام:.. في يوم.. قدرت القى ايميلج من عند احد اصدقائنا.. واظنج تعرفين من.. ظفتج.. واول ما ظفتج بديت في حيــرة من نفسي. .شقول لها.. اكيد اول ما تعرف اني انا زياد راح ترميني بلوك نظيف ومحترم لكن مورم للعين.. (ابتسمت هيام هني من غير ما يشوفها) لكن قلت. شالفايدة.. جذي ولا جذاك اهي محصلة استمتاع بايذائي.. فليش بيصعب علي هالشي الحين.. يمكن لاننا بروحنا .. ويمكن لاني انا المتجدم بهالخطوة.. وبتذليني وشي من هالسـوالف..

سكت شوي وهو يسحب نفس ويطالع في شكل هيـام اللي كانت باشد الاستعداد للسماع.. ولكن شي في هدوئها نغص عليـه..

كمل زياد ولكن بطريقة اسرع:.. وبس.. دشيتي بيوم.. واخترعت عليج شخصية حمد.. وصار بيننا كلام حلو وجميل.. وصداقة حلوة بصراحة اعتز فيها وخلتيني لدرجة اني اتمنى لو كنت بالفعل حمد مو زياد.. اللي من تشوفينه جن حد والع فيج جبريت..

التفتت لها وما زالت على حالتها..

زيـاد اللي نفذ صبره: انتي تدرين صح؟؟؟
ابتسمت هيـام ونزلت من على المدرج بهدوء.. ووقفت مقابله بنـظرة صدمت زياد لانه لاول مرة تطالعه جذي:.. زيــاد.. انت يمكن كل شي عني قلته صح... وفكرت عني صح.. لكن شي واحد انت قللت من جيمتي فيه.. الا وهو الذكـاء... انا يمكن.. دليعة.. وجن مولع فيني جبريت لا شفتك.. لكن ما قط سألت نفسك ليش هالشي؟؟ اظنك سـألت.. وعرفت ليش.. لكن ما كنت بالشجاعة انك تجابلني بيوم... فضلت درب ملتوي ويمكن خطيـر شوي.. شدراك.. انا لو ما عرفت ان حمد انت اهو.. جان ما اعترفت لك بحبي له.. لكن فكر لو كان العكس.. لو صج اني بديت احب حمد وتبرد مشاعري صوب زياد.. شراح يمكن يصـير؟؟
زياد وهو يحس بالثقة عامرة في قلبه اكثر من اي شي:.. مستـحيل.. تدرين ليش؟
هيـام اللي انزعجت من ثقته:..ليش؟؟
زياد وهو يبتسم في ويهها:.. لان هيـام مستحيل تلقى واحد مثـل زياد.. ومستـحيل تحب واحد غيـره
هيام وهي تبتعد عنه: لا تكون واثق
يوقف في ويهها: صدقيني هيــام.. شوفي مثل ما الماي مخلوووق للنار.. والنور مخلوق للظلام.. والزيت للنار... هيام وزياد.. وتضادهم.. وتناقضهم.. الا انهم مخلوقين لبعض..
هيــام اللي من الثورة اللي فيها حمر ويهها:.. شوف زياد.. انت خدعتني.. وفوق كل هذا اعترفت بخداعك لي.. بينت لي انك جبان
زياد: يــــائس.. يأستيني حتى من نفسي يا هيام.. ومعذور انا لانج ما عطيتني ادنى فرصة
هيام وهي تتحرك بعصبية مكانها: يمكن انت ما بذلت جهد.. وواجهتني بنفس اللي اواجهك فيه
زياد وهو يأشر بيدينه:.. لانج ما تسمحين لاحد يتقرب منج.. وخصوصا انا.. ليش؟؟؟ ها قوليلي.. ؟؟ يمكن لاني كنت الاحلى بين الشباب يعني ويمكن حبيتيني من اول ما شفتيني..

ناظرته هيام من غيـر تصديق.. ومرة وحدة من وسط التوتر اللي فيه ابتسم زياد بفرحة .. مثل الطفل واللي خلى من هيـام تنصدم من ابتسامته.. ولكن شي فيه خلاها تبتسم بالمثل..

هيام: وايد مصدق روحك
زياد: ادري .. وانا اتغشمر ما كان قصدي بس... هيــام(ترجع نبرته جادة) ارجوج.. عطينا فرصة.. صدقيني..
هيـام وهي تطالعه: زيـاد.. انا مادري ليش ان بيناتنا حلقة ضايعة.. شي مو موجود على رغم اللي قلته كله.. ويمكن ضياع هالشي اهو اللي يخليني في حالة من الحساسية معاك..
زياد: في ادوية للحساسية لو تدرين يعني
هيام اللي عصت: زيااااد...
زياد: هههههههههههه
هيام وهي تلف بويهها عنه: شوف هذا اللي يقهرني فيك...
زيـاد: انا عن نفسي اقدر اتغيـر.. وتجنيينج من اروع المهام اللي وكلها لي رب العالمين بهالدنيا..

التفتت له وهي متجمدة الملامح.. وسرت فينفسها رغبة في المصالح.. ولكن ما راح تكون اهي اللي تقدم كل شي.. اهو بالمثل لازم يقدم..

هيـام: اليد الوحدة ما تصفق صح؟؟
زياد: معلــوم
هيـام: انزين... انا مستعدة اني افتح معاك صفحة يديدة.. عشان الحلقة الضايعة..
زياد: وانا مستعد افتح كتاب..
هيام بشدة: زيــاد..
زياد: ههههههههههه.. اتغشمر معاج.. والحلقة الضايعة افا عليج ادورها بكل مكان حطيت فيه..
هيام بحدة : زياد لا تتغشمر..
زياد: لا شنو اتغشمر من صجج.. احس روحي مفجوج بلا هالحلقة..
هيام وهي تضرب بريلها على الارض: العوي عوي ما يصير سيدة بيوووم..

مشت عنه بسرعة وهو لحقها ووقف في ويهها وهو يضحك..

هيام: لازم تعاملني بشويه من الجدية
توقف عن الضحك وهو ياخذ نفس وينفخ صدره:.. أفا عليـــج.. مو بس جديـة.. الا كل الجديــة.. بس كان لازم اشوي اذوب الثلج اللي بيناتنا..
هيـام اللي حست انها اهي الثانية خاطرها تتغشمر:. ذوبها مو تسيحها كامل..
زياد يرفع حاجب: هاا؟؟؟ تتغشمرين.. (يشيح بويهه ويقلد عليها) مرة ثانية كوني جدية..

مشى عنها وراح وظلت هيـام واقفة مكانها بعجب.. وكلها لحظات الا وتنفجر بالضحكة عليه وعلى حركاته.. وهو اللي وقف عن بعد خطـوات.. تم يطالعها وهي تضحك وضحك عليها .. وهو فخووور بالي صار اليوم..

زيـاد يعلي صوته:.. انا بروح... بس ظلي تضحكين.. كل مرة ابي اخليج وانتي تضحكين.. ما تدرين رنة ضحكتج شنو تعني بغربتي...

ظلت مبسمة في ويهه وهو يروح عنها شوي شوي.. يا الله.. مرة وحدة الدنيا اشرقت بالشمس في حياة هيـام.. حلم ايامها وما بقول سنينها تحقق.. زيـاد.. ومشاعر زياد وكل هذا صار من ملكها؟؟ لكن لا.. لحظة.. اهي ما اتفقت معاه بابسط الاشياء.. اهم في مرحلة التجدد.. والبناء من يديد.. الاساس اللي بدوه كان خربان.. ولازم اساس يديد.. وليش ما تعطيه فرصة.. what the hick الانسان ما يعيش الا مرة وحدة.. والحيـاة قصيـرة.. لازم يستغل كل الفرص المتاحة جدامه.. وبتعطي زياد فرصـة.. فرصـة انه يدخل حياتها من يديد.. ويحي فيها الطف المشاعر.. على الرغم من انها حبته وخلاص.. لكن بعد.. تظن انها قادرة انها تقع في حبه من يديد .. لشخص زياد اللي ما عطت نفسها فرصة انها تعرفه احسن من جذي.. زيـاد.. وما ادراك ما زياد.. بتم وياك عشان اعرفك زين.. واعرف ان كنت انت فارس الأحلام اللي حلمت فيه وانا صغيـرة.. جندي اللي يحمي حدود حيـاتي.. ويدافع عني..

ليـــش لااا؟؟

----------------------

في الحديقة اليديدة كان خالد قاعد وهو يتنفس الهوا المخلوط بالتربة.. مسكر عيـونه اللي يتمنى لو انها ما تشوف شي غيـر سمـاء.. ولكن وين.. ما يقدر حتى يروح داره من غير ما يفج ستار البلكون ويطل على غرفتها عشـان يلقاها موجودة جدامه.. تناظره وهي تأشر له بالقلب.. والسهم.. والحب...

ابتسم بمراره وهو يحط جبينه على ركبته.. الهوا البارد اللي كان يلفح المكان ما يقدر يطفي الحرارة اللي تسـري في نفسـه.. سمـاء.. شلون ان اسمها يتردد في صدى قلبه وعقله اللي يرفض التفكير بشي غيـر شوفتها واهي تغيب عن عيـونه بخطوات من جحيم .. وكيف ان رماد قلبه المحترق بدى يخنق قصبته الهوائية..

ظهر الصـوت منه مغصوب وهو يناديها..:.. سمــاء...

جراح وفاتن اللي حسـوا لغياب خالد عن العشا قرروا انهم يروحون له داره.. لان ام جراح بعد حطت العشا وتغيبت عنهم.. البيت مكتئب وجوه مشحوون.. واول ما فظى العشى ورتبت فاتن كل شي اهي وجراح .. تغسل وهو ينشف.. طلعو من المطبخ ولقو منايرقاعدة في الصالة وهي فاجة الكتب وهي تدرس.. الا فاتن تنصدم منها..

فاتن: ما شاء الله.. دوم يارب هالمنظر مب يوم..
رفعت مناير راسها بدهشة الى اختها.. وبسرعة استوعبت الموقف.. كانت اهي ما تقرى في الكتاب ولكن حاطه الاوراق اللي تخص عالية وسرقتها من العلبة عشان ماتشوفها فاتن..

تداركت الموضوع مناير: عشلون عيل.. اللي يبي يدش كلية الشرطة على الأقل عنده الثانوية العامـة..
فاتن باستغراب: كلية الشرطة..
جراح وهو يتخصر لمناير: انتي متى بتفجين هالفكرة عن بالج.. ما عندنا بنات يدخلون الشرطة
فاتن بصدمة: الشرطة
مناير اللي سكرت الكتاب ووقفت في ويه جراح بس بعيد: شوف جراح.. بلا اضطهاد لفكر المراة وحريتها.. ترى النسوان صج ما يقدرون يصوتون.. لكن بعد لهم حرية الفكر والتعبير عن الرأي..
فاتن تناظر مناير بدهشة وجراح يضرب على صدره: انا اللي خاطري اعرفه انتي من وين اتييبين هالحجي وانتي واحد زائد واحد واحد مكرر يساوي عندج..
مناير بغرور: انت وايد مقلل من جيمة عقلي وتفكيري اخ جراح.. لعلمك... اينشتاين ما كان شاطر بالمدرسة.. وشوف لاي درجات ارتقى بالعـلم..
فاتن: ههههههههههههههههههههههههه
جراح وهو يحط يده على جتف فاتن: اينشتاين... منور.. تدرين احسن شي لج شنو؟
مناير: شنوو يا عبقرينو؟؟
جراح: احد ينقعج بماي بارد عشان تنصقعين وتكتشفين شكثر حجم غبائج..
منـاير وهي تتوعد: بتشوفووون.. رفعة هالبيت وعزة شانه بسببي..
فاتن بابتسامة محببة:.. وهذا اللي نتمناه يا منووور.. وانا واثقة منج(تناظر جراح) واذا هي تبي تروح كلية الشرطة خلوها.. كل واحد وله ولعه.. واكثر شي ينجح فيه الانسان اهو الشي اللي يتولع شي..
مناير وهي تروح لفاتن وتلمها: هاي الاخت
السنعة العدلة.. مو انت.. يا كتلة الارطال..
جراح يشد شعر منــاير لاول مرة من بعد ما كانت هالمهمة مختصة على خالد: ااااخ جراحووو فجني والله ما اكتفيت من خالد الحين انت..

تذكرت فاتن خالد وعلى طول انسحبت.. اهي تعرف وين تلاقيه لان يمكن هالمكان يكون اكثر بقعة يتواجد فيها خالد من يوم ورايح..

فجت الباب اللي يطل على الحديقة ولقته بالفعل قاعد على الكراسي اللي مصفوفة عند الجدار.. مسند راسه وهويناظر السمـاء بهدوء.. ابتسمت له وعدلت حجابها اكثر.. وراحت لعنده وقعدت من غير ما تجذب انتباهه... لكن هيهات تطوف فاتن .. ملاك هالبيت من غير تنهيدة الراحة اللي تسـري في خالـد عشانها..

خالد من غيـر ما يطالعها ويبتسم:.. انا اقـول.. مرة وحدة ارتاح قلبي.. الا وهي يدتي الغاليـة.. فاتن..
فاتن: هههههههههههههه.. عاد يدتك مرة وحدة.. قول أمك..
خالد: لااه.. انا امي اهي خالتي.. وانتي... يدتي.. وسمــاء.. دنيتي..

سكتت فاتن وهي تراقب ويهه المعذب.. ولكن الهادئ..

وكمل خالد: تدرين فاتن.. انا شنو اللي مصبرني؟؟؟
فاتن: شنو يا خالد؟؟
خالد يناظرها ودمعة حزينة سرت من زاوية عيونه: اني اعرف انها تفكر فيني مثل ما افكر فيها.. وان مثلا راحت عن بالي لثانية يدق قلبي بعنف وكانه يحثني اني ارد اذكرها.. وارد افكر فيها.. ونتم انا وياها على اتصال واحد..
فاتن وهي تختبر خالد: بس في هالدنيا وسائل اتصالات والتكنولوجيا توسعت يا خالد.. وصار هالعصـر...
قطعها خالد: اللي جمع بيني وبين سماء ما كان التكنولوجيا ولا التطور.. اللي جمعني بسماء ربج... ومثل ما جمعنا.. وفرقنا الحين.. بيرد ويجمعها مرة ثانية.. من غيـر اي نوع من المداخلات البشرية.. انا احب ربي يا فاتن.. وارضى بقضائه لو كان هالشي سيف على رقبتي.. وبترك كل شي بيده.. لكن بعد... بكون نفسي.. عشان ما ترد سمـاء الا وهي ملاقية هذاك الصبي مختفي. ويا محله ريـال ينشد به الظهر.. مع قلب هذاك الصبي.. اللي دوم بيدق لها .. وبس لها..

ضاعت فاتن في ويه خالد.. وعرفت شكثر تغيـر وصار مختلف.. ما عاد خالد المستهتر.. او اللي يمشي وهو يتغشمر ويحمل في طيات نفسه احزان.. صار انسان فرحان وسعيـد.. وبمن؟؟ بحب سمـاء.. شلون يقولون الحب حرام واذا الحب نفسـه يخلف في الناس مختـلف التغيــيرات.. مثلها اهي ومسـاعد.. شلون انها ظنت ان نهايتها راح تكون على يده.. وشلون ان اقل الكلمات اللي أهو يقولها لها تخليها تستشعر بنبض الحيــاة من تحت العـروق..

الظاهر ان نفس الاثر خلفته سمـاء على خالد..اللي ماعاد خالد.. ولا راح يرجع خالد.. فكل انسان وله مدة معيـنة من التقمص لشخصية..

لاحظ انها سرحانة بشكله وابتسم لها:.. علامج يديدة فاتن؟؟ شي في ويهي ؟؟
فاتن وهي منسحرة منه .. من أخوها العزيـز..عزيز قلبها خالد: خالـد... ادور فيك خالد اللي تركته .. لكن ماني لاقيته... وتصدق.. مو زعلانة لاني ما لقيته..لان كل انسان هالدنيا وله فترة معينة ويختفي ويظهر فيه انسان ثاني...
دقق في ويهه وهو مو مستوعب: شقصدج؟
فاتن وهي توقف وتواجهه:.خالد.. انت تغيـرت.. وللأحسن.. بشهادتي.. انا ادري انك اكثرنا يمكن تعلق برب العالمين لظروفك الشخصيـة.. وهالشي كان سلاح لك انك تتقرب من هو اجدر من اي احد بهالدنيا انك تتقرب له... اغبطك يا خالد.. او حتى احسدك على ثقتك برب العالمين.. معظم الناس هالايام لا واجهتهم مصايب او مشاكل سلموا نفسهم لليأس.. الا انت...
دمت بخيــر يا خوي وبت وصحيت على الخيـر.. والله.. انا اليوم فرحانة بأشد الافراح العميـقة لك.. وادري.. ان ايمانك القوي هذا راح يكافئ باحسن المكافآت.. ربك كريم وانت تستاهل..

بعد هالكلام اللطيف اللي عبر وجدان خالد مثل النسمة الباردة على قلبه.. وغادرت فاتن من بعدها . وتركته في احتفال الفخر .. الحمـد لله على كل حال.. قل لن يصيبكم الا ما كتبه الله عليكم.. ورب العالمين ما يبي الا صلاح البشـر.. عباده وخلقه ...

---------------

بعد يوم من وصول مشعل وسماء اميـركا.

مشـعل اللي كان في حوسـة مب عارف شيسوي.. لازم يلقى شي يخليه يثق انه قادر على التفريـق بين فاتن ومسـاعد.. مستحيـل ماكو شي ماكو ثغرة اقدر أوسعها.. واخليهم متشتتين ما يعرفون وين يلفون بويههم.. ماقدر اشوه سمعتها عنده مع ان هالشي هو اكثر يمكن يبعده عنها.. واكثر شي اقدر اسويه لكن اهو غريب من نوعه.. يوم شافها واقفة معاي تزوجها.. الحقـير.. لازم القى له شيء..

وفجأة رن تلفونه وهو كان قاعد في البلكون.. سمـاء من وصلوا ما طلعت من الدار اللي خذتها لها.. لان بعد يوم راح تدخل المدرسة.. فكل شي نظمته سلوى وياهم وارسلت لهم اللي يبونه وباجي المعاملات بتم لا راحت سمـاء عندهم..

رفع التلفون وهو مو عارف فارق التوقيت.. او جم الساعة بينهم وبينهم:.. نعـم..
غصـون:.. هلا بولد الخـالة..
مشعل اللي مستغرب اتصال غصون فيه: هلا هلا... وانااقول الرقم مو غريب علي.. غصون صح؟
غصون: اي نعم غصون..انا امس يابولي سيـرتك وقلت لازم اتصل فيه.. بس قول لي.. ليش الاتصال شوي ضعيف؟؟ مسافر شي انت؟
مشـعل: اي والله.. انا وسمـاء في اميـركا
غصـون مندهشة: أميـركا مرة وحدة؟؟ ليش شصاير؟
مشـعل وهو يحد من صوته: لا بس.. بندخل سمـاء بمدرسة هني.. عشان تكمل تعليمها..
غصون وهي تبتسم بأسف:.. مدرسة داخلية على ماظن..
مشـعل باقتضاب: ايه..

دارت في غصون مختلف المشاعر الآسفة على سمـاء.. ضحـية خالتها هالبنت.. لكن ما راح تتدخل في هالشي.. ما تعنيها سماء شي.. وهذا ويه من ويوه غصون المتعددة.. البرود والجمود في ويه المشاكل اللي في العايلة..

غصون: انا اللي صج صج وحشني اهما انتو الاثنين بس خسارة.. الظاهر ان ما راح نشوف سماءلفترة
مشعل:لا شدعوة. شي اسمه اجازات.. وتقدرون تزورونها هني بمدرستها
غصـون: ان شاء الله ان الله قدرنا بنييها.. جم سماء عندنا.. وحـدة بس..

لسبب او آخر .. طاف في بال مشـعل شركـة عمه زوج خالته اللي قدر يعرف ان مسـاعد يشتغل فيها.. وما يدري ليش دفعه هالشي انه يسأل غصون عن مسـاعد..

مشعل وهو يعدل من قعدته : غصون انا مادري يمكن هالشي تعرفينه ولا لاء.. بس شي دفعني من الفضول اني أسألج
غصون: اسأل مشـعل حاظرة لك.. شتبي تعرف؟؟
مشعل وهو يضيق عيونه: انتي اشتغلتي في شركة ابوج لفترة من الزمن صح.. ثلاث سنوات قبل..
غصوهن تصحح له وهي تجفس ريلها عل الكرسي: سنتين وشوي.. ليش؟؟
ضرب قلب مشـعل وهو يحس انه بييلقى ي:.. مادري ان جان في جانس انج تعرفين مسـاعد الدخيلي؟؟؟
غصـون تبتسم لكثـرة تداخلات مساعد في حياتها في الفترة الاخيـرة:.. اعرفه؟؟ أكيد اعرفه.. اي واحد يدخل شركـة الوفا لازم يتعارف بمسـاعد الدخيلي.. (وفجآة) انت شلووون تعرفه؟؟

هالمكــالمة... وهالفضــول اللي في مشـعل.. والملل اللي بحيـاه غصون.. اكثر الناااس اهتماما للي يمكن يصيـر بحيـاة الناس من جراء افعالها اللي تكون في صالحها.. شراح يخلف على فاتن ومسـاعد..

اكثر من مرة حسسينا ان غصون تتداخل في حياة مساعد او في فترة من حيـاته بصورة غريبة بعض الشي.. لكن ما عرفنا هالشي.. في الجزء الياي.. حل مشكلة عالية.. ودخول غصـون المفاجئ في حيـاة فاتن..

وليش راح تدخل غصون في حياة فاتن..

والشيطان مشـعل.. شلي راح يستفيــده من هالشي...

ومنـاير.. شلي راح تسويـه في أختها

 

Rooma1

New member
إنضم
27 أكتوبر 2006
المشاركات
1,126
زمان عنكم

سلام آه يا قلبي ...
بسلمين على النقل ....بصراحة صار لي فترة ما قريت ...
اللي لاحظته هو الإطالة بكل جزء....هل هناك مجال للإختصار ؟؟؟؟
 

آه ياقلبي

ملكة متوجة
إنضم
27 سبتمبر 2006
المشاركات
2,666


جزء جديد


مرت الريـاح.. حقا.. لبعض السفن بما لا تشتهي..
تحتم الفراق على بعضها.. والقرب من بعضها.. والسكون في اخرى.. واخرى الضيـاع في متاهات الغدر والانتقام..

فاتن ومسـاعد ظلو طول فترة الخمسة ايام في جو هادئ ولكن منذر بالشؤم.. فاتن ظلت في حالة من الشك والتخيـل.. لماضي مسـاعد.. لاجابته الغيـر مقنعة.. واللي كانت رد بالسؤال.. ونظرة عيونه الي جبنتها ولا خلتها تطالب بالاكثر.. كانت مصدر قلق لها.. ومساعد في الجهة الثانية حس ان السر الكبير الجاثم على صدره على وشك انه ينكشف.. وعالية وحقيقتها راح تكون على الملأ.. وفاتن.. ما يعرف شراح تكون ردة فعلها.. اذا اهو نفسه نادم على انه تمنى فاتن بس لكونها شبح لروح عالية.. شبح ملمووس ظن انه لو ملكه راح يملك عالية من جديد.. لكن الحب اللي اتولد بقلبه مثل شعلة بليلة عيـد خلاه يرجع بتفكيره امرار..
ولكن.. قبل لايحـكم القدر عليه من غير اي جناية راح يتقدم بهالشي من نفسه ويكلم فاتن عن عالية وماضيه معاها.. قبل لا تعرف الشي من احد.. او من نفسها..
بعد ما اودع سمـاء الصامـتة.. الصابرة والساكتة على ضيمها راح عنها مشـعل وهو مضطرب القلب.. ملهوب الحواس وشي شاغل تفكيـره الرديئ.. فكـرة انه صار قريب من أذى فاتن جلبت له اقصـى النشـوات اللي بداياتها تكون مربكة.. وشي تحرك في نفسه من مشعل السابق او الغبي على قولته خلاه يتردد اكثر من مرة.. لكن ذكر مساعد كان الكفيـل انه يستمـر وبضراوة في هالموضوع.. كان خائف ان ولا من هالأشياء راح يكـون كافي لهدم ما بيـن الأثنـين..
اذا ما كان قادر على مسـاعد فهو أكيـد بيقـدر على فاتن.. فاتن مهما تظاهرت بالقوة تظل انسانة ضعيـفة.. مشـاعرها رهيـفة وسهـلة الكسـر.. لازم تتألم.. عشان تعرف مقدار حبي لها.. والحب هو العذاب.. لا تنسى رسم الألف.. لان هالمعنى جدا راح يختلف..
اما جـراح فهو يضمـر مفاجاة كبيـرة من نوعها . بحق نفسه وبحق الحبيـبة الأزلية.. وفوق كل هذا مو عارف ان هالمفاجاة راح تكون كبيـرة حتى على أهله..
استعدادات زواج نورة كانت على أهبها.. ما بقى شي.. اربعة ايام وخلاص تروح من هالبيت وتظل مريم بروحها.. حالتها النفسية الاخيـرة في منتهى التوتر.. ولكن بعد ما كان هذا سبب لتوترها.. شي في الجو.. مثير للاشتهباء والحماس.. شي من الفرحـة لكن الاحتراس من كثرها عشان لا تطيـر بالهواء قبل لا تسقط باليـد.. واكثر من مرة حست قرب من جراح لروحها بدرجة فظيعة لنفسها.. لدرجة انها توقف مع نفسها وتتعوذ من بليس.. من شدة المشـاعر اللي على قلبها..




في بيت بو جراح.. العصـر..
كان جراح واقف وهو يتمنظر في المطر وكيف يهب عليهم مثل الرحمة من رب العالميـن... حس ولسبب غريب ان ابوه المرحوم اهو اللي ينزل عليهم.. كان رحووم.. ووجوده حريري سلسبيلي في قلب أي كان.. الله يرحمك يا يبا.. تمنيتك معاي بهذا اليـوم.. وياليتك كنت موجود.. محلى الولد لا وقف وياه ابوه في ليلـة مثل هذي.. الله يرحمك.. يا بو جراح..
يات له فاتن وهي حاملة التلفون اللاسلكي بيدها وتوها مسكـرته..
التفت لها جراح: خبـرتيه؟
فاتن المبتسمة: اي خبرته.. استغرب اول شي.. لكن قال حياكم الله..
جراح وهو يبتسم بتوتر ويحرك يده في شعره: مادري فتون.. احس ان قطار بيدوسني الحين.. مادري شهالتوتر..
فاتن: ههههههههههه.. اذا انت قطـار.. مريم شراح يصيـر فيها. هذيج بتدعمها سفيـنة بكبرها..
جراح: هههههههههههههههه..

سكت شوي جراح وهو يمشي في الصالة وينزل من الدرجات بخفة.. وفاتن اللي ظلت مكانها تناظر الرحمة ... وتذكرت مطـر بوسطـن.. شكثـر كان عذب وحلو لكن يهيج فيها البجي والدموع.. وعلى من.. على سبب الفوضى النفسية اللي اهي فيها.. الظاهر ان حياتها ويا مسـاعد سوا كانت مريحة ولا لاء.. راح تكون مليئه بهالنوع من الفوضى..
ياها صوت جراح من وراها:.. تهقين الوقت مناسب فاتن؟
فاتن راحت لعنده:.. الزواج ماله وقت مناسب.. دامنك تعرف انك لها.. وان الشي في قلبك بقوة الايمـان.. (ابتسامة راحة في ويه اخوها) خلاص..لا تفكر اكثر ...
جراح وهو يفتح عيونه في ويه فاتن:.. فتون.. انتي وايد تهذرين تدرين
فاتن: ههههههههههههههههه من زمان.. توك داري..
جراح وهو يلمها: بس هذرتج هذي ماااااااي على النار اللي في يوف الواحد.. الله يهني مسـاعد فيج.. والله انج قمـة من الروعة بحيث انه ما رح يتحملج كلج على بعضج..
فاتن بحيا بسيط من اطراء اخوها:.. اشكر شعورك.. عشان تعرف احنا الياسي.. مالنا شبيه..

بعد فتـرة من الصمـت وهم يسمـعون زخ المطـر اللذيذ على الأرض العطشى.. التقاء غريبين.. او قريبين ولكن بعيديـن..
فاتن وهي تتنهد: كلمت أمي؟
جراح يهز راسه بالايجاب: اي.. كلمتها.. (امتعض شكلها) غياب سمـاء وحالة خالد بعدهم مأثرين فيها بقوة..
فاتن وهي تبتسم بألم:.. لكن ما ردها بتطوف هالشي.. اذا عن خالد فمتوقعة انه بيتجاوز هالشي بنجاح.. لكن سمـاء(بأسف) هذي اللي يمكن ما نلقى عنها خبـر ولا علـم..
جراح: اذا بغتنا بتلاقينا يا فاتـن.. احنا ما بنروح مكان وبنظل هني ننتظرها طول العمـر.. ان جان مو انا ولا انتي ولا حتى يمكن امي.. خالد ..
فاتن وهي تهز راسها بالنفي: ما عمري توقعت.. هالاثنين يحبوون بعض.. وبهالشكل.. مع انهم صغـار.
جراح يبتسم: الحب ما يعرف صغيـر ولا كبيـر يا فاتن.. الحب بدايته شعله اهتمام.. الفة.. وقرب... هذي العوامل كافيـة انها تجذب في نفسـ البشر انهم يحبـون وينحبـون..
فاتن وهي تصدق كلام اخوها:.. الله عليك.. جبتها يا جراح... بس.. اتمنى انهم يرسون على بر فيوم..
جراح وهو يحك ذقنه: بس اللي مو قادر أألفه.. اهوو مشـعل.. مادري شصار فيه.. (اضطربت فاتن داخليا) من فتـرة وهو معتفس.. حتى انه قضى ايام ما نشوفه فيها.. سكن بالشاليه لفترة .. وتدرين.. كل هذا صـار من بعد وفاة ابوي.. او يمكن بالتحديد من سـفرج.. ولاني انشغلت عن هالسوالف والربع ..ما دريت عنه الا بعد فوات الفووت..
فاتن وهي تبعد ويهها عن جراح عن لا تفضحها ملامحها:.. ما تدري.. سبحان ربك العظيم.. يغيـر الحال الى حـال.. لا تهم قلبك.. كفايـة هالليلة (تهلل ويهها) انت اليوم بين نار او جنه..
جراح وهو يفرك يدينه: بس تدرين فتوون ان صار كل شي اوكي.. ما ايي الربيع (الموسم) الا من زمـان خذتها..
فاتن: هههههههههههههههههه. رمضان جريب .. خل نيتك صافية وان شاء الله نلقاها على الفطور معانا..
جراح: ههههههههههههههههههههههههه..

=================
رد مسـاعد البيـت وهو مثقل الصدر.. والفكر والعقل.. اول شي بسبب دائرة الشك اللي تحوم في فاتن.. وثانيا بسبب اتصالها الي من شوي وطلبت منه انه يخبر البيت بزيارتها اهي وامها واخوها.. السالفة تفليدية... بس يمكن يايين يهنون لامي على زواج نورة.. بس ما يندرى شالموضوع..
واول ما دخل لقى نورة ناشرة اغراضها اللي كانو بالجياس.. ويا امها توريها الجلابيات والمطرزات الل شرتهم لها ولامها بعد..
ام مسـاعد: وي يا قلبي ما كان داعي لكل هذا
نورة وهي تفج عيونها: ما كان عادي؟؟؟ ليش ان شاء الله انا شريت لمن غير امي حبيبتي.. هذا ولا شي يا يمة انتي نطري بس خل ارد من بانكوك.. بغررقج من المطرزات..
ام مسـاعد: تدرين اني اموت في هالسوالف هههههههههههههه
مسـاعد وهو يرمي الجاكيت على الطاولة: السلام عليكم..
انتبهن له: وعليكم السلام ورحمه الله..
ام مساعد اللي تكدر ملامحها من التعب الواضح على ولدها:... حيا الله وليدي مسـاعد
مساعد يبتسم وهو واقف على فتحة الصالة: الله يحيج ويبقيج... يمـة اليوم بيت الياسي بيوونا بالليل..
ام مسـاعد وهي تعقد حواجبها: وليش؟؟؟ العرس مو اليوم..
استغرب مساعد منها: انزين هذولا اهلنا ومالهم مناسبة عشان ايزورونا..
ام مسـاعد اللي تظايقت: والله انا مشغولة عرس بنتي ما بقى له الا جم يـوم وابي اجهز لها
نورة تمسك يد امها بحنان: يمـة اهل فاتن توهم يزورونا لاول مرة.. وعرسي زاهب ومكمل بفضلج..

ام مٍسـاعد توها بتتكلم الا وصوت تكسـير من المطبـخ.. على طول تبع الصوت مسـاعد وهو مستـعجب من اللي هنـاك..
كانت مريم قاعدة عند الجزاز وهي تلمه وتجمعه بيدها او تدفره بعيد عن محط الاقدام.. ويوم شافها مٍسـاعد استغرب من تواجدها بالمطبخ طول هالوقت من غيـر ما تطلع او تبين انها موجودة
جثى على الارض يمها: سلامات مريم..
مريم اللي كانت تنتفض لسبب غيـر معروف: الله يسلم راسك..
مسـاعد: كنتي هني طول الوقت؟
مريم وهي تتحاشى عيون مسـاعد: اي.. بس مادري شصار.. اعوذ بالله من بليس طاح القلاص وانكسـر.. اكيد ما كان حواسي.. وياي..
ياتهم نورة ووقفت على الباب: اووه هذي مريم نسيناج انج بالمطبخ..
مريم وهي تناظر نورة بغضب: حشى يعني الواحد ما يقعد بروحه محد يقدر يتأخر..
نورة تعجبت: شوي شوي عاد كلتيني.. والله ما صارت غشمرة
مساعد لاحظ ان مريم مو بطبيعتها مسكها من ذراعها: مريم شفيج؟
مريم وهي تلم الجزاز: مافيني شي بس الم الجزاز..
سحب يدها ورفعها: خلي عنج الجزاز.. لميه بعدين
سحبت مريم يدها من يده ومدتها للجزاز: لا لا.. ايي لؤي اللي ما يلبس شي يدوس عليه ويتعور.. خلني بيمعه كله
مسـاعد من انذكر اسم لؤي حس بالوحشة له.. فترة من اخر مرة شافه فيها: وينه لؤي؟؟ كلش ما ينجاف بالبيت؟؟
نورة: كله بالورشة..
ام مساعد تتحرطم بره: ياويلي من هالصبي.. لا غدى ولا عشى ولا اشوفه.. طايح طيح بهالورشة.. هالك روحه.. لو ورشته قلنا ما عليه..
مسـاعد: هالشي مكدرج يعني؟؟
ام مساعد بعصبية: اكيد مكدرني.. ولدي.. حشاشة يوفي.. عزيزي وما اشوفه .؟؟ ماقدر على فرقاه هالصبي.. ولكن مادري عنه لا شرق ولا غرب..
نورة بصوت واطي: امي يمكن تبالغ بس صج مساعد صار لنا فترة ما شفنا لؤي.. انا عن نفسي ما شفته الا مرة من يومين.. كله بالورشة او طالع برة..

في هذيج اللحظة مريم اللي يمعت الجزاز تسللت وراحت لدارها وهي تمسك على قلبها.. خوف عظيـم في روحها مخليها بلا حواس.. خوف او توتر ماتقدر تستوقفه او تمنعه من الازدياد فيها.. شي كبيـر وحزين راح يصيبهم هذا اللي تقدر تترجمه منه.. لكن وين؟؟ والعرس جدامهم.. حياة اختها اليديدة.. الخوف هذا متركز على أحد عزيز على قلبها. اعز عليها حتى من نفسـها..
ومسـاعد الي اعلن الزوار اللي بيوونهم اليوم ما خفف من شعورها بالخـوف. الا عظمه اكثر. وتوسعت دائرة الشك اللي في نفسها الى النطاق الاوسع.. فاتن وجراح... يا رب.. يارب شهالشعور اللي حارق يوفي.. ماني قادرة احس حتى بالراحة..
قعدت على زاوية السرير.. وهي تتنفس بقوة ومادة يدينها بالدعاء..
مريم وهي ترتعش: يارب.. يا حبببي يارب.. ارحمنا بواسع رحمتك.. ابعد عني الشيطـان.. ابعد عني الشيطان ياربي.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيـم.. اعوذ بالله منه..
طرقات على الباب نفضت مريم.. لكن تمالكت نفسها وردت..
مريم: من؟
مساعد بصوته الحنون: هذا انا مريم.. تسمحين؟
مريم وهي تمسح عيونها اللي ابت الدمع لكن تحس فيها حرقة: تفضل..

بهدوء فج الباب مسـاعد.. لمن كشف مريم وشافها قاعدة على السرير وهي تتصنع الابتسام لكن جبينها المعرق بالتوتر ما كاان حليفها.. التزم مساعد الصمت وابتسامة صادقة تشع على شفايفه..
مساعد: وحشتيني.. من زمـان ما شفتج..
مريم وهي تضيع بعيونها القلق: ما تشوف وحش.. انا هني ..

مسـاعد التهب قلبه على مظهر مريم.. تعرفون شلون الشعور لمن تلاقون شعلة مضيئة مرة وحدة يخب ضوئها ويظلم المكان؟؟ جذي كان ويهه مريم.. وهذا اللي مستحيل يقبله مسـاعد بهدوء..
قعد يمها وعيونه عليها : مريم.. علامج؟؟
مريم وهي تشد فك مرتجف: مافيني شي.. ليش؟؟؟
مساعد يمسك جبينها براحته: حرارتج مرتفعة ولا شي؟؟
مريم تهز راسها : لا مافيني شي.. بس.. الامتحانات جربت.. وانا شوي.. خايفة..
مسـاعد وهو يشكك فيها..: مريم.... تكلمي.. قولي لي.. انا ابوج مسـاعد مو احد غريب.. سعودي .. خبريني .. قوليلي.. شلي شاغل قلبج وعقلج..

حاولت انها تصده بنظراتها المستنكرة والمتصنعة بالمرح.. لكن ما قدرت.. وما ياز لها الا الارتجاف مثل الورقة جدام عيون مسـاعد.. بدايات الانهيار العصبي اللي حل في مريم.. ومن بعدها
بصوت خافت وخائف: مسـاعد.. مادري شفيني.. احس ان شي جايد بصير.. قلبي (وهي تمسك على قلبها) من يومين ما لاقي الراحة... احس بشي بصير.. مادري مسـاعد.. قلبي ايعورني..
على طول لمها مساعد بحظنه العريض وبهالحركة انهارت مريم تماما في البجي بحظن اخوها: اسم الله عليج... مافيج شي يا مريم.. صلي على النبي؟.. شعبتي قلبي عليج..
مريم وهي ترفع ويه مضرج بالدمع: واللي زودها فيني اكثر.. خبر ان اهل فاتن بيون اليوم.. مسـاعد.. تكفى.. لمنا كلنا ويا بعض.. ما ابي احد ايصيده شي.. والله قلبي ما يتحمل..
مسـاعد يلمها بقوى: اوووش.. اوووش.. ما عليج يا مريم.. هدي أعصابج.. تعوذي من بليس... اذكري ربج.. انتي وحدة مؤمنة.. وهب صار شي ترى هذا قضاء ربج وقدره. منو انتي اللي توقفينه.. كل شي بحكمة ربج.

ما ردت مريم على كلام مساعد اللي لا رد له.. وتمت بحظنه تحاول تخفف أنتها المحتدة.. والخوف الرهيب اللي في نفسها كل ما له يكبـر.. ويزداد..
---------------------
في غربة النفس والوطن لقت نفسـها سمـاء تتطلع الى السمـاء الواسعة.. منتظرة شي يردها من الحلم المزعج اللي تعايشت وياه من مولدها. وازداد بفراقها العصيب عن كل اللي حواليها.. وظلت تحاول انها تتغلب على هالشي بميراثها البسيط من خالد.. مدت يدها الى صبعها وناظرت القلب الخالي.. محفور ويتخلله الهواء.. كيف انه يسمح للهوا انه يمر ويدخل بحرية .. على عكسهم.. ما لقو من اللي حواليهم غيـر التكبيل..
المستقبل – على الرغم من كل شي- الا انه يوحي بالسـعادة.. وعيون خالد اللي تشبث بها عقلها كنهاية سعيدة بينت لها ولو شي من علم الغيب عن المستقبل.. وياليت لو يتحقق لها شي من هذا كله.. والا.. حتى لو ما تحقق.. راح يكون كافي على نفسها انها تكون حلمت فيه.. وناس تلقى بالحلم الكمال اللي ما يلقونه بالواقع.. وللتواضع اللي فيهم.. هذا يـكون كافي..
نزل اخر جنطه لها من بعد الجولة الاستكشافية للمكان الراقي من نوعه.. كل الاوراق وقعت وكل المستندات وثقت.. سمـاء صارت جزء من هالمؤسسة التعليمية الراقية.. وماكو شي بهالدنيا الا بعد خمس سنوات يطلعها من هناك.. حتى تبلغ السن القانونية.. تعليم متكامل وجامع لكل المؤهلات.. تطلع ببكالوريوس باي تخصص تبي تدرسه.. ولكن ضمن هالمدرسة.. او هالبيت اليديد..
مشـعل وهو لابس نظارته الشمسية بهذاك الصبح الباااارد من نوعه:.. خلاص.. انتي شبه المستقرة هني.. باقي مس تمبل اللي بتاخذج عشان تنظمين امورج ومن بعدها كل شي راح يكون على اتم وجه..
ما تكلمت سماء.. كانت واقفة وهي حاطة الشال على راسها وكانه رسم من مراسم الحياة اللي ماتبي تفقد معالمها..
ما تمنى مشعل انه يظل اكثر لان رحلته ما بقى عليها الا ساعة وحدة: يالله سماء.. تحملي بروحج.. ولا تخرطينها هني.. لا تقطعين البيت عن اخبارج..
والتف على عقبه رايح عنها صاحب القلب القاسي.. لكن مرده التفت لها للمرة الاخيـرة.. ولقاها واقفة وهي تناظره بعيونها الشفافة.. وكان الحياة تمر من خلالها وتبين له ذكريات العمـر الحلو اللي كانو ضايعين فيه على الرغم من قله الحنان... ورق قلبه مثل ما يقولون.. وراح لعندها لكلمته الاخيـرة..
مشـعل: سمـاء.. (يقلب صفحات ويهها بعيونه) كل اللي صار.. لصاللحج.. انتي صغيـرة.. والصغيـر ما يقدر يتحكم في مصيـره مثل ما تظنين.. صدقيني. كل اللي جرى عليج خيرلج.. (مد يده يبي يمسح على خدها وهني تحركت وتراجعت لورى.. وهوت يد مشعل بالهوا فتظايق) على العمـوم.. هني بنكون مطمنين عليج... تحملي بروحج.. باي..
قبل لا يمشي ما قدرت سماء الا انها تقول له اللي يختلج اعماقها....
بصوت قوي وثابت:.. اذا كنتو تظنون ان هالسجن المزين راح يكون شافع لكم بيوم اللي بطالبكم فيه بحقي.. بتكون انت وامك غلطانين.. وحتى ابوك.. من هذي اللحظة.. اللي انا تمنيت فيها منكم ان يرق قلبكم علي.. ولا احد اعتبر.. اتبرى منكم.. ولا اتمناكم اهل لاحد لان والله انتوو منتوو بأهل.. انتوو عذاب يتحمله الرضيع من مهاده.. والله يحمي فاتن من نواياك يا مشعل.. (فج عيونه مشعل من الصدمة) لان اللي تضمره في نفسك اللي للاسف تلوثت.. ما راح يكون هين عليها. الله يعينها منك... يعينها ويخلصها..
كانت هذي كلماتها.. وواختفت من بعدها في مهب الريح الى داخل السجن.. اما مشعل اللي ظل معمور بالغضب حاول يهدي نفسه.. لكن عبث.. كل كلمة تنقال له عبارة عن حطب للنار اللي فيه.. الكل يلومه.. والكل يتمنى لها الخيـر.. وهذا الشي كفيـل انه يبعد الحب عن قلب مشعل لفاتن ويجلب المزيد من الكره والنفور لها.. وصار الانتقام يحلووو طعمه.. قبل كان يتلوم فيها لكن الحين.. كل شي راح يكون بالصورة المطلوبة..
==================
بيت الياسي العشاء..
جراح اللي كان لابس ومتزقرت لكن التوتر اللي فيه كل شوي يخلي الشماغ الابيض اللي على راسه يطيح.. ويعدله مرة ثانية.. وام جراح اللي بهـدوء تلبس وتتجهز معطلة الكـل.. فاتن زهبت لكن ظلت تشغل وقتها بالهدايا اللي شرتها من اميـركا لنورة ولؤي .. جهزت كل شي .. لبست عبااااية راس مثل الكبـار ولفت الشيلة على راسـها.. ونزلت تحت لاخوها اللي كان واقف وهو يخرخش مخباته ومتوتر بالحيـل
ابتسمت له::... ماقدر على المعـرس.. يازينه ويا شين عدوينه..
جراح اللي يفرك يدينه:.. اي معـرس.. بروحي متوتر فتون.. (يتنهد بصوت عالي) والله ان الخووووف يقطع اليوووف..
فاتن وهي تمسك جتفه: شخووفه؟؟ انت مقدم على احلى خطوة بحياتك وحياة البنت اللي تتمناها.. ماكو شي احلى من الزواج ياخوي..
جراح يناظر فاتن بنص عيون: الحين؟؟ مادري من اللي قبل الزواج الا مابي ولا تجبروني
تغير الموضوع باحراج: اللي ما يعرف للصقر يشويه.. وبعدين وضعي ووضعك ما بينهم مقارنة.. انت تحب مريم وعارف انك تبيها .. لكن انا ما كنت اعرف مسـاعد ووجوده الغيـر مقبول في ذيج الفترة في حياتي اثر على حكمـي..
جراح وهو يناظر غرفة امه: انتي الحين استعيلي الوالدة الله يخليج تراني بموت مكاني ان تمينا اكثر..
فاتن: ان شاء الله بس اذكر الله انت قبل..
جراح وهو يمسح على ويهه وحاط خاتم في خنصره اليمين: لا اله الا الله محمد رسول الله..

ابتسمت له فاتن وتوها بتتوجه لدار امها الا كانت الاخيرة طالعة والعباية على جتفها.. ومن الصدفة ان جلابيتها كانت مطابقة لالوان جلابية فاتن..فتموا الثنتين يناظرون بعض وضحكوا.. فكرت ام جراح انها تروح تغيـرها لكن هيهات يرضى جراح اللي من التوتر.. ياه مغص..
وتحركوا الياسية ناحية مستقبل جراح ومريم.. الله العالم شلي مخبى لهم ولبيت بو مسـاعد..
توهم واصليـن عند البـاب.. دق لؤي على جراح اللي كان شوي وينزل من السيـارة..
رد عليه جراح بصوت متوتر شوي:.. هلا لؤي..
لؤي الحزين يتنهد: آآآآآآه.. هلا
جراح استغرب والحريم نزلو: .. شفيـك لؤي؟
لؤي وهم يسكر عيونه ويحني ظهره : تعبـان جراح..
يات فاتن لعند جراح تأشر عليه لكن هو ما انتبه لها:.. شفيك لؤي؟؟ وينك في؟؟
لؤي وهو يسمع صوت البحـر الهادئ وين ما لحق غزلان قبل جم يوم: انا هني عند البحـر.. وانت وين؟
جراح وهو يناظر انوار بيت بو مسـاعد: انا عند بيتكم..
لؤي استغرب: عند بيتنا؟؟ خيـر عسى ما شر؟
جراح تلعثم:.. ليش ما تدري اني واهلي زايرينكم اليوم؟؟
لؤي وهو يحك جبينه: لا والله ما دري.. حياكم الله
جراح وهو يأشر لفاتن اللي كانت واقفة انها تدخل البيت: لؤي انا محتاجك الحين اكثر من اي قبل وينك في؟؟
لؤي: ليش علامك جراح؟
جراح يبلع ريجه:.. انا اليوم.... ياي بيتكم .. اخطب مريم..
نسى لؤي كل همومه وتهلل ويهه وهو يبتسم: احلللللللللف.. الحين عندك.. كلها ربع ساعة وانا هناك..
جراح يبتسم: اي اي لا تخليني بروحي.. انا ماقدر احط عيوني بعيون ابوك واخوك وانت مو وياي.. على الاقل احد آآلفه واعرفله..
لؤي وهو يركب السيارة: لا خلاص عطني ربع ساعة وانا عندك ولا تحاتي ولا تعور قلبك.. ياويل عمري اختي الثانية بتعرس..(يبتسم بشقاوة) بيفضى لي البيت..
جراح: ههههههههههههههههههه مات عليك.. الحين ما حلى لك الا هالشي.. انزين ماقلت لي شمنه انت تعبان؟
لؤي وهو يسترجع حزنه اللي ابعده بسرعة عشان لا يخترب مزاجه: لا ما عليك انا واحد ما عنده سالفة.. انطروني لا تفج السالفة وياهم قبل ما ايي..
جراح وهو مبتهج ببهجة لؤي: ولا يهمـــك.. انت بس لا تتأخر..
لؤي: ولا يهمك.. يالله باي..
جراح: باي..

طالع التلفون بعد ما سكـره ووهو على ابتسامه.. وفاتن تلتفت له ويا امه اللي كانو مستغربين من تأخره.. طلع جراح من السيارة وسكرها بالتحكم وراح لعندهم
فاتن: كل شي بخيـر؟
جراح :اي هذا لؤي.. ما كان يدري اننا ياينهم الليلة..
فاتن: اهاا..
ام جراح: يالله يمة خلونا ندخل تكسرت عظامتي منالبرد..

راحو عند الباب ودقوو الجرس.. واللي رد عليهم كان مسـاعد.. اول من لقى جدام عيونه كانت فاتن وامها.. وابتسم لفاتن ابتسامة ناعسة حلوة.. واهي اللي شافته بحلاوة ولكن التعب كان معتلي امارات ويهه.. وحاولت انها تبتسم لكن الاستغراب كان عنوان ويهها..
مسـاعد يتكلم بساحرية لام جراح: حيا الله من يانا.. توه ما نور بيت الدخيلي..
ام جراح : بنور وجودك ياوليدي..
مسـاعد يكلم فاتن بصوت رزين وشوي فاتن:.. مسـاء الخيـر
ردت عليه بصوت اشبه بالهمس: مسـاء النور.. حياكم تفضلوو..

مرت ام جراح من طرف مسـاعد ويوم مرت فاتن سمعت شي في اذنها مثل الهمس.. حتى انه ما انحنى لعندها..
مسـاعد: يا زين البدر في مطلع الشهر..
ابتسمت بحيا وما حطت عيونها بعيونه لانها ان سوت عادي انها تذوب في لحظتها.. بس بعد كل هالغزل ما كان ملهي عن الخوف اللي اعتللا فيها على مسـاعد.. ليش شكله تعبان وليش هالاجهاد كله.. ؟؟
نورة اللي حييتهم عند الصالة:.. هلا والله.. يا حيا الله مرت اخووووي وخالتي ام جراح..
ام جراح: الله يحيييج.. الله الله .. يا محلاااه العرووس
نورة بحيا: الحلوة عيونج خالتي.. اصلا انا من زمان حلوة لو تدرين
ام جراح: هههههه.. معلوم يمة معلـوم..
طلعت ام مسـاعد من المطبخ.. ومن طاحت عينها على ام جراح لا اراديا جالت في نفسها العبـرة.. الصداقة القوية اللي يوم ربطت ام جراح بام مسـاعد ضعفت من تزوج مسـاعد فاتن.. غيـرة الأم على ولدها.. والحرمة اللي اهو اييبها لعندها اهو دافع قوي ان يخلي الام تقطع كل شي يتعلق بهالبنت حتى لو كانت اقرب مالها.. وهذا حق من حقوق الام في بعض الاحيان انها تكون من تختار البنت لولدها.. او شي تحببه في نفسها..

ام جراح اللي من شافت ام مساعد راحت لها: يا حيا الله هالشوووووف..
ام مسـاعد: يا بعد قلبي سعاد...

تلايمو الثنتين على بعض وهم مشتاقتين لبعض.. ابتسمت فاتن لهالشي وفرح قلبها.. ومسـاعد اللي انصدم واندهش من فرحة امه بشوفه ام جراح لانه اكثر واحد يعرف شكثر امه تغار منهم ومحاربته على هالشي.. بس بعد هذا كان دافع انه يبتسم لامه بحنان وهو يهز راسه.. يا كثر ما تقولين يايمة لكن قلبج هذا هو.. خصلة الحرير اللي تبرد على قلب اي احد.. التفت الى فاتن لقااها تناظره بابتسامة تكشف صف اسنان لؤلؤية.. ونظرة عيونها اللي من شأنها انها تقلب كل العواصف اللي فيه الى هدوء مستتب.. ومن بعدها انسحب عشان يشوف جراح اللي تركه بروحه برع..
مسـاعد وهو يضحك لجراح: السموحة نسيناك
جراح الحزين: والله بغيت ارد البيت.. لقيت فاتن خلاص انا قطيتووني؟؟
مساعد: هههههههههههههههههه لا والله افا عليك.. تفضل حيـاك. .بريلك اليمين..
جراح: الله يخليك.. زاد فضلك..

من ام جراح انتقلت ام مساعد الى حرمة ولدها.. ويوم طاحت عيونها على شكل فاتن البريئ بعيونها اللامعة الكبيـرة انتشر الحب في قلبهـا اسرع من االضوء في الظلام.. وراحت لها وهي تضمها. وفاتن اللي كانت اسرع منها راحت لها وباستها على راسها وهي ترتعش من اول لقاء مع ام ريلها..
ام مسـاعد: فديت هالويه.. تعالي عندي خليني ابووسج يا حرمة الغالي..
وبالفعل.. انصاعت فاتن لحظن ام مساعد اللي كان فيها من ريحة الغالي حبيب قلبها واستمتعت بدفاها لدرجة ان الدمع شوي وينهمر من حلوو اللحظة..
بعد فتـرة.. اشرت لهم ام مساعد انهم يدخلون عن الوقفة في هالمكان.. ولكن فاتن سألت نورة عن مريم..
نورة وهي تضحك: مادري شفيها متخزبقة البنت من يومين.. وما نزلت للحين .. الظاهر بدارها.. اروح اشوفها لج لو تبين
فاتن تمسك يد نورة: لا افا عليج وانا وين رحت.. انا بروح لها وبجوفها..
نورة بابتسامة: زين عشان اييب العصيـر..

راحت نورة في درب وفاتن فوق الغرفة.. وطلت على دار مريم .. وقبل لا تدخل طالعت دار مسـاعد اللي حفظت موقعها .. مجابل غرفة مريم..
طرقت الباب بهدوء.. وفجته من بعد ما سمعت صوت مريم المتغيـر يحيي الطارق..
كان راس مريم ممتد للباب وهي ماسكة بروش الشعر وشعرها مفتوح.. ويوم لقت ان الطارق اهي فاتن قامت على طولها ورمت البروش وبسرعة سحبت فاتن ولمتها وهي ترتعش..
فاتن منصدمة: بسم الله عليج مريـم. علامج حبيبتي تتنافظين جذي؟؟
مريم وهي تبتعد عن فاتن وتسحب يدها: حطي يدج على قلبي.. شوفيه شلون يطق.. والله بموت فتون.. الظاهر ان فيني انهيار عصبي..
فاتن: ههههههههههههههههههههههه.. بسم الله عليج .. من شنو الانهيار العصبي.. الدنيا بعدها بخير يا ويه الخيـر
مريم: لا يابوج الدنيا مو بخيـر.. فاتن.. تعرفين شكثر احساسي بالخطر صاااج وفي محله؟
فاتن اللي تظايقت شوي من كلام مريم : يا مريم اي خطر الله يهداج.. ذكري ربج وصلي على النبي ..
مريم: لا اله الا الله واللهم صلي وسلم عليه.. بس فاتن.. الجو فيه شي متكهرب..
فاتن: الدنيا كلها مطـر والكهربا عادي يصير فيها تمااس..
مريم وهي تضرب فاتن: مالت عليج..
فاتن: هههههههههههههههههههههههه.. الحين انتي قوليلي.. هالحلااااة وهالجمال كله لمن؟؟ هاا.. (تغمز لها) لايكون تحسين؟؟
مريم وهي مستغربة: احس بشنو؟؟(تفكر شوي) تعالي صج .. ِشسبب زيارتكم الجليلة لنا اليوم؟
فاتن وهي تناظر مريم بغباء: مالت عليج الحين.. بدل لا انتي اللي تعزمينا.. بس تدرين ماني مخبرتج ليش احنا هني اليوم؟؟

تمت مريم تناظر بشك عيون فاتن اللي كانت مبتسمة بخبث.. لمن فهمت الاولى السالفة وفجت ثمها وهي تتنفس بقوة.. وتمسك فاتن من ذراعاتها..
مريم: واللي يسلم مسـاعد لج.. قوليلي.... (وهي ترتعش) جراح..
فاتن وهي تبتسم لها والدمعة تلمع بعيونها:.. تقدرين تقولين.. ان ربج راد لليلة.. حلمج وحلمي من وعينا للدنيا.. يمكن يتحقق الليـلة..

تركت مريم فاتن وهي حاطة يدها على ثمها.. وما قدرت تحبس الدمعة اللي سالت من شدة الفرح اللي فيها.. وتمت واقفة بعيد عن فاتن شوي وهي مبتسمة ببجي.. والثانية بعد ما قدرت تضبط نفسها وابتسمت بحبور في ويه مريم..
مريم بهمس:.. يعني..... خلاص.. الانتظار خلص؟؟؟
فاتن وهي تهز راسها وتتقرب منها:: ان ربج راااد يا مريم.. ان ربج راد.. محد يقدر يحدد ارادة ربج الا هو ونعم به ..
مريم وهي تلم فاتن بقوة: يا بعد عمري على هالخبـر.. يعلني مااابجيج يوم تبجي فيه العيوون.. افرح لج طول العمر يا فاتن..
فاتن اللي تبتسم: الله يسمع منج يا مريم.. اللهيسمع منج يا حبيبتي..

ابتعدت مريم عن فاتن وهي تمسح الدمع... تضحك بهستيريا في فاتن.. ولكن.. على رغم ان هالخبـر من احلى الاخبار الي يمكن تسمعها بحيـاتها.. الا ان الخوف اللي فيها ما ابتعد.. يمكن خف لكن ما ابتعد وما زال يحوم في قلبها مثل الطيـر الجريح..
مريم وهي تغضن حواجبها:.. بس فاتن.. مادري شفيه قلبي.. ماقدر اضبط شعور
تقطعها فاتن: يا مريم قل لن يصيبكم الا ما كتبه الله عليكم.. ومهما كان قضاء ربج في اي واحد منا.. واجب علينا اننا نتقبله.. اللي صابنا قبل كافي انه يخلينا نحس ان اللي بييي بسيط... يالله .. زهبي حالج ومشي الكحل اللي سااح.. عشان تنزلين تحت.. امي هناك وامج..
مريم باستغراب: وامي بعد؟؟؟
فاتن: اي امج.. ليش؟؟؟ فيا شي؟؟
مريم تغير الموضوع:. لا والله مافيها شي.. بس توقعت ان حتى يدتي هني عادي يعني هالسوالف.. ههههههههههههههه
فاتن: هههههههههههههههه سخيفة تدرين.. يالله نزلي..
مريم وهي تتوجه عند المنظرة: وان مينيت مدموزيل..

سوت اللي عليها.. ورفعت شعرها بكليبات بنفسجية على لون جلابيتها الفخمة من نوعها.. والمكياج الناعم اللي كان متألف على عينها من الكحل الاسود الدقيق السائل.. خط عينها بطريقة حلوة وكبرها.. والشادو البنفسجي اللامع الخفيف والبلاشر اللي اكسبها توهج حلوو وحيوية ببشرتها الخفيفة السمارة.. ويوم كملت راحت عند فاتن وتوها بتطلع الا تمسكها..
فاتن: شنو بعد؟
مريم: انتي ما تقوليلي متى بتتتعلمين تخطين لج الكحل.. والله فتون بس تخطينه من فوق خلاص اتصير عيونج بيرفكت..
فاتن: اووووووه مابي .. ماحب الكحل يسيح ومادري شنو يلغلغ العين خليني جذي احلى.. احب الطبيعية.. (بحيا) وريلي بعد
مريم تناظرها بغشمرة: ريلج؟ اقووول ججدامي انا بحط لج كحل سائل.. ما تعرفين لمتى بعلمج انا والله..

قعدت فاتن وخطت لها مريم الكحل بطريقة محترفة.. وحطت شوي من السحر الاخضر على عيون فاتن العسلية .. والاحلى ان جلابيه فاتن كانت مزيج من الاخضر والاصفر.. وصارت عيونها من اكثر العيون سحرا وجاذبية.. ويوم كملوو طلعو من الغرفة وفاتن تحمل العباية على جتفها والشيلة طايحة على شعرها بخفة ومريم وياها.. اول ما بينزلوون من الطابق الا مسـاعد راكب الدار وهو مسـرع شوي.. ولقى مريم وفاتن واقفين وهم بحلة تسر العين.. فابتسم لهم من االاب الحاني .. وطول من المطالع في فاتن لمن انحرجت.. وما يدري ليش حس ان هالوقت المناسب انه يخبـرها..
مسـاعد: مريم نزلي تحت نورة تبيج.. (يوجه كلامه لفاتن) فاتن تعالي وياي شوي ابيج في موضوع..
مريم توقف في ويهه: لا يابوي.. اول شي زواج بعدين خلوة..
يناظرها مسـاعد بتكبر:زواج؟؟ وليش انا شنو يربطني بهالبنت غير الزواج؟؟ يالله جلبي ويهج.. فاتن تعالي وياي..
مريم اللي باعدها مساعد بخفة: ترى بعلم امي عليك..
مسـاعد وهو يمسك يد فاتن: يالله عطيني مقفاج..

اما فاتن فكانت ساكتة ومنصاعة لاقصى الدرجات.. ويوم دخل مساعد داره سحبها وياه لداخل.. وترك الباب- كعادته اللي تعرفونها- مفتوح..
قعدت فاتن بعيون متجوله على المكان باهتمام.. ولكن في قلبها كانت الدقات متـسارعة ومتهافتة على بعضها.. ما تدري.. شهالموضوع اللي يبي مسـاعد يفتحه وياها بهاللحظة..
مسـاعد اللي كان قاعد على طرف من الغرفة وفاتن قاعدة على السرير.. : فاتن.. انا اليوم.. عندي جواب .. يمكن طويـل من نوعه لسؤالج لي بهذاك اليوم..
حاولت فاتن انها تذكر. لكن هيهات تنسى هالموقف اللي ظل يدور في بالها كل دقيقة تختلي فيها بنفسها.. تردده.. وسؤاله اللي جاوب سؤالها.. وخلاها تجبن انها تطالب بالاكثر.. اللي يمكن يكون مؤلم وجارح..
فاتن بصوت مرتعب شوي:. ما يحتاج مسـاعد.. كل انسان له خصوصي..
قطعها: فاتن.. انا ما بيني وبينج اي خصوصية.. اذا كان بيكون اي خصوصيه فهذا تجاه شخص ثاني.. مو شريجتي بحياتي المستقبلية.. والانسانة اللي مستعدة انها توهب نفسها بطواعية لي..
ارتعبت من كلامه ورفعت عيونه:.. بس.. يمكن هالشي يكون
كمل عليها:.. قاسي؟؟ مؤلم؟؟؟ غير مقبول؟؟ (ابتسم) يمكن.. لكن لازم تعرفين ان هذا ماضي.. وانتي حاضر.. ومستقبل.. اي اثنين مقابل ثلاثة.. وهذي نتيجة عادلة تخولج بالفوز يا فاتن..

ظلت عيونها معلقة بعيونه.. ودقاتها خفت شوي من التسرع.. لكلامه المطمئن لها..
ويوم لاحظ انها هدأت شوي.. بدى يسهب قصة.. من اكثر القصص تكتلا على قلبه.. الصراحة حمل اخف من الذكريات الحزينة المحبوسة في قلب الانسان.. وكانت الصراحة في هذيج اللحظة.. من افضل المعالجات اللي يمكن يمر فيها قلب مسـاعد اللي ياما تحمل وصبـر.. ومن من؟؟ سيدته الصغيـرة لا احد غريب..
----------------------
لؤي اللي كان توه بيطلع من المنطقة.. اول ما وصل لعند الشارع عشان يدخل في السيد وينطلق.. لقى سيـارة غزلان المرسيدس داخلة من
جهة ثانية لعند البـحر.. تجمدت كل اطرافه وهو يراقبها..

كان في قلبه الرغبة انه يتبعها لكن.. كبريائه واحترامه وخوفه من ربه كان اقوى من هالامور كلها.. بس ظل واقف مكانه على الرصيف وهو يناظرها .. اول شي كانت قاعدة في السيارة.. وبعدها طلعت.. وشاف انها مغطية راسها بشال اسوود.. وما يبين منها الا بياض ويهها المنور مثل قطعة البدر في تمام اكتماله..
تكتف داخل السيارة وهو يراقبها.. ما احلى القمر وهو هابط على الارض.. يحسس الناس بمدى تواضعه.. كانت هادية وساكته.. واقفة
قبال البحـر.. ولا ملاحظة احد ولا مهتمة يمكن لاحد.. من زمان ماشافها.. حوالي الاسبوع.. من اليوم اللي خلص فيه شغل في بيتهم..

امتلى قلبه من الاحزان والاشجان.. وقرر انه يتحرك من مكانه..
واول ما شغل السيارة تشغلت المصابيح الي كانت متوجهة على غزلان مباشر.. وهي اللي حست بالضوء التفتت وهي منزعجة وعيونها شبه
المسكرة لقوة المصابيح.. وهني سكر لؤي المصابيح بهدوء.. وشغل اللي داخل السيارة عشان يبين.. وهني.. اتضحت الرؤيا لغزلان اللي
ارتخت ملامحها يوم شافت لؤي.. موجود معاها بنفس المكان.. يا ترى.. كان هني قبلها ولا بعدها...

وعيونه بعيونها.. حرك السيارة.. وابتعد عن المكان وهو يسكر الليت اللي داخل.. وكلها دقايق.. واختفى عن الشارع بعد..
التفتت غزلان الى البحر بقلب شجي.. وحزين.. شكثر خسرت في هالفترة المأساوية من حياتها.. احترامها لنفسها.. وغرورها وكبريائها..
ظنت انها تقدر تملك العالم.. لكن ما عرفت.. ان الفلوس ما تشتري الناس.. والحب ما ايي بالغصب.. يدخل بهدوء وتسلل.. لمن يعلن غزوه
في حالات الضعف الشديدة.. وهذا اللي يصيبها.. مع هاللي ظنت انه في يوم غبي.. لكن ف الوقت الحالي.. كان اهو سبب تعاستها على
هالكرة الارضية.. حياها اللي بيمنعها فيوم انها تتقابل معاه.. والذكريات التعيسة اللي راح تكون الحاجز انها تقترب منه ..

ما طولت بالمكان للذكرى القوية المحمولة بين رملاته.. دخلت السيارة وهي تسحب الشال عن راسها.. نزلت سقف السيارة وتمت
بداخلها تتنعم بالهوا البارد اللي كان يهب عليها بجنون ..
ارتاحت.. بعد ما ذرفت دمعة ساخنة.. تحركت من مكانها.. الى جحرها القديم..

اول ما راحت البيت لقت غصون مستعدة لركوب سيارتها.. وما كان في نيتها اي تحايا لاختها اللي كانت اخر من يمكن تفتح وياه موضوع..
خصوصا مع تصرفاتها الشائنة وهوسها اليديد بمساعد الدخيلي..

مرت عزلان من طرفها وابتسمت الثانية وما قدرت الا انها تبث سم من سمومها.. : فكرت الاميرة المدللة انها تطلع اليوم؟؟؟ امممممممم
يا ترى.. وين رحتي؟؟
التفتت لها غزلان بنظرة كلها احتقار: وين اروح او ما اروح اخر اهتماماتج..
غصون: اووووووووه.. الاخت معصبة.. ممكن تقوليلي شلي معصبج..
القشة اللي قصمت ظهر غزلان .. راحت لعندها بهدوء وهي تشد على يدينها: لا تظنين اني بعيد عن عيون الناس معناته مادري عن اللي
تسوينه... وشلي بينج وبين مشعل ولد خالتي اللي كل يوم تدقين له وتسولفين معاه
غصـون بنظرة فخورة: well done غزلان.. والله ما كنت متوقعة انج تتبعين كل اللي اسويه.. بس الحق ينقال انتي مدهشة غزلان
غزلان وهي تحذر غصون: صدقيني.. ان ما يزتي عن اللي تبين تسوينه لا علم ريلج عليج
غصون بضحكة رنانة:.. ارجوج.. be my guest اتمنى منج تسوين هالشي.. يمكن يحس او يعرف اني موجودة..
غزلان وهي تكلم غصون اللي تدخل السيارة وتشغلها: عيب عليج تلاحقين ريال متزوج.. انتي شلي بينج وبينه بالضبط..
غصون وهي ترفع عيون ناعسة وهادئة لاختها..: مو اليوم.. الجو ما يساعد على سرد الذكريات.. وصدقيني؟.. اي شي بصير لمصلحة الجميع..
العايلة اهي الاهم مثل ما قال دون كورليوني في الفلم the good father يالله.. تحملي بروحج..

طلعت غصون من البيت تاركة الغضب والحيـرة كلها في نفس غزلان اللي مستغربة من اختها هالتصرفات الطائشة.. اهي مرة اللي بالغلط رفعت
سماعة غرفتها ولقت اختها تتكلم في التلفون ويا واحد.. كانت هذي صدمة لها لكن خفت يوم عرفت الطرف الثاني .. كان مشعل ولد
خالتها.. وجالت الاسألة في بالها.. يا ترى شلي بين مشعل وغصـون اللي قاعدين يتكلمون عنه.. ؟؟

اشياء كثيـرة تداخلت في حياتها في الفتـرة الاخيـرة.. اهتمام اختها الملحوظ ووزيارتها المتكررة لمكتب ابوها.. وحتى انها مرة كانت تكلم ابوها عن مسـاعد الدخيلي وكان الكلام مرضي من كلا الطرفين.. لكن بعد.. غصـون شلي هامها في مسـاعد الدخيلي.. اهي غزلان تعرف ان اختها لها ماضي سابق ويا مساعد الدخيلي لانه كان المشرف عليها في تدريبها المحاسبي في الشركة.. وصارت اشياء كانو الاهل متكتمين عليها بشدة.. ومن بعدها مباشرة تزوجت غصـون من فهد.. وراحت وياه ولا تكلم احد بالموضوع مرة ثانية.. لكن.. الظاهر ان صار لازم انهم يتكلمون فيه.. لان حتى لؤي كان يعرف بالموضوع.. وقال لها انه يعرف اختها من قبل.. ياترى.. شلي الكل يعرفه وانا ما عندي اي فكرة عنه.. ويوم انه صار.. انا وين كنت؟؟
------------------------
مسـاعد اللي كان يتكلم ويسرد حقائق من حياته فاتن لاول مرة تسمعها.. وتسمع منه عن قصة حب اشبه بالخيـال.. حب من الطفولة..
يصاحب المراهقة.. ومرحلة الشباب.. وروايات عن الشوق والوله.. واللهو واللعب البريئ بين قلبين عاشقين ولكن مرحين.. لكن كل هذا
كان في جهة.. والانفعالات اللي كانت ترد مسـاعد لصبااه بحلوها.. او تكهله وتكبر منه سنه اذا كانت متلمسة بالحزن.. يمكن ما صار
لها واهي قاعدة معاه الخمس دقايق وكاهي وصلت لمرحلة متقدمة من العلاقة اللي اهو يتكلم عنها..

المشكلة.. اهي ما قاعدة تحس ان اللي تسمعه غريب عليها.. وكانها سمعته.. يمكن في حلم من احلامها.. ولا صفحة من صفحات الماضي اللي
تفجها كل ما حست بالحنين لاهل الماضي والذكريات.. وحست بقرب عنيف لمسـاعد ومعرفة سابقة.. اشبه بشعورها اول ما شافته.. واشبه بشعورها يوم كانت وياه باميـركا.. العاطفة والمشاعر اللي تعانق اهدابه وعيونه الجميـلة.. وكبر سنـه المعذور بأهوال ماضيه ومو عمره... واصغت بشوق لبقية القصة مع القليل من الغيـرة.. ولكن اهي متشوقة انها تسمع هالنهاية.. لان مثل ما قال لها مساعد.. هذا ماضي.. اما اهي.. فهي حاضر ومستقبل.. والكفة ترجح للاغلبية..

ووصل لها لعند حفل تخرجه من الجامعة.. وكانت عند ذكر هالنقطة صمـت من مساعد ولمعة دمع بعيـونه
ابتسم بمراره وهو يتنهد: في نفس اللحظة اللي كنت استعد فيها ومنتظرها من فترة.. عشان ارد الديرة واكمل الحلم اللي كنت ارسمه دوم على رمال البحر... ياني الخبـر اللي مثل الصدمة علي.(يصحح كلامه وهو يهز راسه) الصدمة خفيفة على هالشي.. كان اشبه بالصاعقة اللي نزلت علي راسي.. فلقت هامتي بالنص.. وتركتني في حالة من الخدر لمدة.. ما كملت حفل التخرج.. ورديت الديرة باسرع ما يمكن... انقضت فرحة من الافراح اللي كان راسمها على خط امتداد حياتي.. وانقضت معاها فرحة ثانية.. فرحة التخرج واكمال الحلم..
تنهـد مسـاعد وهو يمسح على ويهه ويطالع بالساعة..
فاتن حثته: .. ش.. شالخبـر.؟؟؟
انتبه لها وكانها ما كانت موجودة من بداية الكلام للحيـن.. : الخبر كان...

قطعتهم مريم وهي تطل من الباب بقوة..
مريم: صج ما تستحون.. مسـاعد هذي السالفة اللي تبي تقولها..
مسـاعد اللي استيقظ من حلم الذكريات:.. ها شفيج؟؟
مريم: ابوي يبيك.. ولؤي توه واصل يغير هدومه وعلى طول بينزل.. يالله انت بعد انزل.. وانتي بعد ترى امج تسأل عنج..

فاتن اللي كانت تراقب مساعد.. اخر ما تتمناه انها تترك هاللحظة من القصة اللي يالسة تسمعها وتروح تقعد ويا الحريم.. اما مساعد اللي كان شبه الفرحان على هالشي لانه يسترجع لونه شوي شوي.. وكانه منقذ من غرق.. وسكتت فاتن ونزلت عيونها للارض وشالت عمرها عشان تطلع ويا مريم..
قبلها طلع مسـاعد اللي ما كان يحس لوجودها في المكان.. وجالت الشكوك في نفس فاتن بقوة.. يا رب.. هالبنت من تكون؟؟؟ من تكون؟؟
وشصار لها .. وشهالفرحة للي اختفت من قاموس افراح مسـاعد.. وليش لون ويهه انكشف جذي مرة وحدة..

مريم اللي عند اخر عتبة مسكت فاتن من يدها ولاحظت انها كانت سرحانه
فاتن: علامج
مريم وهي تدقق في ملامحها:.. شصار بينج وبين مسـاعد؟؟
فاتن وهي تهزو راسها: ما صار شي.. ليش؟؟
مريم: ماحسج طبيعية..
فاتن تتصنع الابتسامة: لا ما عليج.. انا طبيعية. يالله خلينا نروح..

دخلت فاتن على باجي الحريم ويا مريم اللي توجهت وراحت قعدت عند امها.. وبدى الكلام الحريمي.. سوالف متعددة ومتنوعة.. ووسط هالسوالف كانت دقات قلب مريم متصلة تمام الاتصال بجراح.. من عجائب الدنيا ان القلب المحب بصدق يقدر يتصل بقلب حبيبه اذا كان يتشارك نفس الاحاسيس..
وكانها تكلمه في قلبه وتقول له..:: ليش اليوم؟؟ ليش يا جراح؟؟ شلي صار وخلاك تتشجع؟؟
وقلب جراح رد عليها وقال لها..:: الشوق لا ضوى في قلب العاشق.. شب الحريق بكل غصن من اغصان هالشجرة.. ومو مثل الطبيعة يا قلب لا
احترقت الشجرة غاب ظلها.. هالنار تأجج هالشجرة وتعمق جذورها بالارض..

ام جراح بعد فترة من الكلام والسوالف.. مسكت يد ام مسـاعد بتوتر بسيط ولكن فرحة بالعين
ام جراح: يالغالية.. احنا اليوم مثل ما تعرفين..يايينج نهنيج في نـورة.. ونبارج لج قبل كل الناس لاننا من الأهل.. ولكن بعد.. يايتج انا الليلة وفي قلبي امنية.. يا ريتج والله تحققينها لي.. تفرحيني فيها وتفرحين نور عيوني..
ام مسـاعد وهي تبتسم ومريم تناظر فاتن بنفضة.. والاخيرة كانت سرحانة في شي ثاني:.. اطلبي يا سعاد.. وانا مالبيت لج ما تطيب
النفس ليوم الاخرى..
ام جراح تشد على يد ام مسـاعد: يطول بعمرج يالغالية.. انا اليوم.. يايتج.. برويحة فوادي جراح.. يطلب منج اهو قبلي.. قطعة من قلبج.. (تناظر مريم بحرارة الحب الكيير) مريـم.. على سنـة الله ورسوله.. وجرب القريب وولاه على الغريب.. وانتوو من اهلنا.. بنتي صارت قطعة من فواد ولدج.. والحمد لله معرفة من زمـن .. وما نقدر نلاقي احسن منكم واصلا ما نبي.. مع ان ماكوو اللي احسن منكم..
ام مسـاعد ظلت ساكتة مكانها.. وهي تناظر مريم بنظرة غير مفهومة..
ولقت بنتها منقلبة الوان من فوق لتحت.. ونورة تكتم ابتسامة ناصعة بقلب متحفز.. صج ان استقبال امهم لام جراح كان من اخر توقعاتهم وتخيلاتهم.. الا ان الله العالم باللي يدور في قلب ام مساعد لمريم.. وما يندرى اهي راسمة من لمريم..

تنهدت ام مسـاعد بهدوء.. وتوها بتناظر في عيون ام جراح وترد عليها بردها .. لقت عيـون فاتن ملزوقة بعيونـها بنظـرة غير مفهـومة.. لكن اللي عرفت منه ام مسـاعد انها ارتاحت من لمعة عيون فاتن الغريبـة والحلوة بنفس الوقت.. وسرى الحب فيها مرة ثانية ومن يديد لهابنت.. وما تدري ليش اشقت روحها بحلاة ويهها وطيبة ملامحها..
ام مسـاعد لام جراح: يا سـعاد.. انا مثلي مثل اي ام.. اتمنى لبنتي الزين قبل الشين.. ومثل ما لقينا فيصل اللي صار بحسبه واحد من عيـالي.. (تناظر فاتن) وحتى بنتج.. اللي توني اليوم الاقيها من تزوجها مسـاعد.. ملكت في قلبي قطعة.. ماظنتي بيوم حد يمكن يشاركها فيها.. غلاها صار من غلا ولدي.. ومريم .. ماظنتي بيوم تلاقي واحد بزين ولدج وطيبة اخلاقه وساسه.. واحنا مثلكم ترى.. القريب اولى علينا من الغريب.. وحتى لو اكو احد احسن منكم هم احنا ما نبيه.. بس.. الشور ماهو بيدي.. البنت كاهي جدامج.. حطي عينج بعينها وقوليلها في ويهها كااش..
ام جراح الخجولة: يام مسـاعد ما يصـير نحرج البنت
ام مساعد: هاو؟؟ مو انتي اللي تبينا لولدج؟؟ انتي طالبتها اهي مو طالبنتي انا.. مع ان جراح ما ينرفض لكن ما بقى بالعمـر والحسن قد اللي مضى.. ههههههههههههههههههه

والكل ضحك وياها..
وتشجعت ام جراح وناظرت مريم اللي كانت تنتفض والدليل على نفضتها.. يدها.. : يمة مريم. سمعتيني شقلت لامج.. وانتي ادرى بمعزة ولدي جراح على قلبي.. وشلون اني لا تمنيت له الحرمة.. ما شفتج الا انتي بعيوني.. شرايج؟؟
رفعت مريم عيونها بثقة.. مسـتعدة انها تنطق بالجواب اللي كانت معدته من نعومة اظافرها.. من اول ما اوتعت على جراح .. كواحد غريب.. مو الاخو اللي ما يابته امها.. : اللي تشـوفونه خالتي..
ام جراح وهي تناظر ام مساعد بفرحة.. : يا بنتي هالحجي ما ينفع بهالزمن عطينا جواب صريح..
مريم اللي حست انها بتفصخ الحيـا خلاص:.. يعني عادي اقول موافقة؟
ام مسـاعد تضحك وام جراح تكمل عليها: اي يمة.. ما بصير فيج شي ترى..
مريم تبتسم بفرح كبير: موافقة عيل..

ضحك الكل عليها.. ومن الضحك بدت التباريك والتهنئة من الكل لبعضهم البعض.. الا فاتن اللي ظلت تراقب مريم من تحت وهي فرحانة.. تذكرت ماضيهم اللي كانو يخططون له بحذافيره.. والاحلام اللي تنرسم في صفحات الهوا.. شلون انها ترسبت.. وتكون اساسها اليوم.. بحجر الصبر والانتظار الحلو والمعذب.
تلاقت عيون مريم بعيون فاتن.. اللي قامت لها بهدوء.. وضمتها بفرح كبيـر.. باركت لها بهس في اذنها.. وردت عليها مريم المبارك
بهدوء.. لكن .. اول ما حطت مريم عيونها بعيون فاتن.. تصاعدت في نفسـها المشاعر الخايفة.. شي في عيون فاتن.. قعر نظرتها العميـقة
اللي تتمتع بها بعيونها الشفافة.. خلاها تحس بالخوف عليها..
فاشتدت يد مريم على فاتن اللي فهمتها الاخيـرة على انها تنبيه او يمكن استغراب لحالة السرحان اللي تمر فيها.. فبادلتها ابتسامة..
ومن هالابتسامة رجعوا للسوالف ويا الحرمـات..

ام مسـاعد: الحين من صوبنا احنا عطيناكم موافقتنا.. اللحين ما بقت الا كلمة ابوها في هالموضوع ويا اخوانها...
ام جراح.. الله يتمم على خيـر يا خويتي.. واللي فيه الخيـر ربج يجدمه..
-----------
عند الرياييل..

ابو مسـاعد ظل ساكت من بعد ما خلـص لؤي. اللي كان المتحدث الرسمي عن جراح.. وجراح بعد بين لهم شخصه الكبير على الرغم من صغر سنه..
تم بو مسـاعد يناظر ويهه وهو يدقق فيه.. ويتذكر ابوه الله يرحمه بشباب.. يتمتع جراح بالثبات والهدوء في الكلام مثل ابوه.. والله زين انه لقى هالشي في ولد ريال يعتزون بمعرفته..

بو مـسـاعد اللي تكلم بعد فترة من الصمت الثقيل شوي:.. والله يابوك.. الكلمة الاخيـرة ماهي لنا..البنت اهي ادرى بمصلحتها.. وانت منت بواحد غريب.. يعني نقدر نحصل اجابتها بسـرعة.. بس.. انا يابوك عندي شي واحد ابي اقوله لك... انت مستعيل على عمرك جذي ليش؟؟ يابوك الزواج ماهو وناسة مثل ما تظن
مسـاعد يتدارك ابووه: يبا...
بو مسـاعد يناظر ولده: ها؟؟ شنو يوبا.. (يطالع جراح المندهش ولؤي اللي حابس الضحكة) ان جان علبالك الزواج وناسة.. والحرمة بتتنظرك
مثل امك وتحن عليك مثلها غلطان يابوك.. وانتبعدك صغيـر.. شلك بعوار الراس..
مسـاعد يهز راسه من ابوه ويكلم جراح الي كان شبه الضايع..: يا جراح.. اللي قصده ابوي.. ويمكن اهو الشي اللي مر في بالي يوم قال لؤي انك تبي تتقدم لمريم.. انك صغيـر.. ومريم بعد صغيـرة..
جراح هز راسه بتفهم.. وحس مسـاعد انها بداية لباجي كلامه..: جراح.. انت اولى من اي واحد باختنا.. بس بعد.. مثل ما هي غالية انت بعد غالي.. وما اتمنى لك انك تتسرع بهالخطوة.. انت بعد 22 سنة.. وراك حيـاة كاملة ومسئولية كبيرة.. تظن انك قادر على مسئولية يديدة الزواج ماهو شي سهل..

لؤي تم يناظر مسـاعد باعجاب. ولكن بنفس الوقت.. اهو يعرف ان جراح قدها وقدود. وترك الكلام لجراح اللي كان مستعد للكلام..
جراح: اتفهم خوفك.. او يمكن ترددك مسـاعد.. وانت تعرف .. واكثر واحد يمكن انا شكثر نضجت.. ولو ما صابتني كل الظروف اللي من سنة جان ما عمري اقدمت على هالخطوة.. بس.. انا مثل ما قلت.. كبـرت.. ومحتـاج واظن اني قادر اني اكمل حيـاتي.. واكللها ببنت مثل اختك.. وشاملى على الريال بحياته غير الحرمة السنعة اللي تكون له وقت ما بغاها.. عمي بو مسـاعد صح كلامه ان الحرمة يمكن ما تكون بحنية الام على ولدها.. لكن بعد.. الحرمة موجودة لريلها في اوقات الام ما تقدر تكون موجودة فيها.. والحرمة لها مشاعر وحنية خاصة على زوجها احسن من امه.. مع ان ماكو مثل الام.. بس يوم الله سبحانه وتعالى خلق الحرمة والام.. خلق كل وحدة ولمهمتها في حياة الريال...
سكت جراح شوي وهو يبلع ريجه ويلاحظ عيون مسـاعد الجامدة.. ولكن الحياة تدب فيها من جهة بعيـدة.. وكان الكلام اللي قاله مقنع.. وكمل..
جراح: مسئولية يديدة.. صح.. لكن راح تـكون مثل اي مهمة ثانية تتداخل في حياتي.. انا عطيت اختي لكم.. ولكن.. حست ان البيت نقص.. ومن يملي هالبيت غير حرمتي اللي تنتظرها امي من يوم ولدتني يمكن ههههههههههههه..
ضحك لؤي ومسـاعد ابتسم ثغره بثقة.. وشكثر تطمن قلبه.. اهو كان مستعد للموافقة.. بس حب يتأكد من فكر وفهم جراح للي يبي يقدم عليه.. وما كان في قلبه اي شك بهذيج اللحظة ان جراح لمريم ومريم له..
لؤي: يالله عاااد يبستوا قلب الرييال. انا عني موافق.. وجراح اولى من اي احد ثاني..
مسـاعد يبتسم في ويه جراح الواثق:.. وانا بعد.. محد بيعقلها غير هالمنطق الصريح..
بو مسـاعد: انا بعدني على رايي.. ياولدي شل قشك وشيل بعمرك شلك بالحريم.. بس اذا تبي الريم.. تحمل ينونها..

ضحك الكل .. واعتبرو هذا القرين لايت.. وتوجه لؤي اللي كان يطالب مسـاعد بهالمهمة انه يروح ويسأل مريم رايهها بهالموضوع.. ويوم تلاقى بمريم..
مسكها لؤي من ذراعها: مريوووم؟.. شوفي مالج الا جراحوو يالله قولي شقلتي؟
ميم: ااااخ لا تعور لي يدي.. وبعدين هذي حياتي مو حياتك انت
لؤي: انتي اصلا تحلمين بواحد مثل جراح.. يالله بسرعة قولي اي..
مريم وهي تتغشمر: لا انزين!!
فج عيونه لؤي: يالحمارة
مريم: هههههههههههههههههههههه.. مالت عليك.. (سكتت.. وبحيا.. كملت) موافقة.. يالله وصل لهم هالخبـر..

ابتسم لؤي بفرحة وطلع من عندها.. ورد لها مرة ثانية وباسها على جبينها وطلع.. راح للريايل وخبرهم بالشي..
اول شي.. ظل جراح ساكت ويتظاهر بالثقل لكن ما قدر انه يتحاشى الابتسامة العميقة اللي ظهرت من قلبه الفرحان .. وكل ما ظل اكثر ويا هالناس الطيبة تزيد فرحته وتزيد ابتسامته اتساااع..
بو مسـاعد:.. عاد الحين كل شي عليكم انتو.. متى بتيووونا مرة ثانية عشان تتفقون.. وتزهبون وتجهزون.. واحنا نقول لاهلنا عشان ينشرون الخبر بينهم.. مع ان هذي اسرع خطبة مرت بحياتي بس.. خير البر عاجله يابوك..
جراح: الخير بويهك يا عمي.. بس .. الليلة بنخلي الاشياء لهني.. ومرة ثانية ان شاء الله نتفق وياكم على زيارة ثانية ونتفاهم في الامور الباجية..
مسـاعد: مثل ما تشوف.. والي يريحيكم سووه..
جراح: افا عليك. انتو اللي يريحيكم.. احنا الشراية..

قامو الرياييل من بعد هالقعدة.. وهم يهنون جراح.. ويتمنون له كل الخيـر.. وبهاللحظة مر طيف شخصين.. الاول مو مقدر عليه انه يكون موجود.. لانه ماهو بهالدنيا.. ابوه اللي كان لازم يمسك زمام اموره بمثل هالليلة.. وشكثر تمنى وجوده لكن بعد. كان اهو موجود..
في شخص جراح من غير ما يدري.. والثاني كان خالد.. اللي ما كان في البيت.. والله العالم باي بقعة قاعد.. ووين لاوي بعمره.. حس لفراغ وجوده.. وتنهد.. الله يردك لهالدنيا يا خالد بخيـر وسلامة.. لانك بصراحة.. وحشتني.

------------------
منـاير كانت توها رادة البيت من بيت سمـاهر.. تمشي بهدوء في الشارع وهي تفكر بآلاف الاشياء في بالها.. من هالاشيـاء .. سماء واخوها.. والسـر الكبيـر اللي قدرت تكشف منه بعض الاشيـاء..
بواسطه فكرها والسالفة الي ما يبيلها ام وابو قدرت مناير تفهم ان مشعل يكن مشاعر خاصة لفاتن اختها. واحتفاظه لصورة فاتن في غرفته دليل على هالشي... ولكن في عيون مشعل بالفترة الاخيـرة جنون ما تظن انهم يقدرون يتحاشوونه.. وبسبب هالجنون راح يكونون متألمين جميـع.. لكن شلي يمكن يسويه لفاتن ويسبب لها كل هـذا..
اول لفة على البيت.. لقت تاكسي واقف عند بيت النهيدي ينزل اغراض مشـعل.. اللي كان واقف وهو لابس قحفية سودا على راسه... رفعت
مناير حاجبينها بعجب.. مسرع ما راح ورد.. اكيد خلص امور سماء.. ورماها بالسجن اللي خطط له اهو وامه لها.. واهي تتحاشاه مشت على الرصيف اللي يؤدي لبيتها..

لكن وين ععن عيون مشعل اللي من شافها سكنت حركته.. تحرك التكسي من عنده وراح وهو ظل واقف مكانه يراقب مناير المتجاهلة له.. عطته ظهره وفتحت قفل باب البيت وتوها بتسكره ناداها..
تجاهلته مناير وبسرعة وخوف مدت يدها للقفل عشان تسكـره.. وهو يتجدم صوبها خطوة ورى الثانية.. وهي تحاول تسكر الباب وما تقدر
بسبب التوتر الي شل اصابعها كلها.. لمن اخيـرا قدرت تسكر القفل وتبعد يدينها بعيد عنه بقربه منها..

تراجعت جم خطوة وهي ترميه بنظرات خائفة ولكن متحدية.. وهو يبادلها ابتسامة شريرة ولمعة بالعين..
مشـعل: علامج؟؟؟ اللي يشوفج يقول خايفة مني؟؟
منـاير وهي ترفع خشمها بويهها:.. انا ما خاف الا من ربي.. ومو انت اللي بخاف منه.. لو فكرت اخاف من البشر..
مشعل يبتسم : فكري زين.. يمكن انا الشخص المناسب تماما لهالخوف..
مناير : شتبي؟؟
مشعل : ولا شي.. بس كنت ابي اشوف ويهج... كنتي هذاك اليوم مليانة غموض يوم شفتج بالدريشة.. حتى اني استعجبت..

سكتت مناير.. واحتارت.. يعني اهو ما عرف انها كانت بداره.. ولا يستعبط عليها عشان يخليها اهي اللي تعترف.. بعدك..
مشـعل:.. ترى الصورة اللي خذتيها عندي نسخ وايد منها.. فاتج قبل اليوم اللي دخلتي فيه الدار.. كانت منتشرة على طول الجدار.. ياريتج لو شفتيها (ابتسامة مجنونة تعلوو ثمه) سماء يوم شافتها كانت على وشك انها تموت.. لو انتي شفتيها شصار فيج؟
فجت عيونها مناير بخوف.: انت مينون... انت شتبي من اختي؟؟؟
مشـعل يتثاوب: تدرين.. ولا شي.. مابي منها.. كنت قبل ابي وابي وابي.. اكتشفت انها مو أهل لمتطلباتي.. (يطالعها بنظرة خبيثة) خصوصا يوم صار لها قرينة.. مثلج انتي..
منـاير تهز راسها في ويهه وباسف : اذكر ربك وتعوذ من بليس.. ما بيفيدك شي من اللي تسويه.. انت شبتستفيد يوم انك تشوه حياة اختي...؟؟؟ انا مادري شصار بينك وبينها بالضبط.. بس اللي ابيك تعرفه انها عانت وايد... ويكفيها اللي شافته
مشـعل : مو قد ما عانيت انا... مو قد ما احترقت مكاني وما كان لي الماي اللي تطفي اللي فيني.. على العمووووووووم هالحجي كله ماله داعي.. لان الفاس وقع بالراس. وما باقي الا كشف الجرووح .. عشان تسيل الدماء.. يالله يا اكبر متلصصة بهالدنيا.. قدرتي توصلي لي في اكثر الاماكن خصوصية.. حلي لي هاللغز... واحد يحب وحدة من زمن.. وتموت هالوحدة.. وفي موتها تنولد شبيهه لها.. ويقرر هالواحد انه يمتلك هالشبيهة لانه يشوف اللي ماتت فيها.. شرايج انتي فيه الشخص؟؟ وشردة فعل الشبيهة من هالامتلاك لها.. ؟؟ تظنين انها راح تسامح؟؟ ولا راح ترفض وتبتعد... اتصبحين على خيـــر..

ما لف عن ويهها.. وظل يراقب ملامحها المرتعبة بحذر .. يحفظ كل تقاسيم ويهها عشان يتاكد من اثره عليها.. اما مناير اللي من ابتعد عنها مشعل تحركت داخل البيت بسـرعة.. وهي مو مستوعبة اللي قاله لها.. اول ما قعدت بالصالة وهي تسترجع نفسها تمت تتذكر الكلام اللي قاله... واحد ووحدة ميتة.. شبيهة للميتة يمتلكها الواحد بدافع الشبه بس... يارب.. شقصده بهالكلام.. ومن هالشبيهه ومن هاللي يتكلم عنهم..
مرت عالية على بال مناير بسـرعة خاطفة واختفت مرة ثانية.. ما تذكر شكلها لو شنو سووت.. فانتظرت.. انتظرت امها اللي بترد البيت عشان تطالبها بصورة لعالية.. كل شي راح ينكشف اليوم.. ما راح تتحمل اكثر انها تنتظر.. وتنتظر لمن يغيب عنها الكلام الي قاله مشـعل ال****..

---------------
انتـشر النور في هذيج البقعة المظلمة لأيـام.. بصبعه اللي سرعان ما انسل من مفتاح المصباح الى جيبه.. وقف وهو ينـاظر المكان الخالي من اي معالم تخص سمـاء.. لا صـور ولا الحركات اللي دايما تعلقها .. ويه باسم ولا تعليقات على الجدار.. او حتى طاولة الدراسة اللي كانت مليانة باغراض بنوتيـة.. كلها اختفت.. كلها.. الا شي واحد.. التفت له وراح لعنده بسـرعه.. يبي يعـرف شهالشي.. ولقاه برواز.. رفعه بيده وهو يناظر بحاجب معقود.. وشافها صـورة لسمـاء ويا العائلـة ..

الصـورة ما فيـها شي.. ألا ان الصدع او الشرخ اللي كان في نص الجامة هو اللي ظيق صدر مشـعل.. رد البرواز مكـانه وهو يتنهد وريحـة المكان تعبق بالعطـر الياسميني اللي تستعمله سمـاء كملطف لشعرها اللي دايما تفوح منه هالريحـة..
قعد على السـرير وهو مشـغول البـال.. التحدي صار علني ورسميـ بينه وبين منـاير.. ما يدري ليش يتلذذ بشوفتها خايـفة ولا حايـرة.. ينتـظر حلـولها او اكثر شي طريقتها في حل الاشـياء..
الجرأة اللي تحملها في نفسـها واللي بتطيـحها في مشـاكل اهي بغنى عنها اهي جوهر الجمـال في هالتلذذ..
تذكر الحوار اللي دار بيناتهم قبل شوي وتسائل في باله ان جان تسرع بهالشي.. لا. ما تسـرع.. ان ينشر الشك بين الناس اللي حوالي فاتن اهي احكم خطوة في هالخطـة.. اهو اول شي بيتعامل ويا اللي حواليها.. عشان لا يات تطلب منهم النكران... ما يقدرون الا انهم ينكسون الراس عاجزين عن انهم ينكروون.. ويطيح كل شي على راس مسـاعد

اهو نفسه يوم قالت له غصـون اللي قوت علاقتها به في اخر فتـرة شي خلاه يستوقف ويفكر.. قالت له ان مسـاعد الدخيلي كان يحب بنت ثانية.. بنت اسمها عالية وحمل حبها في قلبه حتى بعد وفاتها.. وهو ربط في بـاله اشياء متعددة من تواجده ويا جراح او حتـى فاتن نفسها ان كان في بيتهم شخصية ما عادت موجودة اسمها عاليــة..
توفت وهي صغيـرة من السـل.. ويذكر مرة حوار دار بينه وبين جراح بـأول ايام ردته للبحرين ..

كانو قاعدين ويا بعض في الديوانية اللي في البيت.. وصورهم اللي يشتهرون بها وهم صغـار منتشرة في زاوية.. وشلون انه رفع برواز لوحدة واقفة وجنبها تقريبا لازقة فيها بنت صغيـرة.. وهي بعد كانت ملامحها طفولية ولكن لبنت عمرها 15 او 16 سنـة.. وكان يدقق في ملامحها وتاكد انه يعرفها الف بالامية.. ولكن يمكن انوخذت لها وهي صغيـرة.. بس بعد شي غريب في الصـورة.. ان البنت الصغيـرة الثانية بعد تمتلك الملامح المألوفة عن البنت الكبيـرة.. وكأن الثنتين كانو نفس الشخص ولكن باختلاف العمـر والحجم..
دخل عليه جراح وهو حامل صينية .. ولقاه واقف وهو يناظر في البرواز وراح لعنده بعد ما حط العصير..
جراح باستغراب:.. شتطالع؟؟
مشـعل وهو توه حاس لدخول جراح: ها.. لا ولا .شي.. بس هالصـورة..
ورد البرواز مكانه
مشـعل: اسف ما كان قصدي
جراح : لااا شدعوة يا معوود.. الا صورة هذي(وهو حملها بدورها وتم يناظرها بابتسامة) هذي عمتي عاليـة.. توفيت قبل جم سنـة.. وتصدق.. ما نحسها متوفية..
مشعل وهو يتصنع عدم الاهتمام : ليش؟؟
جراح: لان رب العالمين عوضنا عنها باختي فاتن.. سبحان الله يخلق من الشبه اربعين.. ساعات ابوي ما يفرق بينها وبين عمتي وينشدها
باسم عالية..

بعده ما انتهى هالكلام في بال مشعل.. ظل ينعاد ويتردد .. ولكن هذيج الفترة كان يتمحور على فاتن بس. لكن الحين الكلام هذا له فايدة اكبر.. فايدة انه يكون اول الزيت اللي بيفج اللحام بين فاتن ومسـاعد.. ويحطكم غرور مسـاعد مرة وللابد.. ويرمي فاتن في متاهات الاحزان اللي ما راح تنقضي من حياتها لو تمنت حتى الموت..
يلاحقها في اسوأ احلامها واحلاها.. مثل مااا هو اضطر انه يعيش على سرابها.. اهي بتعيش على سراب احلامها اللي ما ولا راح تتحقق..

يقولون.. وما الحب الا الحبيب الأول.. لكن فاتن خانت العهد..
وخانتني وخانت الكل بتلاحمها العاطفي ويا مسـاعد.. وانا اللي وفيت نفسي ووكلتها لها بس.. طعنتني في نبت حبي وتجاهلت مشاعري ومودتي.. كل اللي طلبته في حياتي انها تكون لي.. حرام هالشي؟ ولا منكر؟ اهي اللي جبنت ووافقت على الزواج وتخلت عني.. اللي يحب يصبر على ضيم الهوا.. ويتلقى من الدنيا قد ما يقدر واكثر لان الحب عذاب.. عمره ما كان حلو او امتاع.. امتاع قليل وعذاب كثير..
لكن اهي خذت الامتاع كله وانا مالقيت الا العذاب..

حس بالغربـة على الرغم من انه مرتاح للي قاعد يصير.. تقريبا كل شي يمشي في دفته.. لكن ليش هالظيجة اللي في الصدر.. وليش هالمرارة اللي في حلقه تسري مثل العلقم.. كل هذا يا نفس لانج تأبين تعذبين فاتن.. عذبيها يا نفسي مثل ما تعذبتي بسببها..
واخرتها صفيتي مكروهه وفوق كل هذا جبانة.. ورجعت في باله ذكراه ويا فاتن عند الباب.. شلون انها قالت له اللي قالت ودخلت البيت
الا انها ما عرفت اي نوع من الجروح سببتها له.. ولكن هذا شي معتاد من فاتن.. انها تجرح.. وتروح.. ما على هالشي اي ملامة او عتب.. لان كما تدين تدان.. وكل انسان لازم ويتحمل عواقب افعاله..
اهو يتحمل عاقبه جر سمـاء جدامهم.. وهي بتتحمل عاقبة الغرور والشخصية اللي نسبتها إلى نفسها واهي بعيدة عنها كل البعد..

ضاقت روحه وعقله من الريحة اللي في الغرفة.. كل هالروايح المتيمعة تثير في نفسه العنف والضراوة.. قام وطلع وقبل لا يسكر الباب.. طفى الليت..
خالد اللي كان توه راد البيت يحمل على جتفيه راس مثقل بالافكار..
انتبهت عيونه للنور اللي انطفى في دار سمـاء والتفت من غير تصديق لهناك.. وانتظر.. يمكن اهي للحين هناك.. وكاهي بتطل عليه مثل كل ليلة برجعته اللي تنتظرها بفارغ الصبر.. لكن النور الثاني اللي انتشر كان في الدار المجاورة لدارها.. وااه من خيبة الأمل العظيمة.. ولكن المصبور عليها..

بدل لا يدخل البيت.. تم يمشي اكثر في البرد وهو يتحسسه يخترق مسامات ويهه ويدخل لللحم لكن مرده يتبخر من حرارة الشوق العظيم اللي في نفسـه.. ضحكاتها.. عيونها اللي تستدير وقت ما تشوف شي مستنكر او انها تنصدم منه. ابتسامتها الناعمة اذا انحرجت..
دموعها العدائية.. وفوق كل هذا... وقفتها .. حاطه يدينها على خصرها والجزء العلوي من جسمها مايل وريولها وحدة مستقيمة مثل العمود والثانية متراخيه.. وراسها مايل على طرف بعقدة على شفايفها باستنكار..

ابتسم لهالمواصفات اللي قدر انه يعبر عنها بطريقة صحيحه.. لكن هي اللي تركت حرارة الدمع الحزين تجتاح وجناته وتقاسيم ويهه النحيل.. تم يمشي وهو ما يناظر جدامه الا ويهها الجميل.. ويتمنى لو انه يدفع نص عمره عشان يلاقيها جدامه مثل ما قاعد يشوفها.. ما تعجبه اللي يشوفها.. ما يقدر يحس لدقات قلبها عن بعض.. ما يقدر يحس لارتباكها المراهق ولا لعاطفتها الجياشة..
خـــالــد..
توقف يوم مر اسمه على اذنه.. رفع راسه وهو مو مصدق.. التفت وراه ما لقى احد.. ضاعت عيونه يمين يسار يحاول يلاقي الشخص اللي يناديه.. لكن.. محد كان موجود... معقولة يعني؟؟ سمـاء اهي اللي نادت عليه؟؟ يكاد يحلف انه حس لصوتها النابع من عمق احساسها المرهف..

وقف مكانه وهو ما يقدر يسيطر على نفسه.. ضم وجناته لكفينه وهو يغرق نفسه في دمع غزيـر.. وغضب عارم ما سمح لأي عضلة بالهدوء..
ثارت كل احزانه في وقف واحد.. وتمنى لو انه يصرخ ويقول حرااااااااااااااااااااام... ليش أنا؟؟ ليش اهي؟؟ وليش احنا؟؟؟ ليش؟؟؟

ولكن.. لا عتب على قضاء الله.. وخير البشر من اصبح وامسى بقول الحمد لله رب العالمين.. لكن من على القلب الحزين المشووب
بالاحزان.. وكمل المشي . الى حيث ما تستوقفه متاعب جسمه وتحثه على الرجعة..





 
إنضم
24 أبريل 2007
المشاركات
151
أختي الغاليه آه ياقلبي

تسلم ايدينج عالجزء الروووعــــــــــه

الله يعطيج العافيه وعساج عالقوه دووم يارب

أختج تباشيـر
 
أعلى