ما هكذا تورد الأبل يا قيادة
نحن كزوجات أوائل نشكر لك سعيك لا نتشالنا من الحزن الذي نحن فيه ، نشكر لك حلولك ، نشكر لك الهزة و الخضة و النفضة الي نفضتين إياها
........في بعض مجالس العزاء تأتي نسوة (غبيات عاطفياً) و تصرخ في أهل المصاب لا تبكون ... لا تصرخون .... ويش بفيدكم الصراخ .... البكا ما يرجع لكم ميتكم....
هل تعتقدون بكل أمانة أن أهل المصاب لا يعرفون أن الصراخ و البكا لن يرجع ميتهم.... لكن الحزن حالة طبيعية .... الله سبحانه و تعالى وهبها لنا لتكون لنا جسر للتكيف مع المرحلة التالية لفقد أي عزيز (حفظ الله القارئات و أحبائهن من كل سوء)
أمر آخر أن أهل المصاب يريدون عزاء و تعاطف حقيقي لمشاعرهم في هذه المرحلة ، لماذا نقول ما لا نستطيعه لو كنا في مكانهم؟
لماذا لا نضع أنفسنا مكانهم و نستشعر بمشاعرهم و نفكر ماذا يريدون أن يسمعوا في هذه اللحظة ؟ وماذا يريدون أن نفعل لهم في هذه اللحظة؟
أن أصعب شيء على الأنسان أن تقلل من آلمه و حزنه ، لأنك تقول له بكل بساطة أنك انسان تافه أن تفكر بهذه الطريقة ، وبدل من أن تكون مواساتك نوع من التعاطف الذي يقربك ، يكون ذلك حاجز يحول بينك و بين التواصل معه.
هذه المقدمة الطويلة بعض الشيء ، لتعلمي يا أخت قيادة:
*قاعدة (التخلي قبل التحلي)
أننا قبل التحلي بأي من أفكارك و اقتراحاتك يجب أن نخلي بعض من حزننا
* أن الأخوات هنا متفاوتات في مراحل الشعور بالخسارة
هناك من ما زالت في مرحلة الصدمة و البعض في مرحلة الانكار و بعضهن في مرحلة الغضب و أخريات في مراحل الحزن و هناك من وصلن إلى المرحلة الأخيرة وهي التقبل ، وهناك ما زال يتقلب بين كل هذه المراحل ، لذلك اقتراحاتك و أفكارك و حلولك بالرغم من جمالها و حسن نيتك من ورائها لن تجدي نفعاً مع الجميع ، ربما تناسب البعض و تناسب المرحلة التي وصل إليها في حين أنها لا تناسب البعض تماماً.
*بخصوص اتهاماتك بأننا:
# نلعب دور الضحايا : كلنا شعرنا بهذا الشعور و لو لحين ، ولكي تتغلبي على أي شعور ، يجب أن تسميه و تعيه و من ثم تعملي على تغييره
# لعب دور البطولة يمكن لعبه بعدة أشكال و ليس فقط بالشكل الذي ذكرتيه
الحياة الزوجية سكن و مودة ، الله سبحانه و تعالى يقول ( خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة)
ولم يقل الله أن الحياة الزوجية عنت وجهاد ( هل تزوجنا أم تجندنا في الجيش؟)
* اللعب الصحيح إلي يجيب الزوج:
لنكون صريحات يا أخت قيادة كل اللعب الذي تعمله الحريم هو لعب على مستوى الجسد ، كلنا نعد أجسامنا موائد دسمة للرجال لنصطادهم ، و نجذبهم لحمانا و نبعدهم عن حمى الأخرى، نجعل من أنفسنا دمى باربي لأزواجنا ، بإرادتنا.
لكن باربي عندما تفصلين رأسها عن جسدها ، لا ترين بداخلها شيء ، أمرأه بلاستيكية مجوفة فقط مظهر ، و نحن يا غاليتي أرواح ، و أية أرواح ؟ ( أرواح جريحة)
نعم هناك من يسلم و يستسلم و يسلم الجسد دمية ليلعب بها الرجل ، و الروح تأن و تتأوه، مقابل الشعور بأنها احتفظت به بجوارها و لتوهم نفسها أنه رجع لعشها، في حين أن المستفيد من كل هذا اللعب الصح هو الرجل ( إني تلعبي لعب صح و الثانية تلعب لعب صح) و هو يتفرج عليكم و يضحك بالخفاء على وضع الجواري اللاتي يتنافسن على كسب قلب شهريار.
أخت قيادة:
* نحن لسنا فاقدين الثـقة في أنفسنا
* نحن لا ننتظر أن يحس فينا أزواجنا و لا زوجاتهم
* نحن في هذه المرحلة ننمو روحانياً و ننضج نفسياً و نتحمل مسؤولية معالجة جروحنا و انظري معظم الأخوات تطلب هذا في هذه المرحلة بقولهم ( أريد أن أعيش لنفسي ، أريد أن أهتم بنفسي و بأولادي ) و هذا يعني أنها بدأت تتحمل مسؤولية معالجة أحزانها و آلامها و لا تنتظر من زوجها و لا من زوجته أن يحسوا أو يشعروا بها.
* نحن نلعب دور البطولة بكل جدارة ، لكن مع اعتراف حقيقي بأننا نستحق أفضل من هذه الحياة التي اقحمنا الزوج فيها.
* نحن نلعب دور البطولة لأننا استطعنا أن نتكيف مع وضع ليس يكن لنا فيه لا ناقة و لا جمل ، و لم يكن بخيارنا , و أن نتكيف معه ليس معناه أن نقبل به.
*نحن نعتز بكل إنجازتنا في حياتنا الزوجية بما فيها أولادنا و مواقفنا الإيجابية مع أزواجنا و حتى السلبية منها لأننا نؤمن أن الكمال لله وحده ، و إن مهما كانت عيوبنا فأننا نستحق أن يصبر علينا أزواجنا ، كما تقبلناهم وصبرنا عليهم.
* نحن نولول بكبرياء و ليس بمكابره على الألم،عندما تستجدي بنا العبرة نبكي ، لكن هذا البكاء يغسل حزننا ، و يوقف حديث النفس السلبي( تعلمنا و ما زلنا كيف نتعايش مع الألم)نتكبر عليه حين و ننكس له الرأس حيناً آخر.
أخت قيادة لم أفهمك غلط ابداً ، أعرف أنك بكل حسن نية و طيبة قلب أردت أن ترفعي من معنوياتنا و أن تسعفينا ، لكن ....... بالهون ، هناك أمر يسمى التدليك العاطفي ، تماماً كما تدليك موقع الرضة عندما تصطدمين بشيء ما.
هناك فرق في تقديم قطعة حلوى مكشوفة على ورق كرتون و بين لفها في ورق سولفان فضي معقودة بشريط أحمر خمري موضوعة في صينية مفروشة بالدانتيل.