مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

مذكرات زوجة اولى ...........قصة واقعية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
9 يوليو 2007
المشاركات
177
انتي جدااااااااااااا طيبه وحمد هو الخسران وانتي الجانب القوي
 

جوااانا

New member
إنضم
26 مارس 2008
المشاركات
72
:dunno:ماشاء الله البنات كفو ووفوا :icon30:مروري فقط لاخبرك بمدى تعاطفي معك ودعواتي الصادقة لك واخبارك حبيبتي انكل زوجة محبة تعاني حتى وان كان زو جها غيرمتزوج عليها فمنا من تعاني من الاهمال ومنا من تعاني من سوء المعاملة:schmoll: والتجاهل ومن تعاني من اهله:santa_1:ومن ومن :shutup:هده الحياة وصروفها خلق الانسان في كبد :exclamationpoint:قلبي معك:icon26:
 

كوكب77

New member
إنضم
23 ديسمبر 2007
المشاركات
665
قصتك تحمل الكثير من التحدي
اللهم أجعل لها فرجا ومخرجا من همومها وأحزانها
 

*lovely girl*

New member
إنضم
17 مارس 2008
المشاركات
16
اختي شمعة تحترق ماتتخيلين كثر ايش تعاطفت معك وفقرات كثير مريت عليها حسيت فيك لدرجة اني بكيت خاصة موقفك يوم ولدك في الطوارئ وقلتيله تذكرت الوالد الله يرحمه الله يفرجلك ويزيدك ثبات وتاكدي انه مافي شريكة راح تكون حاسة فيك ومعاك:icon30:
 

فجر3

New member
إنضم
8 نوفمبر 2007
المشاركات
45
بصراحه احس اعطيتي بدور وجه اكثر من اللازم : بالله عليك في وحده تقول لضرتها خلي ولدك عندي وسافري استانسي مع زوجي ؟؟ مهما كان هاذي ضره لعبت بعقل زوجك وانسته عياله وزوجته بس ماشاءالله عليك واضح طيبتك ومحاولاتك
انقاذ علاقتك مع حمد بس انا ما اشوف تغير في معاملته معك ...عندي سؤال محيرني ؟
الجزء قبل الاخير ذكرتي قبل ما تنزليه انه يذكرك
"بغبائك وسذاجتك " ليييييه؟ هل كانت بدور تكذب في وصفها علاقتها مع حمد ؟ ارجو الرد سؤال محيرني
اتمنى ان تكوني باحسن حال الان
 

شمعه مضيئة

New member
إنضم
2 أغسطس 2007
المشاركات
175
السلام عليكم ورحمة الله
سعدت جدا بالردود وبالاراء المختلفة من كل قارئة وناصحة اثاب الله الجميع وسخر لهم خلقه
كما وعدتكم فقد اقتربت مذكراتي للنهاية ولكن لطول نهايتها احببت ان اقسمها الى عدة اقسام ولانني لم اكمل بعد فلا أعلم هل بقي جزء واحد اخير ام اثنان احببت ان اضع بين ايدكم اليوم هذا الجزء الذي اتعبني جدا اثناء كتابته ولم استطع الاكمال وتوقفت حيث توقفت ولي عودة قريبة ان شاء الله لانهاء الباقي
واعتذر لاختي دعوة شخصية التي تدخل من اجلي وهي تنتظر النهاية تشوقا وليس استعجالا اسعدها الله اعتذر لانه تبقى القليل جدا فهناك احداث لا بد ان تذكر قبل انهاء مذكراتي والحديث عنها يطيل الاجزاء
ولن اذكرها كلها بل ما هو شديد الاهمية والباقي قد اضعها بطريقة اخرى بعد انتهاء مذكراتي اما في كتابي او هنا اسعدكم الله ونفع بما اكتب الجميع ..
ملاحظة : انا لا أكتب ما أكتب لابكي الجميع أو لأنني أعشق الحزن ..بل اكتب للفائدة المبطنة داخل كلماتي التي تفهمها اللبيبة من الأخوات واقول ذلك لانني اقرأ هنا وهناك في المنتديات الفرعية تعليقات من بعض الأخوات اللاتي ينتقدن القصص الحزينة والمبكية خاصة أن هذا الجزء اشدها ألما على قلبي ..
والحمد لله على كل حال فأنا في أحسن حال الآن ولله الحمد والمنة .. وجزاكم الله ألف خير على متابعتي وتشجيعي على البوح بما في قلبي

وصلت لمرحلة احتارت هل هي سعيدة.. أم تعيش التعاسة ولكنها تتلهف للحظات السعادة مع حمد ..
كانت والدتها الحنون هي من يصبرها على حالها رغم أنها لا تشتكي لها فهي تتألم بصمت معها ..
يكفيها أن ترى وجهها لتعلم مدى ألمها..وحزنها الذي يظهر في عينيها ..
ذات يوم كانت سارة في زيارة والدتها وحدها دون أولادها ..
دار حديث حميم بينهما .كان عن تعدد الزوجات ..وسببه ..ففتحت أم سارة قلبها لأبنتها
أم سارة بعفويتها : يا بنيتي لا تلومين بدور ..يمكن تكون مجبرة على الزواج من حمد ..وهي ما طقت الباب عليه وطلبته للزواج .. هو اللي راح لها وخطبها ..
سارة : يمه ..فيه أحد يجبر على الزواج في هذا الزمن ..؟؟ إلا فيما ندر ..وخاصة بدور كبيرة وسبق أنها تزوجت قبل حمد عدة زيجات ..
أم سارة : مدري عنها يا بنيتي الله يستر علينا وعليها ..
بس شوفيني أنا زوجة ثانية ..بس ما كان باختياري ..ولا أحد شاورني ..
سارة: يمه يا حبي لك تقيسين الوقت الحالي بوقتكم ..؟؟ ..!!
ام سارة تكمل: كنا ساكنين أنا وأمي الله يرحمها وأخواتي الستة واخوي ببيت كبير مع أبوي وزوجته وبناتها وعيالها الله يرحمهم ..
كنا عائلة كبيرة ..وكان كل من يجي من التجار من معارف أبوي يخطب يزوجه أبوي على طول ..أهم شي يكون يصلي..
ما كان أبوي يفكر يناسب فلانة أو ما يناسبها أو حتى يشاورها ..
وكان يزوجنا وحنا صغار ..نلعب بالشارع تونا ما تغطينا زين ..!!
ثم تسقط دمعه على خد أم سارة : إيه دنيا راحت الله يغفر لهم ويرحمهم
سارة : طيب وكيف تزوجتي أبوي ..شفتيه قبل الزواج ولا مثل بنات جيلك ...؟
أم سارة تقاطعها وهي تبتسم : الله يرحم حالك يا سارة ....!! أشوفه ..!!
أقولك نتزوج صغار وما ندري وش السالفة كنت بيوم عرسي ألعب بالشارع مع بنات الجيران ..تدرين إن أمي وخالتي يقيسون علي ملابس عشان يخيطون ثياب عرسي وما علموني عن شي ..!
وكل ما سألتهم قالوا هذا ثياب فلانة .. وحدة من الجيران....وبعدها ما دريت إلا وأهلي يدخلوني ويحمموني ويحطون لي حنا ..وأنا ما أدري وش اللي صاير ..!!
وكنت أشوف فرش جديدة في الحوش ما دريت أنهم يجهزون عرسي ..وتقولين يشاورني ..!!
سارة : أوف يا عمري أنتي .. يا أ لله .. وش سويتي بليلة العرس وانتي طفلة ..؟؟
أم سارة تضحك : راحت كلها صياح ..وركض
سارة تضحك : أكيد تحسفتي يوم شفتي أبوي وحلاوته ووسامته الله يرحمه
أم سارة : أي والله نسيت كل شي حتى أهلي ..بس موب علشان ابوك ..علشان الشغل والكد اللي شفته ..تحسبينا مثلكم خدم وحشم وشغالات ..الله يخلف ..والحمد لله ايام وراحت ..
سارة : أفا ..
أم سارة : طلعت من بيت كبير وأمي وجارتها وعيالهم..
..ودخلت بيت كبير مثله فيه جدك وعمك وزوجاته الثنتين وأبوك وزوجته الأولى ..ودخلت عليهم وكنت غير مرغوب فيني نهائياً ..تخيلي كيف كان وضعي ..
فأنتي أحمدي ربك ببيتك معززة ...مكرمة ..
وما تحتاجين أحد وعندك عيالك وربي معافيك والحمد لله على نعمه ..
سارة : تقبل رأس أمها يا عمري يا أميميتي كل حياتك معاناة ..الله لا يحرمك أجر الصبر ..


*****************


وفي أحد الأيام في شهر رمضان ...عندما كانت سارة وأخواتها في زيارتهم الأسبوعية لوالدتهم ..تصادف دخول هبة وسارة المنزل في نفس الوقت ..وبينما كن يخلعن عباءاتهن ويضعنها على الشماعة..
قالت هبة : سارة ألا تشمين ..؟؟
سارة حاول أن تشم : أشم ..؟؟ أيش
هبة : ريحة أمي .....ريحة أمي مالية البيت ..
سارة ينقبض قلبها رعباً من حديث هبة : الله لا يخلينا من ها لريحة ..الله يحفظها لنا ويخليها
وتقطع أم سارة حديثهن ..وهي تنزل من غرفتها ..
هبة بعد ان تسلم على أمها : يمه وش هالريحة الزينة ..!!
أم سارة تبتسم : الله يسلمك ..مدري ما حطيت عطر .. وتوني متحممة
وعندما اجتمعت العائلة استشارت أم سارة بناتها وأبنائها أن تجتمع العائلة على وجبة الإفطار جميعا يوم الجمعة ..
سارة : يمه طيب ليه ما نجتمع يوم الخميس ..؟؟ الجمعة يكون عندي حمد وحابه أجي وأنبسط معكم وأطول..خليها الخميس ازين ..
فاتفقوا أن يكون اجتماعهم يوم الخميس ..وليس الجمعة..


*************


وفي يوم الخميس الذي يصادف ليلة منتصف رمضان .. وعلى مائدة الإفطار كان الجميع ينتظر الآذان ..
جلست هبة ومها وسارة وبناتهم على مائدة الإفطار وكانت أمهم كالمعتاد هي آخر من يجلس على المائدة ..
فهي تضع للخادمات من كل نوع من أنواع الحلوى والأكلات اللاتي وضعت في سفرة العائلة ..
وترسل لسفرة الرجال ما نقص منها ...وتطمئن على سفرة الأطفال ..
حتى أذن المؤذن ..وما إن جلست أم سارة حتى .رفعت تمرتها ودعت ربها بصوت منخفض جدا وكذلك فعل بناتها ..
لكنها فاجأت الجميع بسؤال لم يفهموا معناه إلا لاحقاً ..
أم سارة : اللي يموت يوم الجمعة ..هل يعتبر شهيد ..؟؟
مها : مدري أنا أعرف إن من يموت يوم الجمعة لا يحاسب على ما أذكر لكني ما ني متأكدة
سارة : حتى أنا ما أذكر بالضبط بس أعتقد ان من يموت يوم الجمعة ما يحاسب .. مدري... والله ناسية .. بس ليه تسألين يمه ..!!
أم سارة : لا بس كذا طر لي ..
تناولوا إفطارهم وأدى الجميع الصلاة كانت سارة تسمع من أمها تكرار (الحمد لله) وبشكل متواصل لدرجة لفتت انتباهها ..
عندما حانت صلاة العشاء سألت أم سارة.. سارة وأخواتها من ترغب لمرافقتها لصلاة القيام بالمسجد ..
سارة : يمه أنا متعودة أصلي بالبيت لأني ارتاح أكثر من المسجد
هبة تضحك : ليتني صايمة كنت رحت أصلي ..
مها : اليوم يمه أحس بثقل بجسمي شكل المرارة زادت علي بعد أكلي المعجنات ..
أم سارة :أجل خلاص يكفوني بناتكم يروحون معي للصلاة مع فهد..

عندما عادت أم سارة من صلاة (التراوايح) كانت قد أحضرت معها سجادة جديدة اشترتها في طريق العودة من إحدى المحلات لتصلي بها( التراوايح) في المسجد من الغد ..
اجتمعت العائلة مرة أخرى بعد صلاة التراويح بين ضحك ومزح وأحاديث جادة ...
دخلت أم سارة وهي تضع نظارات شمسية فاخرة تخص أحد أبناء شقيقاتها وهي تضحك وقد لفت طرحتها بطريقة جعلتها تبدو جميلة
حتى أن فهد (صفر بفمه) إعجاباً.
.و يداعبها قائلاً : يا حلو ممكن الرقم ..!! يمه والله ما شاء الله عليك تبارك الله وش ها لزين يا ربي تخليها لنا ..وش رايك يا أميمتي نروح أنا وياك .. وناخذ دورة با لتحلية نغازل..
أم سارة : بسم الله علينا ..الله يستر علينا بس ..
يضحك الجميع
أم سارة : أي والله بسم الله علي ..الله يحمي ديننا .
.ويميل إليها فهد ويقبلها من رأسها ويديها ورقبتها ومن كل مكان بشغف وحب ..
ويسمع تعليقات من هبة ومها وسارة والجميع يضحك ..أيه القعدة ..آخر العنقود ...تراك شايب على ها لحركات وعندك عيال ... فيحتضن فهد أمه ويقول : ما عليك يمه منهم يغارون . هذي أمي أنا بس ..
كانت أم سارة في غاية السعادة تلك الليلة وتبدوا اصغر من سنها بكثير كان وجهها مشدودا نظرا على غير عادته ..

وفي نهاية السهرة تفرق الجميع إلى منازلهم ...
وبقيت أم سارة مع خادمتها في بيتها كالمعتاد ..
في صباح يوم الجمعة وفي الساعة الثامنة والنصف صباحا رن هاتف سارة النقال الذي تضعه على طاولة بجوار السرير ..
رفعت الهاتف ووهي شبه نائمة ..وجدت المتصل أخيها خالد ..اعتقدت أنه مخطئ كعادته فرقمها ورقم أخوها فهد مترادفان ...وقد يكون يريد أن يصحبه لصلاة الجمعة كعادتهم ولم تنتبه للساعة ..فلم ترد
لكن خالد اتصل مرة أخرى ..لمحت الساعة في جوالها ....إنها الثامنة والنصف ..!!
ردت بفزع : هلا خالد
خالد بصوت غريب لم تسمعه قبل اليوم : هلا سارة ..حمد عندك ..؟؟
سارة ارتعبت : هاه حمد ؟؟ لا حمد ما نام عندنا البارحة ....ليه ..؟؟ خالد عسى ما شر ..؟؟
خالد يأخذ نفسا عميقاً : سارة ..أمي تعبانة .....
سارة يكاد يقف قلبها : أمي ....أمي ...خالد أمي وش فيها ..؟
خالد بصوت مخنوق بعبرة : تعبانة مرة ..تعالي ..تعالي المستشفى ..

لا تدري كيف طويت لها الأرض حتى أصبحت في جزء أقل من الثانية في غرفة أولادها وهي توقظ سعود ..لكن قلبها ...يكاد ينفطر على أمها ..تحاول أن تمسك نفسها... أن تتمالك أعصابها المتوترة ..
شل تفكيرها توقف قلبها ...
سعود ..سعود قم بسرعة ..ودني أمي ..
سعود مفزوعاً ويرى أمه على غير طبيعتها : يمه ..يمه وش فيك أمي موضي وش فيها ..؟؟
سارة لم تستطع ان تمسك نفسها وتنفجر باكية ... أمي ...أمي ...يا ربي تخليها ...
يا ربي تحميها ..
.يا ربي تعافيها
وتخليها لنا ..ياااااااااااااااارب
سعود : وش فيها أمي
سارة وهي ترتجف خوفا على أمها وتبكي بحرقة : مدري بس يالله بسرعة البس خليني أروح لامي بسرعة
في الطريق .. تفكر بأمها ..كانت معها ليلة البارحة .؟؟ ماذا حدث لها ..؟؟
في دقائق قصيرة ..
والطرق خالية في يوم الجمعة وصلت المستشفى ..
وفي أحد أروقة المستشفى ..
شاهدت فهد في نهاية ذلك الممر مقبل عليها من بعيد ..
وقد أحمرت عيونه من البكاء ...
دخلت.. ودقات قلبها تسبقها ...لا تريد أن تتحدث مع فهد ..ولا مع أحد تريد أن تجد أمها ..
اقترب منها فهد وأمسكها وهو يحاول أن يتماسك أمامها..
وأحتضنها بقوة وبكى ...
لم يستطع الحديث ...انهار ذلك الرجل ..
وبكت معه ...
سارة وهي تبكي بحرقة : فهد ..؟؟ وين أمي ..؟؟ وكأنها قرأت الرد بعيني فهد ..
أبي أشوف أمي ...فهد ..أمي وش فيها ..؟؟
فهد يحضنها بقوة ..أمي ..أمي ..أحسن الله عزانا ..في أمي يا سارة ..
سارة تصرخ بأعلى صوتها في المستشفى
لاااااااا ....لاااااااااااا ....لاااااااااااااااااااااااااااا
لا يا فهد ...لا يا فهد
أمي ...ماتت ؟؟؟
لاااااا
لاااااااااااااا
تصرخ بهستسرية
لاااااااااااا
أنا أبي أشوفها ...
أمي ......يممممه ..
.فيشتد بكاء فهد ولم يستطع أن يواسيها ..
فهو مثلها ...
كان يحتضن أمه البارحة ويقبلها وهو الآن يحتضن سارة ليعزيها ونفسه بوفاة أمه ..!
سارة : وشلون يا فهد ..أمي ماتت ....راحت أمي ..؟؟
أكيد فيه غلط .....صدقني فيه غلط ..
لا تصدقون المستشفى ..يا فهد
تكفى ...خلني أشوفها ..
يأتي خالد من داخل المستشفى على بكاء سارة المصدومة ...
ويلومها على صراخها .. .ويذكرها بالإيمان بالقضاء والقدر ..
وكان في مكان ما .. مختبئا عن الوجوه يبكي أمه هو الآخر ..
سارة تصاب بحالة انهيار ..يمسكها ابنها سعود وهو يبكي ويحتضنها ويجلسها على أحد المقاعد ...
كانت تبكي ..بكاء يقطع القلوب ..حتى كاد قلبها أن يتوقف ..
أصرت على خالد أن ترى أمها ..
فرفض ....وبعد إلحاحها الشديد ..بأن هناك خطأ في تشخيص وفاتها ..وحتى يقنعها بموتها ...
أخذها إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى وهو متردد وهي تصر ..
كانت سارة تسير ولا ترى شيئا ولا تشعر إلا بقلبها الذي فقد أغلى وأحن قلب عليها ..
دخلت مكان لم تعرف أنه ثلاجة الموتى ... حتى دخلتها وفتح العامل هناك إحدى الأدراج الطويلة ..
وفتح سحابا طويلاً .. لكيساً أسود...!!
ماذا ترى ...؟؟
ترى أمها ...!!
مغلقاً عليها ذلك الكيس الأسود . بذلك السحاب ...وذلك الدرج ..!!
وضعت كشيء .. .. أي شيء ..
هم لا يعرفون قيمتها ليضعوها ..هكذا ..؟؟
..لا تصدق نفسها ...!!
لا تصدق ما تراه ... !!
أمها أمامها جثة هامدة ..كانت بالأمس تضحك وتتحدث معهم ..لم تكن تشتكي شيئا ..!!
رأتها ..كانت كالنائمة ...وظهرت خصلة من شعرها الناعم المصبوغ بالحناء .. والموظف ينظر إليها معهم ..
تذكرت كيف كان حياءها الشديد وتحفظها وعفتها ..حتى أنها لا تضطر للذهاب لأطباء رجال ..حتى لا يروها ..
سارة وهي تبكي : خالد .شف أمي .. نايمة أمي ما ماتت ..أمي حية بس هذا المستشفى أنا ما أثق فيه ..تكفى يا خالد ..خلهم يعيدون الكشف ..
خالد : سارة استغفري الله ..لا حول ولا قوة إلا بالله
يطبطب على كتفها : خلاص شفتيها ..؟؟ خلينا نطلع ..
تمسح على جبهتها ..
كانت ككسرة الثلج ببرودها وتصلبها فتطبع قبلة على جبينها ..وتسقط دمعتها على وجه أمها.. التي خرجت روحها إلى بارئها ...
فهي جسد بلا روح ...
سارة بعد خروجها من ثلاجة الموتى تنهار باكية على الأرض لم تستطع قدماها أن تحملها ..
خالد لسعود : خذ أمك وودها للبيت ..
سارة باكية : أي بيت .. وأي حياة بعد أمي ..!!
.راحت أمي ...راحت أمي ...
يزيد بكاءها المؤلم آه ....أه ...راحت أمي ...
راحت أمي ...كيف تكون الحياة بدون أمي ...؟؟
تحين صلاة الجمعة وهم في المستشفى ..
صلت سارة في استراحة النساء وهي تبكي ذلك القلب الذي فقدته
ذالك القلب الكبير ..الذي احتوى الجميع وضحى من أجل الجميع ..
كانت سارة على ضعفها وانهيارها .. هي الأقوى من بين أخواتها ..
طلب منها خالد إخبار أخواتها هبه ومها فهو لا يستطيع ذلك
وهم مجتمعين في بيت مها هم وأزواجهم ولم يعلموا بعد بوفاة والدتهم ..ولكن مهدوا لهم أزواجهم لتلقي خبرا سيئا ... واخبروهم بمرض أمهم الشديد و المفاجئ ..
كانت قد بكت ساعات طويلة في المستشفى ....
دخلت منزل مها وهي متألمة ومترددة بكيفية نقل خبر وفاة أمهم الغالية ..
كانت هبة قد انهارت تماما من سماعها مرض أمها وإجبارها من قبل زوجها على الحضور إلى منزل مها الأخت الكبرى لهم ..
وعند دخول سارة عليهم فزوا جميعاً لرؤيتها ...
معتقدين أنها علمت للتو بمرض أمهم ...
وهم لا يعلمون أنها هي من يحمل لهم أسوأ خبر يودون سماعه ..
كانت عيناها متورمة ...
وصوتها قد بح من كثرة البكاء..
بالكاد نطقت ..
.وأخبرتهم أنها قادمة من المستشفى ..
فأمسكتها هبة أختها الصغرى ..أمسكت بها تهزها ....عندما رأت وجهها وعلامات الحزن الشديدة ..
فأخبرتهم أنهم مؤمنين بالقضاء والقدر ..و..و حتى صرخت هبة بها ..أمي يا سارة ..ماتت ؟؟ صح ..؟؟
سارة تنهار وهي تريد أن تكذب الخبر الذي تنقله ..الله يغفر لها وينزل علينا الصبر والسكينة ..
وبعد ساعات اتفقوا بعد خلاف إلى الذهاب لبيت والدتهم لتلقي العزاء في بيتها ..رغم الألم لدخوله بعد خروجها هي منه ...
دخلو بيتها كانت هناك عصابة رأسها التي تضعها إذا أصيبت بصداع كانت معلقة على باب المدخل ورائحتها ما زالت فيه فأخذتها سارة تشمها وتبكي بحرقة ..
في الساعة الثانية وبعد أن أفاقوا من صدمتهم قرروا الذهاب لمغسلة الموتى ليشاركوا في تغسيلها إن استطاعوا ذلك ..
كانت سارة في مقدمتهم ..وهبة ومها وابنة خالتهم سمية .. يسيرون خلفها فهي المرة الأولى التي يدخلون فيها هذا المكان الذي له هيبته ...
هيبة الموت ..
فرائحة المسك والموت مترافقان ..
استقبلتهم إحدى المغسّلات اللاتي تقوم بتغسيل الموتى ..
فأخبروها أن أمهم متوفاة يريدون أن يروها ..ويشاركوا بغسلها ..
مساعدة المغسّلة : ممكن اسم المتوفاة ؟؟
سارة : موضي
مساعدة المغسلة : موضي..؟؟.. يمكن ما جابوها إلى الحين لأن اللي عندنا كلهم صغار .. ...
سارة : لا إخواني برا عند الباب يقولون انهم جايبينها هنا ..!
تأتي المغسّلة الأخرى ..: سمي أختي ..!!
سارة وأخوتها والدموع ترافقهم : ..نبي نشوف أمنا ..؟؟
المغسّلة : بس يا حبيبتي كل اللي عندنا جنازتين وكلهم صغار ما عندنا ست كبيرة ..!
وتؤشر على إحدى الجنائز الجاهزة للصلاة بعد تكفينها ..هذه لواحدة عمرها 15 سنة
وهذه ...تؤشر على جنازة أخرى قد غسلت وكفنت ..وهذه عمرها ثلاثون أو خمس وثلاثون ..
سارة : وشلون ..؟؟ تأكدوا أمي اسمها موضي عبد الله .ال ..
مساعدة المغسّلة : موضي عبدالله ..ال ..؟؟؟!!
سارة وبذعر : ايوه ..لا تقولين شالوها وودوها للمسجد ..؟؟
المغسّلة تسأل مساعدتها ..: مو موضي هذي اللي غسلنها اللي عمرها ثلاثين ..؟؟
مساعدتها : إلاّ
وتلتفت عليهم بس موضي اللي غسلناها الحين خلصنا منها صغيرة ..!!مستحيل تكون أمكم ..!!
سارة : تكفين ما نتحمل أكثر ..أمي وينها ..خلينا نشوف موضي اللي تقولين ..لو سمحتي يمكن هي أمي ..
المغسّلة : بس خلاص حنا قفلنا الكفن ..
سارة بدموعها تترجى المرأة : أرجوك حنا فقدنا اليوم أمّنا وفجعنا ...نبي نشوفها ونسلم عليها قبل لا تدفن ..تكفين
المغسّلة تتعاطف معهم : بصراحة ماقد سويتها بس تعالوا افتحه لكم بس ما أتوقع أنها أمكم
فتحت تلك اللفافة البيضاء ..
كانت قلوبهم يملؤها الحزن والهلع والخوف
الخوف من رائحة الموت التي تملأ المكان ...
فتحت الكفن من الرأس ...فظهر لهم ذلك الوجه المنير ..
هي
هي أمهم ..
هي ذلك القلب الذي فقدوه ..
هي تلك الابتسامة التي غابت

هي تلك الشمعة ..التي انطفأت ..

عندما رأوها ...
تفجرتِ الدموع بلا صوت...
كانت قد حذرتهم المغسّلة ..أنها لا تريدهم أن يفعلوا شيئاً من أعمال الجاهلية ..من بكاء شديد ونحيب

رأوها .. شابة في الثلاثين وقد ازداد بياضها وشُدت بشرتها كانت كالنائمة ...مبتسمة ..
فقبّلوها ودعوا لها...
وقفوا متأملين جمالها الذي لا روح فيه فسبحان الله
وعندما هموا بالخروج للذهاب للمسجد لانتظار الصلاة عليها لحقت بهم المغسلة ..
وتحدثت مع مها أكبرهم وهي تسألها بالله وتحلفها عن أمها ..لأنها ما زالت متعجبة كيف أن تكون هذه الشابة المكفنة أمهم ..؟؟!!
وسألتهم عنها ..وماذا كانت تفعل بحياتها ..؟؟
وكيف ظهر لهم وللجميع حسن خاتمتها ..؟؟ بحسن وجهها ونوره ..
فزاد حزنهم .. وفرحهم ..
حزنهم على فراقها ..
وفرحهم بحسن خاتمتها فقد توفيت صائمة في يوم جمعة في نصف شهر رمضان وكانت تستعد أن تصلي الضحى في ذلك الوقت قبل أن تشعر بالألم وتطلب من الخادمة أن تنادي فهد.. الذي نقلها مع خالد للمستشفى حيث توفيت رحمها الله تعالى ..
كانت امرأة صالحة ...يُبكيها تأخير أولادها أو أولادهم للصلاة ..لسانها رطبا دائماً بذكر الله ..
كانت لا تُرى إلا وهي على سجادتها تنتظر الصلاة بعد الصلاة ..
تتوضأ للصلاة قبل أن يؤذن وتجلس للذكر حتى تحين الصلاة .. عرف عنها أولادها حبها للمساكين فكان أولادها جميعهم يساعدونها وخاصة فهد الذي يساعدها في شراء حاجيات ومؤن والذهاب بها لبعض الأسر المحتاجة ..لأنه يرى السعادة تدخل قلبها ..فكلما أراد إسعادها طلب منها الخروج ليشتروا مئونة للمحتاجين ..

وقد ظهر لسارة وأخوتها أناس وأسر لم يروهم من قبل .. في العزاء وحتى بعد العزاء بأشهر يبكون أمهم اشد منهم ... واجتمعوا على قول واحد بأنهم هم من يحتاج العزاء وليس أبناءها
(فقد فقدوا بموتها من يشعر بهم ويلتمس حاجاتهم دون أن يطلبوا ..)




رحمها الله تعالى ..وغفر لها ولأبي ..ولموتى المسلمين فقد ماتت يوم الجمعة في مثل هذا اليوم ..
 

Rouna

ملكة متوجة
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
612
لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم..

أشعر تماما بألمك حينما كتبتى هذا الجزء يا شمعه.. الله يرحم والدتك ويغفر لها ويجعل مثواها الجنة بأذن الله ويلهمكم الصبر والسلوان..

لقد تحملتى الكثير والكثير.. كان الله بعونك وصبرك على ما أنتى فيه..

أحبك فى الله تعالى.. :icon26:
 

سنابل خير

New member
إنضم
5 فبراير 2008
المشاركات
1,636
عظم الله اجركم .. وجبر كسركم ..ورحم ميتكم ..
اللهم اغفر لها وارحمها .. وعافها واعفوا عنها .. وكرم نزلها ووسع مدخلها .. واغسلها بالماء والثلج والبرد.. ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. وابدلها داراً خيراً من دارها .. وزوجاً خيراً من زوجها .. وأسكنها الجنة .. وأعذها من عذاب القبر ..وعذاب النار .. واجعل قبرها روضةً من رياض الجنة .. ياعزيز ياغفار .. يارب العالمين ..
آمـــــــــــين ..
 

RedRose

Active member
إنضم
4 يوليو 2007
المشاركات
4,214
الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته

الله يصبرك ويصبر كل من فقدها

انا لله وانا اليه راجعون
 
إنضم
13 أكتوبر 2007
المشاركات
465
اعذريني ياشمعه اني استعجلك في سرد اوجاعك
والله الي يعطي والله الي ياخذ..
الله يغفر لها..ويرحمها....
 

همسة حنين

New member
إنضم
2 نوفمبر 2007
المشاركات
420
الله يصبرك ياقلبي ياشمعه ..
والله يجعل مثواها الجنه يــــــــــــــارب ... بجد جزء يفطر له القلب ذكرتيني بخالتى المرحومة لسه من 3 ايام ودعناها الله يصبرنا ويصبر أولادها على فراقها يارب ..



كثيرون هم أحبابنل الذين رحلوا عن دنيانا..

تاركين فينا قلوبا تنبض بذكرهم ..

وأرواحا تئن شوقا لدافىء حضنهم ..

ولـــــــــــــــكن ..

يربط الله على قلوبنا بتلك البسمه التي ترسم على وجوههم ..

وكأنهم يقولون لنـــــــــــا :ـ

لاتبكونا ، فإنا قد وجدنا ماوعدنا ربنا حقـــــــــــــــا ..

" فلنتنافس جميعا لنرسم أجمل إبتسامة على وجهنا يوم نلقى ربنا .. "

اللهم أحســـــــــــــــن خاتمتنا .. حتى نلقيك وانت راضى عنا يارب العالمين


هنيئـــــــــــــــــا لوالدتك يا أختي ساره الخاتمة الحسنة أسأل الله ان يجمعنا وغياكي بموتانا في دار القرار .. على سرر متقابليـــــــــــــن يارب



أختك
همسه حنين
 
التعديل الأخير:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى