ميخائيل ميلشطاين-يديعوت:
إطلاق رشقة الصواريخ نحو القدس، والتي بدأت بها عملية "حارس الأسوار"، كان أكثر بكثير من مجرد خطوة عسكرية مُبادر إليها، كانت خرقا فظا ومحسوبا للهدوء الذي ساد على مدى حوالي عام ونصف في قطاع غزة، وشكل العامود الفقري لما يمكن تسميته "الاستراتيجية الإسرائيلية" في هذه الساحة - لم يقع التصعيد بعد تدهور أمني وضائقة مدنية في القطاع، مثلما كان في حالة حرب "الجرف الصامد" 2014، بل على العكس، فالمواجهة الحالية بدأت بعد تحسن متواصل في الواقع في قطاع غزة، مثل البدء بإصدار تصاريح الخروج للتجار، وتشجيع التصدير من القطاع، وتوسيع مجال الصيد، ومنح مساعدة واسعة للقضاء على "كورونا" - لقد كان بدء حمـاس للمعركة بحجة النشاط "الإسرائيلي" في القدس، يدل على الشكل الذي تنظر فيه الحركة إلى التهدئة: تفاهمات عمومية ومرنة يمكنها أن تخرج منها وتعود إليها متى شاءت وفقا لقراراتها ومصالحها - لذلك نوصي "إسرائيل" بألا تعود إلى التهدئة السابقة، وبدلا من ذلك عليها أن تختبر بديلين الأول بلورة تهدئة جديدة تملي فيها شروطا كانت حتى الآن مرنة تجاهها، وعلى رأسها موضوع الأسرى والمفقودين، والثاني عدم بلورة أي تهدئة أو تفاهمات مع حمـاس وألا نكون مقيدين بأي قيد، وبذلك نبقي حرية العمل التي تسمح بضرب البنى التحتية العسكرية للحركة ولكبار مسؤوليها في كل فرصة.