معذرة جدا على التأخير ،،
حبيبتي برأيي في بالحياة أشياء أصعب بكثير من أن يتزوج زوجك عليك ، لا أقلل أبدا من معاناتك لكن بالفعل هذه ليست نهاية العالم وإن كنت تعتقدين وتؤمنين بهذا ، فهذا بسبب حبك له .
هو زوجك وحبيبك وحب حياتك لكن هو ليس العالم ، ربما تجاوزت بحبك الحدود وتعلقت بزوجك وهذا ما يسبب لك كل هذا الألم ، أتمنى تراجعي نفسك ، ولو كنت متعلقة فيه وهو بالنسبة لك العالم كله فأتمنى تحاولي تخففي لأن هذا سبب معانتك الأصيلة وليس رغبته في الزواج ، غم أن هذا مؤلم لكل من تحب حتى ، لكن التعلق يجعل الأمر يشبه الموت وبفقدان الحبيب أو حتى بتوهم فقدانه ندخل حالة لا يعلمها إلا الله ، والتعلق لا يكون لا لزوج ولا لحبيب بل هو لله ، ولو كنت متعلقة فلعل هذا تنبيه لك من الله حبيبتي حتى تخففي من كل هذا الحب ، فالحب عندما يزيد عن حده يكون سببا لشقائنا بدلا من أن يكون سبباً لسعادتنا .
لا تنظري لحالتك وحسب ، لا تركزي عليها ، بل انظري لكل من حولك ، كما قلت في أشياء أصعب بكثير من زواج زوجك ، واكرر لك بأنني لا أقلل من ألمك بل ما أريده أن أخففه عنك . زوجك يحبك وشاريك وحاطك على رأسه ، اللهم زد وبارك ، غيرك من تفتقد هذا ، في زوجات ليس لها من الحب والاحترام سوى الشتم والسب والضرب ، زوجك يشاورك ، يسألك ، غيرك لا تسمع سوى عن زواجه بكم شهر ، زوجك يخاف الله ويريد الحلال ، غيره لا حلال ولا حرام يهمه ، في زوجات جمع أزواجهم سوء الخلق وقلة الاحترام والضرب والخيانة .
صحيح ربي لم ينعم عليك بأولاد كثيرين ، لكن ربي أنعم عليك بولد ، وأنعم عليك بزوج صالح أحسبه كذلك والله حسيبه من كلامك الطيب عنه ، اشكري الله تعالى على هذه النعمة حبيبتي ، الزوج الطيب والزوجة الطيبة باتوا عملة نادرة في أيامنا هذه . وربي اللي رزقك هذا الزوج وكتبه في رزقك قبل حتى أن تدعي ، قبل حتى أن تعي معنى الزواج ، قبل حتى أن تولدي ، رزقك ابتداء وتفضلا ، فلماذا الخوف ؟؟! خوفك لا مبرر له ، بل هو من الشيطان الذي يعدنا دائما بالأسوأ ويجعلنا نسيء الظن بالله ، مين اللي تقدر تأخذ منك رزق كتبه الله لك ؟؟؟ لا أحد ، فنامي مطمئنة قريرة العين . لا تختاري زوجة ولا هم يحزنون ، اهتمي بنفسك ، بطفلك ، بزوجك . زواجه لو تزوج أو لم يتزوج هو أمر خاص به ، لا تتدخلي فيه . هو يسألك احتراما وتقديراً وحبا لا غير . برأيي لا توافقي ولا ترفضي زواجه ، بل اتركي الأمر له ، لأنه بكرة ممكن تندمي وممكن هو يندم وكل واحد يلوم الثاني ، خليك حيادية ، ولما يقرر هو ويقدم شوفي الوضع ، ناسبك الوضع ابقي ، لم يناسبك ارحلي .
الزواج من أخرى ربما يغير الرجل ، لكن في ناس تغيروا للأسوأ ، وناس تغيروا للأفضل ، ولا تعرفي أيهما سيكون زوجك . أيضا الزواج ليس الأمر الوحيد الذي يغير الرجل ، الحياة بشكل عام تغيرنا جميعا ، للأفضل أحياناً وللأسوأ أحياناً . لا تعتقدي أبدا أنك ستحتفظين بزوجك كما هو طوال العمر فقط لأنه معك وحدك ، لا شىء مضمون حبيبتي ، ليس أمامك سوى التفاؤل والإيمان بالله والثقة بأنه حتى في أسوأ الظروف والأحوال سيختار الله لك الأفضل لأنه يعلم مالاتعلمين .
التضحية التي قمت بها لأجله رائعة ، برأيي هذا هو الحب الصادق ، وزوجك بما أنه صبر معاك ووقف أمام عائلته طوال هذه السنوات ، ووقف أمام رغبته بالأولاد يستاهل هيك تضحية خصوصا أنه رجل طيب ويحبك ويحترمك . مو فقط لأنه الرجل هو الذي يضحي دائما ، الحب مو هيك ، بل هذه أنانية . أنت لم تقومي بأمر خاطئ حبيبتي فلا تندمي أبدا . يزن زوجك يستاهل هيك تضحية منك ، وبظن أن الوقت لا يفوت أبدا على تصحيح أخطائنا ، لو طلع ما يستاهل فلا تضحي من جديد لأجله ونقطة انتهى . أما الآن فهو يستاهل ، وبكرة ؟؟ الله اعلم بما سيأتي ، لا تتعجلي الغد ، تعاملي مع الآن وحسب .
صحتك ثروتك ، إنتي كنزك ، لا تحملي نفسك ولا جسدك مالايطيق ، الأولاد زينة الحياة الدنيا ، لكن ما معنى الزينة بلا حياة . هل تشعرين بالسعادة الآن ؟؟ هل تشعرين بالراحة ؟؟ هل أنت مستمتعة مع زوجك أم في كل لحظة يداهمك الخوف من فقدانه ، والخوف من عدم الإنجاب والخوف من نظرة الآخرين ؟؟ أنا لا أراك سعيدة حبيبتي ، و من يدري لعلك تجدين بعضا من نفسك وسعادتك لو تخلصت من هذه الضغوط وتركت الحياة تأخذ مجراها . لو تركتيه يتزوج ربما ينصرف الجميع لأمرهم ويتركوك في حالك وتتخلصي من الضغوط . ممكن لأول مرة تقدري تعيشي حياتك وتجدي نفسك في المرآة بدلا من آلة الإنجاب التي ينتظر منها الجميع أن تحمل . ممكن تلاقي وقت أكثر لطفلك الذي يحتاجك ، بدل من الوقت الضائع في التفكير في أبناء لم يأتو .
لا أحد يعلم الغيب حبيبتي ، رغم إني أتمنى لك ذرية طيبة ، بنين وبنات كثيرين حتى تكتفي ، لكن فعلا ماذا لو لم يكتب الله لك ؟؟ لا تستسلمي أبدا ، واصلي رحلة العلاج ، لكن رتبي أولوياتك ، حياتك لا تجعلها ضيقة تدور حول الإنجاب وحسب ، لو لم يكتب الله لك رح تندمي على كل هذا الوقت الضائع ، وصحتك التي تعبت من علاج لعلاج ، ونفسيتك التي أهدرتيها في الإنصات لترهات الآخرين . ضعي نفسك في المقدمة ، صحتك ، دينك ، دنياك ، آخرتك ، مسؤولياتك تجاه ربك ، ونفسك وزوجك وابنك ومجتمعك وأمتك .لازمك استراحة وإلا رح ينهار جسدك لو بقيتي هكذا . فكري في ابنك أيضا ، لو لم يكتب الله لك الإنجاب ، رح يحتاج لإخوة فعلا ، ورب أخ لم تلده أمه يكون أحن عليه من أي أحد .
لا أقول بأن الحياة ستكون وردية بعد أن يتزوج ، لكن هل حقا ممكن تكوني أشقى مما أنت عليه الآن ؟؟ صدقا !!!
ولا أقول وافقي ، لكن كما لكل أمر ميزات وسلبيات ، حتى زواج زوجك له إيجابيات وسلبيات ، أنا فقط أريدك أن تفكري ، أن تبحثي وتكتشفي ما تستطيعين احتماله ومالاتستطيعين احتماله . وأيا كانت نتيجة تفكيرك ثقي بالله ، بأنه يحبك ، بأنه يريد لك الأفضل ، وأنه ما وضعك في اختبار كهذا إلا لأنه واثق من قدرتك على النجاح فيه وتجاوزه والصعود لمرتبة أعلى وأقرب إليه . التعدد ليس ظلما للزوجة ، فربك لا يظلم أحد ، بل الخلق هم من يظلمون ، آمني وسلمي وثقي بأن ربك يريد لك العزة والكرامة والتقدير ، وأن هذا الدين هو الذي أعاد للمرأة حقها ، وهويتها ، ومكانتها ، لكن الخلق هم من يريدون أن يعيدوها للجاهلية بظلمهم وتخبطهم .
إنتي إنسانة معززة ومشرفة من الله ، لا ينقص من قدرك زوجة أخرى ولا غيرها . لكن إنما هي الدنيا دار الاختبارات والامتحانات ، كل منا ممتحن يا حبيبة ، كل منا ممتحن ، العبرة هي فيمن صبر وآمن وسلم ، وبالنهاية ماسميت الدنيا بدنيا إلا لأنها هكذا ، اطلبي ما عند الله ، فلا راحة ولا هناء لمؤمن في هذه الدنيا . وبالعكس افرحي بالابتلاء ، لو رزقت بكل ماتحبين لازم تخافي لأن هذا حال من يمهلهم الله ويغدق عليهم بالنعم فيأتوا يوم القيامة صفراً ، قد قدمت لهم حسناتهم ولم يبق لهم سوى السيئات .
فالصبر الصبر أخية ،،
أسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه