?قصة أحلام?
?الجزئ الاول?
كانت أحلام تعد ساعات العمل في ذلك اليوم بفارغ الصبر حتي تعود الي البيت سريعا ..كانت في غاية السعادة عندما اخبرتها زوجة خالها انها ستاخذها معها
لتنظيف فيلا نعمان بك...كانت احلام منذ طفولتها تحب هذه الفيلا هى وباقي اطفال القرية...وكان حلم حياتهم اللعب في حديقتها الضخمة....ولكن هذا الحلم
لم يتحقق قط الا لاحلام....عندما اختار نعمان بك خالها ليعمل غفيرا للفيلا بعد موت الغفير السابق...لذلك استطاعت اللعب في حديقة الفيلا الرائعة...وليس هذا فقط
بل والدخول اليها ورؤيتها من الداخل ايضا...عندما تقوم بتنظيفها مع زوجة خالها..... كان الاطفال يحسدون احلام ويطلبون منها ان تصف لهم الفيلا من الداخل
ويستمعون اليها في شغف شديد...
ابتسمت احلام وهي تتذكر ايام الطفولة الجميلة وهي في طريقها للمنزل...وما ان وصلت حتي استعجلت درية زوجهة خالها في الذهاب للفيلا....قالت درية: ولكنك لم تتناولي غدائك بعد
قالت احلام وهي تتابط ذراع درية: فيما بعد...فيما بعد....هيا ورائنا عمل كثير.....فنعمان بك سيصل غدا صباحا...والساعة الان تجاوزت الثالثة...ليس لدينا وقت..
كان نعمان بك يقيم في القاهرة هو وحفيديه جاسر ومهاب....انتقل للعيش معهما بعد وفاة والديهما في حادث سير.....حدث هذا منذ عشرون عاما...لم يدخر نعمان بك جهدا في تربية حفيديه
وتعليمهما...حتي اصبح جاسر من اصغر وازكي رجال الاعمال....قام بادارة شركات والده وفي وقت قصير صنع اسما لامعا في عالم رجال الاعمال.....اما مهاب...فقد درس الطب في
الولايات المتحده وعاد للتو بعد حصوله علي الماجيستير ...كان نعمان بك يحن للقرية كثيرا التي فارقها رغما عنه لرعاية حفيديه...وكان يزور القريه كل عام في اجازه اخر العام....كان يحب ان
يعرف الاحفاد اصلهم وارضهم....وكان اهل القريه ينتظرون قدوم نعمان بك فقد كان كريما سخيا مع ابناء القرية....بني لهم مدرسة ومسجد ومستشفي وكان يقيم موائد للفقراء في شهر رمضان
ويصرف شهريات للارامل والمحتاجين...ونجح نعمان بك في ربط احفاده بالقرية فما ان عاد مهاب من امريكا حتي اصر علي زيارة مستشفي القرية وتطويرها....كانت هذه هي المستشفي الوحيده
بالقريه واراد مهاب ان يطورها لتستطيع خدمة جميع ابناء القرية
وكانت احلام تعمل ممرضه بهذه المستشفي ...كانت قد اكتفت بالاعدادية ثم تدربت علي التمريض لتعمل بالمستشفي..وذلك بعد انتقالها لبيت خالها بعد وفاة والدتها وهي في السادسة عشر
اما الدها فلم تعرف عنه شئ منذ طلق والدتها...وكان خالها وزوجته قد حرما من الانجاب لذلك فرحا كثيرا لانتقالها للعيش معهما
كانت احلام تعمل بهمة ونشاط في تنظيف الفيلا....قامت بتقسيم الفيلا عليها وعلي درية واختارت احلام الدور العلوي الذي تقع فيه غرف النوم...واخيرا وصلت احلام لغايتها....
غرفة جاسر ما ان دخلت احلام الغرفة حتي تسمرت امام صورة جاسر...ودق قلبها بقوة