من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك
آشتركي معنا الآن !بانتظارك.
سبحان الله
والله شعرت بحب نحو صغيرك وانا اقرأ كلامك
نقلتي الحب الينا فأحببناه
الله يجعله من عباده الصالحين والسعداء في الدارين وكل ابناء المسلمين
( 8 )......
قال الطبيب.... بالنسبه لليدين... سنجرب العلاج الطبيعي مع مواعيد المتابعه لنرى ونحكم... هل هناك تطور ام لا....
وإن لم نلقى أي تجاوب... ستكون العمليات الجراحيه آخر الحلول.....
أما الأقدام فسيوضع عليها الجبس وسيتم تغييره كل أسبوع وفي كل مره سنحاول تغيير اتجاه القدم بواسطه الجبس إلى ان تعود في اتجاهها الطبيعي....
فقد كانت أقدامه متجهه إلى اليمين بدلا من اتجاهها إلى الأمام..... كما الأشخاص الطبيعيين..
سألنا الطبيب إن كان سيعود طبيعيا بعد ذلك.... قال لاأعلم...... لاأستطيع أن أقدم لكم إجابه أكيده....
قلت في نفسي ومن سيعلم إذن... إن كنت أنت الطبيب لاتستطيع تقديم إجابه دقيقه لنا.....!!!
مالذي كان سيخسره..... لو أنه أعطانا قليلا من الأمل!!
توجهنا إلى الغرفه المخصصه للجبس.... كان ممرا طويلا...... نظرت حولي فرأيت الكثير ممن يضعون الجبس على أيديهم أو أقدامهم.... كان عددا لابأس به.... قلت في نفسي... كل هؤلاء الأشخاص مصابين بالكسور!!!!!
وكلما سرت أكثر في الممر ازداد ظهور أعداد الأشخاص المصابين بالكسور......
حتى تخيلت أنه لم يبقى من سكان هذه المنطقه أحد صحيح!..
ووصلنا إلى الغرفه.... طلبت مني الممرضه وضعه على سرير الفحص... كان عمره أسبوعا واحداا.....
وبينما كانت الممرضه تضع الجبس لصغيري وسط بكاءه...... لاحظت بأن امرأه هناك كأنما تراقبني.......
التفت ورائي لأراها تنظر لنااااا بصمت وبتفكير عميق.....
اقتربت مني تلك المرأه أكثر لتشير إلى الجبس في أقدام الصغير وتقول بأسى لماذا الجبس؟؟؟؟!...
لم يكن بكاء صغيري يسمح لي بالرد عليها أو الإلتفات لها....
فقد كان عقلي مشوشا... التفت لآرى صغيري متناسيه أن تلك المرأه كانت تحدثني من الأساس....!
لكن ذلك الموقف.... بقي في ذهني... قلت لأبنه خالتي عن ماحدث.... فضحكت وقالت.... لعلها كانت تظن أنك من آذيت الصغير..!!!
او أنك قمت بتعنيفه حتى أصيب بكسر ما...
نظرت لها متفاجأه... ماذا كيف تفكر بهذا التفكير.... وهل هناك أشخاص يفكرون في أذيه من هم في هذا العمر!...
قالت ابنه خالتي... نعم.. النساء اللاتي لديهن اكتئاب مابعد الولاده.. قد تصل بهم الأذيه لهذا الحد... وهناك قصص أحيانا نسمعها... عن هذا الموضوع.....
نظرت لأبنه خالتي بذهول.... لأتساءل... هل الأمر خطر لهذا الحد!!!!
في اليوم التالي ذهبنا إلى مشفى آخر....
إلى قسم العلاج الطبيعي....
التقينا بالدكتوره المسؤوله عنه في أول جلسه... كانت نفسها تلك الدكتوره المسؤوله عنه في الحضانه.....
تلك التي شعر قلبي اتجاهها بارتياح كبير... شكلها يذكرني بشخصيه ظريفه لطيفه في حياتي....
أخبرتنا ان الموعد الأَول سيكون عباره عن تقييم لحالته...... ثم بعدها ستقرر مالذي سيحتاجه من علاج...
وضع على سرير الفحص مجددا... بدأت تلك الطبيبه بفحص يديه وأقدامه... وقامت بتسجيل المعلومات الدقيقه عنه....
تنهدت تلك الطبيبه بيأس....
وبسلبيه كبيره قالت..... لاأظن أن العلاج الطبيعي سينفع معه أو أنه سيقدم أي نتيجه... لكننا سنجرب على كل حال...
وبيأس أكبر قالت : لعله يفيد...
نظرت إليها كان وجهها سلبيا.. مكفهرا.. اسودا... شعرت بأن اليأس التي كانت تشعر به قد انتقل إلي....
لم يكن لدينا انا وزوجي أي رده فعل سوى الصمت... وترقب الأحداث.. وإنتظار الأيام...
لانعلم كيف سيكون المستقبل..... ومالذي سيحدث في الغد... وكيف ستكون الأمور... وكيف ستصبح حياتنا مع هذا الصغير بعد عام على الأقل....!!
المستقبل!!! ياللغرابه... منذ متى بدأت أفكر بالمستقبل... طوال حياتي كنت أفكر باللحظه الحاليه فقط... والآن......
لكن التفكير في المستقبل....
لم يكن يخطر في عقلي أبداااا....
ولم أكن في حياتي أفكر بهذه الكلمه.....
في حياتي التي عشتها... طوال حياتي عندما أرى أشخاص معاقين... أو أشخاص من هذا النوع....
أفكر..... كيف تقبل أهاليهم فكره إعاقتهم... وأنهم لن يكونوا كالأشخاص الطبيعيين...
ولن يعيشو حياه طبيعيه..... ولن يتزوجو... ولن ينجبو الأطفال... ستبقى نظرات الحسره تملأ قلوبهم وهم يرون غيرهم من الأطفال... كيف يستمتعون بالحياه.. بل سيرون كل الأطفال قادرين... على المشي.. والتحرك... والقيام بأبسط احتياجاتهم... بمفردهم.. دون مساعده أحد...
بينما هم عاجزون.....
عندما أرى صورا للمعاقين....
أشعر بأن هذه الفئه من الناس غير موجوده في حياتنا الحقيقيه... بل هم موجودين في الصور فحسب... اذ ان عقلي لايكاد يستوعب هذه الحقيقه... حقيقه ان هناك أشخاص من هذا النوع!!!!!
كنت أقول في نفسي في الماضي .. لو أصبح لي ابن معاق.... في عالم الخيال طبعا اذ لايمكن ان يحدث ذلك...... ذلك بعيد جدا عني انا... في عالم الخيال.... لو كان لي ابن معاق... هل كنت سأتقبله... هل سأكن له مشاعر الحب دائما... هل سأبقى إلى جانبه وأقول له بأني سأبقى أحبه مهما حدث... وأنه سيستطيع ان يعيش حياه طبيعيه كما يفعل كل شخص يمتلك ابن معاق.....
أتساءل مره أخرى..
كيف أمكن أهاليهم من الصبر على كل ذلك..
وعلى السيطره على مشاعرهم.... وعلى تقبل هذه الصدمه.... ثم محاوله تكريس حياتهم لخدمه هذا المعاق...... لم أكن أتخيل ولاواحد بالمئه ولاحتى في عالم الخيال... بأنني سأكون واحده منهم....
هل هو معاق لاأعلم.... هل هو شخص طبيعي لاأعلم.... لكن كل ماأعلمه بأن كل مشاعر الحزن واليأس والإحباط أجدها مجتمعه في قلبي....
أريد أن أنعزل عن العالم....
أريد أن أبتعد إلى أبعد مكان لايراني فيه أحد....
أريد أن أبكي لأفرغ مافي داخلي فلم أعد قادره على التواصل مع أحد....... ولا الإستماع إلى أي أحد.......
أريد أن ألملم الشتات والفوضى التي في عقلي....
أريد أن أستوعب كل مايحدث.... اريد أن أصدق أنني في عالم الواقع فعلا وأن كل مايحدث هو أمر حقيقي......!
في إحدى الزيارات جاءتني خالتي..... كانت عائده للتو من سفرها..... وقبل أن تنام أو ترتاح من تعب السفر....... أتت لزيارتي فورا متلهفه لرؤيتي ولرؤيه الصغير.... هذا الصغير الذي قلب حياتي رأسا على عقب كما يقولون.....
أتذكر ذلك الموقف جيدااااا...
حينما كانت خالتي تلاعب الصغير.....
قالت لي أن الله أحيانا يبتلي الإنسان ليجعله يرى الأشخاص الذين يعانون في الحياه.... ويجعله يدرك حجم النعم والرفاهيه التي كان يتمتع بها مقارنه بغيره... وليتذكر تلك النعم التي وهبه الله إياها غير أنه كان غافلا عنها.. معتادا عليها.....
أستمعت لكلامها في صمت..... لكن في عقلي كانت تدور آلاف التساؤلات.... كنت أفكر في كثير من الأشياء... في الكثير الكثير.....
كلما زارني أحد ما في فتره النفاس....
كان يعطيني الكثير من النصائح... والكثير من الكلام والقصص التي تجعل الإنسان يتفاءل في الحياه......
كانت أم زوجي تلح بشده وتقول : لما لاتبدأين في قراءه سوره البقره..... أو مارأيك في الإستغفار بشكل يومي لتجدي نتيجه حول صغيرك......
او هل لك أن تدعي له بشكل يومي فدعاء الأم مستجاب.... لما لاتجربين؟!!
كانت تلح على ذلك في كل مره تراني فيها......
غير إني كنت أشعر باستياء كبير... وحزن عميق... وتعب جسدي شديد.... ولازلت أشعر بالتعب فلا زلت في أول اسبوعين من النفاس.... كنت أشعر بآلام تشبه التقلصات وبخمول شديد.....
هذا بالاضافه إلى مواعيد المشفى التي اذهب اليها في كل صباح.....
لم يسنح لي الوقت لأختلي بنفسي... ولألملم أفكاري..... وأستوعب مشاعري جيدااااا....
أكاد أعجز عن العمل... وعن التحرك وعن فعل أي شيء... أشعر بالعجز وعدم القدره على ان اخطو أي خطوه للأمام.....
يجب أن أتخلص من مشاعري.... وأتأمل كل مايحدث وأجيب عن التساؤلات التي في عقلي....
أحتاج إلى أن أمضي وقتا طويلا بمفردي....
لأستعيد قوتي... أشعر بالضعف... أنا فعلا احتاج لذلك.....
كانت أم زوجي تصر على أن افعل شيئا ما...
وان أتحرك الآن.... غير انها لم تجد اي رده فعل مني.......
كانت خالتي الأخرى تقول لي : يجب أن لايفقد الإنسان الأمل في حياته....
كانت تخبرني عن قصص بعض من أصيبو بأمراض مستعصيه وصعبه ثم بقدره الله تم شفاؤهم من هذا المرض......
كنت أفكر في داخلي...
هل تحاول خالتي مواساتي..؟! هل تحاول خداعي..؟!
ليس خداعا ..لكن لابد من المواساة شد الأزر
واهم من ذلك كله التاكيد على حسن الظن بالله ويا حظ من وحد بجانبه في تلك الظروف من يذكره بالله تعالى.
نحن جميعا تقرييا نختاج للنظر لقلوبنا وعقولنا من جديد لنعلم كيف ننظر للحياة. وما مفهومنا لرحلتها وما مفهوم الابتلاء
لابد ان نفهم.ان الابتلاء جاء بقدر ولحكمة والصبر بالتصبر وبالدعاء والتحمل ليس بايدينا
ثم الامل الحياة على امل الشفاء لها مذاق اخر وتبث قوة في النفس
ثم العلم بحقيقة الدنيا وزوالها
هذه نقاط لابد ان نسعى اليها ونجاهد انفسنا
رحمة الله سابقة ولكن القلوب تحتا ان تزال عنها غشاوات وغشاوات حتى تبصر النور
استوقفني كلام قريبتك عن ان الله يبتلي الناس ليجعله يدرك حجم النعم والرفاهية التي كان يتمتع بها مقارنة بغيره
وجدت اني اقرأ كلامها وفي اعماقي معارضة نسيبة له .. نعلم جميعا ان الله اذا أحب عبدا ابتلاه .. ورغم الابتلاء ورغم عظم بعض الابتلاءات وحجمها الا ان الله سبحانه و تعالى قال في كتابه العزيز : ( ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ) لم يقل سبحانه و تعالى ان قبل العسر يسرا .. ولم يقل عز وجل ان بعد العسر يسرا .. لكنه أكد وأعاد ان العسر يكون معه يسر..
رغم الابتلاءات وما اكثر الناس المبتلين .. بل اننا لا نكاد نرى شخصا دون ابتلاء .. رغم الابتلاءات ورغم حجمها وثقلها الا ان الله الكريم الرزاق الوهاب يمتعنا بنعم أخرى .. نعم جزيلة عظيمة .. كلنا مبتلون رغم درجات الابتلاء وكلنا نرفل في نعم الله عز وجل التي لا تعد ولا تحصى
الله يبتلي العبد ليرفعه درجات .. الله الرحيم الذي هو ارحم بعباده من الام على وليدها يبتلينا ويعطينا القوة والاستطاعة و النعم و البركة لتخطي ابتلاءاتنا .. يعطينا نعما جزيلة عظيمة تجعل من الابتلاء يبدو هينا امام الكم الهائل من النعم .. حتى صغيرك صديقتي .. حتى صغيرك يرفل بفضل الله في نعم جزيلة .. والدين واخوة وعائلة وصحة وعافية في جوانب اخرى .. الحمد لله ليس اعمى ليس اصما لا يعاني أمراض نادرة .. دوما أتأمل رحمة الله بنا كيف ينجينا من أكثر الامراض صعوبة وخطورة .. قد يبتلي بعضنا وفي المقابل يهدينا الكثييير الكثيييييير من النعم الضرورية و المهمة التي ان فقدنا أحدها لكانت الحياة بابتلااءاتها اكثر صعوبة وعسر
العلاج يبدو مؤلمًا جدًا ، أشبه بجلسات تعذيب ، لا بدّ أنّ هذا صعب جدًا عليك ، أسأل الله أن يثبت قلبك حبيبتي ويعينك ، استعيني بالله دائمًا ولا تعجزي .الصّدمة الأولى لربما لازلت تعانين منها ، كما تهتمين بصغيرك اهتمي بنفسك أيضًا ، الحمد لله أجد أن لديك من يساعدك فعلًا.
لما أقرأ لك عن فورة مشاعرك و لقاءك الأول بطفلك الأول وصغيرك أفكر يااااه ، هذه هي الأمومة إذن. لم أسمع أبدًا من تحكي عن هكذا لحظات. شكرًا ،، شكرًا لك ، أشعر بأنني فعلًا عشت هذه اللحظات الجميلة معك.
لربما العائلة تعبر عن حبها وقلقها لكن أجد ردود أفعالهم مبالغ فيها ، لكن الحمدلله الوضع لم يتجاوز المعقول. ولدت لنا بنت بحالة خاصة قبل سنوات ، وصلت الدرجة إلى البكاء والدراما ونشر الأقاويل ، صحيح الأمر كان صادمًا جدًا ، و لم نرى أو نسمع بحالتها قط فقد ولدت بفم وأنف متصل ، وعين واحدة لكن أصابني الغيظ جدًا من هؤلاء ، لو انهاروا ماذا ستفعل الأم إذن ؟! وأيضًا صدمة البعض ووصفهم جعلني أتخيل وحشًا. لما رحت المشفى وجدت ملاكًا صغيرًا ، وصلت متأخرة وماتت قبل أن أراها . كانت أول مرة أشوف جثة لكن الهدوء والسكينة التي تغطي ملامحها ورائحة حديثي الولادة المحببة جعلتني للآن أراها بصورة جميلة لا تُنسى ، والأم كانت أكثرنا تجلدا وصبرا بحمد الله ، وهي التي تحاضر لنا ، طبعا قريبتي حالة خاصةً ، الحمدلله منّ الله عليها بالكثير من الإيمان والتعلق بالله ومن أهل الخير.
أحببت جدًا ردة فعلك بعدم تهويل الأمر ، وعدم استباق الأحداث ، أراك أيضًا كنت أكثر العائلة تجلداً . صغيرك ليس مريضًا لكن مختلف فقط . لا أقلل أبدًا من صدمتك ولا المعاناة حبيبتي لكن إن شاء الله كل شئ سيكون بخير ، والخير هو في اختيار الله كما تقولين دائما. سواء استجاب للعلاج أم لا ، ستجدين عونًا من الله ، فمع كل عسر يسر ، ستجدين نظام حياة جديد ، مختلف ، وستعادين عليه.
أنا كنت أعمل في رعاية مراهقة لسنتين تقريبًا ، بدايةً كنت أشعر بالدّوار لما أراقب الأم ، وجدولها اليومي الطويل الذي لا ينتهي ، مع بنتين باحتياجات خاصة ، وصغير لم يبلغ الثلاث سنوات ، واثنين آخرين ، وزوج ، وفوقها كانت طموحة وتدرس وعندها بيزنس ، خخخخ . البنات كانوا يمرضون كثيرا ومواعيد لا نهاية لها ، وأحيانًا لازمهم عمليات يقعدوا شهر بالمشفى وتقريبًا سنة ليتعافوا تمامًا بحكم جسمهم ضعيف. كنت أشعر بالشفقة نحوها بداية لكن مع مرور الوقت رأيت كم تعودت على نظام حياتها ، دائما جاهزة للذهاب للمشفى ، مستعدة لأي طوارئ . صرت أحترمها جدًا وكلما تعبت من مطاردة أحلامي أنظر إليها ليتجدد عزمي. أحيانًا الحياة لا تمنحنا الكثير من الخيارات لكن مع الوقت نتعود ويصبح أسهل وأسهل بعون الله.
أنت أيضًا لا تستلمي أبدًا ، رغم الظروف الصّعبة ، والتي تختلف تماما عن تصوراتك ، أكملي الطريق نحو هدفك ، امنحي صغيرك الاهتمام ، الرّعاية ، وكل ما يلزم ليصبح إنسانًا ناجحًا بإذن الله.
الابتلاء له أسباب كثيرة بالطبع ، لكن بالنهاية أظن السبب الأكبر هو أن الدنيا كلها دار ابتلاء واختبار.
عمومًا ،، متابعة لك ، أكملي