الله يحفظ من مر وشجع ودعا ..الغاليات :الماس.جمانة الدر.أمة الله الضعيفة.
_____________________________________________
نكمل:
سبحان الله وبه نستعين واللهم أرحم والدينا وجميع المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
في المنزل لولو وزوجها وأبنها شاكر ..وأخو زوجها الرجل التقي
العفيف الطيب وأبنته منيرة من زوجته الأولى رحمها الله ..أي منيرة في بيت عمها ومع بنت خالتها وزوجة عمها ..وعمر منيرة 10سنوات ولكنها فتاة ذكية وهادية مثل بنت خالتها لولو .
وكانت لولو سعيدة جداً بوجود منيرة فهي تساعده وتحمل شاكر وتحكي معها وكانت منيرة تتصرف بعقل كبير وعاطفة الصغير
...
وفي مرة دخل زوج لولو وقال لها :لولو أبشرك خالك عبدالله وصل !!
فرحت لولو وقالت: ياااااه الله يحيه ريحة الوالدة عساه جاب منها خط (رسالة)..وأسرعت وسلمت عليه وقبلت رأسه كان رجل محبوب وخفيف الظل ودائماً مبتسم ويشعر كل من يتكلم معه أنه يحبه ويقدره لوحده ..ورغم أن لولو قد شكت لها والدتها من زوجة خالها عندما رجعت بعد طلاقها من والد لولو ..وكيف كانت تعاملها
وكان الخال الطيب مرة يكون مع زوجته حتى يسلم من لسانها ومرات يكون مع أخته المكسورة الخاطر ..والحمدلله ربي جبر خاطرها ..وتزوجة من رجل تقي نقي مقتدر أكرمها وعرف لها مكانتها ..
سولفت مع خالها وسألته عن والدتها وعن أخبارها وأخبارزوجته وأولاده ..الحمدلله كلهم بخير ..
بعد تقديم واجب الضيافة للخال الغالي ..لفت إنتباهها كثرت جلوس
الخال مع زوجها وأخوه وكثرت التمتمة بينهم وهي ماتدري وش عندهم ...وكلما أقبلت بالقهوة سكتوا !!
صبرت وصبرت ..وبعدها قالت لزوجها :
وش عند خالي طول الجلسة ماهي عادته ..(خافت تقول وش تقولون)
قال :هذا خالك يخطب بنت أخته منيرة لواحد من معارفه !!
قالت لولو: يووووووه منيرة صغيرة توها !!!!!
قال:ايه هي صغيرة والعريس مطلق مرتين !!
تغير وجه لولو وقالت:ياربييييه كبير ومطلق ويأخذ هاالطفلة الطيبة اليتيمة!!!
قال:يابنت الحلال هذا رجل طيب وماشاء الله في قصر هو ووالده
ووالدته وأخوانه المتزوجين وسبب طلاقه من الحرمتين أنهما ماعرفن طبيعة البيت ونظامه وأن الكلمة لأمه هي المدبرة ..
قالت لولو:وشلون يعني بتنظلم هالبنية في هاالبيت الكبير ..
قال:لا ترى حنا كنا نتكلم مع خالك عن كل شيء وترى هو حريص على بنت أخته ويقول متأكد أنها بتصير مبسوطة وبتصير أمه أمها
ترى منيرة عاقلة وذكية وبتسلك معهم(تنسجم)..
صمتت لولو وصارت تفكر ..
ودها منيرة تكون سعيدة ومبسوطة ولكنها صغيرة وبعد هي موسعة
صدرها ومسليتها ..ورفعت لولو يدينها ودعت لمنيرة
وقالت :يارب أنك توفقها وتسبب لها أسباب الخير ..
وافق والد منيرة وقال الله يحيه يجي متى ماوده ويجيب معه
جهازه(المهر) ودنا نخلص الموضوع لأني ودي أسافر أجيب
زوجتي وولدي أحمد وعبدالرحمن ..
وجاء العريس ومعه دبش العروسه في حقيبة كبيرة ..وكتبوا العقد
(أشوى ماكان فيه حقوق إنسان)
وقال العريس :بعد شهر آتي وأهلي ونعرس ونأخذ العروس!!!!
مضى أسبوع والحقيبة مقفلة والرجال صامتون !!!!
ومنيرة علمتها زوجة عمها لولو وقالت لها :يقولون أنه رجال طيب
وأهله طيبين وعندهم زوجات أخوانه كلهن طيبات وبيصيرن لك
مثل خواتك ..
منيرة صامته ..وليس عندها أي كلام هي تعرف خالها الطيب
ووالدها التقي الذي يخاف الله ..وعمها الذي يحبها ..إذن لن يختاروا لها إلا ماكان في مصلحتها ..
وفي يوم جاءت لولو لزوجها وقالت : وش عندكم أفتحوا الشنطة
نشوف وش فيها ونكمل الناقص ..
ذهب زوجها وقال للخال ولأخوه ماقالته لولو !!!!
قال الخال :أيه ايه قل للولو ترى البنية يتيمة ولا ينقص من جهازها شيء !!!!
قالت لولو :وشو ياخالي ترى أنا طالعتن من بيت كرم وخير وابوي وامي معلميني المحافظة على الأمانة ...والله لو أدري أن أهل المعرس مايشرهون علي (يلوموني) كان تركت كل شيء على ماهو عليه ..
تحسف الخال.(تندم) وقال :يابنيت أختي سامحيني تراه حرص مني ..
وأعطاها المفتاح وفتحت الشنطة ..
ياااااه ماشاء الله فيها ملابس فاخرة وذهب وخواتم وعبايات (هذه هي المتبع في ذلك الوقت)
ولكن الملابس كبيرة وطويلة والخواتم واسعة على أصابع منيرة
وحتى الأساور !!!!
قالت لولو: لزوجها
قل لخوك ولخالي ترى بأطلب من جارتنا أم سليمان تجيب مكينتها
وتقصقص الملابس على مقاس منيرة وعلى نظر منيرة ..
وافقوا ..
وجاءت أم سليمان ومعها مكينة الخياطة وصارت تقيس على منيرة
وتقص من الطول ومن العرض ومن الأكمام وتخيط على المكينة
حتى أنتهت ..
والذهب قالت لولو:يامنيرة بعدين لمنك رحتي عندهم هم يصلحون
لك مقاس الخواتم والأساور ..
وقبل نهاية الشهر جاء العريس ومعه أهله وصار العرس
وعندما عرفت منيرة أنها ستغادر بيت عمها وأسرتها إلى أسرة لاتعرف عنها شيء ..صارت تبكي وتبكي ..ولكنه البكاء الذي يدل
على العقل والهدوء فهي مسلمة أمرها لله ..
وفي ليلة الدخلة وهم قد أخبروا العريس عن عمرها ..
عندما دخل عليها الغرفة وجلس بعد السلام وشاهدته ماشاء الله
طويل ومهاب ونظراته قوية خافت وصارت تردد ..
لا لا ماأبي العرس ..وتبكي ..وكانت تنظر في يديها وقد لبست الخواتم الواسعة والأساور وكانت تحركها وتبكي (هي تذكرذلك فيمابعد)
تركها العريس وتظاهر بالنوم حتى تهدأ وتنام ..لان عندهم سفر بعد الظهر لديرتهم ....
غلبها النعاس ونامت ..
وفي الصباح جاءت (الربعية)وهي المرأة التي تكون مع العروس
تهيء لها طعامها وملابسها في أسبوع العرس ..
خذت العروس وغيرت لها ثوبها بثوب ثاني وجهزت حقيبتها
مع لولو ..وجهزت لها الاكل الخاص بالعروس ..وألقت عليها النصائح التي تقولها لكل عروس ..حافظتها ..وحتى يسمع العريس
ويعطيها بعض النقود ...
بعد الظهر سافرت البنية مع عريسها وأهله ..ومن فضل الله عليها وجدت زوجة الأخ الكبير مثل الأم الحنون طيبة جداً في بداية الامر نومتها معها حتى تستأنس بهم ..ثم كم ليلة تنام في غرفة الأم
وكانت رغم أنها صارمة وجادة ولكنها طيبة وحنونه ..وماكانت تظن أن العروس بهذا الحجم والصغر ..حتى الصدر ماظهر لها ..
وبدأت منيرة تنسجم مع العائلة الكبيرة والكل يدللها ويعطف عليها
وكان أصعب شيء عليها عندما يقولون لها روحي نامي في غرفتك تجيها نفاظة من الروعة ..ولكن كلام خالتها أم زوجها وتطمينها لها تجعلها تذهب للغرفة وهي مطاطئة الرأس ..وكان العريس فقط يريدها أن تتعود عليه ..وكانت حسب ماتروي هي ..أنها تنام
في طرف الغرفة القصي وعندما تستيقظ تجد نفسها في الفراش والعريس قد خرج من الغرفة ..يعني مسكينه يغلبها النوم مثل الأطفال ولا تشعربه وهويحملها ويضعها في الفراش ..
نعود للولو ولدها المتعب وحملها وسافر أخو زوجها ليحضر
زوجته ...ولكنه مرض في الرياض وتوفي رحمه الله ..وحزنت عليه لولو وزوجها لأنه كان تقي وكثير لقراءة القرآن في المنزل
وأكثر جلوسه رحمه الله في المسجد كان إمام لهذه البلدة ومعلم لأبنائها في المسجد القرآن والأحاديث والفقه وكان رحمه الله محبوب عند الجميع ..حتى أنه كان يروي رحمه الله أنه كان في البيت لوحده وكان متعود على صلاة الليل (يتهجد )
وكان في تلك الليلة متعب ولم يستيقظ وإذا بأهل الأرض كما يسمونهم (بسم الله الرحمن الرحيم )أحدهم يربت على ظهره ويقول
قم صل قم صل قم صل..وقام ولم يجد أحد وقال جزاكم الله خير
(ماشاءالله على ثباته وعقله)والله يرحمه ويجمعنا به ووالدينا وأحبابنا في جنات النعيم .اللهم آمين .
صارت لولو وزوجها وأبنها لوحدهم ولكنها صارت منسجمة مع الجيران تزورهم ويزورونها رغم أنها لم تتغير في خجلها وهدوئها ولكنها صارت تتكلم بالمفيد وتشارك في الكلام ..
وجاء رمضان الثالث لها في هذه البلدة وقد كانت تزورها إمرأة مسنة طيبة من قبائل الطائف العريقة ..وكانت تقدم لها النصائح في
الأكل وكيف تعتني بطفلها القادم وتعتني بنفسها ..
قالت لها لولو :ياخاله أنا ماعندي أحد تجيني تساعديني عند ولادتي
؟!!
قالت المسنة :اي بله (نعم)من عيوني !!
أطمئنت لولو لانها تحب المسنة وأسمها صفية وترتاح لكلامها وطيبتها وحرصها عليها ..
الناس بعد وفاة عم شاكر الذي كان إمام للمسجد أختاروا أخوه ليكون إمام للمسجد وصار يعمل مثل أخوه يحدثهم ويعلم أولادهم
وحتى كبارهم وأحياناً يفتيهم من الكتب التي عنده صرفتها لهم إدارة المساجد ..
وفي نهاية رمضان وبعد أن أفطرت مع زوجها وأستعدت للصلاة
شعرت ان الألم يشتد وكان قد بدأ من يومين ولكنها تتصبر حتى تاتي ساعة الصفر ..
ولم تعد تتحمل وطلبت من زوجها أن يحضر الخاله صفية بسرعة ..
نكمل فيمابعد ..
الله يسعدكن ويرزق كل واحدة ماتتمنى أدعو لوالدتي ولوالدي بالرحمة والجنة ..ولكن مثل ذلك ..