إن سيادة فكرة الزواج المبكر، ستعالج الكثير من ظواهر المجتمع الشاذة منها:
1- لن نرى الكثير من الفتيات يتلفتن بجوع وتطرف في الأسواق، لأن معظمهن حصلن على الإشباع عبر الزواج، حتى في حالة أن زواجها يعاني من بعض المشاكل، إلا أنها ستنشغل بعلاج مشاكلها الزوجية بدلا من إفساد حياتها عبر علاقات محرمة، ( أي ستختفي ظاهرة الفتيات المتحرشات). كما ستنخفض ظاهرة الشباب المتحرشون.
2- الفتاة التي لديها أمل بالزواج المبكر، ستصبح أكثر نضجا، ولن نجد ظاهرة الشذوذ الجنسي بين البنات، في المدرسة بهذه الكثافة التي تنتشر بها اليوم، إذ أنه سيتم توجيه مشاعرها المتدفقة في هذه السن والتي توجهها بلا وعي منها إلى فتاة مثلها اثر الكبت الذي تعانيه نتيجة عدم توفر شاب في محيطها تبثه تلك المشاعر،
الزواج المبكر، سيقدم لها فرصة إفراغ تلك المشاعر في رجل يناسبها.
3- الفتاة في سن المراهقة بالذات تتمتع بجاذبية عاطفية وجنسية أعلى من الفتاة بعد سن الخامسة والعشرين ( التي صارعت فطرتها وكبتتها لتمضي في دراستها بسلام) ، إن هرمونات المراهقة المتدفقة في هذه السن تشحنها وتجعلها أكثر جذبا للرجل، فزواجه منها في هذه العمر يجعلها تسجل في ذاكرته أيام حب جميلة، وتسيطر على لبه، بينما زواج الفتاة بعد الخامسة والعشرين حيث تكون ناضجة بتحفظ ، يجعل زواجها أقل وهجا، أو أشبه بعقد صفقة اجتماعية، واعتقد أننا في غنى عن ذكر مظاهر هذه الظاهرة والمنتشرة بكثرة، ( وبنظرة سريعة تتذكرين كيف يتأمل الرجل فتاة مراهقة، ....... يتأملها بحسرة، فكل رجل وبالفطرة يرغب في الزواج من فتاة غضة طرية، يلعب معها وينموا معها، فإن أصبحا في الثلاثين، لن يشعر بالحسرة عندما يرى فتاة مراهقة أخرى، لأنه سبق أن اختبر تلك المرحلة وعاشها بكل تفاصيلها، وزوجته التي باتت في الثلاثين لا زالت شهية، لأنها تزوجت مبكرا وحافظت على خصوبتها بالصقل والتجربة...!!!)
4- كذلك فسن المراهقة يثير في الإنسان الكثير من التغيرات الهرمونية والجينية أيضا، أي انه في هذه السن بالذات تكون هناك فرصة كبيرة لتطويع كلا منا الأخر، فزواج الفتاة من شاب في هذه السن، يعني قدرتها على تغييره وقدرته على تغييرها متوفرة بشكل أكبر، مما يولد الانسجام السريع، فمثلا بعد الخامسة والعشرين يصبح كل من الشاب والفتاة قد وصلوا تقريبا إلى تشكيل الملامح الأخيرة لشخصياتهم، مما يولد الكثير من المشاكل والنزاعات والصراعات للزواج في هذه السن حول من يتنازل عن قناعاته لأجل من، ويصعب غالبا السير بتناغم مع الأخر.
5- سنقلص من ظاهرة العشيقات، فنسبة كبيرة من عشيقات الأزواج هن في الأصل عشيقات قدامى، أي تعرف إليهن قبل الزواج، بسبب اضطرار إلى الانتظار طويلا حتى يتزوج قريبته التي عليها أن تنهي جامعتها أولا، في هذه الفترة يميل الشباب المعاصر إلى اقتناء عشيقة تهون عليه صعوبة الانتظار، لكنه يجد نفسه مقيدا إليها حتى بعد الزواج، وليس قادرا على تركها، والسبب هي العلاقة التي نشأت أولا، فالعلاقة الجنسية التي تنشأ بين الرجل والمرأة ليست مجرد فراش، إنها ارتباطات عاطفية وإنسانية عميقة، ( وهذا اشرحه في شوكليت بالتفصيل).
ورغم أن جداتنا وأمهاتنا لم يتعلمن أي شيء من علم الزواج، ولم يكن لديهن هذا الكم الهائل من المعلومات الخاصة بالعلاقة الحميمة، إلا أن حياتهن الزوجية مضت على خير ما يرام، على الأقل أفضل مما نعانيه اليوم من ارتفاع نسبة الطلاق والعشيقات والانفصال وغيره، ..... وذلك لأنهن تزوجن صغيرات،
هذه وجهت نظري التي بنتيتها إثر بحث أجريته استغرق مني العامين، وقد درست من خلاله علم نفس المراهقين، كما تعمقت إلى علم النفس البيولجي الفسيولوجي، وعلم نفس الجنس، وتطوعت شخصيا بدراسة الهرمونات والجينات وطبيعة عملها،
وخلصت إلى أن الفطرة السليمة تتوافق مع الزواج المبكر
وإني أنادي بالزواج المبكر هنا للشاب قبل الفتاة،
أي أن الجمعية تنادي بالزواج المبكر للجنسين،
وعليه فإن كل مراهقة ستكون زوجة لمراهق،
أي أن هذه الحملة لا تشكل خطرا على مصلحة من تأخرن في سن الزواج،
أو المتزوجات
وعلى كل حال، يسعدني أن اتقبل الأراء الأخرى،
سواء كانت توافقني الرأي أو لا توافقني،
بشرط الاعتماد على منهجية علمية أو ثقافية في النقاش،
والبعد كل البعد عن عرض أراء شخصية تعصبية،
لأننا هنا نناقش قضية ونحاول علاج ظواهر اجتماعية،
ولا ندرس حالة بعينها،