سنوضح موضوع الجماع بالدبر ...
المكان الطبيعي للإجابة عن هذا السؤال هو باب الفتوى قبل ان يكون باب الثقافة الجنسية ،
لأن القضية أولاً وأخيراً قضية شرع ودين أمرنا ربنا بالتزامه، وفعل أوامره واجتناب نواهيه،
ولكن دعونا نطرق الأمر من بابين آخرين، من الباب النفسي،
ومن الباب الطبي ومن ثم نتطرق لباب الدين في اخر الموضوع...
أما من الباب النفسي فحتى المراجع الغربية اعتبرت هذا الأمر من الشذوذ في الممارسة إذا كان هو المصدر الرئيسي
للاستمتاع أكثر من الطريقة الطبيعية في الإتيان، ولكن هذه المراجع لم تمانع من وجود هذه الممارسة كسبيل من سبل
الملاعبة والمداعبة، بشرط ألا يكون هو السبيل الأصلي في الإتيان، وما كان هذا إلا بناء على معرفتهم بالآثار النفسية
الضارة لهذا الفعل، من حيث كونه إتيان في مكان الأذى، ونوع من أنواع التحقير للمرأة وازدرائها؛ لأن أصل العلاقة
الجنسية السوية التفاعل بين الزوجين وتبادل الأحاسيس بينهما، واستمتاع كل طرف بالآخر، وإشباعه، أما الإتيان في
الدبر فإن الأمر لا يعدو عن كونه استمتاع للرجل ولا شيء من ذلك بالنسبة للمرأة.
وأما الباب الطبي فقد أثبتت الدراسة المبنية على الواقع أن الإتيان في الدبر يسبب ارتخاء في عضلات الدبر،
وتوسيعاً له، وهذا يؤدي إلى عدم التحكم الكامل بهذا المكان مما يصل إلى خروج النجاسة غير الإرادي،
وما يستتبعه ذلك من قذارات وعدم طهارة، إضافة إلى الأمراض التي تصيب الطرفين والإيدز أشهرها في أيامنا. ان الله
قد خلق المرأة وكيف جسمها وغددها وهرموناتها للجماع الفطري عن طريق المهبل , فإذا بدأت المداعبة بين الزوجين
انفرزت هرمونات من الدماغ لتحرض الغدد الموجودة في جدار المهبل على افراز مادة لزجة ترطب جدر المهبل وتساعد
على ايلاج القضيب والاهم من ذلك انها تهيأ وسطا مناسبا للنطاف لتسير الى داخل جوف الرحم حيث تنتظر البويضة ليتم
الالقاح والتكاثر لبني البشر , فلو وضع المني مثلا بباب المهبل دون وجود هذه المفرزات فإن النطاف لاتستطيع السير
الى داخل الرحم, وهذا بالاضافة الى تأثير الهرمونات على عضلات المهبل لتسمح بإلاج القضيب بسهولة ودون الم وكذلك
وضع الله مناطق للإثاره الجنسية هدفها النهائي الإكثار من هذه الهرمونات حتى تتم العملية الجنسية
(فتبارك الله احسن الخالقين)
اما بالنسبة للشرج(الدبر) فهو نهاية المستقيم الذي يلي القولون الغليظ ( طريق البراز) ولايحوي بجداره اي من هذه الغدد
المرطبة(لذلك يستعمل اللواطين المزلقات الصنعية والكريمات ليستطيعوا القيام باللواطة) وكذلك عدم قدرته على التمدد
بسهولة مثل جدار المهبل, وكذلك والاهم كثرة الجراثيم الموجودة بهذه المنطقة القذرة والتي تنتشر بسببها الامراض
الجنسية المختلفة بين اللواطين(زهري, سيلان, ايدز,,.............
بالاضافة الى التأثير على المصرة الشرجية التي تغلق فوهة الشرج(وهي التي تعطي شعور الضغط على القضيب عند
اللواطة فيشعر باللذة ...) والتي تتمزق وتضعف مع الايام وتكرر اللواطة فتسبب عدم استمساك البراز للملاط به
وتظهر عند الفحص الطبي رخوة وغير فعالة في اغلاق الشرج مسببة هذه الحالة المرضية الصعبة الحل)
وننقل لكم الفتوى الشرعية في حكم هذا الفعل لـ "د. يوسف القرضاوي".
ذهب العلماء إلى تحريم الإتيان في الدبر إذا كان المقصود الجماع في الدبر، أما إذا كان بالاستمتاع دون الجماع فهذا
كما حدث في الحيض، فالله تعالى يقول (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن)
، وجاء الحديث يفسِّر هذا أيضاً أن اصنعوا كل شيء إلا النكاح، كان لليهود أيضاً من طريقتهم أن المرأة إذا حاضت لا
يساكنونها، يعني أن الشخص يذهب بعيداً عنها، ينام في حجرة وهي في حجرة، لا يأكل معها ولا يشرب من مكانها،
وظل هذا عند بعض المسلمين، على خلاف النصارى ليس عندهم أي شيء ممنوع في هذا، فكانوا يجامعونها وهي
حائض، فالإسلام جاء وقال: اترك الجماع في موضع الحيض أي في الفرج، والباقي مسموح به فيما دون ذلك،
فكل شيء بعيداً عن الفرج يستمتع به.
قال بعض الفقهاء أن من حق القاضي إذا عرف أن زوجين يفعلان ذلك أن يطلِّق المرأة من زوجها، إنما ليس بمجرد الإتيان
يتم الطلاق، وعلى المرأة أن ترفض هذا لأن المرأة السوية لا تتلذذ بهذا، قد تتضرر وتتأذى، والقرآن قال عن المحيض
(قل هو أذى) فكيف بالمكان الذي أصله موضع قذارة بطبيعته، وبعض الصحابة ومنهم سيدنا عبدالله بن عمرو – رضي
الله عنه - سماه اللوطية الصغرى لأنه أشبه بعمل قوم لوط، فهو يذكِّر بهذه الفاحشة التي أهلك الله بها قوماً وما خلق
الله المرأة لمثل هذا، فهذا ضد الفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ ولذلك جاء في عدد من الأحاديث وإن كان فيها شيء
من الضعف ولكن يقوي بعضها بعضاً، وبعضها ثابت بأحاديث موقوفة عن ابن عباس وعن ابن عمرو، والأحاديث
الموقوفة في هذا لها حكم الرفع "إن الله لا ينظر إلى من أتى امرأته في دبرها"، "ملعون من أتى امرأته في
دبرها"، "اتق الحيضة والدبر"، وغير ذلك من الأحاديث حول هذا الموضوع كلها تؤكد تحريم هذا الأمر،
فلو أن رجلاً طلب من امرأته هذا يجب عليها أن ترفض وأن تقول له أن هذا لا يجوز، وأن هذا حرام.
وهكذا يتبين بوضوح الضرر المتحقق من هذا الفعل، هذا مع عدم إغفالنا للقيم والثوابت التي يبنى عليها مجتمعنا،
والتي يجب أن ننطلق منها، لأن سؤال "لماذا" إذا طرح بغير قيود أو حدود فلن يستقيم في هذا العالم حجر على حجر،
وبذلك يكون السؤال المطروح ليس "لماذا" ولكن: هل نحن مؤمنون بهذه الثوابت والقيم، ومؤمنون بأوامر ربنا وشرعه،
أم لا ؟