رازيا
~◦ღ( مميزة في قسم الإستشارات الزوجية )ღ◦
- إنضم
- 5 أغسطس 2010
- المشاركات
- 11,180
عظم الله اجرك على هذه المصيبة واقدر لك تماما حجم هذه الغيرة في قلبك، وهذه الغيرة أمر فطري في المرأة لشعورها بأنها تستقل بزوجها، وتستأثر به وحده دون العالمين، فدخول امرأة أخرى على الخط بينكما يعني أخذ حصة من اهتمام الزوج، وكما قلنا بأن الغيرة أمر فطري ومفيد يدفع إلى التنافس على خدمة الزوج وإظهار المحاسن، لكن هذه الغيرة قد تتحول إلى مرض إذا زادت عن حدها، أو وظفت في غير الأمور الإيجابية التي يستفيد منها الزوج، وبالتالي فالمرأة العاقلة هي من تحسن توظيف هذه الغيرة، وتحسن وضعها في إطارها الصحيح، فينتظم بذلك سلك الحياة الزوجية السعيدة.
فتعوذي بالله من الشيطان واشغلي نفسك بذكر الرحمن، ولا تشغلي نفسك بما يقوله بنو الإنسان وأعلني رضاك بما قدره مالك الأكوان ولا تقطعي ما بينك وبين زوجك من الصلات وضخمي المواقف الجميلة واذكري الإحسان، وكوني واثقة أنه سوف يعرف قيمتك ويعود إليك إذا أحسنت التعامل معه رغم ما حصل.
ولا يخفى عليك أن شريعة الله تبيح لزوجك ولغيره من الرجال أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع، وتشترط على كل رجل يفعل ذلك العدل، وتهدد الظالمين بغضب رب العالمين، وإذا مال الرجل إلى إحدى زوجاته جاء يوم القيامة وشقه مائل، وقد حدث الشلل لبعض من ظلموا إحدى الزوجات، والظلم مرتع مبتغيه وخيم { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }.
أما بالنسبة لك اوصيك بالصبر والرضا بحكم الله وكوني عوناً لزوجك على العدل وتجنبي ظلم الزوجة الثانية فإنها أخت لك في الإسلام، وسوف تنالين الأجر عند الله وسترتفع قيمتك عند زوجك إذا التزمت بما كانت عليه الصالحات، وقد وجد من الفاضلات من شجعت زوجها على الزواج، وكان زوجات النبي صلى الله عليه وسلم يجهزن له الزوجة الجديدة، ويبادرن في الصباح لتهنئته، وكان من أدب أمهات المؤمنين أن يطلبن العفو من بعضهن خاصة في اللحظات الأخيرة، وهذا دليل على عظمة ما كن عليه من الدين والورع.
وانصحك بالتمسك بما جاء في دين الله، ولا تهتمي بما يقوله الناس ولا تستمعي للإرشادات السالبة إذا جاءتك من قبل النساء فإننا في زمان قل أن يجد الإنسان فيه ناضجاً، واعلمي أنك لست أول امرأة يتزوج عليها زوجها ولن تكوني الأخيرة.
وأرجو أن تعلم جميع النساء أن زواج الرجل على زوجته لا يدل على خلل فيها ولكن يعني أن الرجل بحاجة إلى زوجة ثانية وقد يحتاج الثالثة والرابعة، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة رغم حبه لها وتزوج على الصوامة القوامة حفصة ولم يقل أحد أن فيهن خللاً أو نقصاً، ولكن هذه الأفكار المغلوطة دخلت إلى مجتمعاتنا عن طريق المسلسلات التي تحارب دين الله
عزيزتي ما تمرين به الآن من حيرة وحزن؛ سرعان ما يتبدد بإذن الله وينتهي أمام صبرك واستعانتك بالله.
فاسألي الله بمنه ورحمته أن يثبتك على دينك ويجنبك الشقاء والفتن، واعلمي يا حبيبتي أن ما سيحدث هو ابتلاء من الله تعالى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضي، ومن سخط فله السخط" أخرجه الترمذي وابن ماجه.
فكوني على يقين أن ما سيحدث هو قضاء الله الذي لا راد لقضائه، فلا تحزني ولا تحتاري، لكن بالصبر والإيمان والرضا ستعبرين هذه الأزمة بسلام.
واعلمي أن الحزن لن يغير قضاء، وما عليك إلا أن تتقبلي ما حدث و تسلمي أمرك إلى الله و تقتنعي أن ما حدث مقدر من عند الله، وأن قدره سبحانه لا يأتي إلا بخير، و تمسكي بالأمل، فالأمل هو الحياة و فكري بترو وتأن ولا تستسلمي لأحزانك، وتذكري أن كل ضيق بعده الفرج وكل ليل بعده نهار، هذا هو ناموس الكون الذي نظمه صاحبه الخالق الأعظم الذي علمنا أن دوام الحال من المحال وأن كل شيء يتغير ويتبدل، وأن الضيق يأتي بعده الفرج كما قال الشاعر :
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وأكثري من الدعاء الذي كان يدعو به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت"، "اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل"، "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".
ثم أدعوك- عزيزتي إلى التأمل والتفكر في عظيم نعم الله عليكِ، فقد منّ الله عليك بنعمة العافية والذرية والإيمان والأمن، فانظري للحياة نظرة متفائلة، فليست الدنيا نكاح وطلاق فحسب بل ستجدي السلوى والأنس في عبادة الله، وفي بذل الخير للناس، وفي تربية الأبناء التي أنت مسؤولة عنهم أمام الله تربية صالحة ومستقرة، وانظري إليهم وتابعيهم في سني حياتهم، هذا سوف ينسيك كل حيرة وعذاب، نسأل الله عز وجل أن تقرَّ بهم عينك.
فاحمدي الله على نعمة الأبناء و نعمة العافية، واجتهدي في كسب ود زوجك حتى يحيي الأبناء في أسرة مستقرة كريمة، وانظري إلى غيرك ممن حُرمن نعمة النكاح ونعمة الأبناء.. واحتسبي ذلك عند الله عز وجل ليثقل به موازين أعمالك، رفع الله قدرك وجلا همك وخلف عليك خيراً.
توكلي على الله والقي عليه بأحمالك وهمومك فسوف يثيبك على صبرك ورضاك.
اقتربي أكثر من الله سبحانه وتعالى وتوسلي إليه بالدعاء أن يثلج صدرك ويريح قلبك ويفرج كربك ويحقق لك كل ما تتمنيه.
اسألي الله سبحانه أن يهديك وأن يرزقك بالإيمان الكامل، والقناعة بأن ما يكتبه لك هو الخير في جميع الأحوال، واحمدي الله أن رزقك الله زوجاً سلك طريق الحلال في وقت عمت فيه الفوضى و صارت سبل الحرام سهلة وميسرة أمام ضعاف الدين.
ولا تنسي في خضم هذه النظرة الحزينة، أن ما فعله زوجك حق أعطاه الإسلام للرجل.. "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع".. ولكن ثقافة العولمة وما يروج لها من أعداء للإسلام وتشريعاته خصوصا ما يتعلق بشؤون المرأة قد أثرت وللأسف الشديد على مفهوم تعدد الزوجات حتى بات يُنظر للرجل المعدد نظرة سلبية، بينما مرافقة الخليلة والعشيقة صارت أمرا طبيعيا.
و كوني على ثقة أنّ زوجك لن يبتعد عنك ولا عن أبناءه.. ولا تجعلي تفكيرك كله منصب في الرجل أين ذهب، وماذا فعل؟ فإن أتى أكرميه وإن ذهب فاتركيه، واعلمي أنّ رضاه من رضا الله تعالى.
:
من المهم جدا أيضا في حياتنا أن نتدرب علي الاستقلال عن الحاجة للآخرين، بمعني أن يكون لك المقدرة علي أن تضفي علي حياتك السعادة وصناعة المرح، وأن تستمتعي بحياتك رغم الألم ورغم الحزن ورغم المعاناة، ابحثي عن الجوانب المشرقة في حياتك واهتمي بها .. انشغلي بتنمية قدراتك ومهاراتك و اقرأي في فنون الطهي وتربية الأبناء، فهم الكنز الحقيقي لك... كوني قوية ومتماسكة أمام أبناءك حتى يشبوا أسوياء النفسية .
كما قال الله جل وعلا: "ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ".. ارفعي أمرك لرب الأرض والسماء، واعلمي أن العفو منهج الأنبياء والصديقين والأولياء
وفي الختام .. أدعو الله سبحانه وتعالي أن يرزقك الرضا وراحة البال ويحفظك من كل شر ويجمع بينك وزوجك في الخير ويبارك لك في ذريتك ويقر عينيك بهم... اللهم آمين.
تسالين كيف اعامله وكيف استقبله اقول لك عامليه بما يرضي الله وما يمليه عليكي ضميرك
استعيني بالله واكثري من الدعاء وانتي ساجدة اللهم اذهب غيظ قلبي واللهم اني اسالك رضاك