مقتطفات من بعض من حديث والدها خلال الايام المنصرمة
ماذا يصنع بك المؤشر ..؟! أمس .. انخفض مؤشر الضغط وضربات القلب ، المكلف بمراقبة قلب هديل، إلى فوق الـ( 60 ) بقليل ..! تعلمنا منهم ، أن نزول المؤشر دون الـ(70) .. نذير خطر ..!! صرت أتابع المؤشر، وأنظر إلى عيني هديل المغمضتين . كان يصعد ويهبط بدرجة أو درجتين ..! من كان يمشي على الحبل، الممدود بين قمتين وتحته قرار سحيق ..؟ بالتأكيد .. ليست هديل الغائبة في سماوات ربها .. وتعدني بالعودة ، كلما ارتفع المؤشر . قلبي هو الذي كان يتأرجح ..! قلب الأب الذي كانت هديل .. ومازالت مشروعه الأجمل . هذا حديث ..! الحديث الآخر : (هم) يراهنون على موتها .. وأنا أراهن على حياتها ..! هم يتكئون على أجهزتهم .. ويتأملون غيبوبتها العميقة ، بقراءة أرقامهم ، وانطباعاتهم ..! لذلك .. لا يريدون نقلها لمستشفى حكومي ..! وأنا أراهن عليه وحده ..! أراهن على من خلق هديل، وقال : “أدعوني أستجب لكم ” . ما كان عبثا أن يقول سبحانه ذلك، ويرد أكف الآلاف، الذين هرعوا في صلوات الأسحار يدعون لها ..! ولا أولئك الذين امتدت أيديهم الكريمة بالصدقة عنها .. وهم لا يعرفونها، إلا من خلال حب الناس لها .. وهي تستحق أن تحب ..!
لابأس ياهديلي .. ستنهضين ، بإذن واحد أحد .. دون أن تحتاجي للتنفيذيين، الذين يركضون لخدمة خدم القصور . ستنهضين .. بإرادة الذي يحيي العظام وهي رميم ، دون أن تكوني من ( المحظيات ) ..! ستنهضين من غيبوبتك الجميلة .. لتقولي : أبي .. أمي .. إخواني ، أحبابي كلكم ، كنت نائمة ! كنت امتحن صورة من صور القبح في بلدي ..! أبي .. حبيبي ، دمعك هذا .. تعال أسكبه على رأسي .. نخب فرح .
هديلي في منزلة ( برزخية ) ، ونحن معلقون بأسباب السماء . نشرب الدمع، ونقتات الحزن .. ونمد .. لمن أمره بين الكاف والنون ، رجاءات : ” ادعوني أستجب لكم ” .
مؤمنٌ .. سنلتقي جميعا، عند ( سدرة ) ابتسامة هديل ، تحكي لنا، على ضوء سنا ثغرها .. كما هي عادتها، عن الجمال كيف يتشكل : حباً، وقلباً واحداً، وألوان قزح .. ومناغة أطفال . مؤمنٌ أنــا ، أني سأغسل بالألق، الذي طالما بثته هديل في حياتي .. كل ملوحة الدمع الذي غمسني فيه، ( سكونها ) المفاجيء ..!
ماذا يكتب رجلٌ، دخلت (ثمرة) قلبه في غيبوبة، رفعتها إلى سمـاوات ..؟ ماذا يفعل .. غير أن يطرق ابواب السماوات ..؟ يظل يطرق .. ويطرق، حيث رب رحيم .. يقول : ” إني قريب أجيب دعوة الداعي”. ماذا يفعل .. غير أن يتسامى، ليصعد إلى حيث هي نائمة .. فوق سحاب أبيض .. مثل نقائها. ينغمس في السحاب .. ليبكي..! حتى إذا انهمرت دموعه على الأرض .. ظنه الناس، ماء السحاب. لأنهم يقولون : دمع الرجال صعب (!!) . هو كذلك .. صعب ومُر.. إلا على امرأة مثلك ياهديل . أتذكرين ياهديل ، قبل أشهر قليلة .. حين قلت لك ” أنت آخر امرأة اتوقع أن تخذلني أوتغدر بي ، لأنه .. ببساطة لو حدث ، لن يكون هناك شخص اسمه (محمد)، ليخوض تجربة حُبٍ مع امرأة أخرى ” . رددت علي : ” لن تجد امرأة تحبك مثلي” .. واتبعتها، بمعقوف يتبعه نقطتان فوق بعضهما ” ” هاأنذا أكتب لك، بقلمك الـ( مون بلان)، الذي أهديتني إياه .. حين غافلتني في (د. كيف ) في مركز غرناطة.. مرفقا ببطاقة إهداء صغيرة، أحملها دائما معي، في محفظتي : ” ليس أجمل من أن تكون أبي ” ..! أقلب البطاقة الصغيرة، وثمَة صمت عميق يعوي في قلبي.. يحرض على البكاء .. وأنا أشيح بوجهي إتقاء الناظرين .. أبكي وانتظر ..! سيدتي هديل : منذ 1995 ، وأنا أمر بسنوات سود .. ما بها ليلة حالكة، مثل قتام هذه الليالي ، التي (غفى) فيها قمرُ حياتي .. أنتِ ..! أتأملك في غيبوبتك . أنقّل عيني، بين عينيك المغمضتين، وشاشة العرض، في الجهاز الذي ربطوك به لـ(يساعدك) ..! أقرأ الارقام .. وأتشبث بإيمان .. ظل معي، لم يفارقني .. في كل سنوات المحنة ، والغدر .. والخذلان ..! ستنهضين ..! ثقةٌ بربي .. هذا إيماني . لأنك جزء من ( منظومة) ايمان وعقائد، بنيت عليها حياتي، منذ رسمت لحياتي، خطاًً واحداً .. مستقيماً . أتأملك .. وتمر من أمامي صورٌ كثيرة، تكثفت في الفترة القصيرة، التي غفوتِ فيها.
ها أنذا أقف على عتبات اسبوع الصمت الثالث .. أقول لكم : يقولون .. “لانستطيع أن نصنع لها شيئا” .. فأزداد تشبثا بالسماء ..! لغة الخطاب قاتلة، تزرع أنصال ألا ف الاسئلة، في قلب مثخن .. ولا ثمَة لديهم ، إلا لغة اليأس. قلت لهم : سأظل واقفا عندها، على قدم واحدة .. وأدعو ..! مادام قلبها ينبض، فسأبقى منصتا له .. ” وأفوض أمري إلى الله” .
رحمك الله يا هديل رحمك الله و كان في عون والدك ووالدتك
اخواتي الكريمات ، جزاكم الله خير
فموت هديل الحضيف هزني من الداخل وابكاني وتقاطرت دمعاتي على الكيبورد ..
لم استطع تمالك نفسي
واذكركن يااخواتي كلنا لهذا الطريق هل نكتب ماسوف (يدعون ) لنا الناس بسببه
ام نكتب ونكون من المذمومين من الخلق والخالق
الله احرمها
اللهم ارحمها
ادعوا لها يااخواتي
في في ظلمه القبر بحاجة دعواتكن