((همس المشاعر))
New member
- إنضم
- 5 فبراير 2009
- المشاركات
- 14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخواتي عضوات منتدى مملكة بلقيس..
لطالما حلمت تابعت بشغف شديد مواضيع المنتدى الرائع واستفدت منه الكثير...كما اطلعت على كثير من القصص المنشورة في ملف الاستشارات...ولطالما دعوت ربي في سري وعلني ألا يحوجني إليكم... لا لشي..إلا لأني لا أريد أن أحس بالمعاناة والألم التي عاشتها ضحايا هذه القصص..
ولكن حال الدنيا يأبى ذلك وها أنا اليوم أضع بين أيديكم مشكلتي راجية من الله أولا...ثم منكم ثانيا...مساعدتي لحلها..
وكلي أمل أن أجد بين صفحات هذا المنتدى حلا لمشكلتي ...كحال الكثيرات ممن صلح حال يبوتهم وكان السبب وراء ذلك هذا المنتدى...الذي يقف خلفه جيش ممن المخلصات ...وعلى رأسهن أ.ناعمة الهاشمي...التي ادعوا الله أن يجمعني بها في الدنيا و الآخرة...
أخواتي لن أطيل عليكم ..وأرجو من كل من تقرأ قصتي...دعوة في ظهر الغيب بأن يسخر الله لي قلب زوجي إن كان في ذلك خير...ويبعده عني بالمعروف إن كان فيه شر...
ومن هنا سأبدأ قصتي:
أنا إنسانة طموحة, عملية وعاطفية ايضا, تخرجت من الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ...و توظفت في مكان راقي وسرعان ما ترقيت في عملي حتى وصلت لمنصب مديرة إدارة...
خطبت لشاب وجدت فيه الصفات التي كنت أبحث عنها, وسيم , ابن عائلة معروفة, ويحمل نفس تخصصي, يعمل في القطاع الخاص (فقد كنت ولا زلت اعتقد أن من يعمل في القطاع الحكومي يستحق الشفقة), وذو بنية جسدية كما تخيلته...
انتظر موافقتي عليه لمدة شهرين (وهي فترة تعد طويلة بمقاييس المنطقة التي انتمي إليها)..فقد كنت لا أزال مصدومة من طلاق أختي المفاجئ من زوجها – وكذلك جميع عائلتي ومعارفي- وكرهت جميع الرجال وأقسمت أن لا أتزوجه حتى يعلم بموضوع طلاق أختي (فقد حدث طلاق أختي وبعده بأسبوع تقدم لي) ولولا صبره مع أهله طوال الفترة الماضية –التي كنت استعيد فيها أنفاسي واخرج من جو المحنة التي مررت بها- لما كنت قبلت به... لا أعلم لماذا أحسست انه سيكون حنونا علي.. فصبره لمدة شهرين والرسالة التي أوصلها لخالي (سننتظرهم حتى يرتاحون نفسيا) أشعرتني بأنه يحمل قلبا حنونا وعطوفا...
وافقت على الخطبة, ودخلت عليه (النظرة الشرعية) وعلى الرغم من أني لم أره يومها جيدا....إلا أنني ارتحت له كثيرا ...أحسست بأنه إنسان هادئ..وحنون..وخصوصا عندما علمت من والدي بأنه لم يحاول النظر إلي كثيرا فقد نظر إلي مرتين أو ثلاث....وقد كان مقتنعا بي قبل أن يراني –كما قالت لي زوجة خاله التي تربطني بها معرفة- فقد حملوا له وصفا عني جعله يقبل بي من دون أن يراني...وربما كان ذلك عاملا أيضا زاد من اقتناعي به..
حدد يوم للملكة وحدث كل شيء سريعا وعلى الرغم من اني لم استعد للملكة جيدا, إلا اني ظهرت كما تقول قريباتي كفاتنة من فاتنات هوليود... ومع اني كنت يومها في عالم آخر ولم اشعر بنفسي...إلا أني لا زلت أتذكر جيدا كيف ظل جالسا مشدوها بنظره إلي ولم يمد يده ليصافحني عندما أتيت لأسلم عليه...ولم ينطق بكلمة واحده...وإنما ظل متسمرا يرمقني بنظرات وصفها أخي بنظرات المغرم المتيم...
قدمت لي أمه يومها الشبكة ومبلغا من المال ..وقدمت لي أخته مجموعة من الهدايا ...قالت لي أنها منه!!!
صدمت كثيرا...فقد اعتقدت انه هو من سيقدم لي الشبكة و الهدايا...((عديتها له)) كما يقولون..فقد قلت في نفسي: لا بأس ربما نقلوا له خجلي وحيائي فأراد أن يريحني...وربما لأنه أكبر إخوانه وأول من يتزوج في عائلته ولا خبرة له في مثل هذه الأمور...
انتهت الملكة على ما يرام و عاد كل إلى منزله... وآويت أنا إلى غرفتي لأفتح هداياه...تفاجأت عندما رأيت الشبكة...فلم تكن في مستوى طموحي على الإطلاق...وأحسست أن ذوقه ذوق (قراوه)... وكذلك العطورات فلم تكن على مستوى آمالي..أحسست بأنه لا يملك ذوقا رفيعا في اختيار الهدايا على الرغم من تغليفها الفاخر..
ولكني وجدت فيها ما يثلج خاطري ويؤنسني..وجدت فيها رسالة منه مكتوبة على الطراز القديم على ورق يشبه ورق البردى وغير منظمة الأطراف , حملت لي من كلماته شوقا وحنينا مبطنا (وهو ما أفضله) أغناني عن كنوز الكون.. ثم ختمها بكلمتين:
محبك.. فلان
وعلى الرغم من عدم تصديقي لعبارات شوقه ولهفته...((فكيف يحبني وهو لم يعرفني إلا قبل فترة وجيزة لم أكلمه فيها قط!! ولم يسمع مني عبارة واحده))....إلا أني قلت في نفسي انه يجيد الغزل...وهذه نقطة لصالحه..
أحسست بأننا كقيس وعبله...أو ليلى ومجنونها...وسرحت في عالم آخر...
في اليوم التالي للملكة, تذكرت شيئا ((فلم أكن يومها أدرك كل شي..كنت مرتبكة وخائفة ويتملكني حياء الأنثى)) ..أدركت بل صدمت حينما لم أجد الدبلة بين الهدايا.. فقد كنت منذ صغري احلم بفارس أحلامي وهو يلبسني خاتم الخطوبة.. وها هو فارس أحلامي اليوم لا يحضر لي دبلة من أساسه...كم جرحني ذلك كثيرا...وخفت أن يكون لديه مانع ديني من ذلك...
اكتفيت بعدها بإبلاغ خالتي التي تعرف زوجة خاله...ونقلت لها انزعاجي المبطن لعدم إحضاره الدبلة...وأيدتني هي في ذلك ولكنها التمست له العذر بأنه أول من يتزوج في عائلتهم و ربما لم يسعهم الوقت لإحضار الدبلة...
اقتنعت بكلامها جزئيا...
أحب أن أوضح نقطة مهمة, وهي أنه كان واضحا للجميع إعجابه شخصيا وإعجاب أهله بي وبشخصيتي...وقد علمت بأنهم قالوا لأقاربهم إنها متعلمة و فاهمة وجميلة وبنت شيوخ كما أنها ناجحة في حياتها المهنية وتشغل منصبا قل أن تشغله فتاة في سنها...كما كان واضحا للجميع بما فيهم -قريباتي اللاتي حضرن الملكة – أن أهل خطيبي (زوجي) ((ميتين علي)) كما يقال...ولم يصدقوا باني سأكون زوجة لولدهم...
ما دعاني لقول ذلك هو ما حصل بعد الملكة..فالمتعارف عليه أن يبدأ الخطيب (الزوج) بمكالمة زوجته والتعرف عليها والتقرب منها وهذا ما كنت انتظره وأتوقعه بناء على كل ما سبق...ولكن ما حدث أمر آخر تماما...وهنا بداية المشكلة...
سافرت بعدها للمدينة التي اسكنها لانتهاء إجازتي, حيث يعمل هو قريبا منها ولا يفرق بيننا وبينه إلا ((مشوار)) ساعة وربما أقل...
المهم, أنني وجميع أهلي وأقاربي وصديقاتي...الجميع ...كان يتوقع قدومه بعد الملكة في غضون أسبوع..حتى يستخرج بطاقة العائلة الخاصة بنا أنا وهو –كما هو متعارف عليه-..ولكن انقضى الأسبوع الأول..ولم يحضر أحد...والثاني...ولم يحضر....ثم انقضى الثالث و الرابع و الشهر الثاني..ولم يتصل أحد...
بعدها حضرت حفلا لجهة عملي على شرف الملك...وكرمت فيه من الملك شخصيا...ونقل الحفل على الهواء مباشرة... هنأني بعدها الجميع..وأقام لي أهلي بعدها حفلا كبيرا...وعشت فرحة لا توصف...وعلى حجم فرحي بالتكريم...والأضواء ولقاء كبار الدولة...على قدر ما كنت أحمل في قلبي أملا بأن يدغدغ ذلك ذكريات (خطيبي) عندما يراني ويجعله (يحس على دمه) ويهاتفني ليبارك لي..بل ليكون أول من يبارك لي!!
ولكن شيئا من ذلك لم يحدث!!!
تخيلوا ذلك!!
كل ما حدث..اتصال هاتفي من والده!! ليسلم على والدي فقط ويسأل على الجميع بدون تحديد لي ...ثم اعتذر نيابة عن ولده لعدم اتصاله أو زيارته لنا بحجة انه مشغول في عمله!!! تخيلوا ذلك...
يالله !!! مشغول في عمله لدرجة أنه لا يملك الوقت الكافي ليقول لي مبروك حبيبتي!! أو حتى ليقول السلام عليكم !!
مشغول وهو يعلم مدى حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقي في عملي!! وكأنني أنا الغير مشغولة أو كأنه هو من يعمل وحده في هذه الحياة والناس كلها (فاضيه ماعندها شغل!!)
كم أحسست بالإهانة..فأنا المعززة المكرمة ..(بنت العز و بنت الناس) التي يتهيب لها الجميع عند دخولها المجلس ويأنسون لحديثها ..الناجحة في عملها والتي يحسب لها الجميع ألف حساب وينظرون لها على أنها قائدة هذا المكان مستقبلا.. أنا وأنا وأنا ..أهان بهذه الطريقة!!
يأتي من سلمته نفسي وعقلي وقلبي...ومن توقعته سيكون رفيق دربي وشريك حياتي وعديل روحي...ليتجاهلني كل هذه الفترة ثم يأتي والده (وليس هو) ليعتذر بدلا عنه بعذر أقبح من ذنب!!
أحسست بإهانة ما بعدها إهانة ...وأحسست بأنه كذب في كل ما قاله في رسالته...فأين شوقه ...وأين حبه المصنوع وهو لم يرفع لي سماعة الهاتف...ليقول على أقل تقدير ...السلام عليكم ...فقط ...لم أكن أريد أن يغرقني بكلمات الشوق والغزل...كنت فقط أريد على أقل تقدير..أن يشعرني بأني موجودة في حياته..!!!
لا أن يعتبرني واجبا يجب عليه إنهائه فحسب!!
كنت كلما سألني أحد: هل يكلمك..أبلغ غصتي وأتصنع الإجابة, ويأتيني الرد: (ياعيني عليه...تلاقينه الحين ميت عليك...وين يحصل وحده مثلك!! ) فأداري دمعتي وأهمس في صمت: (يا ليت قومي يعلمون!!), وكلما سألني أحد أين دبلتك...أتحجج بنسيانها في البيت...فأباغت بالرد: وهل مثل هذا الشيء ينسى في البيت!!
كم جرحني ذلك كثيرا..أحسست أن الجميع يتوقع لي قصة رومانسية أبطالها أنا وهو...ولكن شيئا من ذلك لم يحدث!!
بدأت المح نظرات الشفقة و الرحمة في عيون أهلي...وبدأو يلتمسون له العذر...ويحاولون مواساتي: ربما كان يستحي يا بنيتي..وكنت أرد عليهم: إذا كان هو يستحي فماذا ترك لي!!...
ربما كان فعلا مشغول!!..فارد بانفعال: وهل أنا الفاضية اللي ما عندي شغل!!..
لم اعد أتحمل نظرات أهلي المملوءة بالشفقة والرحمة,و عزمت على ألا أفكر فيه ثانية...وأن أغلق أي حوار يدور في بيتنا عنه...فإذا لم يتذكرني هو طوال الفترة السابقة فلم أتعب أنا نفسي به وأفكر فيه كل لحظة و ثانية!! ...بل كنت أتذكره في كل مكان وفي كل وقت...وأنا في عملي وفي طريقي للبيت, وقبل أن أنام.... كنت أحمل صورته معي أينما ذهبت...وأحمل أجمل صورنا في حلي وترحالي لأراها كلما اشتقت إليه...بينما لم يتذكرني هو...ولو للحظة واحدة...ولم يكلف نفسه عناء الاتصال بي مرة واحدة على الأقل..
بدأت الهواجس تحل على رأسي بين الفينة والأخرى..وبدأت علامات الاستفهام تسكنني كل يوم: هل كان اختياري موفقا منذ البداية؟؟!!
لا أشعر بأنه الإنسان الذي حلمت به في حياتي...بل ربما كانت هناك امرأة تسكن قلبه...لا سيما وانه يسكن وحيدا بعيدا عن أهله...ربما كان مجبرا على زواجه مني؟؟ أتذكر ردة فعله عندما رآني في الملكة بكامل زينتي وأطرد هذه الهواجس (والعن الشيطان).. وأنام ....
بدأت أحاول نسيانه...وفعلا استطعت أن أتجاهل وجوده و التفكير فيه..
مر الشهر الثالث وجاء العيد...توقع الجميع أن يأتي إلينا ليبارك لنا بالعيد...اتصلت أمه علينا في قبل العيد وسألت عني...واعتذرت لولدها عن عدم اتصاله أو زيارته لنا بحجة أنه مشغول!!
وعلى الرغم من ذلك فرحت -داخل نفسي- باتصال أمه (لاحظوا لم أقل اتصاله)...وكأنني غريق ابحث عن قشة للنجاة...يالله...إنه لا يزال يذكرني...تخيلوا...أفرح لمجرد أن أمه -وليس هو- اتصلت... حاولت أن اخفي مشاعر الفرح أمام أهلي حتى لا أرى نظرات الشفقة في عيونهم..
اتصل بعدها أبوه الذي يسكن مع عائلته في منطقة أخرى...وبارك لوالدي بالعيد وقال بان ولده المحروس سيأتي ليبارك لنا بالعيد ....كم أحسست بالفرحة وقتها رغم تصنعي عدم الفرحة أمام أهلي وقلت لهم بتصنع: (بدري...توه يتذكر أنه يحي!!)
العجيب هو ما حدث بعد ذلك: مرت أيام العيد وكنا نتوقع حضوره في أي يوم ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.. ولم يبارك لوالدي بالعيد...(فضلا عن مباركته لي!!)
عندما قاربت السنة الهجرية الجديدة على الانتهاء, اتصل بأخي وقال له: سأحضر غدا !! وكان في وسط الأسبوع و كنت وأهلي نعاني وقتها من زكام شديد نتيجة لذهاب أخي للحج وانتقال فيروس الحج له..هذا غير أني كنت مرتبطة بدورة في المساء ودوامي الصباحي المعتاد...أعتذر له أخي بلباقة وأخبره بالأسباب..فتفهم و أجل الموعد أسبوعا... بعدها وحينما حل الموعد, وكنت أنا في قمة تأهبي له –بل ومن فرط فرحتي به لم احضر للدوام ذلك اليوم على الرغم من أن الزيارة كانت في المساء ولكن حتى لا أكون متعبة عندما أقابله!! – اتصل يومها واعتذر عن الحضور...علمت فيما بعد أنه كان يتوقع أن أبي مسافر في ذلك الوقت وعندما علم بوجود والدي -الذي كان ينوي معاتبته على عدم سؤاله عني واتصاله بي طيلة الفترة الماضية- أجل الموعد ليأخذ احتياطا ته...
أتى الموعد الذي حدده هو..وكنت قد أعددت له أصناف الطعام.. كل شيء... الحلويات ...الفطائر... القهوة و الشاي و العصير...كل شي...جهزت المكان وعطرت المجلس الذي سنجلس فيه...وضعت الماكياج لأمي...واخترت لبسها..بل واخترت لبس أبي كذلك وطلبت منه أن يحلق ذقنه بالطريقة التي أراه فيها مميزا.....ولبست لبسا مميزا يشعره بأنوثتي..وضعت الماكياج وأغرقت نفسي بأجمل العطور...وجهزت نفسي للقاء المنتظر!! ولكن ما حدث بعد ذلك فاجئني وهزني بشدة....
حضر الحبيب المنتظر ولكنه لم يكن لوحده...حضر وكان معه خاله!! وكان معنى ذلك أنه لا يستطيع لقاء والدي لوحده فجلب خاله معه حتى لا يلومه والدي أو يعاتبه...كما أنه لا يرغب بلقائي مدة طويلة...يريد إلقاء السلام فحسب!!
جرحني ذلك بشدة..انهمرت الدموع من عيني, لم اعد احتمله بعد الآن...لماذا لا يريد لقائي والجلوس معي...هل أنا التي يفترض أن تبحث عنه و تطلب جلوسه و الحديث معه أم هو...حاول أهلي تهدئتي والتخفيف علي...ولكني انفجرت غضبا عندما سمعت والدي يقول لأمي:إنه يطلب تحديد موعد للزواج!!..
كيف يطلب تحديد موعد وهو لم يتكرم ليزورني أو ليسأل علي طوال الفترة الماضية!!!
كيف يتجرأ ليطلب موعد وهو لم يرفع سماعة الهاتف ليقول لي كيف حالك..أحسست بأنني واجب يؤديه فحسب..أقسمت على والدي ألا يعطيه موعدا...أحسست بأنه كاذب ومخادع و لئيم..وأن كل صفات الدنيا السيئة فيه...
تمالكت نفسي وهدأت حينما وعدني والدي أن يقول لهم : سأتفاهم مع والدك بهذا الخصوص...كنت أريده أن يذوق طعم الإهانة كما أذاقني إياه....وأن يحس بطعم المرارة الذي أحسست به..
انتهت الزيارة و هو لم يطلب لقائي....وأنا التي تزينت له بكل أشكال الزينة..ووضعت له أجمل العطور...وقتها استجمعت قواي..وقلت في نفسي: لا بأس..لن أكون ضعيفة بعد هذا...
دخل علي أخي وفي عينيه نظرة الشفقة, وقال لي: تريدين رؤيته؟؟؟ قلت له بثقة: (اللي ما يبيني ما أبيه)...أحس بعمق جرحي وقال لي: ولكنه يطلب لقائك...قلت له: (صح النوم)...وحلفته إن كان هو (أخي ) من عرض عليه لقائي أم أنه المحروس...فسكت برهة يبحث عن مخرج وقال: ((والله انه جاب لك هدية!! ))..رفضت الدخول عليه....ولكني في النهاية قبلت بعد توسلات أمي وأبي...لعل ذلك يصلح ما بيننا...
وكان أبي وأمي يؤملان على لقائه بي كثيرا..وطلبا من أخي أن يترك الغرفة لنا...فرفضت وحلفت إن تركها ألا أدخل ....وطلبت وجود أمي أيضا...وكان لي ما أردت...
دخل, ولم أكن أعول عليه هذه المرة كثيرا.. ألقى السلام ...صافحني...قدم لي الهدية بطريقة (الشيبان) قائلا: (خذي هذي قبل لا أنسى!!) أيقنت حينها أنني واجب يؤديه في حياته...لا أكثر ولا أقل..
كان كل ما قاله لي خلال لقائه الذي دام 5 دقائق: كيف الحال...فقط...
انصرف بعدها ليسأل أخي عن دوامي, ومتى أعود للمنزل..وهل احضر عملي للمنزل أم لا...وكل هذا وأنا موجودة ولم يسألني أنا...قالت لي أمي أن علامات الغضب الممزوجة بحياء الأنثى كانت بادية على وجهي...وربما عندما رآني هكذا سأل أخي..
بلعت غصتي وقلت في نفسي: (إن شاء الله عمره ما سأل)...
بعد خروجه انصرفت لأشاهد التلفاز وكنت اصطنع أمام أهلي وكأن شيئا لم يكن..باركت لي أمي بلقائه...وضمتني بقوة...أحسست بأنها تحاول أن تداوي جرحي وتقول لي: لا بأس يا بنيتي...غدا سيتغير..
داريت دمعتي وصعدت غرفتي..وتركت هديته في نفس الغرفة التي قابلته فيها...فلم تعد تهمني هداياه..عندما دخلت غرفتي واستعدت ما حدث ...بدأت في البكاء بشده...فلم أتوقع منه هذا اللقاء البارد..سمعت الخادمة صوت بكائي..وطرقت علي باب الغرفة وتجاهلتها..أخبرت والدتي فصعدت لي فورا...عندما شاهدتها...ازددت بكاء ...ولم أعد احتمل..حضنتني بقوة...ومسحت دمعتي وبقيت معي حتى هدأت بعد منتصف الليل..
نمت في حضنها تلك الليلة...واستيقظت في الصباح لأجد هداياه أمامي...نظرت إلى الكيس الذي يحويها..وقلت في نفسي...لماذا تفعل بي كل ذلك..
لم اقترب من هداياه ولم أفكر أبدا في فتحها....جاءتني والدتي بالفطور حتى غرفتي...وصبحت علي: كيف بجومتي اليوم؟؟(وهو الاسم الذي أحب أن تناديني به والدتي ويعني فتاتي الصغيرة المدللة)...
تناولت معي الفطور في غرفتي, وجلست بعدها معي تحدثني, ثم التفتت إلى هداياه وقالت: (كلهم في الأول كذا يا بنيتي...بس بعدين يتغيرون ويصيرون مثل الخاتم في الإصبع...والله أن يتحسف عدد شعر راسه على كل يوم ما تهنى فيه معاك)...
صمتت, ثم التفتت إلى الهدايا قالت: (افتحيها)...قلت لها: (ما تهمني هداياه, خذيها لك)...ردت بحزم: (هو جابها لك...يعني يبيك انتي تاخذينها)...قلت لها: (وش بيكون فيها يعني ..عطر ولا ساعة..ماني محتاجة لا لعطره و لا لساعته!! خليها له يمكن يحتاجها بعدين ولو اني كنت بوعيي أمس كان والله لأردها في وجهه)
ردت: ( أدري انه غلط كثير...بس افتحيها علشاني)...وخرجت على وعد بأن افتحها...
بعد يومين...فتحت كيس الهدية...فماذا وجدت؟؟
كانت الهدايا مغلفة بطريقة رائعة..ومميزة تفوح منها رائحة عطر أخّاذ...يسلب القلوب....
فتحت الهدايا ...كانت الأولى ساعة (ولم يعجبني ذوقه), الثانية جوال جديد مع بطاقة اتصال مفوتر... الثالثة: مظروف يحتوي مبلغ من المال ورسالة...نعم رسالة مغلفة بطريقة تقطر رومانسية....بدأها بــ((غاليتي)) وختمها بــ ((محبك / فلان))
لم تؤثر في كلماته كما أثرت في رسالته الأولى...أحسست بأن كل كلمة فيها ...هي كذب ونفاق وخداع..وإلا...إذا كان يحبني ويشتاق لي كما قال, فلم تجاهلني كل هذه الفترة...ولم لم يحاول الاتصال بي طوال الشهور الماضية..
في المساء, شحنت الهاتف الجديد وشغلته...حاولت الاتصال منه على رقم هاتفي فأعطاني رسالة..الاتصال محظور.. اتصلت بالشركة فأخبروني بان هناك اجراءت متبعة للحد من تسرب الأرقام لغير أصحابها وانه يجب على صاحب الشريحة أن يتصل بالشركة لتأكيد بياناته و تفعيل الشريحة ..وطبعا كانت الشريحة باسمه..أخبرت الموظف بأن الشريحة تخص زوجي وطلبت منه تفعيلها فاعتذر لي بلباقة, وقال: (لا مشكلة, خليه يكلمنا ونفعلها على طول)...قلت في نفسي بحسرة: (ليش هو كلمني عشان أقول له يكلمك!!)
تركت هاتفه مفتوحا واعتقدت انه لا يعمل...وضعته داخل علبته, ونسيته لمدة أسبوعين..
لا ادري ما الذي دفعني لان أفتح العلبة مجددا لأفاجأ بوجود اتصال منه قبل يوم...تليها رسالة غرامية مملوءة بالحب و الأشواق...
لا أخفيكم...علا محياي البسمة...وارتسمت علة وجهي الفرحة...وقلت بصوت العاشق الولهان: وأخيرا....
عشت لحظة جميلة...لا أستطيع نسيانها...وذهبت لأخبر أمي ...باركت لي...ههههههه وكأنه شي يستحق المباركة !!
بعد انتهاء مراسم الفرح...لاحظت وقت اتصاله, فوجدته الواحدة و النصف ليلا...قلت في نفسي: (( مو مشكلة...أهم شي انه حس على دمه واتصل...))
اتصل بعدها بأسبوع..ولكن لم أكن بجانب الهاتف...وكانت الساعة 9 ليلا...ثم اتصل في نفس الليلة الساعة الثالثة صباحا!!
وكنت حينها مستيقظة ولكني لم أرد..فقد استغربت اتصاله في هذا الوقت المتأخر من الليل...وقلت في نفسي: دعيه يذوق مرارة التجاهل ((و التطنيش)) كما أذاقني إياها...
وبعدها انتظر أسبوعا...ثم أرسل رسالة غرامية...وبعدها بأربعة أيام...اتصل...وكنت حينها أتناول العشاء مع عائلتي بعد رحلة بر طويلة خارج المدينة...قمت لأرد على مكالمته...وحينما ضغطت زر الإجابة...انقطعت الرنة..
أرسل بعدها بساعة الرسالة التالية مساء الخير...ليش ما تردين علي؟؟ كل هذا خجل ولا ثقل؟؟)
استغربت جرأته في الرسالة..فالمرة الوحيدة التي كلمني فيها قال لي: كيف الحال؟؟..فكيف يجرؤ على توجيه الخطاب لي بهذه الطريقة!!
ثم ما هو الخطأ الذي ارتكبته؟ لأني لم أرد عليه...وما المشكلة ...إن كنت لم أرد عليه فهذا لاختياره السيئ للوقت...كما أنه تجاهلني لمدة 5 شهور ولم يتصل بي...وعندما قرر سموه الاتصال بي...علي أن أجيبه في الحال وعلى الفور!!
أحسست بأنه أناني...وأنه أنهى لتوه علاقة مع فاجرة وعندما انتهى منها تفرغ لي... وأصبح لديه وقت يستطيع أن يحادثني فيه..
بعدها اتصل والده بوالدي وطلب موعدا للزواج, فقال له والدي: أنه سينسق الموضوع معي ويبلغه..
المهم أن ما حصل بعد ذلك أنكى وأمر...
لم يتصل بي...ولم يحاول محادثتي مجددا...لامتني والدتي كثيرا...وقالت بأنني السبب في نفوره مني...وأنه كان علي أن أرد منذ أول اتصال..وكان علي أن آخذ الجهاز معي أينما كنت...حتى لا يفوتني اتصال سموه الكريم...
كنت في البداية اعتقد أنه لم يحادثني لأنه لا يرغب في أن يؤثر على رأيي في موضوع موعد الزواج من حيث تأجيل أو تقديم الموعد, ولكني تراجعت عن هذا التفكير بعدما طالت المدة...
وها أنا على هذه الحال منذ ما يقارب الشهرين..لم يتصل ...لم يرسل رسالة...ولا يربطني به سوى الرباط الذي جمع اسمي واسمه في ورقة العقد...
الجديد أنه حادث أخي الكبير قبل فترة بسيطة طالبا منه التوسط له لنقل عمله من المحافظة التي هو فيها...إلى المدينة التي نحن فيها ...ولم يكلف نفسه عناء السؤال عني أو والدي أو والدتي...وكأن شيئا لم يكن !!
قلت في نفسي بتهكم: صح..بنات المدينة أحلى وأشيك..
أنا الآن مترددة...محتارة...أفكر في الطلاق...((فالطلاق الآن خير من الطلاق فيما بعد))...ثم أعود أدراجي وأخاف من حمل هذا اللقب وأنا مازلت صغيرة...
أفكر في أن أرسل له رسالة من هاتفي (فهاتفه يستقبل فقط حتى الآن ولم يقم بتفعيله)..ثم تأخذني عزة نفسي...وأقول...هو من يجب أن يبدأ...ولست أنا..فماذا سيقول عني لو هاتفته أو أرسلت له!!
أنا والله العظيم ..محتارة ...ومترددة ..ولا أعلم ماذا أفعل...أشعر بالاهانة...أشعر ان في حياته إمرأة أخرى...هل اطلب الطلاق...أم ماذا أفعل؟؟!!!
بانتظاركم.....
أخواتي عضوات منتدى مملكة بلقيس..
لطالما حلمت تابعت بشغف شديد مواضيع المنتدى الرائع واستفدت منه الكثير...كما اطلعت على كثير من القصص المنشورة في ملف الاستشارات...ولطالما دعوت ربي في سري وعلني ألا يحوجني إليكم... لا لشي..إلا لأني لا أريد أن أحس بالمعاناة والألم التي عاشتها ضحايا هذه القصص..
ولكن حال الدنيا يأبى ذلك وها أنا اليوم أضع بين أيديكم مشكلتي راجية من الله أولا...ثم منكم ثانيا...مساعدتي لحلها..
وكلي أمل أن أجد بين صفحات هذا المنتدى حلا لمشكلتي ...كحال الكثيرات ممن صلح حال يبوتهم وكان السبب وراء ذلك هذا المنتدى...الذي يقف خلفه جيش ممن المخلصات ...وعلى رأسهن أ.ناعمة الهاشمي...التي ادعوا الله أن يجمعني بها في الدنيا و الآخرة...
أخواتي لن أطيل عليكم ..وأرجو من كل من تقرأ قصتي...دعوة في ظهر الغيب بأن يسخر الله لي قلب زوجي إن كان في ذلك خير...ويبعده عني بالمعروف إن كان فيه شر...
ومن هنا سأبدأ قصتي:
أنا إنسانة طموحة, عملية وعاطفية ايضا, تخرجت من الجامعة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى ...و توظفت في مكان راقي وسرعان ما ترقيت في عملي حتى وصلت لمنصب مديرة إدارة...
خطبت لشاب وجدت فيه الصفات التي كنت أبحث عنها, وسيم , ابن عائلة معروفة, ويحمل نفس تخصصي, يعمل في القطاع الخاص (فقد كنت ولا زلت اعتقد أن من يعمل في القطاع الحكومي يستحق الشفقة), وذو بنية جسدية كما تخيلته...
انتظر موافقتي عليه لمدة شهرين (وهي فترة تعد طويلة بمقاييس المنطقة التي انتمي إليها)..فقد كنت لا أزال مصدومة من طلاق أختي المفاجئ من زوجها – وكذلك جميع عائلتي ومعارفي- وكرهت جميع الرجال وأقسمت أن لا أتزوجه حتى يعلم بموضوع طلاق أختي (فقد حدث طلاق أختي وبعده بأسبوع تقدم لي) ولولا صبره مع أهله طوال الفترة الماضية –التي كنت استعيد فيها أنفاسي واخرج من جو المحنة التي مررت بها- لما كنت قبلت به... لا أعلم لماذا أحسست انه سيكون حنونا علي.. فصبره لمدة شهرين والرسالة التي أوصلها لخالي (سننتظرهم حتى يرتاحون نفسيا) أشعرتني بأنه يحمل قلبا حنونا وعطوفا...
وافقت على الخطبة, ودخلت عليه (النظرة الشرعية) وعلى الرغم من أني لم أره يومها جيدا....إلا أنني ارتحت له كثيرا ...أحسست بأنه إنسان هادئ..وحنون..وخصوصا عندما علمت من والدي بأنه لم يحاول النظر إلي كثيرا فقد نظر إلي مرتين أو ثلاث....وقد كان مقتنعا بي قبل أن يراني –كما قالت لي زوجة خاله التي تربطني بها معرفة- فقد حملوا له وصفا عني جعله يقبل بي من دون أن يراني...وربما كان ذلك عاملا أيضا زاد من اقتناعي به..
حدد يوم للملكة وحدث كل شيء سريعا وعلى الرغم من اني لم استعد للملكة جيدا, إلا اني ظهرت كما تقول قريباتي كفاتنة من فاتنات هوليود... ومع اني كنت يومها في عالم آخر ولم اشعر بنفسي...إلا أني لا زلت أتذكر جيدا كيف ظل جالسا مشدوها بنظره إلي ولم يمد يده ليصافحني عندما أتيت لأسلم عليه...ولم ينطق بكلمة واحده...وإنما ظل متسمرا يرمقني بنظرات وصفها أخي بنظرات المغرم المتيم...
قدمت لي أمه يومها الشبكة ومبلغا من المال ..وقدمت لي أخته مجموعة من الهدايا ...قالت لي أنها منه!!!
صدمت كثيرا...فقد اعتقدت انه هو من سيقدم لي الشبكة و الهدايا...((عديتها له)) كما يقولون..فقد قلت في نفسي: لا بأس ربما نقلوا له خجلي وحيائي فأراد أن يريحني...وربما لأنه أكبر إخوانه وأول من يتزوج في عائلته ولا خبرة له في مثل هذه الأمور...
انتهت الملكة على ما يرام و عاد كل إلى منزله... وآويت أنا إلى غرفتي لأفتح هداياه...تفاجأت عندما رأيت الشبكة...فلم تكن في مستوى طموحي على الإطلاق...وأحسست أن ذوقه ذوق (قراوه)... وكذلك العطورات فلم تكن على مستوى آمالي..أحسست بأنه لا يملك ذوقا رفيعا في اختيار الهدايا على الرغم من تغليفها الفاخر..
ولكني وجدت فيها ما يثلج خاطري ويؤنسني..وجدت فيها رسالة منه مكتوبة على الطراز القديم على ورق يشبه ورق البردى وغير منظمة الأطراف , حملت لي من كلماته شوقا وحنينا مبطنا (وهو ما أفضله) أغناني عن كنوز الكون.. ثم ختمها بكلمتين:
محبك.. فلان
وعلى الرغم من عدم تصديقي لعبارات شوقه ولهفته...((فكيف يحبني وهو لم يعرفني إلا قبل فترة وجيزة لم أكلمه فيها قط!! ولم يسمع مني عبارة واحده))....إلا أني قلت في نفسي انه يجيد الغزل...وهذه نقطة لصالحه..
أحسست بأننا كقيس وعبله...أو ليلى ومجنونها...وسرحت في عالم آخر...
في اليوم التالي للملكة, تذكرت شيئا ((فلم أكن يومها أدرك كل شي..كنت مرتبكة وخائفة ويتملكني حياء الأنثى)) ..أدركت بل صدمت حينما لم أجد الدبلة بين الهدايا.. فقد كنت منذ صغري احلم بفارس أحلامي وهو يلبسني خاتم الخطوبة.. وها هو فارس أحلامي اليوم لا يحضر لي دبلة من أساسه...كم جرحني ذلك كثيرا...وخفت أن يكون لديه مانع ديني من ذلك...
اكتفيت بعدها بإبلاغ خالتي التي تعرف زوجة خاله...ونقلت لها انزعاجي المبطن لعدم إحضاره الدبلة...وأيدتني هي في ذلك ولكنها التمست له العذر بأنه أول من يتزوج في عائلتهم و ربما لم يسعهم الوقت لإحضار الدبلة...
اقتنعت بكلامها جزئيا...
أحب أن أوضح نقطة مهمة, وهي أنه كان واضحا للجميع إعجابه شخصيا وإعجاب أهله بي وبشخصيتي...وقد علمت بأنهم قالوا لأقاربهم إنها متعلمة و فاهمة وجميلة وبنت شيوخ كما أنها ناجحة في حياتها المهنية وتشغل منصبا قل أن تشغله فتاة في سنها...كما كان واضحا للجميع بما فيهم -قريباتي اللاتي حضرن الملكة – أن أهل خطيبي (زوجي) ((ميتين علي)) كما يقال...ولم يصدقوا باني سأكون زوجة لولدهم...
ما دعاني لقول ذلك هو ما حصل بعد الملكة..فالمتعارف عليه أن يبدأ الخطيب (الزوج) بمكالمة زوجته والتعرف عليها والتقرب منها وهذا ما كنت انتظره وأتوقعه بناء على كل ما سبق...ولكن ما حدث أمر آخر تماما...وهنا بداية المشكلة...
سافرت بعدها للمدينة التي اسكنها لانتهاء إجازتي, حيث يعمل هو قريبا منها ولا يفرق بيننا وبينه إلا ((مشوار)) ساعة وربما أقل...
المهم, أنني وجميع أهلي وأقاربي وصديقاتي...الجميع ...كان يتوقع قدومه بعد الملكة في غضون أسبوع..حتى يستخرج بطاقة العائلة الخاصة بنا أنا وهو –كما هو متعارف عليه-..ولكن انقضى الأسبوع الأول..ولم يحضر أحد...والثاني...ولم يحضر....ثم انقضى الثالث و الرابع و الشهر الثاني..ولم يتصل أحد...
بعدها حضرت حفلا لجهة عملي على شرف الملك...وكرمت فيه من الملك شخصيا...ونقل الحفل على الهواء مباشرة... هنأني بعدها الجميع..وأقام لي أهلي بعدها حفلا كبيرا...وعشت فرحة لا توصف...وعلى حجم فرحي بالتكريم...والأضواء ولقاء كبار الدولة...على قدر ما كنت أحمل في قلبي أملا بأن يدغدغ ذلك ذكريات (خطيبي) عندما يراني ويجعله (يحس على دمه) ويهاتفني ليبارك لي..بل ليكون أول من يبارك لي!!
ولكن شيئا من ذلك لم يحدث!!!
تخيلوا ذلك!!
كل ما حدث..اتصال هاتفي من والده!! ليسلم على والدي فقط ويسأل على الجميع بدون تحديد لي ...ثم اعتذر نيابة عن ولده لعدم اتصاله أو زيارته لنا بحجة انه مشغول في عمله!!! تخيلوا ذلك...
يالله !!! مشغول في عمله لدرجة أنه لا يملك الوقت الكافي ليقول لي مبروك حبيبتي!! أو حتى ليقول السلام عليكم !!
مشغول وهو يعلم مدى حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقي في عملي!! وكأنني أنا الغير مشغولة أو كأنه هو من يعمل وحده في هذه الحياة والناس كلها (فاضيه ماعندها شغل!!)
كم أحسست بالإهانة..فأنا المعززة المكرمة ..(بنت العز و بنت الناس) التي يتهيب لها الجميع عند دخولها المجلس ويأنسون لحديثها ..الناجحة في عملها والتي يحسب لها الجميع ألف حساب وينظرون لها على أنها قائدة هذا المكان مستقبلا.. أنا وأنا وأنا ..أهان بهذه الطريقة!!
يأتي من سلمته نفسي وعقلي وقلبي...ومن توقعته سيكون رفيق دربي وشريك حياتي وعديل روحي...ليتجاهلني كل هذه الفترة ثم يأتي والده (وليس هو) ليعتذر بدلا عنه بعذر أقبح من ذنب!!
أحسست بإهانة ما بعدها إهانة ...وأحسست بأنه كذب في كل ما قاله في رسالته...فأين شوقه ...وأين حبه المصنوع وهو لم يرفع لي سماعة الهاتف...ليقول على أقل تقدير ...السلام عليكم ...فقط ...لم أكن أريد أن يغرقني بكلمات الشوق والغزل...كنت فقط أريد على أقل تقدير..أن يشعرني بأني موجودة في حياته..!!!
لا أن يعتبرني واجبا يجب عليه إنهائه فحسب!!
كنت كلما سألني أحد: هل يكلمك..أبلغ غصتي وأتصنع الإجابة, ويأتيني الرد: (ياعيني عليه...تلاقينه الحين ميت عليك...وين يحصل وحده مثلك!! ) فأداري دمعتي وأهمس في صمت: (يا ليت قومي يعلمون!!), وكلما سألني أحد أين دبلتك...أتحجج بنسيانها في البيت...فأباغت بالرد: وهل مثل هذا الشيء ينسى في البيت!!
كم جرحني ذلك كثيرا..أحسست أن الجميع يتوقع لي قصة رومانسية أبطالها أنا وهو...ولكن شيئا من ذلك لم يحدث!!
بدأت المح نظرات الشفقة و الرحمة في عيون أهلي...وبدأو يلتمسون له العذر...ويحاولون مواساتي: ربما كان يستحي يا بنيتي..وكنت أرد عليهم: إذا كان هو يستحي فماذا ترك لي!!...
ربما كان فعلا مشغول!!..فارد بانفعال: وهل أنا الفاضية اللي ما عندي شغل!!..
لم اعد أتحمل نظرات أهلي المملوءة بالشفقة والرحمة,و عزمت على ألا أفكر فيه ثانية...وأن أغلق أي حوار يدور في بيتنا عنه...فإذا لم يتذكرني هو طوال الفترة السابقة فلم أتعب أنا نفسي به وأفكر فيه كل لحظة و ثانية!! ...بل كنت أتذكره في كل مكان وفي كل وقت...وأنا في عملي وفي طريقي للبيت, وقبل أن أنام.... كنت أحمل صورته معي أينما ذهبت...وأحمل أجمل صورنا في حلي وترحالي لأراها كلما اشتقت إليه...بينما لم يتذكرني هو...ولو للحظة واحدة...ولم يكلف نفسه عناء الاتصال بي مرة واحدة على الأقل..
بدأت الهواجس تحل على رأسي بين الفينة والأخرى..وبدأت علامات الاستفهام تسكنني كل يوم: هل كان اختياري موفقا منذ البداية؟؟!!
لا أشعر بأنه الإنسان الذي حلمت به في حياتي...بل ربما كانت هناك امرأة تسكن قلبه...لا سيما وانه يسكن وحيدا بعيدا عن أهله...ربما كان مجبرا على زواجه مني؟؟ أتذكر ردة فعله عندما رآني في الملكة بكامل زينتي وأطرد هذه الهواجس (والعن الشيطان).. وأنام ....
بدأت أحاول نسيانه...وفعلا استطعت أن أتجاهل وجوده و التفكير فيه..
مر الشهر الثالث وجاء العيد...توقع الجميع أن يأتي إلينا ليبارك لنا بالعيد...اتصلت أمه علينا في قبل العيد وسألت عني...واعتذرت لولدها عن عدم اتصاله أو زيارته لنا بحجة أنه مشغول!!
وعلى الرغم من ذلك فرحت -داخل نفسي- باتصال أمه (لاحظوا لم أقل اتصاله)...وكأنني غريق ابحث عن قشة للنجاة...يالله...إنه لا يزال يذكرني...تخيلوا...أفرح لمجرد أن أمه -وليس هو- اتصلت... حاولت أن اخفي مشاعر الفرح أمام أهلي حتى لا أرى نظرات الشفقة في عيونهم..
اتصل بعدها أبوه الذي يسكن مع عائلته في منطقة أخرى...وبارك لوالدي بالعيد وقال بان ولده المحروس سيأتي ليبارك لنا بالعيد ....كم أحسست بالفرحة وقتها رغم تصنعي عدم الفرحة أمام أهلي وقلت لهم بتصنع: (بدري...توه يتذكر أنه يحي!!)
العجيب هو ما حدث بعد ذلك: مرت أيام العيد وكنا نتوقع حضوره في أي يوم ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.. ولم يبارك لوالدي بالعيد...(فضلا عن مباركته لي!!)
عندما قاربت السنة الهجرية الجديدة على الانتهاء, اتصل بأخي وقال له: سأحضر غدا !! وكان في وسط الأسبوع و كنت وأهلي نعاني وقتها من زكام شديد نتيجة لذهاب أخي للحج وانتقال فيروس الحج له..هذا غير أني كنت مرتبطة بدورة في المساء ودوامي الصباحي المعتاد...أعتذر له أخي بلباقة وأخبره بالأسباب..فتفهم و أجل الموعد أسبوعا... بعدها وحينما حل الموعد, وكنت أنا في قمة تأهبي له –بل ومن فرط فرحتي به لم احضر للدوام ذلك اليوم على الرغم من أن الزيارة كانت في المساء ولكن حتى لا أكون متعبة عندما أقابله!! – اتصل يومها واعتذر عن الحضور...علمت فيما بعد أنه كان يتوقع أن أبي مسافر في ذلك الوقت وعندما علم بوجود والدي -الذي كان ينوي معاتبته على عدم سؤاله عني واتصاله بي طيلة الفترة الماضية- أجل الموعد ليأخذ احتياطا ته...
أتى الموعد الذي حدده هو..وكنت قد أعددت له أصناف الطعام.. كل شيء... الحلويات ...الفطائر... القهوة و الشاي و العصير...كل شي...جهزت المكان وعطرت المجلس الذي سنجلس فيه...وضعت الماكياج لأمي...واخترت لبسها..بل واخترت لبس أبي كذلك وطلبت منه أن يحلق ذقنه بالطريقة التي أراه فيها مميزا.....ولبست لبسا مميزا يشعره بأنوثتي..وضعت الماكياج وأغرقت نفسي بأجمل العطور...وجهزت نفسي للقاء المنتظر!! ولكن ما حدث بعد ذلك فاجئني وهزني بشدة....
حضر الحبيب المنتظر ولكنه لم يكن لوحده...حضر وكان معه خاله!! وكان معنى ذلك أنه لا يستطيع لقاء والدي لوحده فجلب خاله معه حتى لا يلومه والدي أو يعاتبه...كما أنه لا يرغب بلقائي مدة طويلة...يريد إلقاء السلام فحسب!!
جرحني ذلك بشدة..انهمرت الدموع من عيني, لم اعد احتمله بعد الآن...لماذا لا يريد لقائي والجلوس معي...هل أنا التي يفترض أن تبحث عنه و تطلب جلوسه و الحديث معه أم هو...حاول أهلي تهدئتي والتخفيف علي...ولكني انفجرت غضبا عندما سمعت والدي يقول لأمي:إنه يطلب تحديد موعد للزواج!!..
كيف يطلب تحديد موعد وهو لم يتكرم ليزورني أو ليسأل علي طوال الفترة الماضية!!!
كيف يتجرأ ليطلب موعد وهو لم يرفع سماعة الهاتف ليقول لي كيف حالك..أحسست بأنني واجب يؤديه فحسب..أقسمت على والدي ألا يعطيه موعدا...أحسست بأنه كاذب ومخادع و لئيم..وأن كل صفات الدنيا السيئة فيه...
تمالكت نفسي وهدأت حينما وعدني والدي أن يقول لهم : سأتفاهم مع والدك بهذا الخصوص...كنت أريده أن يذوق طعم الإهانة كما أذاقني إياه....وأن يحس بطعم المرارة الذي أحسست به..
انتهت الزيارة و هو لم يطلب لقائي....وأنا التي تزينت له بكل أشكال الزينة..ووضعت له أجمل العطور...وقتها استجمعت قواي..وقلت في نفسي: لا بأس..لن أكون ضعيفة بعد هذا...
دخل علي أخي وفي عينيه نظرة الشفقة, وقال لي: تريدين رؤيته؟؟؟ قلت له بثقة: (اللي ما يبيني ما أبيه)...أحس بعمق جرحي وقال لي: ولكنه يطلب لقائك...قلت له: (صح النوم)...وحلفته إن كان هو (أخي ) من عرض عليه لقائي أم أنه المحروس...فسكت برهة يبحث عن مخرج وقال: ((والله انه جاب لك هدية!! ))..رفضت الدخول عليه....ولكني في النهاية قبلت بعد توسلات أمي وأبي...لعل ذلك يصلح ما بيننا...
وكان أبي وأمي يؤملان على لقائه بي كثيرا..وطلبا من أخي أن يترك الغرفة لنا...فرفضت وحلفت إن تركها ألا أدخل ....وطلبت وجود أمي أيضا...وكان لي ما أردت...
دخل, ولم أكن أعول عليه هذه المرة كثيرا.. ألقى السلام ...صافحني...قدم لي الهدية بطريقة (الشيبان) قائلا: (خذي هذي قبل لا أنسى!!) أيقنت حينها أنني واجب يؤديه في حياته...لا أكثر ولا أقل..
كان كل ما قاله لي خلال لقائه الذي دام 5 دقائق: كيف الحال...فقط...
انصرف بعدها ليسأل أخي عن دوامي, ومتى أعود للمنزل..وهل احضر عملي للمنزل أم لا...وكل هذا وأنا موجودة ولم يسألني أنا...قالت لي أمي أن علامات الغضب الممزوجة بحياء الأنثى كانت بادية على وجهي...وربما عندما رآني هكذا سأل أخي..
بلعت غصتي وقلت في نفسي: (إن شاء الله عمره ما سأل)...
بعد خروجه انصرفت لأشاهد التلفاز وكنت اصطنع أمام أهلي وكأن شيئا لم يكن..باركت لي أمي بلقائه...وضمتني بقوة...أحسست بأنها تحاول أن تداوي جرحي وتقول لي: لا بأس يا بنيتي...غدا سيتغير..
داريت دمعتي وصعدت غرفتي..وتركت هديته في نفس الغرفة التي قابلته فيها...فلم تعد تهمني هداياه..عندما دخلت غرفتي واستعدت ما حدث ...بدأت في البكاء بشده...فلم أتوقع منه هذا اللقاء البارد..سمعت الخادمة صوت بكائي..وطرقت علي باب الغرفة وتجاهلتها..أخبرت والدتي فصعدت لي فورا...عندما شاهدتها...ازددت بكاء ...ولم أعد احتمل..حضنتني بقوة...ومسحت دمعتي وبقيت معي حتى هدأت بعد منتصف الليل..
نمت في حضنها تلك الليلة...واستيقظت في الصباح لأجد هداياه أمامي...نظرت إلى الكيس الذي يحويها..وقلت في نفسي...لماذا تفعل بي كل ذلك..
لم اقترب من هداياه ولم أفكر أبدا في فتحها....جاءتني والدتي بالفطور حتى غرفتي...وصبحت علي: كيف بجومتي اليوم؟؟(وهو الاسم الذي أحب أن تناديني به والدتي ويعني فتاتي الصغيرة المدللة)...
تناولت معي الفطور في غرفتي, وجلست بعدها معي تحدثني, ثم التفتت إلى هداياه وقالت: (كلهم في الأول كذا يا بنيتي...بس بعدين يتغيرون ويصيرون مثل الخاتم في الإصبع...والله أن يتحسف عدد شعر راسه على كل يوم ما تهنى فيه معاك)...
صمتت, ثم التفتت إلى الهدايا قالت: (افتحيها)...قلت لها: (ما تهمني هداياه, خذيها لك)...ردت بحزم: (هو جابها لك...يعني يبيك انتي تاخذينها)...قلت لها: (وش بيكون فيها يعني ..عطر ولا ساعة..ماني محتاجة لا لعطره و لا لساعته!! خليها له يمكن يحتاجها بعدين ولو اني كنت بوعيي أمس كان والله لأردها في وجهه)
ردت: ( أدري انه غلط كثير...بس افتحيها علشاني)...وخرجت على وعد بأن افتحها...
بعد يومين...فتحت كيس الهدية...فماذا وجدت؟؟
كانت الهدايا مغلفة بطريقة رائعة..ومميزة تفوح منها رائحة عطر أخّاذ...يسلب القلوب....
فتحت الهدايا ...كانت الأولى ساعة (ولم يعجبني ذوقه), الثانية جوال جديد مع بطاقة اتصال مفوتر... الثالثة: مظروف يحتوي مبلغ من المال ورسالة...نعم رسالة مغلفة بطريقة تقطر رومانسية....بدأها بــ((غاليتي)) وختمها بــ ((محبك / فلان))
لم تؤثر في كلماته كما أثرت في رسالته الأولى...أحسست بأن كل كلمة فيها ...هي كذب ونفاق وخداع..وإلا...إذا كان يحبني ويشتاق لي كما قال, فلم تجاهلني كل هذه الفترة...ولم لم يحاول الاتصال بي طوال الشهور الماضية..
في المساء, شحنت الهاتف الجديد وشغلته...حاولت الاتصال منه على رقم هاتفي فأعطاني رسالة..الاتصال محظور.. اتصلت بالشركة فأخبروني بان هناك اجراءت متبعة للحد من تسرب الأرقام لغير أصحابها وانه يجب على صاحب الشريحة أن يتصل بالشركة لتأكيد بياناته و تفعيل الشريحة ..وطبعا كانت الشريحة باسمه..أخبرت الموظف بأن الشريحة تخص زوجي وطلبت منه تفعيلها فاعتذر لي بلباقة, وقال: (لا مشكلة, خليه يكلمنا ونفعلها على طول)...قلت في نفسي بحسرة: (ليش هو كلمني عشان أقول له يكلمك!!)
تركت هاتفه مفتوحا واعتقدت انه لا يعمل...وضعته داخل علبته, ونسيته لمدة أسبوعين..
لا ادري ما الذي دفعني لان أفتح العلبة مجددا لأفاجأ بوجود اتصال منه قبل يوم...تليها رسالة غرامية مملوءة بالحب و الأشواق...
لا أخفيكم...علا محياي البسمة...وارتسمت علة وجهي الفرحة...وقلت بصوت العاشق الولهان: وأخيرا....
عشت لحظة جميلة...لا أستطيع نسيانها...وذهبت لأخبر أمي ...باركت لي...ههههههه وكأنه شي يستحق المباركة !!
بعد انتهاء مراسم الفرح...لاحظت وقت اتصاله, فوجدته الواحدة و النصف ليلا...قلت في نفسي: (( مو مشكلة...أهم شي انه حس على دمه واتصل...))
اتصل بعدها بأسبوع..ولكن لم أكن بجانب الهاتف...وكانت الساعة 9 ليلا...ثم اتصل في نفس الليلة الساعة الثالثة صباحا!!
وكنت حينها مستيقظة ولكني لم أرد..فقد استغربت اتصاله في هذا الوقت المتأخر من الليل...وقلت في نفسي: دعيه يذوق مرارة التجاهل ((و التطنيش)) كما أذاقني إياها...
وبعدها انتظر أسبوعا...ثم أرسل رسالة غرامية...وبعدها بأربعة أيام...اتصل...وكنت حينها أتناول العشاء مع عائلتي بعد رحلة بر طويلة خارج المدينة...قمت لأرد على مكالمته...وحينما ضغطت زر الإجابة...انقطعت الرنة..
أرسل بعدها بساعة الرسالة التالية مساء الخير...ليش ما تردين علي؟؟ كل هذا خجل ولا ثقل؟؟)
استغربت جرأته في الرسالة..فالمرة الوحيدة التي كلمني فيها قال لي: كيف الحال؟؟..فكيف يجرؤ على توجيه الخطاب لي بهذه الطريقة!!
ثم ما هو الخطأ الذي ارتكبته؟ لأني لم أرد عليه...وما المشكلة ...إن كنت لم أرد عليه فهذا لاختياره السيئ للوقت...كما أنه تجاهلني لمدة 5 شهور ولم يتصل بي...وعندما قرر سموه الاتصال بي...علي أن أجيبه في الحال وعلى الفور!!
أحسست بأنه أناني...وأنه أنهى لتوه علاقة مع فاجرة وعندما انتهى منها تفرغ لي... وأصبح لديه وقت يستطيع أن يحادثني فيه..
بعدها اتصل والده بوالدي وطلب موعدا للزواج, فقال له والدي: أنه سينسق الموضوع معي ويبلغه..
المهم أن ما حصل بعد ذلك أنكى وأمر...
لم يتصل بي...ولم يحاول محادثتي مجددا...لامتني والدتي كثيرا...وقالت بأنني السبب في نفوره مني...وأنه كان علي أن أرد منذ أول اتصال..وكان علي أن آخذ الجهاز معي أينما كنت...حتى لا يفوتني اتصال سموه الكريم...
كنت في البداية اعتقد أنه لم يحادثني لأنه لا يرغب في أن يؤثر على رأيي في موضوع موعد الزواج من حيث تأجيل أو تقديم الموعد, ولكني تراجعت عن هذا التفكير بعدما طالت المدة...
وها أنا على هذه الحال منذ ما يقارب الشهرين..لم يتصل ...لم يرسل رسالة...ولا يربطني به سوى الرباط الذي جمع اسمي واسمه في ورقة العقد...
الجديد أنه حادث أخي الكبير قبل فترة بسيطة طالبا منه التوسط له لنقل عمله من المحافظة التي هو فيها...إلى المدينة التي نحن فيها ...ولم يكلف نفسه عناء السؤال عني أو والدي أو والدتي...وكأن شيئا لم يكن !!
قلت في نفسي بتهكم: صح..بنات المدينة أحلى وأشيك..
أنا الآن مترددة...محتارة...أفكر في الطلاق...((فالطلاق الآن خير من الطلاق فيما بعد))...ثم أعود أدراجي وأخاف من حمل هذا اللقب وأنا مازلت صغيرة...
أفكر في أن أرسل له رسالة من هاتفي (فهاتفه يستقبل فقط حتى الآن ولم يقم بتفعيله)..ثم تأخذني عزة نفسي...وأقول...هو من يجب أن يبدأ...ولست أنا..فماذا سيقول عني لو هاتفته أو أرسلت له!!
أنا والله العظيم ..محتارة ...ومترددة ..ولا أعلم ماذا أفعل...أشعر بالاهانة...أشعر ان في حياته إمرأة أخرى...هل اطلب الطلاق...أم ماذا أفعل؟؟!!!
بانتظاركم.....