أختي الكريمة / أن ما ذكرته من مشكلة ليست تافهة أبدا .. صدقت بوصفها بأنها بداية خطوات الشيطان , نعم ولا يستهين بها عاقل فمعظم النار من مستصغر الشرر , إن ما تتمنينه أختي الكريمة من صلاح ظاهر وباطن لزوجك , هو مالا نستطيع أن نمنحه أحيانا لأنفسنا إلا أن يشاء الله ..!! لكن هل يعني هذا أن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما نراه أمام أعيننا من منكرات ؟؟ لا أبدا ليس هذا من سمات ديننا ..** عليك أن تؤدين واجبك الدعوي ( بإخلاص ) تجاه زوجك الذي أحببته, ** وقبل ذلك كله , توجهي بالتوكل الصافي على الله في هداية نفسك ومن أحببت أتعلمين معنى التوكل الصافي ؟ هو ذاك التوكل الذي بمجرد انعقاده في القلب يغمره بالطمأنينة والسكينة والثقة بحسن تدبير الله , ولا تنسي أبدا بذل الأسباب فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .. إننا يا أختي الكريمة نعيش بزمن مليء بالمغريات والتأثيرات التي تعج بنا ذات اليمين وذات الشمال , وهنا في مثل هذا الزمن يثبت الأصفياء بتوفيق الله , جعلنا الله و إياك وكل القارئات ومن أحببنا منهم ... **قد وضعت ضمن رسالتك ربما دون انتباه منك ( لأسباب قدأسهمت في الزلل ) فقد أشرت إلى أن ثمة رفقة سوء ما زال على اتصال بهم :
[[طبعا أهل الشر يدزون لهبين قترة وفترة صور وخلاعات بالموبايل.. وهو يخبرني فيها ]]
وقد سهل زوجك عليك مفاتحته بالنقاش , طالما أخبرك , بأهل الشر وأفعالهم من حوله , انتهزيها فرصة وذكريه في حينها بخطورة ذلك ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) , قل لي من تعاشر أقل لك من أنت ,ذكريه بالحديث النبوي الذي يتحدث فيه الرسول r عن أثر الصاحب السيء على صاحبه وجليسه والذي شبهه بنافخ الكير , والأثر السلبي , ثم اسأليه بأسلوب لطيف مقنع أخبريه وأنت ممسكة بيديه قولي له ( زوجي الحبيب قد رأيت فيك دينا أتصور أن يمنعك بحول الله عن استقبال مثل هذه الفتن , أدرك أنك تعيي أكثر مني شناعة آثرها على خطرات قلبك , و تعلم أن النظر سهم مسموم , يطفئ نور التدبر لكتاب الله , ويذهب بهاء الوجه ,أعلم أنك تدرك ذلك كله وأكثر ..فمنك أنا تعلمت ...أما آن يا زوجي الحبيب :- أن تنبذ هؤلاء الرفاق , الذين يحاولون جرك لمستنقعهم العفن , مطلبي ولا أظنك إلا معي في هذا المطلب مطلبنا يا زوجي في هذا الزمن هو الثبات فقط الثبات في زمن الأهواء , تذكرني وأذكرك حتـــــــــــــــــــــــــــــــــــى نصل - بمشيئة الله - إلى الجنـــــــــة سويا معا جنبا إلى جنب , يدا بيد , وحين ننعم برؤية الله – بمشيئة الله - سنتذكر الدنيا وكأنها حلم مر وانتهى , ربما سنهمس وقتها (( لقد كاد أولئك الرفاق أن يردونا إلى الجحيم ولولا نعمة الله ورحمته بنا لكنا من المحضرين )) وهكذا بمثل هذا الحديث ونحوه , ركزي في الحديث عما فاتحك به حول صور وخلاعات الموبايل فقط , طالما أخبرك بذلك فقط , ومــري في النصح حولها وكأنك تضربين عصفورين بحجر [ وكأنك تنصحينه بما اكتشفته في جهازه لكن من دون أن أن تصرحين و تخبرين بما شاهدته خفية في جهازه , وذلك سهل عليك فكلا المعصيتين يشتركان في أن مبدأهما النظر المحرم فركزي على الأولى وستسهم بحول الله في علاج الأخرى ] ... إن لمست منه التأثر والإيجابية معك , من خلال مثلا عبارات تشعر بأسفه أو تعوذه من الشيطان وإلقاء اللائمة عليه , هنا عليك أن تناقشيه بمنتهى العقلانية ودائما اختاري الصيغة الجماعية حين خطابك إياه أو وجهي الخطاب لنفسك لضمان تقبله النصح , فذلك أدعى للقبول , أخبريه مثلا حول ما سمعته من نصائح مشايخ معروفين ومقدرين لديه حول منكرات ليست عنده مثلا ثم اعبري منها إلى أنك سمعت ذات يوم عبارة من داعية وتأثرت بها أيما تأثير فقد قالت بما يعني مثلا ( جميعنا قد نضعف أمام بعض المغريات , الله غني عن عبادة نعبده إياها أمام الملأ فإذا غاب عنا الناس انتهكنا الحرمات , إن أعظم ما يخشى على العبد من ذنوب الخلوات وأكثر ما ينفع العبد خفي العبادات ) واسأليه ماذا تعني ذنوب الخلوات ؟ وتصنعي ما استطعت عدم المعرفة بشيء من هذا .. ثم علقي .. قد قررت أن أضع عبارتها على واجهة جوالي حتى تقر في قلبي , ما رأيك بذلك ؟؟ ثم ببراءة عفوية اطلبيه أن يضعها لك على واجهة شاشة موبايلك وبعد أن يعلمك طريقة وضعها على واجهة شاشة الموبايل ويضعها لك , بمداعبة بريئة قولي , دعني أعيد الدرس ونفذي الطريقة لكن على شاشة جواله , ثم ابتسمي بعذوبة آسرة وقولي ما رأيك هل وعيت طريقة الكتابة على شاشة الموبايل جيدا ؟ واتركيها على شاشة جواله بعفوية كأنك ما تعمدت ذلك - ليس من الضرورة أن تلتزمين حرفيا بما ذكرت من عبارات لكن ابحثي أنت وأنت أدرى بما يناسب حاله من العبارات , واقترحي وضعها على واجهة شاشة الجوال أو الكمبيوتر - واستمري في الحديث وكأنك تناقشين نفسك وأنت كما يقول المثل (إياك وافهمي ياجارة ) ثم بعدها بفترة استمري في سياسة التذكير والنصح بالتلميح تارة وبمقاربة التصريح تارة على نحو ما يأتي :- لابد أن تعينني وأعينك .. اسمع يا زوجي نحن في زمن فتن من الأفضل لكلانا , أن نقطع أي وسيلة تؤدي إلى فتح باب شر ؟؟ أعلم أختي أن هذا قد لا يكون حل جذري لكن قد تحتاجينه مع نبذ رفاق السوء كحل داعم , إلى حين يخف تأثيرهما السيء عليه , وإلى حين يرتفع منسوب إيمانه ** وإذا كان زوجك لديه فراغ ولو يسير , كوني وراءه في شغل فراغه بأي أمر نافع سواء في الدنيا أو في الآخرة ( مناشط دعوية , لجان خيرية , رفع مستوى الدخل للأسرة , تلبية طلبات البيتين والأطفال , وزوجتيه , إذا شغل فمن أين سيجد الوقت ليفكر باللهو والعبث المحرم , ما تسلط الشيطان علينا إلا من خلال الفراغ { الجدة ( الشباب ) والفراغ مفسة أيما مفسدة } ... فتشي جيدا من حولك في كل ما يحتاج لإصلاح , أشغليه بالمباح الحلال وبمسؤلياته ولا تتحملي شيئا من مهامه ليشغل عن الحرام ** وجاهدا معا لقيام الليل ولو ركعتان يسيرتان قبل الفجر , يعقبهما استغفار السحر معا - أنتما معا - .. فأثرهما جد عجيب على الزوجين .. ** لا تنسي الدعاء فسهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء !!! عذرا أختي الكريمة قد أكون شتتك بحديثي السابق فإليك :-
ملخص ما أتوقعه من أمور قد تسهم في علاج أو التخفيف من مشكلتك :-
** التوكل على الله , والدعاء بالهداية والثبات
** نبذ رفاق الشر , واستبدالهم بصحبة طيبة .
** التورع عن استقبال ما يغضب الله , ونبذ كل وسيلة قد تجر إلى الحرام , ما دام يلمس الإنسان من نفسه ضعف وعدم قدرة على الثبات , فالاستغناء عنها خير , إلى حين يجد الإنسان في نفسه بمشيئة الله وازع ديني قوي وحصانة داخلية فمن الممكن حينها أن يأخذ من الوسائل المباحة ويستعملها فقط في طاعة الله حين تقوى وتزداد مراقبة الله في نفسه .
** شغل وقت فراغه , بالمسؤوليات وما هو مناط بحمله من مسؤلية البيت و الأولاد والزوجتين وتبعات الحياة الزوجية حتى في متابعة الأبناء , والإشراف على تربيتهم , والشغل بهم , وإن كان ثمة وقت فالانخراط في المناشط الدعوية , أو اللجان الخيرية أو أي عمل مباح في الدنيا والآخرة المهم لا يبقى فارغا ..!!
هذا ما توصلت إليه أختي فما كان فيه من صواب فمن الله وحده ,وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان .
حفظنا الله وإياكم من كل المعاصي ظاهرها وباطنها .