[ قاعدة شاحنة النفايات ] !
يقول تعالى : [ ولَا تَسْتوي الحسنة ولا السيئة ادفَعْ بالّتي هيَ أحسنُ فإذَا الذِي بينكَ وبينهُ عداوةٌ كأنّهُ وليٌّ حمِيمٌ (34) ] " فصلت "
ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب التاكسي وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق التاكسي ملتزما بمساره الصحيح ، انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ أمامنا وبسرعة ضغط سائق الإجرة بقوة على الفرامل ، وكاد أن يصدم بتلك السيارة ,
الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى
أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا !!
فما كان من سائق التاكسي الا أن كظم غيظه ولوح له بالإعذار والإبتسامه !
[ خُذ العفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِضْ عَن الجاهِلينَ ]
استغربت من فعله وسألته : لماذا تعتذر منه وهو المخطيء ؟!
هذا الرجل كاد ان يتسبب لنا في حادث صدام ؟ هنا لقنني سائق التاكسي درساً أصبحت أسميه فيما بعد : [ قاعدة شاحنة النفايات ] !
قال : كثير من الناس مثل شاحنة النفايات تدور في الأنحاء تحمل أكوام من النفايات " المشاكل بأنواعها ، الإحباط ، الغضب ، وخيبة الأمل "
وعندما تتراكم هذه النفايات داخهلم يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب فلا تجعل من نفسك مكبا للنفايات
!
لاتأخذ الأمر بشكل شخصي ، فقط ابتسم وتجاوز الموقف ثم انطلق في طريقك ، وادع ان الله يهديهم ويفرج كربهم لأنهم مكروبين !
يقول صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظاً ،
وهُو قادرٌ عَلَى أن ينفذه ، دعاه الله سبحانهُ وتعالى على رؤُوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحُور العِين ما شاء ) رواه أَبو داود والترمذي
وليكن في ذلك عبرة لك واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل ، البيت ، أو في
الطريق !
حافظوا على أنفسكم في مزاج حسن و استمتعوا بيومكم بل بأيامكم جميعها مهما صادفتم من سلوكيات غريبة و غير مبررة من حولكم