الجزء الثاني عشر
قرأت مها بعض المواضيع التي في مدونة سعيد...
رأت له موضوع يتحدث فيه عن طفولته في قريته ...كان أسلوبه في الكتابة ممتع
ثم قرأت موضوع يصف فيه مشاعره لأمه وأبوه ...
ثم قرأت موضوع له يصف فيه فترة مابعد مراهقته ..وكيف أن هذه المرحلة كانت صعبة بالنسبة له لأنه في هذه الفترة توفى أبوه ووجد نفسه فجأة مسؤولاً عن عائلته على الرغم من ان أباه قد ترك لهم ورث مالي كبير إلا أن المسؤولية كانت كبيرة عليه ...لقد وجد نفسه فجاة مسؤول عن إدارة ممتلكات والده ...
ثم قرأت موضوع أثار إنتباهها لأنه كان يتحدث فيه عن زوجته الأولى ويمدحها في هذا الموضوع ويصف مشاعره نحوها كان يقول ( إلى غاليتي أم فلان ...يامن سلبت عقلي وفكري ... أول حب في حياتي ... هل تذكرين تلك الأيام ...الأيام الجميلة ...عندما كنا صغاراً ... كنا في قريتنا ...نلهو ونلعب ...دون ان نعي معنى الحب أو الزواج ...وعندما كبرت بدأت أهتم لسماع أخبارك وأترقب أوقات ذهابك للمدرسة...هل تذكرين ؟؟
كان حبنا صامتاً ...حب لايتخطى حدود الأدب ... توجنا حبنا بالزواج ...
ثم انجبنا الأطفال ...تعلمين تماماً مقدار حبي لكِ ...اقدر لكِ حبك وحرصك على إسعادي ...تذكري تماما ً بأنكِ ملكة متوجة على عرش قلبي ... فمع كل يومٍ يمضي أشعر بحبي لكِ يزيد)
توقفت مها عند هذا المقطع ...وقد شعرت بالضيق ...وتساءلت لماذا تضايقت ...
لكنها في نفس الوقت تعجبت جداً...
كيف يجرؤ سعيد على كتابة مثل هذا الكلام في مدونته وبإسمه الصريح ...كيف يجرؤ على كتابته وله زوجة أخرى ...
إذا كان يحب أم عبدالله كل هذا الحب فلماذا تزوج عليها ؟؟؟
ألا يخاف أن تقرأ أم مشعل كلامه ومدحه لأم عبدالله ...
قالت في نفسها : هذا الرجل غريب ...هل هو صادق ..ام أنه كتب هذا الموضوع ليرضيها بعد خلاف بينهما ..
إحتارت جداً...
ثم كملت قراءة المواضيع فتفاجأت بموضوع يتحدث فيه عن زوجته الثانية ويمدحها أيضاً...
شعرت بان سعيد وأهله عالم غريب... رجل متزوج إمرأتين وقادر على الإمساك بزمام الأمور و يكتب مواضيع لكل واحدة منهن ...
هل تراهن لايعلمن عن هذه المدونة شيئاً ...
إستمرت في القراءة فوجدت أن المدونة مليئة بالمواضيع وبعض المواضيع تكون مبهمة...فمثلاً وجدت موضوع مكتوب فيه إلى من ملكت قلبي ... يصف مشاعر الحب والعاطفة تجاهها ...ولكن لم يصرح لمن هذه المواضيع موجهه هل لزوجته الأولى ام الثانية أم لأخرى لاتعرفها ...
إستمتعت بالقراءة ولكن قطع حبل أفكارها دخول فهد إلى الغرفة ...يطلب منها إعداد العشاء
أغلقت الكمبيوتر ...وذهبت إلى المطبخ لتعد له العشاء ...وكان فكرها مشغولاً في سعيد وعائلته ...
شعرت برغبة في معرفة أخباره ...
بعد أن تناول فهد عشائه مع مها ...سألته مها عن سعيد...قالت له: إيش أخبار أبو عبدالله وأهله ...
هل تقابله ...قال لها : تحدث معي من فترة وقد ألحيت عليه أن يحضر عندنا ليتعشى عندنا إلا أنه تعلل بأنه مشغول ...وانه متى ماحانت له الفرصة سوف يأتي ...
شعرت مها بالراحة...وظلت منتظرة ذلك اليوم الذي سوف يأتي فيه سعيد لزيارتهم ...
(يتبع)