تصادف احداث هذا الجزء مع موسم الحج تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
****************************
مرت الأيام والشهور على سارة بعد عودة حمد والذي عاد لحياته المزدوجة
وعاد لغموضه معها ...
وهي تنتظر الفرج من الله.. للخروج من الحالة النفسية التي تعيشها ..
فحمد مازال عريسا جديدا في سنته الأولى... واستمر على تحين الفرص للذهاب إلى بدور
حتى أصبحت سارة تشك حتى بذهابه إلى البقالة .. والصيدلية والحلاق ..
تعلقت سارة بسماع القصص عن الأزواج الذين يتزوجون على نساءهم ثم يتم الطلاق سريعا ويعودون إلى زوجاتهم الأوائل تمنت أن يكون حمد واحد منهم وان يفعلها سريع الترتاح...
لكن انتظارها قد طال و لم ترى منه ما يدل على انه ذلك النوع من الرجال بل على العكس تراه يزداد تغيرا وتعلقا ببدور
********
كان للجوئها إلى الله والإلحاح في الدعاء والتعلق به ... الأثر الكبير في تلك الفترة لتخفيف مصابها...
اشترت الكتب والأشرطة التي لا تخرج عن مواضيع الصبر على المصيبة وقصص الفرج بعدالشدة والأدعية المستجابة وأسباب استجابة الدعاء
و اعترافات زوجية وتعلقت بكتاب لاتحزن للشيخ عائض القرني لدوره في تخفيف مصايها ...
كانت ذات ليلة تصلي في الثلث الأخير من الليل
وكانت تلك هي متعتها في مناجاة ربها في تلك الفترة القاسية ولما رأته من راحة نفسية عجيبة تجدها أثناء يومها التالي ..
.كان لم يتبقى على صلاة الفجرإلا وقت قليل فاستلقت على سجادتها تنتظر الآذان ... لترى تلك الرؤيا وفي ذلك الوقت
مما جعلها تحرص على تعبيرها بالاتصال على احد معبري الرؤى... الذي عبرها بأنه سيقضى لها ثلاث حاجات تتمنى قضائها...
لم يخطر في بالها في تلك اللحظة إلا أن يكون رجوع حمد احد هذه الحاجات التي ستقضى لها واستبشرت بتلك الرؤيا...
لم تكن تعلم أن مشروع تخرجها هو احد هذه الحاجات
التي كانت تتمنى انتهاءها و أغرقت نفسها في العمل عليها لتنال شهادة الدبلوم
كان ذلك مع اكتمال سنة على زواج حمد ومع اقتراب موسم الحج الذي كان يمر على سارة للمرة الثانية مختلف عن السنين السابقة
فقد كانت تتمنى كل سنة منذ أن تزوجته أن تحج إلى بيت الله وتؤدي فرضها فهي لم تحج بعد وهو لا يبدي أي استعداد للحج معها بل يمنيها ساخرا بأولادها عندما يكبرون ويكونوا محارم شرعيين لها في الحج كانت جالسة بكسل على تلك الأريكة أمام التلفاز وتملي على يزيد بعض الكلمات في مادة الإملاء بتململ وهي تشاهد برامج التلفاز تتحدث عن الاستعداد للحج فتذكرت آخر موسم حج... صادف أيام زواجه وشهر العسل مع بدور...
قطع عليها خمولها وتململها وتفكيرها اتصال من أخيها سليمان الأخ شديد التدين والالتزام وبعدأن ألقى السلام والتحية بدا بمداعبتها بهذه الكلمات
سليمان : أقول يا مدام ماودك تحجين هالسنة؟؟
سارة : الله تكفى لا تجي على الجرح
سليمان ضاحكا : وشلون وش جرحه الله يستر
سارة: تعرف يا أبو محمد إني ما حجيت و أتمنى أمنية إني أحج وأؤدي فرضي وكل سنة أدور احد يكون محرم لي عشان أحج معه ... تضحك ..مابقى الا اني اشحذ محرم ... محرم يا محسنين ..
سليمان بجدية : طي بوش رأيك تحجين السنة؟؟
سارة : ياليت يا خوي بس كيف ؟
سليمان : مع ولدي محمد
سارة مندهشة وغير مصدقة : هاه وش قلت سليمان : ولدي محمد ينوي الحج السنةإن شاء الله وش رأيك تحجين معه ؟؟
سارة بفرحة غامرة : صادق أنت... ؟؟
الله يسلمك أنت تدري وش تسوي فيني ؟؟ أنت ... أنت ... كادت أن تبكي من الفرحة طار قلبها فرحا لم تستطع أن تحبس دموع الفرح المنسكبة ولم تستطع أن تعبر لأخيها عن مدى فرحتها إلا بالدعاء له...
حتى قاطعها ...
سليمان :اسمعي يا سارة ترى ما فيه وقت ويالله يمديكم تدورون حملة تسجلون فيها
سارة :ابشر والله يا هي بشارة لي الله لا يحرمك أجرها ...
************
كان موعد رحلة سارة يوم الاثنين ليلة الثلاثاء ولكن في يوم الأحد اتصل بها محمد ابن أخيها ليخبرها عن تقديم موعد رحلتهم الساعة السادسة فجرا يوم الاثنين بدلا من الساعة الثانية عشر ليلا
كانت في تلك الأثناء في زيارة لابنة خالتها وصديقتها بنفس الوقت لتودعها ولتقضي معها بعض الوقت وخاصة أنها تشعر بالراحة معها وتأتي إليها كل ما شعرت برغبة في الحديث عن مشاكلها مع حمد ومشاعرها فقد كانت منال الصديقة المنصتة الرائعة ..
تفاجأتبتقديم رحلتها فارتبكت فلم يتبقى سوى سويعات على سفرها للحج
ترددت بالاتصال على حمد لتخبره عن تقديم موعد رحلتها لوجوده عند الأخرى لكنها مضطرة إلى ذلك فليس في الوقت متسع لمراعاة المشاعر ...
اتصلت به مرة مرتان لم يجبها لم تندهش.. من عدم رده على اتصالاتها بل حزنت وتألمت ...
وبعد ساعة تقريبا وفي الوقت الذي بين الأذان والإقامة لصلاة العشاء اتصل بها حمد...
كم رغبت أن لا ترد عليه... ثأرالكرامتها... لكنها الضرورة تحتم عليها الرد عليه لإخباره ما استجد عن رحلتها ...
كانت تتحدث معه بمشاعرها وأحاسيسها
سارة :هلا حمد
حمد : هلا سارة كيف حالك؟؟
سارة : الحمد لله بخير الله يسلمك أنت وشلونك ؟؟؟
حمد وهو مستعجل كالمعتاد لأنه في طريقه إلى المسجد فهذا الوقت الذي يستطيع الاتصال بسارة إن طلبته : هاه اتصلتي علي ؟؟سارة : نعم اتصلت أبي أقولك إن رحلتنا قدموها الساعة ست الفجر...
كانت تنتظر أي ردة فعل بكلامه تفرحها ...
فهي تتوقع أن يتضايق حمد منتقديم الرحلة لأنه لم يراها كما تضايقت هي ...
حمد ببرود : لااا طيب ليه ... ؟؟
سارة: مدري والله ... لكن حبيت أقولك ... مع إني تضايقت وكان ودي أشوفك قبلأمشي وأسلم عليك !!
....وكأنها تقول له تعال أرجوك كم أنا مشتاقة إليك...
حمد : حتى أنا... طيب يا سارة بدأت الصلاة أكلمك بعد الصلاة ...
وكأنه يريد أن يعطي نفسه فرصة التفكير ...
فرحت سارة ...سوف يتصل بي مرة أخرى ..!!
إذن مشاعره اتجاهي كمشاعري!!
تشاغلت في الحديث بعد ذلك مع ابنة خالتها ثم استأذنتها بالخروج لتستعد للرحلة كانت في سرها تتساءلعن تأخر حمد بالاتصال بها كما وعدها وهي تمسك الهاتف بيدها ..!!!
وهي في الطريق ومع اقترابها لمنزلها دق جرس هاتفها..
يالفرحة قلبي حمد يكلمني في غير أوقات الصلاة ؟؟
هل هو شعوره بأنه سوف يفقدني في رحلتي هذه؟؟
أم ماذا يا ترى ترد بفرحة : هلا حمد...
حمد : هلاسارة ... كيف حالك
سارة : الحمد لله بخير ما دامني اسمع صوتك
حمد : يا بعدعمري أنتي
سارة يطرب قلبها لتلك الكلمات لكنها لا تستطيع أن ترد عليه بعبارةأجمل لوجودها مع السائق...
حمد : سارة تراني بالطريق جاي لكم
سارة لا تصدق ما تسمع
سارة : ما سمعتك وش قلت ؟؟؟؟حمد : أقول أنا جاي بالطريق
سارةيكاد قلبها أن يخرج من صدرها من شدة الفرح فماذا يعني مجيء حمد في غير يومها وفييوم بدور ..يعني أنه يحبها ويغليها فعلا ...مجيئه في يوم بدور وعلى غير عادته يدلعلى انه حريص على رؤيتها قبل رحيلها ..!!
هل هو بريق من أمل
..آه كم احبك ياحمد ليتك تدرك ذلك!!
بعد مجيء حمد لبيت سارة في وقت متأخر لم يبدي حرارة بلقائهاكم توقعت ...بل كان مرهقاً ... جلس وتناول القهوةوتحدث مع أبناءه وسلمها مصروفلرحلتها ..!! ثم صعد الدرج متوجها لغرفة النوم ... وهي ترقبه باستغراب ..
التفتحمد وهو يحمل ثوبه ...على كتفه حتى لا تقع مفاتيحه وأوراقه وقال :سارة تراني أبيأنام الليلة عندكم ...
سارة مندهشة ؟؟!! غير مصدقة ما يحدث ؟؟حمد يكسرقاعدته حمد يترك بدور من اجل أن يودعني ؟؟لاااااا أصدق أبدا تمنت أنها في وقتأبكر من ذلك لتخبر صديقتيها مشاعل وغادة اللاتي يلُمنها على استمرار حبها لحمد رغمما فعله بها ....!!
لتخبرهم أن حمد لا يزال يحمل لها مشاعر المحبة والود.. وظهرتهذه المشاعر أكثر عندما علم بموعد سفرها .. ليتهم يعلمون يا حمد !!
في تلكالليلة لم تستطع سارة ن تنام فمشاعرها مضطربة بين فرحتها بوجود حمد ومجيئه في غيريومها ليبات معها وليودعها... وبين فرحتها برحلة حجها التي طالما تمنتها سنين طويلة ....وبين أطفالها وتركها لهم ...وبين أغراضها وتجهيزاتها للرحلة .. وقبل موعدالرحلة بساعتين حضر أخيها سليمان وابنه قبل صلاة الفجر بدقائق ليوصلهم إلى المطارخرجت مسرعة بين لبس عباءتها وحمل حقيبتها بعد أن مرت على أطفالها لتقبلهم وهمنيام وتستودعهم الله الذي لا تضيع ودائعه ...
كان حمد يقف عند باب المنزللتوديعهم ثم استمر بالاتصال بها عندما وصلت المطار ليطمئن على وصولها كانت سارةتعيش أقصى مشاعر الفرحة منذ زواج حمد... باهتمام حمد بها في ذلك اليوم وتمنت أنيستمر اهتمام حمد بها دائماً وفي كل وقت كاهتمامه بها في هذه الليلةوحتى بعدوصولها مطار جدة نسيت أو تناست أن تتصل بحمد لتخبره عن وصولها لترى أيتصل أم لا !!!!! فما هي إلا دقائق حتى رن جرس هاتفها فغنى معه قلبها طرباًً فقد كان حمد هوالمتصليطمئن على وصولها ........
انشغلت سارة بأداء فروض الحج وواجباتهطيلة ذلك النهار يوم التروية فكان اتصالها أبناءها سريعا لم تسألهم عن تفاصيل ... فقد كانت مرهقة ..استلقت على فراشها الذي هو امتداد لفرش متراصة على طول الخيمةالضخمة ...
فلم تتخيل أنها رغم اختيارها لحملة مرتفعة التكاليف أن يكون نظامتلك الحملة بهذا السوء فهو بجمع مجموعة كبير من النساء في خيمة كبيرة... بالكادتجلس كل واحدة منهن في مكان فراشها ... فكان عليهن إبعاد الفراش وقت الصلاة حتىيتمكن من فرش سجادة الصلاة ...
لم يكن يهمها ذلك في تلك الفترة فهي قدمت لغرضواحد وهو أداءها فريضة الحج على أكمل وجه وضعت رأسها على مخدتها تبسمت وهي متعبةويغالبها النوم عندما تذكرت حمد ومجيئه إليها... كانت تشعر براحة نفسية ... لأنهاتركت أطفالها عنده فهي متأكدة بأنه يحبهم أكثر من أي شيء آخر... وسوف يهتم بهم فيغيابها فهي المرة الأولى التي تسافر وحدها .. . وتعلم أن أمها هي الأخرى سوف تهتمبهم أكثر منهافي يوم عرفة أرادت أن تطمئن على أطفالها قبل انطلاقها معالرحلة إلى جبل عرفة فردت عليها ابنتها الكبرى...
ديمة : هلا ماما كيف حالكوكيف الحج عسى ما عندكم زحمة..؟؟سارة :: ما شاء الله كل شي تمام انتم وشلونكموش أخبار إخوانكديمة : الحمد لله بخير يا يمه ما ينقصنا إلا أنتيسارة : الله يسلمك يا قلبي ... هاه وين رحتوا ما فرحتيني ... مع أبوكم وش عملتوا بعدي..؟؟وكيف قضيتو أول يوم من الإجازة ..؟؟ديمة بصوت منخفض وحزين : ولا شي حنا الحينعند جدتي ..
سارة : ليه انتم عند أمي..؟؟ليه تخلون أبوكم ..؟؟ ليه ما جلستوامعه ..؟؟ديمة : يمه إحنا ما خليناه !! ..؟؟ هو اللي راح وخلانا .:..!!
سارةينقبض قلبها مما تسمع ...!!
سارة : ديمة كيف هو خلاكم ..؟؟؟؟ ما نام عندكمباليوم اللي مشيت فيه أناديمة : جلس معنا إلى الليل بعدين طلع وقال روحواباتوا عند جدتكم ..
سارة : ايوه ؟؟ وبعدين ..؟؟ديمه : وبس ما شفناه بعدهاسارة وقلبها يعتصره الألم .... يعني انتم عند أمي من يوم سافرت أنا ؟؟؟ديمة : نعم ...أصلا قلنا لأبوي خلنا نروح الشرقية ولا نروح أي مكان حتى لو منتزه عشاننحس بالإجازة ... بس هو ما وافق يقول عنده شغل ..؟؟سارة وبعصبية وبلا تفكير : عنده شغل بإجازة الحج والعيد..؟؟ وانتم صدقتوه..؟؟؟؟ديمة : وش تبينا نسوي طيب؟؟سارة تتنهد ويظهر من خلال صوتها الحزن فتحزن ديمة التي لامت نفسها علىإخبارها أمها بذلك ..
ديمة : ليتني ما قلت لك يمه عن شي تكفين يمه لا يضيق صدركوأنتي بالحج1!!
سارة : ومن قال لك انه ضاق صدري يا حبيبتي..؟؟ بس أنا تعبانهتوني جايه من الحرمديمه : تبين تكلمين إخواني أناديهم ؟؟سارة بصوت مخنوقوتتمنى أن تنشق الأرض وتبلعها أو تموت في تلك اللحظة من شدة ألمها ..
لا حبيبتيديمه اتصل غير الوقت.. ودي أصلي الحين!!!!
أقفلت سارة الخط والتفتت يمنةويسرةتبحث عن مكان تدفن فيه نفسها لتبكي ..وتبكي..وتصرخلم تجد مكان وسطذلك المخيم المكتظ بالحجيج لتنفرد مع أوجاعها لتبكي قلبها..
فلا تستطيع أن تمسكنفسها عن البكاء استلقت في فراشها وتدثرت بغطائها حتى غطت وجهها وانخرطت في بكاءمرير..
تبكي نفسها.. تبكي آمالها ... تبكي قلبها.. الذي لا يميز بين المشاعرالصادقة والمتصنعة الزائفة ..التي أظهرها حمد عند توديعها ..
تبكي.. وتخاطب حمدالبعيد.,. لما فعلت بي هذا يا حمد ... ..؟؟ لما خدعتني بمجيئك ؟؟ لم تركتأولادك..؟؟ ولما لم تخبرني أنك ستذهب إليها ..؟؟وستمكث عندها طيلة وقت مكوثي بالحج ..؟؟ لما تركت أطفالنا..؟؟ هل فرحت بسفري لتنفرد بعروسك دون أن يكدر وجودي صفوكما ..؟؟. ألم تنتهي فترة شهر عسلكم الذي دام سنة كاملة ؟؟لما فعلت بي هذا ياحمد..؟؟لما خدعتني بمجيئك ..؟؟وجعلتني أشعر بوجود مشاعر طيبة لي بقلبك . ..؟؟
.ما هدفك من بياتك تلك الليلة عندي ..؟؟وأنت متعب ؟؟ هل تريد راحةضميرك ؟؟ وقلبك ؟؟ من التأنيب ؟؟هل أرضيت ضميرك و ربك بتلك القسمة ؟؟منذتركت أنا أولادي تركتهم أنت..؟؟هذا وأنا في رحلة حج ..؟؟ يزداد بكاءها ونحيبهايفترض أن تكون أنت من يحج بي ويرافقني . ..؟.فالعشرة بيننا ليست سنة ولاسنتان..؟؟لما أشغلت فكري بك ..؟؟وأنا قادمة إلى ربي أطلبه واسأله العفووالمغفرة..؟؟ وخير الدنيا والآخرة ؟؟؟ألا تخشى أن ارفع يدي بالدعاء عليك ..؟؟أن يقتص ربي منك ؟؟أم انك تثق ثقة عمياء بحبي لك وعدم استطاعتي فعل ذلك بك؟؟شعرت سارة أن كل من تحت سقف تلك الخيمة يسمع أنين قلبها المنفطر ..
لمتعلم سارة كم لبثت تحت ذلك الغطاء تبكي جراحها كم تمنت أن يقف قلبها أن تموت وتموتمشاعرها معها..؟؟ ويموت ذلك القلب الذي كرهته..؟؟ذلك القلب الذي يحمل حب حمدرغم أنه يطعنه ويجرحه مرارا وتكرارا ؟؟..؟؟حاولت أن تمسح دموعها وان تخفف منانتفاخ عيونها حتى لا تراها النساء اللاتي يجلسن بجوارها ومن خلف دموعها.. وعيونهاالمتورمة.. استرقت النظر إلى من حولها.. فلم ترى إلا عالم يعيش الحياة..؟؟ إلا هيفقد كانت كالميتة..؟؟ذهبت إلى دورات المياه للاغتسال لتخفف عن نفسها من الحزنالعميق الذي انتابها وهي تتخيل زوجها مع بدور وفي أيام الإجازة ويقضون أحلىالساعات..؟؟وعلى سجادتها بكت وهي ساجدة بكاء لم تبكه من قبل..؟؟فمكانها فيأطهر بقعة على وجه الأرض وأوقات هي أفضل أوقات السنة عند رب العالمينتناولتالقران وقرأت بعض من آياته وهي تفكر بما حدث فطرأت عليها فكرة إرسال رسالة عبرهاتفها الجوال إلى حمد لتوصل له بعض من مشاعرها وهي لا تعلم أين هو ولا ماذا يفعل؟؟كان نص رسالتها ما يلي ( بين من ومن قسمت أيامك ؟؟ تركت أطفالي دون أن تسال عنهم مناجل من ؟؟ لكن اعلم يا حمد .. إنني في اطهر بقعة على وجه الأرض ..
وفي أفضل وقتعند الرب ..
وتحت رحمة رب العالمين سبحانه ..اعدل الحاكمين ..واحكم العادلين )
كانت الرسالة تحمل تهديدا خطيرا إن فهمها حمد كما أرادت سارةفهو تهديدبالله سبحانه وتعالى.. وبعدله ..وتهديد بلجوئها إلى الدعاء.. وفي يوم عرفة أفضلأيام السنة والدعوة فيه مستجابة ..
فما لبثت إلا دقائق حتى رن هاتفها .. كان حمدالذي قطع اتصالاته بها من آخر اتصالبعد وصولها مطار جدة.. هو المتصل لم تردعليه وتركته يرن.. وهي غاضبة ..
اتصل مرة أخرى على غير عادته . ..؟؟.فعادةيتصل مرة واحدة فان لم تجبه لا يحاول مرة أخرى أبداإلا في هذه المرة .. ..؟؟قد تكون شدة لهجة رسالتها هي السبب ؟؟ذهبت إلى عرفة مع الحجيج فكانت تشعر رغمالزحااام أنها وحيدة..؟؟ابتهلت إلى الله تدعوه أن يفرج مابها من هم.. وضيق .. وحاولت أن تستغل كل دقيقة في الدعاءلكنها لم تستطع.. أن تدعو على حمد ..؟؟إلاأن يرده الله لها ..؟؟ ويحنن قلبه عليها ..؟؟