الجزء السادس
وفي اليوم السابع ... استلمت مجدولين رسالة على جوالها من خالد يشرح لها رغبته بالانفصال عنها لانه لن يستطيع الارتباط بها و يطلب منها عدم محاولة الاتصال به ابدا و الابتعاد تماما عن حياته ...
و تتلقى مجدولين راسلته كالخنجر بقلبها ولا تجد الا يوسف لتستند عليه و تحكي له همومها فتجده يفهمها و يخفف عنها و يساعدها على الوقوف من جديد ...
يوسف بقلبه الطيب و كلامه الحنون يجذب مجدولين اليه أكثر و أكثر و لكنها لا تعتبره اكثر من أخ مقرب لها و كان يقول لها اعتبريني (ابن خالتك) ...
كان يوسف يتأثر كثيرا عندما تشرح له مجدولين انه كاخوها و انها ترتاح للحديث معه لانها لا تستطيع التحدث لأخيها الكبير مهند القاسي حاد الطباع و الذي لو علم انها تحب شابا لكان منعها من اكمال دراستها أو حتى الخروج من البيت ...
يوسف الابن الوحيد لامه تحبه كثيرا و تريده ان يتزوج لترى اولاده و لكنه يؤجل ...
-"انتطري قليلا يا امي فانا احب فتاه و أرغب بالارتباط بها"
-"ولا يهمك يا ابني انت بس أشر مين ماكانت تكون المهم انت تختارها و انا اخطبها لك من الصبح ... من هي و ابنة من ؟؟"
ماذا سيرد يوسف ... التي احبها لا تحبني و لا تفكر بي و تعتبريني اخ لها ليس اكثر ...
في اليوم التالي ... ام يوسف بالمستشفى مريضة جدا و لا تريد احد الا يوسف ليكون بجانبها...
-" اريد ان افرح بك قبل ان اموت"
-"لا تقولي ذلك يا امي الله يعطيكي طولة العمر و تشوفي اولادي و اولاد اولادي"
-"ما رأيك ب "غادة" ؟"
غادة ابنة عم يوسف عمرها 18 سنة ... يوسف لم يراها الا مرة واحدة و لم يتحدث معها ولا مرة
-"قلت لك يا امي انني احب فتاة اخرى"
-"أرجوك يا يوسف لا تعذب امك اكثر ..."
و يوسف الشاب البار بأمه عاش حياته كلها يرجو رضاها ولا يرفض لها طلبا ... يدللها و يأخذها الى اي مكان تريده و يظل ينتظرها حتى لا يتاخر دقيقة واحدة عليها ... يعلم انها لطالما انتظرت ان يرزقها الله به و كم تعبت عليه و على تربيته .. و يعلم جيدا انها لن تختار له الا الفتاة المناسبة التي تعتقد امه انها ستكون سبب سعادته ...
خرج يوسف من غرفة المستشفى الموجودة فيها امه ... و اتصل بمجدولين التي كانت تحضر احدى فصولها ... عندما رأت رقمه خرجت من القاعة للتحدث اليه
و بصوتها الذي طالما لم يستطع يوسف المسكين على مقاومته
-صباح النــور
-مجدولين اريد ان احدثك بموضوع ارجو ان تفهميني
-تفضل يوسف خود راحتك
يوسف مباشرة و بدون لف ودوران
-احبكِ و أريد ان اتزوج منكِ...
مجدولين و كان ماء باردا سكب على ظهرها ... انتفضت و احست بقشعريرة بكل مكان بجسمها تمتد من قدماها الى اذناها ثم رأسها ... و فجأة مغص شدي ببطنها ... و دوخة حادة ..
تذكرت الحب و تذكرت هذه الكلمة التي فرطت فيها لشخص لا يستحقها و قد كانت لا تزال تعاني من تجربة الحب مع ذلك الوغد الذي جرحها ... و في حلقها غص الكلام ...
-يوسف لا استطيع ان اتحدث معك الان ... ..... عندي كلاس
-فقط عديني انك ستفكرين في الامر...
-ولكن يا يوسف...
يقاطعها يوسف – ارجوك لا تردي الان فكري فقط بالامر و انا مستعد لاي اجابة ...
رجعت مجدولين الى القاعة و كانها شبح ... ليس بسبب يوسف و لكن الامر جدي الان ...
و بعد الظهر في غرفتها على الشرفة تفكر ...
"كم ارتاح للحديث معك يا يوسف ... و كم احتاج لحضنك الحنون ... لا اعلم اذا كنت استطيع ان اعيش من دونك ... ربما تكون هذه مشاعر حب ... لا اعلم ... لست واثقة... لم افكر بك كزوج ابداً ... و لكني احتاج اليك ...
افيقي يا غبية ... لو كنت تحتاجينه فالانسب ان يكون زوجك ... و لكن كيف ؟؟؟؟؟"
افيقي يا غبية ... لو كنت تحتاجينه فالانسب ان يكون زوجك ... و لكن كيف ؟؟؟؟؟"
و فجأة يدخل عليها مهند و هي في خلوتها ...
-"اعطيني جوالك" ... و يسحبه منها بالقوة يخرج الشريحة و يأخذها مع الجهاز و يخرج دون ان يشرح لها اي شيء
طبعا علمت مجدولين ان اخوها يعلم كل شيء و لكنه لم يخبر احدا ... فقط حرصا منه عليها منعها من اشياء كثيرة ... من الجوال و الكمبيوتر و الخروج لمقابلة صديقاتها ... جند نفسه لها و منعها من التواصل حتى مع صديقاتها ... أخته و يريد ان يحافظ على سمعتها و على سمعته و سمعة اهله ...
مجدولين لا تريد ان تخسر اهلها ... تفكير ذكي حقا ... الاهل هم كل شيء ...
"انا بدون اهلي لا اسوى شيء... الحمد لله ان مهند ستر علي و لم يخبر امي و ابي عن علاقتي بخالد ثم بيوسف ... مهند هو اخي و من لحمي و دمي و لن يتخلى عني ... لن اجد من هو احرص مني عليه ... ثم انني لا احب يوسف ... ربما ارتاح معه و احتاج الى محادثته يومياً ... لكنني لم افكر به كزوج أبداً ... الحمد لله ان مهند انقذني قبل ان اتخذ قراراً أندم عليه "
يكاد يوسف يجن ... لا خبر من مجدولين و لا اجابة ... انقطعت تماما ...
"لماذا تفعلين بذلك يا مجدولين؟ ، لماذا ترغبين بتعذيبي؟ ، لماذا تختفين فجأة من حياتي؟ ، الا اصلح لك زوجا؟؟ ، على الاقل ألا استحق رداً؟؟ "
شعور صعب بل هو مدمر أن تحب شخصاً لا يحبك و لا يفكر فيك ... و انت تعتبره حياتك كلها ... و هو يعتبرك مجرد صديق
هذا هو الموت البطيء ... هذا هو الجرح الذي لا يندمل ...
في المستشفى بعد ثلاثة أيام...
-"ماذا قلت يا حبيبي يا بني ...؟؟؟ هل ستُغضِب أمك؟؟"
هدوء صعب و نااااار تشعل بداخل قلب يوسف .... و بدون شعور
-"خلاص يا امي افعلي ما تريدين .. توكلي على الله"
-"الحمد لله ... لم يخب املي فيك يا حبيبي ....... "
و تحتضنه و هو يحبس دموعا حااااااارة غصت في حلقه ...
-"والله غادة يا ابني بنت حلال و تحبنا كثيرا "
-"افعلي ما ترينه مناسبا فلن ارفض لكِ طلباً"
و صوت مجدولين الذي سحره من المكالمة الأولى يتردد في عقله .. و يتخيلها امام عينيه و ستبقى حبه الاول و لن ينساها ما بقي من حياته ... و لكنه كان عليه ان يختار ... و مجدولين لم تعطه الا خياراً واحداً بعد اختفائها التــــــــام ...
هل سيتزوج يوسف بغير مجدولين؟؟ و ماذا ستفعل مجدولين ...؟؟ تابعن معي باقي الاجزاء...
التعديل الأخير: