مرحبآ !

من خلال التسجيل في صفحات نسوة يمكنك ذلك من المشاركه وتبادل الآفكار الأيحابيه مع زميلاتك

آشتركي معنا الآن !

شهاليل ومجتمع ٌ لايعرف الرحمــه .....!! **موضوع متميز**

ياسمينه

متميزة ببلقيس
إنضم
16 ديسمبر 2006
المشاركات
1,359


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" قاعده اقلب في القنوات ، لفت نظري مسلسل على قناة اـmbc لااحب المسلسلات اكثرمايعجبني البرامج ، فكل المسلسلات اصبحت تقدم نفس الأفكار المستهلكة منذ زمن الحب ، الفلوس ، الصراخ والتناطح (حصرياَ للمسلسلات الخليجية ) ..

لكن شهليلا َ (الرقاصة) اثرت فيني كثيرا ً
المشهد الدرامي ( شهليلا بالمزركش ، والذهب ، الغنج اللي يتختص بالراقصات المايعات ، وفي مشهد آخر ماجده المحجبة طبعا حجابهم :harhar1:لكن يعني بإسلوبهم محجبة ) عموما - تبين لي انها قبل التوبه وبعد التوبة
وكيف انها حاولت تبدأ حياتها من جديد ، بنظرة جديدة ، بإسلوب جديد ،بختصار تبي توب ...

هههههههه تبي توب ..
تخيلوا ..
تبي تتوب ....

وين راح المجتمع (بيخليها تتوب براحتها )
بيخليها تبدأ حياتها من جديد
بيخليها "تعيش مثلها مثل اي فتاه شريفة "

وكان المشهد الأخير - اكثر تأثيرا ً في نفسي
عندما كانت المحجبة تتالم على انكشاف ماضيها على يد الحاقدين عليها،وخراب بيتها اللي كان ممكن يتعمر لو انسترت قالت لهم ( الله يقبل التوبة ... انتم ليه ماتقبلونها ... ووكلام كثير نزعت بعدهـا الحجاب ورمته ....) ..
إذن خسرنا محجبة
إذن خسرنا تائبة

طبعا انا ماني جاية احكي قصة مسلسل ؟
انا اتكلم عن الفكره ، عن الموضوع ، ...
عن الجلد الذي نمارسة (ضد ) اي وحده تخطئ
نعلم الله غفور رحيم (لكننا) نقولها قولا ً فقط ولانلتزم بفعلها ..


ياترى ..كم شهليل عندنا ؟
ليس لدي إحصائية ، لكن القصص قد تعرفونها اكثر مني ..
وفي بعض البيوت تئن فيها الفتاه ، لغلطة ارتكبتها وهي صغيره مراهقه استولى عليها فتيات السوء
ولما اقول شهليل اقصد بها ( اي وحد كان ماضي صغيرا ً ام كبيرا ً وربما كانت كلها كبائر في نظرنا لإننا لانغفر ولن نغفر ) ...

وهذه الحقيقة .....

من واقع حياتي اذكر اصغر الأخطاء :-
لازلت اذكر تلك التي (كانت ) صديقتي يوما ً ما ، عندما اكتشفت انها بدلا ً من ان تكلم سامية (كانت ) تكلم سامي .. ولم انسها لها ، فلازلت اذكر انها كانت تتلكم وتخرج حتى ادمنت تلك العلاقات ... ولم تصل للزنى .. لكنها في نظري
انتهت .. وربما هي شعرت بذلك فآثرت البعد ... والبعد ... والبعد .. قدر الإمكـــان .. لقد نصحتها في البداية بالبعد عن هذا الطريق .. لكنها لم تستمع لنصحي فأنا مااعرف الحب :icon26: ولا دباديبة ... على قولتها

ولازلت اذكر تلك التي ( كان يأسرني جمالها عندما تحضر افراح العائلة )
فأسأل اهلي - ماشاء الله تبارك الله - من ذيك الحلوه ..
-اييييييييه حلوه .. اهم شي الأخلاق والدين الله يستر علينا وعليها
-ليس وش فيها
-ماسوت شي .. وقلنا استغفر الله
فتثير فضولي لاسأل واعرف بالنهاية ان تلك المرأه التي فعلت فعلتها قبل ان اولد، وتزوجت ، لم ينســـى الناس لها ذلك وبعدين يقولون (يالله ) ان الله غفور رحيم ...

فهل غفرنا ..
وسامحنا ..
وتجاوزنا ..
وسترنا ..

لا .. بالذات .. النساء لا ..
فما ان تسمع ان تلك.. يارب اللتي ( كانت تروح وتجي ويا شباب ) بتتزوج حتى تتطوع بنفسها (او تتلقف) تخبرهم بأنها فعلت وفعلت وفعلت ... وتنهي كلامها بإستغفر الله يارب سامحني ، يارب لاتبلانــا ..

نصبنا نفسنا حكامــا ً ولم نحم بالعدل ( ولبسنا زي الجلاد )
فما ان ترغب فلانه بالتوبة ، والإستقامة ، نجد اعيننا تزدريها ، وقلوبنا تقرف منها ، وتتحاشى الكلام معهــا ..

وهذا اقوله لنفسي ،
بالأمس شاهدت إحداهن ( وقد كانت متزوجه ) وعرفت ان لها علاقة مــا وتهديه الهدايا وتعطيه العطايــا ، ولما رأيتها امس كانت (معها السبحه ) وتسبح وتستغفر ، وبدون شعور مني ( اصبحت اقول ذي من جدهــا ، طب تعدل اخطائها اول ) ..

وهنا استغفر الله الف الف الف مره ..
وانا اللي اقول يارب سامحني واغفر لي ..
من طلب مني اصدر حكم ، مالي ومال الناس ، الخلق للخالق ، انا موكله بحسابها ؟
قلتها في قلبي ؟ فكيف لو قلتها بلساني ...

وهكذا نحن في بعض الأحيان ، نفعل هذه الأفعال بدون وعي منا ولاندري ربما يغفر الله لمهم ويغضب علينا نحن ، ... وربما تردينا قبل ان ترديهم ..
وفي الأمثال الشعبية ( لاتضحك إلا على صايم مصلي ) ..

وربما كانت تصرفاتنا ( في هذه الأمور ) اقرب الى الشماته اكثرمن قربها ( بكره المنكر وأنكاره ) .. وهذا اكبر رد على اللي تقول ، يعني انا اكره فعلها وتصرفها لكن هي بينها وبين ربي ، ربي قادر يغفر لهــا ..

وربما كنا نشوف نفسنا بصلواتنا التي تفتقر ( للخشوع ) افضل منهم ، وبإلسنتنا التي تذكر الله (قليلا ) وتحش في الناس ( كثيرا ً ) افضل منهم ..

من قال ان الناس قد هلكوا فهو اهلكهم ....
اعتقد انه حديث للرسول صلى الله عليه وسلم ...

لماذا اقول هذا الكلام؟
مالغرض ؟
يعني تبين نشوف وحده تسوي الغلط ونبسط معها ونصحك معها عادي عادي ؟
لا ، طبعــا
لكن على الأقل (لاتفضحينها) بإسم انك تبين تحذرين الناس منها لانها قديييييييييمه ...بصراحة
ولا (تستكثرين ) السلام عليها ، لإن السلام لله ويمكن سلام عليها يخليها تحترمك وتمشي على دربك في يوم من الإيام ..
ولا
تحرجينها ، إذا عملت عمل صالح (وتبققين عينك ) كنها مو مسلمة ، وتحس بالحرج منك وتكره العمل الصالح ..

قصــــه :-
واذكر اختي وهي تحكيني انهم في المصلى عملوا مسابقه دينية فحظرتها احدى ( النامصات) والنمص حرام مثل ماتعرفون وتغير لخلق الله ، ..
فسبحان الله البنت سمعت سؤال عن النمص وفيه من وراه هدية ( تقدمت وقالت الإجابه الصحيحة ) ويبدو انها مع الحماس نست ان هي بعد نامصة

فما كان من الأستاذه - التي تفتقرللإسلوب التربوي - تطالع فيها وتشوف حواجبها النامصة .. وتقول لها نعم ؟؟؟
خييييير؟؟؟
يعني عارفه حكم النمص ليه نامصة ،
قولي لنفسك اول .. يالله توكلي على الله مافي هدية ...

فما كان من البنت "(إلا انها قالت الله يلعني ان دخلت مصلاكم مرة ثانية ) ..

وفي حالات اخرى :-
تتورط البنت وتكلم شاب ، وتكون غلطه ، يمسك عليها شي ويبتزها ، تخاف تقول لأهلها ويعاملونها (بطريقة التشكييييك ) ومسكنا عليك شي ؟
ويصير الإبتزاز بدل مايجي من الغريب ( مع الأسف جا من القريب ) ..
ويمكن ترضخ لإبتزازة ..


اين دورك ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا كلة - من خطـاء المجتمع -
اللي هو انا وانتي (ياقارئة الموضوع ) واخوي وابوي .. ووووكل الناس ..
انا نتعامل مع المخطئ - ننسى ان الله يغفر الذنوب جميعا..
  • ننسى كلام الله في الحديث القدسي ( لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ، لاتشرك بي شيئا ً اتيتك بقرابها مغفرة ... )
  • ننسى تصرف الرسول مع الغامدية ، ومع ماعز ,,,,
  • ننسى غفران الله للعبد اللي قتل 100 نفس ..
  • نتذكر فقط - عذاب الله
  • نتذكر فقط - قبح المعصية
  • لكن - ننسى رحمة الله التي وسعت كل شي
نمارس دور الجلاد ( والحاكم ) والقاضي .. ومحد طلب منا ولااحد كلفنا ..

ان كان ( شهليلةً ) مشهدا دراميا في مسلسل مــا ، فإن الكثير مثل شهليله هن مشاهد واقعية في أحداث الحياة التي نحن ايضاً من نصنع بعض مشاهدها ..

عزيزتي قارئة المقال :0-
ان كنتي يوماً ما اخطئتي ، فستري خطأك فأنتي في مجتمع لايرحم ، يعلم ان الله غفور لكنه لايغفر ... فلاتطلبي مغفرته .. ابدا ً ابدا ً
ولاتقنطي من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعــا ً ، انه هو الغفور الرحيم

وان كنتي يوما ً :-
مارست دورا ً لم يطلب منك آداءوه( جلاد ، او حاكم ، اوقاضي ، او) ونظرتي لزلات الناس بحتقار ، وظللت دائما ُ تتذكرين تلك التي فعلت وفعلت ، فتوقفي رجاءً عن آداء هذا الدور .. ودعي الخلق للخالق ، وتذكري من ستر مسلما ً ستره الله في الدنيا والأخره ..


وان كانت شهليله ( الرقاصة ) في المشهد
انتكست توبتها بسبب بعض المتخلفين في مجتمعها ، فهناك اخريات وجدن العون والحب (من المجتمع ) فسرن في طريق الفضيلة بأمان ، بعد رحمة الله ثم بعون ...اللاتي يعملن بقول ( إن الله غفور رحيم )

تبين مثال ،
إنهن ثلاثة اكبر مثال ...
لن اختار مقاطع منها
فالقصة كلها مؤثره
انهن ثلاثة ( قصة ترويها ناعمه الهاشمي )
لفتيات سرن في ردب موحش فيسر الله لهن ، من يساعدهن على التوبه النصوح ..

اللهم اغفر لنا وارحمنا وتجاوزعنا يااحرم الراحمين

يمكن اخطأت في الإسم شهاليل او شهاليله / لكن المهم هو المعنى و الفكره
 
التعديل الأخير:
إنضم
17 مارس 2008
المشاركات
304
اللهم انفعنااا بما قراءنا
جزااك الله خير
ووالله اننا نعرف هذا الشيء
ولكننااا نحتااج فقط من يذكرناا
مصداقاا لقوله جل وعلاء
(فذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين ))
فعلا الامر خطير جدا جدا

اشكرك اختي على روعة قلمك
واسلوبك الجميل في طرح الموضوع
 

ياسمينه

متميزة ببلقيس
إنضم
16 ديسمبر 2006
المشاركات
1,359
اللهم انفعنااا بما قراءنا

جزااك الله خير
ووالله اننا نعرف هذا الشيء
ولكننااا نحتااج فقط من يذكرناا
مصداقاا لقوله جل وعلاء
(فذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين ))
فعلا الامر خطير جدا جدا

اشكرك اختي على روعة قلمك
واسلوبك الجميل في طرح الموضوع
وجزاك الله خيرا
تسلمين ياقلبي ... :icon26:
هذا من ذوقك ..

 

بدار

ملكة متوجة
إنضم
28 ديسمبر 2006
المشاركات
1,529
السلام عليكمـ

الكاتبة المتميزة والمتألقة ياسمينة..


كلماتك من القلب للقلب..


كلماتك تحاكينا جميعا ، فمن منا لم يكن شهليلة في يوم ما ؟ من منا لم يذنب ويتوارى خجلا من نفسه ؟

غاليتي..

دعوة لكل أخت أن تنسخ المقال وتحتفظ به ، فبين فترة وأخرى سنحتاج إلى قراءته سواء إن كنا في موضع شهليله أو في موضع المجتمع الذي لا يرحم !






تقبلي إعجابي بقلمك

بدار
 

ليل الشتا

ملكة متوجة
إنضم
18 أبريل 2007
المشاركات
2,785
ياسمين
بارك الله فيك.
المجتمع لا يرحم ونحن لا نرحم..
مجتمعاتنا هكذا تُنصب نفسها حاكما
الكل يعاني وضائق الصدر من هكذا نظرات
دائما يمر في بالي وآتسآل لماذا كل هذا؟!!!!
لماذا لا نشغل أنفسنا بعيوبنا؟
لماذا نستر على أنفسنا ولا نستر على غيرنا من المسلمين
فالدنيا فانية لا محاله وكلنا في للحساب مجتمعين
يحززني أن أكون كذلك وكل من حولي كذلك
ولكن أرى بأن كل من يتحدث بسوء عن أخيه ستدور الدائرة عليه ويوما سيكون الحديث عنه..
أن الله تواب رحيم

(والله يا أخوات هذه القصة حقيقية حدثت لجيراننا هم كثيري التحدث والسخرية عن أحد سكان تلك المنطقة والاستهزاء على البنات التائبات عن الطريق الغير القويم) سأكمل القصة غدا إن شاء الله مضطره للخروج من المنتدى
 

مجد

New member
إنضم
20 مارس 2007
المشاركات
627
قال بعض السلف :
"قد اصبح بنا من ِنعمْ الله تعالى ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر؟؟
أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر؟؟"
صدقتِ يا ياسمينه كلنا لنا عيوب.... ومن منا لم يخطأ في يوم من الأيام أو يقصّر؟؟؟
لِم لا يكون من أخلاقياتنا صفة الستر؟؟؟
.وما أحوجنا الى ستر الله يوم تنشر صحائفنا....
ولن نصل الى تلك المكرمة الالهية الا اذا سترنا مؤمنا في الدنيا فيسترنا الله في الاخرة
شكر الله لكِ أختي ياسمينه على الموضوع أقل ما يقال في حقه انه راااااائع..
 
التعديل الأخير:

Rooma1

New member
إنضم
27 أكتوبر 2006
المشاركات
1,126
مسامحة

ياسمينة ....بارك الله فيج...موضوع مميز...:icon30:
صح...ليش ما نخلي الخلق للخالق ....ونتعامل بالحسنى....:bye1:
علشان ما نكرر "شهليلة" في مجتمعنا.....:dunno:
 

كلي حلا ..

New member
إنضم
22 يونيو 2007
المشاركات
33
ياسمينه
رائعه رائعه هي كلماتك التي تسللت الى قلبي وجعلتني ابتسم واعرف بان هناك من يأيدني في رايي وصدقتي في ماقلتي فالمجتمع لايرحم ولا يغفر لمن اخطآ...وانا اكره بل واحتقر من يفضح احدآ والله امرنا بالسترومن ستر على مؤمن في الدنيا ستر الله عليه في الآخرة ..ولكن يكفي بان "الله يقبل التوبة ... انتم ليه ماتقبلونها" ؟؟؟
 

witch

New member
إنضم
16 ديسمبر 2006
المشاركات
687
لهم ربهم يحاكمهم .... شعلي منهم
انشغل بحياتي احسن

مشكورة عزيزتي ياسمينه على موضوعج :cupidarrow:



 

أم الشيمـــــاء

ملكة متوجة
إنضم
10 يوليو 2006
المشاركات
409
أهلا بك حبيبتي ياسمينة .... لا نستغني عن كتاباتك وإرشاداتك ....

أريد أن أدعم موضوعك بقول الإمام ابن القيم وهو يشرح ...
قوله: "وكل معصية عيَّرت بها أخاك فهي إليك".

يقول رحمه الله تعالى :

يحتمل أن يريد به: أنها صائرة إليك ولا بد أن تعملها

وهذا مأخوذ من الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم "من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله" قال الإمام أحمد في تفسير هذا الحديث: "من ذنب قد تاب منه"

وأيضًا: ففي التعيير ضرب خفي من الشماتة بالمعيِّر، وفي الترمذي أيضًا مرفوعًا: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك).





ويحتمل أن يريد: أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا من ذنبه وأشد من معصيته؛ لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس، وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب،

وأن أخاك باء به، ولعلَّ كَسْرَتَه بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب، أنفع له وخير من صولة طاعتك، وتَكَثُّرك بها، والاعتداد بها، والمنة على الله وخلقه بها،




فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله،
وما أقرب هذا المُدِل من مقت الله،
فذنب تذلُّ به لديه أحب إليه من طاعة تُدْل بها عليه،
وإنك أن تبيت نائمًا وتصبح نادمًا خير من أن تبيت قائمًا وتصبح معجبا،
فإن المعجب لا يصعد له عمل،
وإنك أن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مُدْلٍ،
وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدْلِين،




ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلًا هو فيك ولا تشعر.
فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو، ولا يطالعها إلا أهل البصائر، فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر، ووراء ذلك مالا يطلع عليه الكرام الكاتبون،
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا زنت أمة أحدكم فليقم عليها الحد ولا يُثَّرِبْ)،
أي: لا يُعَيِّر، من قول يوسف -عليه السلام- لإخوته: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [سورة يوسف:92].




فإن الميزان بيد الله والحكم لله،
فالسوط الذي ضرب به هذا العاصي بيد مقلب القلوب،
والقصد إقامة الحد لا التعيير والتثريب،
ولا يأمن كرَّات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله،
وقد قال الله تعالى لأعلم الخلق به وأقربهم إليه وسيلة: 12:33 {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} [الإسراء: 74]،
وقال يوسف الصديق: {وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 32].
وكانت عامة يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا وَمُقَلِّبِ القُلُوب)،
وقال: (ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن -عز وجل-، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه)،
ثم قال: (اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرِّف قلبي على طاعتك).





مدارج السالكين
للإمام ابن القيم -رحمه الله-


أختك أم الشيمـــــاء


 

**Sweety**

مشرفة سابقة
إنضم
8 أبريل 2007
المشاركات
586
كم أعشق كتاباتك ..عزيزتي ياسمينه

سهلة وبسيطه وقريبة من القلب

ننتظر منك المزيد والمفيد ..

دمتي بود:cupidarrow:
 
إنضم
23 يناير 2008
المشاركات
420
موضوع رائع وقضيه
فعاًتحتاج لمن يحلها

جزاكي الله خيراًغاليتي ( تسلمي )


اللهم صلي على سيدنا محمد وعلىآله وصحبه وسلم .
 

ايثار

New member
إنضم
18 أبريل 2008
المشاركات
34
تسلمين غاليتي على الكلام اللي يدخل القلب بدون استئذان وجعله الله في ميزان حسناتك

بس والله تصدقين اللي يحزني اكثر ان بعض ممن يدعون الصلاح والالتزام ينظرون للعصاه نظرة دونية وعيونهم تقول

احنا ترانا احسن منكم واحيانا تكون نظرات شفقة لكنها مؤلمة وقاسية

والهداية بيد الله تعالى واللي يشمت على الناس يلقاه بهذي الدنيا واه من بعض الحريم الله يهديهم بس ويهدينا بعد

لكن الانسان اذا تذكر ذنب غيره لازم يذكر نفسه بوجوب ستر اخوه المسلم ومن ستر اخوه بالدنيا ستره الله يوم القيامة

وكلنا خطائين لكن خير الخطائين التوابين
 

سود الليالي

ضيفــــــــة شــــــرف إداريــــــة ســــــابقة
إنضم
21 أبريل 2008
المشاركات
298
بسم الله الرحمن الرحيم

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن سبق وأخبرتك أن كتاباتك عجيبه فأنني اليوم أعترف أنها أكثر من ذلك ، بل إنها لا توصف من شدة إتقانها وروعتها .. ما شاء الله .. عيني عليج بارده ..

وقد صدقتي في كل لكمة قلتها، وان كانت شهليلة هي مسلسل .. فهي أيضا كل إمرأة على وجهه الأرض، فكل بني آدم خطاء.. وخير الخطائين التوابين... والأمر بالستر عظيم .. لما في الإجهار من صعوبة في التوبة بعدها ..

وصدقتي حينما وصفتي المجتمع، ولكن دعيني أخبرك أن هذا الأمر لا يقتصر على مجتمعنا وحسب وإنما إمتد إلى العالم بأسره من مختلف الديانات .. فكلنا نجد أننا الأفضل ونعظم أخطاء الغير ونحقر منهم من غير قصد .. إلا من رحم ربي ..

قد يكون الحل هو غض البصر والأذن عما نراه من منكر ونسمعه، وقد يكون بالانشغال بأخطائنا قبل أخطاء غيرنا

وعن نفسي شخصيا فإنني أفضل أن أنظر للإنسان على أنه إنسانحتى أستطيع تقبل كل شي منه ..

كل الشكر يا مبدعتي الغصيرة على ما خطته يداك .. وما أظهرته اليوم يدل على عقلية ناضجة ما شاء الله .. أنتظر جديدك دوما وبفارغ الصبر
 

witch

New member
إنضم
16 ديسمبر 2006
المشاركات
687
أهلا بك حبيبتي ياسمينة .... لا نستغني عن كتاباتك وإرشاداتك ....

أريد أن أدعم موضوعك بقول الإمام ابن القيم وهو يشرح ...
قوله: "وكل معصية عيَّرت بها أخاك فهي إليك".

يقول رحمه الله تعالى :

يحتمل أن يريد به: أنها صائرة إليك ولا بد أن تعملها

وهذا مأخوذ من الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم "من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله" قال الإمام أحمد في تفسير هذا الحديث: "من ذنب قد تاب منه"

وأيضًا: ففي التعيير ضرب خفي من الشماتة بالمعيِّر، وفي الترمذي أيضًا مرفوعًا: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك).





ويحتمل أن يريد: أن تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا من ذنبه وأشد من معصيته؛ لما فيه من صولة الطاعة، وتزكية النفس، وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة من الذنب،

وأن أخاك باء به، ولعلَّ كَسْرَتَه بذنبه، وما أحدث له من الذلة والخضوع والإزراء على نفسه، والتخلص من مرض الدعوى والكبر والعجب ووقوفه بين يدي الله ناكس الرأس، خاشع الطرف، منكسر القلب، أنفع له وخير من صولة طاعتك، وتَكَثُّرك بها، والاعتداد بها، والمنة على الله وخلقه بها،




فما أقرب هذا العاصي من رحمة الله،
وما أقرب هذا المُدِل من مقت الله،
فذنب تذلُّ به لديه أحب إليه من طاعة تُدْل بها عليه،
وإنك أن تبيت نائمًا وتصبح نادمًا خير من أن تبيت قائمًا وتصبح معجبا،
فإن المعجب لا يصعد له عمل،
وإنك أن تضحك وأنت معترف خير من أن تبكي وأنت مُدْلٍ،
وأنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين المُدْلِين،




ولعل الله أسقاه بهذا الذنب دواء استخرج به داء قاتلًا هو فيك ولا تشعر.
فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلا هو، ولا يطالعها إلا أهل البصائر، فيعرفون منها بقدر ما تناله معارف البشر، ووراء ذلك مالا يطلع عليه الكرام الكاتبون،
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا زنت أمة أحدكم فليقم عليها الحد ولا يُثَّرِبْ)،
أي: لا يُعَيِّر، من قول يوسف -عليه السلام- لإخوته: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [سورة يوسف:92].




فإن الميزان بيد الله والحكم لله،
فالسوط الذي ضرب به هذا العاصي بيد مقلب القلوب،
والقصد إقامة الحد لا التعيير والتثريب،
ولا يأمن كرَّات القدر وسطوته إلا أهل الجهل بالله،
وقد قال الله تعالى لأعلم الخلق به وأقربهم إليه وسيلة: 12:33 {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} [الإسراء: 74]،
وقال يوسف الصديق: {وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف: 32].
وكانت عامة يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (لا وَمُقَلِّبِ القُلُوب)،
وقال: (ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن -عز وجل-، إن شاء أن يقيمه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه)،
ثم قال: (اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرِّف قلبي على طاعتك).





مدارج السالكين
للإمام ابن القيم -رحمه الله-


أختك أم الشيمـــــاء


رائعة يا أم الشيماء :icon30:
 
أعلى