(ميرا ) مازالت توجع قلبي ..
رغم مرور اكثر من عام على زواجها .. ورغم وجود تطورات جميلة في حياتها فقد رزقت بطفل جميل مؤخرا الا انها مازالت توجع قلبي .. كلما تذكرت ظروف زفافها اشعر بغيض دفين وكره وحقد على زوجها
اهو خطأ ان يكون المرء (شماليا ) .. أهو خطأ ان نحكّم عقولنا ونتغاضى عن الكثير من الأمور في سبيل الحصول على أمور أكثر قيمة .. أمِن الجيد التنازل .. تنازلت كثيرا ميرا .. تنازلها كان يزعجني .. يغيضني لكني آثرت الصمت على مضض .. تذكرت قول خالي الذي عاش نصف عمره في أوروبا : ( الغرب أفضل منا لأنهم يحترمون رغبة الآخر ولا يتدخلون في خصوصياتهم ولو بدافع النصيحة ) ثم ان ميرا ذاك الوقت اغلقت كل وسائل التواصل معها نزولا عند رغبة خطيبها ..
اول ما سمعت انها قبلت عرض الجنوبي الشرقي (المطلق و الأب لطفل في الثالثة ) وهي التي لم تتزوج قط .. شعرت بالاستياء .. كيف لها ان تفعل هذا بنفسها .. ثم اني اعرف ذاك الجنوبي تقريبا فهو صديق زوجي .. أخبرته انها علاقة غير متكافئة إطلاقا .. انزعج من صراحتي فالعريس صديقه .. لكنها الحقيقة المطلقة .. مالذي حدث لميرا .. مالذي حدث لعقلها .. صحيح هو شخص جيد .. كريم ومسؤول لكنه لا يناسبها .. كقطعتي المغناطيس المتنافرتين ..
لطالما تمنيت لها شخصا يقدرها .. شخصا يسعدها .. شخصا يشعرها بحقيقتها المميزة .. لكن صديقتي ( طاحت على راسها ) استغفر الله وأتوب اليه .. اعلم انه النصيب والمكتوب لكن ليتها فقط تثقَّفت قبل التورط في علاقة مثل تلك .. ليتها فقط (نصرت ) نفسها ولَم تتنازل ..
حماتي مازالت تقف في صف صديق ابنها .. ومازالت تردد ان ميرا ذكية وتعرف مصلحتها .. وانا .. مازلت مستاءة جدا ومازال قلبي يوجعني كلما تذكرت حالها
ميرا بخير .. اكثر من اَي وقت مضى فلها زوج وابن و تقريبا (مملكة ) .. لكني اشعر انها كانت لتكون بخير عميم وأكثر سعادة ان هي فقط لم تتنازل .. تنازلاتها (رغم انها مرت ) كنت ومازلت اعتقد انها سبب (تراجعها ) .. عموما كانت لتحيا حياة أفضل بكثير مع زوجها وابنها
بتنازلاتها الكبيرة اوحت لزوجها انها لا تستحق شيئا (منه) .. يكفيها فخرا انه تقدم لها .. بل يكفيه فخرا وشرفا انها قبلت به .. لكنه لا يدرك ذلك حتى .. تجاوزات خطيبها ذاك الوقت مست (كرامتها ) .. وهي بكل سذاجة قبلت بكل شروطه (الظالمة ) .. لا اثاث جديد .. لا ذهب .. لا مهر (يعمر العين ويحمّر الوجه ) لا عرس ..
رغم انه مقتدر جدا الا انه حرمها من جل نفقات العروس بحجة انه يمر بضائقة مالية .. كان بإمكانه تأجيل موعد الزواج بضعة أشهر ريثما يجمع المال اللازم فهو يملك محلا يدر عليه الأرباح كل فترة .. او على الأقل كان يستطيع الاستدانة كونه كان مستعجلا جدا على إتمام الزواج
اشعر ان تنازلاتها تلك اثرت بشكل سلبي على سير حياتها مع زوجها .. لا اعلم لماذا اشعر انه مازال يعتقد انها (لا تستحق )
ميرا تستحق حياة أفضل .. زوجها شخص جيد وبإمكانه ان يكون أفضل بكثير عما هو الآن .. زوجته الاولى كانت تحظى ببحبوحة حاتمية فمالذي تغير ..
ميرا حبيبتي افتحي أبواب التواصل .. افتحيها على مصراعيها فانت تستحقين الأفضل وبإمكانك الوصول اليه بإذن الله ان عرفتي فقط كيفية ذلك