الإسم : الغالي
النمط : جنوبي شرقي
الفئة : مدرس خصوصي
..
أحببتك ، وبصدق
كنت الرجل الوحيد الذي أحببته
كنت أستعد لأزف إليك عندما اكتشفت هذا
كيف تربعت على عرش قلبي ؟ بهدوء وثقة ؟
أردت أن أكون لأجلك ، لكن ...
معك عرفت أن الحب لا يكفي
والتشابه لا يعني شيئا
تتشابه طرقنا ، حياتنا
نتشابه ولا نتقاطع
وهذا يغير الكثير
يومها كنت أمشي بتثاقل
لم تكن أقدامي ما يدفعني للأمام ، بل قدري
لم تكن الإرادة مامنعني من الالتفات للوراء بل شئ آخر
مجهول و غامض ، بقوة جذب أكبر
يومها أردت أن أستدير
وأقطع المسافة التي تفصلني عنك سريعا
وأشدك إلي بقوة وأنتحب عاليا
أمام العجوز الفضولي الذي يراقبنا
أمام الجيران ، أمام العالم
لكن كان هناك الشئ الآخر
أقسى شئ اكتشفته أنني ورغم كل شئ أحبك
حاربت لأحررني منك وعندما حررتني تمنيت لو أنك لم تفعل
كيف مرت علي الأيام الأخيرة ؟ لا أدري
ذابت كل قوتي وخلفت ورائها شلالات لا تنضب
كنت أتحاشى النظر في عينيك لكي لا ترى ما في عيني
كنت أتحدث بخفوت لكي لا تسمع ما في صوتي
كنت أنعى نفسي مقدما
توقف الزمن من بعدك
سكن و استراح
تغير كل شئ من بعدك
تغيرت ، وتغير آخرون
بكيتك حتى جفت دموعي
ناديتك حتى ذهب صوتي
لكنك لم تأتي أبدا
يالقسوتك !
لو علموا مابي لأعادوني إليك قسرا
كنت أراك في كل الوجوه
وأناديهم باسمك أحيانا
أنام على أمل أن تزور أحلامي
و أستيقظ وكلي رجاء أن تظهر في واقعي
لم أكن بخير أبدا و لكن أتجلد
بذكرى ابتسامتك الساخرة
أيهزمني حبي ؟ كلا
و أمثالك لا يفعلون
و لا يقدرون
و لا يستطيعون
أو تعلم ؟
ثمن حريتي كان باهضا
أكثر مما توقعت وتخيلت
لكني لا أستطيع التفكير بحل أفضل
تساءلت دائما لماذا ؟
لماذا تكبدت كل هذه المشاق ؟
لم لم أترك الحياة تمضي ؟
خيانة ؟ مبادئ ؟ قيم ؟
كلا ، القضية أكبر
كنت تهدد بقايا شمعتي بالإنطفاء
وأردتها .. أردتها أن لا تنطفئ
و أن تكبر وتكبر
وتنير لي الطريق
حريتي تساوي الحياة
وبقائي يساوي الموت
لم يفهمني الآخرون ، كيف أشرح مالا يشرح ؟
كنت أشعر بأن نظراتك تدنسني ، لمساتك تلوثني
الهواء الذي أتقاسمه معك يشوهني
لا يحق لك ، أنا لا أحق لك
كنت أشعر بأنني أسيء لنفسي
أنني لا أنتمي إليك
أنني أرتكب جرما
أحبك ولا أطيقك
أتمنى قربك وأكرهه
أحلم بالحرية و أخشاها
بسببك كدت أن أخسر رضاها للأبد
أخبرتني أنها " ستتبرأ مني "
والآخرون صمتوا
الكل أساء الظن في
طلاق ثان ؟
حتى عائلتي البعيدة عن تعنت الجاهلية لم تكن لتقف بجانبي
و من يهوى الطلاق !
مر ، بمرارة الأحلام المتهاوية
لاذع ، بلذاعة النظرات و الألسنة التي لا ترحم
موحش ، بوحشة طريق مهجور في عمق الأدغال
متمردة ؟ لم أكن يوما سوى فتاة طيبة
لم أكن لأتمرد ، لم أفكر حتى
كنت دوما مثال القناعة ، الطاعة ، والطيبة
لكنكم تطالبون بالكثير
غفران مالا أستطيع غفرانه
نسيان مالا أقوى على نسيانه
والصبر على ما لا يطيقه صبري
تطالبون بالمستحيل
لماذا يسير كل شئ بالعكس ؟
يمجد الظالم ، و ينهر المظلوم
يبرأ المجرمون ، ويرمى الضحايا في السجون
اتهمني الأول بالإنحلال ، وانعدام الشرف
عاملني كمجرمة وضيق علي الخناق
نسي الجميع كل هذا ، لا يذكرون سوى أنني لم أغفر له
أغفر ماذا وماذا ؟ عذرا ، فأنا لست ملاكا
وهذا الذي يعبث بنقائي ويشوهني يوما بعد يوم
يمجد أيضا ، تختلق له الأعذار من تحت الأرض
عشرات بل الآلاف المؤلفة
أنظر لوجه محديثي الذي يسوقون له الأعذار
غير مقنتعين ، ويحاولون إقناعي
المهم أن أحافظ على بيتي
أي بيت هذا ؟ لم يكن لي بيت أبدا
لم يكن لي زوج أبدا
في أواسط العشرينات ، بتجربتي زواج
لكني لا أزال طفلة
لا أدري ماهو الزواج ،
لا أعرف معنى الزوج ،
ولا أفهم شعور أن يكون لك بيت
كل شئ تهاوى قبل حتى أن يبدأ
لا بيت ، لا زوج ، لا عائلة
لا سكن ، لا استقرار ، لا دفء
لا يكن لي سوى الأحلام
أحلام لم تكتمل
تهددني أمي بالتبرء مني لأجلك
ولا تعلم أمي أنني أذوب فيك
أنني كنت سأبقى إن كان هناك بصيص أمل
لا تعلم أنني رأيتك بأم عيني تصارع الموت أسابيع
لا تعلم أنني رأيت عمق تأثرك ، بموت فلان وفلان
لا تعلم أنني كنت لأتمسك بأي شئ ، لأجلك ، و لأجلي
لكن لم يكن هناك أي شئ
كنت تعود في كل مرة
و كتب الصحاح رفيقك
دائما وأبدا ، لا تفارقك
كفى ، أرجوك
لا تشوه كل جميل
لم تعلم أمي أنني كنت أعدك أكثر من زوج
كنت القدوة ، و الصديق ، والحبيب
لكن لم يكن هناك أمل
حتى بدون وجود أي أمل
لأجلك كنت سأبقى
لكنني لم أكون قوية
خفت ، خفت على نفسي
خفت أن يطالني تشوهك
لم تعلم أمي أيا من هذا ، ولذلك عذرتها
تراجعت ، قبلت بالتريث والصبر كما طلبت
لم يكن هذا ليحدث فارقا على أية حال
فقد خرج السهم من القوس
وانتهى الأمر
تنازلت كثيرا لأحررني
فعلت أشياء لم أتوقع فعلها
اضطرت لتمثيل أدوار لا تليق بي
" خانني " كانت لتكون عذرا مقبولا
أما " يشوه نقائي " لم تكن لتجد قبولا
لعبت اللعبة حسب الأصول
وربحت
أو تعلم ؟
مالذي منعني من العودة إليك ؟
أنني لا أحترمك
أنك لا تستحقني
أننا لا نتقاطع
أو تعلم ؟
راضية عن اختياري
كنت ومازلت وسأبقى راضية
أو تعلم ؟
أنت لم تعد أكثر من
ذكرى عابرة
الحب لا يضعف
بل يقوي
لا يبعثر
بل يجمع
لا يقتل
بل يحيي
حارب الحب بحب
حارب التعلق بتعلق
حارب الإدمان بإدمان
متمردة ؟
كلا ، لست متمردة
أنا فقط أكره الظلم
إن لم يكن سينصفني أحد
سأنصفني إذن
بطريقة أو بأخرى
هذا فقط
..
صحيح أني بحاجة لأسبرين الآن
خاطرة واحدة قلبت مشاعري رأسا على عقب
استشعرت الحب ثم حزنت
اعتراني الغضب ثم هدأت
وأخيرا غمرتني مشاعر الفخر بهذه الأنثى القوية التي لم تضحي بحياتها من أجل الحب
وإنما أعلنت أن هذه النفس الحالمة بداخلها غير قابلة للمساومة
شكرا لأنك جعلتني أعيش اللحظات أعلاه بكلماتك العميقة