بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم آمين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الغاليات على قلبي: ربي يحفظكن ويسعد قلوبكن ويحقق الله لكل واحدة منكن ماتتمنى في الدارين ..
هذه الصفحة ستكون عن أبنتي الغالية ربي يحفظها ويحقق أملي فيها اللهم آمين .
كنت أتمنى أن يرزقني الله ببنت بعد إنجابي لأبني البكر رشيد ..ولكن إرادة الله كانت غير ذلك
وبعد إنجابي لأبنيَّ عبود وعبادي وكنت قد تعبت في حمل كل واحد منهما وأصابني ما أصابني من أمراض كثيرة أسأل الله أن تكون تكفير وتمحيص وزيادة أجر وحسنات آمين .
لذا أشفق علي زوجي وقرر أن لا أنجاب بقدرة رب العباد والإهتمام بالصحة والتربية التي كانت شغلنا الشاغل ..وكنت حريصة جداً على أولادي من ناحية الأكل واللباس وعدم الإختلاط إلا بمن نثق بهم ..ولكن الحقيقة كنا نتغافل عن جانب واحد وهو الحوار ...
بيتنا يقوم على الأوامر أفعل ..!!لا تفعل!!
وهذا خطأ كبير ..
وكانت مشاكلنا تدور حول هذه المسألة بيني وبين عمدتنا ربي يحفظه لنا ..
والله المستعان ..
والله سبحانه وتعالى أردا أن أحمل ببنتي وعندما عرفت (أستغفر الله العظيم )بكيت ولكن دعيت اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خير منها ..
لأني تذكرت الأوجاع والامراض التي تكون مع الحمل ..والتربية وكانت صحتي قد أستهلكت..
ولكن إرادت الله سبحانه وتعالى ..
والحمدلله ربي رزقني بنت رائعة جميلة وخفيفة دم وذكية ماشاء الله تبارك الله (القرد في عين أمه غزال)وكنت أخاف عليها من كل شيء وأحرص عليها كما احرص على عيني ..
وسخر الله سبحانه وتعالى لها والدتي جعلها الله في الفردوس الأعلى ووالدي وجميع المسلمين ..
والدتي رحمها الله كانت تزرع فيها مخافة الله والحياء ..كنت أحرص أن أضعها عند والدتي عند ذهابي للعمل ..ونشأ بينهما ود ومن خلال ذلك تشبعت من أمي التعليمات التي كنت أحب زرعها فيها ..
ولكن لابد من مرعاة الزرع بأستمرار مع تعريضه للهواء وضوء الشمس ..
من الطرائف التي تحصل ولم أخبر بها أحد حتى الآن ..يعني حصرياً لكن ..
عندما تشعر بنتي بالطفش وكانت مابين ثلاث سنوات وأربع سنوات ..
كنت ألبسها وألبس عبائتي وأخرج أنا وهي كأننا في زيارة لأحدى الصديقات وهي تعرف بيتها ..
ونأخذ لفة كاملة حول الحي ونمر من بيت الصديقة وأشغلها بالكلام وأكمل المسير ..وبما أن المسافة متعبة قليلة ..نعود لبيتنا وقد ذهب الطفش
وتحتاج للراحة وتقليب كتب الصورة التي عندها ..أنا ربتني أمي رحمها الله بكثرة ماتحاوني وتحكي لي عن حياتها ..حتى عندما أشعر بالضيق من طريقة عيشها وهي لاتختلط بالبنات حيث أن والدتها تمنعها من ذلك ..
كانت رحمها الله رحمة واسعة تقول لي :
أيه أمي تخاف علي من البنات الماسخات ..يعني التي يكون كلامها كثير ..
والدتي مقتنعه بمنع أمها لها وتعودت على ذلك ..وتعترف أن ذلك جعلها خجولة ويؤخذ حقها بسهولة ..
كان ودي يكون تربيتي لبنتي عن طريق الحوار الذي ليس فيها ..أفعلي كذا أو لا تفعلي ..
وإنما هي تعرف الصح وتعمله والخطأ وتتجنبه من خلال قصة ما ..أو موقف ما ..
وعندما اردتُ إدخالها التمهيدي حرصت جداً على أن يكون توجهالمدرسة ديني وكانت نعم المدرسة الكل يثني عليها ..مع انها بعيدة عن منزلنا ..ولكن للزين كل شيء يهون ..
ومن فضل الله كانت معلمتها رائعة جداً جداً كان أسمها ريم العتيبي الله يسعدها حيثما كانت زرعت في بنتي حب القرآن وحفظ الحديث والإقتداء بسيد البشر ..وكانت ربي يحفظها ويحفظ بنتي وكل من قال آمين ..محبوبة عند الصغار وملكت قلوبهن بأسلوبها الرائع ..
كنت أشعر بسعادة كبيرة أن أبنتي تطبق ماتتعلمه في حياتها وتعلمنا وتذكرنا بالتطبيق ..
وفي يوم جاءت وكانت عيونها حمراء من البكاء
قلت لها :خير وش حصل ؟؟
قالت: معلمتنا ريم بتنقل من مدرستنا ..وكل البنات بكوا عليها ..
قلت :خير على كيفها تتركن !!
قالت :أيه تقول جاني تعيين رسمي حكومي وأحسن لي ..وش يعني تعين رسمي حكومي ..؟؟
قلت لها :أييييييييييه كذا معذورة وشرحت لبنتي مامعني هذا الكلام ..
ولكن البنات متأثرات جداً من تركها لهن ..
وثاني يوم ذهبت لها !!!
مايصير تترك بنتي علشان تعيين رسمي حكومي !!
وسلمت عليها ودعيت لها وشكرتها والله بحق كانت رائعة ..
قلت لها :حاولي تكملين معهن العام وبعدها أنا بأنقل بنتي لمدرسة أخرى !!!
قالت :لا أستطيع لابد من المباشرة مع بداية الفصل الدراسي الثاني حتى لاتذهب الوظيفة لغيري ..دعيت لها ..
وسلمنا امرنا لله ..
وفي الفصل الثاني ربي رزق البنيات بأخت ريم
الأستاذة :هيا العتيبي .
نعم المعلمة ونعم الخلف لخير سلف ..
قمة في الأخلاق والطيبة والتواضع والدين وحب العمل ..وسارت الأمور طيبة وهذا من فضل الله
..وفي بداية العام كنت قد سألت كثير حتى عرفت مدرسة ممتازة أهلية ولكنها قوية في مناهجها الدراسية ونظامها ..ولكن ليست مثل إلتزام المدرسة السابقة ..
ودرست فيهابنتي الصف الأول والثاني ..وتغيرت بعض المفاهيم عندها ..ولكن الحوار في البيت مستمر عن طريق القصص وعرض أمثلة من الواقع مع كمية من المحبة العملية ..
حتى مرة كنت معها في سوق المتنبي وعندما دخلنا المحل اتجهت إلى فستان عريان للصغيرات وقالت وهي تهمس في أذني ..
معليش ياماما تشترين لي هذا العيب !!
قلت لها :كيف عيب ونشتريه ..وربي لايرضى بذلك ..
قالت :ولكن فلانه تلبس مثله !!
قلت لها :وهل نقلد فلانه ؟؟أو هي أفضل تقلدنا !!
ولم ترد علي .!!
وكنت قد سجلتها معي في دارللتحفيظ وكانت معلمتها رائعة ربي يوفقها لكل خير وحتى الدار كانت رائعة وفيها أنشطة كثيرة تجذب الصغار ..
ثم نقلنا بيتنا الجديد وكان بجوار البيت مدرسة أهلية وأصر والدها أن ندخلها هذه المدرسة لأنها قريبة من البيت .
وكانت في الصف الثالث إبتدائي وحصل نقلة كبيرة لها ...الله يهدي معلماتها ..
أكمل إن شاء الله غداً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .